نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#11 |
مراقبة مشرفة قسم المدونات
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: شمال العراق
العمر: 28
المشاركات: 1
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
عظم الله اجوركن تقبل الله منكي اختي وفي ميزان اعمالك
__________________
|
![]() |
![]() |
![]() |
#12 |
مشرفة سابقة
●• يا رب ارحمني •● ![]() ![]() تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم الله يعطيك العافيه جزاك الله خيرا وفقكــ الباري تعالى
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#13 |
( мѕнααя αℓкнgℓ) مشرفة قسم السعادة الزوجية
●• فاطمية متميزة •● ![]() تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: القطيف الحبيبة
العمر: 36
المشاركات: 130
معدل تقييم المستوى: 509 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#14 |
( мѕнααя αℓкнgℓ) مشرفة قسم السعادة الزوجية
●• فاطمية متميزة •● ![]() تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: القطيف الحبيبة
العمر: 36
المشاركات: 130
معدل تقييم المستوى: 509 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() ها هي ذكرى فاطمة(س) تطرق أبواب القلوب، لتستنشق القلوب من ذكراها عبق الإيمان، وتزجي إليها الشكر والامتنان علي إيحاءاتها و تأثيراتها التي تشد العاطفة إلي عالم المحنة، وتجذب المشاعر إلي أنبل الخواطر؛ لترتقي أسمى المنازل، في عالم العقيدة والولاء، فتغدو القلوب في ظلال أيامك الأليمة باكية يعتصرها الحزن والأسى على ما جرى عليك يا بضعة المصطفى(ص) من الهضم ... واللطم ... والضرب ... والحرق ... والعصر. وها نحن اولياء ... نبثّك عظيم الوجد عليك ... ونبثّك أشواق العاطفة التي امتزجت بذكرك، فصارت الدموع تسبيحها، والأنين واللوعة شعارها، فها هي أيامك الفاطمية... اصطبغت بلون المأساة التي جرت عليك. ومن ثمّ استشهادك وأنت تدافعين عن قداسة الدين، حتّي صار الباب سترك وظلاله منبرك وقد رمقك الظالمون وهم يركبون عقولهم وإيمانهم تحت أقدامهم والنيران في بعض أياديهم والسياط في أخرى، حتّي ردموه عليك وأطبقوه على صدر النبوّة فانكسرت أضلاع الدين وكاد عرش الرّب يخرّ. هكذا كانت الاٌحداث[1] وتبدأ المأساة حينما استبق ثلاثة من المهاجرين ـ وهم عمر و أبوبكر و أبو عبيدة ـ إلي سقيفة بني ساعدة ليفجروا الموقف علي الأنصار ويزعزعوا وحدتهم بطرح موضوع الخليفة الذي يلي النبيّ(ص). ذكر الطبري: وأتى عمر إلي منزل النبيّ(ص) فأرسل إلي أبي بكر، وأبو بكر في الدار وعليّ بن أبي طالب دائب في جهاز رسول الله(ص) فأرسل إلى أبي بكر أن أخرج، فأرسل إليه أني مشتغل، فأرسل إليه أنّه قد حدث أمرّ لابدّ لك من حضوره فخرج إليه فقال: أما علمت أنّ الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة يريدون أن يولّوا هذا الأمر سعد بن عبادة؟ وأحسنهم مقالة من يقول منّا أمير ومن قريش أمير، فمضيا مسرعين نحوهم فلقيا أبا عبيدة بن الجراح فتماشوا ثلاثتهم[2]. وهكذا مضى كلّ شيء بسريّة تامة وخفاء ودهاء دون إعلام الاُمّة، بل دون إخبار الكبار من ذوي الرأي والخطر ثمّ قالوا: إنّه إجماع... وأجمعت الاُمّة؛ فأين الإجماع أيّها المنصفون؟ وجرى ماجرى في السقيفة المشؤومة واندفعت الأوس تبايع أبا بكر، ولم تدفعها القناعات... ولا الإجماع... ولا الحبّ بل دفعها العداء التاريخي الذي يضمرونه تجاه إخوانهم الخزرج... كما قالها أسيد بن حضير: والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيباً أبداً فقوموا فبايعوا أبا بكر[3]. فانحسرت الخزرج وأخذوا زعيمهم سعداً ولم يبايعوا أحداً[4]، فكانت فلتة من فلتات الجاهلية كما قال عمر[5]. ![]() يقول ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: وإنّ أبا بكر تفقّد قوماً تخلفوا عن بيعته عند عليّ ـ كرم الله وجهه ـ فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لاٌحرقنا على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص إن فيها فاطمة؟ فقال وإن!! فوقفت فاطمة(س) على بابها فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول الله جنازة بين أيدنا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردوا لنا حقّاً... حتّى أتوا باب فاطمة فدقّوا الباب فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله؟ ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب و ابن أبي قحافة[6]. فهجموا على دار فاطمة وأحرقوا بابه واستخرجوا عليّاً منه كرهاً وضغطوا سيدة النساء بالباب حتّى أسقطت محسناً[7]. وقال النظام: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة الزهراء (س) يوم البيعة حتّى ألقت الجنين من بطنها[8]، وصاحت يا أبتاه يا رسول الله فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت يا أبتاه...[9] ثمّ ضربها قنفذ الملعون بالسوط على عضدها فماتت حين ماتت وأنّ في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه الله فألجأها إلي عضادة بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها فألقت جنينها من بطنها؛ فلم تزل صاحبة فراش حتّي ماتت(س) من ذلك شهيدة[10]. ![]() وإثر هذه الحادثة المؤلمة مرضت فاطمة (س) ولازمت الفراش حتّى مضت شهيدة في سبيل الله، ولا يهمّنا كم هي فترة المرض بقدر ما يهمّنا الحدث المؤلم والواقعة المفجعة، وقبل أن ترحل عن الدنيا أوصت إلى أمير المؤمنين علي(ع) أن يدفنها ليلاً ويشيّعها في الخفاء ويخفي قبرها[11]. إعلاناً منها أنها استشهدت ... واغضبت ... وظُلِمت. فكانت فاطمة(س) ضحيّة أوّل انحراف أنبأ عنه القرآن الكريم: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}[12]. وكانت(س) شهيدة ما جرى؛ كما وصفها إمامنا الكاظم(ع) بحديثه: «إنّ فاطمة(س) صدّيقة شهيدة»[13]. (الصدّيقة) أي من جملة الذين أمرنا بالكون معهم ومتابعتهم وملازمتهم وطاعتهم كما قال تعالى: {وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين}[14]. (الصدّيقة) هي من جملة الذين قال الله تعالى فيهم: {هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}[15]. (شهيدة) أي أنّها قُتلت قتلاً عمدياً في سبيل الله. وما كان قصر عمرها إلّا دليل على موتها بشكل غير طبيعي حتّى ذكر العقّاد ـ الذي اُشرب حبّ عمر بن الخطاب ـ ذلك على سبيل الاحتمال حيث قال: ولم يكن بالزهراء من سقم كامن يُعرف من وصفه فإن العرب لوصّافون وإن من كان حولها من آل بيتها لمن أقدر العرب على وصف الصحة والسقم، فما وقفنا من كلامهم وهم يصفونها في أحوال شكواها على شيء يشبه أغراض الاٌمراض التي تذهب بالناس في مقتبل الشباب وكل ما يتبين من كلامهم أنّه الجهد والضعف والحزن، ربّما اجتمع إليها إعياء الولادة في غير موعدها إن صح أنّها أسقطت محسناً بعد وفاة النبي(ص) كما جاء في بعض الأخبار[16]. ![]() واستدل السهيلي بالأحاديث الدالّة على أن فاطمة بضعة رسول الله(ص) على أن شتمها يوجب الكفر[17]. وضربها؟فإذا كان شاتمها كافراً عند علماء السُنّة ، فما حال من: غصبها حقّها؟ وأسقط جنينها؟ وكسر ضلعها؟ وصغّر شأنها؟ وأحرق دارها؟ وأدخل الرعب والذُل في منزلها؟ ثمّ يقول في مرض موته: ليتني لم اُفتش بيت فاطمة بنت رسول الله واُدخله الرجال[18]. بل وقد شتمها في حياته وحياتها يوماً؛ إذ قال لعلي(ع) في معرض رده على الأدلّة التي قدمتها فاطمة: إنّما هو ثعالة شهيدة ذنبه مرب لكلّ فتنة هو الذي يقول: كرّوها جذعة بعدما هرمت يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء كأم طحال أحبّ أهلها إليها البغي[19] وهاهو أبو بكر قد شتمها وظلمها. فاحكموا أيّها المسلمون. [1]ـ مقتبس من كرّاس (من مجد فاطمه(س)) فاضل الفراتي [2]ـ تاريخ الطبري 2: 456، ط الأعلمي. [3]ـ المصدر السابق : 458. [4]ـ المصدر السابق: 459. [5]ـ المصدر السابق: 459. [6]ـ الإمامة والسياسة 1: 30، ط الرضي. [7]ـ إثبات الوصية للمسعودي: 124. [8]ـ الملل والنحل للشهرستاني 1 : 57، شرح نهج البلاغة: 14: 193 ، الوافي بالوقيات 6 : 17 رم 2444. [9]ـ البحار 43: 197 – 198. [10]ـ كتاب سليم بن قيس تحقيق الأنصاري: 151 – 153. [11]ـ تأويل مختلف الحديث: 300، شرح نهج البلاغة 16 : 281. [12]ـ آل عمران: 144. [13]ـ الكافي 1: 458. [14]ـ التوبة: 119. [15]ـ المائدة: 119. [16]ـ فطمة الزهراء والفاطميون للعقاد. [17]ـ جامع العلوم المعروف، (دستور العلماء) 1: 9. [18]ـ تاريخ اليعقوبي 2: 137، ميزان الاعتدال 2: 215. [19]ـ شرح نهج البلاغة16: 214 – 215، اُم طحال إمرأة فاجرة وقد شبه أبوبكر فاطمة القديسة(س) بها!! ومثّل الإمام علي(ع) بذنب الثعلب!! يتبع بآذن البآري ...... |
![]() |
![]() |
![]() |
#15 |
( мѕнααя αℓкнgℓ) مشرفة قسم السعادة الزوجية
●• فاطمية متميزة •● ![]() تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: القطيف الحبيبة
العمر: 36
المشاركات: 130
معدل تقييم المستوى: 509 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() وروى جابر (رضي الله عنه) أنّ أعرابياً جاء إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمّد! أعرض عليّ الإسلام، فقال: تشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله، قال: تسألني عليه أجراً ؟ قال: لا إلاّ المودّة في القُربى، قال: قُرباي أو قرباك ؟ قال: قرباي، قال: هاتِ اُبايعك، فعلى مَن لا يحبّك ولا يحبّ قرباك لعنة الله،قال: آمين(1). وفسّر مجاهد هذه المودّة بالاتّباع والتصديق لرسول الله وصلة رحمه، وفسّرها ابن عباس بحفظه في قرابته(2). ![]() وذكر الزمخشري أنّ هذه الآية لمّا نزلت قيل: يا رسول الله مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم ؟ قال: عليٌّ وفاطمة وابناهما(3). 5 ـ الزهراء (عليها السلام) في آية المباهلة : أجمع أهل القبلة حتى الخوارج منهم على أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم يَدْعُ للمباهلة من النساء سوى بضعته الزهراء ومن الأبناء سوى سبطيه وريحانتيه الحسن والحسين (عليهما السلام) ومن الأنفس إلاّ أخاه عليّاً (عليه السلام) الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، فهؤلاء أصحاب هذه الآية بحكم الضرورة التي لا يمكن جحودها لم يشاركهم فيها أحد من العالمين، كما هو بديهيّ لكل من ألمّ بتاريخ المسلمين، وبهم خاصّة نزلت لا بسواهم(4). لقد باهل النبيّ (صلى الله عليه وآله) بهم خصومه من أهل نجران فانتصر عليهم ، واُمّهاتُ المؤمنين كنّ حينئذ في حجراته (صلى الله عليه وآله) فلم يدعُ واحدةً منهنّ، ولم يدع صفيّة وهي شقيقة أبيه، ولا اُمّ هاني وهي كريمة عمّه، ولا واحدةً من نساء الخلفاء الثلاثة وغيرهم من المهاجرين والأنصار. كما أ نّه لم يدعُ مع سيديّ شباب أهل الجنة أحداً من أبناء الهاشميين ولا أحداً من أبناء الصحابة، وكذلك لم يدع مع عليّ أحداً من عشيرته الأقربين ولا واحداً من السابقين الأوّلين، وإنّما خرج وعليه مرط من شعر أسود ـ كما يقول الرازي في تفسيره ـ وقد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفها وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمِّنوا، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى ! إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً لأزاله بها، فلا تباهلوهم فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصرانيّ الى يوم القيامة(5). قال الرازي بعد نقل هذا الحدث: هذه الآية دالّة على أنّ الحسن والحسين (عليهما السلام) كانا ابني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وَعَدَ أن يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين (عليهما السلام) فوجب أن يكونا ابنيه(6). الزهراء (عليها السلام) عند سيّد المرسلين (صلى الله عليه وآله) «إنّ الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها»(7). «فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني ومن أحبّها فقد أحبّني»(8). «فاطمة قلبي وروحي التي بين جنبيَّ»(9). «فاطمة سيّدة نساء العالمين»(10). لقد تواترت هذه الشهادات وأمثالها في كتب الحديث والسيرة(11) عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى(12) ولا يتأثّر بنسب أو سبب، ولا تأخذه في الله لومة لائم. إنّ الرسول الذي ذاب في دعوته وكان للناس فيه اُسوة فأصبحت خفقات قلبه ونظرات عينه ولمسات يده وخطوات سعيه وإشعاعات فكره: قوله وفعله وتقريره (أي: سنّته) بل وجوده كلّه مَعْلَماً من معالم الدين ومصدراً للتشريع ومصباحاً للهداية وسبيلاً للنجاة. «إنّها أوسمة من خاتم الرسل على صدر فاطمة الزهراء(عليها السلام)، تزداد تألقاً كلّما مرّ الزمن، وكلّما تطوّرت المجتمعات، وكلّما لاحظنا المبدأ الأساس في الإسلام في كلامه(صلى الله عليه وآله) لها: يا فاطمة اعملي لنفسك فإنّي لا أغني عنكِ من الله شيئاً»(13). وقال (صلى الله عليه وآله): «كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلاّ مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد»(14). وقال (صلى الله عليه وآله): «إنّما فاطمة شجنة منّي، يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها(15)وإنّ الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري ...»(16). وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وقد أخذ بيد فاطمة (عليها السلام) وقال: «من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة منّي، وهي قلبي الذي بين جنبيّ، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله»(17). وقال (صلى الله عليه وآله): «فاطمة أعزّ البريّة عليّ»(18). ولا يصعب علينا تفسير هذه النصوص بعد الإلمام بعصمتها (عليها السلام)، بل هي شاهدة على عصمتها وأنّها لا تغضب إلاّ لله ولا ترضى إلاّ له. الزهراء (عليها السلام) عند الأئمة والصحابة والمؤرّخين عن عليّ بن الحسين زين العابدين (عليه السلام): «لم يولد لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من خديجة على فطرة الاسلام إلاّ فاطمة»(19). وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): «والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم»(20). وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام): «إنّما سُمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها»(21). وعن ابن عباس: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان جالساً ذات يوم وعنده عليّ وفاطمة والحسن والحسين فقال: «اللهمّ إنّك تعلم أنّ هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس عليّ فأحبب من أحبّهم وأبغض من أبغضهم ووالِ من والاهم وعادِ من عاداهم، وأعن من أعانهم واجعلهم مطهّرين من كلّ رجس معصومين من كلّ ذنب وأيّدهم بروح القدس منك»(22). وعن اُمّ سلمة أنّها قالت: كانت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشبه الناس وجهاً وشبهاً برسول الله (صلى الله عليه وآله)(23). وعن عائشة أنّها قالت: ما رأيت أحداً كان أصدق لهجةً من فاطمة إلاّ أن يكون الذي ولّدها(24) وكانت إذا دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام فقبّلها ورحّب بها وأخذ بيدها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبّلته وأخذت بيده وأجلسته في مجلسها، وكان الرسول دائماً يختصّها بسرّه ويرجع اليها في أمره(25). وعن الحسن البصري أنّه ما كان في هذه الاُمة أعبد من فاطمة، كانت تقوم حتى تورّم قدماها(26). ودخل عبدالله بن حسن على عمر بن عبد العزيز وهو حديث السنّ، وله وقرة، فرفع مجلسه وأقبل عليه وقضى حوائجه، ثم أخذ عكنة(27) من عكنه فغمزها حتى أوجعه وقال له: اذكرها عند الشفاعة. فلما خرج لامَهُ أهله وقالوا: فعلت هذا بغلام حديث السن، فقال: إنّ الثقة حدّثني حتى كأنّي أسمعه من في رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «إنّما فاطمة بضعة منّي يسرّني ما يسرّها» وأنا أعلم أنّ فاطمة (عليها السلام) لو كانت حيّة لسرّها ما فعلت بابنها، قالوا: فما معنى غمزك بطنه، وقولك ما قلت؟ قال: إنّه ليس أحد من بني هاشم إلاّ وله شفاعة، فرجوت أن أكون في شفاعة هذا(28). قال ابن الصبّاغ المالكي: ... وهي بنت من اُنزل عليه (سبحان الذي أسرى)، ثالثة الشمس والقمر، بنت خير البشر، الطاهرة الميلاد، السيّدة بإجماع أهل السداد(29). وقال الحافظ أبو نعيم الإصفهاني عنها: «من ناسكات الأصفياء وصفيّات الأتقياء فاطمة ـ رضي الله تعالى عنها ـ السيّدة البتول، البضعة الشبيهة بالرسول ... كانت عن الدنيا ومتعتها عازفة، وبغوامض عيوب الدنيا وآفاتها عارفة(30). وقال عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي: وأكرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة إكراماً عظيماً أكثر مما كان الناس يظنّونه ... حتى خرج بها عن حبّ الآباء للأولاد، فقال لمحضر الخاص والعام مراراً لا مرّة واحدة وفي مقامات مختلفة لا في مقام واحد: «إنّها سيّدة نساء العالمين وإنّها عديلة مريم بنت عمران، وإنّها إذا مرّت في الموقف نادى مناد من جهة العرش: يا أهل الموقف غضّوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد»، وهذا من الأحاديث الصحيحة وليس من الأخبار المستضعفة ، وكم قال لا مرّة: «يؤذيني ما يؤذيها ويغضبني ما يغضبها، وإنّها بضعة منّي يريبني ما رابها»(31). وقال المؤرّخ المعاصر الدكتور علي حسن ابراهيم: وحياة فاطمة هي صفحة فذّة من صفحات التاريخ نلمس فيها ألوان العظمة، فهي ليست كبلقيس أو كليو بطرة استمدّت كلّ منهما عظمتها من عرش كبير وثروة طائلة وجمال نادر، وهي ليست كعائشة نالت شهرتها لما اتصفت به من جرأة جعلتها تقود الجيوش وتتحدّى الرجال، ولكنّا أمام شخصية استطاعت أن تخرج إلى العالم وحولها هالة من الحكمة والجلال، حكمة ليس مرجعها الكتب والفلاسفة والعلماء، وإنّما تجارب الدهر المليء بالتقلّبات والمفاجآت، وجلال ليس مستمداً من ملك أو ثراء وإنّما من صميم النفس ...(32). (1) حلية الأولياء : 3 / 201، وتفسير الطبري : 25 / 16 و 17، والدرّ المنثور في تفسير الآية 3 من سورة الشورى، والصواعق المحرقة : 261، واُسد الغابة : 5 / 367. (2) راجع فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 1 / 307. (3) راجع الكشاف في تفسير الآية والتفسير الكبير للفخر الرازي والدرّ المنثور للسيوطي وذخائر العقبى: 35، وقد ذكر العلاّمة الأميني خمسة وأربعين مصدراً لنزول الآية في شأن عليّ وفاطمة والحسن والحسين، فراجع الجزء الثالث من ( الغدير ) . (4) راجع الكلمة الغرّاء : 181. (5) قال السيد عبد الحسين شرف الدين : ذكر هذا الحديث المفسّرون والمحدّثون وكلّ من أرّخ حوادث السنة العاشرة للهجرة وهي سنة المباهلة، وراجع كذلك صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، والكشّاف للزمخشري في تفسير الآية 61 من سورة آل عمران. (6) راجع التفسير الكبير : ذيل تفسير الآية، والصواعق المحرقة : 238، وأسباب النزول للواحدي : 75. (7) راجع كنز العمّال : 12 / 111، ومستدرك الصحيحين : 3 / 154، وميزان الاعتدال : 1 / 535. (8) راجع الصواعق المحرقة : 289، الإمامة والسياسة ص31، وكنز العمال : 12 / 111، وخصائص النسائي: 35، وصحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة . (9) راجع فرائد السمطين : 2 / 66. (10) المستدرك على الصحيحين : 3 / 170، وأبو نعيم في حلية الأولياء : 2 / 39، والطحاوي في مشكل الآثار :1 / 48، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 9 / 193، والعوالم : 11 / 141 و 146. (11) راجع كنز العمال : 12 / 97، ومسند أحمد : 6 / 296 و 323، ومستدرك الصحيحين : 3 / 158 ـ 185، وصحيح البخاري كتاب الاستئذان، وصحيح الترمذي 5 / الحديث 3869، وحلية الأولياء : 2 / 42، الاستيعاب : 2 / 720 و 750. (12) سورة النجم (53) : 3. (13) فاطمة الزهراء وتر في غمد: من مقدمة السيد موسى الصدر. (14) رواه صاحب الفصول المهمة 27، راجع تفسير الوصول : 2 / 159، وشرح ثلاثيات مسند حمد : 2 / 511. (15) الشجنة: الشعبة من كل شيء، الشجنة كالغصن يكون من الشجرة. راجع مستدرك الحاكم : 3 / 154، وكنز العمال : 12 / 111 الحديث 34240. (16) راجع مسند أحمد : 4 / 323 و 332، والمستدرك : 3 / 154 و 159. (17) راجع الفصول المهمة: 144، ورواه في كتاب المختصر عن تفسير الثعلبي: 133. (18) أمالي الطوسي : مجلس 1 حديث 30 ، والمختصر: 136. (19) روضة الكافي : ح536. (20) كشف الغمة : 1 / 463. (21) بحار الأنوار : 43 / 19 . (22) بحار الأنوار : 43 / 65 و 24. (23) كشف الغمة : 1 / 471. (4) ذخائر العقبى : 54 . (25) أهل البيت : 144 لتوفيق أبو علم . (26) بحار الأنوار : 43 / 84 . (27) وقرة : رزانة وحلم، العكنة: الطي الذي في البطن من السمن (المختار / باب عكن). (28) الأغاني : 8 / 307، وراجع مقاتل الطالبيين : 124 . (29) الفصول المهمة : 141 ، طبعة بيروت . (30) حلية الأولياء : 2 / 39 ، طبعة بيروت . (31) شرح نهج البلاغة : 9 / 193. (32) راجع فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى : 21. |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام | براءةْ فآطمةُ الزهرآءْ | الأهداءات و التهاني و الترحيب بالفاطميات الجدد و التهاني و التبريكات و المناسبات السعيدة | 13 | 17-05-2012 07:29 AM |
ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام | السيدة فاطمة | أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) | 35 | 25-04-2012 05:47 PM |