الحسن ابن علي ..المسالم المظلوم... بقلمي

[نعمة الله]

الإمام الحسن عليه السلام

المسالم المظلوم

لست هنا بصدد تعريف ما لا يمكنني تعريفه ولا تبيان مالا أقدر على تبيانه

فهو(ع) الإمام الثاني بعد أبيه أمير المؤمنين وسيد الوصيين وخليفة المصطفى الأمين

هو ابن الزهراء عليها السلام وسبط الرسول صلّ الله عليه وآله ونجل أمير المؤمنين عليه السلام وأخو سيّد الشهداء عليه السلام

وهو وأخوه سيّدا شباب أهل الجنة

ما جعلني أكتب هذا هو أنني وعلى إحدى القنوات سمعت اتصالاً من شخص يقول (أنتم الشيعة لا تحبون الحسن ابن علي لأنه بايع معاوية )!!!!!!!!!

ورغم أن منّا من يجهل أنها كانت صلحا ولم تكن مبايعة وكان له شروطه وظروفه

فقد قال عليه السلام حين لاموه على ذاك الصلح :

((ويحكم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت ، ألا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله صلى الله عليه وآله علي ؟ قالوا : بلى ، قال : أما علمتم أن الخضر عليه السلام لما خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصوابا ، أما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم عليه السلام خلفه ، فإن الله عز وجل يخفي ولادته ، ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء ، يطيل الله عمره في غيبته ، ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ، ذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير))

كما قال عليه السلام:

((والله ما سلّمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصاراً، ولو وجدت أنصاراً لقاتلته ليلي ونهاري))

وايضا قال عليه السلام ((إني رأيت أهل الكوفة قوماً لا يوثق بهم، وما اغتر بهم إلا من ذل، ليس رأي أحد منهم يوافق الآخر))

كما أن تواطؤ أهل الكوفة مع معاوية حيث كتبوا الى معاوية فإنا معك وإن شئت أخذنا الحسن وبعثناه إليك وميل الجيش نحو الصلح وعدم رغبته في القتال، حيث أن الحرب النفسية التي شنها معاوية عن طريق شراء الذمم وتجنيد الخونة أدت إلى تثاقل الأفراد، وهروب بعضهم إلى جانب معاوية ممّا أدى إلى خلخلة الجيش من الداخلك

قرار الصلح انطوى على مصلحة عامة للمسلمين وتتمثّل في:

أ) وحدة الدولة والمجتمع

قال الإمام علي (عليه السلام): (ألا وإن ما تكرهون في الجماعة خير لكم ممّا تحبون في الفرقة)

ب) حقن الدماء وإطفاء نار الفتنة

يقول (عليه السلام): (وقد رأيت أن حقن الدماء خير من سفكها، ولم أرد بذلك إلا إصلاحكم وبقاءكم)

ج) الحفاظ على الوجود الإسلامي

الشيعة الإمامية تفرّق بين منصب الإمامة الإلهي ومنصب الخلافة الدنيوي ، فالإمام الإلهي وهو الإمام الحسن ( ع ) لم يتنازل عن الإمامة الإلهية ( لأنها من حق مشرع الإسلام ) بل تنازل لمعاوية وصالحه على أساس الرئاسة الدنيوية .. فالإمام الحسن ( ع ) إمام معصوم بشهادة النبي صلى الله عليه وآله ، حيث يقول ( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ) بمعنى حاربا أم لم يحاربا . وقد أعطاه الخلافة الدنيوية وفق شروط وبنود أملاها على معاوية ، ولكن الأخيرلم يلتزم بهذه الشروط مع أنه وافق في البدء. ثم قال كلمته المشهورة بعدما صعد المنبر ومما قال ( وإن الحسن بن علي قد أملى علي شروطاً، وها هي تحت قدمي لا أفي بواحد منها ) ! وهذا يدل على بطلان خلافته ، لأنه نقض العهود والشروط

وأهم شروط الصلح كانت :

-1 أن يعمل معاوية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
2 - أن لا يلاحق شيعة آل البيت عليهم السلام.
-3 أن لا يسب أو يشتم عليا عليه السلام.
-4 ليس لمعاوية الحق في نصب أحد للخلافة.
-5 أن لا يدعو الحسن معاوية أميرا للمؤمنين.فكان من الشروط أن يُسقط نفسه عن إمرة المؤمنين، إذ أنه(عليه السلام) لما كان من جملة المؤمنين، عاهد معاوية أن لا يكون أميراً عليه.
-6 على معاوية أن يعيد الخلافة إلى الحسن فإن توفي الحسن فإلى الحسين.

إلا أننا (الشيعة)جميعا نتفق على أن الإمام المعصوم ما أن يأمر حتى يطاع

المشكلة أن هذا الشخص وكثرٌ أمثاله يجهلون معنى كلمة إمام ومعنى معصوم

ومعنى أن تجتمع الكلمتين في شخص واحد

إمام وهي كلمة تكرّرت في القرآن إثنا عشر مرة ((بعدد الأئمة الإثنا عشر ))

تعني في اللغة من يقتدى بهو الإمامة عند الشيعة الإمامية الاثنى عشرية ، لا بد و أن تكون بتعيين من قبل الله تعالى ، و لا يكون الإمام إماماً إلا بالنص من الله تعالى على لسان النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أو لسان الإمام الذي يكون قبله ، و ليست الإمامة بالإختيار و الإنتخاب.

ومعصوم تعني المُنَزّه عن الخطأ والعصمة: المنع. وعصم الله عبده: أي عصمه مما يُوبقه. عَصَمَه: منعه ووقاه وهي أيضا وردت في القرآن بعدد المعصومين عليهم السلام وتنظر الشيعة إلى أئمة أهل البيت أنهم قد تساموا بأنفسهم على الأهواء والشهوات، والخطايا والذنوب .

لذا فهو يجهل أيضا أن الشيعة الموالية المحبة والمطيعة لإمامها تسمع كلام إمامها المعصوم فتأتمر بأمره وتسير على نهجه

أن الشيعة ترى أن الإمام المعصوم هو خليفة الرسول (ص) لذا فأمره واجب الطاعة حتى لو بايع أشدّ الخلق لؤماً وخبثاً كمعاوية هذا .

أن الإمام المعصوم هو معصوم لذا فإن الشيعة على يقين من أن أمره أمر الله و نهيه نهي الله لذا تتبعه حيث يقول ومتى يقول وأنّى يقول وفي كل ما يقول.

وفي النهاية نسأل الله تعالى أن يعجّل فرج مولانا صاحب العصر والزمان عليه أفضل الصلاة والسلام ليظهر الحق وينصر الدين
وأيضا أقول أننا نعشق الرسول وآل الرسول ومنهم سلام الله عليهم أجمعين الحسن ابن علي