العطاء

[جنة الفردوس]

من أنبل وأقدس سمة في المؤمن العطاء المستحق من قلب صادق الذي يجتهد لأن يصل هذه الغايةإلى أسمى وأعظم هدف يريد تحقيقه.
من خلال منح كل من حوله الطاقة المختزنه في نفسه ليمنحها بكل إخلاص وليزرع تلك العلاقة الوديه
ليجعل منها حبل متين لايمكن له الأهتراء بأي سبب كان.
كما لايجب أن يكون عطائه مقروناً كما أعطيك تعطيني بل يكون عطائه خالص لله تعالى بقصد الإخلاص المفهوم منه
لأن الأخذ الإيجابي أيضاً جميل ولكن بمفهومه الأسلم والأجوب لذلك.
فهو بذلك يغسل جوارحه من كل شائبه تصيبه ليعمق فيه حب الله سبحانه وتعالى وحب أئمتنا عليهم السلام
كما أن هناك فئة من الواقع لاتشعر بقيمة السعادة العظمى الا إذا ترك العطاء نهجه ليسير به في كل أموره وهذه نادرة جداً .
فأنا ولاأزال أبحث عن مضمون العطاء في كل زاوية من الحياة التي أتعايش معها بدءاً بالأسرة التي أكون منها
لتتطرق الى أوسع الى مجتمعي ..الى أقل محتاج يحتاج مقداربخس من العطاء الذي أبذل قصارى جهدي لأن أمنحه.
لأنني على يقين إن ماخرجت هذا العطاء الا طمعاً في رضا الله سبحانه ورضا الذات التي بها أجد نفسي التي لازلت
أغوص في جلبات حياتي بالبحث عنها ..
فالعطاء صلاح شأن وإن كان بوسعي منحه لمجتمعي فقط فهذا جدير بأن أحاول أن أوسع محيط عطائي الذي به
أملي فراغات مابين العلاقات ا لتي أجدها من حولي تتفكك وتبتعد بعيدةً كل البعد عن أصول التعامل الصحيح
الذي من شأنه نقلص حدة الجفاء التي زرعت بسبب هذا لك فلادخل لي اوعندي فأكتفي به لنفسي لااخرجه لأحد..
العطاء روحي ومعنوي وجهاد نفسي فـ لنجعل قدوتنا أئمتنا عليهم السلام ولنذكر مقولة لإمامنا علي عليه السلام
((كان الإمام علي (عليه السلام ) يقدم الآخرين على نفسه، ويبحث عمن يعطيه ويعتبر ذلك ديناً عليه، لا له، ويقول: ((الكريم يرى مكارم أخلاقه ديناً عليه يقضيه، واللئيم يرى سوالف إحسانه ديناً له يقتضيه )).
العطاء كأسلوب حياة لايكون فقط ماديا .. لاحظ هؤلاء المعطائين بتفانيهم غير الطبيعي ..ستجدهم يعتذرون ان غضبوا , يعتذرون ان ابدوا للآخرين وجهة نظر مختلفة , بل انهم قد يكافئون الآخرين لأنهم أساؤوا معاملتهم .
بمعنى انه كلما إنـــداس عليهم صاروا أفضل .
كما إن للعطاء جانب إيجابي له جانب سيء إن أستعمل بغاية السيطرة أو إثبات شخصيه على حساب أشخاص آخرين
فإن هذا الشخص يعاني من فقدان للثقه كما إنه في حالة عدم إتزان ويبحث عن ذاته بزيادة جرعة العطاء الذي يحاول بقدر المستطاع ألا يقبل رفض من قبل المعطي فتراه يقدم أعذاراً إن وجد خطأ ما ..
كما تجده يسارع في إنقاذ أي موقف لايريد أن يلاحظه الآخرون أو يوجه له لوم فتراه يبذل في العطاء دون توقف.
هنا تبدأ التساؤلات حول هذ ه النفس:
هل تعطي لأنك تريد أن تعطي ؟؟
أم تعطي لأنه يجب أن تعطي ؟؟
هل تريد السيطره ؟؟ هل تريد تلافي المشاكل ؟؟
هل تريد إقناع الآخرين إنك جيد ؟؟
هل انت في حاجة الا تقدير الآخرين , او ربما تريد جرحهم واحراجهم ... أم أن همك الفعلي هو اسعاد الآخرين ؟؟
انت من يدرس السبب الرئيسي وراء ادمان العطاء , وحين تضع يدك على السبب سوف تفهم نفسك .
ضع الأولوية لاحتياجاتك . كن معطاء .. لكن بحدود .
قل الحقيقه مرن نفسك على ان تكون قويا وتقول(لا) ..
هناك مخاوف معينه تسيطر على الإنسان لو لم يعطي ..
حدد هذه المخاوف وناقشها مع نفسك بحدود منطقيه وليست وهميه .
قل لنفسك .. لو لم اعط هل سأخسر الآخرين ؟؟
وتذكر ان خسارتك الكبرى هي ذاتك ..
هذه الذات المتعبه من العطاء ..
المعافاة من عدم الاشباع ..
أتمنى أن ينال ذائقتكم

[ريحانة]

[جنة الفردوس]

11مشكورة على المرور