أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: الاحساء..
المشاركات: 343
معدل تقييم المستوى: 94 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
معجزات أهل البيت عليهم السلام وكراماتهم
يعتقد الشيعة الإمامية أنّ الله عز وجل اصطفى أهل بيت النبي (ع) وفضلهم ، وخصهم بأنه أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وأمر المسلمين بحبهم وتعظيمهم والصلاة عليهم وعلى الرسول الأعظم (ص) كما ثبت بالأحاديث المتواترة في كتب سائر المسلمين على اختلاف مذاهبهم ، ويعتقدون بعصمتهم من المعاصي والاشتباه والخطأ ، وأنّ الله عز وجل أعطاهم علوم الأنبياء (ع) ، وأنّ الله عز وجل خصهم بالكرامات العظيمة ، وبالمعجزات ، فكل ما صدر من الأنبياء (ع) من المعجزات قد يصدر عنهم ، وأنهم قد يطلعون على بعض المغيبات بإذن الله تعالى ، وقد يُخاطبون من الملائكة ، وقد ثبت بالأسانيد المعتبرة في كتب الشيعة مخاطبة الملائكة للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) سيدة نساء العالمين وأنهم أخبروها بما سيجري عليها وعلى ذريتها وعلى الناس إلى يوم القيامة وأنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قد دون ذلك ، وأنّ ما دونه مما سمعته الصديقة الزهراء (ع) من إخبار الملائكة (ع) لها هو عبارة عن مصحف فاطمة الزهراء (ع) ، وأنّ هذا الكتاب كان موجوداً عند الأئمة الطاهرين ، وأنه الآن موجود عند الإمام المهدي المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء . وهذه المعتقدات اعتبرها عدد كبير من الجهلة في هذا العصر كفراً وشنعوا على شيعة أهل بيت الوحي (ع) لقولهم بثبوت تلك المعجزات والكرامات للأئمة الطاهرين المعصومين وللصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) . وقد تبين لك مما تقدم تسالم جميع علماء السنة ومتقدميهم إلا من شذ بجواز تكليم الملائكة للأولياء ، وثبت في رواياتهم التي اتفقوا على صحتها تكليم الملائكة لعمران بن الحصين ، ولا خلاف في أنّ فاطمة الزهراء (ع) أفضل منه وأنها سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء أهل الجنة ، وأنه نزل فيها آية التطهير وبها دون غيرها من النساء أراد الرسول الأعظم (ص) مباهلة نصارى نجران ، والكلام في فضلها ومقامها أوضح من أنْ يحتاج إلى بيان . وفي المقابل فإنّ إخواننا السنة لا يقبلون فقط فكرة التقاء الملائكة بالأولياء ، بل يقولون بأنّ علمائهم كأحمد بن حنبل يرون الله عز وجل في المنام ويخاطبونه وبعضهم يرى أنه يمكن اللقاء بالنبي (ص) بعد وفاته في عالم اليقظة كما نسبوا ذلك لجلال الدين السيوطي وغيره ، وبعضهم ذهب إلى أنّ عمر بن الخطاب كان تكلمه الملائكة ، وبعضهم إلى أنّ بين عينه ملكاً يسدده ، ويروون أن بعضهم كانت قد نزلت عليه كلمات من السماء ، وإذا كان جائزاً بالنسبة لهؤلاء فلماذا يكون ممتنعاً بالنسبة إلى سيدة نساء العالمين (ع) ، بعد الاتفاق إلى أنّ علمائهم كأحمد بن حنبل أو غيره ليسـوا بأفضل مـن الصـديقـة الطاهـرة الزهـراء (ع) ، بل أين هم من مكانتها ومنزلتها العظيمة ومقامها الرفيع . وإذا كان حسب رأيهم عدد كبير من الأولياء عندهم كشيبان النخعي وعبد القادر الجيلاني وأبي يوسف الدهماني وزين الدين الفارقي الشافعي وغيرهم يحيون الموتى ، فما المانع أنْ يثبت ذلك لأهل بيت الرسول الأعظم (ص) الذين يتفق المسلمون على عظيم قدرهم وعلو شأنهم عند الله عز وجل وأنهم أفضل من الذين تقدم ذكرهم قطعاً . بل إنّ بعض الكرامات التي نسبوها لبعض الأشخاص ليس بها قول معتبر عند الشيعة الإمامية كقولهم برؤية الله عز وجل في المنام وأنه يكون هو باعتبار أنّ الشيطان لا يتشبه به ، وكقولهم بزيارة الكعبة الشريفة لبعض الأولياء في نظرهم . وقد رأيت قولهم بطاعة الأنهار والبحار للأولياء عندهم ، بل يقولون بأنّ الدجال الكافر عندما يأتي تطيعه الأرض والسماء وتستجيبان لأوامره وتتبعه تبعاً لأمره كنوز الأرض وأنه يميت الأحياء ويحي الموتى ، فإذا كان الاعتقاد بأنّ الله عز وجل أعطى الأئمة (ع) من المعجزات والكرامات كفراً ، فالاعتقاد بثبوت تلك الأمور للدجال يستلزم الكفر بالأولوية القطعية .الفصل الأول في بيان ما ورد في كتب الشيعة الإمامية حول مصحف فاطمة الزهراء عليها السلام ثبت في الروايات المعتبرة في كتب الشيعة الإمامية أنّ جبريل (ع) نزل بعد وفاة الرسول الأعظم (ص) إلى الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) ، وكان يطيب نفسها ليخفف عنها الحزن الذي دخل عليها بعد وفاة رسول الله (ص) ، وكان يخبرها عن رسول الله (ص) وعما يجـري على ذريتـها مـن بعـدها ، وأنّ أميـر المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) كان قد دون ذلك ، وما دونه من إخبار جبريل (ع) لها هو عبارة عن مصحف فاطمة الزهراء (ع) ، وليس فيه شيء من التشريع أو تفسير القرآن الكريم أو شيء من القرآن الكريم ، ففي الخبر الصحيح عن أبي عبيدة ، عن الإمام الصادق (ع) قال : إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً ، وكان دخلها حزن شديد على أبيها (ص) وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزائها على أبيها ويطيب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام . (1) (1) كتاب الكافي ج1 ص 241 ط. دار الكتب الإسلامية / طهران سنة 1388هـ ، بصائر الدرجات ص 173 ، 174 ط. مؤسسة الأعلمي / طهران سنة 1404هـ . وفي رواية أبي حمزة عن الإمام الصادق (ع) أنه قـال : مصحـف فاطمة (ع) ما فيه شيء من كتاب الله ، وإنما هو شيء ألقي إليها بعد موت أبيها ، صلى الله عليها . (1) وبالجملة ، فمصحف الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) هو عبارة عن جملة من الأمور المهمة التي أخبرها به جبرئيل (ع) ، وهو شيء آخر يختلف عن القرآن الكريم . وهذا الأمر غاية ما قد يُعترض عليه بنزول جبرئيل (ع) ، وقد عرفت مما تقدم أنْ لا خلاف بينهم بجواز التقاء الملائكة بالصالحين والأولياء ، فكيف بمن وصفها الرسول الأعظم (ص) بأنها سيدة نساء أهل الجنة وأنها سيدة نساء العالمين وأنّ الله عز وجل يغضب لغضبها إلى غير ذلك من مناقبها ، وقد صنف في مناقبها عدد من كبار علماء السنة ومحدثيهم كما أنّ المصحف لا علاقة له بالتشريع ، بل عقيدة الشيعة الإمامية أنّ التشريع الإلهي اكتمل في عصر الرسول الأعظم (ص) ، ويدل عليه الروايات المعتبرة الواردة في كتب الشيعة الإمامية من لزوم عرض الحديث على القرآن الكريم ، وإلا فهو حديث باطل لا يمكن العمل به الفصل الثاني في ما ورد من أنّ الأئمة عليهم السلام يحيون الموتى ويبرئون الأبرص والأكمه بإذنْ الله ورد في بعض الروايات الواردة في كتب الشيعة الإمامية أنّ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام يمكنهم أنْ يحيوا الموتى ويبرئوا الأكمه والأبرص بإذن الله ، ففي بصائر الدرجات : باب أنّ في أنّ الأئمة عليهم السلام يحيون الموتى ويبرئون الأكمه والأبرص بإذن الله . (1) وقد ظهر لك مما تقدم أنّ هذا الاعتقاد هو نفس عقيدة علماء السنة إلا من شذ في الأولياء ، وبما أنّ الأئمة من أهل البيت (ع) من الأولياء حتى عند السنة ، فهم يعتقدون في أهل البيت (ع) ذلك أيضاً ، وهذا إنما نذكره كشاهد ، وإلا فإنّ الشيعة يأخذون معتقداتهم من كتاب الله عز وجل ومن النبي (ص) وعترته الطاهرة (ع) وليس لهم حاجة لأخذها من علماء المذاهب الأخرى الفصل الثالث في عقيدة الشيعة الإمامية في علم الأئمة عليهم السلام بما في ضمائر بعض العباد يقول الشيخ المفيد (قدس سره) : إنّ الأئمة من آل محمد قد كانوا يعلمون ضمائر بعض العباد ، ويعرفون ما يكون قبل كونه ، وليس ذلك بواجب في صفاتهم ، ولا شرطاً في إمامتهم ، وإنما أكرمهم الله تعالى به وأعلمهم إياه للطف في طاعتهم والتمسك بإمامتهم ، وليس ذلك بواجب عقلاً ، ولكنه وجب لهم من جهة السماع ، فأما إطلاق القول عليهم بأنهم يعلمون الغيب فهو منكر بين الفساد ، لأنّ الوصف بذلك إنما يستحقه من عَلِم الأشياء بنفسه لا بعلم مستفاد ، وهذا لا يكون إلا لله عز وجل ، وعلى قولي هذا جماعة أهل الإمامة إلا من شذ عنهم من المفوضة ، ومن انتمى إليهم من الغلاة . (1) (1) أوائل المقالات ص 67 ط. دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع / بيروت سنة 1414هـ - 1993م . أقول : إنّ الشيعة يأخذون عقائدهم من الكتاب والسنة ، وغير مضطرين لإثباتها من أقوال علماء المذاهب الأخرى ، ومع ذلك فقد ظهر لك أنّ ما يعتقده الشيعة الإمامية في أئمتهم حسب ما ذكره شيخ الشيعة في زمانه الشيخ المفيد (قدس سره) لا يتعارض مع ما يعتقده علماء السنة في الأولياء ، فهم يعتقدون أنّ من جملة كرامات الأولياء الإطلاّع على المغيبات ، بل تقدم أنهم لا يعتقدون باختصاص ذلك بالأولياء ، وقالوا بأنّ حتى غير الأولياء ، بل الكفار والفسقة قد يطلعون على المغيبات ، وأما إطلاق العلم بالغيب فلا يقول به أحد من علماء الشيعة الإمامية الذين يُعتد بقولهم ، بل هو قول المفوضة والغلاة ، وهم عند الشيعة الإمامية من المنحرفين ، بل بعضهم يحكم علماء الشيعة بكفره . يتبعالفصل الرابع عقيدة الشيعة الإمامية في علاقة الملائكة بالأئمة المعصومين عليهم السلام لا يوجد ما يمنع من التقاء الأئمة عليهم الصلاة والسلام بالملائكة وأنْ يتحدثوا معهم ليس عند الشيعة الإمامية فقط ، بل عرفت مما تقدم أنّ المعروف بين علماء السنة جواز التقاء الأولياء ببعض الملائكة ووقوعه ، ولكن علماء الشيعة الإمامية في الوقت ذاته يقطعون بأنه لا أحد من الأئمة (ع) يوحى إليه بالتشريعات ، وأنّ الوحي بالشريعة الإلهية أمر يختص بالأنبياء (ع) ، ومن بعده فإنّ الأئمة (ع) يبينون للناس تلك التعاليم التي أخذوها عن رسول الله (ص) ، وأنّ لديهم كتب الأنبياء (ع) غير المحرفة وجميع ما يحتاجونه من العلوم والمعارف ، يقول الشيخ المفيد (قدس سره) في أوائل المقالات : القول في الإيحاء إلى الأئمة (ع) وظهور الإعلام عليهم والمعجزات . ثم قال : أقول : إنّ العقل لا يمنع من نزول الوحي إليهم ، وإنْ كانوا أئمة غير أنبياء ، فقد أوحى الله عز وجل إلى أم موسى (ع) : ( أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (1) (1) سورة القصص : 7 . فعرفت صحة ذلك بالوحي ، وعملت عليه ولم تكن نبياً ولا رسولاً ولا إماماً ، ولكنها كانت من عباد الله الصالحين ، وإنما منعت من نزول الوحي عليهم والإيحاء بالأشياء إليهم للإجماع على المنع من ذلك ، والاتفاق على أنه من يزعم أنّ أحداً بعد نبينا (ع) يوحى إليه فقد أخطأ وكفر ، ولحصول العلم بذلك من دين النبي (ص) . إلى أنْ قال : فأما ظهور المعجزات عليهم والإعلام ، فإنه من الممكن الذي ليس بواجب عقلاً ولا ممتنع قياساً ، وقد جاءت بكونه منهم عليهم السلام الأخبار على التظاهر والانتشار ، فقطعت عليه من جهة السمع وصحيح الآثار ، ومعي في هذا الباب جمهور أهل الإمامة ، وبنو نوبخت تخالف فيه وتأباه ، وكثير من المنتمين إلى الإمامية يوجبونه عقلاً كما يوجبونه للأنبياء (ع) ، والمعتزلة بأسرها على خلافنا جميعاً فيه ، سوى ابن الأخشيد ومن اتبعه يذهبون فيه إلى الجواز ، وأصحاب الحديث كافة تجوزه لكل صالح من أهل التقى والإيمان . (1) وبالجملة فالروايات المعتبرة الواردة في كتب الشيعة الإمامية تدل على أنّ عند أئمة أهل البيت (ع) جميع ما يحتاجونه من العلوم ، وأنهم أخذوا ذلك عن رسول الله (ص) ، وأنّ لديهم التوراة والإنجيل والزبور الصحيحة التي لـم تحـرّف ولم تبدل ، وأنّ لديهم مصحف فاطمة الزهراء (ع) ، (1) أوائل المقالات ص 68 ، 69 وأنّ لديهم الجامعة وهي كتاب ضخم جداً دونه أمير المؤمنين (ع) مما أملاه عليه الرسول الأعظم (ص) ، ويعتقد الشيعة بأنّ جميع التشريعات الإلهية اكتملت في زمن رسول الله (ص) وأنّ أئمة الهدى من آل محمد (ص) وظيفتهم هي بيان الدين على حقيقته ، وبيان ما خفي من تعاليمه كما سنبين ذلك بوضوح إنشاء الله تعالى عند البحث في الإمامة ، وعليه فلا يمكن أنْ تأتيهم الملائكة بتشريعات جديدة غير ما أنزلت على الرسول الأعظم (ص) وأودعها بتمامها إليهم ، ولكن لا يوجد أي مانع من التقائهم بالملائكة ومحادثتهم لهم فيما لا يرتبط بمعرفة التشريع ، وليس في أصول الشيعة الإمامية ما يمنع ذلك ، كما أنه لا يوجد في أصول علماء السنة ما يمنع ذلك ، فقد ذهبوا في حق بعض الناس من الصحابة وغيرهم أنهم كانوا يسمعون كلام الملائكة أو يحدثونهم ، وأولئك عند الشيعة الإمامية أقل شأناً من أهل بيت الرسول الأكرم (ص) ، بل بعضهم حتى في عقيدة السنة كذلك ، بل إنّ ابن تيمية لا يمنع من التقاء الملائكة بالعصاة من الخلق ووقوعه كما تقدم ذلك عنه فكيف يمكن أنْ يقول ذلك ، ومن ثم يمنع ذلك بالنسبة لمن نزلت فيهم آية التطهير وذكر الرسول الأعظم (ص) بالحديث المتفق عليه عند جميع المسلمين والذي رواه مسلم في صحيحة بأنهم الثقل الآخر مع القرآن الكريم . يتبع الفصل الخامس في بيان عقيدة الشيعة بأنّ بأهل بيت النبي (ص) ينزل الله تعالى البركات على الخلق وبهم يحفظ الأرض ورد في كتب الشيعـة الإماميـة نصـوص كثيرة تـدل على أنّ بأهـل البيت (ع) يحفظ الله الأرض ، وبهم ينزل البركة على العباد ، ولا يختلف الشيعة مع السنة في ذلك ، فقد وردت عندهم روايات معتبرة تدل على ذلك ، ونص كبار علمائهم على قبول تلك القاعدة بالنسبة لبعض الأولياء ، فمن تلك الروايات ما تقدم عن جلال الدين السيوطي حيث قال : وأخرج أحمد في الزهد والخلال في كرامات الأولياء بسند صحيح عن ابن عباس قال : ما خلت الأرض من بعد نوح من سبعة يدفع الله بهم عن أهل الأرض . (1) ومنها : ما أخرجه الحافظ عبد الرزاق في المصنف عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال : قال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم : لا يزال في أمتي سبعـة لا يـدعون الله في شيء إلا استجـاب لهم ، بهم تنصرون وبهم (1) الدر المنثور ج1 ص 765 ط. دار الفكر / بيروت سنة 1993م . _________________________ تمطرون . قال : وحسبت أنه قال وبهم يدفع عنكم . (1) وأخرجه عبد الله بن المبارك في كتاب الجهاد بنفس اللفظ والإسناد المتقدم . (2) وقد تقدمت روايات أخرى حكم عدة من حفاظهم وعلمائهم بصحتها ورتبوا عليها الآثار . وأخرج البخاري في صحيحه بسنده عن مصعب بن سعد قال : رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلاً على من دونه ، فقال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم . (3) وأخرج أحمد بن حنبل وأبو داود والترمذي والحاكم في المستدرك على الصحيحين وابن حبان والطبراني في مسند الشاميين بالإسناد عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) و سلم : ابغوني في الضعفاء فإنما ترزقون و تنصرون بضعفائكم . (1) المصنف للصنعاني ج11 ص 250 ح 20457 ط. المكتب الإسلامي / بيروت سنة 1403هـ . (2) الجهاد لابن المبارك ص 153 رقم 195 ط. التونسية للنشر / تونس سنة 1972م . (3) صحيح البخاري ج3 ص 1061 ط. دار ابن كثير – دار اليمامة / بيروت سنة 1407هـ - 1978م . ___________________ قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وقال الحاكم : هذا حديث صحيـح الإسناد و لم يخرجاه بهذه السياقة و إنما أخرجا حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه ظن له فضلاً على من دونه . أقول : ووافقه الذهبي في التلخيص وقال الألباني : صحيح . (1) (1) المستدرك على الصحيحين ج2 ص 116 ح 2509 وص 157 ح 2641 ، سنن أبي داود ج2 ص 38 ط. دار الفكر / بيروت ، سنن الترمذي ج4 ص 206 ح 1702 ط. دار إحياء التراث العربي / بيروت ، سنن النسائي ج6 ص 45 ح 3179 ط. بتحقيق عبد الفتاح أبو غدة مكتبة المطبوعات الإسلامية / حلب سنة 1406هـ - 1986م ، مسند أحمد بن حنبل ج5 ص 198 ط.1 ، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ج11 ص 85 ح 4767 ط. مؤسسة الرسالة / بيروت سنة 1414هـ - 1993م ، السنن الكبرى للبيهقي ج3 ص 345 وج6 ص 331 ط. مكتبة دار الباز / مكة المكرمة سنة 1414هـ - 1994م ، السنن الكبرى للنسائي ج3 ص 30 ح 4388 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1411هـ - 1991م ، مسند الشاميين ج1 ص 335 ح 590 ط. مؤسسة الرسالة / بيروت سنة 1405هـ - 1984م تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج19 ص 253 . _____________________________________ وأخرج عبد الرزاق عن محمد بن راشد ، عن مكحول : أنّ سعد بن أبي وقاص قال : يا رسول الله ، أرأيت رجلاً يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه ، أيكون نصيبه كنصيب غيره ؟ قال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم : ثكلتك أمك يا بن أم سعد ، وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم . (1) وقال ابن تيمية : ... وقد أصاب المسلمين جدب وشدة وكانوا يدعون الله ويستسقون ويدعون على الأعداء ويستنصرون ويتوسلون بدعاء الصالحين ، كما قال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم : وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم . (2) وقال أيضاً في سياق كلامه عن التوسل الصحيح في نظره : بل توسلوا إليه بما شرعه من الوسائل ، وهى الأعمال الصالحة ودعاء المؤمنين كما يتوسل العبد إلى الله بالإيمان بنبيه وبمحبته وموالاته والصلاة عليه والسلام ، وكما يتوسلون في حياته بدعائه وشفاعته كذلك يتوسل الخلق في الآخرة بدعائـه وشفاعتـه ، ويتـوسـل بـدعاء الصالحين كما قال النبي (ص) وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بدعائهم وصلاتهم واستغفارهم . (3) (1) المصنف للصنعاني ج5 ص 303 ح 9691 . (2) مجموع فتاوى ابن تيمية ج24 ص 329 ، الفتاوى الكبرى ج3 ص 39 . (3) مجموع فتاوى ابن تيمية ج27 ص 123 ، الفتاوى الكبرى ج2 ص 424 . --------------------------------------------------------------- وقال أيضاً : فقد تبين أن الاسترزاق والاستنصار يكون بالمؤمنين بدعائهم وقد قال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم : وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بدعائهم وصلاتهم واستغفارهم . (1) وما ذكرناه هو بعض رواياتهم ، وقد تقدم بعض آخر من تلك الروايات . وأما كلمات علمائهم فقد قال ابن تيمية : وأما النفع المتعدي والنفع للخلق وتدبير العالم ، فقد قالوا : هم تجرى أرزاق العباد على أيديهم وينزلون بالعلوم والوحي ، ويحفظون ويمسكون وغير ذلك من أفعال الملائكة ، والجواب أنّ صالح البشر لهم مثل ذلك وأكثر منه ، ويكفيك من ذلك شفاعة الشافع المشفع في المذنبين وشفاعته في البشر كي يحاسبوا وشفاعته في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة ، ثم بعد ذلك تقع شفاعة الملائكة ... (2) وقـال الـذهبي عـن أبي زرعـة : ... وكان من الأبدال الذين تحفظ بهم الأرض . (3) (1) الرد على البكري (تلخيص كتاب الاستغاثة) ج1 ص 115 ط. مكتبة الغرباء الأثرية / المدينة المنورة سنة 1417هـ . (2) مجموع فتاوى ابن تيمية ج4 ص 379 . (3) العلو للعلي الغفار ص 189 ط. مكتبة أضواء السلف / الرياض سنة 1995م . ____________________________________ ومعنى أنّ الله عـز وجـل يـنزل الغيث والبـركـة في الأرض بأنبيائه (ع) وبأهل البيت (ع) ، أنّ الله عز وجل مع الذنوب الكثيرة التي تقع من عبادة والتي تستوجب العذاب الإلهي وتقتضي نزول البلاء وامتناع البركة ، ولكن كرامة لهؤلاء فإنّ الله عز وجل ينزل البركة والخير على أهل الأرض ، وقد أخبر الله عز وجل في كتابه الكريم أنّ الله عز وجل لا يعذب الناس ورسول الله (ص) فيهم حتى لو لم يستغفروا ، وإنما كان ذلك تكريماً منه لنبيه (ص) ، يقول تعالى : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )(1) ، فالآية الكريمة واضحة الدلالة في أنّ الله عز وجل إنما يدفع العذاب عن الناس في زمن نبيه (ص) حتى مع عدم استغفارهم بنبيه (ص) تكريماً له وتعظيماً ، وهكذا أيضاً بالنسبة لعقيدة الشيعة في أهل البيت (ع) ، وكذا عقيدة عدد كبير من السنة في الأبدال وفي الأولياء كما تقدم ، وكذا الحال بالنسبة للشفاعة ، فإنّ الله عز وجل يدفع العذاب بنبيه عند شفاعته التي تكون بإذنه إكراماً وإجلالاً له من الله عز وجل ، بل إنّ الروايات الصحيحة تؤكد أنّ الله عز وجل يدفع البلاء بالضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة وبالأطفال كما تقدم ، (1) سورة الأنفال : 33 . _________________________ وليس في ذلك ما يقتضي الشرك بالله عز وجل ، وإذا أراد أحد أنْ يفسره بما يقتضي الشرك فإنّ الشيعة وكذا السنة القائلين بأنّ الأبدال أو الأولياء بهم تحفظ الأرض لا يقصدون غير المعنى الذي بيناه . ولعمري فإنّ أولئك المتسرعين بتكفير المسلمين بأدنى شبهة والذين حكموا بالكفر على من يعتقد ذلك بأئمة أهل البيت (ع) الذين هم سادة أولياء الله عز وجل الذين أمر الله عز وجل بالصلاة عليهم إلى جانب الصلاة على نبيه الكريم (ص) إلى يوم القيامة ، هل يمكنهم لنا على تقدير صحة كلامهم وهو مجرد زيف محض أنْ يكونوا موضوعيين ليحكموا بكفر ابن تيمية والذهبي وهما من رموزهم ، حيث رأيت أنّ عبارة كل منهم صريحة بأنّ في الأولياء من يحفظ الله عز وجل بهم الأرض ويدفع بهم البلاء . الفصل السادس في بيان عقيدة الشيعة في ثبوت الولاية التكوينية لأهل البيت عليهم السلام مصطلح الولاية التكوينية من المصطلحات الحديثة التي لا نجدها في كتب متقدمي فقهاء الشيعة ، مع أنّ هذا المصطلح لم يكن متداولاً ، ولكن الفكرة كانت مطروحة في السابق أيضاً ، والمقصود بالولاية التكوينية أنهم (ع) بعد أنْ كانوا ممن اصطفاهم الله عز وجل وليس لديهم أدنى رغبة على خلاف ما يريده الله عز وجل لهم فإنّ الله عز وجل يجعل ما في الوجود مستجيباً لهم بأمره ، خصوصاً بعد كونهم ليس لديهم أدنى رغبة في إرادة ما يكون مبغوضاً لله عز وجل . والولاية التكوينية بهذا المعنى تختلف عن التفويض الذي يجمع فقهاء الإمامية أنه باطل ، فالتفويض معناه أنّ هناك جماعة فوضهم الباري عز وجل في إدارة شئون الكون ، وجعله تحت هيمنتهم وسيطرتهم ، ولا إشكال في أنّ الاعتقاد بهذا يعتبر انحرافاً ، بل في بعض صوره يستلزم الكفر والخروج من ملة الإسلام والعياذ بالله عز وجل ، ولذا حكم فقهاء الإمامية بكفر بعض الغلاة الذين يتنافي اعتقادهم مع التوحيد . وأما الولاية التكوينية فليس معناها أنّ أحداً من أولياء الله عز وجل بما فيهم الأنبياء (ع) والأئمة المعصومين (ع) مفوضين من قبل الله عز وجل في إدارة شئون هذا العالم ، ولا غيره من العوالم ، وليس معناها أنّ لهم سيطرة تامة على الكون بحيث يكون جميع ما في الوجود إنما يسير بإرادتهم ، وإنما المقصود أنه نتيجة لقربهم من الله عز وجل وعلو شأنهم عنده تبارك وتعالى ، فإنّ الله تعالى جعل الكائنات تستجيب لهم ، فأي شيء يريدوه فإنه يتحقق لهم بإذن الله تبارك تعالى ، ولذا يمكنهم إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله عز وجل ، ومخاطبة الملائكة متى ما أرادوا ، ويمكنهم أنْ يطلعوا على بعض المغيبات بإذن الله عز وجل ، ويمكنهم أنْ يأمروا الكائنات فتستجيب لهم بإذن الله تعالى ، ويمكن أنْ تُطوى لهم الأرض ، ويمكن أنْ تكون لهم جميع ما كان للأنبياء (ع) كما حصل للنبي سليمان (ع) من تسخير الرياح وغيره ، وأنه يمكنهم ما أمكن لآصف بن برخيا (ع) حيث كان بإمكانه أنْ يأتي للنبي سليمان (ع) بعرش بلقيس قبل أنْ يرتد إليه طرفه كما هو صريح القرآن الكريم ، وهذه هي خلاصة ما يعتقده الشيعة الإمامية في الولاية التكوينية . وكما ذكرنا مراراً بأنّ الشيعة الإمامية لا يحتاجون لإثبات صحة عقيدتهم إلى أنْ يثبتوا ذلك من كتب أصحاب المذاهب الأخرى ، ومع ذلك يمكنهم أنْ يستشهدوا بما عند غيرهم كمؤيدات وشواهد صدق على ما يقولون به . وقد اتضح مما تقدم أنّ الشيعة الإمامية لم ينفردوا بذلك ، بل الفرق بينهم وبين السنة أنّ السنة يعتقدون ذلك في كل ولي من الأولياء ، والشيعة يخصون ذلك بأئمتهم (ع) ولا يعتقدون بثبوت ذلك في كل ولي من الأولياء ولا كل مؤمن من المؤمنين ، مع أنّ بعض تلك الكرامات قد تقع للأولياء ، وقد رأيت أنْ السنة يعتقدون بالأمور التالية : 1- أنّ الأولياء يمكنهم إحياء الموتى بإذن الله تعالى . 2- أنهم يبرئون المرضى بإذن الله تعالى . 3- رواياتهم المعتبرة صريحة بأنّ عمر بن الخطاب خاطب جيشه بنهاوند وسمع صوته وهو بالمدينة ، ويزعمون أنه كتب لهم النصر بسبب ذلك ، وهي تقتضي رؤيته المكان البعيد ومن وراء الحجب . 4- يصرح بعضهم كما تقدم بطاعة الحيوانات والجمادات للأولياء . 5- يصرح بعضهم بطاعة الأرض للأولياء . 6- يقولون بأنّ الأولياء يمكنهم المشي على الماء . 7- ويقولون أنه بإمكانهم الطيران في الهواء ، بل يقولون بثبوت ذلك حتى لغير الأولياء ولبعض الفسقة أيضاً . 8- ويقـولـون بأنّ الأولياء قـد يدخلون النار فتكون لهم برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم الخليل (ع) ونسبوا وقوع ذلك لأبي مسلم الخولاني وغيره . 9- ويقولون بطي الأرض للأولياء ونسبوا ذلك لجماعة منهم جلال الدين السيوطي . 10- ويقولون بأنّ الأولياء قد يخاطبون الملائكة . 11- بل بعضهم يقـول بالالتقاء برسول الله (ص) بعد وفاته في عالم اليقظة . 12- ويقولون بانفلاق البحر للأولياء وحكوا وقوع ذلك لابن دقيق العيد . 13- ويقولون بأنّ الأولياء قد تعرج روحهم إلى السموات كما نسبوا وقوع ذلك للماجشون . 14- وصرّح بعضهم منهم القرطبي بأنّ بعض الأولياء ينظر إلى الحصى فتصير جواهر . 15- وصرّح القرطبي وغيره بأنّ البعض ينظر إلى الأرض فتصير له ذهباً . 16- وصرّح القرطبي بأنّ بعضهم يتوضأ فيسيل الماء من بين يديه قضبان ذهب . 17- ويعتقدون أنّ بعضهم كان يُظلل بالغمام . 18- ويقولون بأنّ الكلام في المهد وقع لغير الأنبياء (ع) ، ولغير نبي الله السيد المسيح (ع) . 19- ويقولون بتكلم الأولياء ، بل وغيرهم بعد الموت . 20- ويعتقد بعضهم بأنّ الأولياء يمكنهم السيطرة على الجن بإذن الله عز وجل . 21- ويعتقدون أنّ بعض الأولياء كانوا يمشون ويخرج النور من بين أيديهم وقد روى ذلك البخاري في صحيحه . 22- وذكروا أنّ الأولياء قد تفر منهم الشياطين ونسبوا ذلك لعمر بن الخطاب . 23- ويعتقد بعضهم أنّ الأولياء قد يؤثروا في الأمور بعد وفاتهم . 24- ويعتقد بعضهم أنّ ببعض الأولياء يدفع الله عز وجل البلاء عن أهل الأرض وينزل الرزق وينصر عباده . ويجمعون إلا من شذ على أنّ كل ما جرى على يد الأنبياء (ع) من المعجزات يمكن أنْ يجري على يد الأولياء كما أوضحناه فيما تقدم ، ويصرح ابن تيمية وغيره فيما تقدم من كلامه بوقوع التأثير الكوني للأولياء وصدور أنواع القدرة والتأثيرات من الأولياء في هذه الأمة كما هو المأثور عن سائر الأمم . هذه بعض عقائدهم في الأولياء وقد تقدمت وتقدم غير ذلك أيضاً ، وأما عقيدتهم في غير الأولياء فقد تقدم : 1- أنّ الدجال عندهم لديه ولاية تكوينية يأمر السماء بأنْ تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض بأنْ تنبت فتنبت ويأمر الخربة بأنْ تخرج كنوزها فتسعى إليه تلك الكنالفصل السادس في بيان عقيدة الشيعة في ثبوت الولاية التكوينية لأهل البيت عليهم السلام مصطلح الولاية التكوينية من المصطلحات الحديثة التي لا نجدها في كتب متقدمي فقهاء الشيعة ، مع أنّ هذا المصطلح لم يكن متداولاً ، ولكن الفكرة كانت مطروحة في السابق أيضاً ، والمقصود بالولاية التكوينية أنهم (ع) بعد أنْ كانوا ممن اصطفاهم الله عز وجل وليس لديهم أدنى رغبة على خلاف ما يريده الله عز وجل لهم فإنّ الله عز وجل يجعل ما في الوجود مستجيباً لهم بأمره ، خصوصاً بعد كونهم ليس لديهم أدنى رغبة في إرادة ما يكون مبغوضاً لله عز وجل . والولاية التكوينية بهذا المعنى تختلف عن التفويض الذي يجمع فقهاء الإمامية أنه باطل ، فالتفويض معناه أنّ هناك جماعة فوضهم الباري عز وجل في إدارة شئون الكون ، وجعله تحت هيمنتهم وسيطرتهم ، ولا إشكال في أنّ الاعتقاد بهذا يعتبر انحرافاً ، بل في بعض صوره يستلزم الكفر والخروج من ملة الإسلام والعياذ بالله عز وجل ، ولذا حكم فقهاء الإمامية بكفر بعض الغلاة الذين يتنافي اعتقادهم مع التوحيد . وأما الولاية التكوينية فليس معناها أنّ أحداً من أولياء الله عز وجل بما فيهم الأنبياء (ع) والأئمة المعصومين (ع) مفوضين من قبل الله عز وجل في إدارة شئون هذا العالم ، ولا غيره من العوالم ، وليس معناها أنّ لهم سيطرة تامة على الكون بحيث يكون جميع ما في الوجود إنما يسير بإرادتهم ، وإنما المقصود أنه نتيجة لقربهم من الله عز وجل وعلو شأنهم عنده تبارك وتعالى ، فإنّ الله تعالى جعل الكائنات تستجيب لهم ، فأي شيء يريدوه فإنه يتحقق لهم بإذن الله تبارك تعالى ، ولذا يمكنهم إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله عز وجل ، ومخاطبة الملائكة متى ما أرادوا ، ويمكنهم أنْ يطلعوا على بعض المغيبات بإذن الله عز وجل ، ويمكنهم أنْ يأمروا الكائنات فتستجيب لهم بإذن الله تعالى ، ويمكن أنْ تُطوى لهم الأرض ، ويمكن أنْ تكون لهم جميع ما كان للأنبياء (ع) كما حصل للنبي سليمان (ع) من تسخير الرياح وغيره ، وأنه يمكنهم ما أمكن لآصف بن برخيا (ع) حيث كان بإمكانه أنْ يأتي للنبي سليمان (ع) بعرش بلقيس قبل أنْ يرتد إليه طرفه كما هو صريح القرآن الكريم ، وهذه هي خلاصة ما يعتقده الشيعة الإمامية في الولاية التكوينية . وكما ذكرنا مراراً بأنّ الشيعة الإمامية لا يحتاجون لإثبات صحة عقيدتهم إلى أنْ يثبتوا ذلك من كتب أصحاب المذاهب الأخرى ، ومع ذلك يمكنهم أنْ يستشهدوا بما عند غيرهم كمؤيدات وشواهد صدق على ما يقولون به . وقد اتضح مما تقدم أنّ الشيعة الإمامية لم ينفردوا بذلك ، بل الفرق بينهم وبين السنة أنّ السنة يعتقدون ذلك في كل ولي من الأولياء ، والشيعة يخصون ذلك بأئمتهم (ع) ولا يعتقدون بثبوت ذلك في كل ولي من الأولياء ولا كل مؤمن من المؤمنين ، مع أنّ بعض تلك الكرامات قد تقع للأولياء ، وقد رأيت أنْ السنة يعتقدون بالأمور التالية : 1- أنّ الأولياء يمكنهم إحياء الموتى بإذن الله تعالى . 2- أنهم يبرئون المرضى بإذن الله تعالى . 3- رواياتهم المعتبرة صريحة بأنّ عمر بن الخطاب خاطب جيشه بنهاوند وسمع صوته وهو بالمدينة ، ويزعمون أنه كتب لهم النصر بسبب ذلك ، وهي تقتضي رؤيته المكان البعيد ومن وراء الحجب . 4- يصرح بعضهم كما تقدم بطاعة الحيوانات والجمادات للأولياء . 5- يصرح بعضهم بطاعة الأرض للأولياء . 6- يقولون بأنّ الأولياء يمكنهم المشي على الماء . 7- ويقولون أنه بإمكانهم الطيران في الهواء ، بل يقولون بثبوت ذلك حتى لغير الأولياء ولبعض الفسقة أيضاً . 8- ويقـولـون بأنّ الأولياء قـد يدخلون النار فتكون لهم برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم الخليل (ع) ونسبوا وقوع ذلك لأبي مسلم الخولاني وغيره . 9- ويقولون بطي الأرض للأولياء ونسبوا ذلك لجماعة منهم جلال الدين السيوطي . 10- ويقولون بأنّ الأولياء قد يخاطبون الملائكة . 11- بل بعضهم يقـول بالالتقاء برسول الله (ص) بعد وفاته في عالم اليقظة . 12- ويقولون بانفلاق البحر للأولياء وحكوا وقوع ذلك لابن دقيق العيد . 13- ويقولون بأنّ الأولياء قد تعرج روحهم إلى السموات كما نسبوا وقوع ذلك للماجشون . 14- وصرّح بعضهم منهم القرطبي بأنّ بعض الأولياء ينظر إلى الحصى فتصير جواهر . 15- وصرّح القرطبي وغيره بأنّ البعض ينظر إلى الأرض فتصير له ذهباً . 16- وصرّح القرطبي بأنّ بعضهم يتوضأ فيسيل الماء من بين يديه قضبان ذهب . 17- ويعتقدون أنّ بعضهم كان يُظلل بالغمام . 18- ويقولون بأنّ الكلام في المهد وقع لغير الأنبياء (ع) ، ولغير نبي الله السيد المسيح (ع) . 19- ويقولون بتكلم الأولياء ، بل وغيرهم بعد الموت . 20- ويعتقد بعضهم بأنّ الأولياء يمكنهم السيطرة على الجن بإذن الله عز وجل . 21- ويعتقدون أنّ بعض الأولياء كانوا يمشون ويخرج النور من بين أيديهم وقد روى ذلك البخاري في صحيحه . 22- وذكروا أنّ الأولياء قد تفر منهم الشياطين ونسبوا ذلك لعمر بن الخطاب . 23- ويعتقد بعضهم أنّ الأولياء قد يؤثروا في الأمور بعد وفاتهم . 24- ويعتقد بعضهم أنّ ببعض الأولياء يدفع الله عز وجل البلاء عن أهل الأرض وينزل الرزق وينصر عباده . ويجمعون إلا من شذ على أنّ كل ما جرى على يد الأنبياء (ع) من المعجزات يمكن أنْ يجري على يد الأولياء كما أوضحناه فيما تقدم ، ويصرح ابن تيمية وغيره فيما تقدم من كلامه بوقوع التأثير الكوني للأولياء وصدور أنواع القدرة والتأثيرات من الأولياء في هذه الأمة كما هو المأثور عن سائر الأمم . هذه بعض عقائدهم في الأولياء وقد تقدمت وتقدم غير ذلك أيضاً ، وأما عقيدتهم في غير الأولياء فقد تقدم : 1- أنّ الدجال عندهم لديه ولاية تكوينية يأمر السماء بأنْ تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض بأنْ تنبت فتنبت ويأمر الخربة بأنْ تخرج كنوزها فتسعى إليه تلك الكنوز . 2- ويعتقدون أيضاً أنّ الدجال عندما يخرج يمكنه أنْ يميت الأحياء ويحي الموتى . 3- ويعتقد بعضهم في السحرة أنهم يمكنهم أنْ يمسخوا البشر فيحولوا الناس إلى حيوانات . 4- ويعتقد ابن تيمية وجماعة كبيرة معه أنّ بإمكان البعض بالاستعانة بالجن أنْ يطيروا على المكنسة أو الخابية أو غيرها وأنْ ينفقوا من الغيب وأنْ يبرؤوا المرضى إلى غير ذلك مما قدمناه . ولم نجد أولئك المسارعين للتكفير على أدنى شبهة قد حكموا بكفر من يعتقدون بهم ممن قالوا بذلك أمثال ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ، ولعمري فإنّ لازم حكمهم بالكفر على الشيعة بتلك المعتقدات أنْ يحكموا بالكفر على سائر المسلمين عداهم ، لما تبين لك أنّ تلك الأمور في الجملة هي محل إجماع وتسالم بينهم وز . 2- ويعتقدون أيضاً أنّ الدجال عندما يخرج يمكنه أنْ يميت الأحياء ويحي الموتى . 3- ويعتقد بعضهم في السحرة أنهم يمكنهم أنْ يمسخوا البشر فيحولوا الناس إلى حيوانات . 4- ويعتقد ابن تيمية وجماعة كبيرة معه أنّ بإمكان البعض بالاستعانة بالجن أنْ يطيروا على المكنسة أو الخابية أو غيرها وأنْ ينفقوا من الغيب وأنْ يبرؤوا المرضى إلى غير ذلك مما قدمناه . ولم نجد أولئك المسارعين للتكفير على أدنى شبهة قد حكموا بكفر من يعتقدون بهم ممن قالوا بذلك أمثال ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ، ولعمري فإنّ لازم حكمهم بالكفر على الشيعة بتلك المعتقدات أنْ يحكموا بالكفر على سائر المسلمين عداهم ، لما تبين لك أنّ تلك الأمور في الجملة هي محل إجماع وتسالم بينهم يتبع ولا بأس أنْ نبين بعض مااعترضوا به على الشيعة الإمامية في عدة فصول
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
•● مشرفة سابقة ●• بنور فاطمه اهتديت
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 3,796
معدل تقييم المستوى: 901 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا اختي النبراس ففي ميزان اعمالك الصالحه
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من معجزات الامام الحسن ابن علي ابن ابي طالب (عليهم السلام ) | كلامكم نور | أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) | 5 | 17-01-2012 12:33 AM |
صفات الشيعة من أحاديث الأئمة عليهم السلام | هداتي ولاتي | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 18 | 23-01-2010 01:19 AM |
مصادر الفقه لدى الشيعة الامامية | أم حسين | الفقه - مسائل دينية - احكام شرعية - فتاوي عامة .. | 9 | 13-07-2009 06:23 PM |