اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-05-2011, 06:51 PM | #1 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))
هناك العديد من البشر يجهلون تفاصيل ما يجري على القابعين في التراب
واهل البرزخ,, وربما نسمع دوماً كلمة " البرزخ " ولكننا نجهل معناها او نجهل ما يحدث للإنسان في عالم البرزخ ... قال مولاي ابا تُراب الإمام علي سلام الله عليه : (( آهٍ من قلة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظيم المورد )) . الإحتضار منذ عدة أيام عم الألم جسدي واخذ يؤذيني ... وبدأت علامات الموت تدنو مني وحلت بي حالة الإحتضار . اداروا برجليَّ نحو القبلة ، واحاط بي زوجتي وابنائي وأقربائي وبعض اصدقائي ، ومنهم من ترقرت دموع عينيه ، اغمضت عيني بهدوء وغرقت في بحر افكاري ، واخذت افكر مع نفسي ، بم قضيت عمري ، وأين لملمت أموالي - رغم قلتها - وأين انقفتها ؟ لقد كان التفكير بذلك يؤلمني كثيراً ، ومن شدة القلق فتحت عيوني ... (( الموت : خروج الروح من الجسد )) قال مولاي أبا تُراب أمير المؤمنين الإمام علي سلام الله عليه: ((الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا )) في تلك الأثناء انتبهت الى وجود شبح طويل القامة يرتدي ثيابا بيضاء قد نشب يديه على اطراف اصابع قدمي واخذ يتجه نحو الأعلى من جسدي ، ولم اكن اشعر بالألم عندما كان عند قدمي لكن الأم اخذ يزداد كلما ارتفع نحو الأعلى وكأن الألم باجمعه اخذ يتحرك الى الأعلى من جسدي ، وحتى وصلت يده الى حلقومي ، حينها اصبح جسدي بلا شعور ، بيد ان رأسي اصبح ثقيلاً بحيث كنت اشعر انه سينفجر من شدة الضغط ، او ان عيني ستخرجان من حدقيتهما . تقدم عمي الشيخ العجوز نحوي وقد امتلأت عيناه بالدموع وقال لي : يا ولدي اقرأ الشهادتين ، انا اقرأها وانت رددها معي : اشهد ان لا إله الا الله وان محمدا رسول الله وان عليا ولي الله ... لقد كنت اراه واسمع صوته ، فتحركت شفتاي ببطء وما ان اردت التلفظ بالشهادتين حتى احاطت بي اشباح سوداء قبيحة والحّوا علي ان لا انطق الشهادتين ، لقد كنت اسمع بأن الشياطين تحاول سلب ايمان المرء عند موته ، لكنني لم اكن اتصور ابداً انهم يفلحون في صدي . ومرة أخرى أدنى عمي وجهه مني وتلفظ بالشهادتين ، ولما أردت تحريك لساني تحرك الشياطين مرة أخرى ولكن عن طريق التهديد في هذه المرة . لقد كانت لحظات عجيبة ، فمن ناحية كان الذي يرتدي ثياباً بيضاء يمارس أعمالاً مدهشة . ومن جهة ثانية ، كنت أواجه إصرار عمي على النطق بالشهادتين ، وثالثة محاولات الأشباح الخبيثة في سلب إيماني في آخر لحظات حياتي . ثقل لساني وكأن شفتي قد خبطت مع بعضها ، لقد اعتراني العجز ، وكنت أريد الخلاص من هذا الوضع المؤلم ولكن كيف ؟ وعن أي طريق ؟ وبواسطة من ؟ في غضون ذلك التجاذب ظهرت من بعيد أنوار ساطعة فقام ذلك الرجل ذو الثياب البيضاء إجلالاً لها ولّت تلك الوجوه القبيحة هاربة ، ورغم عدم معرفتي في تلك اللحظات لتلك الأنوار الطاهرة الفريدة لكنني عرفت فيما بعد أنهم الأئمة الأطهار قد حضروني في اللحظات الحساسة وببركة وجودهم أشرق وجهي وانفتح لساني فحركت شفتيّ ونطقت بالشهادتين هنا امتدت يد ذلك الرجل ذي الثياب البيضاء لتمسح على وجهي ، وشعرت بالاطمئنان بعد أن كنت أعاني شدة الألم والاضطراب. لقد أصبحت وكأنني ألقيت الآلام والعذاب بأجمعه على كاهل أهل الدنيا لأنني شعرت بالاستقرار وكأنني لم أرَ حرية واستقراراً كالذي عشته في ذلك اليوم فقد انفتح لساني وأشرح عقلي . كنت أرى الجميع وأسمع أحاديثهم . هنا وقعت عيناي على ذلك الرجل ذي الثياب البيضاء فسألته : من أنت ؟ وماذا تريد مني ؟ فإنني أعرف كل الذين حولي إلا أنت ، فقال : كان عليك أن تعرفني ، أنا ملك الموت ، فاضطربت لسماع اسمه واهتز كياني ، فوقفت أمامه أتخضع وقلت : السلام عليك يا ملك ربي فلطالما سمعت باسمك ومع ذلك لم أستطع معرفتك حين الموت ، هل تريد الإذن مني كي تقبض روحي ؟ فأجاب ملك الموت مبتسماً : إنني لا أحتاج إلى إذنٍ من أي أحد لأنتزع روحه من جسده ، وإذا ما تأملت جيداً سترى إنك قد ودعت الحياة الفانية ، انظر إلى جسدك قد بقي بين أهل الأرض ، فنظرت إلى الأسفل فاستحوذت عليّ الدهشة والحيرة ، إذ أن جسدي مطروح على الأرض بلا حراك بين أقربائي ومعارفي ، فيما كانت زوجتي وأبنائي وكثير من الأقارب يحومون من حولي وهم يبكون وترتفع صرخاتهم إلى عنان السماء وأخذ آخرون بالشكوى والتساؤل : لقد تعجل عليه الموت ، لماذا ؟ أخذت أفكر مع نفسي : لِمَ ينوح هؤلاء ؟ ومن أجل من ؟ أردت دعوتهم لالتزام الهدوء ، وهل يكون ذلك ؟ صرخت فيهم : أيها الأعزاء التزموا الهدوء ، أما تريدون راحتي واستقراري ؟ فلماذا هذا التفجع والحزن ؟ بعد الألم المضني أصبحت الآن في كامل الراحة والسعادة . إنني أخاطبكم أما تسمعون ؟ لِمَ هذا البكاء ؟ ممّ عويلكم وبكاؤكم ؟ نوروا الدار بالدعاء وذكر الحق تعالى . استمر عويل واستغاثة الحاضرين ، يعلو ويعلو ، هنا سمعت صوت ملك الموت يقول : ما الذي دهى هؤلاء ؟ مم ّصراخهم وعويلهم ؟ ولِمَ هذه الشكوى والتفجع ؟ لِمَ هذا البكاء واللطم على الرؤوس ؟ أقسم بالله إنني لم أرتكب ظلماً بحقه ، فلقد نفذ رزقه في هذه الدنيا ، ولو كنتم مكاني لقبضتم روحي بأمر من الله ، اعلموا أن دوركم سيأتي يوماً ما ، وسأتردد على هذه الدار حتى لا أدع أحداً فيها ، إن عبادتي وطاعتي لله هي أن أقطع كل يوم وليلة أيدي الكثيرين عن هذه الدنيا . الناس مستمرون بعملهم لا يسمعون هذه الإنذارات . تمنيت لو كنت سمعت هذه الإنذارات ولو مرة واحدة في الحياة الدنيا كي تكون عبرة لي ... لكن واحسرتاه ثم واحسرتاه ... لفوني بقطعة قماش وبعد ساعة حملوني إلى المغتسل ، إنه مكان معروف لدي فطالما جئت هنا لغسل أمواتنا ، وهنا لفت انتباهي المغسل حيث كان يقلبني كيف شاء ودون عناء ، ونظراً لعنايتي بجسمي فقد صرخت بالمغسل : تمهل قليلاً ! ارفق بي ! فقبل لحظات خرجت الروح من هذه العروق فأضعفتها وأعجزتها ... لكنه واصل عمله دون أدنى عناية بمطالبي المتكررة . انتهى الغسل ، ثم لفوني بذلك الكفن الذي كنت قد اشتريته بنفسي ... لقد كنت أفكر آنذاك بأن شراء الكفن إنما هو عمل روتيني ، ولكن ما أسرع أن لف جسدي بالبياض. حقاً إن الدنيا دار جواز . وعند سماعي لنداء الصلاة .. الصلاة .. الصلاة .. دخلني نوع من الطمأنينة ... سنكمل البقيه في الجزء الثالث ان شاء الله تعالى ... </b></i>
__________________
عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني نسالكم صالح الدعاء ..
|
02-05-2011, 06:51 PM | #2 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: ((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))
نكمل معكم احبتي
التشييع "".. أنا راحلٌ .. وثقوا أنكمْ ستلحقون بي .. ولا تتصوروا أنّ الموت خُلق لغيركمْ .. عجباً لكمْ تشاهدون الموت ولا زِلتُمْ غافلين ..!!! ""لما انتهت الصلاة حملوا جنازتي على أيديهم .. ومرة أخرى بعثت صرخات الشهادتين الطمأنينة في نفسي .. ولعلاقتي بجسدي أمسكتُ بأعلى الجنازة وأخذتُ أسيرُ معها . لقدْ كنتُ أعرف المشيعين جيداً .. مجموعة بقاعدة التابوت .. وأخرى تمشي خلفه .. كنتُ أسمع أصواتهم وأحاديثهم .. حتى انّ باطن الكثير قدْ انكشفَ لي .. من هُنا قدْ اعتراني السرور لحضور البعض .. فيما كان حضور آخرين يؤذيني حيثُ كانت الرائحة الكريهة المنبعثة منهم تعّذبني .. كنتُ أرى بعضهُمْ على هيئة قردة في حين كنتُ أحسبهم في الدنيا من الصالحين .. من جانب آخر نظرتُ إلى أحد معارفي فداعبت روحي رائحة العطر المنبعثة منه .. وقدْ كنتُ في الدنيا لا أكنُّ لهُ الإحترام وذلك للبساطة الطاغية على ظاهره .. وربّما أسقطته في عيني غيبة الآخرين له .. و و .. كان التابوت يسير مرفوعاً على أكتاف أصدقائي وكنتُ أرافقهم والقلق من المستقبل يهيمنُ عليَّ . باب الولاية كنت أشعر بأنني أسير بخفة أكثر من السابق ، وكأنني أريد التحليق وأصل وادي السلام خلال لحظة واحدة ، نظرت إلى الأعلى فلم أجد أثرا للنار ، لكن طبقات خفيفة من الدخان كانت تلوح في الأفق لكنها كانت في طريقها إلى الزوال بإطلالة نور أبيض بهيج ، وكانت تطل علينا بين الحين والآخر أشجار خضراء زاهية ، كنا نطوي طريقنا بسرعة فائقة وقليلا ما كنا ننتبه إلى ما يدور حولنا . كنا نواصل مسيرنا وإذا بنا نلمح عن بعد بابا يحتشد عندها قوم وقفوا ينتظرون ويحرسها ملائكة شداد أقوياء . وقفت عند الباب دون اختيار وأخذت أراقب الحراس والحشود الواقفة ، وبين الحين والآخر يسلم بعض الناس أوراقا خضراء للحراس فيعبرون من الباب ، فأدرت عيني نحو ( حسن ) الذي كان واقفا خلفي ويراقب تصرفاتي ، فسألته : ما الذي يحدث هنا ؟ أجابني : هذا خط السعادة فهو آخر نقطة من برهوت . ثم واصل كلامه بنبرة خاصة : هنا باب الولاية فمن عبرها نال السعادة الأبدية . قلت : وماذا تعني باب الولاية ؟ قال : لا يدخل وادي السلام إلا من تعلق قلبه في الدنيا بمحبة علي ( عليه السلام ) وآل النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فيمنح مثل هؤلاء بطاقة الولاية ليعبروا من هذا الباب بيسر ويقتربوا من أبواب وادي السلام . سررت كثيرا لسماعي اسم وادي السلام ، لكنني سرعان ما أخذت أفكر ببطاقة الولاية فتوجهت مرعوبا مضطربا إلى ( حسن ) وقلت له : لقد كنت في الدنيا محبا ومواليا لأهل البيت (عليهم السلام) لكنني لا أمتلك بطاقة الولاية ، فأشار بيده إلى يمين الباب وقال : اذهب إلى تلك الخيمة الخضراء ، فتوجهت إليها على عجل ، فوجدت فيها رجلا يرتدي ثيابا بيضاء حسن الوجه وقد جلس في زاوية منها ويتحدث مع أحد البرزخين ، وكأن ذلك الشخص كان محروما من بطاقة العبور وهو الآن يتوسل للحصول عليها . قال الرجل ذو الثياب البيضاء لذلك البرزخي : كما قلت لك عليك العودة إلى وادي الشفاعة عسى أن يدركك الفرج وإلا فإن مشكلتك أنت والواقفين في الخارج لا تحل هنا . غادر البرزخي الخيمة مهموما ، فدخلت وألقيت السلام ثم جلست أمام ذلك الرجل العظيم ، فرد علي السلام ، وقبل أن أبوح بطلبتي تصفح دفترا كان أمامه ، وكانت رجلاي ويداي ترتجفان ، ولكن لم يطل بي المقام حتى امتدت يده نحوي وهي تحمل بطاقة خضراء ، ولما سلمني إياها تبسم بوجهي وقال : لقد بلغت السعادة فهنيئا لك . وهكذا مررنا من باب الولاية وخلّفنا وراءنا المأمورين ومن لا ولاية لهم . ألقيت ببصري إلى الأعلى . لا أثر للدخان والنيران ، وكل ما في الأجواء نور ، كلما تقدمنا إلى الأمام كانا يزدادا توهجا ، الأرض مستقيمة والخضرة واللطافة تشاهد في كل الأرجاء ، والفرح سلب مني الاستقرار، حتى ( حسن ) فقد شاهدته مسرورا بحيث لم أراه أبدا قد غرق بمثل هذا السرور والفرح قبل ذلك ، ودون وعي مني تقدمت ( حسن ) وأخذت أواصل طريقي مهرولا . ابتعدنا قليلا عن باب الولاية فانشطر الطريق إلى ثمانية فروع ، لم أعرف ماذا أصنع ، وبأي اتجاه أسير ، توقفت حتى وصل ( حسن ) فاستفسرت عن مصيري ، وضع ( حسن ) يده على كتفي وقال : للجنة في يوم القيامة ثمانية أبواب واحدة للنبيين والصديقين وواحدة للشهداء والصالحين ، وواحدة للمسلمين من لم يضمروا العداء لآل البيت ( عليهم السلام ) وخمسة أبواب للشيعة وأتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ووادي السلام صورة مصغرة للجنة ونفحة منها . ثم أشار إلى أحد الطرق وقال : هذا هو طريقنا عجّل وتعال معي . لم نتقدم شيئا فهب نسيم لطيف فعمّ الأجواء عطر دفعني لأن أقف وأتنسم عبائره دون وعي مني ، نظرت إلى وجه ( حسن ) الجميل الباسم قد تسمّر في وجهي ، فسألته : ما الأمر ؟ ولماذا تنظر إلي هكذا ؟ أجابني مسرورا : هذا عطر الجنة قد هبّ من وادي السلام وهو دليل على اقترابنا من المقصد وعليّ الذهاب الآن ، فاختفت البسمة عن ملامحي فسألته مضطربا : إلى أين تريد الذهاب ؟ ألم يكن القرار أن نكون معا إلى الأبد ؟ فتبسم ( حسن ) وقال : لا تخف لن أفترق عنك أبدا ولكن لابد من أن أذهب أمامك إلى وادي السلام لكي أهيئ دار السلام التي خصصت لك . فسألته مسرورا : وأين هي دار السلام ؟ فأجاب : لكل مؤمن مستقر آمن واستقرار في وادي السلام تسمى دار السلام . عمر فؤادي بالفرح وتفتحت شفتاي ببسمة غامرة ، ثم سألته : ما الذي عليّ أن أصنعه بانتظارك ؟ قال وهو يسير : واصل طريقك بتؤدة فإذا ما وصلت الباب ستجدني هناك . سار ( حسن ) مسرعا وواصلت طريقي بنفس الاتجاه حتى لا ح أمامي من بعيد باب وادي السلام ، ضاعفت من سرعتي وكلما تقدمت إلى الأمام كنت أشاهد الباب يكبر أمامي ، وشيئا فشيئا كانت تبدو بالأفق أشجارا خضراء على جوانب الباب ، فقدتُ صبري فأخذت أسير راكضا ، في تلك الأثناء شاهدت ملائكة يحلقون باتجاهي فتوقفت إجلالا لهم ، ولما أصبحوا فوق رأسي قالوا معا : السلام عليك أيها العبد الصالح ، طوبى لك الجنة والسعادة ، فرددت عليهم قائلا: الحمد لله الذي لم يحرمني الجنة . ودعني الملائكة وذهبوا ، عرفت أنني اقتربت من مقصدي ، أخذت أركض بسرعة حتى وجدت نفسي عند باب السعادة والرفاه أي وادي السلام . </b></i>
__________________
عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني نسالكم صالح الدعاء ..
|
02-05-2011, 06:52 PM | #3 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: ((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))
حفل الاستقبال
عندما وقع بصري على الأوضاع داخل وداي السلام بهت وتسمرت في مكاني وتملكتني الدهشة لرؤية تلك المناظر الجميلة التي لا يمكن تصديقها . لم أدرِ كم قضيت وأنا على تلك الحال حتى شعرت أن هناك من يهز كتفي ، فتحت عينيّ فإذا بي أشاهد وجه ( حسن ) الباسم ، فأحسست بالراحة لرؤيته مرة ثانية إلى جانبي فاحتضنته ، وفي تلك الأثناء همس ( حسن ) في أذني : لقد جاء بعض المؤمنين لاستقبالك ، تأملت قليلا وإذا بزمرة من المؤمنين وقفوا أمامي مبتسمين ، تركت ( حسن ) وتوجهت نحوهم بهدوء ، ولما وصلت عندهم رحبوا بي جميعا ، وبدوري سلمت عليهم واحتضنتهم واحدا واحدا . ثم سألني أحد المؤمنين عن أخيه ، فقلت له : إنه لم يزل يزرع في مزرعة الدنيا ، وسألني آخر عن أحد الأشخاص فأجبته : لقد رحل عن الدنيا قبل مجيئي إلى البرزخ بسنوات فأطرق السائل برأسه وقال : أعانه الله ، فسألته بعجب : ماالذي حصل ؟ قال : إنه لم يأت إلى هنا لحد الآن . إذ ذاك فهمت أنه مازال ممتحنا في وسط الطريق أو استقر في وادي العذاب . ثم تقدم أحد المؤمنين نحوي مستفسرا عن أحد الطواغيت في الدنيا فأجبته : للأسف إنه لم يزل حيا ويواصل طغيانه ، فقال لي : لا تأسف إذ أن الله لا يمد الكافرين والظالمين خيرا لأنفسهم بل ليرتكبوا المزيد من الخطايا فينالهم العذاب الأليم في الآخرة . انتهى حفل الاستقبال بعد أن آنست بهم ولم أشأ تفرقهم عني . وقد شعر ( حسن ) بما يدور في داخلي فقال لي : لا تقلق فإنك ستلتقي بهم وبسائر المؤمنين الذين يلتقون ببعضهم البعض بين فترة وأخرى ، ومدة كل لقاء تتبع درجة الملاقي والملاقى ، ثم سحبني من يدي وقال : هيا بنا فقد أعددت لك مستقرك . ونحن نسير كنت أشاهد أهل وادي السلام زرافات زرافات جاؤوا للقاء بعضهم البعض وقد تحلقوا حلقات حلقات فيتحادثون فيما بينهم تغمرهم الفرحة والسعادة والابتسامة تعلو وجوههم . كان التابوت يسير مرفوعاً على أكتاف أصدقائي وكنتُ أرافقهم والقلق من المستقبل يهيمنُ عليَّ . وفي الوقت الذي كانت ألسنة الكثير من المشيعين تترنم بنداء " لا إله إلا الله : .. كان إثنان من أصدقائي يتهامسان فيما بينهما فدنوتُ منهما وأنصتُّ لحديثهما .. وااااعجباً !! متى تستيقظان من غفلتكما !! أتتحدثان عن معاملة وصكوك مرفوضة وأرباح و ... !! كان من الأفضل أن تفكرا في هذهِ اللحظات بآخرتكما .. بذلك اليوم الذي سيحلُّ عليكما وينقضُّ عليكما الموت !! إذْ ستنقطعُ أيديكما عن الأرض والسماء وتغلق صحيفة أعمالكما وتطلبان الفرصة مثلي .. حينها لن تحصلا على الإذن بالعودة وستعضان على أيدي الندامة : يا ليتنا قدْ فكّرنا بهذهِ الدنيا الباقية في تلك الدنيا الزائلة . أيّها الأصدقاء !! إنني أدعو لكمْ أن تعمّر دنياكمْ وتكون آخرتكم أكثر عمراناً .. ولكن أقسمُ عليكم بالله أن تستيقظوا من غفلتكمْ وفكّروا جيداً .. وإذا لمْ تفكروا بي ففكروا بآخرتكمْ على أقلِّ تقدير .. فكروا بذلك اليوم حيث ستلحقون بي .. أمضوا هذِ اللحظات بذكر الموت .. فإذا لمْ تفكروا بالموت هُنا .. فأين يتعودون إلى أنفسكمْ !! كأنّ الموت لمْ يُخلق لكمْ !! عجباً .. ثمّ عجباً لكمْ تنظرون إلى الموت ولا زلتثمْ غافلين . وهُنا توّجهتُ إلى أهلي وعيالي قائلاً : " أيّها الأعزاء !! لا تغرّنّكمْ الدنيا كما غرّتني .. لقدْ أجبرتُموني على جمع الأموال التي لذاتها لكمْ وتبعاتها عليَّ" . :: يتبع ::
__________________
عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني نسالكم صالح الدعاء ..
|
02-05-2011, 06:52 PM | #4 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: ((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))
...::: القبر :::... وصل المشيعون إلى المقبرة .. وعند مشاهدتي لها استحوّذ على فؤادي الغم .. مرّوا على العديد من القبور حتى بانت حفرةٌ من بعيد فهيْمنَ عليَّ الاضطراب والرعب . بقيتُ مسافة حتى قبري فوضعوا جنازتي على الأرض .. استرحتُ قليلاً .. وبعدَ قليل رفعوا التابوت ثانية وساروا بهِ قليلاً .. ثُمّ وضعوهُ على الأرض ثُمّ رفعوه ساروا بهِ وحطّوا به على مقربة من القبر .. ألقيتُ بنظرة إلى داخل القبر فأنتابني الرعب مرذة أخرى . رفعَتْ مجموعة منهم جنازتي من التابوت وما إن أدخلوا رأسي في القبر تصوّرتُ من شدة الخوف والرهبة كأنني هويْتُ من السماء إلى الأرض .. وحينما كانوا يُدخلون الجسد إلى اللحد ألقيتُ من خارج القبر بنظرة إلى جسدي وأخرى وجهتُها إلى الناس .. فأقتربَ أحدهم من جسدي منادياً بإسمي .. فدنوتُ منه وأستمعتُ لكلامه فقدْ كان مشغولاً بالتلقين . كنتُ أسمع كل ما يقول وأرددٌ معه .. ما أروعه فقدْ كان يتلّفظ بروية وطراوة .. وما إن مضتْ لحظات حتى بدأوا بوضع الصخور فوق اللحد فشعرتُ بالأذى والأسى لأنهّم سجناو جسدي تحتَ التراب . تأملتُ مع نفسي من الأفضل أن أنسحبَ ولا أدخل القبر مع الجسد .. ولكن لشدّة تعلقي بالجسد جئتُ إلى جانب الجنازة .. وفي طرفة عين بدأت الأيدي تهيل التراب على الجسد . ...::: حلَّ أوان الغربة :::... انتابني السرور لكثرة الذين جاؤوا لمواراة جثماني الثرى .. وشعرتُ بالمتعة لحضورهم وتلاوتهم للقرآن والصلوات على النبي وآله . ثمّ أخذ الحارون بالإنصراف شيئاً فشيئاً ولمْ يبقَ منهم إلا نفرٌ يُقّدرون بعدد الأصابع .. ولكنْ لمْ يمضِ من الوقت إلا القليل حتى تركوني وحيداً – وهذا ما لَمْ أُصدّقه – ربّما لا تتصورون ما جرى عليَّ في تلكَ اللحظات .. فلمْ أكُ أتوقع منهمْ هذا الجفاء .. أولادي .. بناتي .. زوجتي وكذلك أصدقائي المقرّبين الذين لمْ أبخل عليْهم بالموّدة .. لكنّهم سرعان ما أنصرفوا وتركوني وحيداً !! وددتُ لوْ أصرخ فيهم : " أينَ تذهبون !! ابقوا معي .. لا تتركوني وحيداً " .. في تلكَ الأثناء سمعتُ منادياً ينادي في الناس : توالدوا للموت .. واجمعوا للفناء .. وابنوا للخراب .. ولكن للأسف فقدْ كانوا في وادٍ آخر محرومين من الإستماع لهذا النداء .. ولما عرفتُ أنّ الناس قد خرجوا من المقبرة ناديْتُهم : إذهبوا .. ولكنْ إعلموا بأنكم ستنزلون التراب يوماً صدّقتُم أمْ لم تصدقوا .. شئتُمْ أمْ أبيْتُم .. إعلموا فوالله لا يُؤخر الأجل . بعدَ كلّ ذلك الصراخ والعويل رجعتُ إلى نفسي فوجدتُ أنّ كلّ ما بقيَ لي هو قبرٌ مظلم موحش مهول يثير الغموم .. فأستحوذتْ عليَّ الرهبة .. أخذتُ أفكر مع نفسي : وكأنهم قد قذفوا في فؤادي كلّ ما في افئدة الأرض من غموم وكلّ ما في الدنيا من قلق .. وأنهُ غَمء ورُعب لو نزل على بدن الإنسان لأهلكه .. ونتيجة لذلك الضغط النفسي بكيتُ وسالت دموعي ساعات وساعات . أخذتُ أتذكر أعمالي فأدركتُ قلّة بضاعتي .. فتمنّيتُ لوْ عدتُ مع الذين كانوا قد اجتمعوا على قبري .. كيْ أقضي عمري بالعبادة وإحياء الليل والأعمال الصالحة وأنفق ما كنتُ جمعته خلال السنوات الأخيرة من عمري على الفقراء .. ليتني ... ليتني .!! ...::: جاء رومان :::... وأنا غارقٌ في بحر أفكاري ارتفع صوت من يسار القبر : إنّك تتمنى العودة عبثاً .. فقدْ أُغلقت صفيحة حياتك !! فرعبتُ لذلك الصوت في تلك الظلمة وكأنّ أحداً قد دخل القبر .. فسألته بصوتٍ مهزوز : من أنت !! فأجاب : أنا رومان من ملائكة الله . قلتُ : لعلّك عرفتَ ما يدورُ بذهني !! قال : نعم . قلت : اقسمُ لو تركتني اعود إلى ذلك العالم لنْ أعصي الله أبداً وأعمل على كسب رضاه .. اليوم حيث انصرف عني كلّ من أعرفهم بلْ وحتى أفراد أسرتي وتركوني .. أدركتُ غدر الدنيا .. فأطمئن إذا رجعت إلى الدنيا لنْ أغفل لحظة واحدة عن طاعة خالقي وعبادته !! قال : إنّها كلمة أنتَ قائلها .. لكن إعلم أنّ الواقع غير ما تتمناه فلا بدّ أن تمكث في البرزخ من الآن وحتى قيام الساعة . بعد ذلك باشر بإحصاء أعمالي الصالحة والطالحة تلك الأعمال التي ارتكبتها طيلة حياتي وسجّلها الكرام الكاتبين . عجبا ً لها من صحيفة تضم حتى أصغر أعمالي صالحها وقبيحها , وفي تلك اللحظات شاهدت أعمالي أمام عيني . كنت أفكر بثقل أعمالي وخفتها فبادر ((رومان)) إلى تعليق صحيفة أعمالي في رقبتي بحيث شعرت وكأن جبال الدنيا كلها علِّقت في عنقي. ولما أردت أن سأله عن السبب في ذلك , قال : كلُّ إنسان يطوّق بأعماله. قلت : وإلى متى يجب أن أتحمل ثقل هذا الطوق؟ قال: لا تقلق , بعد ذهابي سيأتي منكر ونكير للمساءلة ثم تزول هذه المشكلة عنك. قال رومان ذلك وانصرف. . ..::: يتبـــــــــــــــــــــــع :::... بعد ذهاب رومان تأتي مسائلة القبر فأنتظروني أحبتي
__________________
عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني نسالكم صالح الدعاء ..
|
02-05-2011, 06:53 PM | #5 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: ((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))
تابع
مسألة القبر لم يمض الكثير من الوقت على انصراف رومان تناهت إلى أسماعي أصوات غريبة عجيبة ، وأخذت الأصوات تقترب أكثر فأكثر ويزداد فيّ الرعب والرهبة ، حتى وقف أمام عيني شبحان ضخمان مذهلان وبلغ اضطرابي ذروته لمّا شاهدت في يد كل منهما عموداً ضخماً من حديد يعجز من في الدنيا عن تحريكه ، ثم فهمت أنهما نكير ومنكر . فتقدم أحدهما مني فصاح صيحة لو سمعها أهل الدنيا لماتوا . وتصورت أن أمري قد انتهى . وبعد لحظات تكلما وباشرا بالسؤال : من ربك ؟ من نبيك ؟ من إمامك ؟ فتلكأ لساني من شدة الخوف والرعب ، وتوقف عقلي ، وبالرغم من أن فهمي وعقلي ازداد عمّا هو في الدنيا مئات المرات لكنه قصُر هنا ... كنت أعلم بنزول أعمدتهم على رأسي إن لم أُجبهم ، ما عساني فاعل ؟ أطرقت برأسي وأخذت بالبكاء وتهيأت لنزول الضربة . في تلك اللحظات حيث كنت أتصور أن كل شيء قد انتهى ، تعلق فؤادي برحمة الله (تعالى ) وشفاعة المعصومين (عليهم السلام ) . فأخذت أردد : يا أفضل خلق الله وعباده ، لقد كنت طيلة عمري أطلب منكم أن تدركوني عندما أحل في قبري ، وليس من كرمكم التخلي عني في هذا الحال ! هنا ارتفعت أصوات أولئك بالسؤال . ولم يمض إلا قليل من الوقت حتى استنار قبري ، وأصبح نكير ومنكر أكثر شفقة فسُرّ قلبي واطمأن روحي وانفتح لساني ، فأجبتهم بشجاعة وصوت عالِ: الله ربي ومحمد نبيّ ، وعلي وأولاده أئمتي ، القرآن كتابي ، الكعبة قبلتي .... إلخ ، ولقد وددت لو أعادوا السؤال كي أجيبهم بكل قوة . وفي الوقت الذي بدا نكير ومنكر رضيا فتحا من تحت قدمي باباً إلى جهنم وقالا : لولا أنك قد أحسنت الجواب لكان مستقرك هناك . ثم أغلقوا ذلك الباب وفتحوا من أعلى رأسي باباً أطلّت على الجنة فبشروني بالسعادة ، ومع هبوب نسيم الجنة امتلأ قبري بالنور واتسع لحدي واسترحت قليلاً . وهنا انتابتني حالة من السرور العارم والسعادة لخلاصي من ضيق القبر وظلمته . الحضور عند الغربة لم يستمر سروري لظفري في أول اختبار وسرعان ما زال ، وبزواله أدخل فيّ حالة من الشعور بالضيق والغربة فأخذت أفكر مع نفسي : لقد كان لي في الدنيا الكثير من الأصدقاء والمعارف والأقارب ، وكانت لي بهم علاقة طيبة وحميمة ، بيد أن يدي أصبحت صفراً منهم . يا إلهي ! كيف أتحمل الغربة في هذه اللحظات العصيبة القاسية ؟! وهل سيستمر همُّ الغربة مسيطراً عليّ في هذا العالم ؟ أ طرقت برأسي وأخذت أبكي دون اختيار مني ، وما هي إلا لحظات حتى تناهى إلى مشامّي عطر طيب للغاية ، وأخذ يزداد ويزداد وفي الوقت الذي كان كتابي يثقل كاهلي رفعت رأسي بصعوبة فشاهدت رجلاً يقف أمامي فأدهشني وجوده ، لقد كان شاباً حسن الوجه طيب الأخلاق ، فمسح الدموع من عينيّ بيده وابتسم لي . فبادرت بالسلام تعبيراً عن تأدبي أمامه وجلست على ركبتي أنظر مدهوشاً إلى عينيه وأردد : تبارك الله أحسن الخالقين . ثم سألته بصوت واضح : من أنت حتى جئت تسليني وتصحبني في هذه اللحظات المليئة بالغربة والاضطراب؟ فأجاب مبتسماً : لست غريباً ، وهذه الديار تعرفني حيث أكون قريناً ورفيقاً ومؤنساً في هذا الطريق الخطير . قلت : إنه الفلاح ، ولكن من أنت ؟ لا شك أنك غريب على أهل ذلك العالم ، فلم أرَ مثلك جمالاً مدى حياتي . فقال ولم تزل تلك الابتسامة مطبوعة على شفتيه : الحق معك أن لا تعرفني ! فلقد كنت في ذلك العالم قليلاً ما تهتم بي . فأنا ثمرة أعمالك الصالحة وها أنت تراني بهذه الهيئة . اسمي ( حسن ) وأنا الذي آخذك بيدك في هذا الطريق الخطير . حضور الذنب ثم أمرني – يعني ( حسن )- أن أسلمه كتابي بيدي اليمنى . فناولته إياه وقلت : لك جزيل شكري وتقديري لأنك أنقذتني من غربتي وسترافقني وتواسيني في رحلتي هذه . قال : : سوف لن أدعك وحيداً ما استطعت ، إلا .... تغير لون وجهي فسألته مرعوباً :وماذا ؟ قال : إلا أن يتغلب عليّ ذلك القادم فتبقى أنت وهو ! سألته : ومن ذاك ؟ قال : إن كل ما أعرفه هو إنك سلّمتني صحيفة أعمالك اليمنى أما صحيفة أعمالك التي في الشمال فهي ما زالت معلقة في عنقك ولا تدع شيئاً إلا أحصته . وهنالك شخص آخر اسمه ( الذنب ) سيستلمها منك ، فإذا ما تغلب عليّ ستكون رفيقه حينذاك ، وإلا فإنني سأرافقك على مدى هذا الطريق المحفوف بالمخاطر . قلت : سأعطيه الصحيفة مباشرة حتى يذهب ، قال ( حسن ) : إنه نتيجة أعمالك القبيحة وخطاياك ويحب البقاء عندك . كنا مسترسلين في الحديث وإذا بي أشعر برائحة كريهة للغاية زعجني . قد ملأت تلك الرائحة الأجواء وقطعت علينا حديثنا ، وبرز في قبري شبح قبيح وكريه . ومن شدة هلعي التجأت بـ ( حسن ) وتعلقت به بقوة ، هنا أمسك - الذنب – بعنقي بيديه القذرتين الوسختين وأخذ يزمجر مقهقهاً : إنني سعيد يا صاحبي .... وواصل قهقهته بصوت عال ، فاستحوذ عليّ الرعب والخوف وعقد لساني عن الكلام واشتدت ضربات قلبي حتى فقدت الوعي ، ولما أفقت وجدت رأسي في أحضان ( حسن ) ولكنني بمجرد رؤيتي لوجه حسن الملطخ بالدماء هيمن على فؤادي الحزن حيث تصورت أن ذلك الشبح القذر – الذنب – قد انتصر عليه وقهره ، لكن ( حسن ) كان يعلم بما يدور في قلبي ، نظر إليّ وقال بهدوء : لا تحزن ، فبعد صراع وجدل شديد أعطيته كتابه وأبعدته عنك حتى حين . ثم نهضت متكئاً على كتف ( حسن ) والدموع تترقرق في أحدا قي ، وقلت : إنني أود أن تبقى إلى جانبي إلى الأبد ، لقد أزعجني ذلك الشبح الكريه ، والغربة بالنسبة لي أفضل بكثير من المكوث إلى جانبه ، فإذا ما جاورني الذنب سأعيش الاضطراب . قال ( حسن ) : له الحق في أن يجاورك فهذا ما أردته أنت . قلت له متعجباً : إنني لم أدعه أبداً . قال : على أية حال ، أعمالك الطالحة وذنوبك هي التي جعلته يكون هكذا ولابد لك أن تراه مرة أخرى إلى جانبك . فاعتراني الخجل لما قاله ( حسن ) واضطربت بشدة ، ثم سألته مرتعداً : متى وأين ؟ قال : ربما في الطريق الذي نسلكه . قلت : أي طريق ، أي مسير ؟ قال : في ضوء ما بشرك به منكر ونكير فإن مستقرك في بقعة تقع في وادي السلام . وعليك الاستعداد للرحيل إلى هناك . قلت : وأين يقع وادي السلام ؟ قال : هو مكان يتمنى كل مؤمن أن يبلغه ، ولا بد لك من العبور من وادي برهوت كي تتطهر في الطريق من كل درن وخبث : وذلك من خلال المشقات والصعاب التي ستتجرعها حيث تذوب خطاياك ، فتبلغ مقصدك بسلام . قلت : وما هو برهوت ؟ قال : إنه مكان يستقر فيه الكافرون والظالمون وفيه يذوقون عذاب البرزخ. وادي برهوت خرجنا من القبر وكان ( حسن ) يتقدمني وأنا أتابعه على بعد مسافة قليلة ، ولم يدع لي الخوف والرهبة لحظة أعيش فيها بأمان ، وكلما تقدمنا يزداد المكان انفتاحاً وتصبح المناظر أكثر دهشة . ثم طلبت من ( حسن ) أن لا يبتعد عني وأن يكون معي جنباً لجنب وقدماً لقدم وأن ينقل خطواته بهدوء . فتوقف ( حسن ) وقال : لقد أودعوك عندي كي أؤنسك وأعينك حتى تصل وادي السلام بسلام ، لهذا فإني أسير أمامك قليلاً لتعرف الطريق جيداً . وتوقف هنيئة ثم واصل كلامه قائلاً : بطبيعة الحال إذا ما استطاع الذنب من خديعتك أو أجبرك على مرافقته فإننا سنصل متأخرين لا محالة . يُتبع بأذن المولى عز وجل
__________________
عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني نسالكم صالح الدعاء ..
|
02-05-2011, 06:54 PM | #6 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: ((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))
تابع حضور الغربة
منذ ذلك الحين ازداد اضطرابي وأخذ يتصاعد عندي احتمال ظهور الذنب من جديد . لقد قطعنا الطريق رغم ما اعترضنا خلاله من مشاكل حتى وصلنا جبلاً استطعنا بصعوبة بالغة الصعود إلى قمته ، وعلى مرأى منا يبدو وادي مترامي الأطراف وأجواؤه قد ملئت دخاناً ونيراناً . نظر إليّ ( حسن ) وقال : هذا هو وادي برهوت وأنت ترى الآن مشهدا منه فقط . فأمسكت بـ ( حسن ) وقلت : إنني أخاف هذا الوادي . لنسلك طريقاً أكثر أماناً منه . توقف ( حسن ) وقال : هذا هو طريق عبورك . ولكن لن أتركك ما استطعت وسأقوم بإعانتك عند مواضع الخطر . قللت كلمات ( حسن ) من اضطرابي وخوفي نوعاً ما ، ولكن لازلت أشعر بالقلق في داخلي . خيم الصمت علينا للحظات ، توجهت بعدها لـ ( حسن ) وقلت له : ألا يوجد طريق أكثر أماناً من هذا الطريق ؟ أدار بوجهه نحوي وقال : من الأفضل أن تعلم أن الناس جميعاً سواء المؤمنون أو الكافرون لا بد لهم من العبور يوم القيامة على جسر يسمى ( الصراط ) يشرف على النار ، فمن استطاع العبور بسلام دخل الجنة وإلا فإن أدنى زلة ٍ ستؤدي إلى قعر جهنم ، وفي عالم البرزخ صورة من الجنة والنار فقط ولا يمكن مقارنته بيوم القيامة العظيم ، ووادي برهوت يشابه الصراط في يوم القيامة ولا بد من العبور عليه حتى بلوغ وادي السلام بسلام بكل جدارة ، ولكن الويل للمثقلين ومن أحاط بهم العذاب أو التيه على أقل تقدير . فكرت قليلاً وقلت : لا حيلة أمامي .... علينا المسير على بركة الله . توجهنا نحو تلك الصحراء الشاسعة ، وكلما أمعنا في المسير تأخذ حرارة الجو بالتزايد ولما وصلنا سطح الأرض ضاق نفَسي فطلبت من ( حسن ) التوقف للاستراحة لكنه رفض وواصل الطريق وقال لي : أمامنا طريق طويل وخطير فلا تضيع الوقت ، فكلما أسرعنا في مسيرنا استطعنا الخلاص أسرع . قلت : أنا لا أستطيع فقد أنهكتني شدة الحرارة ، وفي تلك الحال حيث العرق يتصبب من رأسي ووجهي ، سقطت على الأرض فسقاني ( حسن ) جرعة من الماء الذي كان معه ، وفي الوقت الذي كان لم يزل يئن من جروحه رفعني ووضعني على ظهره وواصل الطريق . هنا أصابني الخجل والسرور في آن واحد لأنه لم يتركني لوحدي رغم ما به من جروح وأخذ يواسيني كصديق حميم . ..ضربة واحدة ونحن نسير في طريقنا لفت انتباهي صوت رهيب ، فنظرت نحو الجانب الأيسر من الصحراء ، فذعرت لما شاهدت مما دفعني إلى أن ألقي بنفسي من أعلى كتف ( حسن ) ودون اختيار مني احتميت به . كان هناك شخصان عظيمي الجثة أسودين تتطاير من فمهما وأنفيهما النيران والدخان وشعرهما يخط الأرض يحمل كل منهما عموداً ضخماً من حديد . اضطربت وقلت لـ ( حسن ) : من هؤلاء ؟! ربما يتوجهان نحونا ! تبسم ( حسن ) وقال : لا تخف ، فهؤلاء نكير ومنكر متوجهان نحو كافر جاء لتوه من الدنيا ليسألاه كما سألاك ، قلت : هؤلاء أكثر قبحاً . قال : إنهما مشغولان مع كافر الآن . مضى قليل من الوقت فسمعت صوت سقوط شيء ما هز الأرض تحت أقدامي ، ولما سألت ( حسن ) عن السبب أجاب أنها ضربة نزلت على ذلك الكافر . من الآن فصاعداً ستسمع الكثير من هذه الأصوات التي تهز الأرض . وادي سحيق اتخذ ( حسن ) طريقه من أعلى القمم وأحياناً بين أودية صغيرة وطويلة حتى وجدت نفسي على شفا وادٍ سحيق وعظيم . سألت ( حسن ) : هل علينا العبور من هذا الوادي ؟ قال : نعم . وإن العبور يستغرق وقتاً طويلاً فعليك الإسراع . نظرت إلى قعر الوادي مرعوباً ، لقد كان عميقاً بحيث لا يرى قعره عدت إلى ( حسن ) وقلت له : إنك صديقي ورفيقي فلماذا تؤذيني ؟! قال : وكيف ذاك ؟ قلت : وهل حقاً لا يوجد طريق آخر أكثر أمناً من هذا الوادي ؟! مسح ( حسن ) على رأسي بيده وقال : طريق العبور في هذا الوادي كثيرة ، لكن لكل معبره الذي لابد أن يجتازه . قلت منزعجاً : وهل هذا استحقاقي أن أعبر من مكان بحيث تعذبني النيران والدخان من الأعلى ، ومن الأسفل القمم والأودية السحيقة ؟ فتبسم ( حسن ) وقال : اعلم يا صديقي إن هذا العذاب ما هو إلا مردود أعمالك القبيحة في الدنيا وإذا لم تتحمل ذلك في هذا الطريق لن تصل إلى وادي السلام أبداً ، فقد سجل عليك أدنى قبيح عملته في الدنيا وهذا جزاؤه . ونظراً لما تعتريني من لهفة لوصول وادي السلام فقد أذعنت لمواصلة الطريق بهدوء وأخذت بالمسير خلف ( حسن ) داخل ذلك الوادي . انهمكنا في المسير داخل الوادي و لم يلح بالأفق ما يدل على انتهائه ، وكنت أفكر في أن عمق الوادي دليل على عظمة ذنوبي .... هنا انتبهت إلى نفسي حين سماعي لصوت انهيار الأحجار من أعلى الوادي . فالتحقت بـ ( حسن ) فوراً كي يعينني إذا واجهتني مشكلة . كنت مضطرباً مرعوباً تكاد عيوني تخرج من أحداقي ، فشاهدت رجلاً يسقط مع أحجار صغيرة وكبيرة إلى قعر الوادي . فأشار إلي ( حسن ) وقال : لا تنظر إلى الأسفل بل انظر إلى أعلى الوادي ، نظرت إلى أعلى الوادي فشاهدت شبحاً ضخماً أسوداً يضحك بصوت عالٍ قف على أعلى الوادي . قال ( حسن ) : هذا الشبح هو ذنوب ذلك الرجل الذي سقط ، ولقوتها فقد تغلبت على حسناته فألقتها في قعر الوادي . هنا وضع ( حسن ) يده على كتفي وقال : هذه عاقبة اتباع الهوى . لما سمعت هذا الكلام استحوذ علي الخوف من ذنوبي وإمكانية غلبتها علي في أية لحظة . بعد قطعنا لطريق طويل وصلنا أخيراً إلى نهاية الوادي ، شاهدت ذلك الرجل ملقى على الأرض وكان رفيقه – أي حسن – ضعيفاً وواهناً بحيث أنه كلما حاول حمله على كتفه لم يستطع . طلبت من ( حسن ) أن يساعده فاعتذر قائلاً : إنني مكلف بمرافقتك .(( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) فاطر 18 قلت : لكننا كنا في الدنيا يعين بعضنا البعض ! قال ( حسن ) : في هذا العالم كل يتحمل وزر أعماله ، ولست أشفع له إذا استحق الشفاعة ، وعليك الدعاء أن يكون من محبي أهل البيت ( ع ) عسى أن تناله شفاعتهم. حركت رأسي متحسراً ودعوت أن يكون كذلك . ربما استغرق قطعنا للطريق ساعات طوال من ساعات الدنيا حتى وصلنا طريقا ينتهي إلى الأعلى . هنا التفت ( حسن ) نحوي وقال : استعد للصعود إلى أعلى هذا الوادي الخطير . ألقيت ببصري نحو الأعلى وكلما نظرت لم أستطع تخمين ما تبقى حتى نهاية الطريق . فأصابني الإحباط لأنني مضطر لقطع هذا الطريق الطويل ، ولكن لا حيلة سوى ذلك من أجل الوصول إلى وادي السلام . بعد تحمل المشقات والكثير من الصعاب وصلنا أخيراً إلى قمة الوادي . تمنيت أن لا تعترضنا مثل هذه المعوقات . وبعد قليل من الاستراحة واصلنا طريقنا باتجاه وادي السلام. الله يرحمنا وياكم رحمة تغنينا عن رحمة من سواه
__________________
عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني نسالكم صالح الدعاء ..
|
02-05-2011, 06:54 PM | #7 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: ((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))
عذاب ابن ملجم
بعد قليل من المسير شاهدت طائراً ضخماً يحلق على مقربة من الأرض ، فقال ( حسن ) : أتريد أن تشاهد منظراً مثيراً ؟ قلت : بالطبع . قال : حسناً فانظر إلى ما يقوم به هذا الطائر . حطّ الطائر قريباً من صخرة وألقى بقسم من بدن رجل خارج منقاره ثم طار وعاد بعد قليل ليلقي بقسم آخر من الجسد وهكذا كررها أربع مرات حتى ظهر هيكل رجل مزعج وقبيح للغاية . حاولت أن أسأل ( حسن ) لكنه أشار عليّ بالسكوت وأتابع الحدث . ثم ابتلع الطائر قسماً من جسد ذلك الرجل وطار وكرر ذلك أربعاً حتى لم يبقى أثر للرجل . التفت إلى ( حسن ) وقلت له : حسناً الآن قل لي ما معنى هذا العمل ، ومن كان ذلك الرجل ؟ قال : إنه أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم المرادي وسيبقى في هذا العذاب إلى يوم القيامة . سألته : ومن أين جاء به هذا الطائر وأين ذهب به ؟ أجاب : مستقره في وادي العذاب . سألته مدهوشاُ : وأين هو وادي العذاب ؟ قال : إنه جانب من وادي برهوت يتعذب فيه الكافرون والمنافقون وإني أتمنى أن لا يكون مرورنا منه . وبدوري تمنيت ذلك وأنا أشعر بالخوف يهيمن على وجودي . هدية من الدنيا بعد قطعنا لطريق طويل جداً وصلنا إلى وادٍ خطير ورهيب للغاية . فأصابتني رعدة خوفاً من أن يطل الذنب مرة أخرى من مكمنه ويداهمني . توقفت وأخذت أفكر بالمصاعب الكثيرة التي كنت ألاقيها في طريقي ، عاد ( حسن ) وقال : لِمَ توقفت ؟ هيا تحرك . قلت : إني أخاف . قال : لا مفر لك ، لابد من السير . تحركت نحو الأسفل مضطرباً ، وما أن سرت خطوات من شفير الوادي نحو الأسفل حتى أطلّ من الجانب الآخر للوادي مخلوق نوراني له جناح وفي طرفة عين جاء عند ( حسن ) وبعد أن استفسر عن أحوالي سلّمه رسالة ثم ودّعنا وعاد مسرعاً ، وبعد أن قرأ ( حسن ) الرسالة وضعها في صحيفة أعمالي والتفت إليّ وقال : أبشرك ، فسألته مندهشاً : ما الأمر ؟ قال : بعث أهل بيتك وأصدقاؤك بهدية إليك وجاء بها هذا الملك إليك وسيقلل من همك وغمك بمقدار . قلت : وكيف ؟ قال ( حسن ) وهو يشير إلى ذلك الوادي الرهيب : سوف لن نعبر من هذا الوادي نتيجة لهذه الهدية التي هي عباره تلاوة القرآن الكريم. سررتُ لهذا الخبر ودعوت لهم جميعاً بالمغفرة . ثم عدنا أدراجنا من ذلك الطريق الذي قطعناه وسلكنا طريقاً أكثر يسراً . طلب من ريانه اذكروا موتاكم وتصدقوا وادعوا لهم فهم في حاجه ماسه لذلك ولكي تجدون من يدعي لكم ويذكركم بعد عمر طويل </b></i>
__________________
عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني نسالكم صالح الدعاء ..
|
02-05-2011, 06:55 PM | #8 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: ((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))
أودية الارتداد
بعد قليل وصلنا معبراً ضيقاً على جانبيه أودية رهيبة ، وكأن ( حسن ) كان ينتظر سؤالاً مني فالتفت إليّ قائلاً : هذه الأودية الموحشة هي أودية الارتداد ويستغرق الوصول إلى قعرها سنوات متمادية من سنيّ الدنيا ، وفي قعرها أفران من النار هي صورة لنار جهنم ، وأولئك القابعون فيها سيبقون فيها لإلى يوم القيامة . سيطرت عليّ الرهبة بحيث بركت في مكاني دون وعي مني . فرفعني ( حسن ) من مكاني وقال : ركّز نظرك عليّ ولا تنظر إلى قعر الوادي أبداً . وهكذا تجرأت على السير في هذا الطريق الموحش . في غضون ذلك عمّت الوادي صرخة رهيبة فالتفت إلى الخلف فشاهدت رجلاً يسقط إلى قعر الوادي ، وفي وسط صرخاته وعويله الذي هزّ فؤادي ، سمعت صوت ذنوبه . كان ( حسن ) يشاهد المنظر مثلي فقال : إنه تعيس ، فقد قطع الطريق إلى هنا بسلام ، لكنه سيمكث في قعر الوادي حتى قيام الساعة . فسألته متعجباً : ولماذا ؟ قال : إنه ارتد بعد سنتين من إيمانه . ثم أخذت أدقق كثيراً في طريقي وكنت أضع قدمي في موطئ قدم ( حسن ) خشية السقوط . ورغم زلات قدمي أحياناً لكننا قطعنا ذلك الطريق الشاق الصعب بسلام ، ووضعنا أقدامنا في طريق ضيّق كثير المنعطفات تحيط به تلال عالية ومنخفضة خـدعــة كان ( حسن ) يواصل طريقه وأنا أتبعه بكل لهفة ولكن بقلب مضطرب . وصلنا مفترق طريقين فتوجه ( حسن ) نحو اليمين ، غير أن يداً سوداء ضخمة كمّت فمي وعينيّ ونتيجة للرائحة الكريهة التي كانت تنبعث منها عرفت أن ذلك هو الذنب . حاولت إزاحة تلك اليد السوداء المغطاة بالشعر وحينما أفلحت واجهني شبح ذلك الذنب القبيح . أصابني الذعر فحاولت الفرار واللحاق بـ ( حسن ) غير أن الذنب سحب يديّ بقوة وقال : نسيت عهدك ؟ فأجبته مذعوراً : أي عهدٍ هذا ؟ قال : لقد كنت في الدنيا تصحبني ، وعاهدتني أن نكون معاً في هذا العالم أيضاً . قلت : إنني لا أعرفك أبداً ، قال : إنك تعرفني جيداً لكنك لم تر صورتي ، الآن وقد تفتحت رؤيتك أخذت تشاهدني . قلت : حسناً ، ماذا تريد مني الآن ؟ قال : إنني ألاحقكم منذ بداية الرحلة وحتى الآن ، وقد حاولت اللحاق بك في وادي الارتداد فلم أفلح . قلت وماذا كنت تريد مني هناك ؟ قال : أردت المرور بك من ذلك الوادي . فصرخت منزعجاً : يعني إنك كنت تريد تكبيلي حتى قيام الساعة ! قال : كلا ! لقد كنت أريد إيصالك إلى مرامك بأسرع وقت ، ولكن لا بأس ، فإنني أعرف طريقاً سهلاً لا يعرف به أي شخص آخر . قلت : وحتى ( حسن ) ؟ قال : كن على ثقة لو كان على علم به لما أخذ بيدك عبر هذا الطريق الصعب ، وهنا تذكرت ( حسن ) حيث تقدمني متصوراً إنني أسير خلفه . ضاق صدري وطلبت من ( الذنب ) أن يتركني ، لكنه في هذه المرة هددني واحمرت عيناه فأصبحتا كبؤرتي دم وقال : إما أن تأتي معي أو أعيدك إلى حيث جئت . لما سمعت هذا الكلام ارتعد بدني واضطررت لمرافقته شريطة أن أتقدمه وهو يدلني من خلفي لأن مجرد رؤيته كانت تمثل عذاباً بالنسبة لي . وهكذا تقدمت في الطريق المتجه يساراً وبعد فترة من المسير وصلنا كهفاً كبيراً ، دون أن التفت إليه سألت الذنب : ما العمل ؟ قال : إنك ترى أنه لا طريق آخر أمامنا ولا بد من المرور من داخل الكهف . دخلت الكهف لكن ظلمته التي تفوق التصور أرعبتني فسمعت صوت الذنب وهو يصرخ : لماذا توقفت ؟ الطريق ممهد ويخلو من الأخطار . واصل طريقك براحة بال . تقدمت خطوات ثم توقفت ونظرت إلى ما حولي فلم يعد باب الكهف يرى . كان الظلام يخيّم على كل شيء ، رعب عجيب على كياني ، فناديت الذنب لكنني لم أسمع جواباً ، ثم ناديت مرعوباً ، لكنني لم أسمع سوى صدى صوتي . لم تنفك عني الرهبة والاضطراب ، فأدرت رأسي لأرى ما يحيط بي لعلي أعثر على منفذ للهروب ، لكنني لا أعرف أين بداية الكهف ولا نهايته . جلست متحيراً نادماً غمر قلبي الحزن والألم وبكيت لفراق صديقي الحميم الوفي ( حسن ) وإذا بي في تلك الأثناء أسمع صوت شخص يمر قد نبهني ، ففتحت مسامعي عسى أن أعرف جهة الصوت ، فانشرح فؤادي لعطر ( حسن ) الأخاذ ، فترقرقت في عيوني دموع الشوق . فتحت أذرعي وضممته إليّ مسروراً ورويت له ماجرى لئلا ينزعج مني . فقال ( حسن ) : لما شعرت بعدم وجودك على أثري رجعت من نقس الطريق وعرفت بالأمر من خلال الرائحة الكريهة التي كانت تنبعث من الطريق المتجه نحو اليسار فسرت في نفس الاتجاه لكنني لم أعثر عليك رغم بحثي عنك ، حتى وصلت قرب الغار فشاهدت الذنب ولما رآني ولّى هارباً . حينها عرفت أنه قد خدعك ، وعندما دخلت الكهف سمعت عن بعدٍ صوت بكاء ونحيب فسررت وهرعت نحوك . يتبع
__________________
عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني نسالكم صالح الدعاء ..
|
02-05-2011, 06:55 PM | #9 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: ((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))
التوبة
وبعد صمت واصل ( حسن ) : لقد كان هذا الطريق مقدر لك سلفاً لكن جرى استثناؤه وذلك لتوبتك ، رغم محاولات الذنب في إعادتك إلى ذلك الطريق . قلت : كانت توبتي من الذنوب الكثيرة التي أرتكبها صغيرها وكبيرها . قال : إنه طريق رهيب للغاية كان عليك قطعه لولا توبتك وهو بالإضافة إلى طوله ومنعطفاته ومعابره الضيقة والمظلمة ، فإنك لا تأمن مافيه من حيوانات وحشية ، ثم أخذ ( حسن ) بيدي وقال : هيا بنا نعود إلى طريقنا السابق . قطعنا ماتبقى من الطريق حتى وصلنا مكانا فسيحا يشبه المستنقع ولما وضعت قدمي فيه بركت فيه حتى الركبة . وكان ( حسن ) يسير بسهولة ، فلما رآني تراجع إلى الخلف وطلب مني أن أمسك بيدي على رقبتي ليعينني . غطست في المستنقع حتى فمي ولم تعد لديّ إمكانية الصراخ وطلب المعونة ، وإذا بذلك الملك يطلّ علينا وناول ( حسن ) حبلا وقال له : هذا الحبل كان هو قد أرسله سلفاً فأعنه كي يتخلص . ذهب الملك وألقى ( حسن ) بالحبل إلي فاستطعت الإمساك بالحبل والتخلص من تلك الهلكة ، ولما تجاوزنا المستنقع سألت ( حسن ) : ما هو مراد الملك من القول : هذا الحبل كان هو قد أرسله ؟ قال ( حسن ) : لو أنك تتذكر ، قبل عشر سنوات من موتك قمت بتشييد مدرسة يتعلم فيها الأطفال الآن ، فخيراتها هي التي أدّت إلى خلاصك من هذه المحنة وحضرت عندك لتنقذك . أيدت ما قاله ( حسن ) ثم قلت متبختراً : قبل خمس سنوات قمت بتشييد مسجد ، فأين أصبحت خيراته ؟ ابتسم ( حسن ) وقال : بما أن بناء المسجد كان رياءً ومن أجل الشهرة وليس في سبيل الله فإنك قد تلقيت الأجر من الناس . قلت : وأي أجر ؟ قال: المدح والثناء من قبل الناس ، تذكر ما كان يدور في قلبك حينما كان يمدحك الناس ، لقد كنت تقدم رضاهم على رضى ربك ، واعلم أن الله إنما يتقبل الأعمال التي تؤدى لأجله وحسب . استحوذت عليّ حالة من الحسرة والندامة من ناحية ، ومن ناحية أخرى شعرت بالخجل وأخذت بتوبيخ نفسي : أرأيت كيف ضيعت أعمالك بالرياء وحب الذات في حين كان باستطاعتها إغاثتك في مثل هذا اليوم ؟ موكب الشهداء واصلنا سيرنا في وسط صحراء مترامية الأطراف ، ولم تخف حرارة الجو أبداً واستولى عليّ الإرهاق ولم يبق فيّ قدرة على مواصلة الطريق . في تلك الأثناء سمعت أصواتاً فأدرت برأسي نحو يمين الصحراء ، فشاهدت منظراً مثيراً ، إذ رأيت مجموعة من الناس قد اخترقت الصحراء ومضت بسرعة فائقة ولم يخلّفوا وراءهم سوى الغبار ، فتوقفت متعجباً وأخذت أنظر إلى الغبار المتطاير ، ثم حركني ( حسن ) فانتبهت على نفسي ، وأردت أن أسأله فسبقني ( حسن ) وقال : هل شاهدت المنظر ، قلت : ومن هؤلاء ؟ قال : هؤلاء زمرة من الشهداء . قلت مذهولاً : الشهداء . قال: نعم الشهداء . قلت : وأين يريدون ؟ قال : وادي السلام . فأدرت برأسي نحو ( حسن ) متعجباً وقلت : وادي السلام ! قال : نعم ، وادي السلام . قلت : لقد ذللنا هذه المسافة الطويلة بما فيها من مشقات ومحن كي نسعد يوماً بالوصول لوادي السلام ، وها أنت تقول أن هؤلاء يتوجهون نحو وادي السلام بهذه السرعة ، فهل هنالك فارق بيننا وبينهم ؟ فطبعت ابتسامة على شفتي ( حسن ) وقال : بين قمري وجرم القمر **** فرقٌ بين السماء والأرض ثم واصل كلامه : لقد عبدت الله في الدنيا على عجل فعليك الآن أن تقطع الطريق بمشقة وصعوبة ، أين أنت من الشهداء فالشهيد ذنوبه بمجرد أن تسقط أول قطرة من دمه على الأرض وتذلل له الطريق . وفي يوم القيامة أيضاً أول من يدخل الجنة الشهداء ، فإنهم قطعوا طريق مائة عام في ليلة واحدة ، وهاهم اليوم يقطعون وادي برهوت في طرفة عين . فغبطت الشهداء على منزلتهم وأخذت أردد : طوبى لهم وحسن مآب يتبع
__________________
عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني نسالكم صالح الدعاء ..
|
02-05-2011, 06:56 PM | #10 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: ((مسيرة الارواح في عالم البرزخ !))
نيران الحسرة
لشدة ما انتابني من حسرة وغم جلست وأخذت أحدث نفسي : أية درجة ومنزلة هذه ؟ منذ مدة وأنا أدور في هذه الصحراء وواجهت الكثير من العوائق والمصاعب ولا زلت لم أصل بعد إلى نتيجة . لكن هؤلاء بلغوا مقصدهم بهذه السرعة ، فحقاً طوبى لأولئك الذين مضوا شهداء . سالت الدموع على وجنتي وبلغت روحي حنجرتي . بكيت وبكيت بصوت عالٍ حتى أخرجت ما في فؤادي من عقد الدنيا ... لكن الحسرة والغبطة لموكب الشهداء بقيت في قلبي ، وهل يمحوها البكاء ؟ جاءني ( حسن ) بهدوء وأخذ يهدئ من روعي ويشجعني على مواصلة الطريق الذي كان طويلاً مضنياً غبار الشهوات رغم قطعنا لمسافة طويلة من الطريق لكن لم تلح في الأفق نهاية للصحراء . وعلى بعد رأيت عموداً أسوداً ما بين عمق الأرض والسماء يتصل بنيران السماء ودخانها وهو يتحرك ، ولما اقترب ظهر أنه يشبه الغبار يدور حول نفسه ، ولما رأيته التصقت بـ ( حسن ) ولفني الرعب والهلع فسألته : ماهذا العمود ؟ قال : إنه غبار الشهوات يدور حول نفسه بسرعة مذهلة . قلت له مضطرباً : وما العمل في هذه الحالة ؟ فالغبار يتجه نحونا بسرعة لا توصف وهو يلف كل ما يحيط به . قال ( حسن ) : أحط بيدك حول ظهري ، وانتبه لئلا يفصلك الغبار عني . أخذ الغبار يقترب منا شيئا فشيئا بصوته المرعب ، وأخذ اضطرابي يزداد ويزداد حتى أصبح الجو مظلماً خلال طرفة عين . لقد أحاط بنا الغبار وحاول لفنا إليه غير أن (حسن ) قد التصق بالأرض كالطود ، وقد استطعت السيطرة على نفسي بصعوبة بالغة في حين قبضت بيدي على ظهر ( حسن ) . كنت بين الحين والآخر أسمع صوت ( حسن ) وسط ضجيج الغبار وهو ينادي : انتبه لا يفرقك الغبار عني ! كانت لحظات غاية في الصعوبة وكنت أخشى أن لا يفرقني الغبار عن ( حسن ) لقد وهنت يداي وتثاقلت أذناي فلم أعد أسمع صوت ( حسن ). وفجأة فلتت يدي عن ( حسن ) ، وبطريفة عين ابتعدت عن ( حسن ) عدة كيلو مترات وألقي بي نحو الأعلى . كان الغبار يدور ولشدة الضجيج وارتفاع درجات الحرارة فقدت والوعي ، ولما فتحت عيني شاهدت الشبح الأسود الموحش للذنب واقفاً فوق رأسي وكانت رائحته الكريهة تؤذيني فنهضت بسرعة وحينما حاولت الهرب قبض على يدي بقوة وجذبني نحوه وقال : إلى أين أيها الصديق عديم الوفاء ؟ أتفضل مرافقة ( حسن ) على مرافقتي ؟ في حين إنك اخترتني رفيقاً في الدنيا . نظرت إلى وجه الذنب نظرة سريعة فلمست أن هيكله قد صغر قليلا . ودون أ ن أنتبه إلى كلامه سألته : ما الخبر ، فقد أصبحت ضعيفاً ونحيفاً ؟ قال منزعجا : كل ما أتجرعه هو بسبب ( حسن ) . فسألته متعجباً :بسبب ( حسن ) ؟ قال : نعم ، فلقد فرقك عني ليؤذيك قليلاً من خلال مرورك من طرق معقدة وصعبة . قلت : حسنا ، وما علاقة أذيتي بضعفك ؟ فأجاب منزعجاً : كلما يزداد عذابك يصيبني الضعف أكثر فأكثر وتذوب لحوم بدني وإذا ما وصلت إلى وادي السلام لن يبقى لي أثر ، ثم عظّ على نواجده وقال : الآن الدور لي فلا بد أن ترافقني إلى النار وأنا أرتعش من شدة الخوف والرهبة ، سألته : إلى أين ؟ فأشار الذنب إلى جبل إلى يساره وقال : خلف هذا الجبل هنالك وادي جميل أود أن تبقى فيه إلى يوم القيامة . كنت أعلم أن لا جدوى من العناد واللف والدوران ، فسرت في الطريق الذي أشار إليه ، فتقدم هو مسروراً عجولاً وبين الحين والآخر يلتفت ويشجعني على مواصلة الطريق . وبالرغم من أنني لم أر خيراً من الذنب لكن بشاراته المتكررة وسروره غير المبرر حفزني على الاستمرار في المسير أخذت أفكر مع نفسي عسى أن ألتقي بـ ( حسن ) خلف الجبل ، ولعل وادي السلام يقع خلف الجبل وأن الغبار قد أدناني منه ، ولكن هل يمكن الوصول إلى وادي السلام بدون ( حسن )؟ قطعنا منتصف الجبل فتناهت إلى مسامعي أصوات نحيب ، فواصلت الطريق دون أن أكترث لها ، وكلما اقتربنا من قمة الجبل يزداد صوت النحيب حتى استحوذ علي الخوف والرعب فتوقفت وقلت للذنب : ماهذه الأصوات التي أسمعها ، فأجاب الذنب مضطربا : أية أصوات ؟ قلت : هذه الأصوات والصرخات التي تصدر من خلف هذا الجبل فتقطع فؤادي . قال الذنب : إنني لا أسمع صوتاً لعلها هلاهل وأفراح أهالي تلك المنطقة المنعمين فقلت له : إنني أسمع أصواتاً وصرخات أشبه ما تكون بالصياح والعويل فقال الذنب : قلت لك إنني لا أسمع صوتاً فلا تضيع الوقت بلا داعي ، واصل الطريق بسرعة فالوقت ضيق والطريق طويل. هنا فهمت أن الذنب يخفي شيئاً هو يتظاهر بعدم السماع ، ولم يكن هنالك من خلاص فلقد أبعدني الغبار عن ( حسن ) وأصبحت الآن أسيراً بيد الذنب ، ياليتني لم أترك ( حسن ) ، بيد أن الغبار كان من القوة بحيث أبعدني عنه . كنت أسير خلف الذنب بين طيات الجبل يعتريني الشك والتردد وإذا بي أسمع صوت ( حسن ) وهو يصيح بي : قف جانباً ، ففعلت وإذا بصخرة كبيرة تسقط بقوة على رأس الذنب ألقت به في قعر الوادي . عندما شاهدت ( حسن ) مقبلاً علي من أعلى الجبل واحتضنني ، سررت لرؤية ذلك الوجه الجميل والعطر الفواح ووضعت رأسي على كتفه وأخذت بالبكاء . قال لي ( حسن ) وهو يمسح دموعي والبسمة ترتسم على شفتيه : ماذا تفعل هنا يا صديقي ؟ أتدري أين أنت الآن ؟ قلت : كلا ، فهز ( حسن ) رأسه وقال : إنك على شفا وادي العذاب ، لقد سمعت باسم هذا الوادي سابقاً من ( حسن ) لكنني لم أصدق أبداً إنني سأقترب من هذا الوادي الخطير ، طلبت من ( حسن ) أن يحدثني عن هذا الوادي فاستجاب لي وقال : إنه مستقر الذين يعجزون عن العبور من برهوت ولن تكون لهم القدرة على العبور من الصراط يوم القيامة وبالتالي فإنهم سيسقطون في قعر جهنم ، وهنا تلفحهم لفحة من نيران جهنم ، أما في القيامة فإنهم سيستقرون فيها . لقد أرعبني وادي العذاب ووقوفي على شفيره ، وبعد أن هون ( حسن ) من روعي دعاني للاستراحة قليلاً لرفع التعب .
__________________
عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني نسالكم صالح الدعاء ..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مسير الأرواح في عالم البرزخ | عشقي حسيني | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 6 | 24-03-2011 10:34 AM |
ما هو عالم البرزخ ؟ | فلة | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 14 | 24-09-2010 04:16 PM |
السياحة في الغرب او مسير الارواح بعد الموت | عاشقة قمر الفرات | الفقه - مسائل دينية - احكام شرعية - فتاوي عامة .. | 5 | 02-03-2010 03:49 PM |