التربية والطفل ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
●• فاطمية متميزة •●
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ![]() ثمّة ميلٌ في الوقت الحاضر، للتشديد المُتصاعد على وجهة النّظر الثقافيّة، في إطار التّربية والتنمية. وقد كانت التربية في الماضي تكديساً للمعلومات بشكلٍ أساسيٍّ، أمّا الآن فهي نظامٌ لتعليم الحياة، يسمح للإنسان بالوصول إلى كامل تفتّحه ووعيه. وتشمل الثّقافة في معناها الواسع، البيئة الطبيعيّة أو البيئة الاصطلاحيّة، التي يخلقها الإنسان لنفسه، أو ينشأ فيها، ووسائل العمل المتعدّدة التي يستخدمها للسيطرة على هذه البيئة، ولتغييرها على هواه، أو للتكيّف معها. والأطفال لا يُشكّلون جمهوراً متجانساً، بل يختلفون باختلاف أطوار نموّهم، لذا قُسّمت مرحلة الطفولة إلى أطوارٍ متعاقبةٍ، هي مرحلة الميلاد، ومرحلة الطفولة المُبكرة، ومرحلة الطفولة المتوسّطة، ومرحلة الطفولة المتأخّرة؛ وقد ترتّب على ذلك أنْ توفّرت للأطفال في كلّ طورٍ ثقافةٌ فرعيّةٌ خاصّةٌ؛ ومن هنا أتت أهمّية البحث عن التّربية الثقافيّة للطفل، بحيث تتوافق مع خصائص الطّفل وحاجاته، في كلّ طورٍ من أطوار حياته؛ فما هي خصائص الثقافة ووظائفها؟ وأين تكمُن أهمّية ثقافة الطفل؟ وما دور وسائط ثقافة الطّفل؟ وما مدى الرّبط بين التربية الثقافيّة والمستقبل؟ خصائص الثقافة ووظائفها تتّصف الثقافة، بعدّة خصائص تُعطيها طابعها النوعيّ المُميّز كهويّةٍ اجتماعيّةٍ، كما أنّها تقوم بالعديد من الوظائف التي تؤدّي إلى تماسك المجتمع في توجّهاته الكبرى، وقولبة الأفراد كي يُصبحوا أعضاء فيه، يعيشون ويتصرّفون تبعاً لتلك التوجّهات. والثقافة هي في المقام الأوّل نسقٌ أو نظامٌ، يتكوّن من مجموعةٍ مترابطةٍ، من طرق التفكير والإحساس والتأثير؛ وأيّ تغيير في جانبٍ منه، يؤدّي إلى تغيير الجوانب الأخرى. ولكلّ مجتمعٍ خصوصيّاته في ممارسة تراكيب هذا النّظام أو القوّة الفاعلة فيه، وهو ما يؤدّي إلى ذلك التنوّع الكبير في الثّقافات من ناحيةٍ، وإلى عناصر المشاركة بين بعضها من ناحيةٍ ثانيةٍ. وأبرز التراكيب الثقافية، هي: 1. التقنية (التكنولوجيا):وهي تشمل كلّ الآلات والأدوات، التي يستخدمها الإنسان في الزراعة والصناعة، وفي وسائل الحرب، وتمتدّ إلى تقنيّات الجسد. 2. التركيب اللغويّ أو الرمزيّ:ويتمثّل في اللغة المحكيّة والمكتوبة والإشارات والرموز؛ والتي اعتبرها البنيويّون أساس الثّقافة، إذ نظروا إلى التّفاعلات والممارسات في بعدها الرمزيّ كلّه. 3. التركيب الاجتماعيّ:ويشمل العادات والتقاليد والعلاقات على أنواعها: الحقوقيّة، والاقتصاديّة، والسياسيّة، والقرابة والروابط المختلفة. وإنّ التركيب الاجتماعيّ أبطأ تطوّراً من التركيب اللغويّ والتقنيّات، وهي بدورها تتفاوت في سرعة تطوّرها. 4. التركيب المعتقديّ والدينيّ:وهو يشمل إلى جانب الدين، جميع أشكال المعتقدات والبنية الأسطوريّة لدى القوم، ويُمكن للأخلاق أن تندرج أيضاً في مستوى هذا التركيب. 5. التركيب الجماليّ:وهو يشمل الفنون والآداب والتعبير، من خلال الشكل واللون والإيقاع، ويندرج هذا التركيب في جميع التراكيب الثقافية؛ وهو يتطوّر بسرعةٍ لارتباطه بالتقنيّات واللغة، أكثر من ارتباطه بالمجالات الاجتماعيّة والاعتقاديّة. ومن خلال تفاعل هذه التراكيب في ما بينها، وفي وتائر تطوّرها، ينتج النّموذج الثقافيّ الذي يُحدّد السّمات الثقافيّة المُميّزة للمجتمع، وهو يدخل في سلوك الأفراد فيوجّهه وينمّطه. وهكذا فمعرفة النّموذج الثقافيّ تُساعد على توقّع سلوك الأفراد في تركيبٍ ثقافيٍّ معيّنٍ. ويعيش الأفراد في هذا النموذج كطريقةٍ في الوجود، وتُعتبر مثاليّةً وسويّةً ومعياريّةً، أي أنّها تُشكّل المُرشد والضابط لسلوكهم وتوجّهاتهم... ويمكن استخلاص وظيفتين أساسيتين للتربية الثقافيّة للطفل، هما: 1. الوظيفة الاجتماعيّة: إنّها الوظيفة الأساسيّة للتربية الثقافيّة للطفل، فالثّقافة لا تنتقل بطريقةٍ فطريّةٍ موروثةٍ من الآباء إلى الأبناء، أو من فردٍ إلى آخر في المجتمع. فالطفل يولد دون شخصيّته، ثمّ تتكوّن شخصيّته خلال تفاعله مع المحيط الخارجيّ، في الأسرة والمدرسة والمجتمع، ويؤدّي التّعليم والتّقليد إلى خلق مركّبٍ ثقافيٍّ في شخصيّته؛ وهذا المركّب الثقافيّ يتكوّن من القِيم والعادات وأنماط السّلوك، التي تعني الأفكار والمشاعر والتصرّف في المواقف المختلفة. 2. الوظيفة النفسيّة: إنّها وظيفة (القولبة) لأفراد المجتمع، أي اكتساب هؤلاء أساليب التفكير والمعرفة وقنوات التّعبير عن العواطف والأحاسيس ووسائل إشباع الحاجات (الفيزيولوجية)، وهو ما أصبح يدلّ عليه بمصطلح "التدامج الاجتماعيّ"، أو "التنشئة الاجتماعيّة". وغاية هذه الوظيفة مساعدة الأطفال على التكيّف مع الثّقافة، واكتسابهم لهوايتهم الاجتماعيّة الثقافيّة؛ ومن هنا تكتسب أهمّيتها الكبرى في تثقيف الطّفل العربيّ. خصائص التربية الحديثةيَحسُن بنا ذكر خصائص التّربية الحديثة، لأنّ التربية في وقتنا الحاضر يُمكن أنْ تكون أداةً فعّالةً في تطوير ثقافة المجتمع وتغييرها نحو أيّ اتجاهٍ، بحيث يخدم أغراض المجتمع ومتطلّباته. وهذه الخصائص هي: 1. الاهتمام بالطفل ونموّه الجسميّ والعقليّ والوجدانيّ والاجتماعيّ:وكان هذا الاهتمام نتيجةً لتقدّم علم النّفس وتجاربه، وتقدّم التربية التجريبيّة؛ فتجارب علم النّفس أخذت تطبّق في حجرة الدراسة، وتتّخذ أساساً لتجارب أخرى تربويّة، كقياس مواهب الأطفال وذكائهم ونموّهم، وبذلك أخذت التربية تقترب من العلوم التجريبيّة، ويزاولها المربّون وفقاً لأسسٍ ضابطةٍ، كلّها مستمدّةٌ من الطّفل الذي هو موضوع التّربية. 2. احترام شخصيّة الطفل:فقد أحاطته التربية الحديثة بالثّقة والطمأنينة، وأشعرته بشخصيّته وفرديّته، وذلك بتمكينه من التّعبير عمّا في نفسه، بكلّ أنواع التّعبير: كالكلام، واللعب، والرّقص، والغناء، والتّمثيل، والرّسم، والأشغال. 3. التعليم عن طريق اللعب والتّجربة والمُمارسة:وقد كانت التربية التقليديّة تعتبر اللعب مضيعةً للوقت والمجهود، وتحول بين الأطفال وبينه، أمّا التربية الحديثة فترى أنّه ضروريٌّ لنموّ الفرد الجسميّ والعقليّ، وأنّه ميلٌ طبيعيٌّ له غايته التربويّة العظيمة. 4. التعليم عن طريق العمل والخبرة الشخصيّة:ويرجع هذا المبدأ إلى جعل المدرسة صورةً من الحياة. ولا يخفى ما في هذا المبدأ من تشجيع الاعتماد على النّفس، وتنظيم عملية التّفكير، وتنمية روح التّعاون مع الجماعة، والعناية بأسلوب العمل، أكثر من تحصيل المعرفة نفسها. 5. خلق الجوّ الاجتماعيّ لنموّ الطفل وتكامل شخصيّته:وذلك لأنّ المدرسة الناهضة جزءٌ من المجتمع، أو هي مجتمعٌ صغيرٌ، فهي إذن تُمكّن الطفل من أنْ يُعامل زملاءه ورؤساءه بالروح الطيّبة، التي تخلقها هذه المدرسة؛ روح الاحترام والأخذ والعطاء، ومعرفة الحقوق والواجبات، وتنفيذ القوانين واللوائح عن رغبةٍ وإصلاحٍ وإخلاصٍ، وأداء الواجب للواجب عينه. 6. العناية بصحّة الجسم والعقل:وذلك بإعداد المدرسة الصالحة لنموّ الجسم نموّاً طبيعيّاً، وفهم النّاحية الوجدانيّة والنزوعيّة عند الطفل، وتوجيهها توجيهاً صحيحاً يتخلّص به من العُقد النفسيّة بقدر ما يُمكن. وسائط ثقافة الطفل إنّ الثقافة تؤثّر في الطّفل من خلال مؤسّساتها المختلفة، وبعض هذه المؤسسات لها أثرها التربويّ المقصود، أي أنّ مهمّتها الرئيسيّة هي تربية الطفل وإعداده الإعداد المناسب لعضويّة المجتمع، الذي يعيش فيه، ونذكر من هذه المؤسّسات: الأسرة والمدرسة، إلّا أنّ معظم المؤسّسات الثقافيّة الأخرى، كالصحافة والمجّلات والإذاعة والتّلفاز وغيرها، تتّجه إلى الكبار والصغار معاً، أي أنّ تأثيرها يبدأ منذ طفولة المواطن، ويستمرّ خلال مراحل نموّه وحياته. ويهمّنا هنا معرفة وسائط ثقافة الطّفل بأنواعها المختلفة، وتقسّم هذه الوسائط إلى عدّة فئاتٍ أبرزها ما يلي: 1. الوسائط المكتوبة وتتضمّن أدب الأطفال من قصصٍ وحكاياتٍ، وكذلك المجلّات والمعاجم ودوائر المعارف العلميّة والتاريخيّة، وكُتب السِيَر والتّراجِم. 2. الوسائط المسموعة والمرئيّة وتتضمّن المسلسلات والحكايات والبرامج التي تُعرض في الإذاعة، وكذلك برامج التّلفاز على اختلافها: تربويّة، وتعليميّة، ووثائقيّة، وترفيهيّة، ومغامرات - وتاريخيّة، وبوليسيّة. 3. الوسائط المجسّدة من مسرح أطفالٍ، ومسرح دمى، على اختلاف موضوعاتها ومستوياتها. 4. الفنون الجميلة وتتضمّن الموسيقى والأغاني للأطفال، وكذلك الفنون التشكيليّة. 5. الوسائل التربويّة والألعاب وهي تضمّ تشكيلةً كبيرةً من الأنشطة المعرفيّة:أرقام، حساب، رياضيّات، علوم، تاريخ، جغرافيا، علوم الطبيعة والحياة، ألعاب فكريّة، وألعاب مهارة. وتتكامل هذه الوسائط في وظائفها، وفي ما يحمله كلّ منها إلى الطّفل من دلالاتٍ ومؤثّراتٍ، وفي ما تؤدّيه في نفسيّة الناشئة وقضاياها الوجوديّة من أدوارٍ؛ وهي تُشكّل في مجموعها شبكةً تُحيط بالطفل وتستوعبه، ممّا يجعل دورها في تحديد عالمه وتوجّهاته يفوق كلّ تصوّرٍ أو نظرةٍ سطحيّةٍ. ويؤدي الوسيط الثقافيّ دوراً حيويّاً في إيصال الإنتاج الثقافيّ إلى الأطفال، كما يصبغ الوسيط الجيد العمل الأدبيّ بصبغةٍ خاصّةٍ، تتّفق مع طبيعته التي تُميّزه عن غيره من الوسطاء؛ وهو في هذا يُضفي على العمل الأدبيّ ألواناً من التشويق، تجعله أكثر اقتراباً من نفوس الأطفال، وتجعلهم أكثر حرصاً عليه، وسعياً وراءه، كما تجعل تأثيره في نفوسهم أعمق وأبقى. وتقودنا معرفة وسائط الثّقافة، إلى الحديث عن دلالات الموهبة الثقافيّة عند الأطفال، بغية الاستفادة منها في التّعامل مع الوسائط الثقافيّة، التي تتمثّل في النّقاط التالية:1. القدرة على تحليل المقروء والمسموع ونقده وتذوّقه. 2. القدرة على استعمال اللغة العربية الفصيحة في الاتّصال بالآخرين شفويّاً وكتابيّاً، في وضوح الأفكار ودقّتها وصحّتها وتنظيمها. 3. القراءة السليمة المعبّرة. 4. القدرة على الإحساس بالجمال وتذوّقه في النّصوص. 5. التفوّق على الأقران في لونٍ من ألوان النّشاط اللغويّ أو الأدبيّ أو الثقافيّ. ولا شكّ في أنّ وسائط ثقافة الطّفل بأنواعها المختلفة، تُساهم في رعاية الأطفال وتنشئتهم، من خلال احتضانها الإنتاجيّ الثقافيّ للموهوبين، فجميع الوسائط ووسائل الإعلام مطالبة بمتابعة هؤلاء الأطفال، الذين يكتبون ويتّصلون بها، وإضافة لذلك أرى أنّ الأسرة والمدرسة والمجتمع، هي مصادر الرّعاية للأطفال الموهوبين ثقافيّاً، لأنّ هؤلاء الأطفال هم رجال المستقبل، وعماد المجتمع في التقدّم والازدهار. التربية الثقافيّة والمستقبل لقد استقرّ رأي العلماء، على أنّ التربية عمليّة تنصرف في جوهرها إلى إعداد الطفل الصغير إعداداً يؤهّله لكي يكون فرداً صالحاً نافعاً لنفسه ولمجتمعه. ويتّسع مفهوم التربية ليشمل ثلاثة مجالات، هي: تنمية الجسم تنميّة سليمة عن طريق الرعاية الصحيّة الشاملة والمستمرّة، وتهذيب النّفس بما ينطوي عليه من رقيٍّ في المشاعر والوجدان والتمسّك بالقيم الخلقيّة، وتثقيف الفكر وتحصيل المعارف بما يؤكّد وجود الفرد برؤيةٍ صالحةٍ نافعةٍ، لليوم والغد الأفضل. وإنّ الاهتمام بالتربية الثقافيّة للطفل العربيّ، يعني الاهتمام بالواقع والمستقبل معاً. وإنّ قضيّة المستقبل ليست فصلاً جديداً في كتاب التاريخ، يبدأ من خواءٍ، بل إنّ المستقبل هو الحصيلة التراكميّة لما يتتابع من الأحداث، وعمليّات التغيّر النابعة من المجتمع أو الوافدة عليه. وحين نحاول استشراف مستقبل الوطن العربيّ مثلاً في نهاية القرن الحالي، أو بدء القرن التالي، فإنّ علينا أنْ نُدرك أنّها ستكون ثمرة ما نفعله منذ الآن، وحتى ذلك التاريخ. وليس هناك من شكٍّ، في أنّ الوضع الحالي للتربية الثقافيّة للطفل في الدول العربيّة، بكلّ إشكاليّاتها المتناقضة، يؤثّر تأثيراً بالغاً في مسارات المستقبل، وتنبعث ضرورة الدراسات المستقبلية العربيّة، بصفةٍ أساسيّةٍ، من حقيقة أنّ الأمّة العربيّة في هذه المرحلة من تاريخها، تتمتّع بإمكاناتٍ هائلةٍ للتطوّر، ولتحقيق نهضةٍ حضاريّةٍ شاملةٍ. ولكنّها في الوقت نفسه تواجه تحدّياتٍ ضخمةً في الداخل والخارج، وتتعدّد أمامها المسارات، وتتشعّب الطرق، التي يُمكن أنْ تسلكها لبلوغ أهدافها، والتغلّب على الصعوبات التي تواجهها. وعلى الرّغم من أهمّية المستقبل ودراسته، فإنّ الدراسات المستقبليّة ما زالت مسعًى علميّاً حديث العهد، ومنهجيّتها ما زالت محلّ الجدل والمناقشة، ويتطلّب إجراء الدراسات المستقبليّة على نحوٍ سليمٍ، أربعة أمور: 1. المعرفة الوثيقة بالواقع العربي. 2. المتابعة المستمرّة للتطوّر في العلوم الأساسيّة وتطبيقاتها (التكنولوجيّة). 3. الاهتداء بالفكر التنمويّ الحديث، وشموله لمجموع ما يُسمّى العلوم الاجتماعيّة. 4. استخدام الأساليب الكمّية في اختبار نتائج المسارات المختلفة للتنمية؛ وإذا كنّا نطمح إلى التنمية الشاملة، أو التحرّر، أو التوحيد القوميّ، أو العدالة الاجتماعيّة، أو المركز القومي في حلبة العلاقات الدوليّة، أو غير ذلك من الأهداف، فإنّ علينا أنْ نُدرك أنّ شيئاً من ذلك لن يتحقّق، إلّا إذا أخذنا بأسبابه من الآن. فالقرارات التي نتّخذها اليوم، ترتهن المستقبل في اتّجاهٍ أو آخر، وإلى جانب ذلك، تسري في جنبات المجتمع العربي عمليات تغير في السلوك والقيم الاجتماعية، مما يؤثر في تنشئة الطفل العربيّ وتنمية شخصيّته. ومن خلال الأسس التالية، التي يجب أن تقوم عليها التربية الثقافيّة للطفل العربيّ، نُدرك أهمّية ثقافة الطفل ودورها في التّخطيط للمستقبل: 1. تأصيل الهويّة الثقافيّة، مع اهتمامٍ خاصٍّ باللغة العربيّة. 2. التأكيد على التراث العربيّ الإسلاميّ، وما يزخر به من منجزاتٍ. 3. التأكيد على التحصين الثقافيّ من أجل إطلاق طاقات النموّ عند الطّفل. 4. اعتماد مبدأ قوميّة التخطيط لثقافة الطّفل وشموليّته، والتنسيق بين جميع مجالاتها ووسائطها. 5. قيام هذا التخطيط على دراساتٍ عمليّةٍ، تتناول جميع جوانب حياة الطفل، وتقوم على تنسيق جهود المختصّين في مختلف وسائط ثقافة الطّفل. 6. العناية الخاصّة بإعداد الخبراء الفنيين والتقنيين في مختلف مجالات ثقافة الطفل وتربيته. 7. الاهتمام بأدب الأطفال، والخدمات المكتبيّة، والنشر والتوزيع، ومسرح الطفل، ووسائل الترفيه، ووسائل الإعلام المسموعة والمرئيّة والمقروءة. وخلاصة القول: إنّ التربية الثقافيّة للطفل العربيّ، تطرح بكلّ بساطةٍ، وكلّ خطورةٍ، قضيّة الثروة البشريّة المستقبليّة؛ هل نُريد أنْ نرعاها وننمّيها ونُصبح أشدّ امتلاكاً لمصيرنا، أم نستمرّ في إهمالها وهدرها، ثمّ نتأسّف على ما سيصل إليه حالنا من التدنّي والضّعف؟ وفي الحقيقة: إنّ أسوأ صورةٍ للمستقبل، هي تلك التي تنتج عن الموقف السلبيّ من محاولة صُنع المستقبل، موقف التخلّي عن حريّة الإرادة الإنسانيّة، وترك الأحداث تصنع مستقبل النّاس، وهذا الموقف السلبيّ لا يُناسب التطلّع المستقبليّ للمجتمع العربيّ، وينبغي التّفكير في المستقبل والإعداد له بشكلٍ يكون أدعى للتقدّم، ورفع مستوى المعيشة، واحتلال الموقع الأرفع في العلاقات الدوليّة. وإنّ الامتناع عن محاولة استهداف صورةٍ معيّنةٍ للمستقبل، لا يعني بقاء الحال على ما هي عليه، وإنّما قد يصل بالمجتمع إلى درجاتٍ أدنى، أو يفرض عليه تغيّراتٍ عنيفةً ذات تكلفةٍ اجتماعيّةٍ كبيرةٍ. وتتّجه الأنظار حاليّاً إلى التربية الثقافيّة للطفل العربيّ بغية تنمية الثروة البشريّة المستقبليّة على أسسٍ صحيحةٍ، فالتربية الثقافيّة عمليّة حياةٍ كاملةٍ، تأخذ منها وتعطيها، وتعكس التغيّرات الثقافية وتدعمها وتثبّتها، وتعمل على استقرارها، وهي وسيلة المجتمع إلى إحداث التغيّر المطلوب، في الإنسان والمجتمع على السّواء. اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
منقوووووول |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
[frame="7 80"]
![]() اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وَ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المنتحبين وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ وَ سَهِلْ مَخْرَجَهُمّ الشَرَيفْ وإجْعَلْنا مِن شِيعَتَهُم وَ أنصَارِهِم وَإِلْعَنْ أَعدَائَهِمْ إَلىَ يَوم الّدِينْ السَلاًمُ عليُكّمِ وًرَحِمهِ الله وُبَرّكُأتِه ![]() حياكِ الاله اوخيتي الكريمه ومن هنا ابعث لكِ جُل من الثناء والامتنان لرقي ماتقدميته إلينا فبارك المولى فيكِ وسهل أمركِ وقضى حاجتكِ ويسر عليكِ العسير فكلماتِ بالفعل لاتعيق بالشكر لكِ فأنتِ اعظم وأكبر من كلمة الشكر يعطيك العافيه بنتظار بوحكِ القادم الذي نتشرف بمجيئه دمتِ بحب وسلام *البسمات الفاطميه* ![]() [/frame]
__________________
![]() عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني ![]() ![]() ![]() نسالكم صالح الدعاء ..
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
•● مشرفة سابقة ●• بنور فاطمه اهتديت
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 3,796
معدل تقييم المستوى: 900 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكوره خيتي زهرة الياسمين
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
مشرفة ركن أهل البيت (ع) والابتسامة البريئة
♠♥خادمة العترة الطاهرة ♥♠ ![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2013
الدولة: ذي قار العراق
العمر: 27
المشاركات: 1,285
معدل تقييم المستوى: 1448 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
اسمحي لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك
__________________
![]() ![]() اِلـهي ما اَظُنُّكَ تَرُدُّني في حاجَة قَدْ اَفْنَيْتُ عُمْري في طَلَبَها مِنْكَ. اِلـهي كيف اَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالَخْيبَةِ مَحْروماً، وَقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنّي بِجُودِكَ اَنْ تَقْلِبَني بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً. اِلـهي لا َتَرُدَّ حاجَتي، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعي، وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائي وَاَمَلي... بِرحمتِك يا اَرْحَمَ الرّاحِمين ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
مشرفة سابقة
●• يا رب ارحمني •● ![]() ![]() تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() اللهم صل على محمد وال محمد
مشكورة الله يعطيك العافيه ننتظر جديدك بشووق
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإعتذار للطفل | .. Sky .. | التربية والطفل | 4 | 09-07-2011 03:17 PM |
صلوات للطفل الرضيع | أنفاس البتول | القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات | 143 | 08-03-2011 10:50 PM |
فن التربية | احلى ولاء | التربية والطفل | 1 | 17-11-2009 10:16 AM |
ونعم التربية | حروف فاطم | الأبتسامة البريئة - الضحك والفرفشة - كرسي الإعتراف | 6 | 19-07-2009 08:35 PM |