lمولاتي زينب آية في الصبر والفداء

[خادمة العترة الطاهرة]

مولاتي زينب آية في الصبر والفداء

كرم الاسلام المرأة وأعطاها مكانة ومنزلة عظيمة وقد ساهمت العديد من الشخصيات النسائية في بناء المجتمع المسلم خصوصا سلسلة النساء من ال رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» ابتداء من السيدة خديجة التي وظفت اموالها لخدمة الرسالة المحمدية وكانت من المؤازرين لرسول الله في تبليغ الدين الاسلامي وتبعتها ابنتها الصديقة فاطمة الزهراء «عليها السلام» التي آزرت زوجها امير المؤمنين بحفظ الدين وشريعة ابيها سيد المرسلين فكانت الزوجة الصالحة والأم المثالية والعالمة ثم بعد ذلك استخلفتها ابنتها العقيلة زينب «عليها السلام».

زينب وما أدراك ما زينب فالحديث عنها ذو شجون فهي أم المصائب والاحزان وفعلا انطبقت هذه الالقاب على العقيلة حيث ابتدأت مصائبها بوفاة جدها رسول الله ثم استشهاد امها فاطمة وبعدها فقدت اباها علي وشاهدت اخاها الحسن يلفظ انفاسه مسموما وكل هذه المصائب في كفة ومصيبة كربلاء واستشهاد الحسين في كفة اخرى وهي الراجحة لهولها وعظمها من مصيبة.

لقد عاشت مولاتنا زينب واقعة الطف لحظة بلحظة وساعة بساعة ترى اخوتها واولادها صرعى على رمضاء كربلاء الى ان انتهى بها المطاف ان وقفت على جسد اخيها الحسين مضرج بالدماء وهو على رمضاء كربلاء مذهولة تخاطبه قائلة: أأنت الحسين ابن والدي ؟ فلم تسمع منه جوابا فوجهت وجهها ناحية مدينة رسول الله تشتكي إليه فعل أمته قائلة: يا جداه يارسول الله «صلى عليك مليك السماء» هذا حسينك مرمل بالدماء مسلوب العمامة والرداء.

لقد قابلت مولاتنا زينب كل ما جرى من احداث في كربلاء بالصبر واي صبر لك يا ابنة علي قد عجزت عن حمله الجبال وصدق الشاعر عندما قال :

بأبي التي ورثت مصائب امها فغدت تقابلها بصبر ابيها
لقد بدأ التكليف الشرعي لزينب عليها السلام بعد مقتل اخيها ابي عبدالله من حفظ ومراعاة للايتام والسبايا وإمامها العليل زين العابدين عليه السلام بالاضافة الى تكليفها بحفظ الدين وايصال رسالة اخيها الحسين وفعلا حافظت على الامانة واكملت مسيرة اخيها سيد الشهداء رغم الزجر والسياط ووقفت في قمة الشجاعة والقوة والثقة أمام عدوها وخطبت خطبة فضحت بها الطغاة والجبابرة واوقفتهم عند حدودهم وبينت للناس مظلومية اخيها، وما جرى عليه واهل بيته في ارض الطفوف فغيرت حال الناس من الفرح والسرور بمقتل الحسين الى حال البكاء والحزن والالم على هذه الجريمة النكراء فكانت نعم المواسية ونعم الصابرة على البلاء ونعم السفيرة لاخيها وامامها الحسين عليه السلام.
مولاتي زينب نعم لقد كنت اية في الصبر واية في الفداء واية في التضحية واية في الستر والحشمة اشهد انك حملت الامانة واديتها بكل صدق وإخلاص