[بقلمي] عندما يكونوا الشباب داعيه بأخلاقهم ..

[جوهرة فاطميه]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم ياكريم

في زيارتي الاخيره لمشهد المقدسه حدثت لي احداث جميله احببت ان تشاركوني قرائتها لما لها من فائده ...

فقد كانت الزياره قصيره في ايامها طويله بأحداثها وكانت موفقه وراااائعه وبها روحانيه عاليه . حيث اني ذهبت الى الزياره وحدي ومن ثم التحقت بحمله بحرينيه هناك فقد كانت الامور ميسره جدا وسهله وكأن ايادي من وراء الطبيعه تسير هذه الرحله وتباركها ..!!

ومن حُسن حظي اني التقيت بفتاتين بحرينيتين ايضا التحقتا معنا في الحمله فأصبحنا ثلاثي رااائع وكأننا نعرف بعضنا منذ سنين عده حتى ان الناس الذين معنا في الحمله استغربوا اننا لم نكن نعرف بعضنا سابقا واننا تعرفنا على بعضنا قبل يوم واحد فقط سبحان الله الارواح والقلوب مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ...
فقد امتزجت ارواحنا نحن الثلاثه واحببنا بعضنا جدا فقد كنا لا نتفارق الاوقت النوم للراحه لنجلس من الفجر للذهاب الى الحرم المقدس للامام الرضا طوال هذه الايام الاربعه ....
مع ان الفتاتين كانتا بعمر الزهور لم تتجاوز سنين عمرهما العشرين عاما الا ان تفكيرهما وثقافتهما تأسر من يجلس معهم وتجبره على ان يحبهما ويحترمهما ...
وعند تناول وجبة الغداء في المطعم ابتدأت حديثي معهما وعرفت انهما الان في اجازه لمدة اسبوعين الاسبوع الاول قضوه مع اهاليهم والاسبوع الثاني احبوا ان يقضوه في زيارة الامام الرضا عليه السلام تعجبت كثيرا من سلوك هذين الفتاتين تبارك الرحمن ...
حيث ان ما شدّني اليهما حسن ادبهما وعمق ثقافتهما وعلو روحهما ولوهلة احسست اني اجلس مع ملائكه سبحان الله شدّني تمسكهما بالدين والحجاب الاسلامي الجميل وطريقة صلاتهما والروحانيه العاليه التي يتمتعان بها فتداخلت بسؤال فيه شيء من الفكاهه سألتهم هل انتم متأكدين انكم تدرسون في اميركا لو طهران ؟؟!! ضحكنا معا واسترسلوا معي بحديثهم الشائق الرااائع ...فتشجعت وسألتهم عن تخصصهم الدراسي ولماذا اختاروا اميركا بالذات وهل اهاليهم مرتاحين للغربه ولدراستهم خارج حدود العالم الاسلامي على الاقل ..
فعرفت انهما مبتعثتان من قبل الدوله الى اميركا للدراسه هناك وقد اتموا سنتين في اميركا ..
هنا اشتغل فكري كثيرا وزاحمتني الاسئله وبادرت بالسؤال عن كيفية الدراسه هناك وكيف استطاعوا المحافظه على انفسهم وخصوصا انهما بنات والحياه في الغرب صعبه من حيث المحافظه على الدين والاخلاق وما الى ذلك .
وعرفت ايضا ان الفتاتين هما علويات من نسل الرسول الاعظم صلوات ربي عليه واله وسلم وهذا ما زاد بحبي لهن اكثر واكثر ...
فاسترسلت العلويه ...حفظها الله بالجواب وقالت اول ما التحقت بالجامعه كان الجميع ينظر لي بغرابه ويشير لي بأصبعه وخصوصا اني المتحجبه الوحيده في الكليه التي ادرس بها ولايوجد الا ثلاث مسلمين معي ولكنهم بكليات مختلفه فبعد ما رآوا تفوقي وحسن اخلاقي مع الجميع واحترامي لحجابي وديني وذلك عن مواقف كثيره مررت بها فقد كسروا الحاجز هم وبدأوا بسؤالي عن حجابي ولماذا البسه وهل انام فيه وهل ادخل فيه الى الحمام اذا اردت الاستحمام وما الى ذلك من الاسئله؟؟!!! تقول العلويه فقد اجبتهم بكل ثقه وقوه اني امتثل لامر الله بلبسي للحجاب فديني وربي يأمرني بذلك وشرحت لهم فلسفة الحجاب بطريقه مبسطه ميسره وذكرت لهم بعض الايات والاحاديث واحترموها اكثر ويحبونها جدا .فعرضت على الاساتذه ان تلقي محاضره بخصوص الحجاب في قاعه معينه بالكليه وقد وافقوا لها وحضر جمع كثير من الطلبه والطالبات والاساتذه وقد حصلت على تكريم من قبل الكليه على حسن القاءها وطريقة ادراتها للمحاضره التي استغرقت ما يقارب الساعه ...
اما العلويه الاخرى فلها نفس المواقف تقريبا وما اضافته هو في الكليه توجد برامج بالنسبه للمسلمين لا تصلح ان تشارك بها فتعذر وتشرح لهم انها مسلمه ودينها وعفتها تمنعها من المشاركه في مثل هذه البرامج فيتفهمون ذلك ويحترمون رغبتها وتعوض المشاركه بمشاركات اخرى كالفن والرسم وغيرها مما تصقل به شخصيتها ولا يتعارض مع دينها .
فهنا احسستُ بسعاده كبيره تغمرني واحسست ان الحياه مازالت بخير فمثلما يوجد ناس منحلين بعيدين عن الدين هناك نماذج رااائعه تسلك الدين والاخلاق وتكون دعاة للناس بذلك وهاتين الفتاتين قد جسدوا الحديث الذي جاء على لسان احد الائمه وهو كونوا دعاة لنا بغير السنتكم )

" فبالتمسك بالأخلاق الإسلامية الفاضلة والتي هي أخلاق النبي محمد وأهل بيته عليهم افضل الصلاه واتم التسليم يكون الانسان المسلم داعية الى الله وذلك من خلال

المعاملة الحسنة والأخلاق الحميدة كالصدق والأمانة أو من خلال معاملتنا كبشر لنا أحاسيسنا وانسانيتنا هذه الامور هي التي تُوجد النظرة الحسنة من الآخرين وتوجب على الناس احترام بعضهم البعض والتي تؤثر في الأشخاص المقابلين سواءا كانوا

مسلمين أم مسيحيين او من أي ديانة أخرى...