[شرح] قصة ودعاء مبارك

[أمة الرحمن]

يقول الإمام الحسين عليه السلام: بينما أنا وأبي ( ع) ونحن في الطواف إذ سمعنا صوتا وهو يقول: يامن يجيب دعاء المضطر في الظلم
ياكاشف الكرب والبلوى مع السقم
قد بات وفدك حول البيت الحرام
ونحن ندعو وعين الله لم تنم
هب لي بجودك ماأخطأت من جرم
يامن أشار اليه الخلق بالكرم
إن كان عفوك لم يسبق لمجترم
فمن يجود على العاصين بالنعم
قال الحسين ( ع) : قال أبي علي بن أبي طالب( ع): امض لهذا النادب ذنبه المعاتب ربه وناده، قال الحسين( ع): فأسرعت فأدركته، وإذا أنا برجل جميل الوجه نقي البدن طيب الريح، إلا أنه قد شل ّ جانبه الأيمن فقلت أجب أمير المؤمنين. فقال له: من أنت؟ قال الرجل: منازل بن لاحق. قال( ع) : فما قصتك؟ قال: كنت مشهورا عند العرب باللهو والطرب أديم العصيان في الشهور الحرام وكان لي والد شفيق رفيق يحذرني مصارع الجهالة وشقوة المعصية، وكان إذا الح علي بالعتب الححت عليه بالضرب.
فقال أبي يوما: والله لأصومن ولا أفطر ، ولأصلين ولا أنام فصام أياما ثم قصد مكة يوم الحج الأكبر فتعلق بأستار الكعبة ودعا علي وقال :
يامن اليه أتى الحجاج من بعد
يرجون لطف عزيز واحد صمد
هذا منازل لايرتد عن عقفي
فخذ بحقي يارحمن من ولدي
وشلّ منه بجود منك جانبه
يامن تقدس لم يولد ولم يلد
يقول الرجل: فما ان استتم والدي كلامه حتى شل جانبي الأيمن، فظللت كالخشبة الملقاة هنا والناس يغدون ويروحون ويقولون: هذا أجاب اللهفيه دعوة أبيه.
قال ( ع): فما فعل أبوك ؟ قال : يامولاي سألته أن يدعو لي كما دعا علي ولكن الله قبض روحه قبل ذلك وهاأنا ذا في هذه الحال .قال الإمام عليه السلام: ألا اعلمك دعوات مادعا بها أحد إلا فرج الله عنه؟ ادع بهذا الدعاءاللهم إني أسألك ياعالم الخفية، ويامن السماء بقدرته مبنيه، ويامن الأرض بعزته مدحية، ويامن الشمس والقمر بنور جلاله مشرقةومضيئة، ويامقبلا على كل نفسٍ مؤمنة زكية، ويامسكن رعب الخائفين وأهل التقية، يامن حوائج الخلق عندهمقضية ، يامن نجى يوسف من رق العبودية ، يامن ليس له بواب ينادي ، ولا صاحب يغشي ، ولا وزير يعطي، ولا رب غيره يدعى، ولا يزداد على كثرة الحوائج الا كرما وجودا، وصلى الله على محمد وآله ، أعطني سؤالي إنك على كل شيئ قدير).
فما هي إلا مرات قالها الرجل فمن الله عليه بالشفاء وبريء مما به بقدرة الله تعالى.
قال الإمام علي( ع): تمسكوا بهذا الدعاء فإنه كنز من كنوز العرش.