موسى الكليم أم الحسين هو كليم الله؟

[عاشقة الزهراء والعترة]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على الحبيب المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
موسى الكليم أم الحسين هو كليم الله؟

الكليم

درجةٌ عالية من المحبة حتى في الوحي، كل الأنبياء يأتيهم من الله سبحانه وتعالى الخطاب بالوحي أما موسى(وكلم الله موسى تكليماً) فإنزال الوحي ونزول جبرائيل والملائكة بالوحي على الأنبياء لا شك أنه نوع من العناية، أما الكلام المباشر فهو درجة أشد من درجات ظهور المحبة.

إذا كان موسى كلم الله فالإمام الحسين عليه السلام كلم الله وكلمه الله.

يروي لنا أنَسُ بنُ مالك أنّه سايرَ الحسينَ يوماً، فلّما أتى عليه السلام قبرَ جَدّته خديجةَ أمِّ المؤمنين رضوانُ الله عليها في الحجُون، بكى سلامُ الله عليه، ثمّ قال لأنس: ((أذهب عنّي يا أنس)). قال أنس يروي بقيّةَ المشهدِ العباديِّ لأبي عبد الله: فاستخفَيتُ عنه، فلّما طال وقوفُه فيالصلاة سمعتُه يقول:

يا ربِّ يا ربِّ أنتَ مَولاهُ ==== فارحَمْ عُبيداً إليكَ مَلْجاهُ
يا ذا المعالي عليكَ مُعتَمَدي ==== طوبى لِمَن كنتَ أنتَ مَولاهُ!
طُوبى لِمَن كان خائفاً أرِقاً ==== يشكوُ إلى ذي الجَلالِ بَلْواهُ!
وما بِهِ علّةٌ ولا سَقَمٌ ==== أكثرُ مِن حبِّهِ لِمَولاهُ
إذا اشتكى بَثَّه وغُصّتَهُ ==== أجابَه اللهُ ثمّ لَبّاهُ
إذا ابتُلي بالظَّلامِ مُبتهِلاً ==== أكرَمَه اللهُ ثمّ أدناهُ

قال أنس وقد بُهِت: فنُوديَ الحسينُ عليه السلام بهذه الأبيات:

لَبَّيكَ لبّيك أنتَ في كَنَفي ==== وكلَّ ما قلتَ قد عَلِمْناهُ
صوتُك تشتاقُه ملائكتي ==== فحَسْبُك الصوتُ قد سَمِعناهُ
دُعاكَ عندي يَجولُ في حُجُبٍ==== فحَسْبُك السَّتْرُ قد سَفَرناهُ
لو هبّتِ الريحُ في جوانبِهِ ==== خرّ صريعاً لِما تَغَشّاهُ
سَلْني بِلا رَغبةٍ ولا رَهَبٍ ==== ولا حسابٍ.. إنّي أنَا الله[1].

والله أيضاً كلم الحسين يوم العاشر من محرم " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ(27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)


[1]مناقب آل أبي طالب، ج:4، ص: 69.