كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-01-2015, 01:13 PM | #1 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 187
معدل تقييم المستوى: 539 |
الإعلامُ الحسينيُّ ... استراتيجيّةُ التّواصلِ والبقاءِ
الإعلامُ الحسينيُّ ... استراتيجيّةُ التّواصلِ والبقاءِ بقلم / عبّاس عبد الرّزّاق الصّبّاغ عندما خرج الإمام الحسين (عليه السلام) من مدينة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مكة المكرمة ومن ثم حين اضطر إلى الخروج من مكة إلى كربلاء وبحسب النسق التاريخي المعروف أسباباً ونتائج فإنه (عليه السلام) وكإشارة أولى منه إلى من يحيط به ومن يرافقه إلى رحلة الخلود أنه مقتول لا محالة كنتيجة حتمية معطياً أعلى درجة من درجات المصداقية والشفافية كي لا يصاب أحد بالإحراج أو يكون في موقف لا يستطيع التخلص منه بسهولة وإن كانت النتيجة في المقابل هي الفوز العظيم بنيل شرف الرفقة وفوز الشهادة مع سيد شباب أهل الجنة بعدما توضح من إعلان الإمام (عليه السلام) إن مآلات الأمور وسيرورة الأحداث ونتائج الفوضى والخراب التي عاشتها الأمة الإسلامية آنذاك توحي جميعها بعدم تحقيق أي نصر عسكري وفي أي ميدان إذا كان الحق لا يعمل به والباطل لا ينتهى عنه كما عبر عن ذلك (عليه السلام) والذي أراد أن يقلب هذه المعادلة المعكوسة إلى معادلة الحق الذي يجب أن يعمل به والباطل الذي يجب أن ينتهى عنه باعتباره ولي الأمر الحقيقي والخليفة الحق والإمام العادل المفترضة طاعته فحققت شهادته وتأثير صداها الإعلامي ذلك وكانت رسالته (عليه السلام) إلى أخيه محمد بن الحنفية (رضوان الله عليه) هو ذلك الإعلان الأول للثورة الحسينية والذي مازال وسيبقى صداه يتردد أبداً وهو ذات الإعلان الذي جذب تلك النخبة الطيبة التي ليس لها مثيل على وجه الأرض من آل عبد المطلب ومن تشرف برفقتهم من الأصحاب الأخيار وهم جميعاً من الذين وفقهم الله وكرمهم بالشهادة ... وحين قال في مضمون رسالته إني لم أخرج أشراً ولا بطراً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد ...إلى آخر رسالته الشريفة ...فإنه لم يكن يقصد التنويه فقط عن خروجه وإنما كانت بمثابة الإعلان الأول للثورة على الظلم والطغيان والفساد... كما أنه (عليه السلام )كان يعلم علم اليقين بحتمية استشهاده فقد أراد أن يستثمر خروجه واستشهاده وتضحياته الجسام استثماراً يحقق الهدف المتوخى من ثورته التي غيرت مجرى التاريخ وصححت المسار الأعوج الذي حاول أولاد الطلقاء وسلائل الخنا ،ومن سرق ثمار الرسالة المحمدية أن يضعوا الإسلام والمسلمين فيه ، وتعرية السلطة المستبدة من آخر ورقة تستر بها عورتها القبيحة بعدما نزا الظالمون على منبر رسول الله وسرقوا ميراث النبوة واغتصبوا سدة الخلافة وفرضوا أنفسهم بقوة القهر وحد السيف على المسلمين ولهذا لم يكن صدى الإعلان الأول للثورة الحسينية إعلاناً لحظوياً أو آنياً أو مرحلياً أو حتى حقبياً بل كان إعلاناً على مستوى الزمان كله ولم يكن محدوداً في عاشوراء كملحمة عاش المسلمون وغيرهم أحداثها كأنها حدثت أو تحدث (أو حتى ستحدث) تفاصيلها المرعبة في أية لحظة كأن كربلاء مدت أذرعها المكانية والزمانية لتشمل الكون كله وتستوعب مجموع التاريخ ...وهذا الاستمرار الذي لم ينفك وهذا التواصل الذي لم ينقطع هو أحد نتائج صدى الإعلام الحسيني ذي التاثير الاستراتيجي الممتد عبر التاريخ والذي استمد جوهر تأثيره من الكاريزما الحسينية المقدسة وبما له (عليه السلام) من شخصية شريفة وجذابة وملهمة وأخّاذة وحضور فاعل وفريد من نوعه جعل تلك الثلة الطيبة الطاهرة من الأهل والأصحاب تندفع نحو الموت اندفاعاً محموماً لنيل سبق الشهادة بل كانوا يتبارون فيما بينهم لنيلها والفوز بها قبل أقرانهم (رضوان الله عليهم) أجمعين... وإذا دخلنا عشوراء مباشرة نجد الإمام (عليه السلام) لم يألُ جهداً في الإبلاغ والنصيحة والإرشاد والتوجيه حتى في أقسى اللحظات وأشدها مرارة وكان يعظ ويحذر ويعطي الدروس العملية في الصبر والإيمان والتضحية والرجولة ومكارم الأخلاق وكان يعلم أن كل ذلك سيصل إلى الأجيال اللاحقة وكلها تندرج ضمن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي دفع (عليه السلام) نفسه المقدسة ثمناً لها...وكان يعلم أن الأجيال تلو الأجيال ستبقى تنشد وتردد وتتلو وتقصّ وتروي جميع تفاصيل نهضته من خروجه من المدينة وحتى محط رحله في كربلاء حيث استشهاده إضافة إلى تاريخ حياته الشريفة والغنية عن التعريف...فلم يكن (عليه السلام) يدعو إلى نفسه وما كان داعياً لها وهو أحق من غيره بالدعوة بل كان يدعو إلى كل مافيه الخير ومازالت صدى دعوته كأنها حدثت الساعة وهذا هو سر الخلود الحسيني ...وكان يعلم أن عبارة (هيهات منا الذلة) سيستلهمها الثوار في كل زمان ومكان ويعتمدونها برنامجاً لهم ...وكان يعلم أن هناك مسيرة أخرى تكمل مسيرته التي انتهت بشهادته وهي مسيرة الركب الحسيني الذي سيق بكل وحشية وبربرية نحو الشام مروراً بالكوفة وقد أكملت كريمة أمير المؤمنين زينب (عليهما السلام) المهمة الإعلامية التي بدأها أخوها الحسين على أتم وجه حتى إن المؤرخين وأرباب المقاتل يصنفون عاشوراء إلى جزءين ،تكون مسيرة الركب الحسيني الجزء الثاني والمكمّل للجزء الأول الذي ينتهي بظهيرة يوم عاشوراء لتبدأ مهمة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى التي كان الحسين قد أدّاها بنجاح تام في حياته الشريفة...وقد اضطلعت زينب (عليها السلام) بمسألة التوجيه والإرشاد وتوضيح مقاصد ومهام الثورة الحسينية ما أحدث زلزالاً ثورياً مشابهاً للزلزال الذي أحدثته واقعة الطف في جزئها الحسيني فتكاملت الرسالة الإعلامية المتوخّاة من الثورة الحسينية وكما قالت هي (عليها السلام) للطاغية يزيد «إنك لن تمحو ذكرنا» وهو ما حصل فعلاً بفعل التاثير الإعلامي العملاق للثورة الحسينية الخالدة . |
15-01-2015, 02:35 PM | #2 |
● بركان حبك ياعلي•●
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الدولة: بعالم العباس ♥
المشاركات: 429
معدل تقييم المستوى: 258 |
رد: الإعلامُ الحسينيُّ ... استراتيجيّةُ التّواصلِ والبقاءِ
اللهم صل على محمد وال محمد االله يبارك بك ع الطرح الرائع والمبارك في ميزان حسناتك انشاء الله تحياتي
__________________
|
18-01-2015, 08:37 AM | #3 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 187
معدل تقييم المستوى: 539 |
رد: الإعلامُ الحسينيُّ ... استراتيجيّةُ التّواصلِ والبقاءِ
مرحبا بكم ف موضوعي
|
27-03-2015, 07:24 PM | #4 |
♣ فاطمية فعالة ♣
تاريخ التسجيل: Mar 2015
الدولة: العراق / البصره
المشاركات: 471
معدل تقييم المستوى: 230 |
رد: الإعلامُ الحسينيُّ ... استراتيجيّةُ التّواصلِ والبقاءِ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد بارك الله بك عزيزتي جعله الله في ميزان حسناتك
__________________
لا تـــســــــألــــــونــــــي مـــــن الـــــــــــحـــــــســـــيـــن فــــهــــــو حـــبــــــيــــــبــــــي و نــــــور الــعــــــيــــن لا تــــــســـألـــــونــــي قــــــــبـــــــــــــره أيـــــــــــــن فــــكــــل قـــــلــــب صـــــــادقــــــــــــ يـــحـــوي حــــســـــيــــن |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|