حتى لا يصبح الخجل عادة

[المتلألئه]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حينما يوجه إليك سؤال وأنت وسط مجموعة كبيرة أو حتى مجموعة صغيرة أو يطلب منك التعليق على أمر ما أو إبداء رأيك حول فكرة معينة.. هل تشعر بجفاف في الحلق ، سرعة في نبضات القلب ، احمرار في الوجه، ارتعاش في اليدين ،ألم في المعدة ، عرق زائد في الكفين ، تلعثم في نطق الكلمات ، الشعور بهروب الأفكار وعدم القدرة على تجميعها رغم أنك قد تبدو ذكيا ومثقفا؟.
إن كنت كذلك فأنت انسان خجول تحتاج لتخطي تلك الحالة السلبية لتطور قدرتك على التعامل مع الحياة والآخرين فإن كنت مستعدا فلنحاول أن نعرف أسباب الخجل أولا وهي تعود غالبا إما لأسباب وراثية بسبب وجود تلك الصفة في أحد الوالدين ، أو فقدان المهارات الاجتماعية بسبب نقص الاهتمام بتنميتها من قبل الاسرة أو المدرسة أو نظرة سلبية للذات قد تكون بسبب الخوف أو عدم الثقة في النفس الذي قد ينشأ بسبب سلوكيات خاطئة من قبل الوالدين كلوم الطفل الدائم على أخطائه أو استخدام كلمات مهينة أمام الآخرين مثل (غبي ، أهبل ، أو غيرها ) ولو من باب المداعبة ،كذلك عدم خلط الطفل مع أقرانه مما يجعله يفضل الوحدة عن اللقاء بالغرباء خشية الوقوع في خطأ ما .. بعض الآثار السلبية للخجل تراها عندما يلجأ هؤلاء الأشخاص لاظهار التعالي أمام الآخرين مما يعطي للشخص صفة الغرور في حين أنه يتخذ ذلك ستارا ليخفي خجله. أحيانا تراه عصبيا ، مرتبكا ، يشعر بالضيق الشديد عند الاضطرار إلى البدء بحديث في المناسبات الاجتماعية أو في العمل أو بين أصدقائه. في أغلب الأحيان يصيب الخجل صاحبه بالتردد في الاقدام على خطوات مهمة في حياته ، أو التنازل عن بعض حقوقه خشية إعلانها ومواجهة عواقب شجاعته .
وهنا نقف لنتعرف على أهم وسائل العلاج ، لنجيب عن السؤال المهم : هل بإمكان الشخص الخجول اكتساب مهارات اجتماعية تساعده على تخطي حالة الخجل هذه ؟ والاجابة ليست بعيدة عن المنال لكننا لابد أن نذكر أن هناك فرقا كبيرا بين الحياء والخجل السلبي ، فالحياء صفة محمودة لأنها من صفات المؤمن وهي شعبة من شعب الايمان . أما الخجل فهو سبب مباشر لعزلة الانسان عمن حوله والشعور بالنقص والعجز عن مواجهة أي طارئ بمفرده. وهنا يؤكد الدكتور فهد المطوع أن هناك وسائل مختلفة لعلاج الخجل منذ الطفولة مثل:
@ عدم قلق الأم الزائدعلى الطفل ومراقبة تصرفاته خشية عليه من أي تصرف .
@ التغاضي عن بعض الأمور الصغيرة التي قد يسبب لوم الطفل فيها إلى عدم تمتع الطفل باللعب والجري وتفضيله الانطواء والبعد عن تكوين الصداقات .
@ الابتعاد عن المخاوف وعدم الشعور بالأمان الذي يصيبه بسبب المشادات بين الأب والأم.
@ عدم تفضيل الشقيق المتفوق أو مدح شقيقه وإهمال مدحه على ذكائه أو حسن تصرفه أمام الآخرين مما قد يزيد من الشعور بالخجل.
@ عدم إشعار الطفل بالنقص بسبب وجود عيب خلقي دائم أو مؤقت كالتأتأه بالتكلم وغيرها.
@ تعريف الطفل على عدد كبير من الناس ودفعه للمشاركة في المناسبات الاجتماعية .
@ عدم إجباره على القيام بما لا يريده وإظهار الثقة بقدراته.
@ عدم انتقاد سلوكه أمام الآخرين أو وصفه بصفة سلبية أمامهم.
@ إعطاء الفرصة للطفل لممارسة بعض الأخطاء التي تساعده على التعلم وإعطاء كل تصرف خاطئ حقه من اللوم أو العقاب دون مبالغة.
كل تلك الوسائل تتناسب مع تنشئة سليمة منذ الطفولة ، لكن يبدو أن البعض منا ييأس من علاج تلك الحالة عندما يكبر هذا الطفل ويصبح في سن الشباب اعتقادا منا بأن المسألة أصبحت صعبة التجاوز في هذه السن لكن الحقيقة أن تنمية المهارات الحياتية مسألة أصبحت سهلة التناول بعد كل تلك الدراسات النفسية الحديثة في عصرنا . فإن كنت عزيزي القارئ تعاني مثل هذه المشكلة فالخبراء النفسيون يهدونك مجموعة من النصائح كبداية لتنمية المهارات الاجتماعية لديك وأهمها القدرة على مواجهة الجمهور :
- كن البادئ في الحديث مع الآخرين مستخدما أساليب محببة للآخرين كالثناء على عمل جيد أو المشاركة في حوار أو اقتراح ما بما يتناسب مع الموقف دون مبالغة.
- ألق التحية يوميا على خمسة أشخاص غرباء ولا تنس أن تكون مبتسما عندما تلقي التحية .
- عند الخروج للسوق حاول أن تسأل عن الأماكن والمحلات وكيفية الوصول إليها حتى لو كنت تعرفها ولا تنس أن تشكر الآخرين على لطفهم معك.
- حاول أن تزيد ثقتك بذاتك وذلك بتعديل نظرتك إلى نفسك وكتابة نقاط ضعفك كما تراها فإن رؤية الكلمات مكتوبة بمثابة بوابة للدخول لصورتك التي كونتها عن نفسك ، ثم كرر داخلك بأنك قادر على التخلص من نقاط الضعف هذه ومارس هذا الإحساس في الواقع .
- استحضر بعض المواقف التي تسبب لك القلق والتوتر واسأل نفسك هل هناك مبرر لقلقك ، ثم فكر فيما ستخسره في حالة عدم الإقدام على عمل ما بسبب الخجل ، وماذا يمكنك أن تحقق لو أعطيت نفسك الجرأة للمبادرة .
- أكثر من حضور المناسبات الاجتماعية للأهل والأصدقاء وحتى مناسبات العمل فهي فرصة جيدة للاحتكاك بالآخرين .وإن انتابك شعور بالتخلف عن حضور هذه المناسبات كن حازما وقاومه .
- زد من ثقافتك في أمور الحياة سيمكنك ذلك من المشاركة في أي حوار بكل ثقة .
- انضم لأنشطة اجتماعية تناسب ميولك واهتماماتك ،ولا تنتظر أن ينظمها لك شخص آخر ،بادر بالبحث عن هذه الأنشطة .
- احرص على حضور الدورات التدريبية التي تعينك على فن التعامل مع الآخرين وتحقيق التواصل الجيد مع الناس.
- إن كلفت بعمل ما من قبل رئيسك أو مجموعتك فتأكد بأن لديك مميزات دفعت الآخرين لتكليفك بها فابحث عنها وحاول إنجازها.
- لا تخف من أخطائك ولا تبالغ في لوم نفسك عليها بل ابدأ فورا في تغييرها والعودة بثقة لإنجاز ماهو مطلوب منك.
- اجعل أصدقاءك مرآتك ولا تتردد في السؤال عن مدى نجاحك في التغيير .
هكذا تكون البداية من حيث انتهت الأحاسيس السلبية وأنت سيد هذا التغيير.

[هداتي ولاتي]

رائع الموضوع
يسلمو ربي يعطيك الف عافيه

[بنت الهدى]

موضيعيك متميزه
ومشكوره على الطرح11

[غزلان]

مشكوره على الموضوع والأفـادهـ ..
الله يعطيك العافية على الشرح الوافي ..
تسلمي وبأنتظار المفيد والرائع منكِ دوماً ..

تقبل تحيتي ..