الصحة والطب - مواضيع العلمية,الطبية,الثقافية -تحذيرات ,المخاطر الصحية ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-2010, 11:08 PM   #1
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي النظام الصحي في الإسلام

النظام الصحي في الإسلام
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


النظام الصحي في الإسلام

إن الإسلام بحثّه على العمل، ومباركته للجهد الإنساني، وربطه العمل الإنتاجي في الأرض بالثواب والأجر في الحياة الآخرة، أراد لكل الأفراد في النظام الاجتماعي أداء أدوارهم المرسومة بكل جدية ونشاط، لأن الإنسانية لا يمكن أن يتكامل نظامها الاجتماعي ولا أن يتطور بناؤها الفكري والفلسفي، ما لم يساهم الأفراد جميعاً بالعمل الإنتاجي المؤدي إلى إشباع حاجاتهم الأساسية. ونزول المرض بفرد ما، يعطل جهده الطبيعي في تأدية الدور الاجتماعي المناط به، مما يؤدي إلى تحرك النظام الاجتماعي للتعامل مع ذلك الاستثناء حتى يتم إصلاحه وعلاجه طبياً واجتماعياً.

فإذا كان المرض مؤقتاً ويمكن علاجه بالطرق الطبية المعروفة، خلد المريض إلى الراحة، وتدخل النظام الاجتماعي الإسلامي لمساعدته على ثلاثة محاور:

المحور الأول: العلاج، فيقدم له كل أسباب التطبيب والعلاج دون النظر لدخله السنوي أو طبقته الاجتماعية.

والمحور الثاني: المساعدة المادية له ولعائلته إذا كان فقيراً، فيحتسب مقدار حاجته وحاجة عائلته، فيدفع له ذلك المقدار حتى يحين وقت الشفاء.

والمحور الثالث: تدخل النظام الاجتماعي لسد دور المريض الشاغر في الحقل العملي. فإذا كان المريض عاملاً في مؤسسة صناعية، فان المؤسسة ملزمة باستئجار عامل آخر يحل محل العامل المريض، وهذا يتم عادة في الأمراض التي يستلزم علاجها فترة زمنية قصيرة كالأنفلونزا والجروح والكسور وأمراض الجهاز الهضمي والبولي.

أما إذا كان المرض مزمناً، كالشلل التام، وأمراض السرطان، وأمراض نقص المناعة الحادة، والأمراض القلبية، فان النظام الاجتماعي ملزم بالتدخل أيضاً لمساعدة المريض طبياً ومالياً وإيجاد من يسد دور المريض الشاغر في الحقل الاجتماعي بصورة دائمية. ولا يختلف تدخل النظام الاجتماعي في المرض المزمن عن المرض المؤقت إلا بفارق الزمن، حيث يتعين على ذلك النظام تخصيص معاش ثابت للمريض ولعائلته يفترض أن يستقطع من بيت المال ـ كما في الرواية المروية عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مع الشيخ النصراني ـ وتعيين برنامج علاجي مستمر للمريض. بل ينبغي أن يستمر هذا المعاش والعلاج حتى آخر لحظة من حياة ذلك المريض. وهذا على خلاف رأي النظرية الرأسمالية التي تعتبر المريض عنصراً مستهلكاً لا قدرة له على الإنتاج. ولكن نظرة الإسلام الشمولية واحترامها للحياة الإنسانية أوجبت إكرام الإنسان المعاق جسدياً، حتى لو كان عاجزاً عن الإنتاج، وقد ورد في الروايات المروية عن أهل البيت عليهم السلام أن الإمام علي عليه السلام عندما صادف النصراني ـ المذكور آنفاً ـ والذي كان يمد يده استجداءً لعدم قدرته على العمل ولكبر سنه، تألم لحالته وأنكر على عماله سلوكهم تجاهه وقال لهم: "استعملتموه، حتى إذا كبر وعجز منعتموه"، وأمر أن يصرف له من بيت المال .

ويجعل الإسلام الولاية الشرعية، مصدر المسؤوليات الاجتماعية. فولي الأسرة مسؤول عن رعاية من يتولاهم من القاصرين ونحوهم. وفي انعدام الولي يتحمل الإمام أو نائبه (أي الدولة) مسؤولية الولاية لمن لا ولي له. وعليه، فان القاصر عن التحصيل لمرض ونحوه يضمن إما من قبل الولي العام أو الولي الخاص. بمعنى أن الإنسان القادر على الإنتاج يستطيع أن يسد حاجته الأساسية وحاجة الأفراد الذين يتولاهم أصحاء كانوا أم مرضى. وإذا عجز الولي بسبب المرض عن إعاشة عائلته، وجب ـ حينئذٍ ـ على الإمام إعالتهم لحد الكفاية، وهذا الأسلوب يضمن تكامل النظام المعيشي لكل الأفراد في المجتمع الإسلامي. وقد جاء هذا الإيمان بكرامة الفرد وصيانته من الإهمال ضمن إطار المسؤولية الجماعية والأخوة الإنسانية التي دعا إليها الإسلام.

ولا ريب أن تأكيد الإسلام على ربط العمل الإنتاجي في الحياة الدنيوية بالثواب الأخروي، وحثه على التزام الصدق والثقة المتبادلة والاعتدال ونهيه عن الكذب وشهادة الزور والجشع، وجزمه في تثبيت أسس العدالة الاجتماعية سهل دور المؤسسة الصحية في تحديد (من هو المريض؟). فمع تضافر هذه العوامل، تجد من الصعوبة بمكان أن يجد المتمارضون ساحة لكسلهم ومجالاً لعيشهم عبئاً على بيت المال، لأن المؤسسة الصحية تستطيع تحديد (من هو المريض؟) عن طريق علامات وأعراض المرض، وعن طريق دراسة شخصية وتاريخ المريض والتزامه بالأخلاق الدينية وتمسكه بالصدق والنزاهة والاستعفاف.

إن أمراض الحضارة الحديثة يفترض أن لا تجد لها مكاناً في المجتمع الإسلامي، لأن الإسلام حرم شرب الخمر وأكل الميتة والدم والخنزير، وهذه هي أساس أمراض الكبد والجهاز الهضمي وأمراض القلب. وحرم تناول كل ما يضر بالجسد ومنها استعمال المخدرات والتدخين الشديد التي هي المصدر الأساس في أمراض سرطان الرئة والبلعوم والاضطراب العقلي. وأوصى بالاعتدال بأكل اللحوم الحمراء، خصوصا لحوم البقر والضأن وهذه هي مصدر أمراض القلب وتصلب الشرايين. وأوصى باستعمال المسواك لتنظيف الأسنان وتطهير الفم، وهو تمهيد لممارسة طب الأسنان الوقائي. ولاشك أن للدولة الإسلامية مبدأ حق التدخل للحفاظ على البيئة الطبيعية من التلوث الصناعي، لأن التلوث يعتبر أحد مصادر أمراض السرطان وأمراض الرئة بأنواعهما المختلفة. وحرم الإسلام الإجهاض والانتحار وقتل النفس البريئة فأكفى الطب الدخول في هذا الحقل الذي يستنزف طاقات المؤسسة الصحية. وأوجب الإسلام التذكية الشرعية ووضع شروطاً للصيد والذباحة، وهذا الوجوب جنب النظام الصحي العديد من الأمراض المتعلقة بالقلب وجريان الدورة الدموية. ولا ريب أن الاطمئنان النفسي والراحة الشعورية التي ينزلها النظام الإسلامي على قلوب الأفراد من حيث محو نسبة الجرائم والاعتداءات والسرقات، يساهم بشكل فعال في إزالة الأرق والقلق النفسي والقرحة والأمراض العقلية التي يعاني منها أفراد الحضارة الحديثة.

ومن نافلة القول أن نذكر: أن صحة المتقدمين وتعميرهم تلك السنين الطويلة لم يكن نتيجة لمعاينة طبية أو نتيجة فهم للنظرية الجرثومية أو استخدام للعقاقير الطبية، بل إن الوقاية وتنظيم النظام الغذائي كانتا من أهم أسباب العيش السليم من الأمراض. وقد ورد في بعض الكتب التاريخية أن سلمان الفارسي رضوان الله عليه عاش أكثر من ثلاثمائة سنة. ولو صحت هذه الرواية لكان الأجدر بالجهاز الطبي دراسة هذه الظاهرة الطبيعية وفهم منشأها وأسبابها.

ولا يمكننا الاعتماد على العلاج الكيميائي والشعاعي في جميع الحالات المرضية، بل لابد أن نترك فسحة لتقدم العلاج الطبيعي والروحي، لأن الكثير من الأمراض النفسية والأمراض الجسدية الناشئة عنها لا يتم علاجها إلا بالعلاج الغيبي. وقد ورد في النص المجيد إلى ما يشير إلى ذلك: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ ، ﴿أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء﴾ ، ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾5. والعلاج الطبيعي مهم في شفاء الجروح العضلية والغضروفية. ولما كان الإسلام ولا يزال يهاجم النظام الطبقي ويدعو إلى توزيع عادل للثروة الاجتماعية، فان النظام الصحي الإسلامي سيجعل الأنشطة الطبية جميعاً أنشطة يهمها العلاج الحقيقي للأفراد، لا تجارة تجني أرباحاً على حساب الفقراء والمستضعفين.

ولا تتوقف وظيفة الطب على تحديد (من هو المريض؟) بل تتعدى إلى قاعدة المحافظة على صحة الأفراد عموماً، حتى يستطيع النظام الاجتماعي تنشيط منهجه الاقتصادي في الإنتاج وعدالة التوزيع. وبطبيعة الحال، فان المؤسسة الصحية الإسلامية مسؤولة عن صحة الأفراد في المجتمع الإسلامي على مستويين، المستوى الأول: تثقيف أفراد المجتمع تثقيفاً عاماً فيما يتعلق بفهم منشأ وسبب الأمراض، والتركيز على نظامي الوقاية والغذاء في تنمية الجسم البشري، حيث يتم ذلك من خلال النشر والإعلام والتبليغ الفردي والجماعي. والمستوى الثاني: معالجة الأفراد معالجة فردية في الظروف الطبيعية، ومعالجة جماعية في الظروف الاستثنائية، ومن ذلك توفير الحقن المضادة للأوبئة المعدية، وتنقية مياه الشرب من الجراثيم، والسيطرة على أنظمة المجاري العامة، والتدقيق في الفحص الصحي للأسواق ومراكز بيع اللحوم والمواد الغذائية الأخرى والمطاعم والفنادق، والسيطرة على الكائنات الناقلة للجراثيم كالذباب والبعوض والقمل.

وبطبيعة الحال، فان المؤسسة الطبية تساهم بشكل حاسم في تنظيم الحالة الاجتماعية من حيث منح شهادات الميلاد والوفيات حتى يتم توزيع الثروة الاجتماعية بشكل عادل. وتساعد على فصل التخاصم في الإرث والحقوق بين الأفراد من خلال تشخيص الجينات الوراثية. وكذلك تساعد في السيطرة على الأمراض، واثبات أحقية المعوقين باستلام المساعدات المالية، ودراسة الساحة الصحية الميدانية حتى يتم تحديد الطاقة الإنتاجية للنظام الاجتماعي الإسلامي. ولذلك، فان المؤسسة الطبية تعتبر ركناً هاماً من أركان النظام الاجتماعي والديني والأخلاقي أيضاً.

ولما كانت المنافسة الاقتصادية في الإسلام مرتبطة بالمعنى العبادي وبمفهوم تعمير الأرض ـ على خلاف المبدأ الرأسمالي الذي أقحم المؤسسة الطبية في المعركة الاقتصادية فأفقدها مفهومها الإنساني ـ أصبحت الرعاية البدنية مرتبطة بالثواب والعقاب أيضاً، لأنها من الضروريات التي يحتاجها الفرد بالخصوص، والنظام الاجتماعي عموماً. ولاشك أن الدولة مكلفة بسد هذه الحاجة الأساسية من شتى المصادر المتوفرة لها، حتى تقوي في الفرد روح الإنتاج والعبادة، وحتى تبعد النظام الصحي عن المنافسة الاقتصادية الرأسمالية وما تجر معها من ويلات ومظالم بحق الفقراء.


ولاشك أن مناداة الإسلام ـ أيضاً ـ بالعدالة الاجتماعية وتضييق الفوراق الطبقية بين الأفراد، سيساهم في إزالة الأمراض العقلية وغير العقلية بين الفقراء. فيشترك الفقراء ـ حينئذٍ ـ مع أقرانهم في إدارة النظام الاجتماعي. وكذلك فان مشاركة الطبقة الفقيرة في رفد المؤسسة الصحية بالأطباء في النظام الإسلامي سيخفف من حدة الفوارق الطبقية بين الأفراد.

*النظرية الاجتماعية في القران الكريم، د.زهير الاعرجي، أمير_قم،ص151-157.

__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-2010, 10:31 AM   #2
محبة الحوراء ع
♠ فاطمية مبتدئة ♠
 
الصورة الرمزية محبة الحوراء ع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
محبة الحوراء ع is on a distinguished road
افتراضي رد: النظام الصحي في الإسلام

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

شكراً لكي أختي موضوع قيم ....بوركت جهودكِ
محبة الحوراء ع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-2010, 10:34 PM   #3
ياسمينة
~ مشرفة سابقة ~ ادركني ياعلي
 
الصورة الرمزية ياسمينة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: العراق
العمر: 39
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
ياسمينة has much to be proud ofياسمينة has much to be proud ofياسمينة has much to be proud ofياسمينة has much to be proud ofياسمينة has much to be proud ofياسمينة has much to be proud ofياسمينة has much to be proud ofياسمينة has much to be proud ofياسمينة has much to be proud ofياسمينة has much to be proud of
افتراضي رد: النظام الصحي في الإسلام

طرح رائع من قلم ينتقي لنا اجمل المواضيع***لاحرمنا
منك غاليتي الحبيبة
__________________


ياسمينة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-2010, 10:37 PM   #4
Banoota Crazy
~¤ فاطمية متألقة ¤~
 
الصورة الرمزية Banoota Crazy
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: البحرين
المشاركات: 519
معدل تقييم المستوى: 30
Banoota Crazy is a glorious beacon of lightBanoota Crazy is a glorious beacon of lightBanoota Crazy is a glorious beacon of lightBanoota Crazy is a glorious beacon of lightBanoota Crazy is a glorious beacon of light
افتراضي رد: النظام الصحي في الإسلام

سُلِمت أناملكِ عزيزتي عالموضوع الرائع
جزاكِ الله خيراً و وفقكِ
دمتِ بحفظ المولى




تحياتي
__________________
Banoota Crazy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور تشهد على صدق رسالة الإسلام اغدير القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات 3 19-04-2010 05:19 PM
هل ضرب الأولاد محرم في الإسلام ؟ أم حسين الفقه - مسائل دينية - احكام شرعية - فتاوي عامة .. 4 17-06-2009 02:34 PM


الساعة الآن 03:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir