اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-04-2011, 12:24 PM   #1
زهرة الياسمين
●• فاطمية متميزة •●
 
الصورة الرمزية زهرة الياسمين
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
زهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond repute
افتراضي ملخص ما فهمته حول (الإنسان الكامل) للشهيد مطهري (قدس)

الأخوة الأعزاء... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


فيما يلي ملخص ما فهمته من (الإنسان الكامل) وهي مجموعة محاضرات للشهيد مطهري تم تحويلها إلى نص مقروء، وبالطبع هي في الأصل محاضرات فارسية.. وأنا هنا لست بصدد نقد ما يطرحه، وإنما أود فقط أن أعرض خلاصة أطروحاته في هذا الجانب، ومن يريد نقد هذه الأفكار فعليه بالرجوع إلى الأصل..





■· معرفة الإنسان الكامل
إن معرفة الإنسان الكامل واجب في نظر الإسلام لكي يقتدي به المسلم، ويمكن للمسلم أن يعرف الإنسان الكامل من طريقين: 1-القرآن الكريم الذي وصفه. 2-المصداق الخارجي للإنسان الكامل وهو النبي (ص) وأهل بيته (ع) إذ أن الإنسان الكامل ليس مجرد صورة مثالية لا تحقق لها على أرض الواقع. وحينما يطلب من المسلم التعرف على مصاديق الإنسان الكامل ليس المقصود معرفة أنسابهم وسنة ولادتهم وغيرها من معلومات شخصية بل عليه أن يعرف أخلاقهم وفضائلهم التي تجعله يقتدي بهم.





■· الفرق بين التمام والكمال
هناك كلمتان قريبتان في المعنى ولكنهما مختلفتان، وهما الكمال والتمام، وعكسهما النقص. ومعنى أن الشيء تم أي أن عناصره اللازمة لوجوده قد توفرت، ومن دون هذه العناصر يكون ناقصاً، كالبناء الذي يحتاج إلى الطابوق والأسمنت والحديد لكي يتم، ولكن ليس بالضرورة أن يكون كاملاً، فإذا توفرت عناصر أخرى بعد تمامه يقال عنه أنه متجه نحو الكمال. وكما يقال أن فلان كمل عقله، فهذا لا يعني أن عقله كان ناقصاً، بل أن عقله ارتقى درجة نحو الكمال.





■· إنسانية الإنسان موضوع كماله
الإنسان الكامل هو الذي تخطى مرحلة التمام، مرتقياً في مراحل الكمال. ومعنى الإنسان الكامل لا يرتبط بالمظهر الجسمي، فقد يكون إنساناً مشوهاً جسمياً إلا أنه كاملاً من الناحية الإنسانية، وفي المقابل قد يكون هناك إنسان حسن الجسم، ولكنه مشوهاً من الناحية الإنسانية إذ قد يكون مليئاً بعقد التكبر أو الحقد، ولهذا أكد القرآن على تزكية النفس إذ أنها مدار الكمال، وفي الروايات أن بعض الناس له صورة حيوانية ملكوتية وإن كان حسن الوجه، والبعض الآخر له صورة ملائكية وإن كان ذميم الخلقة، وهذا يرجع للنفس التي يحملها.

ومن يقول بأن الإنسان مجرد جسم يفنى بالموت، أو من يقول بأن الإنسان جسم وروح خالدة بعد الموت، فهما متفقان بأن ما يميز الإنسان هي جوانب معنوية إذا خلا منها لا يكون بينه وبين الحيوان فرق، وهذه الجوانب هي القيم الإنسانية، فلا يكفي أن يكون للإنسان أعضاء جسمية لكي يكون إنساناً، بل لابد أن يتمتع بقيم إنسانية.





■· الإنسان الكامل مجموعة قيم متجانسة
إن كيان الإنسان عبارة عن مجموعة من القيم، والإنسان الكامل ليس ذلك الإنسان الذي يركز على قيمة معينة ويترك القيم الأخرى، فإن كيان هذا الإنسان يكون كالجسم الذي ينمو فيه عضو واحد فقط ويتضخم بينما تبقى الأعضاء الأخرى على حجمها. والوضع الطبيعي هو أن تنمو جميع أعضاء الجسم بشكل منسجم ومتجانس. وهكذا الإنسان لابد أن تتربى فيه القيم بشكل متجانس بحيث لا تطغى قيمة على أخرى، فقد يطغى عند الإنسان الزهد، أو ممارسة الطقوس العبادية، أو خدمة الناس، أو الحرية أو العقلانية، فأي واحدة من هذه القيم إذا طغت على القيم الأخرى عند إنسان، فإنه لا يكون كاملاً. وهذا أمير المؤمنين (ع) مثال الإنسان الكمال برزت فيه القيم الإنسانية بحدودها العليا، فتارة تجده فارساً محارباً، وتارة زاهداً، وتارة فيلسوفاً. وإذا كنا لا نستطيع أن نكون ذلك الإنسان الكامل الذي تتنامى فيه جميع القيم الإنسانية بحدودها العليا، فعلى الأقل نكون ذلك الإنسان المتعادل الذي لا تتضخم فيه قيمة على حساب القيم الأخرى.





■· قيم تميز الإنسان
من القيم التي تميز الإنسان شعوره بالألم المعنوي، وهذا الشعور أنواع:

أ-ألم الشوق إلى الله، إذ أن الإنسان جبل على حب الكمال، ولكن هذا الحب إذا تعلق بكمال محدود فإنه سرعان ما يفتر، أما إذا تعلق بكمال غير محدود فإن هذا الشوق يظل مشتعلاً، والكمال غير المحدود هو الله سبحانه وتعالى. وفي بعض الأحيان، قد يخطئ الإنسان في توجيه حبه للكمال فيتعلق بالثروة أو بامرأة أو غيرها من أمور محدودة.

ب-الألم لأجل خلق الله (الحس الإنساني) وهو شعور تجاه تعاسة الآخرين وتحمل مسؤولية رفع معاناتهم. وهكذا كان رسول الله (ص) يتألم لخلق الله إذا رآهم مأسورين لدى شهواتهم، فيسعى لرفع معاناتهم ليوصلهم نحو السعادة الحقيقية. والمسلم الحقيقي هو الذي يحمل ألم الله وألم خلق الله، فهذه أم القيم.





■· من مظاهر الكمال الإنساني
من مظاهر الكمال الإنساني تقبل فكرة الموت، فإن الإنسان إذا واجهته فكرة الموت يكون ذليلاً خانعاً، ولكن أولياء الله يقدمون على الموت بكل جرأة وشجاعة لأنهم يرونه مجرد انتقال من دار إلى أخرى، ولا يعني ذلك انتحاراً، إذ أنهم يقدمون على الموت تحملاً للمسؤولية من أجل تحقيق أهداف سامية، بينما المنتحر يقتل نفسه هرباً من المسؤولية.





■· نظريات في تعريف الإنسان الكامل:
1-مدرسة العقليين: وترى أن الإنسان الكامل هو ذلك الحكيم أو الفيلسوف الذي نال الحكمة بقسيمها النظري والعملي. والمقصود بالحكمة النظرية هي إدراك الكليات التي تحكم الوجود عن طريق الاستدلال، وهي تختلف عن العلم الذي يتعلق بتفاصيل الوجود وجزئياته. أما الحكمة العملية فهي هيمنة الإنسان على غرائزه وطاقاته.

2-مدرسة العشق (التصوف والعرفان) وهي ترى بأن الإنسان لا يصل إلى كماله بالعقل وإنما بحبه لله، فهذا الحب يجعله يرتقى معنوياً ويفنى في الله، ويكون حينئذٍ إنساناً كاملاً.

3-مدرسة القوة: وهي ترى بأن الإنسان الكامل هو ذلك الإنسان الذي يمتلك القوة بغض النظر عن معناها. وهذه الفكرة نشأت في الفكر اليوناني بين السفسطائيين حيث كانوا يرون بأن القوة دليل على الحق، وأن الضعف دليل على الباطل، وعلى الإنسان أن يسعى لامتلاك القوة من دون حد. وتبعهم في ذلك الفيلسوف الألماني (نتشيه) حيث كان يقول بأن الدين هو من اختراع الضعفاء إذ أنه ينشر مبادئ التسامح والرحمة من أجل الحد من قوة الأقوياء. ويرى أن الناس طبقتين: الأقوياء وهم القلة، وطبقة الضعفاء وهم الأكثرية، وعلى طبقة الضعفاء أن يعملوا كالعبيد لخدمة طبقة الأقوياء. ويجب أن تخلو طبقة الأقوياء من أخلاق الضعفاء كالمحبة والإحسان إلى الآخرين، فإذا تخلصت البشرية من أخلاق الضعفاء، يظهر من بين الأقوياء الإنسان الأسمى وهو الأقوى (السوبرمان) وهو الإنسان الكامل، وهو الذي يحقق رغباته ويتمتع بحياته، فإذا وقف أحد بينه وبين تحقيق رغباته قضى عليه من دون أي خوف من الأخطار. ومن الخطأ القول بأن طبقة الأقوياء تعمل على حماية طبقة الضعفاء، فإن الغرض من الدولة هو وصول الأقوياء إلى السلطة، أما الضعفاء فحكمهم حكم البهائم التي تتحمل الأعباء والأثقال لخدمة الأقوياء.

كما أن (نشته) لا يرى حق المساواة بين الرجل والمرأة إذ أن الرجل أسمى منها وهي خلقت لخدمته.

كما أن فكرة الإنسان الأقوى تستند على نظرية تنازع الأحياء من أجل البقاء كما جاء في فلسفة داروين، فأي كائنين حيين إذا كان بينهما تعاون فلأنهما يتعاونان ضد عدو مشترك من أجل البقاء، ولو زال هذا العدو، فإنهما يتنازعان فيما بينهما، ويبقى الأقوى.

4-مدرسة الضعف: وترى بأن الإنسان الكامل هو الذي لا يمتلك القوة، لأن الإنسان الذي يمتلك القوة سيعتدي على الآخرين.

5-مدرسة معرفة النفس وحب الآخرين (في الفلسفة الهندية): وترى بأن الإنسان الكامل هو الذي يعرف نفسه ويسيطر عليها، ومن ثم يوصل الخير والمعونة للآخرين بدافع حبهم.

6-مدرسة اللاطبقية: بما أن الإنسان لا يخلو من عيب في أي طبقة ينتمي إليها، فإن الإنسان الكامل هو الذي لا ينتمي إلى أي طبقة ويعيش متساوٍ مع الآخرين.

7-مدرسة الحرية والوعي الاجتماعي: وترى أن الإنسان الكامل هو الحر الواعي المسؤول.

8-مدرسة اللذة والاستمتاع: وهي قريبة من مدرسة القوة، وترى بأنه كلما استمتع الإنسان بخيرات الطبيعة أكثر كان أقرب من الإنسان الكامل. وترى بأن العلم لا فائدة فيه بحد ذاته إلا إذا كان وسيلة للإنسان في السيطرة على خيرات الطبيعية والاستماع بها.





■· ماهية الإنسان
إن الكلب يتصف بالكلبية منذ ولادته، وهكذا بقية الحيوانات، أما الإنسان حين ولادته لديه استعداد لأن يكون إنسان، وعليه أن يسعى لتحقيق إنسانيته بالفعل إذ لا علاقة للإنسانية بالنواحي البيولوجية التي يشترك فيها مع الحيوان. ومن هنا يبرز السؤال عن ماهية الإنسان التي يجب عليه أن يسعى لتحقيقها... هناك عدة مدارس في تحديد ماهية الإنسان، وهي كما يلي:

1-مدرسة العقليين: وترى بأن جوهر الإنسان هو فكره، أما ما سوى ذلك فهي أدوات ووسائل له، فعلى الإنسان أن يغذي فكره بمعرفة العالم والأنظمة الكلية التي تحكمه من حيث مبدأه ومنتهاه. وفي مصطلح القرآن هو الإيمان بالخالق، والملائكة الذين هم وسائط الوجود، والإيمان بالرسل الذين جعلهم الله هداة لخلقه، والمعاد حيث يرجع الخلق إلى الله. ومن يريد أن يصل إلى الكمال فعليه أن يستعين بالمنطق والاستدلال.

2-مدرسة الإشراقيين المتصوفة (مدرسة العشق): وترى أن جوهر الإنسان هو قلبه بما يحويه من أحاسيس وعشق إلهي، وما عدا ذلك مجرد أدوات ووسائل. فالأنا في الإنسان ما يستطيع أن يعشق لا ما يستطيع أن يفكر، ومن يريد أن يصل إلى الله، فلينصرف إلى باطنه عن الخارج لأن الله لا يمكن الوصول إليه في الخارج. وعلاقة الإنسان بما حوله (الطبيعة) علاقة السجين بسجنه، فلابد له أن يتحرر من هذا السجن، ومنشأ هذه الفكرة من الفكر اليوناني الذي يقول بأن الروح مخلوقة قبل هذا العالم، وعندما أرسلت إلى هذا العالم، وضعت في قفص وهو الجسد.

3-مدرسة أهل الحديث الإخباريين: وقد اعترضوا على العقليين وقالوا بأن العقل لا يستحق تقديراً بذلك الحجم.

4-المدرسة الحسية: وترى بأن الحواس هي الأصل في الإنسان، أما العقل فهو بمثابة المعمل الذي يعالج المواد الخام التي ترد إليه من الحواس.





نقد المدارس في ضوء الإسلام

1-نقد مدرسة العقليين ومدرسة العشق (التصوف) (مدرستي العقل والقلب):

إن الإسلام بعكس المسيحية يبيح للعقل الدخول في ميادين الإيمان، فهو يرى بأن العقل يمكن الاعتماد عليه في الوصول إلى المعارف، ولكنه لا يرى بأن جوهر الإنسان يتمثل في العقل فقط إذ أن الإيمان بالله سبحانه وتعالى لا يكفيه المعرفة العقلية البحتة، بل لابد أن يكون إلى جانب تلك المعرفة ميل قلبي ويتمثل في التسليم والخضوع والمحبة. ولو كانت المعرفة البحتة كافية في الإيمان لكان إبليس مؤمناً إذ أنه عارف بالله وبأنبيائه ورسله، وهذا يدل على أن المعرفة البحتة يمكن أن تكون بمعزل عن الميل القلبي، فلا شك أن الذي يدرس عدوه ويعرفه، ليس لديه ميل قلبي لعدوه، وكذلك الذي يدرس الأجرام السماوية دراسة موضوعية ليس بالضرورة أن يكون لديه ميل قلبي لتلك الأجرام.

ومن هنا تأتي أهمية التسليم القلبي أو الإيمان، فهو في منظور الإسلام أساس أصيل، ولهذا لا يمكن القول بصحة العمل بدون إيمان، وكذلك العكس، لا يصح الإيمان من دون عمل، فهما متلازمان.

إن الإنسان الذي تطرحه مدرسة العقليين ليس إنساناً كاملاً بل هو مجرد تمثال من المعارف العقلية. وفي المقابل، الإنسان الذي تطرحه مدرسة العشق إنسان ناقص فهو ملتفت إلى باطنه ومنشغل بحرارة الشوق المتوقدة في قلبه عن محيطه الخارجي. وهذا لا يقره الإسلام، إذ أن الإسلام يضع قيمة للعقل والقلب معاً، ويطلب من الإنسان أن يهتم بباطنه وفي نفس الوقت يلتفت إلى محيطه ومجتمعه لا أن ينعزل عنه كما أشارت الآية المباركة في صفات المؤمنين: (التّائبون، العابدون، الحامدون، السّائحون، الرّاكعون، السّاجدون، الآمرون بالمعروف والنّاهون عن المنكر، والحافظون لحدود الله، وبشّر المؤمنين) فإلى كلمة الساجدون صفات باطنية، ومن كلمة الآمرون صفات اجتماعية.

فالإسلام يقر بأن الاستدلال العقلي طريق لمعرفة الله سبحانه، هو أيضاً يقر بأن تنقية باطن النفس طريق لمعرفة الله سبحانه وتعالى كما في الرواية أن مّنْ أَخَلَصَ للّهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً جَرَتْ يَنابِيعُ الحِكَمِة مِنْ قَلْبِهِ عَلى لِسَانِهِ، وهذا العلم يسمى بالعلم الآفاقي، ومن ناحية أخرى يسمى العلم اللدني.

ولا يرى الإسلام أن علاقة الإنسان بالطبيعة علاقة السجين بسجنه، بل يرى بأن علاقته بها علاقة المزارع بمزرعته، ولكن لا يرى بأن هذه المزرعة مكان استقرار وسكن، بل هي مكان للاستثمار فقط. والمفهوم القرآني لا يقر بأن الروح مخلوقة قبل هذا العالم: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين. فالروح وليدة المادة (الطبيعة) وهي بمثابة الأم للإنسان ينشأ في أحضانها، ولكن عليه أن يعرج من أجل أن يتكامل.

والإسلام يتفق مع التصوف في مسألة محاربة نوازع النفس في الأنانية والتمحور حول الذات والذي ينتج عنه الحرص والطمع، إلى جانب النوازع الأخرى كالحسد والغرور والتكبر. فالإسلام يحث على تهذيب النفس وتخليصها من تلك الصفات الذميمة كما في قوله تعالى: (وأَمّا مَنْ خَافَ مَقَامَ ربِّهِ وَنَهَى النَفْسَ عَنِ الهَوَى فإنَّ الجَّنَةَ هِيَ المَأْوَى) ويسمى ذلك في الرواية الشريفة بالجهاد الأكبر.

ولكن هناك أمور يطرحها التصوف في مجال محاربة الأنانية، ولا يقرها الإسلام، ومن ذلك:

أ-عمل الرياضات البدنية الشاقة. وفي مقابل ذلك يقول الإسلام: وإن لجسمك عليك حق.

ب-عمل عكس المرائي، بمعنى أن المرائي يتظاهر بالصلاح وباطنه فاسد. ولكن بعض المتصوفة يتظاهر بالفساد كشرب الخمر أو الزنا ولو أنه لا يرتكب هذه المنكرات ولكن يعطي الآخرين إيحاءً بأنه يرتكبها من أجل أن يقلل من شأنه في أعينهم. فالأول يسمى رياء والثاني ملامة. والإسلام لا يقر التظاهر بالصلاح مع فساد الباطن، ولا يقر التظاهر بالفساد مع صلاح الباطن لأن هذا وذاك عبارة عن كذب عملي.

ج-بعض المتصوفة يعمل أعمالاً تحط من كرامته أو يقبل الذل والمهانة من الآخرين من أجل أن يكسر غرور نفسه، وهذا لا يقره الإسلام إذ أنه لم يجز للمؤمن أن يذل نفسه.

فالإسلام يطلب من المؤمن أن يجاهد نفسه بكبحها عن الصفات الذميمة، وفي نفس الوقت يطلب منه أن يحافظ على كرامة نفسه وعزتها. فالنفس لها جهة انحطاط وجهة علو وسمو، فإن مالت إلى جهة الانحطاط يجب كبحها والارتقاء بها إلى جهة السمو لتكون في محل عزتها وكرامتها. ففي الوقت الذي نجاهد أنفسنا، يجب أن نحافظ على عزتها وكرامتها.

وبسبب عدم التفريق بين مقام السمو والانحطاط للنفس، ذهب المتصوفة إلى جهاد النفس عن طريق إذلالها سواء كانت في مقام الانحطاط أم السمو.





2-نقد مدرسة القوة ومدرسة الضعف:

إن الأديان وكذلك الفلاسفة يحثون على العلم والتعلم من أجل الوصول إلى الحقيقة، فكانت للعلم سمة مقدسة. ولكن هناك ثلاثة من فلاسفة الغرب وهم الألماني (نتشيه) والإنجليزي (بيكن) والفرنسي (ديكارت) طرحوا رؤية حول العلم مخالفة. فالألماني (نتشيه) يرى بأن القوة هي أصل الأخلاق، والإنجليزي (بيكن) يقول بأن العلم ليس من أجل الكشف عن الحقيقة، بل هو من أجل خدمة الإنسان، فالعلم الأفضل هو الأقدر على منح الإنسان سيطرة أكبر على الطبيعة ويمنحه قوة أكبر.

إن كشف أسرار الطبيعة والانتفاع بها هو خدمة عظيمة للإنسانية، ولكن جعل العلم بهذا المعنى يفقده قدسيته فيكون أسيراً للقوة تتحكم فيه القوى الكبرى كما هو حاصل في وقتنا المعاصر. فإذا تحدثت القوى الغربية عن حقوق الإنسان، فما ذلك إلا خداع إذ أن النفسية الغربية تنطلق من مبدأ القوة الذي أشار إليه (نشتيه).

وفي مقابل مدرسة القوة، هناك مدرسة الضعف التي ترى بأن الخير في الضعف، وهذا ما يعاب على المسيحية التي تقول: إذا لطمك أحدهم على خدك الأيمن فأدر إليه خدك الأيسر. والإسلام لا يدعو إلى الضعف بل يذم الجبن والذل ويحث على القوة، وفي الروايات أن الرسول (ص) كان قوي الإرادة وقوي البنية. ولكن الإسلام لا يحث على القوة بالمعنى الذي يصوره (نشتيه) وإنما يرى بأن القوة هي واحدة من القيم الإنسانية التي يتكون منها الإنسان الكامل، والمطلوب من الإنسان أن يهتم بجميع تلك القيم. وعلى المؤمن أن يستخدم القوة في مواجهة أعداء الحق، ويكون قوي الإرادة في كبح جماح نفسه، وقوي في مطالبته لحقه.. فالإسلام يرى بأن الحق يعطى ويؤخذ، فهو يعطى من خلال تهذيب المغتصب فيعطي الحق، ويؤخذ من خلال حث صاحب الحق على المطالبة بحقه.

ومن مظاهر القوة الرأفة بالآخرين والعطف عليهم، ولكن هذه العواطف لابد أن تخضع لمقياس العقل إذ أن العطف على المجرم هي جريمة أيضاً في حق المجني عليه، ولهذا جاءت الحدود والقصاص في الأحكام الإسلامية، وقد أكد القرآن الكريم على تنفيذ الحد ولا نجعل تعاطفنا مع المجرم يعطل تنفيذ الحدود.

كما أن الإنسان القوي في نفسه لا يميل إلى الحقد وحسد الآخرين لأنه يرى ذلك من صفات المنحطين الضعفاء أمام أنفسهم. ومن صفات الأقوياء تقديم العون للآخرين ومساعدتهم إذ أن الضعيف لا يمكنه أن يقدم العون للغير.

أما القوة البدنية وإن كانت كمالاً إلا أن هناك قوة أسمى منها وهي قوة الإرادة في كبح جماح النفس. ونموذج الإنسان الكامل الذي يطرحه (نشته) هو مجرد إنسان يتمتع بقوة عضلية استثنائية، ويخلو من أي قوة روحية ومعنوية.





3-نقد مدرسة معرفة النفس وحب الآخرين:

إن هذه المدرسة تتسم بفعل الخير للآخرين والإحسان إليهم، وهي تأتي في قبال ما يذهب إليه بعض المتصوفة وهو اعتزال الناس والاكتفاء بممارسة الطقوس العبادية.

وفي هذه المدرسة هناك مفهوم خاطئ وهو أن تفعل ما تريد ولكن لا تؤذي الناس، بمعنى أن هناك حسنة واحدة فقط وهي الإحسان إلى الناس، وسيئة واحدة فقط وهي إيذاؤهم. وبالرغم أن الإحسان إلى الآخرين هو نوع من الإيثار وهو من القيم الإنسانية التي حث عليها الإسلام إلا أن هذه القيمة لا تكفي لوحدها، يقول تعالى: (إنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ والإحسان وإيِتاءِ ذِي القُربَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْي يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

ولكي يكون الإنسان محسناً بالفعل فعليه أن يمتنع عن الاعتداء على الآخرين، ويستوفي حقه، ثم يستخدم هذا الحق لخدمة الآخرين، وهذا يسمى بالعاطفة الاجتماعية. أما إذا اغتصب حقوق أناس وظلمهم، واستخدم هذه الحقوق لخدمة أناس آخرين، فعمله هذا لا يأتي بدافع الإحسان والإيثار، وإنما بدافع الأنانية وحب الظهور بأنه كريم.



تم بحمد الله



منقووووول
زهرة الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-2011, 12:37 PM   #2
البسمات الفاطميه
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
 
الصورة الرمزية البسمات الفاطميه
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
البسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond reputeالبسمات الفاطميه has a reputation beyond repute
افتراضي رد: ملخص ما فهمته حول (الإنسان الكامل) للشهيد مطهري (قدس)

جزااك الله خيرآآآ
__________________

عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني
كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني
ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني
***
إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه
بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه
عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني
***
والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي
يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي
أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني



نسالكم صالح الدعاء ..
البسمات الفاطميه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النص الكامل لخطبة الغدير اغدير أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 5 02-12-2010 01:56 AM
الانسان الكامل" خادمة الزهراء22 اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 4 11-02-2010 06:17 PM


الساعة الآن 07:08 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir