الصحة والطب - مواضيع العلمية,الطبية,الثقافية -تحذيرات ,المخاطر الصحية .. ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
الداء والدواء في طب الإمام الصادق
لقد أشاد علماء الغرب بفضل الإمام الصادق (عليه السلام) وأثنوا على جهوده في بعث وتسريع وتيرة الحرة العلمية، حتى أن (مركز الدراسات الإسلامية) في ستراسبورغ بألمانيا، قد أعدّ دراسة عن علوم الإمام (عليه السلام) شارك في إعدادها نخبة من جهابذة علماء الغرب من جامعات أمريكا، وفرنسا، وإيطاليا، وإنجلترا، وألمانيا، وسويسرا، وبلجيكا، وبلدان أخرى. ومقالنا هذا يتناول الخطوط العريضة لإحدى علوم الإمام المتنوعة.. ألا وهو (علم الطب) أملاً في الاستزادة من عطائه العلمي المتدفق. في مفهوم الإسلام إن الشفاء بإرادة الله تعالى (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) سورة الشعراء: الآية 80، وليس الطب إلا وسيلة لتخفيف الآلام وسبباً للشفاء، لقد ربط تعالى بحكمته بين الأسباب والمسببات، وطلب من الناس أن يأخذوا بالأسباب فيعالجوا ما فيهم من داء، فعن الكافي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): (قال موسى بن عمران يا ربي من أين الداء؟ قال: مني.. قال: فالشفاء؟ قال: مني.. قال: فما يصنع عبادك بالمعالج؟ قال: يطيب ـ وفي نسخة: يطبب ـ بأنفسهم فيومئذ سمي المعالج الطبيب). قال صاحب القاموس (الفيروز آبادي): إنما سموا بالطبيب لرفعهم الهم عن نفوس المرضى بالرفق ولطف التدبير وليس شفاء الأبدان منهم. ومع أن الله سبحانه هو الذي أنزل الداء فإنه لرحمته الواسعة أمر عباده أن يلتمسوا أسباب الشفاء. هذا الفهم متفق عليه ولكن ظهر خلاف فقهي بين علماء المسلمين بخصوص التداوي بـ(المحرمات) عند انحصار الدواء فيها: هل هو جائز أم لا؟ فبعضهم منع ذلك مطلقاً، ومنهم أجازه عند الضرورة، ومنهم من فصل بين التداوي بها للعين وبين التناول فأجاز في الأول ومنع في الثاني. ففي بحار الأنوار عن الكافي عن عمر بن أذينة قال: كتبت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أسأله عن الرجل ينعت له الدواء من ريح البواسير فيشربه بقدر سكرجة ـ وهي القصعة التي يوضع فيها الأكل ـ من نبيذ كيس لا يريد به اللذة إنما يريد به الدواء. فقال (عليه السلام): لا.. ولا جرعة ثم قال: إن الله عزّ وجلّ لم يجعل في شيء ممّا حرم شفاء ولا دواء. ولكن هناك رواية أخرى تجوّز الدواء من المحرم في معرض العين عند الضرورة. فعن كتاب التهذيب عن هارون بن حمزة الغنوي عن أبي عبد الله (عليه السلام): (في رجل اشتكى عينيه فبعث له بكحل يعجن بالخمر فقال: هو خبيث بمنزلة الميتة فإن كان مضطراً فليكتحل به). وما ينبغي التنويه عليه أن التحريم سواء كان للدواء أو الغذاء لم يأت في الإسلام عفواً، ولم يصدر منه صدفة، بل لحكمة طبية عالية تنطلق من حرص الإسلام على صحة الفرد وقوته الجسدية ووقايته من الأمراض الفتاكة. من المعلوم أن الإسلام حرم الميتة والدم ولحم الخنزير، والطب أكد على منفعة هذا المنع كإجراء وقائي، لأن الميتة تضر بالصحة لاحتباس الدم فيه أو تزاحم المكروبات عليها، وحرم الدم ويقصد به الأعضاء التي تحتوي على جيوب دموية كالكبد والطحال. لأن الدم يحتوي على مواد مهيّجة للحساسية في الجسم ترفع ضغط الدم. من جانب آخر، تورد مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) وصية ذهبية هي: أن ندفع معالجة الأطباء ما اندفع الداء عنا، لأن العلاج بمنزلة البناء قليله يجر إلى كثيره.. عن الخصال عن أبي عبد الله عن آبائه (عليه السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا يتداوى المسلم حتى يغلب مرضه صحته).. هذه الوصية يكررها الأطباء المعاصرون، فهم يؤكدون بأنّ للدواء مضاعفات جانبية تكون ـ أحياناً ـ في غاية الخطورة على صحة الإنسان، لكونها قد تخلق له أمراضاً أخرى فيجب مراعاة عنصر الضرورة ومسألة الأهم والمهم في تناول جرع الدواء. جدير ذكره أن الوصفات الطبية التي يصفها الإمام الصادق (عليه السلام) يشكّل الطعام (حبوب أو أعشاب) أبرز عناصرها، وليس ذلك إلا لكون الطعام غذاء ودواء في ذات الوقت، ثم إنه لا يخلّف ـ في الغالب ـ آثار جانبية مضرة على صحة المريض المعالج. وهناك قاعدة صحية أخرى في غاية الأهمية تشير إليها مدرسة الإمام الصادق وهي أن (الحمية رأس الدواء.. والمعدة بيت الداء.. وعوّد بدنك ما تعود)، فهذه المدرسة العالية تقر بأن (الناس لو قصّروا في الطعام لاستقامت أبدانهم). وهذا رأي تجمع عليه جميع المدارس الطبية الحديثة. وفي هذا الإطار فإن مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) تبدد المفاهيم الخاطئة حول الحمية، فالبعض يعتقد بأن الحمية معناها الانقطاع الكلي عن الطعام أو الشراب وهذا فهم خاطئ. يقول الإمام الرضا (عليه السلام) الذي نهل عن علوم جده الصادق (عليه السلام): (ليس الحمية من الشيء تركه، إنما الحمية من الشيء الإقلال منه). كما بدد الإمام (عليه السلام) المفهوم الخاطئ السائد آنذاك وهو التداوي بالأدوية المرة المذاق فحسب، وفتح آفاقاً جديدة في صناعة الدواء بتقديمه وصفات طبية حلوة المذاق وتعطي نفس الأثر العلاجي المطلوب.. (عن يحيى بن بشير الفيال قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبي: يا بشير بأي شيء تداوون مرضاكم قال: الأدوية المرة. قال: إذا مرض أحدكم فخذ السكر الأبيض فدقه ثم صب عليه الماء البارد واسقه إيّاه، فإن الذي جعل الشفاء في المرار قادر على أن يجعله في الحلاوة). وفي هذا الصدد نشير إلى نقطة جديرة بالذكر وهي أن الإمام الصادق (عليه السلام) يرى بأن الوصفات المعطاة يجب أن تختلف بحسب الأوقات، فقد يكون الدواء نافعاً في النهار ثمّ يصبح ضاراً في المساء وبالعكس. عن محمد بن الفضيل النيسابوري عن بعض رجاله عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأله رجل عن الجبن فقال: داء لا دواء له، فلما كان بالعشي دخل الرجل على أبي عبد الله (عليه السلام) فنظر إلى الجبن على الخوان ـ أي السفرة ـ فقال: جعلت فداك سألتك بالغداة عن الجبن فقلت لي أنه الداء الذي لا دواء له والساعة أراه على الخوان؟! قال.. فقال له (عليه السلام): هو ضار بالغداة نافع بالعشي ويزيد في ماء الظهر). وهكذا فإن الإمام الصادق (عليه السلام) يقسم الدواء تقسيماً رباعياً حسب التقدم الطبي السائد آنذاك، وهو يشير بهذا التقسيم إلى أصول الأدوية في عصره وهي: الحجامة، والحقنة، والسعوط، والقيء.. ينقل مؤلف بحار الأنوار عن الخصال للشيخ الصدوق بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الدواء أربعة: الحجامة والسعوط ـ للأنف ـ والحقنة والقيء. الغذاء والتغذية في سيرة النبي والأئمة (عليهم السلام) ما ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) ولا الأئمة الهداة ولده إلا ذكر الزهد والقناعة التي حار الناس بين ما قرأوا وسردوا عن رغبة النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة عن الغذاء الممتاز وبين ما عرف عن قوة أجسامهم وحدة أذهانهم وثاقب بصيرتهم وطول أعمارهم لو خلي بينهم بين الحياة. والدراسات الطبية الحديثة و القديمة تربط ربطا وثيقاً بين قوة الجسم وحدة الذهن والذكاء وطول العمر من جهة وبين الغذاء المتوازن من جهة ثانية، فكيف وفق هؤلاء المعصومون بين الزهد وخصائص الغذاء المتوازن؟ إن الله عز وجل أودع خصائص القوة والمناعة في أبسط الأغذية ولم يشترط أفخرها كي تكسب الإنسان قوة العقل والجسم، لذلك تجد الإسراف ومخالفة القواعد الصحية وتدمير مناعة الجسم والعقل في تناول الأغذية الفاخرة التي يقبل عليها المسرفون والمترفون من المعجنات والحلويات والمثلجات الصيفية ربما يدخلون عليها من أصباغ ومواد ترقق مذاقها بينما تخرب توازن الجسم، فإذا أقبلوا على الأغذية المقوية أصلاً كالزلاليات الموجودة في اللحوم مثلاً جعلوا بطونهم قبوراً للحيوانات لكثرة ما يتناولون منها وأرهقوا كلامهم بتصريف فضلاتها ولم يرعوا الإعتدال في كل ذلك. أما الطريقة النبوية في الحصول إلى الزلال فقامت أساساً على تناول اللبن، الحليب هو أكمل الأغذية على الإطلاق لولا افقاره إلى عنصر الحديد إن أخصائيي التغذية العصريين لا يلومون عموم البالغين في العالم على قلة تناوله ويعزون نقص الكالسيوم لديهم لهذا السبب، ولا يخفى على المتتبع أن نقص الكالسيوم لدى البالغين أو غيرهم يتضمن مضاعفات صحية جمى. وقد جاء في سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان يقول حين يوضع أمامه الطعام وفيه اللبن : ( اللهم أبدلني خيراً من هذا) إلا اللبن! وهذا يدل على تثمينه الجم لهذا الغذاء الممتاز نعود إلى باقي الأغذية البروتينية أو الزلالية لنرى هل عزف عنها النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) مثل اللحم فنجد برنامجاً غذائياً كاملاً يقنن تناول اللحوم خلال الأسبوع فلا إفراط ولا تفريط وليس بغائب عن الأذهان ما اشتهر عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) وهو المعروف بالزهد حرصه على تناول لحم السمك يوم الأربعاء من كل أسبوع واللحم الأبيض هو ألطف أنواع اللحوم وأخفها على القلب وجهاز الدوران فضلاً عن اشتهار ما يحويه من زيت على خصائص شفائية أشار إليها الدكتوران ديفيز وآلان ستيوارت في كتابهما nutritonal-medicine)) أي (الطب الغذائي) وعددا الحالات التالية على أنها مما يستجيب لأثر زيت السمك وهي: 1ـ من الحالات الجلدية: الأكزم، والتحسس، وجفاف الجلد وقشرة الرأس، وتقصف الأضافر. 2ـ الحالات العصبية: الإهتياج العصبي لدى الأطفال، وانفصام الشخصية. 3ـ الإلتهابات: التهاب المفاصل، والإلتهابات الجرثومية بشكل عام. 4ـ الأمراض المناعية: ضعف المناعة العامة للجسم والتصلب اللولحي. 5ـ أمراض القلب والعروق: الذبحة الصدرية، وتكدم الجلد، مشاكل تخثر الدم، ومرض رينويد (تضيق الشرايين الطرفية)، وزيادة شحوم الدم. 6ـ الإضطرابات الهرمونية: بالمرض السكري والبدانة. 7ـ الأمراض النسائية: الأورام السليمة في الثدي، واضطرابات ما قبل الدورة الشهرية 8ـ بعض أمراض الكلى. . أما بقية أنواع اللحوم (كااللحم الأحمر) فلا يختلف اثنان أن أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يتناولونها بما تقتضي حاجة أجسامهم، ولا هذا النشاط إذا نظرنا إليه من وجهة نظر أخصائي التغذية في العصر الحديث، وجدنا أنهم يعتبرونه مفتاح للجسم والعقل والروح أمام الغذاء الذي يتناوله الفرد كي يحقق للفرد سلامته وكمال صحته. فإذا كان عمل الفرد لا يقتضي الحركة والنشاط نصحوه بالرياضة المنتضمة يومياً، أن بين يوم وآخر على الأقل عشرين إلى ثلاثين دقيقة، رياضة نشيطة تتردد فيها أنفاسه سريعة في صدره ويزاد نبضه 85% عن النبض العادي. فإذا التفتنا إلى منهج النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) وأتباعهم من المؤمنين، لوجدنا الحث على الحركة الفاعلة في طلب الرزق تارة وفي تقوية الجسم والإستعداد لقتال الأعداء تارة أخرى وأصل ذلك ماافتتحه الكريم جل وعلا حيث قال: ( وأعدوا لهم ما ستطعتم من قوة) ونجد تطبيقاته في حياة المؤمنين في تقوية الأجسام (إن لبدنك عليك حق). وفي التدريب على الفروسية والسباحة وحمل السلاح والإستعداد للقاء الأعداء. أما الشرط الثالث والمطلوب كي يستفيد الجسم من غذائه فهو الراحة النفسية، وهي التي راينا النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) يحققونها من خلال الذكر والصلاة والصيام وقيام الليل، وقراءة القرآن والإستعانة بالله سبحانه. وحين يفتقد الإنسان الغربي عناصر تربية الروح يعلمونه طرق الإسترخاء العميق (Deep Relaxation) فيتمدد على سرير ويستمع ويستمع إلى شريط مسجل يلقي إليه بالتعليمات ويرشده إلى تركيز أفكاره على نقطة واحدة من جسمه وينسى ما حوله ويعود يتنفس ببطء واسترخاء حتى يخلد إلى النوم وهذا أقصى ما توصل إليه علم الطب في العلاج الطبيعي للقلق والكآبة والتشنج العصبي وغيرها ليخرج الإنسان الغربي من مشكلاته وصراعه الداخلي مع نفسه ويحافظ على تعادله الروحي والعقلي. أما الإسلام ومنهج النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) فقد جاءنا بالصلاة والصيام وذكر الله تعالى والإستعانة به لتربية العقل والروح وضمان تعادلهما، وذلك كفيل أيضاً ببناء الأجسام وحسن استفادتها من غذائها وجودة تمثيله ولا يخفى على أي منا كيف يشعر الإنسان بثقل الطعام واضطرابه في المعدة حينما يتناول غذائه وهو مشغول البال أو حزين لأمر ما ولا عجب أن يعزو الأطباء حدوث القرحة المعدية، والأثنا عشرية، والتهاب القولون العصبي إلى الضغط النفسيstress الذي تحدثه سرعة حركة عجلة العصر واللهاث وراء قاطرة العصر الحديث التي تجري بسرعة فلا يدركها الإنسان العصري بالراحة الإطمئنان. وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: (المعدة بيت الداء والحمية هي الدواء) فرد أصل جميع الأمراض والمتاعب الصحية إلى الغذاء وهضمه في المعدة. إذا فالمحافظة على تناول الغذاء المتوازن والالتزام بشروط هضمه الصحيح من التحرك والنشاط وراحة النفس والروح أساس للتخلص من الأمراض كما إن علاج الأمراض يبتدأ أساساً من وقاية الجهاز الهضمي بالحمية وملاحظة نوع الغذاء الذي يتناوله المرء. يعزفون عنها بالمرة لكنهم كانوا يفضلون المسلمين على أنفسهم وأهليهم فإذا توفر بغزارة تناولوا حاجتهم منه باعتدال وإن شح آثروا غيرهم وجاعوا وهم بانتظار رزق الله وفضله، وشعارهم في ذلك (إذا اقبلت الدنيا فأبرارها أولى بها من فجارها) لكنهم أبناء الآخرة (إن للدنيا أبناء وللآخرة أبناء فكونوا أبناء الآخرة ولا تكونو من أبناء الدنيا) قد رأينا إنكار أمير المؤمنين (عليه السلام) على صاحبه عاصم عزوفه الكامل عن الدنيا وانزواءه وصومه المتواصل، فلما حاججه عاصم بما هو عليه من جشب العيش وبساطة الزاد أوضح له أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه إنما يفعل ذلك لمقامه من إمرة المؤمنين وخلافة المسلمين فيساوي نفسه الشريفة بما يمكن أن يكون عليه أفقر المسلمين بينما لا يضطر عاصم ولا غيره من المسلمين إلى أن يفعل نفس الشيء لأنه ليس بأمير، وليس مضطراً إلا أن يلتزم بالإعتدال وترك الإسراف لا أكثر أما عن الأغذية التي تحتوي الفيتامينات والمعادن كالخضراوت فنقرأ أن الإمام الرضا (عليه السلام) جلس يوماً إلى مائدة الطعام فلم يكن خضار عليها فقام وهو يقول: (لا أجلس إلى مائدة ليس عليها خضار) وإذا عدنا إلى الغذاء المتوازن، رأينا أن الأغذية الطازجة ضرورية لإكمال الغذاء ويحتاجها الجسم حاجة ماسة. ولكي نطلع على رأي الأبحاث الطبية الحديثة حول برنامج وتصنيف الغذاء المتوازن، نلتفت إلى الدراسة التي أجرتها ثلاث جامعات بالمشاركة هي: (جامعة اكسفورد)، و (الأكاديمية الصينية للطبي الوقائي في بكين) وجامعة (كورنل) الأميركية، وخضع لها (6500)شخص أجريت عليهم التجارب والإختبارات، وكانت النتيجة النهائية كما يلي: 1- أن الأفراد اللذين يتناولون وجبة واحدة من اللحوم في الأسبوع تقل لديهم الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كالجلطات القلبية والدماغية التي تؤدي إلى أنواع الشلل، وحتى إلى الموت في بعض الحالات بينما تزيد نسبت هذه الأمراض لدى الأمريكان زيادة هائلة لتناولهم يومياً وبانتظام. 2ـ حيث يقول تناول الدهون عند الأفراد تقل نسبت الكسترول في الدم. 3ـ وعلى هذا الأساس اتخذت إدارت الصحة الأمريكية هرماً يصور النسب الصحيحة للغذاء المتوازن التي يجب الإلتزام بها للحفاظ على صحة الفرد وسلامته. وقد نشرت (النيوزويك) صورة هذا الهرم الغذائي. وهي يعني أن يكون أساس الغذاء اليومي الحبوب والنشويات المعقدة، ثم يأتي بعدها في الأهمية الخضروات والفواكه، ثم الحليب ومنتجاته، الزلاليات الحيوانية ومنها اللحم، وأخيراً وعلى نطاق ضيق جداً الدهون والزيوت والسكريات، وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (بني الجسد على الخبز) والخبز قائم على الحبوب والنشاء كما نعلم. ثم يأتي (بوني لبمن) أخصائي التغذية الأمريكي في المركز العلمي يقول: (يجب أن تتألف الوجبة الغذائية غالباً من الحبوب والخضراوات والبقول، أما اللحوم فيجب التأدم بها لا غير) وهو إنما ينبه الأمريكان إلى الغذاء الصحيح المتوازن ويلفت أنظارهم إلى وجوب التقليل من أكل اللحوم لأنهم معروفون في الإسراف بأكلها، وقد تأخر نشر الرأي هذا الأخصائي الأمريكي لفترة طويلة من قبل سكرتير وزارة الزراعة الأمريكية (إدورد ماديغان) بسبب ضغوط خاصة من مصانع تعليب اللحوم الأمريكية. أعمدة الصحة الثلاث اولاً ـ الغذاء المتوازن. ثانيا ًـ الفعالية والنشاط. ثالثاً ـ الراحة النفسية. وهذه العناصر مجتمعة نجدها واضحة في حياة الأئمة (عليهم السلام) ويمكن أن تعزى إليها صحة الأئمة (عليهم السلام) و وفور قدرتهم العقلية والروحية والجسمية. فبعد الغذاء الذي أشرنا إليه تأتي الحركة والفعالية والنشاط، وهي ضرورية لتمثيل الغذاء وحسن استفادة الجسم منه إذ أن الكسل والقعود يؤدي إلى سوء الهضم والمثيل، ويرسب الشحوم في مناطق معينة من الجسم يمكن أن توصف نتيجتها بأنها سوء توزيع. أما العقل والروح فلا ينجوان أيضا من الكسل بل يصيبهما الترهل والركود لذلك رأينا النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة عليهم السلام وهم قدوة البشر مثالا رائعا للحركة والنشاط، فقد عرف عنهم الاشتغال بأيديهم حتى ولو اكتفوا بمعيشتهم، وما أكثر ما شوهد أمير المؤمنين (عليه السلام) بالإضافة إلى أعماله في تصريف شؤون المسلمين وقيادتهم في الحروب شوهد وهو يشتغل في الزراعة وفلاحة الأرض وهو عمل يتطلب من الإنسان جهداً بدنياً كبيراً ويمنحه في نفس الوقت سعادة روحية عميقة وإذا قلبنا الصفحات في حياة الأئمة (عليهم السلام) بشكل عام وجدنا ظاهرة العمل والحركة والنشاط واضحة في سلوكهم مهما انتقدها أعدائهم ومخالفوهم حتى ذكر صاحب البحار (رحمه الله) احتجاج الإمام الكاظم (عليه السلام) على سفيه انتقده حين لقيه في يوم حر شديد والإمام يتصبب عرقاً وهو يسعى مع مولى له طلباً للرزق. انتفاع الطفل بالبكاء اعرف يا مفضل! ما للأطفال في البكاء من المنفعة, واعلم أن في أدمغة الأطفال رطوبة, إن بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثاً جليلة, وعللاً عظمية, من ذهاب البصر, وغيره. فالبكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم ,فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم, والسلامة في أبصارهم, أفليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء, ووالداه لا يعرفان ذلك؟ فهما دائبان يسكناه, ويتوخيان في الأمور مرضاته لئلا يبكي وهما لا يعلمان أن البكاء أصلح له, وأجمل عاقبة. فهكذا يجوز أن يكون في كثير من الأشياء منافع لا يعرفها القائلون بالإهمال ولو عرفوا ذلك لم يقضون على الشيء أنه لا منفعة عنه, من أجل أنهم لا يعرفون ولا يعلمون السبب فيه, وكثيرا مما يقصر عنه علم المخلوقين محيط به علم الخالق جل قدسه وعلت كلمته. |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() أكل نثارة المائدة رأى النبي (صلى الله عليه وآله) أبا أيوب الأنصاري (رضي الله عنه) يلتقط نثار المائدة، فقال (صلى الله عليه وآله): بورك لك، وبورك عليك، وبورك فيك... ثم قال: من فعل هذا، وقاه الله من الجنون والجذام والبرص والماء الأصفر والحمق. [البحار: ج 66 ص 431، ومكارم الأخلاق للطبرسي: ص 145]. النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): وكلْ ما وقع تحت مائدتك، فإنه ينفي عنك الفقر، وهو مهور الحور العين، ومن أكله حُشي قلبه علماً وحلماً وإيماناً ونوراً. [البحار: ج 66 ص 431]. قال النبي (صلى الله عليه وآله): أكرموا الخبز، فإن الله سخر له السماوات والأرض، وكلوا سَقَط المائدة. [العقد الفريد، ج 8 ص 4]. وعن النبي (صلى الله عليه وآله): من أكل ما يسقط من المائدة عاش ما عاش في سعة من رزقه، وعوفي في ولده وولد ولده من الحرام (وفي رواية: من الجذام). [البحار: ج 62 ص 292 عن الفردوس]. عن الإمام علي (عليه السلام): كلْ ما يسقط من الخوان، فإنه شفاء من كل داء لمن أراد أن يستشفي به. [مكارم الأخلاق: ص 146]. الإمام علي (عليه السلام): أكل ما يسقط من الخوان، يزيد في الرزق [طب الأئمة لشبّر، ص 147 عن البحار]. الإمام علي (عليه السلام): كلوا ما يسقط من الخوان، فإنه شفاء من كل داء، وروي أنه ينفي الفقر، ويكثر الولد، ويذهب بذات الجنب. [البحار: ج 62 ص 280]. عن عبد الله بن صالح الخثعمي، قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) وجع الخاصرة، فقال: عليك بما يسقط من الخوان، فكله. قال: ففعلت فذهب عني. [الكافي: ج 6 ص 300]. عن الإمام الرضا (عليه السلام): الذي يسقط من المائدة من مهور الحور العين، فكلوه. [صحيفة الرضا (عليه السلام): ص 50]. |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,965
معدل تقييم المستوى: 84 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
بارك الله فيك خيو ..
يسلمو .. جزاك الله خير الجزاء .. |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
احراز المعصومين 14 عليهم السلام | نور فاطمة | القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات | 10 | 19-02-2011 01:52 AM |
[بقلمي] زيارة المعصومين عليهم السلام في أيام الاسبوع | معصومة اهل البيت | القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات | 37 | 17-05-2010 10:58 PM |
سلسلة أمهات المعصومين | عبق الحسين | أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) | 20 | 06-03-2010 11:16 PM |
صفات المعصومين في السيدة زينب عليها السلام | مولاتي أم أبيها | أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) | 6 | 02-12-2009 01:59 AM |