كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-2014, 11:37 AM   #1
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 13

اغتنموا تجاربكم الفطريّة أيّاً كانت


أيها الإخوة! اغتنموا أي فرصة وأي عامل يزيح الستار والحجاب عن فطرتكم. فحسبكم أن تزيلوا جانبا من حجب الفطرة فإن الحسنات والصالحات ليست أشياء متعددة لا ترابط بينهما بل كلّها جوهرة واحدة. فهي كخزّان الماء أو قربة الماء حيث إذا أصبناها بثقب أو فطر نحصل على الماء كله. إذن يكفينا أن نزيل جانبا من حجاب الفطرة. وهذا أصل مهم في ارتقاء الإنسان وتكامله. ونتيجته هو أن من أجل ازدهار فطرة الإنسان وزوال الحجاب عن الفطرة يكفي أن يزول جانب من الفطرة حقيقة وبشكل عميق.
يقول أمير المؤمنين(ع): «إذا كان فى الرّجل خلّة رائعة فانتظر أخواتها»(بحار الأنوار/ج66/ص411). فمن نال شيئا من الخير سينال باقيه أيضا. حسب الإنسان أن تتفجر في قلبه عين واحدة. طبعا ليس هذا بمعنى أن أي حسنة تقود الإنسان إلى باقي الحسنات والصالحات أو تكون علامة على زوال جانب من حجاب الفطرة في قلبه. بل هناك خصائص وعلامات لابد أن تتوفر في هذا الحسن. عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: «أُتِيَ النَّبِيُّ ص بِأُسَارَى فَأَمَرَ بِقَتْلِهِمْ‏ خَلَا رَجُلًا مِنْ بَيْنِهِمْ فَقَالَ الرَّجُلُ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا مُحَمَّدُ كَيْفَ أَطْلَقْتَ عَنِّي مِنْ بَيْنِهِمْ فَقَالَ أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ فِيكَ خَمْسَ خِصَالٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولُهُ الْغَيْرَةَ الشَّدِيدَةَ عَلَى حَرَمِكَ وَ السَّخَاءَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ وَ صِدْقَ اللِّسَانِ وَ الشَّجَاعَةَ فَلَمَّا سَمِعَهَا الرَّجُلُ أَسْلَمَ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ وَ قَاتَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص قِتَالًا شَدِيداً حَتَّى اسْتُشْهِدَ.»(الأمالي للصدوق/ص271)

أي حسنة تحكي عن ازدهار الفطرة؟


ليست كل حسنة هي تلك العين الجارية التي هي منطلق جميع الحسنات والفضائل. وليست كل حسنة علامة على زوال الحجاب من فطرة الإنسان. ولكن بعض الصفات الحسنة تأتي بجميع الفضائل بوحدها. فمن أجل إزاحة الحجاب عن القلب وفي سبيل ازدهار الفطرة يكفينا أن يزدهر جانب من الفطرة، ولكن بشكل عميق.
ما معنى ازدهارها بشكل عميق، وكيف نتوصل إلى هذا العمق؟ الجواب هو أنك إذا حصلت على حبّ فطري واحد وازدهرت في قلبك رغبة فطرية واحدة، سوف تلتذ بها لذة لا تجدها في أي واحدة من الغرائز المادية والحيوانية. فإن عشت حبا أو رغبة من هذا القبيل فهذا يعني أنك قد حصلت على شيء فطري. وعندئذ لا تترك تلك اللذة حتى وإن كان على حساب حياتك وجميع لذاتك المادية. فأين اللذة المادية من اللذة الفطرية؟!
حاول أن تحصل على واحدة منها لتنقذك من جميع اللذات الدنيوية برمّتها. فإنك إن لم تحصل على تلك الحسنة التي تقضي على جميع سيئاتك وتحقّر لك جميع اللذات وتسقطها من عينك، يعني أنك لم تصل إلى أي قسم من فطرتك.

الحسين(ع) هو المنطلق لازدهار الفطرة


كيف نستطيع أن نحقّق هذا الازدهار الأولي في قلوبنا؟ بالحسين. فقد قال نبينا الأعظم(ص): «إنَّ لِقَتلِ الحُسَین حَرارَةً فِی قُلوبِ المؤمنین لا تَبرُدُ أبَداً»(مستدرک الوسائل/ج10/ص318) فلماذا استخدم عبارة الحرارة؟ لأن جميع النزعات الفطرية من هذا القبيل لها حرارة. كذلك قال أمير المؤمنين(ع): «حُبُ‏ اللَّهِ‏ نَارٌ لَا يَمُرُّ عَلَى شَيْ‏ءٍ إِلَّا احْتَرَق»(مصباح الشریعة/ص192).‏
ولهذا ما كان المنديل يكفي الإمام الخميني(ره) في مسح دموعه في صلاة الليل بل كان يستخدم منشفة أحيانا. إذ كان قد احترق في حب الله. فهل نقدر على فهم ذلك وهل قد جربنا هذا الحبّ في حياتنا؟ إن فطرته كانت مزدهرة بتمامها ولهذا كان يبكي شوقا وحبا وعشقا وحرارة في جوف الليل. وهذا هو أثر القرب الإلهي على قلب الإنسان إذ كل ما يزداد قربا لله يزداد حرارة وحرقة. فقد نبكي نحن في صلواتنا أو في أدعيتنا ومناجاتنا مع الله أيضا، ولكن شتان ما بين البكاء الحاصل من البعد وبين البكاء الحاصل من القرب.
أما الآن فقد أتيحت لنا فرصة استثنائية من قبل الله وهو أن سمح لنا بازدهار الفطرة بحرارة قتل الحسين(ع). في جلسات دعاء كميل والمناجاة أحيانا يبرد المجلس ويذهب عنه حالة الخشوع والبكاء، فتارة يتطرق القارئ إلى إحدى مصائب الحسين(ع) فيشعل المجلس مرة أخرى ويستمر بعد ذلك بالدعاء بمزيد من الخشوع والبكاء. هناك من يعترض على هذا الأسلوب ولكن لماذا؟ فهل دعاء كميل يبطل إن قطعناه لدقائق لفتح طريق القلوب بالحسين(ع)؟ نعم، لا ينبغي أن نزيد ونضيف إلى نص دعاء كميل كلمات وعبارات، ولكن ما المانع من ذكر الحسين(ع) أثناء الدعاء فيما إذا وجدت نفسي أحترق بالحسين(ع) أسهل من أي أسلوب آخر، وأتهيأ للدعاء والمناجاة بذكر الحسين(ع) أفضل من أي وسيلة أخرى؟ فحرارة قتل الحسين(ع) تأخذ بيدي إلى حرارة عشق الله وتفتح الطريق للسلوك باتجاه القرب الإلهي. وما يؤيد هذا الأسلوب والمنهج هو حديث الإمام الرضا(ع) في تعليم بعض آداب الصلاة حيث قال: «وَ انْوِ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ ذِكْرَ اللَّهِ وَ ذِكْرَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ اجْعَلْ وَاحِداً مِنَ الْأَئِمَّةِ نَصْبَ‏ عَيْنَيْك‏»(الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا/ص105).

يتبع إن شاء الله...
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2014, 10:44 AM   #2
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 14

لذلك ينقل عن بعض العلماء أنهم كانوا قبل الصلاة يقولون: «صلى الله عليك يا أبا عبد الله» فكانوا يحرقون قلوبهم ويفتحون طريق صلاتهم بالحسين(ع). هذا هو الحسين(ع) حيث إنه يفعّل فطرتنا ويعرفنا على أنفسنا ورغباتنا.
ولا يخفى عليكم أيها الإخوة أنكم إذا بكيتم على الحسين(ع) جيدا ونجحتم في عشق الحسين(ع) ترتقون إلى مراحل أسمى وأعلا وهي أن يشتعل قلبكم ويمتلئ نارا بحب أمير المؤمنين(ع) بلا حاجة إلى ذكر مصائبه. فقد قال علي بن أبي طالب(ع): « لَوْ أَحَبَّنِي جَبَلٌ لَتَهَافَت‏»(تصنيف غرر الحكم/ح2042). فانظروا كيف يتحدثون عن الحب الفطري: حب الله نار، إن لقتل الحسين حرارة، لو أحبني جبل لتهافت... . إذ هكذا تعمل النزعات الفطرية في قلب الإنسان.
لماذا لم نحصل على هذه النتائج مع أننا نبكي على الحسين(ع) وقد شعرنا بهذه الحرارة؟ لأننا لم نؤدي حق الحسين(ع) كما ينبغي ولم نحترق لمصابه بقدر كاف.
كان السيد القاضي(ره) يؤكّد على المجالس الأسبوعية لذكر مصائب أهل البيت(ع) حتى وإن كان العدد لا يتجاوز الاثنين أو ثلاثة أشخاص، فكم قد أدينا حق الحسين(ع) في حياتنا؟

صلى الله عليك يا أبا عبد الله


تحدثوا مع الحسين(ع) وناجوه! قولوا سيدي لقد انطلقت في حركتي هذه من حبك وعشقك فلا تتركني لوحدي. قل له سيدي لقد ضاقت بي السبل وأعيت بي الحيل فتوقفت عن الحركة. اسأله حتى يأخذ بيدك.
لقد أثبتت رقية بنت الحسين(ع) أن من ينادي أباها بصدق وإخلاص سيأتيه الحسين(ع) حتى وإن كان في خربة الشام. سيدي هل تأتيني في خربة قلبي؟
لماذا لا تصرخ ولا تنادي الحسين(ع) بأعلى صوتك؟ أنا قلت لك أنّ حب الحسين(ع) هو حبّ فطري قد ازدهر في قلبنا. فإذا لم تزدهر باقي أقسام فطرتنا أو لم تتجلّ ثمرات هذا الازدهار بشكل عميق فذلك بسبب أننا لم نخض في حبّ الحسين(ع) بعد، ولا زلنا باقين في أوائل الطريق. بإمكاننا أن نعزز هذا الحب، فماذا نفعل لتعزيزه وتأكيده؟
من يحب الحسين(ع) فليصرخ في مجلسه ويناديه. فإن هذا الصراخ هو تجلي هذا الحبّ، وكلما تُجَسّد الحبّ بسلوك خاص، يتأكد ويتعزز. فإن الإمام الصادق(ع) لم يدع للباكين على الحسين(ع) وحسب، بل قد دعا للصارخين أيضا؛ «وَ ارْحَمْ تِلْكَ الصَّرْخَةَ الَّتِي كَانَتْ لَنَا»(بحار الأنوار/ج98/ص52). كان يدعو لهم ويقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ تِلْكَ الْأَنْفُسَ وَ تِلْكَ الْأَبْدَانَ حَتَّى نُوَافِيَهُمْ عَلَى الْحَوْض‏»(المصدر نفسه).


نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-2014, 04:59 PM   #3
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 15

إليك ملخص المحاضرة الرابعة لسلسلة جلسات(حب الحسين وعلاقته بالفطرة)لسماحة الأستاذ بناهيان:


مقدمة ومرور على ما سبق


لقد حان وقت العودة إلى الحسين(ع). إذ قد حان وقت عودة الإنسان إلى الفطرة. فكثير من أولئك الذين كانوا بعيدين في حياتهم عن الأجواء الروحانية ولم يطلعوا على المعارف الدينية والحقائق المعنوية، قد استعدوا للرجوع إلى الفطرة لما شاهدوه من اضمحلال وتسوّس في حياتهم ولما انتهوا إليه من طرق مسدودة.
كما أن أولئك الذين قاموا بثورة ضد الطاغوت منذ ثلاثين عاما، واجتازوا بعض المراحل في القضايا المعرفية والمعنوية وعبروا من أزمات، أيضا قد استعدوا للرجوع إلى الفطرة تعزيزا لارتقائهم وضمانا لكمالهم. ذ أن التكامل المعنوي والأخلاقي والديني والعبادي بلا مسايرة الفطرة يصبح مثارا لمفاسد كثيرة، من قبيل العجب ودعوى الادعاءات والتبختر في مسار الحركة الدينية. وعندها يستخدم المتدينون دينهم كإحدى الوسائل لتلبية شهواتهم النفسانية. فلابد من الحذر والخوف من المجتمع المتدين ظاهرا، إن لم يكن دينه تلبية لحاجته الفطرية وإن لم يعمل بدينه بمقتضى فطرته. فإن أبناء المجتمع الديني كذلك، ينحرفوا عن الدين أو ينغرّوا به أو يستغلوا الدين لمطامعهم أو يستعملوه لمصالحهم بدلا من أن يفدونه بأنفسهم.
فكلا الفريقين متسعدون ولابد لهم من العودة إلى الفطرة؛ أولئك الذين استيقظوا توّا من سباتهم وسأموا حياتهم الخالية من الدين، وأيضا أولئك الذين اجتازوا مسافة من الطريق لما وجدوه ونالوه من الفطرة في بداية الأمر، فإنهم لازالوا بحاجة إلى العودة إلى الفطرة ليعوا ويدركوا أن الله هو الذي قد منّ عليهم في تديّنهم والتزامهم. وبعبارة أخرى لابدّ لكلا الفريقين أن يتحلّوا بالعشق في حركتهم الدينية.


الأسلوب الناجح الوحيد لدعوة الشباب والمراهقين إلى الدين هو لغة العشق


من أين لابد أن يبدأوا هؤلاء الفتيان والمراهقين في تدينهم؟ ما هو تكليف هؤلاء الفتيان الذين نشأوا في مجتمعات وأسر دينية، حيث إنهم لم يعيشوا تلك التجارب التعيسة التي عاشها الشابّ الغربي ليكونوا مستعدين للعودة والرجوع إلى الدين بفطرتهم وقد يرى كثير منهم أن مغنية الحيّ لا تطرب مما يجعلهم يعتقدون أن تلك المجتمعات الفاسدة متمتعة أكثر منّا.
كما أنهم لم يعيشوا تجاربكم المعنوية ولم يعيشوا أيام الدفاع المقدس وأجواءها المعنوية ولم يبلغوا هذا الرشد ليعوا أن لابدّ لهم من العشق. ولكن ليس لهؤلاء أي بدّ سوى أن ينطلقوا ويبتدأوا بحافز الحبّ والعشق وإلا فسينفضون أيديهم من دين آبائهم.
فلم نر قليلا من هؤلاء الفتيان والفتيات الذين ترعرعوا في أسر متدينة ولكنهم تركوا الدين. لماذا؟ لأن كثيرا منهم لم يجدوا حبا وعشقا في تديّن آبائهم، ولم يعثروا على جوهرة العشق في الدين الذي يتلقوه منهم. إذن الدليل الأول على ضرورة الانطلاق بدافع العشق هو روحية الشباب أنفسهم، وذلك لأن الشباب غراميّون بطبيعتهم.
فيا ترى لماذا قد جعل الله تركيبة الشاب في بداية أيام بلوغه وتكليفه التي تقتضي منه أن يتعرف على المعارف الإسلامية وينضبط على أساس الأحكام الدينية، جعلها بعيدة عن العمل والعلم، بل أكثر ما ركّب عليه الشابّ وفطره به هو العشق والغرام مما جعل أن يستهويه هذا الحافز ويدفعه أكثر من أي حافز آخر؟! ويا ترى كيف نتحدث عن الدين مع هذا الفتى الذي لا يتأثر بالعلم والفكر بقدر ما يتأثر بحافز العشق والغرام؟!
كيف تفسرون هذه الظاهرة؟ هل أن الله قد أخطأ في خلق الشباب بهذه التركيبة والروحية؟ هل أن الله قد نظّم الدين وركّب أجزاءه بلا أن يأخذ بعين الاعتبار نزعات هؤلاء الشباب؟ وهل أنه كلّفهم بالالتزام بالدين لكي يدعوا مشاعرهم وأحاسيسهم الغرامية التي سببت مشاكل لأنفسهم وللمجتمع؟! وهل أن الله قد تفاجأ عندما شاهد الشباب والمراهقين بهذه الروحية والنزعة الغرامية الشديدة؟! لماذا نرى الشباب مولعين بالنشاطات المهيّجة؟! فهل من ا؟ وهل أنهم مذنبون في كونهم يتأثرون بالعواطف والإحساسات؟ وهل من الخطأ أن يكونوا كذلك؟ وهل من الخطأ أن يكونوا عاطفيين؟ وهل من الخطأ أن يكونوا غراميين؟ فهل تكليفنا هو أن نلوي عنق قلوب الشباب بأحكام الدين ونغيّر أخلاقهم وعواطفهم ونزعاتهم به، أو أنّ ما هم عليه هو الصحيح وهو الصواب وهو الدليل على ضرورة الانطلاق في الحركة الدينية بحافز الحب والعشق والعواطف؟ فإن أعطيت للفتى دينا لا يلبّي مشاعره وأحاسيسه الغراميّة فإنك لم تبلّغ الدين إليه بالشّكل الصّحيح.


يتبع إن شاء الله...
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-2014, 12:56 PM   #4
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 16

إن حذف عنصر العشق عن المعارف الدينية ما يؤدي إلى نفور الشباب من الدين

شكا أحد أصحاب الإمام الصادق(ع) عنده حال أبناء البصرة حيث وجدهم غير مسارعين في الدخول في أمر ولاية أهل البيت(ع) فقال له الإمام الصادق(ع): «عَلَيْكَ بِالْأَحْدَاثِ فَإِنَّهُمْ أَسْرَعُ‏ إِلَى‏ كُلِ‏ خَيْر»(الكافي/ج8/ص93) إذن الشباب أسرع إلى كل خير حتى في المجتمعات السيئة كالبصرة آنذاك، فما بالنا وجدنا الشباب مبطئين إلى الخير لا يتفاعلون معه في مجتمعنا الجيّد؟! فلابدّ أننا لم نعرّف لهم الدين كما هو، بل جئناهم بدين مشوّه.
كم تحاول المناهج الدينية في مدارسنا أن تجذب الشباب إلى الدين بدافع العشق؟ وأي منهج حاول أن يدعو طلاب المدارس إلى العشق والغرام في نطاق الدين؟ نحن نتحدث معهم في صفّ بارد ثلج جافّ متحجّر كالحديد، ثم نتوقع منهم أن ينهضوا لصلاة الليل إثر هذا الكلام الجافّ! وهذه الظاهرة هي أدلّ دليل على ضرورة تبليغ الدين بعنصر العشق. فإنكم لا تستطيعون أن تدعوا الشباب إلى الدين بغير هذا المنهج.

الحبّ والعشق هو لبّ الدين

ثم لا يخفى أن دعوة الشابّ إلى ممارسة العشق والغرام في نطاق الدين ليس خداعا له. فلم نقترح هذا المنهج للشابّ كيما يعقل ويترك مشاعره الغرامية ويقبل على الدين كباقي العقلاء. بل إن الحبّ هو لبّ الدين وأصله، وإن الشابّ يحظى بأشد الانسجام مع الدين في عواطفه ومشاعره ولهذا قد اعتبره الإمام الصادق بأنه «أسرع إلى كل خير» إذ قال الإمام الباقر: «وَ هَلِ‏ الدِّينُ‏ إِلَّا الْحُب‏»(الكافي/ج8/ص80).
لا تشيروا على الشباب أن يدع حياة الحبّ والغرام لكي يتمسك بالدين. فإن الكثير ممن حاولوا أن يعيشوا حياة عقلانية قد أخطئوا ولم يصيبوا. بل حاولوا أن تدلّوه على معشوقه وحبيبه الحقيقي. ما هو علاج الشابّ المتكاسل في صلاته والمتهاون في الحفاظ على أوقاتها؟ مما لا شكّ فيه أن أفضل طريق لعلاجه هو العشق والحب. وهذا هو الأسلوب السليم في سبيل تحلية حياة الشاب بعنصر النظم والانظباط. فإن حاولت أن تنظّم الفتى بأساليب أخرى، قد يؤدي ذلك إلى تخريب شخصيته وسلب بعض طاقاته ومواهبه.

إن العشق هو المنجى الوحيد من مهالك الأنانية

إذا أردت أيها المتدين أن تعصم دينك من الفساد والآفات فلابد لك من العشق. فإن لم تنال العشق قد تجد النبيّ(ص) يحترم زميلك أي عليّ بن أبي طالب(ع) أكثر منك فعند ذلك يبرز حسدك كما برز حسد زبير. فتخاطب الرسول معترضا تدعوه للعدل والإنصاف! فكل هذه المصائب العظمى هي من كونك لا زلت تنظر وترى وتقيس وتقارن. فكان المفترض هو أن تكون قد أحبت الرسول(ص) حبّا يُعميك عن رؤية كل هذه الأمور والمقارنات. ولكن يبدو أنك لا تزال تعاشر النبي(ص) كمحاسب ومقيّم ولم تنبهر عينك بجمال النبي(ص) وحسنه.

ديننا هو دين فطري والتدين يعني ازدهار الفطرة

لابد لنا أن نتصفّح قلوبنا لنرى ماذا نحبّ. وهذا ما فعله أمير المؤمنين(ع) حيث قال: «إلهي... أنت كما أحبّ فاجعلني كما تحبّ»(الخصال/ج2/ص420) فإنه قد استطاع أن يرى تلك النزعات الفطرية الحقيقية في قلبه ووجد أنه يحبّ الله. فإذا استطعنا أن نكتشف هذا الحبّ في وجودنا وذاتنا، عند ذلك سنجد هذه الحقيقة جلية وهي أن الله سبحانه هو الشيء الوحيد الذي يسدّ حاجاتنا الحقيقية. وهذه النقطة هي منطلق الحياة الدينية وهي كمالها.
إن مسار الحركة الدينية هي أن نكتشف نزعاتنا واحتياجاتنا الأكثر أصالة وعمقا في حركة مستمرة، ثم نجد الله هو الملبّي لها وهكذا نستمر في هذه الحركة إلى رغبات ونزعات واحتياجات أعمق. وهكذا تستمر حركتنا باتجاه الله سبحانه بلا تعب ولا سأم. ثم لا نشعر بالطلب من الله بهذه الديانة ولن يعترينا عجب وغرور، إذ سوف نعيش بكل وجودنا حقيقة هذه الآية القرآنية «إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِکُم»(اسراء/7)

يتبع إن شاء الله...
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-2014, 10:25 AM   #5
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي حب الحسين وعلاقته بالفطرة 17

ما العلاقة بين ازدهار الفطرة والعشق؟


لقد اتضح أن قد جاء الدين تلبية لاحتياجات الإنسان الفطرية وازدهار الفطرة، ولكن ما هي العلاقة بينه وبين العشق؟ والجواب هو أن عندما تزدهر نزعاتنا الفطرية ويعيشها الإنسان، تتصف هذه النزعات والمشاعر بشدة وقوة بحيث لا يناسبها أيّ اسم سوى العشق. ولهذا نجد أدبياتنا العرفانية تستخدم ألفاظا من قبيل السكر والانتعاش تعبيرا عن هذه المشاعر الفطرية الشديدة والنزعات الروحية العميقة جدا. إن هذه النزعات الفطرية هي التي أشار الله إليها بقوله: (وَ الَّذینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ»(بقره/165).
إن الدّين هو ازدهار الفطرة، وازدهار الفطرة بمعنى تبلور أشدّ أنواع الحبّ والعشق. «عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي جِئْتُكَ‏ أُبَايِعُكَ‏ عَلَى‏ الْإِسْلَامِ‏ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ فَقَبَضَ الرَّجُلُ يَدَهُ فَانْصَرَفَ ثُمَّ عَادَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي جِئْتُ عَلَى أَنْ أُبَايِعَكَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَقَالَ لَهُ عَلَى أَنْ تَقْتُلَ أَبَاكَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّا وَ اللَّهِ لَا نَأْمُرُكُمْ بِقَتْلِ آبَائِكُمْ وَ لَكِنْ الْآنَ عَلِمْتُ مِنْكَ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ وَ أَنَّكَ لَنْ تَتَّخِذَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيجَة»(المحاسن/ج1/ص248).
لقد كان الأب في ذاك المجتمع عزيزا وثمينا جدا ولعله كان أعز من النفس. ولهذا أراد رسول الله(ص) أن يكشف هل قد استعدّ هذا الرجل أن يفدي بأعزّ ما عنده في سبيل إيمانه بالله أم لا. وهل كان يقدر هذه الرجل على التضحية بأعز أعزائه لولا الإيمان وما اشتمل عليه من حبّ شديد؟

لا قياس بين شدة الحبّ الفطري وبين الغرائز الطبيعية كالغريزة الجنيسية


إن الحبّ الفطري من الشدة والقوة بمكان بحيث إذا تفعّل في وجود الإنسان يمكّنه من التضحية بكل شيء في سبيله. فلا قياس بين شدة الحبّ الفطري وبين الغرائز الطبيعية الغريزة الجنيسية. ولا يمكن لأي أحد أن يتعلّق بالغريزة الجنيسية بقدر عشر معشار حبّ أي إنسان عادي بالإمام الحسين(ع).

ما هو السرّ في كون الشباب عاطفيين؟


لماذا نرى الشباب عاطفيين وغراميين؟ لأنه قد حان وقت ازدهار فطرتهم. وبسبب أنهم يبحثون عن معشوقهم وحبيبهم. وهنا يخاف عليهم أن يعطى لهم عنوان غير صحيح.
إن النزعات الفطرية أقوى بكثير من النزعات الغريزية ولهذا لا سبيل لنا إلا أن نتحدث عن موضوع الفطرة بأدبيات العشق والحبّ إذ هي مقتضى ازدهار الفطرة. غير أن النزعات الفطرية كامنة مستورة بالرغم من شدّتها، أما حبّ الشهوات الغريزية أضعف منها ولكنها ظاهرة جلية. فمسار حياة الإنسان نحو الكمال هو العبور من سطح الغرائز إلى عمق الفطرة.

ليس حبنا للإمام الحسين(ع) بسبب ما جرى عليه من مصائبه، بل هو حبّ فطري وشديد جدا


أحد أسباب كون حبنا للإمام الحسين(ع) حبا فطريا هو شدة هذا الحبّ وقوته. فلا يستطيع أحد من محبي الحسين(ع) أن يشرح لنا سبب حبه هذا للحسين(ع). وذلك لأنه حب فطري لا يمكن شرحه والاستدلال عليه. لعل الكثير منكم لا يعرف تفاصيل حياة أبي عبد الله الحسين(ع)، ولكن قلوبكم تحترق بمجرد استماع مصائبه. فمما لا شك فيه ولا ريب يعتريه لو كان رجل آخر قد تلقّى مثل هذه المصائب لما بكينا واحترقنا عليه بهذا الكمّ. إذن لم يأت هذا البكاء من مجرد استماع مصائب الحسين(ع). فلا بدّ أن نقول إنه تبلور حبّ شديد فطري في أنفسنا.

يتبع إن شاء الله...
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المثلث الذهبي للمحبة، للأستاذ بناهيان نهجنا الإسلام السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية 16 05-11-2013 05:32 AM
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة 8 نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 11 01-10-2013 09:59 AM
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة 7 نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 7 29-09-2013 09:28 AM
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة 6 نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 6 17-09-2013 09:27 AM
‎شرح خطبة المتقين للأستاذ بناهيان نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 11 25-06-2013 08:42 AM


الساعة الآن 06:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir