كيف نحسن تربية ابنائنا

[حروف فاطم]

لنقف عند نقطة مهمة وهي كيف نحسن تربية ابنائنا ؟ فنقول هذا يختلف باختلاف الموقف فالاب قد يكون بريئا طيبا لكن تصرفه غير سليم كمن تزوج من اثنتين وله منهما اولاد وهو لايستطيع ان يحسن التصرف معهم مع انه ينبغي عليه الايفرق بينهم بالمعاملة والعطاء اللذان ينبغي ان يكونا على اساس العدل لا تابعين لمعاملة الزوجة مع التسليم بان الزوج لايستطيع ان يعدل في المودة بين زوجاته (( ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم )) اي بالمودة لا النفقة لان احداهما قد تكون اجمل او ارق او اكثر مرونة من الاخريات فمن يود احدى زوجاته اكثر من غيرها عليه الا يود ابناءها اكثر من ابناء الاخريات فهذا يمكن ان ينعكس سلبا عليهم وقد لاياخذون بتوجيهاته وبالتالي من الممكن ان يشذوا عن الطريق فالابناء امانة في اعناق الاباء لايجوز التفريط بها فالتفريق في المعاملة يؤدي الى التباغض بينهم والعداوة والى خلق شريحة مجرمة في المجتمع وسانقل هنا حادثتين لهما امس علاقة فيما نحن فيه
الحادثة الاولى
ان النعمان بن بشير قال : سالت امي ابي بعض الموهبة لي من ماله،ثم بدا له فوهبها لي فقالت : لا ارضى حتى تشهد النبي (ص) فاخذ بيدي وانا غلام فاتى بي النبي (ص) فقال : ان امه بنت رواحة سالتني بعض الموهبة لهذا قال (ص) (( الك ولد سواه )) قال : نعم قال (( لا تشهدني على جور ) وفي رواية (( الك بنون سواه ؟)) قال : نعم قال (ص) (( فكلهم اعطيت مثل هذا ؟)) قال : لا . قال (( فلا اشهد على جور ))1
فالميات التي تعطى لاحدهم والموجبة لتفضيلة عليهم تجعل من الباقين ان لم يكن لهم دين او تصرف واع سلبيين داخل الاسرة على اقل تقدير فلا يساههمون في بنائها وخدمتها وقد تحدث مجزرة داخل البيت وهو ما يمكن تلافيه لو عدلنا بينهم
الحادثة الثانية : كان محمد بن الحنفية (رضواان الله عليه )) موصوفا بالشجاعة والبطولة والبسالة وكان ينزل المعركة امام ابيه واخويه وفي يوم الجمل دفع امير المؤمنين (ع) رايته اليه وقد استوت الصفوف وقال له احمل)فتوقف قليلا وتلكا في حمل اللواء يقول : فاحسست بانفاس ابي من ورائي وهو يقول لي (( احمل )) فقلت : يااميرالمؤمنين اما ترى السهام كانها شابيب المطر ؟ فدفع في صدري وقال (( ادركك عرق من امك ؟)) ثم اخذ الراية فهزها ثم قال :
(( اطعن بها طعن ابيك تحمد لاخير في الحرب اذا لم توقد
بالمشرفي والقنا المسدد ))
ثم حمل وحمل الناس خلفه فطحن عسكر البصرة 2
وقيل لمحمد لم يغرر بك ابوك في الحرب ولايغرر بالحسن والحسين (ع) ؟ فقال : انهما عيناه وانا يمينه فهو يدفع عن عينيه بيمينه
وكان امير المؤمنين (ع) كلما اراد الحسنان ان ينزلا الى المعركة يقول (( املكوا عني هذين الغلامين لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله )) 3 اذ ان الامامة تمر عبرهما وهكذا ينبغي ان تكون المعاملة بين الابناء فان تفاوتت فما فضل الله وبما اختار واصطفى وخلاف ذلك يكون اغراء بالمعصية لانك حينئذ تحمله على معصيتك ومعصية الله بسوء معاملتك له ( رحم الله والدا اعان ولده على البر )) 4
وبهذا يكون الولد نعمة او نقمة
_________________________
1- جامع المقاصد 9: 171 ، مسند احمد 4 :268 ، صحيح البخاري 3 :151 ، صحيح مسلم 66:5
2- شرح نهج البلاغة 243:1
3-عمدة الطالب ( ابن عنبة ) : 66 ، شرح نهج البلاغة 244:1 ،562:2 ، 25:11 ، بحار الانوار 562:32 / 467

4- الامالي (الصدوق ) : 363 ، المصنف ( ابن ابي شيبة ) 101:6

</STRONG>

قرآن يتلى 24ساعة
http://www.tvquran.com/

البث المباشر للعتبة الحسينية المقدسة
http://www.imamhussain.tv/