نار الدنيا ونار الآخرة

[نعمة الله]

السؤال : ورد فى القران الكريم النار وصفاتها وكذلك فى الروايات ونحن نعلم ان الذى يدخل نار الدنبا يذهل عن كل شى لا يستطيع ان يسال ولا ان يتكلم مع الاخرين فظلا من ان يسال الطعام والماء فكيف يصف الله سبحانه وتعالى اهل النار وهم ينادون اهل الجنه فهل النار بمفهومها نفس نار الدنيا ولكن بمصداقها تختلف؟

الجواب : لقد عرضت للإجابة على هذا التساؤل مفصلاً في مطارحات في العقيدة، وقلت بأنه لا ينبغي أن نقيس لا جنة الآخرة بملاذ الدنيا، ولا نار الآخرة بنار الدنيا، فإنَّ الآخرة لها قوانينها الأخرى ولها أحكامها الاخرى ولها نشأتها الأخرى، لذا القران الكريم يعبر {وننشأكم فيما لا تعلمون}.

لو كانت نار الآخرة مثل نار الدنيا وكانت جنة الآخرة مثل نعيم الدنيا فلَم يعبر القران الكريم ويقول وننشأكم في لا تعلمون، وكذا التعبيرات الأخرى التي تؤكد القول بأنَّ ما يوجد هناك لم تره عين ولا سمعته أذن ولم يخطر على قلب بشر، وهذا الأمر ليس فقط في الجنة، في النار أيضا كذلك، يعني العذاب الموجود لا يُعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد، يعني العذاب والوثاق الموجود هناك لا نظير له في عالمنا، إذن لا معنى لان نقيس ذلك العالم بأحكام هذا العالم.