نور الإمام المهدي (عج) , بقية الله , صاحب العصر و الزمان ... ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ولربّما يجب أن تتدهور الأوضاع بحدّ لا يبقى سبيل سوى الاعتراض. وفي هذه الصورة الوحيدة التي ينهض حتى الكَسول والخامل أيضاً للاعتراض. ولعلّ فلسفة ازدياد الظلم وكثرة الفساد في آخر الزمان، هو سوقنا للاعتراض على المزلّات والانحرافات التي لم نكن نراها؛ لأن جهدنا كان قد انصبّ على تنمية حياتنا الحيوانية. فإننا في غفلة عن النقائص والعيوب ولم نلتفت إليها إلّا إذا عشنا في أوساط ظلم فادح وفساد شامل.
ولو طبّق صوت اعتراض البشرية في الخافقين على أثر المعرفة بالسقوط الذي سوف يهدّد المجتمع البشري قبل أن يصل الفساد في العالم إلى ذروته، سيؤول ذلك إلى التسهيل والتعجيل في أمر الفرج. ولو اقتصر اعتراضنا على أنّ حياتنا لِمَ لا تتحسّن قليلاً وبحسب الظاهر فقط كالغربيّين المرفّهين، فمن حقّنا أن نتّجه نحو الانحطاط والزوال، وأن نفقد ما نملك ونصل إلى التُعس والشقاء وهذا هو مصيرنا المحتّم. لأنّ حدّ اعتراضنا لا يشمل سعادة الدنيا أيضاً، فضلاً عن سعادة الآخرة. فالذين لا تتجاز دائرة اعتراضهم عن هذا الحدّ، يُعبّر عنهم في قاموس الانتظار بالمغتربين. وهم في الحقيقة يدمّرون بالكامل كيانهم ومجتمعنا الصالح. وهم عبيد لدنيا غيرهم الحقيرة من دون أن يتمتّعون بالدنيا، وأرقاء للدنيا التي لا يمتلكونها. ولو رأيت أشباه الرجال السافلين يستهزؤون بالمنتظرين، فاعلم أن ذلك ناجم عن حقد على الأحرار والعظماء في عالم الوجود وهم في الحقيقية ينحبون على حقارتهم ودناءتهم. ولِما يجدون في أنفسهم من ذلة يستهزؤون بالمنتظرين المتسمين بالعزة. إنّ المنتظر لا يغترّ ببعض الظواهر المزيّنة في عصر الغيبة أيضاً؛ ولا يرضى بها ولا يترك الاعتراض. كما ويعلم جذور الوضع السيّء الحاصل جيداً ويعترض عليه. فهو يعرف أنّ أساس الظلم هو «الكفر» وأساس العدل هو «الولاية». ولا يثأر كالعوامّ على الظلم فقط، بل لا يحتمل أيّ ضرب من ضروب الكفر ويعتبره منشأً للظلم. كما أنه يقف بوجه كلّ من يتنصّل عن الولاية لأنه يعرف أن «أتباع الولاية، هم أصحاب العدالة لا غير.» من الاعتراض إلى العداء في مسألة الاعتراض، يتبلور الاعتراض أولاً بالنسبة للأوضاع الموجودة. ثم يظهر شيئاً فشيئاً أناس يمكننا أن نوجّه اعتراضنا مباشرة عليهم ونصرخ بوجههم. فهم في الحقيقة أولئك الذين تسبّبوا في إيجاد الوضع الموجود أو وقفوا حجر عثرة أمام إصلاح الوضع الموجود بنحو من الأنحاء. وفي دعاء الندبة كثيراً ما نشاهد مثل هذه العبارات: «أَیْنَ قَاصِمُ شَوْکَةِ الْمُعْتَدِینَ؟ أَیْنَ هَادِمُ أَبْنِیَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفَاق؟»[1]، ومن المعلوم أنّ لهذا الاعتراض مخاطبون. فالمنتظر في هذا العنصر الأول وهو الاعتراض، يصبح من أهل الحبّ والبغض؛ ويصل تعامله مع البعض إلى العداء. وهو لا ينظر للجميع على السواء ولا يغمر الكلّ بمحبته. فإنه وإن كان يحبّ أهل العالم بأجمعهم؛ وأساساً عندما يبكي على الفرج، فهو يبكي على فرج جميع الناس، غير أنّ له عداء مع البعض. ويعترض على المتسبّبين للأوضاع السيئة في العالم. ففي الوقت الذي يعترض على الظلم، يعادي الظالم أيضاً. فلا يتأتى لأحد أن يطلب فرج من ينشر الرحمة ويبسط العدالة ولا يعادي الظالمين المتغطرسين. فإن البعض يكرهون «الظلم» ولكن لا يملكون الشهامة لمعاداة «الظالم»؛ أو أنهم ينسون عداءهم طمعاً للوصول إلى الأمن من خلال تطبيع العلاقات معه. علماً بأن المنتظر لا يعادي كلّ فاسد أو كلّ إنسان سيّء، بل يريد نجاتهم وهدايتهم ويسعى لتحقيق ذلك، ولكنه لا يقف إلى جانب المفسدين والممهّدين للفساد. وفي الحقيقة فإن المنتظر لا يعادي إلّا الذين يمهّدون الأرضية لانحراف الناس وفساد أوضاع العالم. وحينما تصل قضية الانتظار إلى معاداة المفسدين ويتضح أن الانتظار لا ينسجم مع طلب الراحة، يخرج الكثير ممن كان يعدّ نفسه من المنتظرين من هذه الدائرة. وعلى هذا الأساس، فإنّ الذين يرغبون أن يحترمهم كلّ الناس حتى المفسدون، أو أنهم لا يقفون بوجه المفسدين على أقل تقدير، لا يمكنهم أن يدخلوا في زمرة المنتظرين. وأساساً فإن الرغبة في مساومة الظالمين والمفسدين، إنما هو ميل خبيث إذا نفذ إلى روح المؤمن، أفسد إيمانه. وبإمكان هذا الميل الخبيث أن يسوق المؤمنين إلى أن يكونوا مستعدين طلباً لرضا الأعداء أو للراحة والدعة أن يحزّوا رؤوس أولاد النبي الأكرم (ص)؛ وكلّ ذلك ناتج عن معاداة الله لأمثال هؤلاء الناس الذين يحسبون حساب «رضا الظالمين وغضبهم» أكثر من «الرضا والغضب الإلهي»، وطلباً لعافيتهم وراحتهم لا يرتدعون عن تهيئة الأرضية لتعزيز وتوسيع قدرة الظالمين. يتبع إن شاء الله... [1].مفاتیح الجنان، دعاء الندبة. وكذلك إقبال الأعمال للسید بن طاووس، ص297. |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() وفي الكثير من الأحيان، تبدأ هذه الحالة الروحية الخطيرة (الميل إلى مساومة الظالم)، من مجاملة بسيطة مع الظالمين أو طلب للراحة معقول بحسب الظاهر. إنّ الله سبحانه وتعالى وبكل سهولة يُعرض عن المؤمنين الذين يميلون إلى المفسدين ويستبدلهم بطائفة أخرى. وقد صرّح بذلك في الآية 54 من سورة المائدة، مبيّناً سبب الإعراض عن الطائفة الأولى من خلال الصفات التي وصف بها الطائفة المستبدلة؛ وهي ليست سوى التسليم لأعداء الله والخوف من لوم اللائمين: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرينَ يُجاهِدُونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ.﴾[1] فالمؤمنون الذين يعرض الله عنهم ويستبدلهم بجماعة شجاعة أخرى، هم الذين ينزعون إلى أعداء الله ويتشبّثون بشتى الوسائل والذرائع للتخلّي عن معاداة أعداء البشرية تحقيقاً لمآربهم.
قتل الطفل الرضيع، عاقبة الميل إلى الظالم ولو أردنا متابعة هذا البحث بمزيد من الدقة، لوصلنا إلى نقاط تمثل أفجع لحظات تاريخ الإسلام. وإنّ الكثير من مراثي ومصائب أهل البيت (ع) تذكّر بهذه النقاط الأليمة. فقد كان عمر بن سعد يقول إلى قبل أيام من عاشوراء: أخشى أن يورّطني ابن زياد بقتل الحسين (ع).[2] ولما أفسد شمر ما أراده عمر بن سعد من ابن زياد عبر مراسلته إياه من إصلاح الأمور، قال له عمر: «مَا لَكَ وَيْلَكَ لَا قَرَّبَ اللَّهُ دَارَكَ وَقَبَّحَ اللَّهُ مَا قَدِمْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ نَهَيْتَهُ عَمَّا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْهِ وَأَفْسَدْتَ عَلَيْنَا أَمْراً قَدْ كُنَّا رَجَوْنَا أَنْ يَصْلُح.»[3] ولكنه لم يمض وقتاً طويلاً حتى رمى أول سهم نحو الحسين (ع) وأصحابه وقال: «اشْهَدُوا لِي عِنْدَ الْأَمِيرِ أَنِّي أَوَّلُ مَنْ رَمَى» ثم أقبلت السهام من القوم كالمطر.[4] وأخيراً آل به المطاف إلى أن يأمر مباشرة ومن دون طلب أسياده الأشقياء بقتل طفل أبي عبد الله الحسين (ع) الرضيع. المنتظر مظلوم وليس منظلماً «الانتظار» لا ينسجم مع المساومة. ولا ينتهي بالكُره ولا حتى العداء، بل قد يصل إلى إظهار العداء أيضاً. فإنّ المنتظر وإن كان مظلوماً ولكنه ليس بمنظلم.[5] وفي قاموس الانتظار إذا ما نُصبت خيمة المنتقم، لا يتأتى للمنتظر أن ينضوي تحت خيمة الظالمين ولو للحظة واحدة. المنتظر ليس منفعلاً ويقف دوماً بوجه أعداء العدالة. وعلى هذا لا يستطيع أن يكون منتظراً إلّا من كان مستعداً لدفع تكاليف الاعتراض. والبعض حتى لا يرى من البأس أن يكون حاكماً أو وسيطاً بين الله وبين أعدائه. ويفرّط في التعاقل بذريعة التفكير في المصالح واتباع أوامر العقل بحيث يختار طريق الاعتدال بين الحق والباطل؛ وعند ذلك يصل إلى الاستقرار الناتج عن فقدان الغيرة. ويلجأ تبريراً لنزوعه إلى الراحة والدعة إلى حجج واهية كـ«إمكان الهداية» و«الإنسانية». غافلاً عن أنّ الله سبحانه قد أشار فيما سبق إلى أنّ الظالمين لا يهتدون ولا يُجدي السعي لذلك.[6] وأقترح على أصدقائي الأعزاء بعد الآيات والروايت والأدعية كدعاء الندبة، مراجعة أقوال الإمام الخميني (ره) لتعلّم آداب معاداة العدوّ وعدم نسيان السعي والجهد لمقارعة الظالمين.[7] كيفية التعبير عن الاعتراض أما كيفية تعبير المنتظر عن اعتراضه فهي متفاوتة باختلاف الظروف. فتارة يكون المنتظر للتعبير عن هذا الاعتراض في مقام البيان والتبيين، وأخرى في مقام الأنين والصراخ. وتارة يعمد إلى ذكر الأدلة العقلية وأخرى يندب بقلبه بزفرات عشقية. وهنا تتجلى أروع مشاهد الحب والعشق للمنتظر المعترض وأجمل الزفرات والأنّات: «عَزِیزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرَی الْخَلْقَ وَلاَ تُرَی وَلاَ أَسْمَعُ لَكَ حَسِیساً وَلاَ نَجْوَی عَزِیزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحِیطَ بِكَ دُونِیَ الْبَلْوَی وَلاَ یَنَالُكَ مِنِّی ضَجِیجٌ وَلاَ شَکْوَی...»[8] فكيف يمكن تفسير هذه الاعتراضات العشقية؟ يجب أن يرقّ قلبك بحدّ تتلمّس غيبته بكل كيانك، وخلايا وجودك تصرخ حزناً وألماً على فراقه. وهذا الصراخ هو ذروة لطافة الروح رقة القلب التي لا تتولّد إلّا في قلوب المنتظرين المعترضين. ولعلّ الذين يشكون غيبته اليوم، هم الذين سيشكرون حضوره غداً. علماً بأنّ اعتراض المنتظر لا يقتصر على الصراخ؛ بل سيبذل قصارى جهده لاستئصال شأفة موانع ظهوره وأعداء حضوره. ويمكن مشاهدة هذا الاعتراض في النزعة السياسية والجهد البليغ للمنتظر الحقيقي. ومن هنا يتّصف المنتظر بالنشاط والحيوية. لأن من يكون له عدوّ وهو معتقد بوجوده، يكون حَرِكاً نشيطاً. وأما من لا يعادي أعداءه فمن المتوقّع أن يكون ذليلاً حقيراً منفعلاً. يتبع إن شاء الله... [1]. سورة المائدة، الآیة 54. [2]. بعد أوّل حوار دار بين الإمام الحسين (ع) وعمر بن سعد عبر الرسول، كتب الأخير رسالة إلى ابن زياد، فأجابه ابن زياد فيها: «اعْرِضْ عَلَى الْحُسَيْنِ أَنْ يُبَايِعَ لِيَزِيدَ هُوَ وَجَمِيعُ أَصْحَابِهِ فَإِذَا فَعَلَ هُوَ ذَلِكَ رَأَيْنَا رَأْيَنَا وَالسَّلَامُ.» فَلَمَّا وَرَدَ الْجَوَابُ عَلَى عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «قَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَقْبَلَ ابْنُ زِيَادٍ الْعَافِيَة.» الإرشاد للمفید، ج2، ص86. [3]. الإرشاد للمفید، ج2، ص89. [4]. اللهوف على قتلى الطفوف، ص100. الإرشاد للمفید، ج2، ص101. [5]. المنظلم هو المنفعل الذي يرضخ للظلم طلباً للوصول إلى بعض المنافع الدنيوية الحقيرة أو خوفاً من فقدانها. أما المظلوم فهو الذي يتعرض للظلم اضطراراً ومن دون امتلاك قدرة على الردع. وقد اعتبر العلامة الحلي الظلم والانظلام كليهما رذيلة وقال في الانظلام: «الانظلام وهو الاستجابة في المقتنيات بمن لا ينبغي وكما لا ينبغي.» (الألفین في إمامة أمیر المؤمنین، ص162) وقال الإمام الصادق (ع) في هذا الشأن: «العامِلُ بِالظُّلمِ والمُعينُ لَهُ والرَّاضِي بهِ شُرَكاءُ ثَلاثَتُهُم.» الکافي، ج2، ص333. [6]. على سبيل المثال: «إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ.» سورة المائدة، الآیة 51. [7]. نماذج من أقوال الإمام الخمیني (ره): «نحن أعلنّا هذه الحقيقة كراراً في سياستنا الإسلامية الخارجية والدولية بأن بغيتنا كانت ولا تزال هي تنمية نفوذ الإسلام في العالم والحدّ من هيمنة ناهبي العالم. ولا ضير لو أطلق أذناب أمريكا على ذلك بالتوسعية والتفكير من أجل إقامة إمبراطورية عظمى بل ونرحّب بذلك. نحن بصدد اقتلاع الجذور الفاسدة للصهيونية والرأسمالية والشيوعية في العالم. نحن اعتزمنا بلطف الله وعنايته على الإطاحة بالأنظمة المبتنية على هذه القواعد الثلاث وترويج النظام الإسلامي لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – في عالم الاستكبار. وستشهد الشعوب المضطهدة ذلك عاجلاً أم آجلاً. نحن بكلّ كياننا سنقف بوجه الابتزاز وحصانة الرعايا الأمريكان، حتى لو كلّفنا ذلك حرباً ضروساً.» (صحيفة الإمام، ج21، ص81). «بالنسبة لي لا يهمني المكان. بل المهم هو مقارعة الظلم. وأينما تتحقق هذه المقارعة بشكل أمثل، سأكون هناك.» (صحيفة الإمام، ج5، ص301). «قوموا بتحصيل العلوم واكتساب المعارف والاستفادة من المواهب الإلهية بجد؛ ولا تضعوا سلاح مقارعة الظلم والاستكبار والاستضعاف قطّ؛ واجعلوا شعاركم تولّي أولياء الله والبراءة من أعدائه.» (صحیفة الإمام، ج20، ص38). «إنني أعلن بحزم لكل العالم أنّه لو أراد ناهبو العالم أن يقفوا بوجه ديننا، فإنّنا سنقف بوجه كلّ دنياهم ولن ننثني حتى القضاء عليهم، فإما أن نتحرّر بأجمعنا أو أن نصل إلى حرية أكبر وهي الشهادة ... احفظوا الحقد والضغينة الثورية في صدوركم؛ وانظروا أعداءكم بغيظ وغضب؛ واعلموا أنكم أنتم المنتصرون.» (صحیفة الإمام، ج20، ص325). [8]. مفاتیح الجنان، دعاء الندبة. وأيضاً إقبال الأعمال للسید بن طاووس، ص297. |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
●• فاطمية متميزة •●
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 159 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
آفات الاعتراض
وبالطبع فقد يقترن الاعتراض على الوضع الموجود مع كل إيجابياته، ببعض الآفات كأيّ أمر آخر. وبالإمكان أن تكون هذه الآفات خطيرة للغاية سيما في المجتمعات الممهّدة للظهور. 1. الغلو والمبالغة في الاعتراض واحدة من آفات الاعتراض، الغلوّ والمبالغة في الاعتراض. وهذا يعني التفريط في تقدير سوء الأوضاع، وعدم رؤية الوجوه الإيجابية، حتى الوصول إلى اليأس والقنوط الذي بإمكانه أن يُعدّ آفة مستقلة للاعتراض. إنّ المبالغة في الاعتراض بالإضافة إلى أنها تزرع في الإنسان الروح السلبية والحِدّة في الأخلاق وتُشوّه الصورة الجميلة لـ«الاعتراض في مسار الانتظار»، بإمكانها أن تتسبّب التسرّع في العمل وهدم الوجوه المطلوبة الموجودة. فلابد من اتّقاء هذه الآفات. الشباب أكثر من غيرهم عرضة لهذه الآفة والشباب أكثر من غيرهم عرضة لهذه الآفة. ففي الأغلب عندما يدور الحديث عن الاعتراض على الوضع الموجود، سرعان ما تتورّط الروح المثاليّة والمتسارعة للشباب بآفة «الغلو». يقول الإمام الصادق (ع): «احْذَرُوا عَلَی شَبَابِکُمُ الْغُلَاةَ لَا یُفْسِدُوهُمْ.»[1] لماذا يجب الحذر من إيجاد العلاقة بين الشباب والغلاة؟ لأن الشابّ بصورة طبيعية يميل إلى الغلو، والحضور في جمع الغلاة ينمّي هذا الميل بسرعة ويسوقه إلى الفساد. وفي بعض الأحيان إذا أراد الشابّ أن يبالغ في مشاهدة النقاط السلبية للوضع الموجود ويسعى مفرّطاً للاعتراض عليه، قد يقوم بإجراءات تعسفية أو يُصاب بالإحباط. 2. اليأس من الوصول إلى الوضع المنشود الآفة الأخرى للاعتراض على الوضع الموجود، هي اليأس من الوصول إلى الوضع المنشود الناتج عن عدم مشاهدة الأرضيات والاستعدادات المتوفرة في الوضع الموجود. وقد تحلّ المصائب والنوائب بالإنسان بحدٍّ تغلق بوجهه جميع المنافذ وتسوقه إلى وادي اليأس والقنوط. ولكن لنعلم أنّ الله سبحانه قد وفّر في أسوء الحالات أيضاً فرصاً للخروج من المآزق والأزمات، فلابد من البحث عنها واغتنامها. 3. السلبية المطلقة والعبثية والآفة الأخرى للاعتراض على الوضع الموجود، هي السلبية المطلقة التي تؤول إلى العبثية. فلا ينبغي أن نعتبر الوضع الموجود سيئاً على الإطلاق مهما كانت الظروف. ولا ينبغي أن نعتبر جميع الناس أشقياء بالكامل؛ أو نزعم أن جميع الأشقياء غير قابلين للهداية. فإن أسهل وفي نفس الوقت أبعد رؤية عن العقل، هو الإطلاق في النظرة السلبية للمجتمع والوضع الموجود، حيث لا تحتاج إلى أية دقة وعقلانية، وهي علامة على غلبة بعض الأحاسيس السطحية. فإن المتثاقل في ميدان التحليل ومن خلال تلخيص كلّ شيء في النظرة المطلقة، يرى كل شيء فاسداً. أهمیة منشأ وأساس الاعتراض إن آفات وأضرار الاعتراض في كثير من الأوقات ناجمة عن منشأ باطل. فلو لم يستند الاعتراض على أساس صحيح، لا يصل الانتظار أيضاً إلى نهاية جيدة وقد يزول في وسط الطريق؛ أو أنه يستمر خطأً بعد الوصول إلى الوضع المنشود أيضاً، وهذه أسوء من الصورتين السابقتين. كما أنّ بعض المنتظرين المعترضين على الوضع الموجود، يستمرون على اعتراضاتهم الوهمية حتى بعد ظهور الإمام أيضاً ويتسببون له الأذى. إن أساس الاعتراض عند البعض، هو الروح السلبية فيهم لا التعقّل والنزوع إلى الحق. وأمثال هؤلاء، وإن يلتحقون بجمع المعترضين والمنتظرين الحقيقيين بسهولة، ولكنّهم يخرجون من صفوفهم بأدنى ما يواجهونه من امتحان وتعقيد، وأكثر ما يظهر منهم إلى العيان هو الأخلاق السيئة لا العقيدة الراسخة. عدم رؤية الوجوه الإيجابية في الثورة، نموذج من آفات الاعتراض ومن المصاديق المهمة لآفات الاعتراض، هي أنّ البعض في هذا النظام المقدس والثورة المباركة، عبر نكران هذه النعمة العظيمة المتاحة، وبذريعة الاعتراض على الوضع الموجود وانتظار الفرج، يتغافلون عن الوجوه الإيجابية السارية في مجتمعنا الإسلامي ولا يكترثون بمسألة التمهيد للفرج. فهم لا يفرّقون بين الاعتراض على النقائص والعيوب وبين الاعتراض على الانحرافات والمُضلّات، وعلى أثر شدّة سوء الفهم يقعون في أحضان الظالمين وناهبي العالم. إزالة الآفات: المنتظر المعترض يغتنم كل فرصة المسألة المهمة في إزالة الآفات عن الاعتراض هي أن يستطيع المعترض مشاهدة الطريق الموصل إلى الوضع المنشود واغتنام كل فرصة تؤدي إلى المحبوب؛ لا أن يُعرض عن هذه الفرصة العظمية التي أُتيحت عبر دماء الشهداء المنتظرين ويصرخ بصرخة الاعتراض المطلق في مجرى الانتظار. فإنّ المنتظر المعترض يعتبر خدمة نظام الجمهورية الإسلامية المقدس رغم كلّ بُعده عن الحكومة المهدوية، واجبة كالخدمة تحت راية الإمام، ويرى الثورة الإسلامية طريقاً للوصول إلى ساحل النجاة. الثورة الإسلامية في إيران، طريق إلى الفرج كما صرّحت بذلك الرواية الواردة عن رسول الله (ص): «یَخرُجُ ناسٌ مِن المَشرِقِ فَیُوطِّئُونَ للمَهدِيِّ سُلْطانَهُ.»[2] وقد أشار الإمام الخميني (ره) والإمام الخامنئي في أقوالهم مراراً إلى هذا المعنى. فعلى سبيل المثال، يقول الإمام الخميني (ره) في النصف من شعبان الأخير من عمره الشريف: «ليعلم مسؤولونا بأن ثورتنا غير محدودة بإيران. ثورة الشعب الإيراني مبدأ لانطلاق ثورة كبرى في العالم الإسلامي تحت لواء الإمام الحجة – أوراحنا فداه – ونسأل الله أن يمنّ على المسلمين وكلّ أهل العالم وأن يجعل ظهوره وفرجه في العصر الحاضر.»[3] فكيف سيعشق المعترض والمنتظر الحقيقي مثل هذه الثورة ويحتضنها؟ يتبع إن شاء الله ... [1]. الأمالي للشیخ الطوسی، ص650. [2]. میزان الحکمة، باب «الثَّورَةُ الإسلامِيَّةُ فِي الشَّرقِ»، ح2366، نقلاً عن کنز العمال، ح38567. وأيضاً کشف الغمة ج2، ص477 مع اختلاف قليل في النص: «یَخْرُجُ أُنَاسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ فَیُوطِئُونَ لِلْمَهْدِيِّ یَعْنِي سُلْطَانَهُ»، ويقول المحدث الإربلي (693 هـ) صاحب کشف الغمة في نهاية هذا الحديث: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ رَوَتْهُ الثِّقَاتُ وَالْأَثْبَاتُ أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَاجَةَ الْقَزْوِينِيُّ فِي سُنَنِهِ». [3]. صحیفة الإمام، ج21، ص327. |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فضل انتظار فرجه مهم جدا | تغاريد فاطمة | نور الإمام المهدي (عج) , بقية الله , صاحب العصر و الزمان ... | 3 | 04-02-2011 08:27 PM |
في انتظار ردكم.... | طفلة المهدي | اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية | 5 | 31-12-2010 06:55 PM |
بقلمي: عصر انتظار النور | فداء شسع نعل فاطمة | نور الإمام المهدي (عج) , بقية الله , صاحب العصر و الزمان ... | 9 | 08-12-2010 05:12 PM |