اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#21 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: لبنان
العمر: 36
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بشرى الشفاعة كنت أضج أحيانا من الجراحات التي برأسي وبدني ، ولقد كنت غافلا عنها بسبب اندفاعي لمقارعة الذنب وللفرحة التي أعقبتها ، وكنت أخشى أن تعيقني عن مواصلة الطريق . لم نقطع من الطريق إلا قليلا فجلست على الأرض وطلبت من ( حسن ) شيئا من الاستراحة ، فرجع إليّ وقال : الوقت قليل فلا بدّ من المسير بأيّ نحو كان . قلت : أما تراني لا أقدر ؟ وكعادته في مواساته لي ، تقدم نحوي وقال : ليت تقواك أكثر من هذا بقليل لاستطاع درعك دفع الضربة التي نزلت عليه كسائر الضربات . ألقيت بنظرة على الدرع ، والألم قد سلب مني الراحة ثم قلت : العجب لهذا الدرع الذي لم يستطع المقاومة أمام تلك الضربة رغم ضخامته . فأجابني ( حسن ) مباشرة ، إنك لم تصم سنة كاملة بعد بلوغك ، أما بقية الأيام فإنك ربما أذهبت أثرها بأعمال غير مرضية . استولت عليّ الحسرة والندامة والخجل ، فأخذ ( حسن ) بيدي وأنهضني من الأرض وقال : لو استطعت الوصول إلى وادي الشفاعة فهنالك أمل في مواصلتك الطريق مشافى وبسهولة : كان اسم الشفاعة معروفا لديّ كثيرا ومبعث تفاؤل لي في الدنيا ، لذا فقد أسرعت بالسؤال : أين هذا الوادي ؟ فأشار ( حسن ) إلى الأمام وقال : إلى الأمام قليلا ، ثم واصل قائلا : إن الشفاعة تتعلق بالقيامة الكبرى لكنك تستطيع الآن أن تفهم إن كنت من أهلها أم لا ، فإن بشروك بها فإنك ستستلهم روحية جديدة وتطوي بقية الطريق بكل يسر . كنت أحيط بيدي على رقبة ( حسن ) ونواصل طريقنا بصعوبة بالغة . وحين مسيرنا قلت لـ ( حسن ) : لو كنت أستطيع العودة إلى الدنيا لأخبرت أهلها : إن خير الزاد التقوى . فهز ( حسن ) رأسه وقال : وهو كذلك بالطبع ، ثم سكت ولم أعد أقدر على مواصلة طريقي إذ عمّ الألم جميع كياني فطلبت من ( حسن ) العون فحملني على كتفيه وسار . وأنا في تلك الحال قلت له : أتستطيع حملي على ظهرك حتى نصل وادي السلام ؟ قال : لا إذن بالدخول لوادي السلام لمن ضربه ذنبه وجرح بدنه ، فأدركت أن لا مناص لي سوى أن تدركني الشفاعة وحسب . أخذنا خطوة فخطوة نحو وادي الشفاعة يحدونا الأمل ، وأحيانا يقشعر بدني ويهتز كياني لئلا تدركني الشفاعة ، ولم يكن لديّ سوى ( حسن ) الذي يؤنسني في تلك الحالة . أخذ المناخ يتحسن شيئا فشيئا فقد انخفضت درجة الحرارة ولم يبق من الدخان المتراكم في السماء سوى طبقة خفيفة وكنت أتجرع كل أنواع الألم والعذاب بغية الوصول إلى وادي الشفاعة . وأخيرا وصلنا مرتفعا يمر طريقنا من خلاله ، فتوقف ( حسن ) وقال : على الطرف الآخر من هذا المرتفع يقع وادي الشفاعة الزاخر بالبركة والخيرات ، وعندما وصلنا إلى أعلى هبّ نسيم عذب فألقى ، ( حسن ) بي على الأرض وقال : لنجلس هنا بانتظار بشارة الشفاعة ، فإذا ما نلت شفاعة أحد أو بالأحرى شفاعة المعصومين الأربعة عشر (ع) فإن جميع جراحك ستلتئم . سررت كثيرا لعلمي بأنني كنت من أتباع مذهب أئمته أفضل الشفعاء بالنسبة لي . خطر إلى ذهني سؤال أقلقني فتوجهت إلى ( حسن ) فسألته : وإذا لم تنفع ؟ وكأن ( حسن ) لم يكن يتوقع مني هذا السؤال فأطرق برأسه ، فأعدت عليه السؤال مرعوبا أكثر من ذي قبل : وإن لم ينفعني علاج الشفاعة ؟ فأجابني ( حسن ) وهو مطرق الرأس : حينذاك ستصبح شقيا تعيسا . اعترتني حالة الرهبة والاضطراب وأخذت أبكي دون وعي مني ، وكعادته في مواساتي ورأفته بي اقترب ( حسن ) مني وقال : لا تبك فإننا حيث قطعنا كل هذا الطريق فإننا سنقطع ما تبقى ببركة هؤلاء بفضل منزلتهم عند الله ، فلطفهم أكبر من أن يتركونا على هذه الحالة و.... هنا قُطع كلام ( حسن ) بسلام من أحد المعارف ، فالتفتنا نحو مصدر الصوت ، إنه ذلك الملك المغيث قد جاءني هذه المرة بمرهم الشفاعة لإنقاذي فقال هذا الملك وهو يسلم المرهم لـ ( حسن ) : هذه هدية وهي عبارة عن بشارة بالشفاعة من آل الرسول (ص) ثم ابتعد عنا محلقا بجناحيه ، فلم تعد الدنيا تلمني من الفرح وودّعت ذلك الملك بعيون مغرورقة بالدموع . ولما وضع ( حسن ) الدواء على جروحي شعرت وكأن آلامي وضعفي التي كانت تخيم على كياني قد زالت ووقفت على قدمي مباشرة وفي هذه المرة ترقرقت عيناي بدموع الشوق وصرخت بصوت عال : السلام عليكم محمد وآله الطاهرين الذين يبذلون الشفاعة لمن يحبهم ، وإن الله لن يرفض شفاعتهم يوم القيامة أبدا . لقد كان صراخي جليا قويا بحيث وصل أسماع مجموعة من أهل وادي الشفاعة فجاءوني يهرعون وقالوا لي : ما الخبر ؟ سمعنا صوت فرح لا يطلقه إلا الحائزون على الشفاعة . فأجبتهم والسرور يملؤني : نعم ، لقد نلت البشارة بشفاعة آل محمد (ص) ، وضمدوا جروحي التي أصابني بها الذنب . فقال لي أحدهم مهموما : وما عسانا فاعلون ؟ فهل هنالك من يشفع لنا ؟ قلت له : ولم تريدون الشفاعة ؟ قال : لا يؤذن لنا بالعبور . فسألته متعجبا : ولماذا ؟ قال وهو يبكي : لقد أخبرنا الملائكة بأننا أفلحنا بالوصول إلى هنا ، لكننا من الآن فصاعدا بحاجة إلى بشارة الشفاعة ... هنا نادى عليّ ( حسن ) وطلب مني أن لا أضيع الوقت هدرا . ونحن نسير سألت ( حسن ) : ما هو مصيرهم ؟ فرد علي : لا تفكر بهم ، فلكل واحد نصيب من الانتظار لنيل الشفاعة ، فطائفة مثلك تطلب الشفاعة ، وآخرون كهؤلاء يطلبون الإذن بالعبور ، ومثل هؤلاء كانوا قد نسوا الله في الدنيا وأنكروا الشفاعة . وكانوا يتقاعسون عن إقامة الصلاة ، لكنهم حيث تعقدت أمورهم أخذوا يفكرون بالشفاعة . لا زلنا نسير في وادي الشفاعة ، فألقيت بنظرة نحو أولئك المحتاجين وقلت لـ (حسن) : ليت الناس جميعا كانوا صالحين في الدنيا بحيث يستغنون عن شفاعة أي إنسان . نظر ( حسن ) إليّ وقال كلا ، ليس كذلك فالجميع بحاجة إلى شفاعة محمد وآله (ص) ، فالبعض يحتاجون الشفاعة لدخول الجنة ، وآخرون يمدون أيديهم لنيلها لغرض بلوغ درجات أعلى فيها ، فدهشتني الحيرة لهذا الكلام فلم أتكلم بعدها أبدا . وبعد سكوت قصير واصل ( حسن ) حديثه حول أهل وادي الشفاعة فقال : البعض منهم لم يكونوا يقبلون أعذار إخوانهم المؤمنين ، وآخرون لم يكونوا يطعمون المساكين ، وطائفة أخرى كانوا يخوضون باللعب واللهو فكيف يشفّع بهم إن لم يذوقوا العذاب لعل رحمة الله تدركهم فيما بعد . وأخيرا ودعنا وادي الشفاعة وواصلنا طريقنا بمزيد من النشاط والحيوية كوثر البرزخ ثم وصلنا نهراً جميلاً وعجيباً لم أرَ مثله طيلة حياتي, بل لم أكن أتصور حتى في عالم الخيال, ففي جانب منه ماء زلال وفي الجانب الآخر يجري لبنُ سائغُ أكثر بياضاً من الصقيع, والأعجب من ذلك هو جريان شراب بينهما يشبه في حمرته الياقوت قلَّ نظيره بالجمال ونظرت إلى بداية النهر ونهايته فلم أجد له بداية أو نهاية. ووقعت عيناي على أشجار ورياض على جانبي النهر كانت مناظرها من الدهشة بحيث أنني لم أرَ مثلها ولم تخطر على بالي حتى في عالم الرؤيا. تعلّقت عيناي بالنهر فسألت عن منبعه, فأجابني "حسن": أنه نهر الكوثر الذي ورد الحديث عن منابعه في القرآن الكريم وهو يجري على امتداد وادي السلام, كل في كلم منطقة يتميز بطعم خاص, فقلت: ولماذا؟ قال: كلما تسامت منزلة المؤمن ازداد مستقره روعة وبذلك يزداد نهر الكوثر جمالاً. ثم حلَّق ببصره إلى آخر النهر فقال: عندما يمر النهر من وادي الشهداء فانه يصبح جميلاً ولطيفاً بحيث تقصر الأبصار عن النظر إليه, سألته متعجباً: إذا كان الأمر كذلك فكيف يكون عبوره عند الأئمة ؟ أدار "حسن" ببصره نحوي وقال: ماذا تقول؟ انهم في غنىً عن هذا النهر, فكل ما في هذا النهر من لذةٍ وحلاوة ورقّةٍ إنما هو ببركة الأئمة والأنبياء عليهم السلام, سكت هنيئة ثم واصل كلامه, هناك تقع منابع النهر ونحن الآن نقف على بقعة صغيرة منه. بعد قليل قال "حسن": أتريد أن تشرب منه؟ وحيث إن ذلك لم يخطر ببالي بسبب انشغالي بجمال المنظر. قلت بكل سرور: بالطبع بالطبع, ولم أكن بالمرة منتبهاً إلى إمكانية الشراب من هذه النهر. فابتسم " حسن" وقال: إذن هيا بنا إلى مستقرك فهناك الكوثر أكثر عذوبة. أخذنا نسير على ضفة النهر بحيوية ونشاط بالغين, وقد شدّني جمال الكوثر عن المناظر المحيطة به, وكلما تقدمنا أكثر ازداد جمالاً وروعة. وفي كل آنٍ تزداد عندي اللهفة لارتشاف جرعة من النهر حتى بلغنا منطقة توقفتٌ عن الحركة فجأة وتوجهت نحو " حسن" وقلت له: لن أتقدم خطوة واحدةَ إن لم أشرب من هذا النهر! فردَّ عليَّ قائلاً: إن الآن في دار السلام الخاص بك وبإمكانك الارتشاف ما شئت هنيئاً مريئاً, فأخذت أفكر في كيفية تناولي منه فأشار "حسن" إلى أعلى شجرةٍ وقال: أطلب من تلك الحورية التي تجلس على الغصن لترويك, نظرت إلى الأعلى فشاهدت حورية غاية في الجمال وقد أمسكت بكأسٍ رائعٍ في يدها, وقد أجَلْتٌ بنظري إلى الأشجار وجدتٌ فوق كل شجرةٍ حوريةً تحاول خطف فؤادي بدلالها وغزلها, وبإشارة خاطفة ملأت إحداهنّ ذلك إلا إن الظريف بماء الكوثر وقّدمته لي وهي تبدي دلالاً واحتراماً وأدباً, وما إن ارتشفتٌ جرعة منه حتى أصابني السٌكر فلم أعد اشعر بوجود أدنى ألمٍ ووجعٍ في بدني من رحلتي تلك. زيارة للعائلة هنا تذكرتُ أسرتي فقلت لـ "حسن": أريد بأي نحو كان المرور على الدنيا لأوقظ أهلها من غفلتهم ليعلموا أن الموت يعني الخلاص, خلاص من الآلام والعذاب التي يعج به ذلك العالم, فإذا عرفوا بالصفاء الذي يسود هذا العالم لم يعد الموت مٌرّاً بالنسبة لهم. ردَّ "حسن" علّ قائلاً: لا إذن لك في إخبارهم عمّا يدور هنا, لكنك تستطيع زيارتهم. فقلت مسروراً: وكيف؟ قال: لكل واحدٍ من أهل البرزخ الأذن في زيارة أهله على هيئة طائرٍ جميل ومدة هذه الزيارة تتناسب مع استحقاقهم, فبعضهم يزورون أهلهم كل يوم جمعة, وآخرون كل شهر, وطائفة يحصلون على إذن الزيارة كل عام مرة واحدة. ربتَ "حسن" على كتفي وقال: تأهب, لأنك تستطيع الآن زيارة أهلك. كان ظلام الليل قد ألقى بأجنحته على الدنيا, جلستٌ على جدارٍ وأخذت أراقب حركاتهم عبر زجاج النافذة, فكانت زوجتي منهمكة بالأعمال المنزلية. أما أولادي فكان كلٌّ منهم منهمك بشأنه, ثم مررتٌ على دار ولدي الكبير وابنتي الكبيرة ومن هناك توجهت إلى بيوت أخوتي وأخواتي, وقد سررتٌ كثيراً لعدم ارتكابهم الذنوب. ولنفاذ صبري على المكوث في الدنيا أكثر من ذلك فقد عاودت الرجوع إلى مستقري في وادي السلام. هدايا الأحياء مضت مدة طويلة وأنا أداوم على حياتي الزاخرة بالسعادة والصفاء في وادي السلام, وكنت بين الحين والآخر أتنعم بهدايا أهلي والمؤمنين من أصدقائي, تلك الهدايا- وهي دعاؤهم واستغفارهم لي- التي كانت تسعدني وأشعر كأنني غريقاً استطاع النجاة. فيما كانت الخيرات المتأتية عن الباقيات الصالحات التي قمت بها تصلني تباعاً فتدخل السرور إلى نفسي, كما كنت استأنس بمن يزور قبري وأسعد لحضوره. بل إن قراءة الفاتحة كانت أهم عندي من الدنيا وما فيها من حيث الراحة, لكنني كنت أعلم أن الأحياء لا يدركون هذه الحقيقة. الظـــــهور ما زالت الحياة المادية قائمة, وما زلنا نحن نعيش في بحبوحة الرحمة الإلهية, وفيما عدا باب الأئمة والأنبياء فإن سائر أبواب دار السلام كانت تستقبل قوافل السعداء في عالم البرزخ, لكن الأخبار الواردة عبر الطرق والسبل في برهوت تحكي عن تورط مجاميع كبيرة من الناس, ومن ناحية أخرى كانت أعداد أهل وادي العذاب في تزايد مستمر في كل آنٍ, وكل ذلك يحمل دلالة على امتلاء الدنيا بالظلم والجور, بحيث أضفت على باب الشهادة من ناحية وعلى وادي العذاب من ناحية أخرى طابعاً جديداً, فيما جعلت الكثيرين يعيشون العذاب في وادي برهوت . ولكن لم يطل المقام ولم يستمر الحال حتى سادت وادي السلام حالة مدهشة بسبب حركة الملائكة الدؤوبة, ولما فاستفسرت من "حسن: عن السبب أجابني: كل ذلك يرتبط بالدنيا ويبدو أن حدثاً عظيماً سيقع. كنتُ جالساً في محفل شيَّق بين مجموعة من الأصدقاء فأطلعت على خبر هذا الحدث العظيم, ففي تلك الأثناء جاء ملكُ وسلَّم على الحاضرين ثم خاطب أحد المؤمنين: لقد ظهر أمامك فإن شئت العودة إلى الدنيا كي تكون إلى جانبه, وإلاّ فبإمكانك البقاء متنعماً في بحبوحة الرحمة الإلهية ففضل ذلك المؤمن الرجعة فغادرنا. الآن اتضح للجميع أن قائم آل محمد قد ظهر ليسوق الدنيا التي تعج بالظلم والجور نحو الحق والعدالة. ومضت مدة- رغم قصرها في نظرنا- لكنها تمثل سنوات متمادية من عمر العالم المادي, وكنا نسأل الواردين علينا حديثاً عن أخبار الظهور وقيام الإمام المهدي فكان أحدهم يقول لنا: إن الدنيا تشتعل بنيران الظالمين, فكل فئة تشعر بوجود القوة لديها تشهر راية الحرب, فيما لا يسمع أحدُ صوت المظلومين, والقلاقل والبلايا والزلازل المستمرة التي ضربت الأرض قد ضيَّقت الدنيا على سعتها في أعين أهلها, فالجميع مرهقون وقانطون, ولكنهم كانوا ملعقين الأمل بمجيء منقذٍ عادلٍ حريص عليهم. والإسلام جاء غريباً قد عاد تلفه الغربة من جديد, وهكذا كان حال الدنيا وأهلها إلى فترة سبقت ظهور الإمام المهدي , وفي شهر رجب ارتفعت في السماء ثلاث نداءات أذهلت الجميع, أوّلها قضّت مضاجع الظالمين لأنه أوعدهم باللعن الإلهي (ألا لعنة الله على الظالمين) ولعل منذ تلك اللحظة تأزمت الأوضاع في الشام, وفي النتيجة انتصر جيش السفياني على الفئتين المناهضتين له. وفي ذلك الوقت وقفت تحركات وثورات قد تكون صغيرة أو كبيرة هنا أو هناك من العالم, ووصلت أخبار عن قدوم جيش من خراسان إلى العراق, وقدوم شخص من اليمن يقود جيشاً لنصرة الحق. ثم حدَّثنا أحد الواردين الجدد: قبل ظهور الإمام ترددت أخبار عن ظهور شخصٍ أعور يدعى الدجال حاول خداع الناس ويزعم أنه الله وعلى الناس أتباعه وقد أوقع الكثيرين في أحابيله عن طريق دعاياته الواسعة الذكية, بحيث أن مجاميع كبيرة كانت تنضم إليه يومياً, كما تتردد الأخبار من مكة عن اجتماع 313 من المؤمنين الصالحين وخيرة البشر على الأرض في المسجد الحرام استعداداً لأمر هام, تبين فيما بعد أنهم جاؤوا لاعلان البيعة لواحدٍ من أبناء رسول الله صلَّ الله عليه وآله وسلم. في تلك الأثناء حيث كان اليوم جمعة وصادف يوم عاشوراء, وإذا بصوت مؤثر صرّاخ من داخل المسجد الحرام يتلو قوله تعالى: " بقية الله خيرُ لكم إن كنتم مؤمنين" ثم يواصل نداءه فيصيح: أنا بقية الله في أرضه, وتلا ذلك أنطلق في السماء يؤكد: الحق في اتباع قائم آل محمد صلَّ الله عليه وآله وسلم. غط الجميع في دهشتهم, الظالم والمظلوم رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً. هنا ارتفع صوت آخر يتسم بالشيطنة من زاوية أخرى من العالم يدعو إلى اتباع السفياني, فوقع حشد كبير ضحية الوسوسة والشك في تشخيص الحق بعد سماعهم لهذا الصوت. وبعد ظهوره توجه مع أنصاره القلائل إلى المدينة, وحيث أن الناس كانوا قد سمعوا مثل هذا الشخص بأنه منقذ البشرية فقد تعجبوا لقلة ناصريه ولم يصدقوا بقدرة مثل هذا الشخص على إنقاذ البشرية, ولما وصل إلى المدينة وصله خبر السفياني بجيش مجهّز نحو المدينة يطلب قتله عليه فيغادر المدينة إلى مكة, غير أن جيش السفياني الذي كان يلاحق الإمام يذهله نداء سماوي فيتعرض للخسف في منطقة البيداء على مقربة من مكة. واصل أحد شهود العيان سرد القصة فقال: بعد معرفة أهل العالم بظهور الإمام جاء الشيعة أفواجاً أفواجاً إلى مكة لاعلان البيعة, حتى أن أهل خرا سان جاؤوا لبيعة الإمام تلبية لطلبه, حتى أنطلق بنهضته فتوجه نحو المدينة ومنها إلى الكوفة وبعد مدة قضاها في الكوفة غادر إلى العذراء وفيها التحق بالإمام حشدُ كبير ليتشكل منهم جيش جرار, وهناك التقوا السفياني وما تبقى من فلول جيشه فتقابلت من كل جيش فرقة تقصد القضاء على غريمتها, وكان في جيش الإمام أشخاص من قبيل مالك الأشتر, المقداد, سلمان, عبدالله بن شريك العامري, داود الرقي, وطائفة أخرى من العظماء رجعوا من عالم البرزخ إلى الدنيا لينالوا وسام الجهاد بين يدي الإمام . بعد فترة وجيزة, انطلقت معركة ضارية كانت نتيجتها النصر لجيش الإمام حيث تعرض السفياني خلال تلك المعركة التاريخية إلى انتقام إلهي قاسٍ لأنهم قد سقوا الأرض من دماء شيعة أهل البيت عليهم السلام ومحبيهم. ثم توجه إلى تل أفيق لحرب الدجال, وبعد صراع مرير وقع يوم جمعة قضى الإمام على الدجال ومن معه. أخذ أحد أنصار الإمام المهدي ممن أمضى مدة طويلة في ظل حكومته العادلة, يحدثنا عن خطط الإمام فقال: من أعماله الانتقام من الظالمين الذين كانوا قد رحلوا عن الدنيا, فقد عادوا إلى الدنيا ونالوا جزاءهم الدنيوي, مثلما رجع بعض الصالحين إلى الدنيا ليتمتعوا بصرة قائم آل محمد وأنا شخصياً شاهدت أثنين من أهل البرزخ كانا قد علَّقا بمشنقة ثم جرى إحياؤهما لتوضّح لهما جرائمهما, وأخيراً اعترفا بخطاياهما فنالا جزاء أعمالهما. بعد القضاء على أعداء الدين والقسط أصدر أوامره بالإعمار الشامل للعالم فأخرجت الأرض والسماء بركاتها وذخائرها وأخذت تهب نسائم العدل على شرق الأرض وغربها. وأخيراً تمتع البشر بالمدينة الفاضلة والعالم المزدهر وانتهى زمن القنوط من بلوغ ذلك, وأعظم ما افتخر به هو أنني عشت أياماً في ظل راية باسط العدل في العالم ومن ثم أغمضت عينيَّ عن الدنيا متنعماً باسمه وذكره, ولقد كان وادي السلام رغم سعته يعيش قبل ظهوره وإقامة حكومة العدل فتح أبوابه ليستقبل على الدوام قوافل السعداء الذين كانوا يقطعون صراط البرزخ –أي برهوت- في أقصر مدة. لقد حكى لنا الذين عاشوا تحت لواء حكومة العدل الإلهي عن عالمٍ مزدهر وحكومةٍ مقتدرة, الحكومة التي ظل نور هدايتها يزهر حتى آخر يوم من عمر البشرية حيث شاء الله أن يرفع بساط الحياة عن الأرض :: تم بعون الله :: اللهم اجعل كل من يقرأ هذا الموضوع من سكان وادي السلام ومن ثم من سكان جناتك الخالدة وفي الاخير اشكر الاخوات اللواتي تابعوا الموضوع وأشكر الأنامل الذي كتبت القصة ولكم مني خالص التحيه
__________________
يا زهراء انتِ ملاذي في يوم المحشر |
![]() |
![]() |
![]() |
#22 |
::: لجنة تحفيظ القرآن ::: مراقبة عامة & مشرفة ركن الجمال والاناقة والبراعم والمكتبة •ღ• اللهي بذكركـ عاشـ قلبي •ღ•
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: العراق
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
اللهم صل على محمد وال محمد
جزاك الله كل خير عزيزتي قصه جميله ومفيده لكن للاسف الموضوع مكرر عزيزتي وان شاء الله اجرك على مولاتنا الزهراء عليها السلام http://www.noorfatema.com/vb/showthread.php?t=69835
__________________
![]() ![]() لاتقل عرفت الحسين فأحببته بل قل كان حبا في دمي منذ ولادتي ففطنته لاتقل عند شرب الماء بسم الله وتكتفي بل قل بسم الله أبتدىء وبذكر الحسين أرتوي لاتقل إذا أحسست بالغربة (أنا غريب) بل قل ما أوحش غربة ذاك الحبيب لاتقل لطفلك عندما يكون عطشان( أشرب حبيبي) بل قل لاتشرب حبيبي حتى تسلم على الرضيع الحسيني لاتقل لأبنتك في سن التكليف( تحشمي) بل قل اقتربي بنيتي أعطيك نبذة عن الحجاب الزينبي لاتقل عند المرض (ماهذا البلاء) بل قل السلام عليك أيها العليل الصابر رغم عظم البلاء لاتقل عندما تكون جائعا( أين الطعام وتأكله) بل قل السلام على من مزج دمعه بأكله |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحساب فى القبر و سؤال منكر و نكير وحول البرزخ و الروح ؟؟ | اللؤلؤاه المكنونه | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 2 | 04-07-2017 06:29 PM |
((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !)) | البسمات الفاطميه | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 16 | 04-05-2011 01:52 PM |
مسير الأرواح في عالم البرزخ | عشقي حسيني | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 6 | 24-03-2011 10:34 AM |
ما هو عالم البرزخ ؟ | فلة | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 14 | 24-09-2010 04:16 PM |