كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
♣ مراقبة سابقة ♣
●•أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين •● ![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: بلاد الرافدين..النجف الأشرف
المشاركات: 1,015
معدل تقييم المستوى: 1067 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
كيف نستثمر عزاء الحسين عليه السلام ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الطيبين المنتجبين السلام على الحسين وعلى عليّ بن الحسين وعلى أهل الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى ظهير الحسين العبّاس (ع) وعلى أصحاب الحسين حينما يرى الإنسان مراسم العزاء؛ مراسم التأسي بصاحب الأمر (عج) في ندبة جده الشهيد؛ يعيش حالة من الأمل: أنَّ هنالك خيرا في هذه الأمة.. إن قضية الحسين -عليه السلام- من معجزات التأريخ، البعض فقد أباه قبل محرم بأيام، ولكن عندما تأتي هذه الليالي والأيام، ينسى ما كان فيه من مصيبة، ويتوجه إلى مصيبة إمامه (ع).. ولعلّ البعض مات له عزيزٌ، وما ذرف دموعاً غزيرة كالتي ذرفها في مصيبة إمامنا الشهيد (ع).. وهذا وسامٌ علّقه رسول الله (ص) على صدور المؤمنين قبل قرون عندما قال (ص): (إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين، لا تبرد أبداً)؛ أي هذه الحرارة باقية في قلوب المؤمنين، وكلما ازداد المرء إيماناً، ازدادت هذه الحرارة في قلبه. إنَّ بعض الأولياء والصالحين ينتظرون هذه الليالي والأيام، لا لأجل إقامة عزاء الحسين (ع) فحسب!.. وإنما من أجل إصلاح أنفسهم، وجلب العناية الإلهية.. ففي العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حيث الأجواء التوحيدية، تكون الهبات الإلهية غامرة، وكذلك في هذه العشرة المباركة، الرحمة غامرة.. بفضل التوسل بأهل بيت النبوة، أبواب السماء مفتوحة.. الإمام الرضا -عليه السلام- يقول: (إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا بأرض كربٍ وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء.. فعلى مثل الحسين فليبك الباكون؛ فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام).. فإذن، النتيجة هي (فإنّ البكاء عليه؛ يحطّ الذنوب العظام).. الذي يعيش حالة من حالات البعد عن الله -عزّ وجلّ-، أو ينظر إلى قلبه فلا يجد نور الإيمان في قلبه، أو ينظر إلى حياته الماضية، فلا يجد محطةً يعوّل عليها بينه وبين الله -عزّ وجلّ-؛ عليه أن يستغل ويستثمر هذه الليالي، لإصلاح نفسه، وإيجاد الخلل وفيها. إن الإمام الصادق -عليه السلام- دعا لنا قبل قرون، وهذه الدعوة بصيغة الماضي.. في اللغة العربية: إذا أردتَ أن تعبّر عن أمرٍ محققٍ واقعٍ لا محالة ولو بالمستقبل، تستعمل كلمة الماضي {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}.. لم يقل: ستقع الواقعة، رغم أن الواقعة مستقبلية؛ وذلك لأنها حتمية، فاستعمل القرآن صيغة الماضي.. وكذلك بالنسبة إلى سورة "الروم" فالروم ستغلب في المستقبل، ولكن القرآن قال: {غُلِبَتِ الرُّومُ}.. والإمام الصادق (ع) استعمل تعبير الماضي قائلاً: (رحم الله مَن أحيا أمرنا)؛ أي أنه أمرٌ ثابت. (مَن أحيا أمرنا)؛ أمرهم ثابت.. مقام الولاية، هذا المقام لأئمة أهل البيت، حتى لو لم يكن على وجه الأرض متبع واحد.. هؤلاء أئمة الخلق، شاء الناس أم أبوا، ولكن أنتم تعالوا أحيوا أمرهم لأنفسكم!.. إحياء الأمر شيءٌ، وإنشاد النشيد وحضور المجالس شيءٌ آخر.. ما قال: "رحم الله من بكى علينا" وإن كثرت الروايات في البكاء عليهم، الإمام الصادق -عليه السلام- في هذه الجملة له هدفٌ عام، وهو إحياء الأمر بقولٍ مطلق، أي أن نتشبه بهم في كلِّ شؤون الحياة.. هؤلاء أصحاب مدرسة، وأصحاب رسالة.. الذي ينتمي إلى جامعة؛ عليه أن يحضر كلّ الصفوف، ويأتي بالدرجات العالية في كلّ المقررات؛ لأنها كلها مطلوبة.. هذه الأيام في الطبّ لا يتخرج الطبيب حتى في الطبّ العام، إلا بعد أن يأخذ دورات مكثفة في كلّ أعضاء البدن؛ لأن هذا جسم متكامل، ولابدّ أن يكون ملما بكلِّ أعضائه.. والشريعة كذلك أعضاء متكاملة، لو وجد أيّ خلل في أيّ عضو، ما كانت لتؤدي الأعضاء دورها السليم.. وعليه، أن نحيي أمرهم؛ أي أن نحضر مجالسهم (عليهم السلام) ونستمع للخطيب على أنها دروس في الحياة.. ولهذا على الخطباء والعلماء، أن يعلموا الناس شيئاً يعملون به، عندما يخرجون من الحسينية والمسجد؛ أي عليهم أن يضعوا لهم برنامج عمل في الحياة.. أما إثارة الناس بكلمات، وإبكاؤهم، وذكر فضائل أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، دون تقديم ورقة عمل؛ فإن الكلام والحديث عندئذ لا يكون ذا فائدة كبيرة!.. إن ثمرة هذه المجالس ذكرها القرآن الكريم.. البعض يشكل على أتباع أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، يقولون: لماذا أنتم بعد قرون، لازلتم تبكون على شخصية من صحابة النبي الأكرم (ص)، ما الذي يدفعكم إلى ذلك؟!.. نقول لهم بكلمةٍ واحدة: إن إحياء ذكراهم في مناسبات ولادتهم واستشهادهم، هذا مصداق من مصاديق تعظيم شعائر الله.. السعي بين الصفا والمروة من شعائر الله -عزّ وجلّ- فكيف بإحياء ذكرى الحسين الشهيد (صلوات الله عليه)؛ الذي خرج طلبا للإصلاح في أمة جده.. {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، القرآن يذهب يمينا وشمالاً ويرجع إلى القلوب، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}: ثمرة الصيام التقوى، وثمرة إحياء مجالس أهل البيت عليهم الصلاة والسلام تقوى القلب، وأن يعيش الإنسان حالة من حالات المراقبة الباطنية. إن الذي يريد أن يصلح جوارحه من دون حركةٍ جوانحية، هذا الإنسان سيخونه الأمر، ولا يمكنه أن يفلح في حياته.. بمثابة أجهزة الكمبيوتر، الشاشة هي بمثابة الجارحة، والبرنامج داخل الجهاز بمثابة الجانحة، هذا الجهاز يعرض للإنسان ما هو مبرمج من الباطن، إذا كان هنالك صور قبيحة على الشاشة؛ فعليه أن يذهب إلى المصدر ويحذفها ويلغيها من الباطن.. هذه الجوارح المسكينة تأتمر بأوامر القلب، فالقلب هو أمير البدن.. والقلب إذا صار إلهيا بالذكر؛ فإنه من الطبيعي أن تصبح المملكة إلهية، وهناك عبارة حكمية تقول: (الناس على دين ملوكهم)، فهذا التوجه ينعكس على الرعية، والقلب إذا صار عامرا بذكر الله عز وجل؛ فإن الجوارح كلها تنسجم مع حركة هذا القلب. فإذن، علينا في هذه المجالس، أن ننظر إلى قلوبنا: القلب الذي يحمل الباطل، أو الميل إلى الحرام، مثلا: الشباب الذين يذهبون إلى بلاد الغرب أو الشرق: إن كان يحب الحرام، ولكنه يجاهد؛ عليه أن لا يركن إلى نفسه؛ فإنه على شفا حفرة من النار.. لأنه عندما يمرّ على صور محرمة، وقلبه ينازعه إلى ذلك، ولكن يضرب فرامل، هذه الفرامل ستنقطع يوماً ما، لا أمان في ذلك.. لذا، عليه أن يزهّد نفسه في الحرام تزهيدا؛ أي عليه أن يصل إلى مرحلةٍ لا يشتهي فيها الحرام أبدا.. عندما يمرّ الإنسان على فتاة جميلة، وتنازعه نفسه لرؤيتها في خلوة مريبة، لو جاءه أحدهم وقال له سرّاً: هذه الفتاة قبل ساعة ضربت أمك في الشارع، أو أهانت أباك، أو عملت كذا وكذا.. فالإنسان تذهب شهيته، وتذهب شهوته؛ لأنَّ هذه عدوته.. هذا الجمال، وهذه الشهوة، تذوب عندما يعلم أنَّ لها موقفا من ذلك الشخص.. أيضا هذه الفتاة لها ارتباط بالشريعة، لها موقف من ربّ العالمين، فالمرأة التي تهتكت وتبرّجت، وضعت حكماً شرعياً تحت قدميها.. إن كان هذا الإنسان يحبّ ربّ العالمين؛ فإنه لا يحبّ مَنْ هتك حرمات الله -عزّ وجلّ-.. وهل تبقى بعد ذلك شهية، لأن ينظر إلى هذا الحرام، وهو يعلم بأنها عدوّة لربّ العالمين ولو في هذا المقام؟.. تعالوا في هذه المناسبة نعيش هذه المشاعر، مشاعر تنقية البواطن، قبل أن يأتي ذلك اليوم الذي نتكاشف فيه، ربّ العالمين يكشف عنّا الغطاء {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} ولكن في يومٍ لا ينفع فيه رفع الغطاء.. وحديث: (موتوا قبل أن تموتوا، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)؛ إشارة إلى هذه المرحلة. ليس من الوفاء أبداً أن تنتهي مجالسنا بانتهاء اليوم العاشر.. فشهر محرم، وشهر صفر؛ شهرا عزاءٍ مستمر، مصائب أهل البيت عليهم الصلاة والسلام بدأت من اليوم العاشر، من حيث السبي، والهتك وغير ذلك.. لنحيي هذه المجالس، ولننظر إلى أنفسنا في اليوم الحادي عشر، نجلس في خلوة ولو في زاوية حسينية فارغة، ونراجع أنفسنا: عشرة أيام مرّت علينا من مجلسٍ إلى مجلس، من إقامةِ عزاءٍ إلى إقامة عزاءٍ.. ما الذي كنا عليه في اليوم الأخير من ذي الحجة، وما الذي اختلف فينا في اليوم الحادي عشر؟.. ننظر إلى ملكاتنا الباطنية: إن كنّا مستأنسين بحرامٍ، أو مولعين بحرامٍ، أو كان هناك تبعة بيننا وبين أحد عباد الله -عزّ وجل-؟!.. نحاول أن نصفّي حسابنا مع الخلق ومع الخالق؛ لنخرج من هذه العشرة المباركة بذنوب مغفورة، وسيئات مكفّرة عنها بمنّه وكرمه. نسألكم الدعاء...
__________________
التوقيع ![]() فان نهزم فهزامون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا وما إن طبنا جبن ولكن * منايانا ودولة آخرينا فقل للشامتين بنا افيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا إذا ما الموت رفع عن أناس * بكلكله اناخ بآخرينا ( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها. يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر، وأوجب لي زيادة من إتمام النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم، ![]() ![]() اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي أحلى قمر نسأل الجميع براءة الذمة.....
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
~¤ فاطمية متألقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: البحرين
العمر: 37
المشاركات: 534
معدل تقييم المستوى: 118 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
كلماتكِ
تمنيت ان لا تنتهي أشكرك من كل اعماق قلبي على الطرح الروعة السلام على أبا عبدالله |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فضل ذكر عطش الحسين عليه السلام | شمس الضحى | أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) | 17 | 28-12-2009 04:03 PM |