عبس وتولى من كتاب تفسير الصافي وفي نهايته كلام للسيد صباح شبر

[قرة عيني رقية]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم

عَبَسَ وَ تَوَلَّى.

أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى القميّ قال نزلت في عثمان و ابن مكتوم و

كان ابن ام مكتوم مؤذّناً لرسول اللَّه و كان

أعمى و جاء الى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و عنده

أصحابه و عثمان عنده فقدمّه رسول اللَّه صلىّ

اللَّه عليه و آله على عثمان فعبس عثمان وجهه و تولّى عنه

فأنزل اللَّه عَبَسَ وَ تَوَلَّى يعني عثمان أَنْ جاءَهُ

الْأَعْمى .

و في المجمع عن الصادق عليه السلام نزلت في رجل من

بني اميةّ كان عند النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله

فجاء ابن ام مكتوم فلماّ رآه تقذر منه و جمع نفسه و عبس و

اعرض بوجهه عنه فحكى اللَّه سبحانه ذلك

و أنكره عليه.

وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى القميّ قال ان يكون طاهراً ازكى.

أَوْ يَذَّكَّرُ قال يذكّره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله فَتَنْفَعَهُ

الذِّكْرى و قرئ بالنصب.

أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى.

فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى تتعرضّ بالإقبال عليه القميّ ثم خاطب عثمان

فقال أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى الآية قال انت إذا

جاءك غنيٌّ تتصدّى له و ترفعه.

وَ ما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى قال: أي لا تبالي أزكياً كان او غير زكي إذا

كان غنياً.

وَ أَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى قال يعني ابن ام مكتوم.

وَ هُوَ يَخْشى.

فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى اي تلهو و لا تلتفت اليه و قرئ تصدّى بتشديد

الصاد و في المجمع و قراءة الباقر عليه

السلام تصدّى بضمّ التاء و فتح الصاد و تلهىّ بضمّ التاء ايضاً.

أقولُ: و اماّ ما اشتهر من تنزيل هذه الآيات في النبيّ صلّى اللَّه

عليه و آله دون عثمان فيأباه سياق مثل

هذه المعاتبات الغير اللاّئقة بمنصبه و كذا ما ذكر بعدها الى آخر

السورة كما لا يخفى على العارف

بأساليب الكلام و يشبه ان يكون من مختلفات اهل النفاق

خذلهم اللَّه.

انتهى

-

ويذكر السيد صباح شبر في كتاب له

اذكر حادثة جرت مع شخص يعتقد ان الايات نازلة في رسول الله ( ص ) وكان يؤكد ذلك ويصر

عليه ويعتبر ان الدفاع عن النبي (ص) بهذه الامور مجرد عواطف كما يقول ثم قال اذا لم تكن

الايات نازلة في رسول الله (ص) ففيمن نزلت اذن ، قلت نزلت في فلان رجل معين من شخصيات

الصحابة فغضب الرجل غضباً شديداً وقال اتتهم رجلاً من الصحابة بمثل هذه التهمة ؟!! هنا ادع

للقارئ التعليق على هذا الامر وليتصور ان سيد الخلق واعظمهم يمكن ان ينسب اليه هذا الكلام ام

شخص معين من الصحابة فلا يمكن ان يصدر منه هذا العمل فهل ان رسول الله (ص) اقل شأنا

من احد الصحابة هل تصل الحال بالمسلم ان يرضى بتوجيه النقد والذم الى رسول الله ( ص ) ولا

يرضى به بالنسبة لشخص من الناس .