كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
:: مشرفة سابقة ::ღروحي فداء لفاطمةღ
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: العراق
العمر: 33
المشاركات: 369
معدل تقييم المستوى: 624 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() اغرورقت عيناي بالدموع وانا اتابع التلفاز واشاهد النقل المباشر من ضريح الحسين روحي فداه.. كانت نظراتي تتابع اولئك الزائرين الذين يطوفون حول الضريح الطاهر وتتسابق ايديهم لتلمس ذلك الشباك المذهب الذي يحمل في جوهره مالايعد ولايحصى من الكرامات.. راحت دموعي تتساقط وقد احسست ان كل دمعة كانت تصرخ عند نزولها "وا اماماه وا حسيناه.. ليتني كنت معك في يوم العاشر لأروي ضمأ الاطفال " اغمضت عيناي ورفعت يدي صوب وجهي لامسح تلك الدموع على وجهي وجسدي لكي لااضيع مافيها من رحمة ونجاة من جهنم ... لحظة .. ماهذه الرائحة الزكية؟؟!!! فتحت عيني لاجد نفسي بين الحرمين الشريفين، اجل فقد إلتفت يمينا فأبصرت عيني نور ابي عبدالله الحسين وإلتفت يسارا لأرى تلك الراية التي تخفق بأسم قمر بني هاشم.. انحنيت الى الارض وقبلت ذلك التراب منادية "السلام عليك يا سيد الشهداء.. السلام عليكم ياشهداء كربلاء.. السلام على تراب قد لاحته اقدام زوار ابي عبدالله" نهضت من الارض وتوجهت صوب حرم الامام الحسين منادية "سيدي.. لن ادخل حرمك الا من بابه المعنوي" ثم توجهت خطواتي بتقدمها نحو حضرة ابي الفضل العباس، ما ان وصلت الى الصحن الشريف حتى راحت رائحة الوفاء والاخاء تنبعث من كل مكان وراحت عيناي تنظر الى تلك الراية وتتذكر الراية التي هوت على نهر الفرات... قبلت الاعتاب واجريت دموعي وانا امسح ذلك الباب ثم تقدمت خطواتي اكثر وانا ألهج بالصلاة على محمد وآل محمد واردد بسلامي لبطل العلقمي واذكره بما جرى لزينب والنساء، دخلت الى الحضرة واحتضنت الضريح الطاهر بألمي ولوعتي ناجيته بأسم الحسين واقسمت عليه بدمعة زينب ثم ناديته "سيدي..جئتك قبل ان اقصد سيد الشهداء لأطهر نفسي عند ضريحك قبل ان ادخل على ابن بنت رسول الله.. ولأخذ سلاما منك إليه " ثم ودعت قمر العشيرة وكافل الحوراء و تراجعت خطواتي الى الخلف وانا متوجهة نحو ضريح ابي الفضل وانحنيت على الاعتاب اقبلها من جديد وغادرت الصحن الشريف سارت خطواتي الى ضريح الحسين وانا ارى امامي صورة ابي عبدالله الحسين وهو ينحني على قمر بني هاشم مناديا "الان انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي" وصلت الى الصحن الشريف لحضرة الامام الحسين فأهويت جسدي على الاعتاب قبلتها وبللتها بدموعي ثم دخلت الصحن ولساني يلهج بالصلاة على محمد وآل محمد ثم رفعت رأسي و وجهت نظري الى قبة سيد الشهداء فأبصرت عيني ذلك النور الطاهر وابصر قلبي نور العزة والكرامة. ناديته "سيدي ابا عبدالله.. جئت من عند حامل لوائك.. جئتك وانا احمل معي السلام والتحية من اخيك وعضيدك ابي الفضل العباس" سارعت خطواتي التي تتعثر بالشوق لدخول جنة الحسين بعد ان استنشقت عطرها الذي انشرح به صدري، وكان قلبي يسبق تلك الخطوات بالمسير وتسارعت خطواتي اكثر لادخل الى تلك الجنة، ابصرت عيني ضريح سيد الشهداء فناديت بصوت الالم والعبرة " وا اماماه وا حسيناه .. وا اماماه وا غريباه.. ياحبيبي ياحسين.. نور عيني ياحسين" احتضنت الضريح الطاهر بدموعي التي كانت تجري مجرى النهر واحسست ان قلبي كاد ان يخرج من صدري لشدة نبضه.. اجل فقد وصل الى معشوقه فكيف لي ان احبسه بين اضلاعي؟؟!!! راحت مشاهد كربلاء تتصور امامي وانا اناديه سيدي كيف تحملت كذا.. وكذا.. سيدي كيف صبرت وانت ترى كذا.. وكذا.. ثم رحت اخبره بما جرى لزينب والنساء من بعده حتى وصل بي شريط مصائب كربلاء الى ذلك الموقف الذي خنقتني عبرتي وانا اذكره .. اجل فقد ناديته سيدي "اتعلم ان زينب قد ضربوها بالسياط" ما ان اكملت الجملة حتى ضجت الجدران معي بالبكاء والنحيب بل شعرت بأن الضريح اهتز وارتج في مكانه من عظم المصيبة.... ودعت سيدي الحسين وقلبي قد تعلق بالضريح ثم توجهت لمغادرة الصحن الشريف من الباب المسمى بباب الزينبية.. ما ان خرجت حتى وقع نظري على عبارة "السلام عليك يا بنت علي المرتضى" نعم هذا هو التل الزينبي.. هذا هو التل الذي تشرف بوقوف الحوراء على قمته هذا هو التل الذي امتزجت رماله بدموع بنت امير المؤمنين... بدأت السير نحو ذلك التل حتى صعدت الدرجات العالية وألتفت صوب الامام الحسين انادي "سيدي من هنا علت صرخة زينب .. من هنا نادتك زينب.. من هنا علمت بمصرعك زينب" آه لك يازينب كيف كان وقوفكي هنا وبأي احساس كانت صرختكي؟ هل كانت بأحساس الخوف؟ ام بأحساس الفراق؟ ام كانت بأحساس الألم والحسرة؟؟ غادرت التل الزينبي ودموعي تحكي ماجرى لعقيلة بني هاشم وسارت اقدامي مبتعدة الى مكان اخر .. ترى الى اين ستأخذني خطواتي؟؟ لقد لاحت لعيني تلك القبب الصغيرة !! اجل فقد وصلت الى المخيم الحسيني... آه لك يازينب ماابعد تلك المسافة التي قطعتيها من الخيم الى التل؟؟ لقد سرت تلك المسافة والبنايات حولي والناس تحيطني واحسست ببعدها فكيف بك وقد قطعتيها راكضة تتعثرين بالهم والحزن كيف قطعتيها وانت مرعوبة خائفة والاعداء يحيطون بك؟؟ دخلت المخيم الحسيني لارى تلك الهوادج... هنا نزل الركب الحسيني.. هنا انزل العباس اخته زينب.. هنا نزلت تلك الدرر الفاطمية محاطة بليوث بني هاشم، تقدمت نحو خيمة الحسين وانا اسأل تلك البقعة من الارض كم لوعة شهدت؟؟ تذكرت الحسين وهو في خيمته يصلح سيفه وينعى نفسه قائلا: يا دهر أف لك من خليل * كم لك بالإشراق والأصيل من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل وإنما الأمر إلى الجليل * وكل حي سالك السبيل ثم غادرت خيمة الحسين لأدخل الخيمة التي احتضنت النساء والاطفال تلك الخيمة التي اخذت دفئها وحنانها من قلب زينب.. ها انا الان في خيمة الحوراء.. سيدتي كم مرة خرجتي من هذه الخيمة لاطمة الرأس باكية العين؟؟ سيدتي كم مرة دخل خيمتكي طفل يبكي ويطلب الماء؟؟ خرجت من خيمة الحوراء ودموعي تسألني لمن هي الخيمة المجاورة؟؟ دخلت الخيمة المجاورة فعرفت انها لزين العابدين فقد كانت خيمته مجاورة لخيمة الحوراء لكونه كان عليل وعمته زينب هي من كانت تمرضه وترعاه .. هذه هي الخيمة التي تطاولتها السنة اللهب وزينب واقفة في بابها تتقدم لدخولها خطوة وترجعها النار خطوة اخرى حتى جاء اعداء الله ليضربوها بالسياط ويبعدوها عن تلك الخيمة فنادتهم "لنا عليل في هذه الخيمة" غادرت خيمة عليل كربلاء وانا اسأل الله بحقه ان يشفي كل مريض ويمن عليه بلباس العافية دخلت خيمة اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيمة سيدي علي الاكبر ذلك القمر الذي يقول فيه الشاعر: لـــــــم تــــر عــــــين نظرت مثله*** من محـــــتف يــــمشي ومن ناعل أعــــني ابن ليلى ذا السدى والندى***أعني ابن بنت الشـــــرف الفاضل لا يــــــــؤثر الــــدنـــــيا عــن دينه***ولا يبـــــيع الحـــــــق بـــــــالباطل فخنقتني عبرتي وانا اتذكر ذلك الشباب الذي قطعته السيوف واتذكر حال ليلى وهي تدعو الله وتقسم عليه بغربة الحسين ان يعود لها ولدها سالم وتذكرت صرخة الحسين وهو ينادي ولده "ولدي علي على الدنيا بعدك العفا" تركت خيمة علي الاكبر وتوجهت نحو خيمة اخرى.. لمن هذه الخيمة؟؟ لمن هذه الشموع؟؟ لمن هذه الحناء؟؟ آه آه انها خيمة القاسم ابن الحسن انها خيمة عريس الطف راحت الدموع تنساب على وجنتي مسرعة وانا اتذكر ام القاسم رملة وهي تزف ولدها الى ارض المعركة ليعود لها بعد ساعة محمول على كتف عمه الحسين وقد خضبت كفيه بالدم بدل الحناء وقد اصبحت ثياب العرس كفنه دخلت خيمة اخرى فلاح لناظري ذلك المهد وذلك الصوت الحنين .. ( دللول يالولد يبني دللول.. دللول عبدالله يبني دللول ) آه لرضيع الحسين.. هنا في هذه الخيمة كان طفل الحسين يلوج بنفسه من شدة العطش وقد شبحت عيناه واصفر وجه وذبلت تلك الوجنات .. آه لك ياسيدتي الرباب كيف رأيتي رضيعكي مذبوح بسهم حرملة لعنة الله عليه غادرت خيمة الرضيع لاتوجه الى تلك الخيمة التي وضع عندها اللواء .. هذه هي خيمة راعي العلم. دخلتها وانا التفت الى خيمة الحوراء لارى خطوات ابا الفضل وهو يتجه بين الحين والاخر الى اخته العقيلة ليطمئن عليها وليطمئن قلبها. غقدت الراية التي كانت عند مدخل الخيمة ومسحت بها جهي سائلة الله ان يفرج الكرب عن كل محب للحسين بحق ابا الفضل الذي كشف الكرب عن وجه الحسين في يوم العاشر. ثم راحت يدي تلتمس ذلك العمود الذي في الخيمة مررت يدي عليه وصرخت بعبرتي "وا سيداه... واعباساه.. وا غربة الحوراء من بعدك يا كافلها" ، لاتلوموني في صرختي فقد تذكرت اللحظة التي عاد بها الحسين وحيدا محني الظهر يكفكف دموعه وزينب تسأله عن كافلها فدخل الحسين خيمة العباس واسقط عمودها فهوت تلك الخيمة على الارض وعرفت زينب بخسوف قمرها وضياع خدرها تجولت بين الخيام وكل خطوة من خطواتي كانت تروي لي قصة من قصص الفداء التي شهدتها هذه الارض المباركة فهي ساعة تحدثني عن شيخ الانصار حبيب ابن مظاهر الاسدي وساعة تحدثني عن زهير ابن القين وساعة تحدثني عن جون الاسود وساعة تحدثني عن مجنون الحسين عابس ... سارت خطواتي لتغادر المخيم فأحسست برائحة الدخان وتخيلت النيران وهي تلتهم خيم سيد الشهداء وقد فرن بنات رسول الله في تلك البيداء حافيات مروعات لاطمات باكيات، كادت نفسي ان تخرج مع شهقاتها وانا اتذكر حال مخدرات الرسالة بعد العز والدلال فجأة... هزني صوت ينادي لبيك يا حســـــــــــين لبيك يا حســــــــــين فأستيقضت من حلم اليقضة وعدت الى ارض الواقع لأردد مع زوار ابي عبدالله لبيك يا حسين ولأشكر الله على تلك اللحظات التي انعم بها علي حيث عرج قلبي الى ارض كربلاء وحلقت روحي في رحاب الحسين اسأل الله ان يرزقني واياكم زيارة الحسين والتشرف بزيارة مخيم الحسين وان يجعل عقولنا تحلق في عاشوراء سنة 61 هجرية كما حلقت الان.. اعذروني لأطالتي ولكن الامر لم يكن بيدي فلست انا من كان يملي على القلم بل شوقي لارض الشهداء هو من كان يمليه (اسألكم الدعاء بحق الحسين وغربة الحسين)
__________________
![]() التعديل الأخير تم بواسطة فداء شسع نعل فاطمة ; 17-09-2012 الساعة 01:23 PM |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بقلمي: يا تلةً ما اعظم حظكي... فمن الحوراء قد نلتي الشرفَ | فداء شسع نعل فاطمة | كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء | 21 | 02-06-2012 01:43 PM |
بقلمي: ما هي حال قلوبنا أخواتي الفاطميات مع الله سبحانه وتعالى | عشقي حسيني | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 10 | 18-03-2012 10:56 PM |
كربلاء / جولة مع المواكب الحسينية الخدميه المعدة لخدمة الزائرين | loole | صور الدينيـة,صور أسلامية - صور علماء - صور مراقد و أضرحة المعصومين | 20 | 06-02-2010 10:25 PM |
أفواج الزائرين من دول مختلفة تصل كربلاء المقدسة وآلاف المواكب | خمسه اقمار | صور الدينيـة,صور أسلامية - صور علماء - صور مراقد و أضرحة المعصومين | 18 | 04-02-2010 01:51 PM |