اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-2014, 09:30 AM   #1
العُروَة الوُثْقَى
مشرفة سابقة
●• يا رب ارحمني •●
 
الصورة الرمزية العُروَة الوُثْقَى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
العُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond repute
افتراضي رد: شرح خطبة المتقين للإستاذ بناهيان الجلسة 2

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم

جزاك الله خيرا


وفقكــ الباري تعالى
__________________


















العُروَة الوُثْقَى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-2014, 05:18 PM   #2
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي رد: شرح خطبة المتقين للإستاذ بناهيان الجلسة 2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العُروَة الوُثْقَى
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم

جزاك الله خيرا


وفقكــ الباري تعالى

شكرا جزيلا أختي الكريمة على حسن متابعتكم للموضوع

نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-2014, 05:19 PM   #3
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي شرح خطبة المتقين 2

وفي المقابل إذا كان السؤال منطلقا من العلم فحسب دون أن يصاحبه همّ وغمّ، عند ذلك يتلاعب السائل بالجواب، أو لن يوفّق للحصول على الجواب الصحيح، وإذا حصل على الجواب الصحيح ولم يتلاعب به ولم يجادل فيه، لن يطبّقه ولن يعمل بمقتضاه.
إذن لابدّ لأي سؤال حسن وجميل أن يكون نابعا من مصدري العلم والهمّ. فهذه أسئلة جيدة فإن طرحت في محلها، يكون ذلك علامة على أن الجواب في الطريق وسيصل للسائل إن شاء الله. كما لا يخفى أن التطور المعنوي لكل شخص مرهون بمستوى الأسئلة التي تتبلور عنده عن علم وهمّ في مسار حركته التكاملية.

شهود وإدراك الجمال ومستلزماته

لقد كان سؤال همام عن وصف المتقين لينظر إليهم ويشاهدهم ولا بأس أن نقف قليلا عند موضوع «المشاهدة» في هذا المقام. إن المشاهدة هي حاجة حقيقة وليست آلية. إذ ليس المقصود من النظر إلى الزهرة هو شراؤها. ولكن عادتنا ومقتضى حياتنا الدنيوية هي أننا عندما ننظر إلى الوردة ننظر إليها لنشتريها ثم لنضعها في البيت في سبيل أن نتفاخر بها. وقلّ ما نجد إنسانا يشتري الوردة لينظر إليها ولا يقصد وراء النظر أية غاية أخرى. إن النظر لدى أهل المعرفة هي الغاية بحد ذاتها وليست مقدمة لشيء آخر.
إن المشاهدة بحاجة إلى إدراك الجمال في بداية الأمر، وبعد ذلك تحتاج إلى شعور روحي. إن إدراك الجمال وطلب الجمال غير متوفر لدى كثير من الناس. حيث إن علماء النفس لا يعتبرون النزعة إلى الجمال في عداد الاحتياجات الأولى لدى الإنسان. فهم يقسمون الحاجات إلى أربعة أقسام: على رأس قائمة احتياجات الإنسان هي الحاجات الحياتية التي تؤمن حياته وتقيه من الموت والهلاك. ثم تأتي في الدرجة الثانية الحاجة إلى اللذات، وبعد ذلك نصل إلى الحاجة إلى العاطفة والمشاعر. ويعتبرون آخر احتياجات الإنسان هي حاجته إلى الجمال. ولكن ترى بعض الناس قد شغفوا بحبّ الجمال قبل أن تتوفر لديهم احتياجاتهم الأولى.
إن سألني أحد عن سبب تديني أقل له: أنا التزم بديني لكي لا أذوق عذاب القبر، ولا أدخل نار جهنّم. يعني قد انطلقت في الالتزام بالدين من احتياجاتي الأولى ولم ارتفع للمستوى الذي أقول فيه قد اضطرّني إلى الالتزام بالدين جمال الله وحب مشاهدة المزيد من جماله.
إن الله سبحانه قد نهى عن الغيبة بذكر قبحها لا أضرارها. حيث قد صورّها كعمل قبيح جدا يشمئز منه الإنسان. ومن المهمّ أن تمتنع عن الغيبة لقبحها وحسب، وإلا فنستطيع أن نمتنع عنها فرارا من نار جهنّم. فإن امتنع أحد عن الغيبة لقبحها فقط، هذا إنسان يحبّ الجمال، والذي ينتهي عنها لخوفه من نار جهنّم فهو إنسان نفعي. ومقام حبّ الجمال أسمى من مقام النفعيّة بلا ريب.
ولعله لهذا السبب قد دعانا الإسلام إلى تجنب الشهوات. إذ أن الشهوات تعمي بصر الإنسان لرؤية مظاهر الجمال الإنساني فيصبح الإنسان بعد هذا العمي ينتهز أنواع الجمال في سبيل تلبية شهواته. أما الجمال الإنساني فهو ذو معان عميقة جدا حتى الجمال المادي السطحي فضلا عن الجمال المعنوي الذي هو أصل الجمال ورأسه وذو عمق واسع جدا. وما يجري الآن في الأفلام مع الأسف هو انتهاز واستغلال الجمال في سبيل مصالح ومنافع أخس منه رتبة وأدون منه ثمنا.
إن طلب المشاهدة هو في سبيل أن يرى الإنسان ذاك الجمال ويتمتع به. والتمتع بالجمال يتم بمرحلتين: الأولى هي إدراكه والثانية هو عيشه والشعور به. يجب ان تعيش جمال الشيء الجميل.
المشكلة كل المشكلة هي في الشعور بالجمال ولمس الجمال المعنوي، وإلا ففي مرتبة العلم والإدراك لا يعوزنا شيء. نحن لا نحتاج في سبيل إدراك جمال الله والعلم بجماله أكثر من قوله: «قل هو الله أحد». ولكن ما يعوزنا هو الإحساس والشعور بهذا الجمال. نحن بحاجة إلى ما يجعلنا نشعر ونلمس جمال ما نعلمه من الله عز وجل. طبعا لا أنكر أثر بعض الكلمات اللطيفة والبديعة في مزق بعض الحجب الرقيقة ما قد تهزّ قلب الإنسان وتمهّده لتذوق بعض أنواع الجمال، ولكن لا تنحل المشكلة بشكل عام بإلقاء واستماع المحاضرات. لابدّ من تفريغ القلب لذلك.
كان أحد الشباب الجامعيين يتلو القرآن بجوار الكعبة فقال لي: قد اعتراني شعور أثناء تلاوتي لا أستطيع وصفه، وإن وصفته لا يدركه أحد. قال: أثناء ما كنت أتلو القرآن وجعت رجلاي إذ كنت أتلوه بلا وقفة لساعة أو ساعتين. فبينا أنا أتلو القرآن وإذا اعتراني شعور جعلني أبكي إلى الصبح. فقلت له لماذا؟ قال: رأيت فجأة كم أن الله قد تكلم عني وشؤوني مع نبيّه في القرآن، وكم قد صرف من وقته لذلك. فكدت أهلك من البكاء من كوني موجودا مهما لدى الله سبحانه ولهذا قد أنزل من أجلي هذا القرآن.
إن العلم هو الخطوة الأولى لإدراك الجمال، وما يحدث بعده هو الشعور. وهذا ما يقتضي شرح الصدر لإدراك جمال الله وأسمائه.

يتبع إن شاء الله...
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-2014, 11:48 AM   #4
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي شرح خطبة المتقين 3


كتب لي شابّ آخر وقال لي قد أهلكتني عبارة واحدة من عبارات دعاء الجوشن الكبير في جلسة إحيائنا في ليلة القدر، ما جعلتني أجهش بالبكاء إلى صباح تلك الليلة وهي عبارة «يا ذا العهد والوفاء». قال: شعرت فجأة بهذه الحقيقة وهي أنه ليس لأحد في هذه الدنيا أن يعطيني كلاما ويعاهدني على شيء، إذ ليس بيد أحد شيء ولا يوجد ذو وفاء في هذا العالم. فالشخص الوحيد الذي عهد ويوفي بعهده هو الله سبحانه، إذ شاهدت عهده ووفاءه.

فإذا طالبتم هذا الشابّ أن يشرح لكم هذه العبارة لتدركوا جمالها وحرارتها فلا يمكن. فلا تعالج المشكلة بالشرح، بل نحن بحاجة إلى عملية تشريح في صدورنا وقلوبنا ليتمكن القلب من مشاهدة هذا الجمال.

في سبيل كسب هذا الشعور وتعزيزه الذي يجعل الجمال على رأس حاجات الإنسان ويمكنه من إدراك جمال الله، لابدّ اجتياز بعض المقدمات والمراحل.


1ـ الابتعاد عن القبائح

فعلى سبيل المثال لابدّ للإنسان أن يغضّ عين قلبه عن المشاهد غير الجميلة في العالم. لابدّ أن يكفّ عن إنتاج ما ليس بجميل. كيف يريد الإنسان أن يشعر بجمال الله وهو ينتج غير الجميل بأعماله وصفاته. فإذا كان الإنسان ينتج الأفعال القبيحة وغير الجميلة، عند ذلك تعجز روحه عن إدراك مصاديق الجمال في هذا العالم. فلا يشعر حينئذ بجمال الله. يجب أن يبتعد الإنسان عن الغيبة والكذب وباقي السيئات والقبائح حتى تتمهد روحه لإدراك الجمال.

من مراقبات العطّار أنه لا يشتمّ أية رائحة، حتى يحافظ على شامته وذوقها. ومن هذا المنطلق تجدون الشيخ بهجت(رض) ما كان ينظر إلى كل شخص ولا يكلم كل إنسان، حيث كان يراقب نوافذ قلبه ولا سيما عينه وسمعه. فليس لنا بد من هذه المراقبات.

قال لي أحد الشباب: نحن في أجواء هذه المدينة، فنتلوث بأشكال المشاهد والصور والأحاديث شئنا أم أبينا، فما نفعل؟ قلت له: اقرأ القرآن ليلا، وطهر أوساخ قلبك بجمال آيات القرآن. وهذا أمر لابدّ منه.

وبالتأكيد ليست الأفعال القبيحة هي كلّ ما ينبغي الإنسان أن يجتنبه، فلابدّ من الاجتناب عن الأفكار القبيحة والرغبات القبيحة كالحقد على الآخرين. فلنحاول أن نبعد كل هذه الأمور عن قلبنا. ونفرّغه لإدراك الجمال. فإن الهجرة إلى الله بدافع الجمال لها طعم آخر.


2ـ مصاحبة أهل الجمال

الخطوة الأخرى التي لابدّ أن نخطوها في هذا المسار هو مصاحبة أهل الجمال. إن أئمتنا المعصومين هم «وجه الله»، فلنصاحبهم ونستأنس بهم، فعند ذلك تتغير ذائقتنا ونستأنس حينها بجمالهم.


3ـ الخلوة مع الطبيعة

كما ينبغي أن لا نمرّ مرور الكرام عن جمال الطبيعة. حيث يعتبر الفنانون بأجمعهم أن هذا الجمال الطبيعي هو مصدر إدراك الجمال بشكل عام. فلتكن لكم خلوة مع الطبيعة، مع الليل ونجومه، مع الصحاري والجبال والبحار. فإن الخلوة مع الطبيعة مستحسن جدا.

أنا أعتقد أن ما قاله أمير المؤمنين(ع) أن: «النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ يُسْر؛ صحفيفة الإمام الرضا(ع)، ص72»، لم يكن بغرض صحة الجسم وحسب. واستبعد أن تكون بعض إرشادات أمير المؤمنين(ع) ذات بعد واحد، ولا يمكن افتراض الحياة ذات بعد واحد. عندما يوصي أمير المؤمنين بهذه التوصية فلابدّ أن يكون في هذا النظر أثر خاص على روح الإنسان.

على كل نحن بحاجة إلى مراقبة عامة في سبيل تطهير القلب من الأوساخ والقبائح لكي نتمكن من إدراك الجمال المعنوي في هذا العالم.

يتبع إن شاء الله...


نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-2014, 03:12 PM   #5
نهجنا الإسلام
●• فاطمية متميزة •●
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159
نهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond reputeنهجنا الإسلام has a reputation beyond repute
افتراضي شرح خطبة المتقين للإستاذ بناهيان الجلسة 4

إليك ملخّص الجلسة الرابعة من سلسلة أبحاث سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ بناهيان في شرح خطبة المتقين لأمير المؤمنين(ع) حيث ألقاها في جمع من طلاب وأساتذة الجامعة في مسجد جامعة طهران.

دواعي وفوائد ابتداء الكلام بحمد الله

لقد ابتدأ أمير المؤمنين خطبته بحمد الله والصلاة على نبيه وآله وهناك داعيان وفائدتان يمكن تصورهما لحمد الله في أول الكلام.

الداعيان: مراعاة الأدب/ حبّ الله

الداعي الأول هو مراعاة الأدب. فالذي يبتدأ كلامه بحمد الله والصلاة على نبيه فهو في الواقع قد عمل بمقتضى الأدب لله سبحانه وتعالى. ولكن هناك من يجتاز هذه المرحلة فيراعي الأدب إذ قد أشرب قلبه من حبّ الله. فهو في الواقع لا يستطيع أن يبتدأ كلامه بغير حمد الله والثناء عليه والصلاة على نبيه وأهل بيته.
فإذا استطعنا أن نبتدأ بحمد الله والصلاة على نبيه وآله بحافز الحبّ والعشق فطوبى لنا، وإلا فلنفتتح الحديث بذكرهم أدبا. إنه عمل صغير ولكن آثاره كبيرة جدا. لا بأس أن تلتزموا بهذا الأدب على مستوى القلب لا اللسان فقط وتضيفوا إلى ذكر الله حمده والصلاة على نبيّه وأهل بيته. وأتصور أن كل من داوم على هذا العمل والتزمه في حياته سوف يرى آثاره الجيدة.

الفائدتان: تذكير الآخرين/ اتخاذ موقف

وهناك فائدتان متصورتان لهذا العمل، وهي أنّكم بهذا السلوك تذكرون الآخرين بالله وبحمده وبالرسول(ص) والثناء عليه. فإن في هذا التذكير درسا كبيرا للآخرين الذين كانوا قد غفلوا عن هذا العمل. كما عندما يحضر الإنسان في صلاة الشيخ بهجت(ره) قد يتعجب من شدّة خشوع الشيخ وشدّة خضوعه أمام الله سبحانه، فلعلّه يتساءل في نفسه هل أن الله عظيم بهذا القدر ولابدّ من الخضوع والخشوع أمامه إلى هذا الحدّ، وهل يمكن أن يحبّه الإنسان بهذا المستوى ما يجعله يبكي في صلاته حبا وشوقا وخوفا وحشوعا؟! فانظروا كم يمكن لسلوك ما أن يشتمل على دروس وإشارات!
وهناك أمر آخر لابدّ من إضافته كفائدة لهذا العمل وهو أن هذا النمط من الابتداء هو موقف في حد ذاته. فإنكم عندما تبدأون كلامكم باسم الله وبالصلاة على النبي وآله، سوف تُحرَمون من بعض الأساليب و الطرق العصرية والتي قد تبدو أنيقة وجذابة. فهذا الذي يبتدئ كلامه وعمله باسم الله وباسم الرسول وآله فهو في الحقيقة قد أفصح عن موقفه.
أنتم تعرفون أنّ أحد أساليب المجاملة والتظاهر بالحيادية هو أن لا يصرّح الإنسان باسم الشخصيات والمسؤولين والأحزاب. وهو أسلوب متعارف ومطلوب في كثير من الأحيان. أما بالنسبة إلى الله والرسول وآله فلأننا نودّ أن ننخرط في حزبهم ولا نبغي أن نكون حياديّين فنصرح باسمهم لنعلن عن مبادئنا وموقفنا بشكل صريح. وإن هذا الإعلان واتخاذ الموقف الصريح يجعل الإنسان يتمتع بدينه وديانته ويشعر باللذة المعنوية.
ليس من الفنّ والإناقة أن لا يذكر الإنسان اسم ربّه ونبيّه لكي يخفي موقفه تحرجا من بعض الأوساط، فإن أمثال هذه المواقف قد تسلب من الإنسان بركة دينه. من الجميل جدّا أن تبدأوا حديثكم في خطبتكم ببسم الله الرحمن الرحيم ثم اذكروا الإمام صاحب العصر والزمان(عج) مثلا بشكل أو بآخر. وأنتم تعلمون كم هو موقف كبير وقيّم من الشابّ في جلسة خطبته. وهنا سوف يعرف أهل الفتاة مدى علاقتكم بأهل البيت(ع). ومن شأن هذا الموقف أن يجلب البركات لحياتكم ويجرّ ألطاف الإمام الحجة(عج) إليها. إن في هذه الممارسات والمواقف لذة ومتعة خاصة، وحري بمن شاء أن ينخرط في حزب الدين أن يمارس هذه الأعمال ويتخذ مثل هذه المواقف.

وقفة عند مقدمة الخطبة

بعد ما انتهى أمير المؤمنين(ع) من حمد الله والثناء عليه، يقدم مقدمة قصيرة جدا في مقطعين ويشتمل كلا المقطعين على جزئين. فهي مقدمة مجملة جدا ومقسمة إلى أربعة أقسام. وكذلك ينبغي أن نقف عند جمالها ولحنها.
قال(ع): «َ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ لِأَنَّهُ لَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ وَ لَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَه مِنهُم‏» ولا يخفى عليكم أن العرب يدركون روعة هذه العبارة من مختلف أبعادها. وفي القسم الثاني من مقدمته قال(ع): «فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعَايِشَهُمْ وَ وَضَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَوَاضِعَهُم‏»

إن الله متكبر عظيم ولولا ذلك لما أمكنت عبادته ومحبته

أول ما ابتدأ به أمير المؤمنين(ع) بعد الحمد والثناء هو تعظيم الله وبيان عزّته وغناه. إذ لا يمكن عبادة إله غير عظيم. ولا يمكن أن يعشق الإنسان إلها غير متكبّر. ولا يمكن عبادة إله غير واحد أو يتحمّل إلى جانبه موجودا غيره. كما لا يمكن عبادة إله يتنازل عن الشرك في عبادته ويقبل الصلاة من عبده حتى وإن كان قد أشرك غيره في واحد بالمئة من أجزائها وكان الباقي لوجهه. فلا يمكن عبادة إله يغضّ الطرف عن هذا الجزء الواحد بلا أن تأبى كبرياؤه وعظمته.
فلا نصغّر الله في سبيل أن يسهل علينا إدراكه والارتباط به. ولا نصوّر رأفته ورحمته بالنحو الذي تتغارض مع عظمته وكبريائه.

يتبع إن شاء الله...
نهجنا الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأستاذ بناهيان: لنقف عند إنجاز الرسول ونقيم الحضارة التي أسسها راحين اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 2 31-07-2013 05:10 PM
‎شرح خطبة المتقين للأستاذ بناهيان نهجنا الإسلام اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 11 25-06-2013 08:42 AM
«السيدة الزهراء سلام الله عليها بين المحبوبية والمظلومية، للشيخ بناهيان» نهجنا الإسلام نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 16 28-04-2013 11:15 AM
إمـام المتقين عـلي نعمة الله أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 4 05-01-2011 03:48 PM


الساعة الآن 11:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir