صاحب الثفنات

[نور الولاية علي]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

السلام الزهراء البتول الطاهره وعلى أبيهاوبعلها وبنيها والسر المستودع فيها

اللهم صل على محمد وال محمد

صاحب الثفنات

الامام علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب( عليهم السلام)

كانت لهُ بين السجدة والسجـــدة ســجــدة

وبيـن الدعـاء والدعـــــاء .. دعــــــــاء

وبيـن الابتهــال والابتهــــال .. ابتهـــــال

كان يربط الليل بالنهــار بالسجــدة الطويلــة

ويغســـل مرايـــا قلبهُ بالدمعــة الغزيــرة، وكان يخشوشــن للعبادة ليزداد ثوابــًـا على ذلك،

فكان في حالة الصلاة يلبـس أخشــن ثيابـه، ويبرز إلى موضـع خشـن فيصلّــي فيـه، ويسجــد على الأرض .

رأوهُ يكثر السجود والبكـــاء، ويعفّر جبهتهُ في التراب ويقول في سجــودهِ:
( سجــد وجهـي متعفّـــــرًا في التّـــراب لخـالقـــي، وحقّ لـــه )

فقام إليهِ أحدهم وقال له: يابن رسول الله تعذّب نفسك، وقد فضّلك الله بما فضّــلك ؟
فبكـى، ثمّ قال: قال رسول الله (ص): كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا أربع أعين:

- عين بكت من خشية الله

- وعين فقئت في سبيل الله

- وعين غضّت عن محارم الله

- وعين باتت ساهرة ساجدة، يباهي بها الله الملائكة ويقول:

انظروا إلى عبدي، روحه عندي وجسده في طاعتي، قد جافى بدنــه عن المضــاجع، يدعـوني خوفًـا من عذابـي، وطمعًــا في رحمـتــي، اشهدوا أنّي قد غفــرتُ لــه

وقد ذكر الإمام محمّد الباقر (ع) أنّ أباه عليّ بن الحسيـن (ع)، ما ذكر لله عز وجل نعمة إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عزّ وجلّ فيها سجود إلا سجد،

ولا دفع الله عزّ وجلّ عنهُ سوءًا يخشاه، وكيد كائدٍ إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، ولذلك سمّي بالسجاد

وكان في موضع سجودهِ آثار ناتئة وكان يقطعها في السنة مرّتين، في كلّ مرة خمس ثفنـات

ولذلك سمّي بذي الثفنــات وكان يجمعهـا في كيـس ولمـا استشهد دفنــت معـه ..


وحدّث مولًى له أنه (ع) برز يومًـا إلى الصحراء، قال: فتبعتـــه فوجدتـه قـد سجـد على حجــارة خشــنة،

فوقفت وأنا أسمع شهيقــه وبكــاءه، وأحصيت عليــه ألف مرّةٍ يقول:

(لا إله إلا الله حقًّـا حقًّــــا، لا إله إلا الله تعبّدًا ورقّـــــا، لا إله إلا الله إيمـانـــًـا وتصديقـًـــا)

قم رفع رأسهُ من الســجود، وانّ لحيتهُ ووجهه قد غمس في الماء من دمـوع عينيـــه

فسلام الله عليه يوم وولد ويوم استشهد مسموماً ويوم يبعث حيا