السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ماذا نعمل ليحبنا الآخرون؟
لا تدعوا المحبة تقتصر على مدة الهيجان الابتدائي. فكثيرا ما يتفق أن يكون هذا الهيجان والحرارة التي تحصل في بداية كل علاقة عشق وغرام، ناشئة من النقص العاطفي. فهذه الهيجانات لايطول زمنها ومن المفروض أن لا نكتفي ببقاء العلاقة العاطفية بيننا بهذا المستوى. وإلا فلابد من الحصول على أكثر متعة ممكنة من هذه المحبة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: أساسا، هل أن رغبتنا بأن يحبنا الآخرون، شيء فشيء؟ وإذا لم يكن كذلك؛ فماذا نعمل ليحبنا الآخرون؟ في زيارة أمين الله -التي تعد من أكثر الزيارات اعتبارا عندنا نحن الشيعة- يطلب الزائر فيها من الله سبحانه أن سجعله محبوبا في الأرض و في السماء: "...محبوبة في أرضك وفي سمائك". أولا، فمن الحسن أن يتمنى المرء بأن يكون محبوب القلوب، ولهذا نحن نطلب هذا الأمر في زيارة أمين الله. ثانيا، التمتع والتلذذ بمحبة الآخرين أيضا شيء حسن. فمن الحسن أن يكون المرء محبوبا، بيد أن هذا الأمر له سبيل معين وسبيله يمر بيوت أولياء الله جل وعلا. القرآن الكريم يتكلم عن فرعون ويقول أنه لسوئه لم تبكى عليه السماء والأرض حيث يقول: "فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين".[1] فقوله تعالى أن السماء والارض لم تبكيا عليه، يدل على هذا الواقع وهو، إن الإنسان الخير إذا مات، تبكي عليه السماء والارض. وهذا يعني أنه محبوب في السماء والارض. إذن، متى يحبك كل الناس؟ ذلك عندما تجد نفسك خاليا من الأنانية، أي عندما تنحر الأنانية وتقدما قربانا لعشق ومحبة أكبر. عندها لايمكن أن لا تحبك زوجتك. أتدرون ماهي أرقى محبة تحصل بين شخصين، خصوصا من تربطهما العلاقة الزوجية؟ هي عندما يهيم الاثنان بمعشوق أرقة، فلو أحب الزوجين الإمام الحجة(عجل الله تعالى فرجه) حبا واقعيا، أي حبا يجردهما عن الأنانية؛ يمكنهما عندئذ تجربة عشق وحب طاهر فيما بينهما، وكلما ازداد حبهما لهذا الشخص، ازدادت اللذة والمتعة الحاصلة من المحبة فيما بينهما وكانت أكثر عمقا. فعند ذلك لو وضع أحدهما يده في يد الآخر عند صعود جبل مثلا وقد كانا يتناجيان ويتهامسان فيما بينهما، فبالتأكيد لا يمكن الحصول على علاقة حب وغرام أجمل من هذه العلاقة. لأن هذين الزوجين قد طبقا قاعدة "المثلث الذهبي" في حياتهما. الحياة: سلوك بمحبة مفهوم المحبة من المفاهيم البشرية البديهية التي يمكن للجميع درك بداهتها وجمالها بسهولة. ولا حاجة بتثقيف المرء على أن المحبة والعاطفة والحنان هي من ثروات الانسان الأصلية والجميلة التي كلما استمتع منها في حياته أكثر، كلما زادته رشدا إلى رشده. كلنا يعلم بأن البشر، كالورود التي تنعشها أناشيد المحبة وتزيدها طراوة وحلاوة، فلا يوجد في البشر شخص ينزعج من حب الآخرين له. فنحن من بداية حياتنا إلى نهايتها نسعى وراء المحبة. إذ قد أودع الله سبحانه في حياة الجميع نوع نقص عاطفي، يجعلنا نشعر بشعور حسن وعذب عندما نتقرب من المحبة ونلمس حرارتها. ففي الحقيقة، إن حياتنا هي نوع فعالية سير وسلوك للمحبة، وبوسعنا في هذا السير، تجربة عدة أنواع من المحبات المختلفة والمتفاوتة من حيث أنواعها ومن حيث أنواعها ومن حيث شدتها وضعفها. فمرة نجرب محبة الأم والأب، ومرة نجرب محبة الزوج، ومرة أخرى نجرب محبة المولى. وكل واحد من هذه المحبات من الممكن أن يكون ضعيفا أو قويا. على كل حال، ففي خصم السير والسلوك للمحبة، من الممكن أن تحصل عدة حوادث كلها ضرورية لرشد الإنسان ومن غير الممكن أن تضر بأصل المحبة في شيء. فمثلا، في فترة البلوغ و بعدها بقليل، يبدأ الأطفال بالإبتعاد عن أهلهم شيئا فشيئا، وهذا الأمر لا يعني الاستغناء عن عواطف الأسرة، بل بسبب أنهم يرغبون في تجربة محبة جديدة يمكنهم الحصول عليها من أترابهم و من هم بأعمارهم. فالإنسان هو دائما في تجربة لمحبة جديدة في حياته. وبالطبع على هذه المحبة الجديدة، أن تضع الإنسان في مسير الرشد و التكامل. وطبعا لا استثناء للمحبة التي يكون دورها بعد سن البلوغ، إذ لابدلها أن تخلق للفتيان أرضية الرشد و التكامل. بعد مرحلة الميل إلى أترابهم، تظهر عند الأولاد شيئا فشيئا إحساس الميل إلى التحيز للأسرة وبالطبع هذه الحالة تختلف تماما عما جربوه مع والديهم. ففي هذه المرحلة تحصل لديهم الرغبة على تشكيل الأسرة بأنفسهم. وهذا السير يستمر هكذا وفي أثنائه يجرب الانسان أنواع من المحبات الجديدة المختلفة، مثل محبة الأولاد و... و... على كل حال، فكل هذه المحبات ضرورية ولا يمكن لأي منها أن تحل محل الأخرى. يتبع إن شاء الله... [1]. الدخان/29 |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بإمكاننا تزايد المحبة والسيطرة عليها
النكتة الجميلة والمهمة جدا في باب المحبة هي أننا يمكننا زيادة المحبة. ويمكننا الرفع من مستوى "استيعابنا" للمحبة. وبإمكاننا تجربة أنواع من الحب يفوق مستوى استيعاب الفرد العادي. بالإضافة إلى إمكاننا السيطرة على أنواع الحب حتى يسعنا إدخال من نشاء إلى قلوبنا ومنع البعض الآخر. أي بإمكاننا توجيه القلب وتلقينه بأن يحب هذا ويبغض ذاك؛ وبعبارة أخرى بإمكاننا اختيار محبوبنا بأنفسنا. فعلى هذه، من الممكن جعل القلب تحت سيطرتنا وإرادتنا وتوجيهه إلى حيث نريد، خصوصا في باب المحبة، لكن مع العلم بأن السيطرة على القلب، عمل شاق جدا. فعن الإمام الصادق(عليه السلام): "إزالة الجبال أهون من إزالة قلب عن موضعه".[1] مر رسول الله(صلى الله عليه و آله) في المدينة يوما على جمع من الشباب يتسابقون فيما بينهم ليروا الأقوى فيهم الذي باستطاعته رفع حجر ثقيل من مكانه ونقله إلى مكان آخر، فقال لهم: "إن الشديد ليس من غلب الناس ولكن الشديد من غلب على نفسه"[2] ولم يرد رسول الله(صلى الله عليه و آله) بهذه الجملة أن يزعجهم، بل أراد أن يعلمهم شيئا مهما وهو، إن أثقل شيء عند الإنسان، فيما لو تحرك حصل المرء بتحركه على أكبر لذة، هو "القلب". الحياة المشتركة، ميدان التمرين على المحبة وتقارن القلوب لقد خطط الله سبحانه للحياة الزوجية المشتركة بحيث تبدأ بالمحبة الجميلة. وسر منشأ هذه المحبة بين الزوجين هو الله تعالى حيث يقول في كتابه العزيز: "وجعل بينكم مودة ورحمة".[3] فقد أهدي الله سبحتنه "المودة" و"الرحمة" للزوجين الشابين في بداية حياتهما المشتركة. أما استدامة هذه المحبة وبقاؤها في امتداد عيشها لايكون إلا بعهدتهما. وهذا مثل الإحساس المعنوي الجميل الذي يهبه الله سبحانه للإنسان في بداية حياته المعنوية ثم يترك الباقي بعهدته، إن شاء عززه وأنماه وإن شاء قلله. أو مثل الطاقة الجسدية عند الشباب أو أي طاقة أخرى يهبها الله سبحانه للانسان، وهو بدوره يمكنه حفظ هذه الطاقة وتعزيزها، كما يمكنه تركها حتى تضعف وتزول. وبالطبع، إن المثال الأخير سيق لتقريب المعنى في الذهن، وإلا فنحن على علم بأن الأمور المادية تسير نحو الأفول والتضاؤل ثم الزوال، وليس إلا الأمور المعنوية التي يمكن أن تنمو وتتطور بمرور الزمان. على كل حال، فإرادة المحبة بيدنا وعهدتنا لا غير. التثاقل في أمر المحبة وآثاره على رغم أن الحياة المشتركة تبتدأ بالمحبة بيد أن "البعض" يتثاقلون ويتكاسلون في وادي المحبة. ومما يدعو للأسف أن هذا "البعض" يعني اليوم "كل العالم". فالثقافة الغالبة اليوم ينطبق عليها هذا المثل القائل: " " فغدى الناس اليوم لايعملون شيئا لأجل الحصول على المحبة، ولا يملكون أي سيطرة على قلوبهم، فهم كالمتفرج على كل محبة واردة أو صادرة على أو من قلبه. وبعبارة أخرى، هم اليوم أذلاء للمحبة. نحن بحاجة إلى محبة نرأسها في الوقت الذي تأسرنا، لكن لا بمعنى أن نذل لها. فمن يعيش ذليلا للمحبة، لا قدرة له على ازديادها والإكثار منها. ولا قدرة له على السيطرة على كل محبة واردة كانت أم صادرة، ومن ثم لا يصل إلى الموفقية في حياته ويصاب بالإخفاق والفشل باستمرار. فكما أن استعمال الأشعة الليزرية منوط بتركيز هذه الأشعة في نقطة واحدة والحيلولة دون تفرقها، كذلك المحبة فهي بحاجة إلى السيطرة عليها، وأن لاندع القلب يشرّق ويغرّب كيفما يشاء، عندئذ نكون أعزاء أمام قلوبنا لا أذلاء له. ففلسفة الأوامر المكررة من قبل أولياء الله في الوقوف أمام هوى النفس، هي أن هوى النفس يدع الانسان ذليلا عاجزا أمام قلبه، فلو تمكننا من السيطرة على هوى النفس والحيلولة دون تمكنه منا صرنا من أصحاب القلوب شيئا فشيئا وعند ذلك تكون إدارة قلوبنا بأيدينا لا بيد غيرنا. أما عن مقدار ازدياد حب زوجين شابين بعد مدة من زواجهما عما كان عليه في أوائل تشكيل حياتهما الزوجية، فهذا موكول إليهما. ففي بداية حياتهما المشتركة يحب بعضهما الآخر إلى حد الغرام، فينبغي عليهما الاهتمام أن لا يصاب هذا الحب بأي ضرر. لكن نجد أكثر الناس -وما يدعو للأسف- يكتفون بالحياة الحيوانية. وهذا يعني أنهم وفي بداية حياتهم المشتركة وعلى أساس -أن في كل جديد لذة- يشعرون بالحيوية والانتعاش، لكنهم بعد ذلك يحرمون وبسبب التثاقل والتكاسل من طعم المحبة العميقة والمستحكمة. يتبع إن شاء الله... [1].بحار الأنوار، ج75، ص240، الباب23، مواعظ الصادق جعفر بن محمد(ع) [2].مستدرك وسائل الشيعة، ج11، ص139- مجموعة ورام، ج22، ص10 [3].الروم، 21 |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة4 | نهجنا الإسلام | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 12 | 29-08-2013 09:25 AM |
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة3 | نهجنا الإسلام | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 6 | 14-08-2013 11:43 AM |
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة2 | نهجنا الإسلام | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 8 | 03-08-2013 03:38 PM |
دور العبادة في أسلوب الحياة، للأستاذ بناهيان، الجلسة1 | نهجنا الإسلام | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 8 | 23-07-2013 12:18 PM |
شرح خطبة المتقين للأستاذ بناهيان | نهجنا الإسلام | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 11 | 25-06-2013 08:42 AM |