العودة   منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط > الأنوار الإسلامية والولائية > اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية

اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-2015, 07:16 AM   #1
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 2.27



الدين من قبيل القضايا التنويرية وهو خاصّ بالأذكياء وأهل الفهم والمعرفة/ الابتعاد عن الدين يعني الحماقة والسفاهة والعامّية

الدين من قبيل القضايا التنويرية وهو خاصّ بالأذكياء وأهل الفهم والمعرفة. فعلى سبيل المثال كشفت دراسة ميدانية في إحدى البلدان، أن أكثر المستبصرين والذين تشرّفوا بالدخول في مذهب أهل البيت(ع) هم من خريجي الجامعات وذوي الشهادات الجامعية. الابتعاد عن الدين يعبّر عن حالة من الحماقة والسفاهة والعامّية. فكلّ من يخالف الدين فإنما يدلّ على حماقة في داخله. وهكذا قيّمهم الله سبحانه فقال: (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يعْقِلُون) [المائدة/58]

إن خطر المتدينين الجهلة على الدين أكثر من خطر غير المتدينين/ إن خطر المتدينين الجهلة بقدر خطر المنافقين/ كل معاناتنا وآلامنا بسبب ما نراه من جهالة بعض المتدينين

ليس النزاع الرئيس في العالم بين المتديّن وغير المتديّن، وإنما بين الذين يعلمون والذين يشعرون وبين الذين لا يعلمون ولا يشعرون. ليس النزاع بين الثورييّن وغير الثوريّين، بل إنما هو نزاع قائم بين الفهم وعدم الفهم، ويا لها من معاناة يتجرّعها الدين من جانب بعض المتديّنين الذين ليسوا من أهل الفهم والمعرفة. فإن هؤلاء قد يسيئون إلى الدين بجهلهم الممزوج ببعض النزعات الإيجابية.
لقد طرقت أسماع بعض المتديّنين بعض المفاهيم الدينية ولكنها لم تدخل في أعماق قلوبهم، فهم يشعرون ويدّعون بأنهم يعرفون الدين كلّه! فأحيانا تكون أخطاء هؤلاء المتدينين واشتباهاتهم أضرّ على الدين من معاصي غير المتديّنين.
يقول أمير المؤمنين(ع): «قَطَعَ ظَهْرِي رَجُلَانِ مِنَ الدُّنْيا رَجُلٌ عَلِيمُ اللِّسَانِ فَاسِقٌ وَ رَجُلٌ جَاهِلُ الْقَلْبِ نَاسِكٌ هَذَا يصُدُّ بِلِسَانِهِ عَنْ فِسْقِهِ وَ هَذَا بِنُسُکِهِ عَنْ جَهْلِهِ فَاتَّقُوا الْفَاسِقَ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَ الْجَاهِلَ مِنَ الْمُتَعَبِّدِينَ أُولَئِكَ فِتْنَةُ کُلِّ مَفْتُونٍ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يقُولُ يا عَلِيُّ هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى يدَيْ کُلِّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَان‏» [الخصال/ج1/ص69]و كذلك قال: «قَطَعَ ظَهْرِي‏ اثْنَانِ‏ عَالِمٌ فَاسِقُ يصُدُّ عَنْ عِلْمِهِ بِفِسْقِهِ وَ جَاهِلٌ نَاسِكٌ يدْعُو النَّاسَ إِلَى جَهِلِهِ بِنُسُکِه» [غررالحكم/245 , مجموعة ورام/ج1/ص82]
ومع الأسف قلّما يلتفت إلى خطر الفئة الثانية، أي المتدينين الجهلة، في حين أن أحاديث أهل البيت(ع) تبيّن أن الصدمات التي يلحقها هؤلاء بالمجتمع تماثل صدمات المنافقين. وقد تجرّعنا آلاما كثيرة من جانب هاتين الفئتين. فبرأيكم ما هي أسباب مشاكل مجتمعنا الآن؟ كل ما نعاني منه فبسبب جهالة بعض المتديّنين وحماقتهم. فإن جهالة هؤلاء المتنسّكين تجتمع شيئا فشيئا وإذا بها تنجر إلى الانحراف والانشقاق.
الدين ظاهرة معقّدة جدّا وليس مجرد مفاهيم بسيطة نسمعها مرّة واحدة ثم نتقنها وينتهي كل شيء بلا حاجة إلى تعمّق وتفكّر. بل إنما هو بحاجة إلى دقّة وتعمّق. لا يحتاج الدين إلى متخصصين نراجعهم وحسب، بل يجب على جميعنا فردا فردا أن نسعى للحصول على فهم عميق تجاه الدين.

قال علي(ع): ذلّل نفسك بالطاعة/ حاسب نفسك وانظر هل قد ازدادت ذلّا بعد الطاعة أم لا؟

في تكملة موضوع جهاد النفس نقف عند رواية عن أمير المؤمنين(ع) حيث قال: «ذَلِّلْ‏ نَفْسَكَ‏ بِالطَّاعَةِ» [عيون الحكم/ ص255]. فإن أطعت الله ولم تجد نفسك قد ازدادت ذلّا لله فلم تطع الله في الواقع، بل قد أطعت هوى نفسك، أو كانت شريكة في الطاعة على الأقل. مثلا رأيت أن هذه الطاعة تنسجم مع هواك فاخترتها، لتلبّي رغبة نفسك وتطيع ربك في نفس الوقت.
مشكلتنا هي أن نفسنا لا تدعنا نطيع الله وحده، بل نطيع الله والنفس معا. فلا يتقبل الله عبادتنا وطاعتنا حسب القاعدة لأنه لا يتخذ شريكا. كأن الله يقول لنا: «إن لم تقدر على استحضار النية الخالصة في جميع أعمالك، فاستحضرها في بعض أعمالك وطاعاتك على الأقل ولتكن بعضها لأجلي فقط، يعني قم بالطاعة التي لا ترغب بها نفسك ولا تكن بحيث تنتقي الأفعال المنسجمة مع هواك وحسب»؛ «سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يقُولُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَا خَيرُ شَرِيكٍ مَنْ أَشْرَكَ مَعِي غَيرِي فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لَمْ أَقْبَلْهُ إِلَّا مَا کَانَ لِي خَالِصاً» [الکافي/2/295] و «أَنَا خَيرُ شَرِيكٍ فَمَنْ عَمِلَ لِي وَ لِغَيرِي فَهُوَ لِمَنْ عَمِلَهُ غَيرِي» [وسائل الشيعة/ج1/ص72]

لماذا يجب أن نذلّ أنفسنا في مقابل الله؟/ يجب أن تكون نتيجة الطاعة ازدياد ذلّ النفس لله

إن أردت أن تعرف أن ما قمت به من طاعة كانت لله واقعا ولم يكن لنفسك شراكة فيه، فحاسب نفسك وانظر هل قد ازدادت النفس ذلّا لله بعد القيام بالعمل وأداء الطاعة أم لا؟ كيف تكون النفس إذا ذلّت؟ ستكون في مقابل الله كبعض الأذلّاء في هذه الدنيا والذين يهينون أنفسهم أمام الآخرين أو يتسوّلون في الطرقات. فلابدّ أن تصبح النفس هكذا في مقابل الله. لابدّ أن نرى هل نستطيع أن نذلّ أنفسنا في مقابل الله سبحانه، أم أننا أذلاء في مقابل شهوات النفس الدانية؟
لماذا يجب أن نذلّ أنفسنا في مقابل الله عز وجل؟ لأننا نريد أن نلقى الله ولا سبيل لمن لم يذل في مقابل الله إلى ساحة قربه.

يتبع إن شاء الله...


نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-2015, 08:46 AM   #2
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 3.27

يجب أن يكون أثر صيام شهر رمضان لمدّة ثلاثين يوما، التواضع وذلّ النفس/ غاية «الطاعات والعبادات وجهاد النفس» هي ذلّ النفس في مقابل الله/ لماذا يجب أن نذلّ أنفسنا في مقابل الله؟

الآن وبعد أن انتهينا إلى نهاية شهر رمضان، إذا أردنا أن نعرف مدى صحة طاعتنا في هذا الشهر، فلابد أن نرى هل قد ازددنا تواضعا وذلّا لله أم لا؟ هل ازددنا خوفا وخشية من الله أم لا؟ فعلى سبيل المثال هل أصبحنا نخاف الله إذا أردنا تأخير صلاتنا قليلا؟
يجب أن تكون نتيجة هذه العبادات والطاعات بعد ثلاثين يوما في شهر رمضان هي ذلّ النفس والخشوع. كما أن الهدف الرئيس من طاعة الله وعبادته وجهاد النفس هو ذلّ النفس. يجب أن تذلّ النفس في مقابل الله وتخشع له. فإن قبح الذل في أي مكان آخر وأمام أي شخص آخر، فإنه يحلو ويجمل في مقابل الله.
من الأعمال الرائعة التي تعيننا على ذلّ النفس وتمنحنا هذا الشعور هو أن نهتمّ بقبول الطاعة أكثر من أدائها. فقد قال أمير المؤمنين(ع): «کُونُوا بِقَبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ اهْتِمَاماً بِالْعَمَل» [مجموعة ورام/ ج1/ ص64]
فالآن وبعد ما صمنا شهر رمضان كلّه وأدينا بعض العبادات، يجب أن نقلق على قبول أعمالنا ونهتمّ بذلك أكثر من اهتمامنا بأداء الأعمال وأن نلتمس الله أن يقبل أعمالنا. عند ذلك سوف تذل نفسنا إذ أن الاهتمام بقبول العمل يحكي عن أننا لم نغترّ بأعمالنا.

كل ما يقوم به الإنسان في سبيل إذلال النفس، تستخدمه النفس كرأسمال للعجب

لماذا بعد عنائنا وصومنا خلال ثلاثين يوما، يجب أن نزداد جهدا وسعيا من أجل قبول صيامنا وأعمالنا؟ لأن نفس الإنسان تنطوي على مرض باسم «العجب» و «الأنانية»، بحيث كلّ ما يقوم به الإنسان ليذلّها، تستخدمه كرأسمال للإعجاب بنفسها. فهي تحاول أن تستعمل نفس الأعمال التي أنجزتها لإذلالها كأداة للعجب والطغيان! هذا «العجب» من الأمراض المستعصية التي يصعب معالجتها جدّا.
فعلى سبيل المثال، عندما تأمر نفسك بالسجود لله، تتمرّد في البداية ولا تطيع، ولكنك إن استطعت أن ترغم أنفها وتفرض عليها السجود، بمجرّد أن ترفع رأسك يتغيّر لحنها و تبدأ بالتفاخر والتباهي بفعلها وسجودها. وهذا هو العجب.

الاعتذار من الذنب أهمّ من اجتنابه/ إذ أن الاعتذار يذلّ النفس

لماذا الاعتذار من الذنب أهم من اجتنابه؟ إذ أن الاعتذار من الله يذلّ الإنسان في مقابل الله، ويحظى هذا الذل والخشوع بأهمية كبيرة لدى الله، وهو أفضل بكثير من أن نجتنب الذنوب ثم نصاب بالعجب والغرور بسبب تورعّنا عن الذنب. ولذلك أحيانا يترك الله عبده المؤمن ليذنب خوفا عليه من العجب، إذ يعلم الله سبحانه أن الذنب أفضل لعبده المؤمن من العجب؛ «إنَّ اللَّهَ عَلِمَ أَنَّ الذَّنْبَ خَيرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْعُجْبِ وَ لَوْ لَا ذَلِکَ‏ مَا ابْتُلِي مُؤْمِنٌ‏ بِذَنْبٍ‏ أَبَداً» [الكافي/ج2/ص313]

إن لم نسأل الله ونلتمسه أن يقبل أعمالنا، سوف تذهب كل طاعاتنا في هذا الشهر هباءً

بإمكانكم الآن أن تشاهدوا أثر الاهتمام بقبول الأعمال على روحكم ونفوسكم. فالتمسوا الله وتذلّلوا إليه وقولوا: «إلهي أسألك وأتوسل إليك أن تتقبّل شهر رمضان هذا! صحيح أن طاعاتي كلّها كانت غير جيّدة ورديئة، ولكني ألتمسك أن تقبلها ولا تردّها». ثم انظروا ماذا يحصل في أرواحنا بهذه المناجاة القصيرة؟ التذلل والنور. فما إن تبدأ بالالتماس والإلحاح على الله ليقبل أعمالك تزداد صفاء ونورا.وفي المقابل إن خلت أعمالنا من هذا الإلحاح والالتماس سوف تذهب كل طاعاتنا ومناجاتنا في هذا الشهر هباءً ونخرج من هذا الشهر بأيدٍ خالية.

إن ذلّ النفس هدف الإطاعة، فإن لم نصل إلى هذا الذلّ بعد الطاعة، نعرف أن طاعتنا كانت غير صحيحة

إن ذلّ النفس هدف الإطاعة، فإن أطعنا الله ولم نصل إلى هذا الذلّ، ينكشف أن طاعتنا كانت ذات خلل. ما يحفظ الإنسان هو الذلّ بين يدي الله. إن ضجيج الإنسان إلى الله بعد الصلاة والإلحاح عليه أن يتقبّل صلاته هو الذي يحفظ الإنسان، ولولا ذلك جدير بالصلاة نفسها أن تفسد الإنسان. إذ لولا هذا السؤال الملحّ، لاقتحم العجب قلب الإنسان.
ففي هذه الأيام ونحن على وشك انتهاء شهر رمضان يجب أن نفعل أمرين: 1ـ نلتمس الله أن يتقبّل طاعاتنا 2ـ أن نستغفر من طاعاتنا وعباداتنا وأن نقول: «ربّنا! اغفر لنا نقصان عباداتنا وطاعاتنا فإنها لم تكن بمستوى شأنك ومقامك. فتغاض عن هذه العبادات ولا تحاسبنا عليها». إن هذه الأعمال سوف تجعلنا نعيش حالة الذل والانكسار بين يدي الله إن شاء الله.

نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-2015, 07:31 AM   #3
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 1.28

إن هوى النفس عدوّ للعقل وكذلك عدوّ للعشق/ إن رُشّت بذور اتباع الهوى في المجتمع يمت العشق/ النساء أول المتضرّين من السفور/ إن جهاد النفس يهدي الإنسان إلى العقل، وبعد ذلك يقوده إلى العشق ومنه إلى الإخلاص في آخر المطاف/ إن لذّة مسيرة الأربعين أمتع من أي جلسة طرب وعيش



إليك ملخّص الجلسة الثامنة والعشرين من سلسلة محاضرات سماحة الشيخ بناهيان في موضوع «الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني» حيث ألقاها في ليالي شهر رمضان المبارك عام 1434هـ. في مسجد الإمام الصادق(ع) في مدينة طهران.



ما معنی «لنستعن بالعقل على السيطرة على عواطفنا» بشکل دقيق؟



كثيرا ما يقال يجب أن نستعين بالعقل على عواطفنا أو أن نسيطر على إحساساتنا ونتغلب عليها. وقد تستبدل بالعقل مفاهيم أخرى كالفكر والعلم والإيمان. إن أصل هذا الكلام صحيح ولكن قد أخطأ الكثير في فهمه. فليس معنى هذا الكلام الدقيق والصحيح هو المتبادر إلى أذهان الكثير من الناس.

إذا يقال: يجب أن تستعينوا بالعقل والإيمان والعلم والفكر على مخالفة أهوائكم، فمعناه الدقيق هو أنه يجب أن توقظوا نزعاتكم ورغباتكم الحسنة بالعقل والعلم والإيمان، ثم تستعينوا بهذه الرغبات الحسنة على الأهواء السيئة. فإن العقل والإيمان والعلم والفكر كلّها مدعاة إلى صحوة الرغبات الحسنة وتنشيطها.



العقل موقظ الرغبات المثلى في الإنسان ومعزّزها/ يحظى العقل بقوّة يدير بها أهواء الإنسان


نحن بصدد تضييق رغباتنا السيئة والسيطرة عليها. فمن أجل تحقيق ذلك لا سبيل لنا سوى الرغبات الحسنة التي هي إما مودعة في فطرتنا وهي بحاجة إلى التفعيل والازدهار، أو أنها موجودة وناشطة بالفعل ولابد من إدارتها. العقل هو موقظ الرغبات المثلى في الإنسان ومعزّزها. فإنكم سوف تقضون على الأهواء السيئة عن طريق هذه الرغبات الحسنة.

يحظى العقل بقوّة يدير بها نزعات الإنسان. كما أنّ أنبياء الله جاءوا ليخاطبوا نبيّنا الباطني وهو العقل. والعقل هو القوّة التي تدير مختلف الأهواء والرغبات الكامنة في داخلنا. فتهدينا قوّة العقل دائما نحو الرغبات الأسمى ويشير علينا بأن نختار أفضل رغبة ونلبّيها.



يضيء العقل الطريق ويعرّفنا على الرغبة المثلى


عندما نتمرّض ويصف لنا الطبيب دواء مرّا، يجب أن نشرب الدواء بالرغم من كرهنا وعدم رغبتنا. فنحن هنا في الواقع قد جاهدنا هوى النفس بالعقل، فنحَّينا «كره شرب الدواء» على جانب، إذ قد شخّص العقل أن «حبّ الصحة والحياة» رغبة أسمى وأمثل. فنحن في مثل هذا الموقف أصبحنا في الواقع بين رغبتين متعارضتين: إحداهما هي حب عدم شرب الدواء المرّ، والأخرى حبّ الصحة والحياة. فهنا يأتي العقل ويضيء الطريق ويعرّفنا على الرغبة الأسمى، فنشخصّها ونختارها.

يهدينا العقل إلى الرغبات القيّمة واختيار أفضل الخيارات. ولذلك إذا ذهب أحد إلى محلّ بيع الألبسة لشراء قميص، واختار أقدم القمصان وأقبحها وأقلّها تناسبا وأغلاها في نفس الوقت، يتّهم بفقدان العقل عندئذ.

دور العلم هنا إتحاف الإنسان بالمعلومات، أما العقل فهو الذي يقوم بإدارة مختلف الرغبات ويفضّل أفضل الخيارات على غيرها، ويعين الإنسان لتلبية أفضل الرغبات وأسماها.



بإمكان العقل اليوم وحتى العقل التجريبي أن يدافع عن أكثر القيم


نحن الآن نعيش في زمن أصبح الدفاع عن القيم فيه عقليّا أكثر من كونه عقديّا. فحاجتنا الأولى هي التمتّع بالعقل بمختلف أنواعه وأشكاله من عقل المعاش والعقل السياسي وغيره. فإن كنّا في زمن ننطلق فيه من العقائد في الدفاع عن الثورة، فقد أصبحنا اليوم ندافع عن أكثر قيم الثورة على أساس العقل، وحتى العقل التجريبي. فعلى سبيل المثال كان العقل التجريبي في العقود الماضية عاجزا عن فهم فساد الديمقراطية الغربيّة، فكنّا ندّعي فسادها بالاستناد إلى الآيات والروايات، أو كنّا نحذّر من السقوط فيما لا يرضى به الله عبر الذهاب وراء الديمقراطية الغربية. أما الآن فقد نما العقل البشري وبإمكانه أن يثبت فساد الديمقراطيّة الغربية. وقد أصبحت جرائم الديمقراطية الغربية الآن بمرأى الجميع ولا تحتاج مشاهدتها إلى العين المسلّحة.


يتبع إن شاء الله...

نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-2015, 03:45 PM   #4
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 2.28


بإمكاننا اليوم أن ندرك جميع القيم بالعقلانية والواقعيّة/ إن أجواءنا ومناخنا من الشفافيّة بمكان بحيث إن أردنا تحقيق مصالحنا الوطنية فقط، فقد حفظنا القيم أيضا

النزاع اليوم بين العقلانية وعدم العقلانية، فلابدّ أن ندافع عن قيم ثورتنا الإسلامية بأساليب عقلانية. لأن تجربة نظام السلطة الفاشلة التي قامت على أركان الكفر والإلحاد ماثلة أمامنا. وحتى ظاهرة النفاق فإن كانت موجودة في مجتمعنا فهو نفاق يتظاهر بالعقلانية والتعقّل.
إن بعض الأشخاص في الأوساط السياسيّة يخدع الناس عبر استغلال العقلانية والواقعيّة. ولكن يجب أن نعرف أن الواقعية التي يهتف بشعارها بعض الناس، ويؤكد عليها الؤمنون بحقّ، أصبحت اليوم عمادا للدفاع عن القيم، فحسبنا اليوم أن نؤكد على هذه الواقعيّة والعقلانية ونستدلّ بها على أحقية مبادئنا وقيمنا. لقد تيسّر اليوم وعبر نموّ العقل والتجارب أن نفهم وندرك جميع القيم بالعقلانيّة والواقعيّة.
کنا نقول قبل ثلاثين عاما: لابدّ أن نراعي مصالحنا الوطنية وفي نفس الوقت لا ينبغي أن ننسى القيم الإسلامية. أمّا الآن فقد أصبح المناخ السياسي في العالم من الشفافية والوضوح بمكان بحيث حتى إن أردنا تحقيق مصالحنا الوطنية فقط، فقد حفظنا القيم أيضا. كما يجب على مختلف التيّارات السياسيّة أن يعيدوا تعريفهم عن أنفسهم ويحدّدوا موقعهم الدقيق تجاه العقلانية السياسية اليوم.
يودّ بعض الناس أن يحقّق الأمان والرفاه في هذا البلد عن طريق تحسين العلاقات السياسية والدوليّة وإرضاء هذا وذاك فقط. فعلى سبيل المثال كانت سورية قد اتخذت هذه السياسة فهي كانت تحافظ على أمنها واستقرارها عبر معادلات المنطقة، يعني كانت تعتمد في حفظ أمنها على تحسين علاقاتها مع بلدان المنطقة دون أن تسيطر سيطرة كاملة وشديدة على حدودها. ولكن قد اتضح أن هذا الأمن أمن هشّ واهن، إذ إن أرادت دول الجوار أو بلدان المنطقة ولأي سبب كان أن يدخلوا جيوشا من الإرهابيين في البلد، كيف يمكن السيطرة عليها عندئذ؟!
من الذي لا يعرف أن التراجع أمام العدو اليوم مخالف للمصالح الوطنية، ومن الذي لا يعرف أن العدو بصدد التوغل واقتحام البلد في أي لحظة، ولا يمكن أن نرى منه أي نصح؟ فلا يحتاج فهم هذه الحقائق إلى عقائد ثورية راسخة.

العقل يقمع الأهواء السيئة بالرغائب الحسنة/ اتباع الهوى عدوّ العقل

يتمّ جهاد أهواء النفس والرغائب السيئة عبر الرغائب الحسنة. فإذا قيل أن العقل هو الذي يحارب أهواء النفس فمعنى ذلك أن العقل يقمع الأهواء السيئة بالرغائب الحسنة.
يقول أمير المؤمنين(ع): «أَعْقَلُ‏ النَّاسِ‏ أَنْظَرُهُمْ‏ فِي الْعَوَاقِب» [غرر الحكم/ص217/الحديث542] إذن بطبيعة الحال أعقل الناس من أخذ يوم القيامة أيضا بعين الاعتبار والأعقل منه من ينظر في درجات الجنّة ويصبو إلى الصعود إلى أعلى درجات الجنان.
عدو العقل اتباع الهوى. لأنه يأمرك أن تتبع المشتهيات والرغبات القريبة التي في متناول يدك بلا أن تفكّر في يوم غد! أمّا العقل فيفكّر بيوم الغد وحتى بالمستقبل البعيد.

إن هوى النفس عدوّ للعقل وكذلك عدوّ للعشق/ إن رُشّت بذور اتباع الهوى في المجتمع، يمت العشق/ النساء أول المتضرّرين من السفور

ليس العقل هو الوحيد في مجاهدة هوى النفس، بحيث إذا تغلّب الهوى فنى العقل، بل إن الهوى هو عدوّ للعشق ويحاربه. العشق بمعناه المستعمل في أدبياتنا العرفانية هو الحبّ الشديد الذي يحصل في القضايا المعنوية أكثر من المادّية.
إذا استطعنا أن نرسّخ هذا المفهوم في المجتمع، سوف يتصّدى النساء أنفسهم للحفاظ على الحياء والحجاب، إذ سوف تعي المرأة بأنها إن لم تحافظ على حجابها فإنها قد ساهمت بترك حجابها في ازدياد أرضية اتباع الهوى في المجتمع، وعندئذ سوف تكون هي المتضرّرة الأولى من تفشّي ظاهرة اتباع الهوى. وذلك لأنه إن رُشّت بذور اتباع الهوى في المجتمع، يمت العشق أي الحبّ الشديد والطويل المدى، وسوف يعجز الرجال عن عشق أزواجهم وحبّهنّ الشديد. وسوف تنقص سنيّ عزّ المرأة إلى سنيّ فترة لعب لاعبي كرة القدم، كما أن اليوم أصبحت سنوات عزّ المرأة في الغرب قصيرة جدّا وسرعان ما تُرمى بعد مضيّ سنين قصيرة. وبما أنه ليس لهنّ أي أسرة فيضطرن إلى الحياة في باقي عمرهن مع قططهن وكلابهنّ. وكأن المرأة الغربيّة قد رضت بذلك. هكذا يتعامل المجتمع الغربي معها كسلعة سرعان ما تنتهي مدّة استعمالها.

لقد أدى اتباع الهوى إلى فناء العشق والحبّ في الغرب/ ما هي الأكذوبة التي تسوّق على الشباب في كثير من الأفلام

لقد أدى اتباع الهوى إلى فناء العشق والحبّ في الغرب. ومع الأسف قلّ ما أنتج فيلم أو مسلسل أو فيلم وثائقيّ يعكس هذا الواقع إلى أبناء مجتمعنا من النساء والرجال. يمكن إنتاج أفلام كثيرة في موضوع العلاقة بين المرأة والرجل، بحيث تكون جذابة من جانب و تقضي على الفسوق والفجور بدلا من تعزيزها من جانب آخر.
من المؤسف أن الكثير من الأفلام تكذب على شبابنا فهي تلقي لهم هذا المعنى الكاذب وهو أنه بإمكان الشباب والشابات أن يعشق بعضهم بعضا ويسعدا مع بعض بالرغم من فسقهم واتباعهم الهوى.

يتبع إن شاء الله...


نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المثلث الذهبي للمحبة، للأستاذ بناهيان نهجنا الإسلام السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية 16 05-11-2013 05:32 AM
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة4 نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 12 29-08-2013 09:25 AM
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة3 نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 6 14-08-2013 11:43 AM
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة2 نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 8 03-08-2013 03:38 PM
‎شرح خطبة المتقين للأستاذ بناهيان نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 11 25-06-2013 08:42 AM


الساعة الآن 01:59 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir