بدأت حياتك بنظرة محرمة .. ولكن أنظر وتبصَّر إلى أين أوصلتك هذه النظرة

[saras]

إن الإنسان مفطور على غرائز وميول كالحب والمعرفة والأكل والشرب والنوم والنكاح. وعليه إشباع هذه الغرائز والميول بحيث يكون متوازن بها لا إفراط ولا تفريط فيها، ومحكماً العقل بكل غريزة وميل وإذا سلم غرائزه للوهم والخيال فسيخرج عن آدميته وسيدخل نفسه مه البهائم.
فلا ينبغي أن تميل مع نفسك بغرائزها كل الميل ولا تمنعها بالمطلق إنما أسلك حد الوسط والإعتدال والتوازن.
وإن الرغبة والشهوة الجسمانية المرتبطه بالرجل والمرأة تزداد وتتضاعف بحال ضعف الحب والعاطفة، فعندما يقوى الحب ويشتد لله وأهل بيته عند ذلك تضعف الشهوة والرغبة بالنكاح. واذا استيقظت هذه الرغبة باكراً وخاصة في الصغر فإن القوة المخيلة والوهمية تكون بأوجها في هذا العمر فيتمادى الخيال ويخرج عن الحد. ويبدأ البحث عن ما يروي غريزته هذه. فيلجأ إلى مشاهدة الأفلام والصور وكلما أوغل بهذه الأمور كلما ازدادت قوة المخيلة والواهمه لأنه يظن أن ما يراه هو حقيقة فلا يعرف أن ما تراه عيناه وتسمعه أذنناه ليس إلا عبارة عن تمثيل وخدع سينمائية.
ويبدأ البحث عن ما ينفس به شهوته ويطبق ما قد رأته عيناه فما دام الذي أشبع نظره به من الحرام فلن يحن إلا إلى الحرام وبالتالي لن يطبق إلا بالحرام فيلجأ إلى العلاقة المحرمة والزنا.
وعندما يتذوق طعم الشهوة الجنسية لن يجد ضالته ومبتغاه وما كان يتوق إليه وذلك راجع إلى أن الوهم قد سيطر عليه وما رآه من الأفلام لم يجده بالواقع ظناً منه أنه واقع وحقيقة فهنا يلجأ إلى تبديل الشخص بآخر ومن علاقة لعلاقة حتى يرتوي لكنه يزداد عطشاً فيصبح عنده دافع أكبر لمشاهدة الأفلام الإباحية ليرتوي منها ثم يتسافل شيئاً فشيئاً فيلجأ إلى الشذوذ.
والشذوذ لم يكن ليأتي لو لم يطلق العنان لخياله ووهمه بالمطلق ومن دون حد ومعلومأن الذي له هذا الإطلاق هو الله وأهل بيته عليهم السلام. فنتيجة إطلاقه العنان للشهوة الجنسية بخياله وإعطائه لها أكثر من حدها ووضعها مكان الله وتوجهه وعبادته لها يعاقب بالشذوذ وهنا تتصل نفسه بالحقيقة العمرية( عمر بن الخطاب لعنه الله)
ولكما عمل عمل هذا اللعين كلما انمسخت فكرت وأنكر آيات الله ومقامات أهل البيت، وهذا ما يريده إبليس.
أنظر لقد بدأت الأمور بنظرة ولكن تبصَّر وأنظر إلى أين أوصلتك هذه النظرة.
أنت تبحث عن حنان وعن حضن وعطف علي بن أبي طالب في الناس فتنقل من علاقة لعلاقة لكي تصل إلى مرادك. ولكن تبصَّر أين تبحث عن مبتغاك وهل علي بن أبي طالب يقنط ويسكن في هذه الأمكنة النجسة؟ أنت تريد الحنان منهم عليهم السلام لكنك لا تدري "وحناناً من لدنا".
فانتبه أن تصل إلى مرحلة تصبح وتعيش بالوهم والخيال فيصبح الخيال عندك واقع والواقع وهم وخيال وهل تظن أن من يرتوي ويشبع نظره بالحرام سيستأنس ويستلذ عندما يمارس الشهوة ويتزوج والله لن يشعر إلا بقبض في قلبه وتنتابه حالة يشعر بشعور الإشمئزاز يسيطر عليه.
فالذي يشبع رغباته بالحلال لن يحن للحرام والذي يشبعها بالحرام لن يحن للحلال لهذا تجد أن كثيرين يقبلون بالزنا ولكنهم لا يقبلوا بالحلال.
أيها الحبيب..
كنت تبحث عن الحب والحنان وكان تشخيصك بأن ما تبحث عنه تناله من حبك لفلان وفلانة.. وهم مع ذلك يبحثون مثلك عن نفس الضالة .. وإلى الآن لم تتيقن أن كل ما لديهم هو تمثيل وكذب أو أنك تعطيهم حجماً أكبر من ما هم عليه وعليك أن تعلم واقعاً إن كان ما يصدر منهم ينبع من القلب.
أيها الحبيب..
إن كل ما رأيته من أفلام وكل ما شاهدته على مواقع الإنترنت هو تمثيل وخدع سينمائية وإضاءات. لطالما كنت أقول أنك لن تجد هذه الحقيقة من المحبة والحنان إلا عند محمد وآل محمد صلوات الله عليهم وكنت أعني ما أقول..
أنت تبحث عن حنان وحضن وعناق علي بن أبي طالب سلام الله عليه. وأنظر لنفسك أين راحت تبحث عنه.. في المكان الذي يستحيل أن تجده فيه، لقد كان تشخيصك خاطئاً..
أيها الحبيب...
كل إنسان في نفسه شهوة ولكن لا يجب أن تكون مسلطة عليك وساحرة لك .. إذا إنسان كان جائعاً إلى درجة سيطر عليه وهم الجوع بشكل كبير.. تنشغل مخيلته بتصوير الأكل بشكل مؤثر للغاية.. وكذلك الشهوة بقدر ما تتطلبها بقدر ما يقوم الوهم بتصويرها لك بصورة أكبر.
إن كل من يدخل في عالم الشهوات بطريق الحرام يصيبه الإشمئزاز تدري لماذا؟
لأن القلب لا يطلب مثل هذه الأمور فهو يريد الحب والعشق والحنان.
أيها الحبيب..
عندما يسيطر الوهم على النفس وتصبح مسحورة بالتمثيل والأفلام والصور، يكبر الوهم ويكبر معه الخيال لدرجة يصبح المراد والمقصد هو الخيال ويصبح الواقع منبوذاً. ولذلك عندما يتم الزواج، لن تجد سعادة في ذلك لأنك قد رسمت في خيالك ووهمك صورة للزواج أعظم من الحقيقة.. وبالتالي تتفاجأ بالواقع، فتقوم برمي التهم على الشريك.. وتقوم بالبحث عن شريك الأحلام والخيال الذي صنعته بنفسك، وهو سراب غير موجود.
إن الخيال والوهم ليس لهما حد فيما يخص الشهوة. والشيء الوحيد الذي ليس له حد في الوجود هم الله أهل البيت سلام الله عليهم..
أيها الحبيب..
عندما تضع الجنس مكان أهل البيت في حياتك والعياذ بالله وتعبده تستحوذ كل تلك المشاهد على خيالك وتكبر في باطنك لدرجة ليس لها حد.. عندها يصبح الخيال واقعاً والواقع خيال ووهم..
عندما يمتلأ خيالك بكل تلك الصور والمشاهد والتخيلات ستدفعك نفسك إلى ممارسة تلك الصور .. فتلجأ إلى من حولك وتحاول أن تعيش معهم خيالاتك حتى ولو بالحرام..
وإذا لم تجد تبدأ بالبحث في الخارج.. وتبقى تبحث ومن علاقة إلى علاقة.. حتى تجد فارس الوهم والخيال الكاذب- الغير موجودان في الحقيقة.
وعندما تكتشف أن هذا وهم وخيال زائفين وهما مخالفان للواقع تضع اللوم على الشريك وتصبح مستعداً للقيام بأسفل الأمور .. الخيانة ثم الشذوذ وبالتالي ستسقط نفسك بالعادة السرية بالإستمناء.. ولأن خيالك وشهوتك أصبحت كل شيء عندك وأصبحت في عداد الشاذين، إذا فأنت من زمرة عمر بن الخطاب وتكون قد اتصلت بحقيقته وصار هو وليك... "أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات"، وبالتالي ستنكر آيات الله ومقاماتهم وفضائلهم وستستهزء بشيعتهم وأوليائهم..
وهذا هدف إبليس.. إبعادك عن الله وأهل البيت بإستبدال الشهوات في حياتك مكانهم جل وعلا شأنهم.
وتصبح أنت من عبدة إبليس من خلال أوهامك التي بدأت بشهوة جسدية وانتهت بشذوذ قد مسخ فطرتك
والشذوذ جزاء من يعبد فرجه...

[saras]

ربما ستجدون هذا الموضوع طويل .. وحساس .. ولكنه مقتبس من كلام أحد علمائنا وهو جداً مهم خاصة لفئة الشباب الموالي ..

[حجابي زينبي*حوراء*]

اللهــم صل على محمــد وآل محمـد

بـارك الله فيـكِ على هذا الموضوع

جزاكِ الله خيـر الجـزاء

[العُروَة الوُثْقَى]

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم

جزاك الله خيرا

بارك الله فيك

على جمااال طرحك

وفقكــ الباري تعالى

[saras]

شكرا لمروركم على الموضوع الذي أحببته طرحه لأنه في غاية الأهمية وكل شاب وشابة معرض للوقوع فيه..
وهو سبب رئيسي في الإنحلال الأخلاقي والمشاكل الإجتماعية التي تغزو مجتمعاتنا الإسلامية