الحسين حياة ..عِبرةٌ و عَبرة

[عبير الزهــــــــراء]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



||


تحيّة عاشورائية أبعثها لكلّ نفسٍ حزينة على آل بيت الرسول "ص"


ملفوفة بقماطٍ أسودْ .. تشرّب دمعَ الرضيع "ع"


مطرّزة بصبرٍ شامخْ .. فضفاضٌ كَعباءةِ زينب "ع"


ساخنةٌ كتُربِ كربلاء .. ظمآنةٌ كـ أطفالِ الحسين "ع"


محزونةٌ كـ العليلة .. محرومةٌ كأمّ البنين "ع"


و على العبّاسِ تنوحْ


..{الحسين حياة}..


ماكان كلّ ماكان ليصبغَ بالحزنِ أيامنا


بل ليملأ بالعِبر حياتنا


ماقيلَ عاشوراء لنبكي .. بل لنفكّر و نعتبرْ


*كتبَ الحسين بدمّه روايةَ خُلدٍ للإنسانيّة ومبادئها العظيمة


وإن كانت الانسانية هي امرأة & رجل


فقد قالوا: خلف كلّ رجلٍ عظيم.. امرأة


كمآ أنّ خلفَ كلّ "حسين" مضّحي.. "زينب"


*وإن كانت الحياة أياماً وأزمان


فقد قالوا: كلّ يوم عاشوراء وكلّ أرض كربلاءْ


ونضيفْ { وكلّ فكرةٍ ثورةْ وكلّ حربٍ واقعةُ طفْ ..


*وإن قيل الحياة مشاعرْ


فالدمعُ ما خُلقَ إلا ليغسلَ الظُلمْ .. فهل من مبصرْ..؟



*وإن قيل الحياة لغة ،، فما كآن إعراب اللّغة للحسين"ع" ؟


راسٌ مرفوعٌ على الرمحْ , وعلامة رفعهِ الأنوار الساطعة من غرّة جبينهْ


وهو مضافْ ~ لعطشِ الأطفالْ وسبي النساء وهتكِ الحُرُماتْ


أم ظهرٌ مكسورٌ وعلامة كسره قطع كفّ العبّاس على شطّ الفراتْ!


~


وبعد مئآت السنين يأتي من ينكر,, وهل ينكر الشمسُ إلا الأعمى .. !


اتهمّونا بعبادةِ الحجر .. ولا يدرون أي جسدٍ احتضن هذا الحجر


اتهمونا بالإرهاب .. وما وعوا أن الله أمرنا في القرآن أن نقابل أعدائه به


كما اتهموا الحسين "ع" بالخروج على خليفة زمانه ~ أمثل الحسين يبايع يزيد؟؟


بئسَ ما قدّروا ~


ممّا أشابَنا: أن يقف سبعين رجلاً أمام البشرية الصمّاء { أو الناطقةِ كفراً ~


في زمنٍ هو أقربُ للحقّ من زماننا هذا ~


فمتى وكيف سيخرج لنا من رحم الأيام أنصاراً عددهم 313 ؟؟


ندآآء لكلّ من طهّر لسانه بعبارة { لبّيك يا حسين ..


هل أنتَ حقّاً تلّبيه ؟


انتبه لنفسكَ وكفى بالكلِمِ استهزاءْ


وللعباراتِ ترديداً أجوفْ


قم.. ولا تخشى السيوف تعانق أشعّة الشمسْ


جاهدْ .. ولا تخشى الرصاصاتِ تدوّي الأسماع


قاتل .. ولا تخشى الموت فبعدهُ حورٌ في الخيامْ


::ما أسهلَ هذا ~ لا يحتاجُ إلا الى لحظة تهوّر::


تقولها ألسنةٌ اعتادتْ للحمِ اخوانها أكلاً


وفي عرضِ جيرانها نهشاً


على وسادةٍ ناعمةٍ تنام ~ و يتوّسد خدّ الحسين حرّ الترابْ


*لتتشرّف بهذه الـ"لحظة تهوّر" امسكْ عن الشهوآت نفسكْ .. وروّض على الصبرِ قلبكْ .. وغضّ عن الفتنة بصركْ.. وطهّر من الحرامِ بطنك ْ


فأنت بهذا للحسينِ ناصرْ .. ولأعدائه خاذلْ .. وعلى الطريقِ المستقيمْ سائرْ


{ومناجاةٌ لوليّ أمرنا .. وسامعُ استغاثاتنا .. والرادّ على تلبياتنا ::


عظّم الله لكَ الأجر وأحسنَ لك العزاءْ


وجعلنا نِعمَ المواسين لكَ في مصابك بجدّك "ع"


نرتجيكَ بحقّ مظلومية الحسين.. وكفّ العبّاس.. ونحرِ الرضيع .. وشباب القاسم .. ودموع العليلة .. و صبر زينب .. وإيثار ام البنين .. وسبيْ حرم النبي .. وبِكلّ غبرةٍ من غبار زوار الحسين


إلا ما عجّلت المطلعْ


وأخذت بثـأر الحسين "ع"


وانتصرتَ للحقّ و أظهرتهُ من بعدِ مادُفنَ تحت الترابْ و خلّف ورائه الباطل برّاً و بحرا ~


..


معَ تعزيّة ملتهبة .. من قلبٍ مكتوي بفقدَ حسينهْ "ع"


والسلام على من اتبع الهدى وسار على التقى !


مأجورين ..
م // ن