ما في الوجود يسبح لله تعالى
إن كل ما في هذا الوجود يسبح بحمد الله عز وجل، ومنزه لله عز وجل.. فالنحلة –مثلاً- من المستحيل أن تعمل خلاف ما أوحى الله عز وجل إليها: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا}.. وكذلك الإنسان فهو ببدنه عابدٌ لله عز وجل تكويناً، إذ كل أعضائه تجري في ذلك الاتجاه الذي رسمه الله تعالى..فإذن، هذه عبودية تكوينية. وهنالك عبودية ثانية، هي عبودية تشريعية.. بمعنى أن الإنسان عبد مطيع لله عز وجل بالإرادة.. ولكن قد تكون هذه العبودية خوفاً من العقاب، أو رجاءً في الثواب.. أي خلاف لمقتضى ميل الإنسان، فهو يطيع الله عز وجل على مضض بدون أي انسجام أو عاطفة.. إذ أن هناك فرقا بين امتثال الموظف لأوامر المدير، وبين امتثال الزوجة لأوامر لزوجها؛ فكلاهما امتثال، ولكن الثاني محفوف بهالة من المحبة والرغبة.. وبينما المطلوب أن يصل الإنسان إلى هذه العبودية الثالثة، لا طمعاً ولا خوفاً، وإنما أن يرى أن هذه العبودية ثمرة الوجود، ولا يمن على الله عز وجل بذلك، وإنما هو عبد مخلوق، خلق لمهمة، وهو منسجم مع هذه المهمة التي أرادها الله عز وجل.
الشيخ حبيب الكاظمي
__________________
اللهم عجـــــل لـــولـــيك الفـــرج
|