اذا ظهر المهدي عليه السلام 2

[الاء الرحمن]

@@@2/إذا ظهر المهدي ذهبت الشحناء من قلوب المؤمنين
وعادوا إخواناً متحابّين بعد الفرقة والتشاحن، فإن من أشد الأشياء المؤلمة للأئمة عليهم السلام التقاطع بين المؤمنين، مع أنهم مظلومون جميعاً من قبل الطواغيت وأولى أن تجتمع قلوبهم لإنقاذ أنفسهم من مكر أهل الكفر وكيدهم، ولكنك تجد الكثيرين اليوم منشغلون بهتك بعضهم بعضاً، قال الإمام الصادق عليه السلام في وصيته للنجاشي: (وأخذ الله ميثاق المؤمن على أشياء أيسرها عليه: مؤمنٌ مثله يقول بمقالته (أي بالولاية) يبغيه ويحسده وشيطان يغويه ويضله والسلطان يقفو أثره ويتبع عثراته وكافر بالله الذي هو مؤمن به يرى سفك دمه ديناً، وإباحة حريمه غُنماً، فما بقاء المؤمن بعد هذا؟).
ولكن بعد ظهور المهدي تذهب تلك الشحناء، ففي الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (لتذهبنّ الشحناء والتباغض).
وعنه صلى الله عليه وآله أيضاً قال: (…وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخواناً في دينهم).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (لو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها، ولأخرجت الأرض نباتها وذهبت الشحناء من قلوب العباد).
وعنه أيضاً قال: قلت: (يا رسول اللَّه. أمِنّا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟ فقال: لا، بل منّا، يختم اللَّه به الدين كما فتح بنا. وبنا يؤلف اللَّه قلوبهم بعد عداوة الفتنة كما ألّف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنه إخواناً في دينهم).
وعن الحسن (أو الحسين) بن عليّ عليهم السلام، يقول: (لا يكون الأمر الذي تنظرون، حتّى يبرأ بعضكم من بعض، ويتفل بعضكم في وجوه بعض فيشهد بعضكم على بعض بالكفر ويلعن بعضكم بعضاً. فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير! فقال الحسين عليه السلام: الخير كلّه في ذلك الزمان، يقوم قائمنا ويدفع ذلك كلّه).
ويلوح من الحديث الأخير وكأن ذلك الأمر في الشيعة نتيجة المكائد التي يكيدها لهم عدوهم.
كما أنه وبلا شك من التقصير البالغ، ففي كثير من أدعية زيارات ضرائح الأئمة نجد قول الزائر: (موالٍ لأوليائكم معادٍ لأعدائكم) فالمؤمن كيف يقرا هذه الفقرة وفي قلبه عداوة لمؤمن مثله يقرأ هذه الزيارة أيضاً! فإما أن لا يكون متوجهاً إلى الله أثناء الدعاء غافلاً عن معناه فلا يتوجه الله إليه ولا يكون زائراً ساعتها، وإما أن يكون منافقاً يقول ولا يلتزم بقوله والمنافق في الدرك الأسفل من النار فكيف يصل إلى أعلى عليين ويزور الإمام المعصوم زيارة حقيقية؟!.
والمفروض أن تكون الولاية هي أساس بناء علاقاتنا الاجتماعية ففي الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله): (والِ ولي هذا –يعني عليا عليه السلام- ولو كان قاتل أبيك أو ولدك، وعاد عدو هذا ولو كان أباك أو ولدك) فكيف يستسيغ المؤمن بعد هذا عداوة أخيه المؤمن وهما من نور واحد تحت ذرائع وأسباب يوسوس بها الشيطان له زاعماً لنفسه أنه يعاديه في سبيل الله أو من أجل القضية العادلة الفلانية!.
ولكن إذا ظهر المهدي ووضع يده على العقول تكمل أحلام الرجال وترتفع هممهم وتُجعل السكينة والتواضع في قلوبهم ويعمهم الفرح والرضا والتحابب فيسهل للمهدي إصلاحهم وجمعهم على الأمر العظيم، قال تعالى: (فأصبحتم بنعمته إخواناً) فنعمة الأخوة على صباح وهدى.
ويمكننا أن نفهم من ذهاب الشحناء بظهور المهدي قضية عكسية مفادها أن من أذهب الشحناء والحقد والحسد من قلبه للمؤمنين يكون مستحقاً للقاء الإمام عجل الله فرجه ولو على المستوى الشخصي، فإن كل طاعة وحسنة يوفق لها المؤمن فإنما هي فضل من الله يؤهله فيها لفضل آخر، وفي الدعاء (يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها) وفي الحديث أن الله سبحانه هو الطالب قبل الطالبين، أي أنه هو يطلب العبد ويصلي عليه ويرزقه الطاعات المتنوعة لسبق رحمته لغضبه
الاستاذ عماد علي الهلالي2