نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
♣ مشرفة سابقة♣
![]() ![]() تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: البحرين
المشاركات: 1,793
معدل تقييم المستوى: 645 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
السيرة الاولي عن النساء المقربات لفاطمة الزهراء عليها السلام ابتدائا من امها وابنتها وام البنين عليهم جميعا افضل الصلاة والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم السريف واجعل فرجنا بفرجهم ليوم الدين يارب العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام وأصحابها وصديقاتها من نساء قريش عليهم السلام: ومن اللواتي كن معها: أسماء بنت يزيد الأنصاري - أم سلمة - فضة - معاذة أم سعد بن معاذ - صفية بنت عبد المطلب أم أيمن ونساء المهاجرين والأنصار. اولا : امها خديجة الكبرى عليها السلام : السيده خديجه عليها السلام في سطور: كيفية حملها بمولودتها فاطمة الزهراء عليها السلام والاسباب التي دعت نساء مكه من هجرتها . اولا كيفية حملها : كيفية حملها صلوات الله عليها: فقد روي انه بينما النبي صلى الله عليه وآله جالس بأبطح ومعه عمار بن ياسر والمنذر بن الضحضاح وعلي بن ابي طالب عليه السلام والعباس بن عبد المطلب وحمزة بن عبد المطلب عليهم السلام جبرئيل عليه السلام في صورته العظمى وقد نشر أجنحته حتى أخذت من المشرق الى المغرب، فناداه يامحمد، العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام وهو يأمرك أن تعتزل عن خديجة أربعين صباحاً. ... فأقام النبي صلى الله عليه وآله أربعين يوماً يصوم النهار ويقوم الليل، حتى اذا كان في آخر ايامه تلك بعث الى خديجة بعمار بن ياسر وقال: قل لها ياخديجة لا تظني ان انقطاعي عنك هجرة ولا قلى (بغض)، ولكن ربي عزوجل أمرني بذلك لينفذ أمره،... فاذا جنك الليل فاجيفي الباب وخذي مضجعك من فراشك في منزل فاطمة بنت اسد (عليها السلام) ثانيا نهاية الايام الاربعين من عزل الرسول الاعظم لها من مضجعها : نهاية الأربعين: فجعلت خديجة تحزن في كل يوم مراراً لفقد رسول الله صلى الله عليه وآله فلما كان في كمال الاربعين هبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام وهو يأمرك أن تتأهب لتحيته وتحفته، ثم هبط ميكائيل عليه السلام ومعه طبق مغطى بمنديل سندس، فوضعه بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وأقبل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا محمد يأمرك ربك أن تجعل الليلة افطارك على هذا الطعام. فقال علي بن ابي طالب عليه السلام: كان النبي صلى الله عليه وآله اذ أراد أن يفطر أمرني أن أفتح الباب لمن يريد الى الافطار، فلما كان في تلك الليلة أقعدني النبي صلى الله عليه وآله على باب المنزل وقال: يابن ابي طالب انه طعام محرم الا عليّ. قال علي عليه السلام فجلست على الباب وخلا النبي صلى الله عليه وآله بالطعام وكشف الطبق فإذا غذق من رطب وعنقود من عنب، فأكل النبي صلى الله عليه وآله منه شبعاً وشرب من الماء رياً ومد يده للغسل فأفاض الماء عليه جبرئيل وغسل يده ميكائيل وتمندله اسرافيل عليه السلام. فارتفع فاضل الطعام مع الاناء الى السماء، ثم قام النبي صلى الله عليه وآله ليصلي فأقبل عليه جبرائيل فقال: الصلاة محرمة عليك في وقتك حتى تأتي الى منزل خديجة فتواقعها، فان الله عزوجل آلى على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرية طيبة، فوثب رسول الله صلى الله عليه وآله الى منزل خديجة. قالت خديجة رضي الله عنها: وكنت قد الفت الوحدة، فكان اذا جنني الليل غطيت رأسي وأسجفت ستري (أي ارسلته) وغلقت بابي وصليت وردي واطفأت مصباحي وآويت الى فراشي فلما كان في تلك الليلة لم أكن بالنائمة ولا بالمنتبهة اذ جاء النبي صلى الله عليه وآله فقرع الباب، فناديت من هذا الذي يقرع حلقة لا يقرعها الا محمد صلى الله عليه وآله؟ قالت خديجة:فنادى النبي صلى الله عليه وآله افتحي ياخديجة فاني محمد، قالت خديجة: فقمت فرحة مستبشرة بالنبي صلى الله عليه وآله وفتحت الباب ودخل النبي المنزل. وكان اذا دخل المنزل دعا بالاناء فتطهر للصلاة ثم يقوم فيصلي ركعتين يوجز فيها ثم يأوي الى فراشه، فلما كان في تلك الليلة لم يدع بالاناء ولم يتأهب للصلاة غير انه أخذ بعضدي وأقعدني على فراشه .... فلا والذي سمك السماء وأنبع الماء ماتباعد عني النبي صلى الله عليه وآله حتى حسست بثقل فاطمة في بطني. ثالثا كيفية ولادتها الطاهره المطهرة لسيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام : كيفية ولادتها: روى الشيخ الصدوق رضى الله عنه بسند معتبر عن مفضل بن عمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام كيف كان ولادة فاطمة عليها السلام؟ فقال: نعم، ان خديجة لما تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وآله هجرتها نسوة مكة فكن لا يدخلنَّ عليها ولا يسلمنَّ عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذراً عليه صلى الله عليه وآله، فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة عليها السلام تحدثها من بطنها وتصِّبرها وكانت تكتم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله. رابعا سيدة نساء العالمين تكلم الجنين في بطنها وهي مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام : فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله يوماً فسمع خديجة تحدث فاطمة، فقال لها: ياخديجة من تحدثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني، قال: ياخديجة هذا جبرئيل يخبرني انها انثى وانها الطاهرة الميمونة وان الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها ائمة ويجعلهم خلفائه في أرضه بعد انقضاء وحيه. خامسا عصيان نساء مكه للحضور لولادتها الشريفه وحزنها منهن : فلم تزل خديجة على ذلك الى ان حضرت ولادتها فوجهت الى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ماتلي النساء، فأرسلن اليها أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمداً يتيم ابي طالب فقيراً لا مال له فلسنا نجيء ولانلي من امرك شيئاً. سادسا حضور ولادتها المباركة سيدتا نساء العالمين لولادتها الشريفه : فاغتمت خديجة رضي الله عنها لذلك فبينما هي كذلك اذ دخل عليها أربع نسوةٍ سمرٍ طوالٍ كانهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهن لما رأتهن، فقالت احداهن لا تحزني ياخديجة، أرسلنا ربك إليك ونحن اخواتك، انا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران، بعثنا الله إليك لنلي منك ماتلي النساء من النساء، فجلست واحدة عن يمينها واخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة فلما سقطت الى الارض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الارض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وابريق من الجنة وفي الا بريق ماء من الكوثر. سابعا : عملية الولادة الطاهرة من مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام : فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين اشد بياضاً من اللبن وأطيب ريحاً من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وعصبتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلام بالشهادتين وقالت: اشهد ان اله الا الله وان ابي رسول الله سيد الانبياء وان بعلي سيد الاوصياء وولدي سادة الاسباط ثامنا :التباشير لسيدتنا خديجة الكبرى عليها السلام بمولودتها الطاهره فاطمة الزهراء : ثم سلمت عليهن وسمّت كل واحدة منهن باسمها وأقبلن يضحكن اليها وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضاً بولادة فاطمة عليها السلام وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، وقالت النسوة: خذيها ياخديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك فيها وفي نسلها، فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها فكانت فاطمة عليها السلام تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر، وفي الشهر كما ينمي الصبي في السنة ثانيا : ابنتها الحوراء زينب ام المصائب : السيده زينب في سطور : اعلى في عالم النساء عبر التاريخ من نساء اهل البيت ولا بيت اشرف واطهر وازكى واتقى وانقى من بيتهن الذي اختاره الله منزلا لوحيه ومأواً لدينه وحفظا لشريعته ومهبطا لملائكته فاذهب عنه الرجس وطهره تطهيرا. ومثلما حمل اهل البيت _ من الرجال _ مشاعل الهداية للناس ابتداء من جدهم خاتم النبيين وحبيب اله العالمين الرسول الكريم محمد منقذ البشرية من الضلال ومرشدهم الى الهداية والصلاح، الى اخيه ووصيه وباب مدينة علمه امير المؤمنين الى الائمة الهداة من ولده وانتهاء بالقائم المهدي الذي يملأ الارض قسطا وعدلا، فقد اضطلعن نساء اهل البيت الطاهرات بادوار جسيمة في الدفاع عن الاسلام بحكم معاصرتهن للاحداث الكبرى التي واجهها الاسلام والمخاطر التي تعرض لها منذ ان اشرق نوره على ارجاء المعمورة. وتبدأ هذه الادوار بالدور العظيم الذي قامت به ام المؤمنين خديجة الكبرى التي كانت اول نساء هذه الامة ايمانا بالله وتصديقا بكتابه ومواساة لرسوله وشريكته في محنته طيلة ايامها معه تقويه بمالها وتدافع عنه بكل مالديها من قول وفعل حتى ماتت صابرة محتسبة ثم تلا هذا الدور العظيم الذي قامت به ام المؤمنين خديجة الدور الذي قامت به ابنتها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بضعة المصطفى وام ابيها وزوجة امير المؤمنين وام سيدي شباب اهل الجنة والتسعة المعصومين من ذرية الحسين، عندما وقفت الى جانب زوجها لإحقاق الحق وابطال الباطل حتى سقطت اول شهيدة في سبيل الدفاع عن مبادئ الاسلام التي يمثلها زوجها امير المؤمنين. ثم ياتي الدور الثالث والذي لايقل اهمية عن هذين الدورين العظيمين لانه امتداد لهما في ترسيخ مبادئ الاسلام والعمل بمفاهيمه الا وهو الدور العظيم الذي قامت به سليلة الوحي وربيبة النبوة وعقيلة الامامة السيدة الطاهرة الحوراء زينب بنت علي بن ابي طالب وعمة الائمة المعصومين من ذرية الحسين في رحلتها مع سيد الشهداء من المدينة المنورة الى كربلاء، ثم مع السبايا من كربلاء الى الكوفة ومنها الى الشام، ثم رجوعها الى المدينة. وقد ضربت الحوراء زينب في كل ذلك اعلى مثال للصبر واليقين والثبات والعقيدة عندما نظرت الى اخوتها واهل بيتها وصحبهم وقد مزقتهم السيوف والرماح فتقدمت نحو جسد اخيها الامام الحسين في واقعة الطف ووقفت عنده ثم نظرت الى السماء وقالت ..((اللهم تقبل منا هذا القربان )) أي معدن هذا غير معدن النبوة واي عظمة هذه غير عظمة الانبياء. وقد شهدت لها الكوفة ومجلسي ابن زياد ويزيد بتلك الخطب البليغة التي زلزلت عروش الظالمين وفضحت جرائم الأمويين فكانت خير مكمل لثورة اخيها سيد الشهداء. ولادتها : ولدت السيدة النقية التقية زينب الحوراء في بيت الوحي ورأت النور في هذا البيت الطاهر الذي ضم اباها سيد الوصيين وامها سيدة نساء العالمين واخويها سيدي شباب اهل الجنة، هذا البيت الذي كان النبي لايصبر على فراقه ولايشغله عنه شاغل فبه نبتت رياحينه ومنه تفرعت غصونه فرضعت من ثدي الطهر فاطمة الزهراء وغذيت من علوم سيد الموحدين ودرجت مع اخويها ..................ن، فانعكست الصفات النبوية لأهل بيت النبوة في نفس السيدة زينب وظهرت جلية واضحة في زهدها وعبادتها وصبرها ويقينها وبلاغتها وشجاعتها، وكانت ولادتها سنة 5 هـ. زواجها واولادها : روي ان النبي (ص) نظر الى اولاد علي وجعفر فقال (بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا) واذا لم يكن النبي جدا لأولاد جعفر فانه لهم بمنزلة الاب والجد وهو وليهم في الدنيا والاخرة كما قال (ص) لأسماء بنت عميس عندما استشهد جعفر بن ابي طالب في معركة مؤتة وخلف ثلاثة ابناء هم عبد الله ومحمد وعون (لاتخافي عليهم انا وليهم في الدنيا والاخرة). وقد تزوجت السيدة زينب من عبد الله بن جعفر. وقد صحب عبد الله النبي وحفظ عنه الحديث ولازم عمه امير المؤمنين واخذ عنه العلم وقد عرف بالسخاء فلم يكن اسخى منه في الناس وله حكايات عجيبة في الجود وهو ابن عم السيدة زينب واولى الناس بها ولم تفارق السيدة زينب اباها واخويها بعد الزواج. تقول الدكتورة بنت الشاطئ في كتابها بطلة كربلاء (لم يفرق الزواج بين زينب وابيها واخوتها فقد بلغ من تعلق الامام بابنته وابن اخيه ان ابقاهما معه حتى اذا ولي امر المسلمين وانتقل الى الكوفة انتقلا معه فعاشا في مقر الخلافة موضع رعاية امير المؤمنين واعزازه ووقف عبد الله الى جانب عمه في نضاله الحربي فكان اميرا من امراء جيشه في صفين )، نعم لقد تعلق امير المؤمنين بجوهرته النفيسة التي حملت صفاته وشمائله. يقول النيسابوري (انها _ أي زينب _ كانت في فصاحتها وبلاغتها وزهدها وعبادتها كأبيها المرتضى وأمها الزهراء)، وقد ولد للسيدة زينب من عبد الله بن جعفر اربعة اولاد وبنت واحدة هم علي المعروف بالزينبي ومحمد والعباس وعون وام كلثوم وهي التي خطبها معاوية لولده يزيد فزوجها خالها الامام الحسين من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر بن ابي طالب كما في اعيان الشيعة ج 33 ص 191 ومحمد وعون قتلا مع خالهما الحسين يوم الطف، وقد ذكر المؤرخون واصحاب المقاتل قتالهما واستشهادهما فرووا ان عون برز وهو يقول: ان تنكروني فانا ابن جعفر شهيد صدق في الجنان ازهر يطير فيها بجناح اخضر كفى بهذا شرفا في المحشر وقتل عون ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا حتى قتله عبد الله بن قطية الطائي، اما محمد فقد برز وهو يقول: اشكو الى الله من العدوان فعال قوم في الردى عميان قد بدلوا معالم القران ومحكم التنزيل والتبيان فقتل عشرة رجال فحما عليه ابن نهشل التميمي وقتله. ولما ورد نعي الحسين ونعي محمد وعون الى المدينة كان عبد الله بن جعفر جالسا في بيته فدخل عليه الناس يعزونه وكان له غلام اسمه ابو اللسلاس فقال.. ماذا لقينا من الحسين؟ فحذفه عبد الله بنعله وقال له.. ياابن اللخناء.. اللحسين تقول هذا؟.. والله لو شهدته لما فارقته حتى اقتل معه وقد هون علي مصابهما انهما قتلا مع اخي وابن عمي مواسين له صابرين معه ثم قال، الحمد لله لقد عز علي مصرع الحسين واذا لم اكن قد واسيته بيدي فقد واسيته بولدي. رحلتها مع المصائب والاحزان : ان ماشاهدته السيدة زينب في حياتها من المحن والمصائب والآلام والاحزان يفوق الوصف ومن يطلع على سيرة حياتها يجد انها سلسلة من حلقات متصلة من الارزاء فقد شاهدت وهي صغيرة السن وفاة جدها رسول الله وتاثيرها على المسلمين عامة وعلى اهل البيت خاصة . ويصف امير المؤمنين ما نزل على اهل البيت من فقد رسول الله فيقول (نزل بي من وفاة رسول الله مالم اكن اظن ان الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به) و كان من الطبيعي ان ينزل باهل البيت هذا المصاب الجلل فاي فقيد هو (ص) اضافة الى ذلك فقد بكى (ص)عليهم مرارا وتكرارا حتى اخر ساعة من حياته الشريفة ولما سئل عن ذلك قال (ابكي لذريتي وما تصنع بهم شرار امتي من بعدي) فشاهدت زينب ما جرى على امها وابيها من اغتصاب حقهما ومنعهما ارثهما الى غير ذلك من المصائب التي يقطع القلوب ذكرها، وشاهدت امها وهي تبكي عند سارية المسجد وهي تخاطب ابيها رسول الله: قد كان بعدك انباء وهنبثة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب انا فقدناك فقد الارض وابلها واختل قومك فاشهدهم ولاتغب ولم تندمل جراح السيدة زينب لفقدانها جدها حتى فقدت امها فاطمة الزهراء فتجددت احزانها ثم شاهدت قتل ابيها امير المؤمنين واثر ضربة اللعين ابن ملجم على راسه الشريف وسريان السم في جسده الطاهر ودموعه تفيض على وجهه وهو ينظر اليها والى اخويها ..................ن، كما شاهدت اخاها الإمام الحسن وهو يتلوى من اثر السم ثم ما جرى على دفنه من احداث.. ثم.. ماجرى في كربلاء. في كربلاء : لايستطيع القلم ان يصف سيرة بطلة كربلاء فرغم ماكتب المؤرخون والكتاب والشعراء وما اشاد الخطباء من على المنابر في فضلها وصبرها وثباتها وعظمتها الا ان كل ذلك قليل في كثير من حقها لقد جسدت السيدة الحوراء في كربلاء صفات اهل البيت فجسدت عظمة جدها وبلاغة امها الزهراء وشجاعة ابيها المرتضى وصبر اخيها الحسن واباء الحسين لقد جسدت في موقف واحد كل هذه الصفات العظيمة فما هو هذا الموقف؟ انتهت المعركة.. اخوتها وبنوها واهل بيتها وصحبهم اجسادهم ممزقة بالسيوف والرماح وبدون رؤوس.. الارامل والثكالى من حولها وهن يندبن قتلاهن وقد تعلق بهن الاطفال من الذعر والعطش.. جيش العدو يحيط بها من كل جانب وقد احرق خيامها فماذا صنعت؟ هل انهزمت امام هذه النكبات؟ او استسلمت لهذه الارزاء؟ كلا لقد وقفت بين يدي ربها للصلاة.. لقد كانت صلاتها هذه امتدادا لصلاة جدها رسول الله في المسجد الحرام والمشركون من حوله يرشقونه بالحجارة وهو ساجد لله تعالى وصلاة ابيها امير المؤمنين في صفين في قلب المعركة وصلاة اخيها في كربلاء والسهام تنهال عليه.. فكل هذه المصائب والمحن لم تزدها الا ثقة وايمانا بالله تعالى. بلاغتها : ان من يتامل في خطب السيدة زينب التي القتها في الكوفة ومجلسي ابن زياد ويزيد وما لاقت هذه الخطب من صدى في مجتمع الكوفة وما احدثت من وقع في مجالس الظالمين ليجد المغزى في خروج السيدة زينب مع اخيها الحسين، ويجد كذلك انها جزء من ثورة الحسين ضد الظلم والطغيان الاموي فمثلما رفع الامام الحسين سيفه في ساحة الحرب بوجه الغطرسة الاموية. فقد قاتلت الحوراء زينب في ساحة الكلام بمنطقها الذي شابه منطق ابيها سيد البلغاء والمتكلمين فزلزلت به عروش الامويين وفضحت جرائمهم ثم راحت تبث الدعوة لاهل البيت وتنشر فضائلهم ومناقبهم وذكر مثالب بني امية وابن آكلة الاكباد اللعين من خلال خطبها التي كانت في قمة البلاغة ومنتهى الفصاحة فاحدثت ضجة في مجلس يزيد وابن زياد وراح الرجل يحدث جليسه بالضلال الذي هم عليه.. مااعظمك ياسيدتي يازينب العقيلة ياابنة امير المؤمنين فانت قبس من نوره وسر من اسراره ووريثة علمه وخلقه وشرفه ومجده. من الشعر المنسوب اليها : وذكر المؤرخون ان للسيدة زينب ابياتا من الشعر، فمما قالت: تمسك بالكتاب ومن تلاه فاهل البيت هم اهل الكتاب بهم نزل الكتاب وهم تلوه وهم اهل الهداية للصواب امامي وحد الرحمن طفلا وآمن قبل تشديد الخطاب علي كان صديق البرايا علي كان فاروق العذاب شقيقي في القيامة عند ربي نبيي والوصي ابو تراب وفاطمة البتول وسيدا من يخلد في الجنان من الشباب ومما نسب اليها: ماذا تقولون ان قال النبي لكم ماذا صنعتم وانتم آخر الامم باهل بيتي واولادي وتكرمتي منهم اسارى ومنهم ضرجوا بدم ماكان ذاك جزائي اذ نصحت لكم ان تخلفوني بسوء في ذوي رحمي ومما نسب اليها ايضا: ياهلالا لما استتم كمالا غاله خسفه فابدى غروبا ماتوهمت ياشقيق فؤادي كان هذا مقدرا مكتوبا يااخي فاطم الصغيرة كلمها كاد قلبها ان يذوبا سيدتي ومولاتي الحوراء زينب والله العظيم اي ورب الكعبة مهما كتبنا ومهما تسطرت الكلمات والحروف علي ان نوفى بحقكي مولاتي لو اجتمع الجن والانس على ان يعبروا عن اظخم الرسالات والبطولات التي انتي ضربتي فيها لما اقتدروا لها ولاافضلك يامولاتي والختام ثالثا : ام البنين عليها السلام : هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة الوحيد بن كلاب بن ربيعة العامري.. أهلها من سادات العرب وأشرافها وزعماؤها وهم أبطال مشهورون ويعرفنا التاريخ بأن أبناءها من فرسان العرب في الجاهلية ولهم الذكريات المجيدة في المغازي بالفروسية والبسالة مع الزعامة والسؤدد حتى أذعن لهم الملوك.. فإنّ من قومها أبا عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب جد تهامة والدة أم البنين وهو الجد الثاني لأم البنين قيل ملاعب الأسنة لفروسيته وشجاعته.. يلاعب أطراف الأسنة عامر فراح له خط الكتائب أجمع وهذه المرأة النبيلة الصالحة ذات الفضل والعفة والصيانة والورع والديانة كريمة قومها وعقيلة أسرتها فهي تنتمي لأشرف القبائل العربية شرفا وأجمعهم للمآثر الكريمة التي تفتخر بها سادات العرب.. وهم الذين عناهم عقيل بن أبي طالب وكان نسابة عالما بأنساب العرب وأخبارهم (ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس) فحق لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أن يرغب في الوصلة الصهرية بهم..لأن البنت التي قد ولدها مثل هؤلاء الأبطال الشجعان لجديرة أن تنجب فيما تلد ولا تلد إلا شجاعاً بطلا قد ضم بين طرفي البطولة والفروسية عمومة وخؤولة.. فقول أمير المؤمنين (ع) لأخيه عقيل: (اختر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها لتلد لي غلاما فارساً) ولما أشار صاحب الشريعة الحقة بقوله: (الخال أحد الضجيعين فتخيروا لنطفكم) فقد أنجبت هذه المرأة المحترمة أعظم الرجال شجاعة وثباتا وإقداماً وهو حري بتلك الشجاعة الباهرة لأنهم معروفون فيها من كلا طرفيه..فقد تزوج أمير المؤمنين (ع) أم البنين (فاطمة) بعد وفاة الصديقة سيدة النساء فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وأنجبت له أربعة بنين هم العباس المسمى بالسقا ويسميه أهل النسب أبا القربة وصاحب راية الإمام الحسين (ع) وعبد الله وعثمان وجعفر وقد استشهدوا جميعاً مع الإمام الحسين (ع) في واقعة كربلاء يوم عاشوراء ولا بقية لهم إلا من العباس.. كانت أم البنين من النساء الفاضلات العارفات بحق أهل البيت مخلصة في ولائهم ممحضة في مودتهم ولها عندهم الجاه الوجيه والمحل الرفيع وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة المنورة تعزيها بأولادها الأربعة كما كانت تزورها أيام العيد وبلغ من عظمتها معرفتها وتبصرتها بمقام أهل البيت أنها لما دخلت على أمير المؤمنين (ع) وكان الحسنان مريضين أخذت تلاطف القول معهما وتلقي إليهما من طيب الكلام ما يأخذ بمجامع القلوب..وما برحت على ذلك تحسن السيرة معهما..وتخضع لهما كالأم الحنون ولا بدع في ذلك فإنّها ضجيعة شخص الإيمان قد استضاءت بأنواره وربت في روضة أزهاره واستفادت من معارفه وتأدبت بأدبه وتخلقت بأخلاقه.. ولا أريد إطالة في المقدمة التمهيدية عن هذه السيدة الجليلة التي حباها الله إرثاً أصيلا في الشرف والسيادة والرفعة والمكانة فهي فاطمة بنت حزام الكلابية.. فإنّ قومها ورهطها من الأعمام والأخوال يتمتعون بكل خصلة فاضلة جليلة، وحباها الله كذلك مجداً وشرفا لاحقا جاءها بعد زواجها من أسد الله وأسد رسوله الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فكانت بذلك أفضل امرأة – من غير البيت النبوي الشريف – تحوز على الشرف والمجد والرفعة من كل جانب ولندخل في رحاب سيرتها الذاتية بغية إعطاء صورة لقراء الفرات الكرام.. اسمها الكريم : هي فاطمة بنت حزام أبو المحل بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب وأمها تمامة بن سهل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.. ولدت على الأرجح بعد الهجرة بخمس سنين وتوفيت في 13 جمادي الثانية يوم الجمعة عام 64 بعد مقتل الحسين (ع) على ما تذهب إليه بعض الروايات .. أولادها : رزقت من علي أمير المؤمنين (ع) بأربعة من البنين : 1. العباس بن علي بن أبي طالب المولود 4 شعبان 26هـ. 2. عبد الله بن علي بن أبي طالب عمره يوم الطف خمس وعشرون سنة. 3. عثمان بن علي بن أبي طالب كان يوم الطف ابن ثلاث وعشرين سنة. 4. جعفر بن علي بن أبي طالب وهو أصغرهم يوم الطف. قومها: لا يختلف اثنان في شجاعة قومها وبسالتهم ونجدتهم وإقدامهم في ساحة الحرب والميدان فمنهم مالك بن البراء ملاعب الأسنة ومنهم عامر بن الطفيل وهو يضمون الكرم والسخاء إلى النجدة والفروسية وفي قول عقيل لأخيه الإمام علي (ع) لمّا أراد الزواج فأشار عليه بأم البنين.. قال الإمام علي (ع) مخاطبا عقيل وكان نسابة عالما بأخبار العرب وأنسابهم أبغني امرأة قد ولدتها الفحول من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً أسداً..فقال له عقيل: أين أنت من فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنّه ليس في لعرب أشجع من آبائها ولا أفرس.. ما جاء في سمو شخصيتها: لما دخلت بيت أمير المؤمنين (ع) كانت ترعى أولاد الزهراء (سلام الله عليها) أكثر مما ترعى أبناءها وتؤثرهم على أولادها تعويضا لما أصابهم من حزن وفقدان حنان لموت أمهم الزهراء البتول..وقالت يوما إلى أمير المؤمنين (ع) يا أبا الحسن: نادني بكنيتي المعروفة (أم البنين) ولا تذكر اسمي (فاطمة) فقال لها الإمام (ع) لماذا؟ قالت أخشى أن يسمع الحسنان فينكسر خاطرهما ويتصدع قلبهما لسماع ذكر اسم أمهما (فاطمة)..فأي امرأة جليلة مؤمنة صابرة صالحة وقور هذه المرأة – طيب الله ثراها ونور ضريحها – لذا صار لها جاه عظيم وشأن كريم عند الله وعند رسوله 2 وأهل بيته الغر الميامين فما توجه إنسان إلى الله العلي العظيم وسأله بحقها إلا قضيت حاجته ما لم تكن محرمة أو مخالفة للمشيئة الإلهية..ولذلك أغرم الناس بها وخاصة أهل النجف فتراهم يعقدون المجالس ويطعمون الطعام ويوزعون الحلوى في ثوابها.. ومن باب عرفان الجميل ومقابلة الإحسان بمثله..ورد عن الزهراء (سلام الله عليها) يوم الحشر تخرج من تحت عباءتها كفين مقطوعين وهما كفا أبي الفضل العباس (ع) وتقول: يا عدل يا حكيم احكم بيني وبين من قطع هذين الكفين.. ولما دخلت السيدة زينب (سلام الله عليها) المدينة بعد قتل الحسين والرجوع من السبي والتقت نظراتها بنظرات أم البنين صاحت وآخاه وا عباساه فأجابتها أم البنين وا ولداه واحسيناه.. وأما ما ورد في شأن عبادتها وصلاتها وتوجهها إلى الله وتفويض الأمر إليه فهو شيء جليل مهم في سلوك هذه المرأة الحرة الشريفة الكريمة ذات الجذر الكريم الأصيل في شتى المكارم والفضائل والسجايا الطيبة. يقول أحد الدارسين لشخصية أم البنين (سلام الله عليها) ..إنّ سير العظماء في تاريخ الإسلام أعلام إنسانية باذخة يكبرها لمسلم وغير المسلم وإنّ أم البنين كانت أقوى جرأة وشجاعة وأصلب المؤمنات على تحمل الصعاب تطلب المجد والكرامة والمجد لا ينال إلا بالمصاعب وركوب المخاطر والتضحية والاستبسال.. لقد كانت أم البنين القدوة الحسنة والمثل الأعلى الذي يحتذي وكانت عنوانا للثبات والإخلاص والبسالة والتضحية والفداء والشرف والعزة والكرامة في سبيل الحق والعدالة..هذه السيدة المصون ما إنْ بلغها مقتل الحسين (ع) يوم عاشوراء إلا وخنقتها العبرة فكانت تبكي بكاء الثكالى صباح مساء تعبيراً عن مشاعرها وأحزانها..فعلى مثل الحسين فليبك الباكون وليضج الضاجون.. إن في حياة هذه السيدة الجليلة أخباراً طريفة وآثار ممتعة جعلتها مثالا صالحا وقدوة حسنة في المعارف والصلاح وإجابة لله وللرسول الكريم حين أمر محمداً 2 بود أهل البيت وحبهم وولايتهم والاتباع لهم والتمسك بعروتهم وجدير بكل مسلم أنْ يتبع ويتمثل أمر ربه وأمر رسوله الناصح الأمين..وأن لا يعدل عن هذا الأمر قيد أنملة.. وثمة شيء ينبغي أن يعرف وهو قد كان لسعة اطلاعها في الأمور وإخلاصها الكريم وماضيها المجيد أثر حاسم في تعلق الناس بها وثقتهم ومحبتهم التي لا حد لها بشخصها فاستطاعت بحكمتها وصبرها وبعد نظرها التغلب على كل الصعاب..وهذا إنْ دل على شيء فإنما يدل حنكتها وجلدها ومعدنها الأصيل ضمن إطار الأخلاق العربية والتربية الإسلامية الأصيلة وتقاليدها في التعامل مع الجمهور في احترامها لهم..لأن المرأة عظيمة المنزلة عند أمير المؤمنين (ع) في العلم والحلم والمعارف والصلاح.. عظيمة المنزلة عند الناس.. ويظهر للمتتبع لأخبار أم البنين أنها كانت مخلصة لأهل البيت متمسكة بولايتهم عارفة بشأنهم مستبصرة بأمرهم فكانت هذه المبجلة قد أضاءت طريق الإصلاح والإصلاح لحالها من دور مهم في أحداث التاريخ لعربي والإسلامي. رابعا : السيدة الجليلة صفيه بنت عبدالمطلب عليها السلام : هي بنت خالة النبي(صلى الله عليه واله وسلم) صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، وهي أخت حمزة عليه السلام لأمه، ولدت في عام 570م ثلاث وخمسين قبل الهجرة كان لها دور مهم في حماية جيوش المسلمين ودحر الأحزاب في غزة الخندق. نسبها : هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أبوها عبد المطلب بن هاشم سيد قريش بلا منازع في أيامه، وأمها هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة بن كُلاب، توفي والدها وهي طفلة بعمر التسع سنين، فكفلها أحد اخوتها، والمرجح أنه أبو طالب لأنه كان أبزر أخوتها وأرشدهم مع العلم بان الروايات كلها تشير ان الذي تولها يعد وفاة والدها هو اخوها ابو طالب عليه السلام . نشأتها : نشأت صفية عليها السلام وترعرعت كلداتها من بنات عبد المطلب الهاشميات، ولما بلغت مبلغ النساء في الجاهلية تزوجها، الحارث بن حرب بن أُمية أخو سفيان بن حرب ولما مات عنها الحارث، تزوجها العوام بن خويلد فولدت له الزبير بن العوام، والشائب بن العوام . صفاتها : كانت (عليها السلام) صابرة محتسبة، راضية بقضاء الله، ترى كل المصائب هينة مهما عظمت ما دامتْ في سبيل الله، فهي قدوة، في وجدها إنسانة وفي صبرها مؤمنة. إسلامها : أسلمت صفية مع ولدها الزبير وأخيها حمزة، وبايعت النبي وهاجرت إلى المدينة، وكانت من أوائل المهاجرات، وما يذكر في ذلك، أنه لم يختلف في إسلامها كما اختلف في إسلام غيرها من عمات الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) منهاجها : كانت (عليها السلام) مقاتلة شجاعة. ويذكر التاريخ لصفية أنها نالت شرف الصحبة، روت عن النبي (ص) بعض الأحاديث وروي عنها، ويذكر لها أنها لما استشهد شقيقها حمزة عليه السلام، حزنت عليه حزنا شديدا، وعصف بها الحزن بعد ما مثل المشركون بجثته بعد استشهاده ولكنها قالت : " بلغني انه مثل بأخي، وذاك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك! لأصبرن ولأحتسبن إن شاء الله"، وأتت صفية موضع استشهاد حمزة عليه السلام بأحد، فنظرت إليه، واستغفرت له، ثم عادت ادراجها تسترجع وتستغفر ولا تزيد. خامسا : السيدة الجليلة ام سلمه عليها السلام : نسبها الشريف شجرة نسب السيدة أم سلمة وإلتقاءه بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأنساب باقي أمهات المؤمنين أبوها سيد قريش واسمه: أبو أمية حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ولقـّب أبوها بـ زاد الركب لشدة كرمه، حيث كان إذا سافر مع أي قافلة تكفّل بطعام وشراب كل المسافرين معه إلى أي يعودوا إلى مكة، فهو كان يكفيهم مؤونتهم. وأبو أمية هو عم سيف الله خالد بن الوليد. أمها : عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جذيمة بن علقمة بن فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وقد تزوجها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي. هي هند بنت سهيل المعروف بأبي أمية بن المغيرة، أم سلمة ( ويقال أن اسم جدها المغيرة هو حذيفة، ويعرف بزاد الركب) . وهي قرشية مخزومية ، وكان جدها المغيرة يقال له : زاد الركب ، وذلك لجوده ، حيث كان لا يدع أحدا يسافر معه حامل زاده، بل كان هو الذي يكفيهم. وقد تزوجها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي. فضلها : تُعدَّ أم سلمة من أكمل النساء عقلا وخلقا، فهي وزوجها أبو سلمة من السابقين إلى الإسلام، هاجرت مع أبي سلمة إلى أرض الحبشة، وولدت له ((سلمة)) ورجعا إلى مكة ثم هاجرا معه إلى المدينة المنورة. فولدت له ابنتين وابنا أيضا، وكانت أول امرأة مهاجرة تدخل المدينة. مات أبو سلمة في المدينة من أثر جرح في غزوة أحد، بعد أن قاتل قتال المخلصين المتعشقين للموت والشهادة. وكان من دعاء أبي سلمة: (اللهم اخلفني في أهلي بخير)، فأخلفه رسول الله على زوجته أم سلمة، فصارت أمًا للمؤمنين، وعلى بنيه: سلمة، وعمر، وزينب، فصاروا ربائب في حجره المبارك، وذلك سنة أربع للهجرة (4هـ). كما كانت تعد من فقهاء الصحابة ممن كان يفتي، إذ عدها ابن حزم ضمن الدرجة الثانية، أي متوسطي الفتوى بين الصحابة رضوان الله عليهم، حيث قال: (المتوسطون فيما روي عنهم من الفتوى: عثمان، أبو هريرة، عبد الله بن عمر، أنس بن مالك، أم سلمة. ![]() زواجها من النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم عندما انقضت عدتها بعث إليها أبا بكر يخطبها فلم تتزوجه، وخطبها النبي محمد بن عبد الله إشفاقا عليها ورحمة بأيتامها أبناء وبنات أخيه من الرضاعة. فقالت له: مثلي لا يصلح للزواج، فإني تجاوزت السن، فلا يولد لي، وأنا امرأة غيور، وعندي أطفال، فأرسل إليها النبي خطابا يقول فيه: أما السن فأنا أكبر منكِ، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهدِ ولا غائب إلا أرضاني. فأرسلت أم سلمة ابنها عمر بن أبي سلمة ليزوجها بالرسول (ص) . ولما تزوج رسول الله(ص) أم سلمة حزنت عائشة حزنا شديدا لما ذكروا لها من جمال أم سلمة وقالت لما رأتها : والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال.وكان رسول الله (ص) إذا صلى العصر دخل على نسائه فبدأ بأم سلمة . وسافر رسول الله(ص) بعض الأسفار وأخذ معه صفية بنت حيي بن أخطب وأم سلمة فأقبل رسول الله(ص) إلى هودج صفية، وهو يظن أنه هودج أم سلمة، وكان ذلك اليوم يوم أم سلمة فجعل النبي عليه واله الصلاة والسلام يتحدث مع صفية. فغارت أم سلمة وعلم الرسول(ص) فقالت له: تتحدث مع ابنة اليهودي في يومي وأنت رسول الله استغفر لي فإنما حملني على هذه الغيرة.... صفاتها وأخلاقها : كان لأم سلمه رأي صائب أشارت على النبي (ص) يوم الحديبية، وذلك أن النبي عليه واله الصلاة والسلام- لما صالح أهل مكة وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم حلقوا. فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات. فقام رسول الله عليه واله الصلاة والسلام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت له أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فقام - عليه واله الصلاة والسلام - فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه، فلما رؤوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا. كناية عن سرعة المبادرة في الفعل. وتعد أم سلمة خير مثال يجب على أمهات وزوجات اليوم الاحتذاء به من خلال تربيتها لأولادها التربية الأخلاقية الكريمة. وكانت خير زوجة وأم صالحة، تملك العقل الراجح، والشخصية القوية، وكانت قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، وتتسم شخصيتها بحسن الأخلاق والأدب، وهذا ما يندر في كثير من الأمهات والزوجات في وقتنا الحالي. كالعناية بالزوج، والنظر في أمور الأطفال، ومساعدة الزوج في أصعب الأوقات، وتقدير حال زوجها. كل هذا نفتقده في أمهات وزوجات اليوم، وذلك لاستهتارهن بأمور تربية الأطفال، وإهمال الزوج وعدم رعايته ومبالغتهن واهتمامهن بأمور الدنيا والتي غالبا ما تكون زائفة لا معنى لها. رضي الله عنها وأرضاها. سادسا : فضه الحبشية عليها السلام : حياة السيدة فضة اسمها ولقبها اختلف المؤرخون في اصلها و تسميتها فالبعض يقول ان اسمها ميمونه وان رسول الله (ص) سماها فضة هذا ما نقله الاستاذ كريم جهاد الحساني في كتابه فضة خادمة الزهراء (ع) ص نقلا عن كتاب حضرة فضة للسابقي باللغة الاوردية وان اصلها من الهند وإنها بنت احد الملوك كما ذكر ذلك العلامة المجلسي في بحار الانوار والحافظ البرسي في مشارق انوار اليقين و انها من سبايا الحروب و الفتوح الاسلامية من خيبر و بني قريظة و بني النضير و غيرها اما العلامة النقدي والسابقي كما نقل عنهم في المصدر السابق فيقولون انها بنت ملك من ملوك الحبشة استنادا الى قول الصحابي بن عباس وما رواه الثعلبي في تفسيره وهناك من يقول انه عندما هاجر جماعة من المسلمين الى الحبشة يتقدمهم جعفر الطيار ونزلوا عند النجاشي وعندما ارادوا العودة ارسل النجاشي هدايا الى النبي (ص) ومن ضمن ما اهدي اليه هذه المرأة الفاضلة بعد ان رأى فيها من حسن السيرة والخلق والعلم ما يليق بان تكون خادمة عند رسول الله (ص) وانها كانت من الغنائم التي حصل عليها النجاشي من حروبه مع ملك الهند فبقيت في بيت النبي (ص) الى ان تزوجت فاطمة الزهراء (ع) بأمير المؤمنين (ع) فأرسلها النبي (ص) لخدمتها. زواجها نقلا عن الحافظ عن النظام نقلا عن فضة خادمة الزهراء ص92 ان الامام أمير المؤمنين (ع) قام بتزويج فضة من ابي ثعلبة الحبشي وولدت له ولداً وبعد ذلك توفي ابو ثعلبة. فزوجها الامام علي (ع) من سليك الغطفاني وقيل ابو مليك الغطفاني وله منها عدة اولاد. منزلتها : عاشت و تربت في بيت النبوه و احضان الرسالة فنهلت من آداب اهل البيت و اخلاقهم و علومهم بحكم ملازمتها لمولاتها و سيدتها الزهراء عليها السلام مما غرس في نفسها معاني الكمال و الفضيلة فكانت على درجة من الايمان و التقوى و الزهد و الورع اضافة الى بلاغتها و حسن نطقها ينقل الاستاذ الحساني في كتابه ص29 نقلا عن الكاتبة زينب الفوازيه قولها ان فضة كانت من النساء العاقلات الصادقات وقد اشتهرت بالفضيلة وعن كتاب الدر المنثور في ذكر كونها ممن نزلت فيهم سورة (هل اتى) ساوت نفسها بسيدتها الزهراء (ع) فنالت بذلك فخرا لم تنله غيرها من نساء العرب فمن وفائها و حسن ايمانها انها كانت ذائبة في حب النبي(ص) و اهل بيته عليهم السلام ويذكر المؤرخون انها نذرت حياتها لخدمتهم وامتازت بالحلم والصبر وتحملها للبلايا والرزايا. وفي الإصابة: روي عن الإمام الصادق عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) أنّه قال: (إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخدم فاطمة ابنته (عليها السلام) جارية اسمها فِضَّة النوبيَّة.والنوبية نسبة الى البلاد التي كانت تسكنها حيث عرفت هذه البلاد بارتفاع درجات الحرارة وكانت تشاطر الزهراء الخدمة، فعلَّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعاء تدعو به.فقالت لها فاطمة: أتعجنين أو تخبزين ؟فقالت: بل أعجن يا سيَّدتي واحتطب. فذهبت واحتطبت وبيدها حزمة، فأرادت حملها فعجزت، فدعت بالدعاء الذي علَّمَها (صلى الله عليه وآله) .وكان الدعاء هو: (يَا واحدُ لَيس كَمِثلِهِ أَحَد، تُميتَ كُلَّ أحدٍ وأنتَ على عَرشِكَ وَاحِد لا تَأخُذهُ سِنَةٌ وَلا نَوم).فجاء أعرابي كأنّه من(أزد شنوءة)، فحمل الحزمة إلى باب فاطمة الزهراء (عليها السلام). سابعا : اسماء بنت عميس عليها السلام : اسمها ونسبها : السيّدة أسماء بنت عميس بن النعمان الخثعمية . أزواجها : السيّدة أسماء هي أُخت السيّدة ميمونة زوجة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد تزوّجت أوّلاً من جعفر بن أبي طالب ، الملقّب بجعفر الطيّار ، وهاجرت معه إلى الحبشة ، وبعد أن استشهد جعفر في معركة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة ، تزوّجت من أبي بكر ، وبعد وفاة أبي بكر تزوّجها الإمام علي ( عليه السلام ) . أولادها : عبد الله ومحمّد وعون من جعفر بن أبي طالب ، ومحمّد من أبي بكر ، ويحيى من الإمام علي ( عليه السلام ) . مكانتها : كانت أسماء من الرائدات في الإسلام ، ومن أصحاب النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والإمام علي ( عليه السلام ) ، ومن الثابتات على حبّ أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فمنذ أن قدمت المدينة أصبحت لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) تخدمها في شؤن البيت وكانت كالأُم الحنون التي تثق بها ، وتفشي لها أسرارها ، حتّى أنّ السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام أوصتها بإعداد تابوت لها حتي لا يبدو من خلاله حجم بدنها ، كما أنّها أعانت الإمام عليً ( عليه السلام ) في تغسيل السيّدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بوصية منها . وأسماء هي ممّن شهدت في قضية الافتراء الذي وقع لفاطمة الزهراء عليها السلام بخصوص ارضي فدك على كذب عمر ابن الخطاب وعائشه بنت ابي بكر وحديث : ( نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة ) ، إلاّ أنّ أبا بكر لم يقبل شهادتها . أقوال الأئمة ( عليهم السلام ) فيها : نذكر منهم ما يلي : 1ـ قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( رحم الله الأخوات من أهل الجنّة ) فسمّاهن فكانت أسماء بنت عميس أولاهن (1) . 2ـ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( الأخوات المؤمنات ... وأسماء بنت عميس امرأة جعفر ) (2) . 3ـ قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( كان النجابة ـ لمحمّد بن أبي بكر ـ من قبل أُمّه أسماء بنت عميس رحمة الله عليها لا من قبل أبيه ) (3) . ممّن روت عنهم : نذكر منهم ما يلي : النبي الأكرم ، السيّدة فاطمة الزهراء ، أسماء بن يزيد الأنصارية . الراوون عنها : نذكر منهم ما يلي : ابنها عبد الله بن جعفر ، حفيدها القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، حفيدها أم جعفر وأم محمّد ابنتا محمّد بن جعفر ، السيّدة زينب والسيّدة فاطمة ابنتا الإمام علي ( عليهم السلام ) ، الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، فاطمة بنت الإمام الحسين ( عليها السلام ) ، عبد الله بن عباس . هجرتها : هاجرت السيّدة أسماء مع زوجها جعفر إلى الحبشة ، وتحملّت الأذى في سبيل الله من القريب والبعيد . وعندما عادت من أرض الحبشة إلى المدينة المنوّرة قال لها عمر : يا حبشية ، سبقناكم بالهجرة ، فنحن أحق برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منكم ، فغضبت وقالت : كذبت يا عمر ، كلاّ والله ، كنتم مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يطعم جائعكم ، ويعظ جاهلكم ، وكنّا في أرض البعداء البغضاء في الحبشة ، وذلك في الله وفي رسوله ، وأيم الله لا أطعم طعاماً ، ولا أشرب شراباً حتّى أذكر ما قلت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ... . فأتت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأخبرته بمقالة عمر ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لها : ( ليس بأحق بي منكم ، وله ولأصحابه هجرة واحدة ، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان ) (4) . حزنها على زوجها جعفر : قالت أسماء بنت عميس : أصبحت في اليوم الذي اصبب فيه جعفر وأصحابه ، فأتاني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فدخل عليّ وكنت قد أخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم ، قال : ( يا أسماء أين بنو جعفر ) ؟ فجئت بهم إليه ، فضمّهم وشمّهم ثم ذرفت عيناه فبكى ، فقلت : يا رسول الله لعلّه بلغك عن جعفر شيء ؟ قال : ( نعم إنّه قتل اليوم ) ، فقمت أصيح واجتمع إلي النساء ، فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : ( يا أسماء لا تقولي هجراً ، ولا تضربي صدراً ) . ثم خرج عنّي حتّى دخل على فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وهي تقول : ( وا ابن عمّاه ) ، فقال : ( على مثل جعفر فلتبك الباكية ) ثم قال : ( اصنعوا لآل جعفر طعاماً ، فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم ) (5) . ورثت أسماء بنت عميس جعفر بهذه الأبيات : يا جعفر الطيار خير مضرب ............ للخيل يوم تطاعن وتشاح قد كنت لي جبلاً ألوذ بظلّه ............ فتركتني أمشي بأجرد ضاحي قد كنت ذات حمية ما عشت لي ............ أمشي البراز وأنت كنت جناحي فاليوم أخشع للذليل وأتقي ............ منه وأدفع ظالمي بالراح (6) . وفاؤها لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : روي في تزويج فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمر النساء بالخروج فخرجن مسرعات إلاّ أسماء فقد تأخّرت ، فدخل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تقول أسماء : فلما خرج رأى سوادي ، فقال : ( مَن أنتِ ) ؟ ، فقلت : أسماء بنت عميس ، قال : ( ألم آمرك أن تخرجي ) ؟!! فقالت : بلى يا رسول الله ، وما قصدت خلافك ، ولكن كنت حضرت وفاة خديجة الكبري عليها السلام فبكت عند وفاتها ، فقلت لها: تبكين وأنت سيدة نساء العالمين ، وزوجة رسول الله ، ومبشّرة على لسانه بالجنّة ؟!! فقالت : ما لهذا بكيت ، ولكن المرأة ليلة زفافها لابد لها من امرأة ، وفاطمة الزهراء عليها السلام حديثة عهد بصبا ، وأخاف أن لا يكون لها مَن يتولّى أمرها ، فقلت لها : يا سيّدتي ، لك عهد الله عليّ إن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامكِ في ذلك الأمر . فبكي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقال : ( فأسأل الله أن يحرسك من فوقك ، ومن تحتك ، ومن بين يديك ، ومن خلفك ، وعن يمينك ، وعن شمالك ، من الشيطان الرجيم ) (7) . وفاتها : توفّيت السيّدة أسماء ( رضي الله عنها ) عام 40 هـ . ثامنا : اسماء بنت يزيد الانصاري عليها السلام : صاحبة أول طلاق في الاسلام رضي الله عنها ابوها يزيد بن السكن رضي الله عنه استشهد يوم أحد, وفي تلك المعركة كانت الجراح قد أثخنت بعمها زياد بن السكن رضي الله عنه, فقال صلى الله عليه وسلم: ادنوه مني, فوسده قدمه الشريفة, فمات شهيدا على قدم النبي صلى الله عليه واله وسلم. كذلك استشهد في المعركة أخوها عامر رضي الله عنه, الذي جعل جسده ترسا يدافع به عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وأمها فهي أم سعد بنت خزيم بن مسعود رضي الله عنها... وهذا يعني أنها من أسرة مؤمنة والحمد لله ورضي الله عنهم أجمعين. كانت أسماء بنت يزيد رضي الله عنها تكنى بأم عامر الأشهلية وأم سلمة. طاعة المرأة لزوجها يعدل كل ما فضائل للرجال طاعة الزوج هنا بقصد بها بكل ما يرضي الله عزوجل اذ: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ذات يوم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجلس مع أصحابه رضي الله عنهم, فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! أنا وافدة النساء اليك, واني رسول نساء المسلمين, وكلهنّ يقلن بقولي, ورأيهنّ مثل رأيي, انّ الله تعالى بعثك الى الرجال والنساء كافة, فآمنا بك واتبعناك, وانا معشر النساء مقصورات مخدرات, قواعد البيوت وموضع شهوات الرجال وحاملات أولادهم, وانّ معاشر الرجال فضلوا علينا بالجمع والجماعات, وعيادة المرضى وشهود الجنائز, والجهاد في سبيل الله, واذا خرجوا الى الجهاد حفظنا لهم أموالهم, وغزلنا لهم أثوابهم, وربينا لهم أولادهم, أفنشاركهم في هذا الأجر يا رسول الله (ص) . فالتفت النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم الى اصحابه, ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالا عن دينها من هذه؟ قالوا: لا والله يا رسول الله. ما ظننا أن امرأة تهتدي الى مثل هذا. فالتفت النبي صلى الله عليه واله وسلم اليها, ثم قال: انصرفي يا أسماء وأعلمي من وراءك من النساء أنّ حسن تبعّل احداكنّ لزوجها وطلبها لمرضاته واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال. براءة لها من النار لقد كانت وأختها حواء رضي الله عنهنّ من المبايعات الأوائل للنبي صلى الله عليه واله وسلم في بيعة الرضوان (بيعة تحت الشجرة), وهناك بشارة من النبي صلى الله عليه واله وسلم بالبراءة من النار لكب من بايعه صلى الله عليه واله وسلم بيغة الرضوان لقوله غليه الصلاة والسلام: لا يدخل النار أحد ممّن بايع تحت الشجرة, وكانت تفاخر بذلك, وحين جاءت لمبايعة النبي صلى الله عليه واله وسلم دنت منه وعليها سواران من ذهب, فلما أبصرهما النبي صلى الله عليه واله وسلم بريق الذهب قال لها: ألق السوارين يا أسماء! اما تخافين أن يسوّرك الله بأساور من نار؟ فألقتهما ولا تدري من أخذهما..... روايتها للحديث وتفقهها في الدين لقد روت رضي الله عنها ما يقارب ال 80 حديثا شريفا عن النبي صلى الله عليه واله وسلم. وكانت من ذوات العقل والتفقه في الدين, وليست كنساء اليوم اللواتي لا زلن يبحثن عن المسلسلات الهدامة ودور الأزياء العالمية, وما ابتكره العلم من آخر صيحات الموبايلات صوتا وصورة. لقد كانت انموذجا حيا من نماذج المرأة المسلمة التي كانت تبحث عن الآخرة, وتعيش لها, ولم يكن الحياء يمنعها عن السؤال في أدق المسائل الدينية للنساء . طلاقها : وهي أول امرأة طلقت في الاسلام, ولم يكن للنساء عدّة, فنزل فيها قول الله تبارك وتعالى: والمطلقات يتربصن بأنفسهنّ ثلاثة قروء تقول رضي الله عنها: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: هاتين الآيتين "الله لا اله الا هو الحي ّ القيوم , وألم* الله لا اله الا هو الحي القيوم, فيهما اسم الله الأعظم. تاسعا : معاذة أم سعد بن معاذ عليها السلام : معاذة سعد بن معاذ بن النعمان بن امرؤ القيس الأنصاري الأوسي الأشهلي أمه كبشة بنت رافع رضي الله عنها : معاذة جارية عبد الله بن أبي بن سلول رقيقة مسيكة جارية عبد الله بن أبي ثبت ذكر مسيكة في صحيح مسلم وغيره عن جابر قال كانت جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة فأكرهها على البغاء فأتت النبي صلى الله عليه واله وسلم فشكت له فأنزل الله تعالى ولا تكرهوا فتيانكم على البغاء إن أردن تحصنا الآية ووقع لنا بعلو في المعرفة من طريق أبي معاوية عن الأعمش ولفظه أما أميمة ومسيكة جاريتا عبد الله بن أبي جاءتا إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم فشكتا عبد الله بن أبي فنزلت فيهما ولا تكرهوا فتيانكم على البغاء وثبت ذكر معاذة في مرسل الشعبي قال التي اختلعت من زوجها وتزوجها خولة أمها معاذة التي نزلت فيها ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا أخرجه عمر بن شبة بسند صحيح إلى الشعبي وأخرج أبو موسى من طريق آدم بن أبي إياس عن الليث عن عقيل عن بن شهاب حدثني محمد بن ثابت أخو بني الحارث بن الخزرج في قوله تعالى ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء نزلت في معاذة جارية عبد الله بن أبي بن سلول وذلك أنه كان عندهم أسيرا فكان عبد الله بن أبي يضربها لتمكنه من نفسها رجاء أن تحبل منه فيأخذ في ذلك فداء وهو العرض الذي قال الله تعالى لتبتغوا عرض الحياة الدنيا وكانت الجارية تأبى عليه وكانت مسلمة فأنزل الله فيها الآية فنهاهم عن ذلك فيها وذكره أبو عمر من طريق إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن الزهري قال كانت معاذة مولاة عبد الله بن أبي امرأة مسلمة فاضلة وكانت تأبى عليه ما يدعوها إليه انتهى وعند أبي عمر أنهما واحدة واختلف في اسمها فقال قال الزهري معاذة وقال الأعمش عن جابر مسيكة قال والصحيح ما قاله بن شهاب إن شاء الله قال وقد روى أبو صالح عن بن عباس القصة وسمي الجارية مسيكة فوافق الأعمش قلت لا ترجيح مع إمكان الجمع وقد دل أثر الشعبي على التعدد وظاهر الآية من قوله تعالى فتياتكم يشعر بأنها أزيد من واحدة ثم قال بن إسحاق متصلا بأثر الزهري وبلغني ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة النساء فتزوجها سهل بن قزظة أخو بني عمرو بن الحارث فولدت له عبد الله بن سهل وأم سعيد بنت سهل ثم هلك عنها أو فارقها فتزوجها الحمير بن عدي القاري أخو بني حنظلة فولدت له توأما الحارث وعديا وأم سعد ثم فارقها فتزوجها عامر بن عدي من بني خطمة فولدت له أم حبيب بنت عامر وهي معاذة بنت عبد الله بن جرير الضرير بضاد معجمة مصغرا بن أمية بن خدارة بن الحارث بن الخزرج تنبيه ظن بن الأثير أن القائل وبلغني هو الزهري ثم قال قول الزهري في نسبها ما ذكر يدل على أن الأنصار كان يسبي بعضهم بضعا في الجاهلية فكانت معاذة وهي من الخزرج أمة لعبد الله بن أبي قلت وفيما قاله نظر لأنه لم يتعين ذلك في السبي مع احتمال أن يكون والد معاذة تزوج أمة رقيقة لعبد الله أو بغي بها فجاءت بمعاذة فكانت رقيقة لعبد الله وقد دل الأثر على أن عبد الله إذ أمر معاذة أن تمكن الأسير من نفسها أنه أراد أن تحمل من الأسير فيصير الولد رقيقا فيفديه أبوه ولا يلزم من ذلك ما ذكر من أنهم كان يسبي بعضهم بعضا . من هو والده رضي الله تعالي عنها : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرؤ القيس الأنصاري الأوسي الأشهلي أمه كبشة بنت رافع. صحابي من أهل المدينة، سيد الأوس. يكنى أباعمر. أسلم على يد مصعب بن عمير الذي أوفده الرسول للدعوة في المدينة قبل الهجرة، وقال لبني عبد الأشهل: «"كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا"» فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام وأقام مصعب بن عمير في داره يدعو الناس إلى الإسلام. كان سعد وأسيد بن الحضير يكسران الأصنام. ولما هاجر النبي آخى بينه وبين سعد بن أبي وقاص. ما أنشأت حفصة ومعاذة 1 - كتاب مولد فاطمة عن ابن بابويه في خبر : أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة ، وأن يفرحن ويرجزن و يكبرن ويحمدن ، ولا يقلن مالا يرضى الله ، قال جابر : فأركبها على ناقته - وفي رواية على بغلته الشهباء - وأخذ سلمان زمامها ، وحولها سبعون ألف حوراء والنبي ( صلى الله عليه وآله ) وحمزة وعقيل وجعفر وأهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم ، ونساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) قدامها يرجزن وهناك الكثير النساء التي كانتا من خيرات النساء من المهاجرين والانصار من اقرب النساء اليها وكانت دائما معها وقد لايسعفني ذكرهم للاسف وكلهن كانتا نساء خالدات مع مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام . ونسألكم الدعاء
__________________
![]() اللّـهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَة وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْنا حَتّى تُسْكِنَهُ اَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرحمتِك يا اَرْحَمَ الرّاحِمين
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
•● مشرفة سابقة ●• بنور فاطمه اهتديت
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 3,796
معدل تقييم المستوى: 900 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
اللهم صل على محمدا وال محمد الطيبين الطاهرين
بارك الله فيك اخيتي فرقان عالطرح الرائع في ميزان اعمالك الصالحه
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
♠ فاطمية مبتدئة ♠
![]() تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 70
معدل تقييم المستوى: 15 ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد و آل محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها جزاكم الله خير الجزاء على الطرح القيم موفقين لكــل خيـــر |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
♣ مشرفة سابقة♣
![]() ![]() تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: البحرين
المشاركات: 1,793
معدل تقييم المستوى: 645 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله اخواتي العزيزات عبير الزهور وبدور الزهراء وشكرا لمروركم المبارك
__________________
![]() اللّـهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَة وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْنا حَتّى تُسْكِنَهُ اَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرحمتِك يا اَرْحَمَ الرّاحِمين
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
:22ربيع اول:ذكرى اعطاء الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام فدك لفاطمة الزهراء عليها السلام:4للهجرة: | حورية إنسية | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 19 | 04-02-2013 04:01 PM |
هدية لفاطمة الزهراء(ع) | زينبية محمدية | القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات | 13 | 08-06-2010 03:03 PM |