اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() إليك ملخّص الجلسة الثانية من سلسلة محاضرات سماحة الشيخ الأستاذ بناهيان في جلسات هيئة الشهداء المجهولين في طهران في موضوع «استعراض تحليلي لتاريخ الإسلام» الأرضية الاجتماعية لمبعث الرسول(ص) بإمكاننا أن ننطلق في دراسة تاريخ الإسلام من مقاطع مختلفة، ولكن قد يكون الأنسب هو أن نسلّط الضوء على الأرضية الاجتماعية لمبعث الرسول(ص) كأول محطة ننطلق منها إلى استعراض تاريخ الإسلام. لقد تحدثنا في الجلسة السابقة حول هذا الموضوع وهو أنه قد يبالغ أحيانا في ذكر سلبيّات المجتمع الجاهلي حيث يصورونه أسود تماما، بينما لم يكن كذلك. لقد كان المجتمع الجاهلي يحظى ببعض الامتيازات والإيجابيات ولعلّها هي السبب في بلورة أرضية بعثة الإسلام وقبوله. فإذا أراد الإنسان أن يخاطب امرء أو قوما بكلمة حقّ، وفي نفس الوقت يتوقع قبول هذه الكلمة من قبلهم، لابدّ له أن يبحث عن أرضية قبول كلمة الحقّ في سابق مواقفهم وتاريخهم، وأن يلقي نظرة إلى معتقداتهم وأفكارهم بشكل عام، ليرى هل تقتضي معتقداتهم قبول كلمة الحق هذه أم لا. فإن هذا المنهج مما اعترف القرآن أيضا في مخاطبة أهل الكتاب حيث قال: (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئا)[آل عمران/64] فقد اعتمد القرآن في دعوة أهل الكتاب على الحقائق والمكارم التي يعتقدون بها. إذن عندما يكون النبيّ الأعظم(ص) بصدد تبليغ هذا الدين العظيم، ليس من المعقول أن يأتي به إلى قوم جاهل بشكل مطلق ومتخلف عن باقي الشعوب جميعا ليضطر أن يبدأ بهم من نقطة الصفر، بل يفترض له أن يبلغ هذا الدين في بيئة ومجتمع يشتمل على أرضية قبول الدعوة، بل ينبغي أن تكون قابلية هذا المجتمع لقبول دعوة النبيّ وتنميتها أفضل من أيّ مجتمع آخر. ولكن مع الأسف يصور البعض تلك البيئة والأرضية الاجتماعية الجاهلية بشكل وكأنها كانت خالية من أي امتياز وإيجابية. نماذج من إيجابيات المجتمع الجاهلي إحدى خصائص المجتمع الجاهلي قبل الإسلام هو أنهم كانوا أهل العبادة وكانوا يكرمون الكعبة وبيت الله الحرام. فقد روي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: «إنَ أَهْلُ الْجَاهِلِیَّةِ یُعَظِّمُونَ الْحَرَمَ وَ لَا یُقْسِمُونَ بِهِ وَ یَسْتَحِلُّونَ حُرْمَةَ اللَّهِ فِیهِ وَ لَا یَعْرِضُونَ لِمَنْ کَانَ فِیهِ وَ لَا یَجْرَحُونَ فِیهِ دَابَّةً»[الكافي/7/450] وكذلك روي عنه(ع): «إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِیَّةِ ضَیَّعُوا کُلَّ شَیْءٍ مِنْ دِینِ إِبْرَاهِیمَ ع إِلَّا الْخِتَانَ وَ التَّزْوِیجَ وَ الْحَجَّ فَإِنَّهُمْ تَمَسَّکُوا بِهَا وَ لَمْ یُضَیِّعُوهَا»[علل الشرایع/2/414] ومضافا إلى ذلك كانوا أوفياء بالعهود والأيمان، كما أن أعراب الجاهلية ولاسيما ذرية عدنان كانوا مضيافين أسخياء، وقلّ ما كانوا يخونون الأمانة، ونقض العهد كان ذنبا لا يغفر في مجتمعهم. [فروغ أبديت، للشيخ جعفر سبحاني، ص32] كانوا ملتزمين ببعض الأحكام في حياتهم الفردية والاجتماعية والتي أقرّ بها الإسلام وأبقاها القرآن الكريم على حالها. طبعا لا يخفى أن ذاك المجتمع كان يشتمل على سلبيات كثيرة، ولكن على أيّ حال كانوا يحظون بإيجابيات لا يمكن التغاضي عنها، وقد جعلت هذه الإيجابيات من مكة مدينة أكثر تدينا وقداسة من أي مدينة أخرى في العالم. إن المجتمع الجاهلي آنذاك لم يخلُ من سلبيات وموبقات قطعا، حتى أن بعضهم أجاز لنفسه بدسّ بنته في التراب، ولكن تجد بعض الفضائل كالفتوّة والحميّة والغيرة متوفرة فيهم، حتى قال أمير المؤمنين(ع): «وَ إِنْ کَانَ الرَّجُلُ لَیَتَنَاوَلُ الْمَرْأَةَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ بِالْفَهْرِ أَوِ الْهِرَاوَةِ فَیُعَیَّرُ بِهَا وَ عَقِبُهُ مِنْ بَعْدِه»[نهج البلاغة/الكتاب14] يعني أذا أرادوا أن يعيّروا أحدا، يقولون له: «أنت ابن فلان الذي كان يرفع يده على النساء...» فلم تكن كلّ أعرافهم هو ظلم المرأة والاعتداء عليها وارتكاب الجرائم بحقها وحسب. وعندما نأتي إلى قضيّة العلاقة بين المرأة والرجل نجد أنهم كانوا يحترمون أغلب القوانين الباقية من الشرائع الإلهية، وكانوا يحرّمون الزواج مع الحارم. [علل الشرايع/2/414؛ الاحتجاج للطبرسي/2/346] يتبع إن شاء الله...
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() سئل زنديقٌ الإمامَ الصادق(ع) وقال له: أَخْبِرْنِي عَنِ الْمَجُوسِ كَانُوا أَقْرَبَ إِلَى الصَّوَابِ فِي دِينِهِمْ أَمِ الْعَرَب؟ فأجابه الإمام(ع): «الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَتْ أَقْرَبَ إِلَى الدِّينِ الْحَنِيفِي مِنَ الْمَجُوسِ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْمَجُوسَ كَفَرَتْ بِكُلِّ الْأَنْبِيَاءِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ كَانَتِ الْمَجُوسُ لَا تَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ وَ الْعَرَبُ كَانَتْ تَغْتَسِلُ وَ الِاغْتِسَالُ مِنْ خَالِصِ شَرَائِعِ الْحَنِيفِيَّةِ وَ كَانَتِ الْمَجُوسُ لَا تَخْتَتِنُ وَ الْعَرَبُ تَخْتَتِنُ وَ هُوَ مِنْ سُنَنِ الْأَنْبِيَاءِ وَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ وَ كَانَتِ الْمَجُوسُ لَا تُغَسِّلُ مَوْتَاهَا وَ لَا تُكَفِّنُهَا وَ كَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ وَ كَانَتِ الْمَجُوسُ تَرْمِي بِالْمَوْتَى فِي الصَّحَارِي وَ النَّوَاوِيسِ وَ الْعَرَبُ تُوَارِيهَا فِي قُبُورِهَا وَ تُلْحِدُهَا وَ كَذَلِكَ السُّنَّةُ عَلَى الرُّسُلِ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ حُفِرَ لَهُ قَبْرٌ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ وَ أُلْحِدَ لَهُ لَحْدٌ وَ كَانَتِ الْمَجُوسُ تَأْتِي الْأُمَّهَاتِ وَ تَنْكِحُ الْبَنَاتِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ حَرَّمَتْ ذَلِكَ الْعَرَبُ وَ أَنْكَرَتِ الْمَجُوسُ بَيْتَ اللَّهِ الْحَرَامَ وَ سَمَّتْهُ بَيْتَ الشَّيْطَانِ وَ كَانَتِ الْعَرَبُ تَحُجُّهُ وَ تُعَظِّمُهُ وَ تَقُولُ بَيْتُ رَبِّنَا وَ كَانَتِ الْعَرَبُ فِي كُلِّ الْأَسْبَابِ أَقْرَبَ إِلَى الدِّينِ الْحَنِيفِيَّةِ مِنَ الْمَجُوس»[وسائل الشيعة/ج2/ص178].
وكذلك قال الإمام الصادق في حديث آخر: «إِنَّ الْعَرَبَ لَمْ يَزَالُوا عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْحَنِيفِيَّةِ يَصِلُونَ الرَّحِمَ وَ يَقْرُونَ الضَّيْفَ وَ يَحُجُّونَ الْبَيْتَ وَ يَقُولُونَ اتَّقُوا مَالَ الْيَتِيمِ فَإِنَّ مَالَ الْيَتِيمِ عِقَالٌ وَ يَكُفُّونَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ الْمَحَارِمِ مَخَافَةَ الْعُقُوبَةِ وَ كَانُوا لَا يُمْلَى لَهُمْ إِذَا انْتَهَكُوا الْمَحَارِم»[الكافي/ج4/ص212]. كان العرب آنذاك يعرفون كلمة «الله» وحتى كانوا يقسمون بهذا اللفظ. مما يدلّ على مدى إكرامهم وإجلالهم للكعبة وبيت الله الحرام حولها هو أنهم كانوا يأخذون من قشر الأشجار الحرم فيعلقونها على أعناق جمالهم لأن لا يجرأ أحد على سلب بضائع تلك الجمال احتراما لحرمة الحرم؛ «كَانُوا يَأْخُذُونَ مِنْ لِحَاءِ شَجَرِ الْحَرَمِ فَيُعَلِّقُونَهُ فِي أَعْنَاقِ الْإِبِلِ فَلَا يَجْتَرِئُ أَحَدٌ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ تِلْكَ الْإِبِلِ حَيْثُمَا ذَهَبَتْ وَ لَا يَجْتَرِئُ أَحَدٌ أَنْ يُعَلِّقَ مِنْ غَيْرِ لِحَاءِ شَجَرِ الْحَرَمِ أَيُّهُمْ فَعَلَ ذَلِكَ عُوقِب»[المصدر نفسه] فكان تقديسهم الأشياءَ قائم على أساس حسابات وأصول أصيلة ولم يقدّسوها بلا أي دليل وسبب. من خلال بعض أعرافهم وسننهم الخاطئة والخرافيّة نجد أنهم كانوا يعتقدون بأصل المعاد؛ فعلى سبيل المثال كان إذا يموت رجل، يحبسون جملا في حفرة بجوار قبره ويمنعونه من الماء والعشب حتى يموت، وذلك لأن يركب عليه المتوفى يوم القيامة ولا يحشر ماشيا. [فروغ ابديت، ص55] ليس المقصود من ذكر هذه الشواهد هو تقدير أعراب الجاهليّة، إذ مهما ازداد حظ قوم من بعض المواهب والقابليات الإيجابية يزداد مسؤولية، كما أنه يزداد عقابا بطبيعة الحال فيما إذا سلك طريق الكفر والضلال. ولكن أريد أن أقول أن لم يبعث النبي(ص) بين قوم متخلف لم يشتمل على أي حسن قط، بل قد بعث في موطئ الأديان الإلهيّة وكانت لا تزال بعض سنن الأنبياء قائمة بين ذاك القوم. إذن ما المقصود من جاهلية العرب؟ ولكن قد يتبادر هذا السؤال وهو إذن ما المقصود من أيام الجاهلية؟ فهنا لابد من الإشارة إلى بعض النقاط. أولا إن ذكر إيجابيات العرب قبل الإسلام لا يعني إنكار سلبياتهم وسلبيات تلك الفترة أبدا. ثانيا، عندما نعبّر عن أيام الجاهلية، نقصد بأنها فترة جاهلية بالنسبة إلى ما بعدها أي زمن الإسلام، لا نسبة إلى سائر بقاع العالم في ذاك الزمان. إذ كما تحكي بعض الشواهد التاريخية وروايات الأئمة المعصومين(ع)، لعل العرب قبل الإسلام كانوا أفضل من جميع أقوام العالم من ناحية الصفات الإنسانية والإلهية. ثالثا، إن أفق نظر الإسلام والقيم الاجتماعية التي جاء بها من العلوّ بمكان، بحيث يسمّى المجتمع العربي قبل الإسلام بالمجتمع الجاهلي نسبة إلى ما جاء به الإسلام من قيم ومثل. فعلى سبيل المثال ومن باب ذكر نموذج من المستوى القيمي الذي طرحه النبي(ص) وما كان يعتبره جاهليّا، لابأس أن ننظر مرة أخرى إلى الحديث النبويّ المعروف حيث قال: «مَنْ مَاتَ لَا یَعْرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّة»(کافی/1/377) أو حديثه الآخر: «منَ کانَ فى قَلبِهِ حَبَّةٌ مِن خَردَلٍ مِن عَصَبِیَّةٍ بَعَثَهُ اللّه ُ یَومَ القِیامَةِ مَعَ أعرابِ الجاهِلِیَّةِ»(کافی/2/308) أو ما روي عن أمير المؤمنين(ع) حيث قال: «لِیَتَأَسَّ صَغِیرُکُمْ بِکَبِیرِکُمْ وَ لْیَرْأَفْ کَبِیرُکُمْ بِصَغِیرِکُمْ وَ لَا تَکُونُوا کَجُفَاةِ الْجَاهِلِیَّةِ لَا فِی الدِّینِ یَتَفَقَّهُونَ وَ لَا عَنِ اللَّهِ یَعْقِلُون»(نهج البلاغة/خ166) يتبع إن شاء الله... |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كلمة الأستاذ بناهيان في مجلس تأبين الشهيد خليلي أحد مدافعي حرم السيدة زينب(س) | نهجنا الإسلام | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 3 | 12-02-2014 08:36 AM |
مقابلة صحفية مع الأستاذ بناهيان، حول مسيرة الأربعين الحسيني (ع) | نهجنا الإسلام | كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء | 4 | 15-12-2013 09:04 AM |
الأستاذ بناهيان: لنقف عند إنجاز الرسول ونقيم الحضارة التي أسسها | راحين | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 2 | 31-07-2013 05:10 PM |
"حب التمايز والاختلاف عن الآخرين"؛ لسماحة الأستاذ بناهيان | نهجنا الإسلام | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 2 | 23-06-2013 01:52 PM |
"حب التمايز والاختلاف عن الآخرين"؛* لسماحة الأستاذ بناهيان | نهجنا الإسلام | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 8 | 03-06-2013 10:17 AM |