أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
~ مراقبة سابقة ~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: في الدولة المهدويه
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بِـسْـمِ اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~(( الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) )) ~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~ الاسم: جعفر (ع) . الأب: الإمام الباقر (ع) . الأم: فاطمة أم فروة، بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر. الكنية: أبو عبد الله، وأبو إسماعيل، وأبو موسى. الألقاب: الصابر، الفاضل، الطاهر، الصادق، القائم، الكافل، المنجي. الأوصاف: ربع القامة، أزهر الوجه، حالك الشعر جعد، أشم الأنف، أنزع رقيق البشرة على خده خال أسود، وعلى جسده خيلان حمرة . نقش الخاتم: «الله وليي وعصمتي من خلقه». مكان الولادة: المدينة المنورة. زمان الولادة: عند طلوع الفجر من يوم الجمعة 17/ ربيع الأول/ 83 هجري. مدة العمر: 65 سنة . مدة الإمامة: 34 سنة . مكان الشهادة: المدينة المنورة. زمان الشهادة: 25/ شوال/ 148هجري. القاتل: المنصور العباسي، حيث قتله بالسم. وسيلة القتل: العنب المسموم. المدفن: البقيع الغرقد في المدينة المنورة، وقد هدم الوهابيون قبره الشريف مع قبور سائر أئمة أهل البيت (ع) في البقيع. وقد تتلمذ على يديه وفي جامعته العلمية أكثر من أربعة آلاف رجل، وقيل عشرون ألفا . أفقه الناس سئل أبو حنيفة: من أفقه من رأيت؟ قال: جعفر بن محمد (ع) ، لما أقدمه المنصور بعث إليّ فقال: يا أبا حنيفة، إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهيئ له من مسائلك الشداد، فهيأت له أربعين مسألة. ثم بعث إليَّ أبو جعفر وهو بالحيرة، فأتيته فدخلت عليه وجعفر (ع) جالس عن يمينه، فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمت عليه، فأومأ إليّ فجلست، ثم التفت إليه فقال: يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة. قال: «نعم أعرفه». ثم التفت إليّ فقال: يا أبا حنيفة، ألق على أبي عبد الله من مسائلك. فجعلت ألقي عليه، فيجيبني، فيقول: «أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعناكم وربما تابعناهم، وربما خالفنا جميعاً»، حتى أتيت على الأربعين مسألة، فما أخل منها بشيء. ثم قال أبو حنيفة: «أليس إن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟». بين يدي الله عزوجل عن مالك بن أنس إمام المالكية إنه قال: كان جعفر بن محمد الصادق (ع) لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائماً، وإما قائماً، وإما ذاكراً، وكان (ع) من عظماء العبّاد وأكابر الزهاد الذين يخشون الله عز وجل، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، فإذا قال: قال رسول الله (ص) اخضرّ مرة واصفرّ أخرى حتى ينكره من يعرفه. ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الإحرام، كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد أن يخر من راحلته، فقلت: قل يا ابن رسول الله، ولابد لك من أن تقول، فقال (ع) : «يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول: (لبيك اللهم لبيك) وأخشى أن يقول عزوجل لي: لا لبيك ولا سعديك». من أخلاقه (ع) الزهد شيمة الأولياء دخل على أبي عبد الله الصادق (ع) بعض أصحابه فرأى عليه قميصاً فيه قب قد رقعه، فجعل ينظر إليه، فقال له أبو عبد الله (ع) : «ما لك تنظر؟». فقال: قب ملقى في قميصك. قال: فقال لي: «اضرب يدك إلى هذا الكتاب، فاقرأ ما فيه». وكان بين يديه كتاب أو قريب منه، فنظر الرجل فيه، فإذا فيه: (لا إيمان لمن لا حياء له، ولا مال لمن لا تقدير له، ولا جديد لمن لا خلق له). العفو أقرب للتقوى أتى رجل أبا عبد الله (ع) فقال: إن فلاناً ذكرك، فما ترك شيئاً من الوقيعة والشتيمة إلاّ قاله فيك. فقال أبو عبد الله (ع) للجارية: «ائتيني بوضوء». فتوضأ (ع) ودخل. فقلت في نفسي: يدعو عليه. فصلى (ع) ركعتين، فقال: «يا رب، هو حقي قد وهبته، وأنت أجود مني وأكرم فهبه لي، ولا تؤاخذه بي، ولا تقايسه». ثم رق فلم يزل يدعو، فجعلت أتعجب. هكذا الحلم بعث أبو عبد الله الصادق (ع) غلاماً له في حاجة فأبطأ، فخرج الصادق (ع) في أثره، فوجده نائماً!. فجلس (ع) عند رأسه يروّحه حتى انتبه. فلما انتبه قال (ع) : «يا فلان، والله ما ذاك لك، تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار» . أنتِ حرة لوجه الله روي أن سفيان الثوري دخل على الإمام الصادق (ع) فرآه متغير اللون، فسأله عن ذلك؟ فقال: «كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت، فدخلت فإذا جارية من جواريّ ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم والصبي معها، فلما بصرت بي ارتعدت وتحيرت وسقط الصبي إلى الأرض فمات، فما تغير لوني لموت الصبي وإنما تغير لوني لما أدخلت عليها من الرعب». وقال لها الإمام (ع) : «أنتِ حرة لوجه الله مرتين لا بأس عليك» مرتين. مع قاطع الرحم عن سالمة مولاة أبي عبد الله (ع) قالت: كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) حين حضرته الوفاة وأغمي عليه، فلما أفاق قال: «أعطوا فلاناً سبعين ديناراً وأعطوا فلاناً كذا وفلاناً كذا». فقلت: أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟! قال: «تريدين أن لا أكون من الذين قال الله عزوجل: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب). نعم يا سالمة، إن الله تعالى خلق الجنة فطيبها وإن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم». طلب المعيشة عن أبي عمرو الشيباني قال: رأيت أبا عبد الله (ع) وبيده مسحاة وعليه إزار غليظ يعمل في حائط له والعرق يتصاب عن ظهره، فقلت: جعلت فداك أعطني أكفك. فقال لي: «إني أحب أن يتأذى الرجل بحرّ الشمس في طلب المعيشة». إنه وفى بعهده كان رجل من ملوك أهل الجبل يأتي الإمام الصادق (ع) في حجه كل سنة، فينزله أبو عبد الله (ع) في دار من دوره في المدينة، وطال حجه ونزوله في بيت الإمام (ع) فأعطى الرجل أبا عبد الله (ع) عشرة آلاف درهم ليشتري له داراً في المدينة حتى لا يزاحم الإمام بكثرة مجيئه والبقاء عنده، وخرج إلى الحج. فلما انصرف من الحج أتى إلى الإمام (ع) فقال: جعلت فداك اشتريت لي الدار؟ قال: «نعم». وأتى (ع) بصكّ فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى جعفر بن محمد لفلان بن فلان الجبلي، له دار في الفردوس حدّها الأول رسول الله (ص) والحدّ الثاني أمير المؤمنين (ع) والحدّ الثالث الحسن بن علي (ع) والحدّ الرابع الحسين بن علي (ع) ». فلما قرأ الرجل ذلك قال: قد رضيت جعلني الله فداك. قال: فقال أبو عبد الله (ع) : «إني أخذت ذلك المال ففرقته في ولد الحسن والحسين وأرجو أن يتقبل الله ذلك ويثيبك به الجنة». قال: فانصرف الرجل إلى منزله، وكان الصك معه. ثم اعتل علّة الموت، فلما حضرته الوفاة جمع أهله وحلّفهم أن يجعلوا الصك معه، ففعلوا ذلك. فلما أصبح القوم غدوا إلى قبره فوجدوا الصك على ظهر القبر مكتوب عليه: «وفى ولي الله جعفر بن محمد». هكذا تكون التوبة عن أبي بصير قال: كان لي جار يتّبع السلطان، فأصاب مالاً فاتخذ قياناً، وكان يجمع الجموع ويشرب المسكر ويؤذيني، فشكوته إلى نفسه غير مرة فلم ينته، فلما ألححت عليه قال: يا هذا أنا رجل مبتلى وأنت رجل معافى فلو عرّفتني لصاحبك رجوت أن يستنقذني الله بك. فوقع ذلك في قلبي، فلما صرت إلى أبي عبد الله (ع) ذكرت له حاله. فقال (ع) لي: «إذا رجعت إلى الكوفة فإنه سيأتيك، فقل له: يقول لك جعفر بن محمد: دع ما أنت عليه وأضمن لك على الله الجنة». قال: فلما رجعت إلى الكوفة أتاني فيمن أتى فاحتبسته حتى خلا منزلي فقلت: يا هذا إني ذكرتك لأبي عبد الله (ع) ، فقال: «اقرأه السلام وقل له: يترك ما هو عليه وأضمن له على الله الجنة». فبكى، ثم قال: الله أقال لك جعفر هذا؟ قال: فحلفت له أنه قال لي ما قلت لك. فقال لي: حسبك. ومضى، فلما كان بعد أيام بعث إليّ ودعاني فإذا هو خلف باب داره عريان، فقال: يا أبا بصير، ما بقي في منزلي شيء إلا وقد أخرجته وأنا كما ترى. فمشيت إلى إخواننا فجمعت له ما كسوته به، ثم لم يأت عليه إلا أيام يسيرة حتى بعث إليّ أني عليل فأتني. فجعلت أختلف إليه وأعالجه حتى نزل به الموت، فكنت عنده جالساً وهو يجود بنفسه، ثم غشي عليه غشية، ثم أفاق فقال: (يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا)، ثم مات. فحججت فأتيت أبا عبد الله (ع) فاستأذنت عليه، فلما دخلت قال ابتداءً من داخل البيت، وإحدى رجليّ في الصحن وأخرى في دهليز داره: «يا أبا بصير قد وفينا لصاحبك». من كراماته ومعاجزه (ع) عُرضت عليّ أعمالكم عن داود بن كثير الرقي أنه قال: كنت جالساً عند أبي عبد الله (ع) إذ قال لي مبتدئاً من قبل نفسه: «يا داود، لقد عرضت عليَّ أعمالكم يوم الخميس، فرأيت فيما عرض عليَّ من عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك، أني علمت أن صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله». قال داود: وكان لي ابن عم معاند خبيث بلغني عنه وعن عياله سوء حال، فصككت له نفقة قبل خروجي إلى مكة، فلما صرت بالمدينة أخبرني أبو عبد الله (ع) بذلك. مع الحيوان المفترس عن أبي حازم عبد الغفار بن الحسن أنه قال: قدم إبراهيم بن أدهم الكوفة وأنا معه، وذلك على عهد المنصور، وقدمها أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي، فخرج جعفر بن محمد الصادق (ع) يريد الرجوع إلى المدينة، فشيعه العلماء وأهل الفضل من الكوفة، وكان فيمن شيعه سفيان الثوري وإبراهيم بن أدهم، فتقدم المشيعون له (ع) فإذا هم بأسد على الطريق. فقال لهم إبراهيم بن أدهم: قفوا حتى يأتي جعفر (ع) ، فننظر ما يصنع. فجاء جعفر (ع) فذكروا له حال الأسد. فأقبل أبو عبد الله (ع) حتى دنا من الأسد، فأخذ بأذنه حتى نحاه عن الطريق، ثم أقبل عليهم فقال: «أما إن الناس لو أطاعوا الله حق طاعته لحملوا عليه أثقالهم». في شهادته (ع) مسموماً توفي الإمام الصادق (ع) مسموماً شهيداً في شهر شوال سنة (148هـ)، وقد أطعمه المنصور الدوانيقي العنب المسموم، وكان عمره الشريف حين استشهاده خمساً وستين سنة، وقيل كان عمره الشريف ثمان وستين سنة. قال الإمام موسى الكاظم (ع) : «إني كفنت أبي في ثوبين شطويين كان يحرم فيهما، وفي قميص من قمصه، وعمامة كانت لعلي بن الحسين (ع) ، وفي برد اشتريته بأربعين ديناراً». وروي عن عثمان بن عيسى عن عدة من أصحابنا قال: لما قبض أبو جعفر (ع) أمر أبو عبد الله (ع) بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتى قبض أبو عبد الله، ثم أمر أبو الحسن موسى (ع) بمثل ذلك في بيت أبي عبد الله (ع) حتى أُخرج به إلى العراق ثم لا أدري ما كان. وعن أبي بصير أنه قال: دخلت على أم حميدة أعزّيها بأبي عبد الله الصادق (ع) فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله (ع) عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه ثم قال: «اجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة»، قالت: فلم نترك أحداً إلا جمعناه، قالت: فنظر إليهم ثم قال: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة» ومن أقوال الأمام عليه السلام: أُولئك أوليائي وقال (ع) في وصيته لعبد الله بن جندب: «يا عبد الله، لقد نصب إبليس حبائله في دار الغرور، فما يقصد فيها إلا أولياءنا، ولقد جلت الآخرة في أعينهم حتى ما يريدون بها بدلا». ثم قال: «آه آه على قلوب حشيت نورا وإنما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الأرقم والعدو الأعجم، أنسوا بالله واستوحشوا مما به استأنس المترفون، أولئك أوليائي حقا وبهم تكشف كل فتنة وترفع كل بلية. يا ابن جندب، حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه فيكون محاسب نفسه، فإن رأى حسنة استزاد منها، وإن رأى سيئة استغفر منها؛ لئلا يخزى يوم القيامة، طوبى لعبد لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها، طوبى لعبد طلب الآخرة وسعى لها، طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبة». ثم قال (ع) : «رحم الله قوما كانوا سراجا ومنارا، كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم، ليس كمن يذيع أسرارنا. يا ابن جندب، إنما المؤمنون الذين يخافون الله ويشفقون أن يسلبوا ما أعطوا من الهدى، فإذا ذكروا الله ونعماءه وجلوا وأشفقوا وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا؛ مما أظهره من نفاذ قدرته وعلى ربهم يتوكلون. يا ابن جندب، لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة ولأظلهم الغمام ولأشرقوا نهارا ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولما سألوا الله شيئا إلا أعطاهم. يا ابن جندب، لا تقل في المذنبين من أهل دعوتكم إلا خيرا، واستكينوا إلى الله في توفيقهم وسلوا التوبة لهم، فكل من قصدنا ووالانا ولم يوال عدونا وقال ما يعلم وسكت عما لا يعلم أو أشكل عليه فهو في الجنة. يا ابن جندب يهلك المتكل على عمله، ولا ينجو المجترئ على الذنوب الواثق برحمة الله». قلت: فمن ينجو؟ قال: «الذين هم بين الرجاء والخوف، كأن قلوبهم في مخلب طائر شوقا إلى الثواب وخوفا من العذاب. يا ابن جندب، من سره أن يزوجه الله الحور العين ويتوجه بالنور فليدخل على أخيه المؤمن السرور. يا ابن جندب، أقل النوم بالليل والكلام بالنهار، فما في الجسد شيء أقل شكرا من العين واللسان، فإن أم سليمان قالت لسليمان (ع) : يا بني إياك والنوم؛ فإنه يفقرك يوم يحتاج الناس إلى أعمالهم. يا ابن جندب، إن للشيطان مصائد يصطاد بها فتحاموا شباكه ومصائده». قلت: يا ابن رسول الله وما هي؟ قال: «أما مصائده فصد عن بر الإخوان، وأما شباكه فنوم عن قضاء الصلوات التي فرضها الله، أما إنه ما يعبد الله بمثل نقل الأقدام إلى بر الإخوان وزيارتهم، ويل للساهين عن الصلوات النائمين في الخلوات المستهزئين بالله وآياته في الفترات، أولئك الذين لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. يا ابن جندب، من أصبح مهموما لسوى فكاك رقبته فقد هون عليه الجليل، ورغب من ربه في الربح الحقير، ومن غش أخاه وحقره وناوأه جعل الله النار مأواه، ومن حسد مؤمنا انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء. يا ابن جندب، الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة، وقاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر وأحد، وما عذب الله أمة إلا عند استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم. يا ابن جندب، بلغ معاشر شيعتنا وقل لهم: لا تذهبن بكم المذاهب فو الله لا تنال ولايتنا إلا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الإخوان في الله، وليس من شيعتنا من يظلم الناس. يا ابن جندب، إنما شيعتنا يعرفون بخصال شتى: بالسخاء و البذل للإخوان، وبأن يصلوا الخمسين ليلا ونهارا، شيعتنا لا يهرون هرير الكلب ولا يطمعون طمع الغراب، ولا يجاورون لنا عدوا، ولا يسألون لنا مبغضا ولو ماتوا جوعا، شيعتنا لا يأكلون الجري ولا يمسحون على الخفين، ويحافظون على الزوال، ولا يشربون مسكرا». قلت: جعلت فداك فأين أطلبهم؟ قال (ع) : «على رؤوس الجبال وأطراف المدن، وإذا دخلت مدينة فسل عمن لا يجاورهم ولا يجاورونه فذلك مؤمن، كما قال الله: (وجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى)(45)، والله لقد كان حبيب النجار وحده. يا ابن جندب، كل الذنوب مغفورة سوى عقوق أهل دعوتك، وكل البر مقبول إلا ما كان رئاء. يا ابن جندب، أحبب في الله واستمسك بالعروة الوثقى واعتصم بالهدى يقبل عملك، فإن الله يقول: إلا مَن (آمَنَ وعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (46) فلا يقبل إلا الإيمان، ولا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بيقين، ولا يقين إلا بالخشوع، وملاكها كلها الهدى، فمن اهتدى يقبل عمله وصعد إلى الملكوت متقبلا، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. يا ابن جندب، إن أحببت أن تجاور الجليل في داره وتسكن الفردوس في جواره فلتهن عليك الدنيا، واجعل الموت نصب عينك، ولا تدخر شيئا لغد، واعلم أن لك ما قدمت وعليك ما أخرت. يا ابن جندب، من حرم نفسه كسبه فإنما يجمع لغيره، ومن أطاع هواه فقد أطاع عدوه، من يثق بالله يكفه ما أهمه من أمر دنياه وآخرته، ويحفظ له ما غاب عنه، وقد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا، ولكل نعمة شكرا، ولكل عسر يسرا، صبّر نفسك عند كل بلية في ولد أو مال أو رزية، فإنما يقبض عاريته ويأخذ هبته؛ ليبلو فيهما صبرك وشكرك، وارج الله رجاء لا يجرّيك على معصيته، وخفه خوفا لا يؤيسك من رحمته، ولا تغتر بقول الجاهل ولا بمدحه؛ فتكبر وتجبر وتعجب بعملك، فإن أفضل العمل العبادة والتواضع، فلا تضيع مالك وتصلح مال غيرك، ما خلفته وراء ظهرك، واقنع بما قسمه الله لك، ولا تنظر إلا إلى ما عندك، ولا تتمن ما لست تناله، فإن من قنع شبع، ومن لم يقنع لم يشبع، وخذ حظك من آخرتك، ولا تكن بطرا في الغنى ولا جزعا في الفقر، ولا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك، ولا تكن واهنا يحقرك من عرفك، ولا تشار من فوقك، ولا تسخر بمن هو دونك، ولا تنازع الأمر أهله، ولا تطع السفهاء، ولاتكن مهينا تحت كل أحد، ولا تتكلن على كفاية أحد، وقف عند كل أمر حتى تعرف مدخله من مخرجه قبل أن تقع فيه فتندم، واجعل قلبك قريبا تشاركه، واجعل عملك والدا تتبعه، واجعل نفسك عدوا تجاهده وعارية تردها، فإنك قد جعلت طبيب نفسك وعرفت آية الصحة وبين لك الداء ودللت على الدواء، فانظر قيامك على نفسك، وإن كانت لك يد عند إنسان فلا تفسدها بكثرة المن والذكر لها، ولكن أتبعها بأفضل منها، فإن ذلك أجمل بك في أخلاقك، وأوجب للثواب في آخرتك، وعليك بالصمت تعد حليما، جاهلا كنت أو عالما، فإن الصمت زين لك عند العلماء وستر لك عند الجهال. يا ابن جندب، إن عيسى بن مريم (ع) قال لأصحابه: أرأيتم لو أن أحدكم مر بأخيه فرأى ثوبه قد انكشف عن بعض عورته أكان كاشفا عنها كلها أم يرد عليها ما انكشف منها؟ قالوا: بل نرد عليها، قال: كلا، بل تكشفون عنها كلها، فعرفوا أنه مثل ضربه لهم، فقيل: يا روح الله وكيف ذلك؟ قال: الرجل منكم يطلع على العورة من أخيه فلا يسترها. بحق أقول لكم إنكم لا تصيبون ما تريدون إلا بترك ما تشتهون، ولا تنالون ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون، إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة، طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه، لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب، وانظروا في عيوبكم كهيئة العبيد، إنما الناس رجلان مبتلى ومعافى، فارحموا المبتلى، واحمدوا الله على العافية. يا ابن جندب، صل من قطعك، وأعط من حرمك، وأحسن إلى من أساء إليك، وسلم على من سبك، وأنصف من خاصمك، واعف عمن ظلمك، كما أنك تحب أن يعفى عنك فاعتبر بعفو الله عنك، ألا ترى أن شمسه أشرقت على الأبرار والفجار، وأن مطره ينزل على الصالحين والخاطئين. يا ابن جندب، لا تتصدق على أعين الناس ليزكوك، فإنك إن فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك، ولكن إذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك؛ فإن الذي تتصدق له سرا يجزيك علانية على رؤوس الأشهاد في اليوم الذي لا يضرك أن لا يطلع الناس على صدقتك، واخفض الصوت إن ربك الذي يعلم ما تسرون وما تعلنون، قد علم ما تريدون قبل أن تسألوه، وإذا صمت فلا تغتب أحدا، ولاتلبسوا صيامكم بظلم، ولا تكن كالذي يصوم رئاء الناس، مغبرة وجوههم شعثة رؤوسهم يابسة أفواههم؛ لكي يعلم الناس أنهم صيام. يا ابن جندب، الخير كله أمامك وإن الشر كله أمامك، ولن ترى الخير والشر إلا بعد الآخرة؛ لأن الله جل وعز جعل الخير كله في الجنة والشر كله في النار؛ لأنهما الباقيان، والواجب على من وهب الله له الهدى، وأكرمه بالإيمان، وألهمه رشده، وركب فيه عقلا يتعرف به نعمه، وآتاه علما وحكما يدبر به أمر دينه ودنياه، أن يوجب على نفسه أن يشكر الله ولا يكفره، وأن يذكر الله ولاينساه، وأن يطيع الله ولا يعصيه؛ للقديم الذي تفرد له بحسن النظر، وللحديث الذي أنعم عليه بعد إذ أنشأه مخلوقا، وللجزيل الذي وعده والفضل الذي لم يكلفه من طاعته فوق طاقته وما يعجز عن القيام به، وضمن له العون على تيسير ما حمله من ذلك، وندبه إلى الاستعانة على قليل ما كلفه، وهو معرض عما أمره، وعاجز عنه قد لبس ثوب الاستهانة فيما بينه وبين ربه، متقلدا لهواه، ماضيا في شهواته، مؤثرا لدنياه على آخرته، وهو في ذلك يتمنى جنان الفردوس، وما ينبغي لأحد أن يطمع أن ينزل بعمل الفجار منازل الأبرار، أما إنه لو وقعت الواقعة وقامت القيامة وجاءت الطامة ونصب الجبار الموازين لفصل القضاء وبرز الخلائق ليوم الحساب أيقنت عند ذلك لمن تكون الرفعة والكرامة، وبمن تحل الحسرة والندامة، فاعمل اليوم في الدنيا بما ترجو به الفوز في الآخرة. يا ابن جندب، قال الله جل وعز في بعض ما أوحى: إنما أقبل الصلاة ممن يتواضع لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعظم على خلقي، ويطعم الجائع ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس، أجعل له في الظلمة نورا، وفي الجهالة حلما، أكلؤه بعزتي، واستحفظه ملائكتي، يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، فمثل ذلك العبد عندي كمثل جنات الفردوس لا يسبق أثمارها، ولا تتغير عن حالها. يا ابن جندب، الإسلام عريان، فلباسه الحياء، وزينته الوقار، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت. يا ابن جندب، إن لله تبارك وتعالى سورا من نور محفوفا بالزبرجد والحرير منجدا بالسندس والديباج، يضرب هذا السور بين أوليائنا وبين أعدائنا، فإذا غلى الدماغ وبلغت القلوب الحناجر ونضجت الأكباد من طول الموقف، أدخل في هذا السور أولياء الله فكانوا في أمن الله وحرزه، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، وأعداء الله قد ألجمهم العرق وقطعهم الفرق وهم ينظرون إلى ما أعد الله لهم، فيقولون: (مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأشْرَارِ) ( فينظر إليهم أولياء الله فيضحكون منهم، فذلك قوله عز و جل: (أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصارُ) وقوله: (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ & عَلَى الأَرائِكِ يَنْظُرُونَ ) فلا يبقى أحد ممن أعان مؤمنا من أوليائنا بكلمة إلا أدخله الله الجنة بغير حساب». دًٍمًتُِِّْمً بٌَِخٌِيَرٌٍ ،، نْسٌِِّآلكَمً خٌِآلصٍْ آلدًٍعًٍآء تحيـــــــــــــــــــ عاشقة آل البيت(ع) ــــــــــــــــــاتي |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
~ مراقبة سابقة ~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: في الدولة المهدويه
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بِـسْـمِ اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ *·~-.¸¸,.-~*(( الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) ))*·~-.¸¸,.-~* الإمام الكاظم (ع) في سطور الاسم: موسى (ع) . الأب: الإمام الصادق (ع) . الأم: حميدة المصفاة. الكنية: أبو الحسن الأول، أبو الحسن الماضي، أبو علي، أبو إبراهيم، وقيل: أبو إسماعيل. الألقاب: الكاظم، الصابر، العبد الصالح، الأمين، باب الحوائج، النفس الزكية، زين المجتهدين، الوفي، الزاهر، السيد، الطيب، المأمون و.... الأوصاف: كان (ع) أزهر إلا في الغيظ لحرارة مزاجه، ربع تمام، خضر حالك، كث اللحية. نقش الخاتم: (حسبي الله)، وفيه وردة وهلال، وفي رواية: «الملك لله وحده». مكان الولادة: الأبواء. زمان الولادة: يوم الأحد / 7 صفر / 128 هجرية، وقيل: عام 129 هجرية. مدة العمر الشريف: 55 سنة. مدة الإمامة: 35 سنة. مكان الشهادة: بغداد، في سجن السندي بن شاهك. زمان الشهادة: يوم الجمعة 25/رجب/ 183 هجرية. القاتل: السندي بن شاهك بأمر من هارون العباسي. وسيلة القتل: السُم الذي دسه في الرطب. المدفن: مقابر قريش وتعرف اليوم بالكاظمية، بجنب بغداد. عاش فترة طويلة من عمره الشريف في ظلمات سجون حكام العباسيين. من عظمته (ع) عن هشام بن أحمر قال: قال الصادق (ع) : «يا ابن أحمر، إنها ـ أم الإمام الكاظم ـ تلد مولوداً ليس بينه وبين الله حجاب». وقال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في حقه: (هو الإمام الكبير القدر، العظيم الشأن، الكثير التهجد، الجاد في الاجتهاد، والمشهود له بالكرامات، المشهور بالعبادة، المواظب على الطاعات، يبيت الليل ساجداً وقائماً، ويقطع النهار متصدقاً وصائماً، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظماً، كان يجازي المسيء بإحسانه إليه، ويقابل الجاني عليه بعفوه عنه، ولكثرة عباداته كان يسمى بالعبد الصالح، ويعرف في العراق بباب الحوائج إلى الله، لنجح المتوسلين إلى الله تعالى به، كراماته تحار منها العقول، وتقضي بأن له عند الله تعالى قدم صدق ولا يزول). وقال ابن الأثير: (كان (ع) يلقّب الكاظم لأنه كان يحسن إلى من يسيء إليه وكان هذا عادته أبداً) . هذا سيد ولدي عن يزيد بن سليط أنه قال: لقينا أبا عبد الله (ع) في طريق مكة ونحن جماعة، فقلت له: بأبي أنت وأمي، أنتم الأئمة المطهرون، والموت لا يعرى أحد منه، فأحدث إليّ شيئاً ألقيه إلى من يخلفني. فقال لي: «نعم، هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم ـ وأشار إلى ابنه موسى (ع) ـ وفيه العلم والحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، وفيه حسن الخلق وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله تعالى عزوجل، وفيه أخرى هي خير من هذا كله». فقال له أبي: وما هي بأبي أنت وأمي؟ قال: «يخرج الله منه عزوجل غوث هذه الأمة وغياثها وعلمها ونورها وفهمها وحكمها وخير مولود» الحديث. بين يدي الله عزوجل روي أن الإمام الكاظم (ع) كان يقوم الليل للتهجد والعبادة حتى الفجر، فيصلّي صلاة الفجر ويبدأ بالتعقيب إلى طلوع الشمس، ثم يظلّ ساجداً إلى قبيل الزوال، وكان كثيراً ما يقول: «اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب» ويكرر هذا الدعاء. وكان من دعائه (ع) أيضاً: «عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك». وكان (ع) يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع، وكان أوصل الناس لأهله ورحمه وكان يتفقد فقراء المدينة في الليل. وفي السجود دائماً عن عبد الله الفروي عن أبيه قال: دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح فقال لي: أدن، فدنوت حتى حاذيته، ثم قال لي: أشرف إلى البيت في الدار، فأشرفت. فقال: ما ترى في البيت؟ قلت: ثوباً مطروحاً. فقال: أنظر حسناً. فتأملت ونظرت فتيقنت، فقلت: رجل ساجد. فقال لي: تعرفه؟ قلت: لا. قال: هذا مولاك. قلت: ومن مولاي؟ فقال: تتجاهل عليّ. فقلت: ما أتجاهل ولكني لا أعرف لي مولى. فقال: هذا أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) إني أتفقده الليل والنهار، فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها . وعند تذكر النعمة وعن هشام بن أحمر قال: كنت أسير مع أبي الحسن (ع) في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجداً فأطال وأطال، ثم رفع رأسه وركب دابته. فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود؟!. فقال (ع) : «إنني ذكرت نعمة أنعم الله بها عليّ، فأحببت أن أشكر ربي». ملامح عن شخصيته (ع) المباركة كان الإمام الكاظم (ع) أكثر صلة لرحمه من غيره، وأكثر صلة لفقراء المدينة حتى أنه كان يحمل إليهم كل ليلة الذهب والفضة والخبز والتمر، وهم لايعرفونه، ومن كرمه إعتاق ألف مملوك في سبيل الله عزوجل. وروي عنه (ع) الأحاديث الكثيرة، وكان (ع) أفقه أهل زمانه، وأحفظهم لكتاب الله، وأحسنهم صوتاً لتلاوة القرآن، وكان يتلوه بحزن حتى كان يبكي كل من سمعه، ولقّبه أهل المدينة بزين المجتهدين، وقيل له (ع) الكاظم لما كظمه من الغيظ وصبره على ما لقي من ظلم الظالمين حتى قتل في سجنهم، وكان (ع) يقول: «إني لأستغفر كل يوم خمسة آلاف مرة». وقال الخطيب البغدادي: أخبرنا الحسن بن محمد يحيى العلوي حدثني قال: كان موسى بن جعفر (ع) يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده، روى أصحابنا: أنه دخل مسجد رسول الله (ص) فسجد سجدة في أول الليل وسمع وهو يقول في سجوده: «عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة» فجعل يرددها حتى اصبح. وفي خبر: أن المأمون قال لما رأى الإمام (ع) داخلاً على هارون العباسي: «إذ دخل شيخ مسخّد قد أنهكته العبادة كأنه شن بال، قد كُلِم من السجود وجهه وأنفه». وقد ورد في الصلوات الواردة على الإمام الكاظم (ع) : «حليف السجدة الطويلة والدموع الغزيرة». سجن هارون لقد تعرض الإمام الكاظم (ع) إلى الكثير من المعاناة ومن ظلم الطغاة في عصره، حتى اشتهر (ع) باسم الكاظم للغيظ، على إثر ما لاقاه من ظلم الحكام والناصبين والحاقدين على أهل بيت النبوة (ع) . في شهادته (ع) مسموماً لقد قضى الإمام الكاظم (ع) عدة سنين من حياته الشريفة في ظلمات السجون، بعيداً عن أهله وأصحابه وشيعته، وممنوعاً من نشر علومه، فقد أمر هارون العباسي بإلقاء القبض على الإمام (ع) فألقت الشرطة عليه القبض وهو (ع) قائم يصلي عند رأس جده رسول الله (ص) فقطعوا عليه صلاته ولم يمهلوه أن يتمها، فقيدوه في ذلك الحرم الشريف، وهو (ع) يشكو إلى جده قائلاً: «إليك أشكو يا رسول الله (ص) ». فسير بالإمام (ع) معتقلاً إلى البصرة، فلما انتهوا به (ع) إلى البصرة دفعوه إلى عيسى بن أبي جعفر فحبسه.. فتفرغ الإمام (ع) في الحبس للعبادة وأقبل على عبادة الله فارغ البال، يقضي أغلب أوقاته في الصلاة والسجود والدعاء.. واعتبر تفرغه للعبادة من أعظم نعم الله التي منحها له، فكان (ع) يشكر الله على تلك الحالة، ويدعو بهذا الدعاء: «اللهم إنك تعلم إني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم وقد فعلت فلك الحمد». فأوعز هارون العباسي إلى عيسى في البصرة يطلب منه اغتيال الإمام (ع) وقتله!، فكتب إليه عيسى طلب إعفاءه من ذلك وقال: قد اختبرت طول مقامه بمن حبسته معه عيناً عليه... فلم يكن منه سوء قط، ولم يكن عنده تطلع إلى ولاية ولا خروج ولا شيء من أمر الدنيا... فإن رأى الأمير أن يعفيني من أمره، أو ينفذ من يتسلمه مني، وإلا سرحت سبيله. فأمره هارون بحمل الإمام (ع) إلى بغداد. فحُمل (ع) إلى بغداد مقيداً... فانتهوا به إلى بغداد وأخبروا هارون بذلك، فأمر باعتقاله (ع) عند الفضل ابن الربيع، فبقي عنده مدة طويلة. فأراده هارون على شيء من أمره، فأبى، فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل ابن يحيى، فتسلمه منه وجعله في بعض حجر داره، ووضع عليه الرصد وكان (ع) مشغولا بالعبادة، يحيي الليل كله صلاة وقراءة للقرآن ودعاء واجتهاداً، ويصوم النهار في أكثر الأيام ولا يصرف وجهه من المحراب. فوسّع عليه الفضل بن يحيى و أكرمه. فاتصل ذلك بهارون وهو بالرقة، فكتب إليه ينكر عليه توسعته على موسى (ع) ، ويأمره بقتله، فتوقف عن ذلك، ولم يقدم عليه. فاغتاظ هارون لذلك، ودعا مسرورا الخادم فقال له: اخرج على البريد في هذا الوقت إلى بغداد، وادخل من فورك على موسى بن جعفر (ع) فإن وجدته في دعة ورفاهية، فأوصل هذا الكتاب إلى العباس بن محمد ومره بامتثال ما فيه، وسلم إليه كتابا آخر إلى السندي بن شاهك يأمره فيه بطاعة العباس بن محمد. فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد، ثم دخل على موسى بن جعفر (ع) فوجده على ما بلغ هارون، فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي بن شاهك، فأوصل الكتابين إليهما، فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى فركب معه وخرج مشدوها دهشا، حتى دخل على العباس بن محمد فدعا العباس بسياط وعقابين وأمر بالفضل فجرد وضربه السندي بين يديه مائة سوط وخرج متغير اللون خلاف ما دخل، وجعل يسلم على الناس يمينا و شمالا. فأمر هارون بتسليم موسى (ع) إلى السندي بن شاهك. يقول الفضل بن الربيع: قد أرسلوا إليّ غير مرة يأمرونني بقتله، فلم أجبهم إلى ذلك، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني. وعلى رغم محاولات هارون العباسي لكنه شاع ذكر الإمام (ع) وانتشرت فضائله ومآثره في بغداد وفي كثير من البلاد الإسلامية، فضاق هارون من ذلك وعزم على قتل الإمام (ع) ، فلم يجد شريراً أسوء من (السندي بن شاهك)، فنقل الإمام (ع) إلى سجنه، وأمره بالتضييق عليه، فبالغ السندي في أذى الإمام (ع) والتضييق عليه، ثم أمره هارون بأن يقتل الإمام (ع) بالسم، فناوله رطباً مسموماً، فقضى الإمام (ع) نحبه مظلوماً مسموماً شهيداً ][`~*¤!||!¤*~`][ومن أقواله عليه السلام][`~*¤!||!¤*~`][ (( الزهد حقيق في هذا )) وقال (ع) لما حضر عند قبر من القبور: «إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، وإن شيئاً هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره». بين الذنب والبلاء وقال (ع) : «كلما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدون». تقسيم الوقت وقال (ع) : «اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله وساعة لأمر المعاش وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات، لا تحدثوا أنفسكم بفقرٍ ولا بطول عمرٍ، فإنه من حدث نفسه بالفقر بخل، ومن حدثها بطول العمر يحرص، اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروّة وما لاسرف فيه، واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنه روي: ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه». من استوى يوماه وقال (ع) : «من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه فهو في نقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة». دًٍمًتُِِّْمً بٌَِخٌِيَرٌٍ ،، نْسٌِِّآلكَمً خٌِآلصٍْ آلدًٍعًٍآء تحيـــــــــــــــــــ عاشقة آل البيت(ع) ــــــــــــــــــاتي |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
~ مراقبة سابقة ~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: في الدولة المهدويه
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بِـسْـمِ اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ (( الإمام علي بن موسى الرضا (ع) الإمام الرضا (ع) في سطور الاسم: علي (ع) . الأب: الإمام الكاظم (ع) . الأم: نجمة، وفي المناقب: أمه أم ولد يقال لها (سكن النوبية)، ويقال: (خيزران المرسية) ويقال: (نجمة رواه) ميثم، ويقال: (صقر) وتسمى (أروى أم البنين)، ولما ولدت الرضا (ع) سماها (الطاهرة). الكنية: أبو الحسن، والخاص أبو علي. الألقاب: الرضا ، الصابر، الفاضل، الرضي، قرة عين المؤمنين، سراج الله، نور الهدى، كفو الملك، رب السرير، والصديق. نقش الخاتم: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) . مكان الولادة: المدينة المنورة. زمان الولادة: الخميس 11/ ذي القعدة / 148هـ(6)، أو يوم الجمعة، وقيل: يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة 153هـ(7) وروى الإربلي: أما ولادته (ع) ففي حادي عشر ذي الحجة سنة 153هـ بعد وفاة جده أبي عبد الله جعفر (ع) بخمس سنين. مدة العمر الشريف: 49 سنة. مدة الإمامة: عشرون سنة. مكان الشهادة: خراسان. زمان الشهادة: آخر شهر صفر 203 هجرية، وقيل 202هجرية. القاتل: المأمون العباسي. وسيلة القتل: العنب المسموم، وفي كشف الغمة: ماء الرمان ، المسموم. المدفن: أرض طوس بخراسان حيث مزاره الآن، في القبة التي فيها هارون إلى جانبه مما يلي القبلة . الإمام الصادق (ع) يصفه عن يزيد بن سليط في حديث عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال مشيراً إلى أولاده: «هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم ـ وأشار إلى موسى بن جعفر (ع) ـ وفيه العلم والحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم...». ثم قال: «يخرج الله عزوجل منه غوث هذه الأمة وغياثها، وعلمها ونورها، وفهمها وحكمها، وخير مولود وخير ناشئ، يحقن الله به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلمّ به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن به الخائف، وينزل به القطر، ويأتمر به العباد، خير كهل وخير ناشئ، يبشر به عشيرته قبل أوان حلمه، قوله حكم، وصمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه». الولادة المباركة عن السيدة نجمة (ع) والدة الإمام الرضا (ع) أنها قالت: «لما حملت بابني لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتحميداً من بطني، فيفزعني ذلك، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً، فلما وضعته وقع إلى الأرض واضعاً يده على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم، فدخل إليّ أبوه موسى بن جعفر (ع) فقال لي: هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربك. فناولته إياه في خرقة بيضاء، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات وحنكه به، ثم رده إليّ فقال: خذيه فإنه بقية الله في أرضه». من كراماته ومعجزاته (ع) ولاية العهد إن المأمون العباسي لما رأى ضعف الدولة العباسية لكثرة الحروب الداخلية، ولمعرفة الناس بأن بني العباس قد غصبوا الخلافة التي هي حق آل محمد وأهل بيته الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) ورأى المكانة الكبيرة التي يمتاز بها الإمام الرضا (ع) خاف على ملكه، فأخذ يحتال للسيطرة على الأمور، حيث لم يكن بإمكانه أن يسجن الإمام (ع) ويقتله كما سجن أبوه هارون العباسي من قبل الإمام موسى بن جعفر (ع) . فرأى أفضل طريقة للسيطرة على الأمور هو أن يتظاهر بحب أهل البيت (ع) وحب الإمام الرضا (ع) ، ويدعو الإمام إلى خراسان ويعرض عليه الخلافة، فإذا لم يقبل أجبره على قبول ولاية العهد، ثم يقضي على الإمام (ع) بالسم، فتلتبس الأمور على الناس. فدعا المأمون الإمام (ع) إلى خراسان وأجبره على الخروج من المدينة، فأخذ الإمام (ع) يودع أهله وعياله ويبكي ويقول: هذا سفر لا رجعة فيه والملتقى يوم القيامة عند الله عزوجل. فلما وصل الإمام الرضا (ع) إلى خراسان عرض المأمون عليه السلطة فلم يقبل الإمام (ع) بذلك، ثم عرض عليه ولاية العهد فلم يقبل أيضا. فأجبر الإمام (ع) وهدده بالقتل!. فرضي الإمام (ع) كارهاً لذلك، وشرط على المأمون شروطاً أدت إلى فضح المأمون وكشفت عن حيلته وخداعه للناس، حيث شرط الإمام (ع) أن لايتدخل في أي أمر حكومي، ولا ينصب أحداً، ولا يعزل شخصاً أبداً، إلى غير ذلك من الشروط، وكانت النتيجة في صالح الإمام (ع) وقد عرف الناس أن الحق في مذهب أهل البيت (ع) دون غيره. في طريقه (ع) إلى خراسان قد مر الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في سفره إلى خراسان على العديد من البلاد التي وقعت في طريقه، وكان الناس يجتمعون حوله لكي يستضيئوا بنور وجهه ويهتدوا بهديه، ويروا ملامح رسول الله (ص) في وجهه المشرق، وكانوا يطلبون منه أن يحدثهم بحديث عن رسول الله (ص) وآبائه الأطهار (ع) . فلما وصل الإمام (ع) إلى نيسابور، اجتمع عنده عشرات الآلاف وعد من المحابر أربع وعشرون ألفاً ... فحدثهم بحديث (سلسلة الذهب)، وقال (ع) : «حدثني أبي موسى بن جعفر الكاظم ? قال: حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق ? قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر ? قال: حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين ? قال: حدثني أبي الحسين بن علي شهيد أرض كربلاء ? قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) شهيد أرض الكوفة قال: حدثني أخي وابن عمي محمد رسول الله (ص) قال: حدثني جبرئيل (ع) قال: سمعت رب العزة سبحانه وتعالى يقول: كلمة لا إله إلا الله حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي». فقال الراوي: صدق الله وصدق جبرئيل وصدق رسول الله (ص) وصدق الأئمة? . ثم قال (ع) : بشروطها، وأنا من شروطها» . في شهادته (ع) مسموماً عن أبي الصلت الهروي قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) إذ قال لي: «يا أبا الصلت أدخل هذه القبة التي فيها قبر هارون فأتني بتراب من أربع جوانبها». قال: فمضيت فأتيت به. فلما مثلت بين يديه قال لي: «ناولني من هذا التراب» وهو من عند الباب، فناولته فأخذه وشمه ثم رمى به. ثم قال: «سيحفر لي ههنا قبر وتظهر صخرة لو جمع عليها كل معول بخراسان لم يتهيأ قلعها». ثم قال في الذي عند الرجل والذي عند الرأس مثل ذلك. ثم قال: «ناولني هذا التراب فهو من تربتي». ثم قال: «سيحفر لي في هذا الموضع فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل وأن يشق لي ضريحة فإن أبوا إلا أن يلحدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً، فإن الله عز وجل سيوسعه لي ما شاء، فإذا فعلوا ذلك فإنك ترى عند رأسي نداوة، فتكلم بالكلام الذي أعلمك فإنه ينبع الماء حتى يمتلئ اللحد وترى فيه حيتاناً صغاراً فتفتت لها الخبز الذي أعطيك فإنها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة، فالتقطت الحيتان الصغار حتى لا يبقى منها شيء ثم تغيب، فإذا غابت فضع يدك على الماء وتكلم بالكلام الذي أعلمك، فإنه ينضب ولا يبقى منه شيء ولا تفعل ذلك إلا بحضرة المأمون.. ثم قال (ع) : «يا أبا الصلت، غداً أدخل إلى هذا الفاجر فإن خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلم أكلمك، وإن خرجت وأنا مغطى الرأس فلا تكلمني». قال أبو الصلت: فلما أصبحنا من الغد لبس (ع) ثيابه وجلس في محرابه ينتظر، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال له: أجب الأمير. فلبس (ع) نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه حتى دخل على المأمون وبين يديه طبق عنب، وأطباق فاكهة بين يديه وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه. فلما بصر المأمون بالرضا (ع) وثب إليه وعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه ثم ناوله العنقود، وقال: يا ابن رسول الله هل رأيت عنباً أحسن من هذا؟ فقال الرضا: «ربما كان عنباً حسناً يكون من الجنة». فقال له: كل منه. فقال له الرضا (ع) : «أو تعفيني منه؟». فقال: لابد من ذلك، ما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشيء؟ فتناول العنقود فأكل منه ثم ناوله.. فأكل منه الرضا (ع) ثلاث حبات ثم رمى به وقام. فقال له المأمون: إلى أين؟ قال: «إلى حيث وجهتني». وخرج (ع) مغطى الرأس، فلم أكلمه حتى دخل الدار، ثم أمر أن يغلق الباب، فغلق ثم نام على فراشه.. فمكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً، فبينما أنا كذلك إذ دخل عليّ شاب حسن الوجه، قطط الشعر، أشبه الناس بالرضا (ع) ، فبادرت إليه فقلت له: من أين دخلت والباب مغلق؟ فقال: «الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق». فقلت له: ومن أنت؟ فقال لي: «أنا حجة الله عليك، يا أبا الصلت أنا محمد بن علي». ثم مضى نحو أبيه (ع) فدخل، وأمرني بالدخول معه، فلما نظر إليه الرضا (ع) وثب إليه وعانقه، وضمه إلى صدره، وقبّل ما بين عينيه، ثم سحبه سحباً إلى فراشه، وأكبّ عليه محمد بن علي (ع) يقبّله ويساره بشيء لم أفهمه، ورأيت على شفتي الرضا (ع) زبداً أشد بياضاً من الثلج، ورأيت أبا جعفر يلحسه بلسانه، ثم أدخل يده بين ثوبه وصدره، فاستخرج منها شيئاً شبيهاً بالعصفور فابتلعه أبو جعفر، وقضى الرضا (ع) . فقال أبو جعفر (ع) : «قم يا أبا الصلت فائتني بالمغتسل والماء من الخزانة». فقلت: ما في الخزانة مغتسل ولا ماء. فقال: «ائتمر بما آمرك به». فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل وماء، فأخرجته وشمرت ثيابي لأغسله معه، فقال لي: «تنح يا أبا الصلت، فإن لي من يعينني غيرك»، فغسله. ثم قال لي: «ادخل الخزانة فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه وحنوطه». فدخلت، فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة، فحملته إليه، فكفنه وصلى عليه، ثم قال: «ائتني بالتابوت». فقلت: أمضي إلى النجار حتى يصلح تابوتاً. قال: «قم، فإن في الخزانة تابوتاً». فدخلت الخزانة فإذا فيه تابوتاً لم أر مثله [ لم أره قط ]، فأتيته فأخذ الرضا (ع) بعد أن كان صلى عليه، فوضعه في التابوت وصف قدميه، وصلى ركعتين لم يفرغ منهما حتى علا التابوت وانشقّ السقف، فخرج منه التابوت ومضى. فقلت: يا ابن رسول الله الساعة يجيئنا المأمون فيطالبني بالرضا (ع) فما أصنع؟ فقال: «اسكت فإنه سيعود يا أبا الصلت، ما من نبي يموت في المشرق ويموت وصيه بالمغرب إلا جمع الله عزوجل بين أرواحهما وأجسادهما». فما تم الحديث حتى انشق السقف ونزل التابوت، فقام (ع) فاستخرج الرضا (ع) من التابوت ووضعه على فراشه، كأنه لم يغسل، ولم يكفن، وقال: «يا أبا الصلت، قم فافتح الباب للمأمون». ففتحت الباب فإذا المأمون والغلمان بالباب، فدخل باكياً حزيناً! قد شق جيبه ولطم رأسه! وهو يقول: يا سيداه، فجعت بك يا سيدي، ثم دخل وجلس عند رأسه، وقال: خذوا في تجهيزه، وأمر بحفر القبر. فحضرت الموضع وظهر كل شيء على ما وصفه الرضا (ع) ، فقال بعض جلسائه: ألست تزعم أنه (ع) إمام. قال: نعم، قال: لا يكون إلا مقدم الرأس، فأمر أن يحفر له في القبلة. فقلت: أمرني أن أحفر له سبع مراقي، وأن أشق له ضريحه. فقال: انتهوا إلى ما يأمركم به أبو الصلت، سوى الضريحة، ولكن يحفر ويلحد، فلما رأى ما ظهر من النداوة والحيتان وغير ذلك، قال المأمون: لم يزل الرضا (ع) يرينا عجائبه في حياته حتى أراناها بعد وفاته. وهذه بعض أقواله عليه السلام (( العقل والجهل )) قال الإمام الرضا (ع) : «صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله». مما يبغضه الله وقال (ع) : «إن الله يبغض القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال». كيف أصبحت وقيل له (ع) كيف أصبحت؟ فقال (ع) : «أصبحت بأجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا، ولا ندري ما يفعل بنا». الرضى بالقليل وقال (ع) : «من رضي من الله عز وجل بالقليل من الرزق رضي منه بالقليل من العمل». من بكى علينا وقال (ع) : «من تذكّر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب». البكاء على الحسين (ع) وقال (ع) : «فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحطّ الذّنوب العظام». ثم قال (ع) : «كان أبي (ع) إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّامٍ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الّذي قتل فيه الحسين (ع) » . زيارة قبر أبي (ع) وقال (ع) : «من زار قبر أبي ببغداد كمن زار قبر رسول اللّه (ص) وقبر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) إلا أنّ لرسول اللّه ولأمير المؤمنين (صلوات الله عليها) فضلهما». مما ينفي الفقر وقال (ع) : «إسراج السّراج قبل أن تغيب الشّمس ينفي الفقر». دًٍمًتُِِّْمً بٌَِخٌِيَرٌٍ ،، نْسٌِِّآلكَمً خٌِآلصٍْ آلدًٍعًٍآء تحيـــــــــــــــــــ عاشقة آل البيت(ع) ــــــــــــــــــاتي |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
~ مراقبة سابقة ~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: في الدولة المهدويه
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بِـسْـمِ اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ (( الإمام محمد بن علي الجواد (ع) )) drawGradient() الإمام الجواد (ع) في سطور الاسم: محمد (ع) . الأب: الإمام الرضا (ع) . الأم: سبيكة . الكنية: أبو جعفر الثاني والخاص أبو علي . الألقاب: التقي، الجواد، المختار، المنتجب، المرتضى، القانع، العالم، النجيب، المتوكل، المتقي، الزكي. الأوصاف: أبيض معتدل، وقيل: شديد الأدمة. نقش الخاتم: نعم القادر الله. مكان الولاد: المدينة المنورة. زمان الولادة: 10/ رجب / 195 للهجرة. مدة العمر: خمس وعشرون سنة. مدة الإمامة: 17 سنة. مكان الشهادة: بغداد. زمان الشهادة: يوم السبت / آخر ذي القعدة / 220 هجري. القاتل: المعتصم، وذلك بواسطة زوجة الإمام (ع) أم الفضل بنت المأمون العباسي. وسيلة القتل: السم. المدفن: دفن بجنب جده الإمام الكاظم (ع) في الكاظمية. شبيه عيسى ابن مريم (ع) عن حكيمة بنت الإمام موسى الكاظم (ع) أنها قالت: لما حضرت ولادة الخيزران أم أبي جعفر (ع) دعاني الرضا (ع) فقال لي: «يا حكيمة أحضري ولادتها وادخلي وإياها والقابلة بيتاً»، ووضع لنا مصباحاً وأغلق الباب علينا.. فلما أخذها الطلق، طفئ المصباح وبين يديها طست، فاغتممت بطفئ المصباح، فبينما نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر (ع) في الطست، وإذ عليه شيء رقيق كهيئة الثوب، يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه، فأخذته فوضعته في حجري ونزعت عنه ذلك الغشاء.. فجاء الرضا (ع) ففتح الباب وقد فرغنا من أمره، فأخذه فوضعه في المهد، وقال لي: «يا حكيمة ألزمي مهده». قالت: فلما كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثم نظر يمينه ويساره ثم قال: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله». فقمت ذعرة فزعة، فأتيت أبا الحسن (ع) فقلت له: لقد سمعت من هذا الصبي عجباً. فقال: «وما ذاك؟». فأخبرته الخبر. فقال: «يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر». شبيه موسى بن عمران عن كليم بن عمران أنه قال: قلت للرضا (ع) : ادع الله أن يرزقك ولداً. فقال: «إنما أرزق ولداً واحداً وهو يرثني». فلما ولد أبو جعفر (ع) قال الرضا (ع) لأصحابه: «قد ولد لي شبيه موسى ابن عمران فالق البحار، وشبيه عيسى ابن مريم قدست أم ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة». ثم قال الرضا (ع) : «يقتل غصباً فيبكى له وعليه أهل السماء، ويغضب الله تعالى على عدوّه وظالمه، فلا يلبث إلا يسيراً حتى يعجّل الله به إلى عذابه الأليم وعقابه الشديد». وكان (ع) طول ليلته يناغيه في مهده. من عظيم فضائله (ع) عن أبي يحيى الصنعاني قال: كنت عند أبي الحسن الرضا (ع) فجيء بابنه أبي جعفر (ع) وهو صغير، فقال: «هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه» ما صنع بأمي الزهراء (ع) عن زكريا بن آدم قال: إني لعند الرضا (ع) إذ جيء بأبي جعفر (ع) له وسنّه أقل من أربع، فضرب بيده إلى الأرض ورفع رأسه إلى السماء وهو يفكر، فقال له الرضا (ع) : «بنفسي أنت لم طال فكرك؟». فقال: «فيما صنع بأمي فاطمة، أمَ والله لأخرجنّهما ثم لأحرقنهما ثم لأذرينهما ثم لأنسفنهما في اليم نسفاً». فاستدناه (ع) وقبل ما بين عينيه ثم قال: «أنت لها» (يعني الإمامة). من كرمه (ع) كان الإمام الجواد (ع) يبعث إلى المدينة كل عام بأكثر من ألف ألف درهم. وأتاه رجل فقال له: أعطني على قدر مروءتك. فقال (ع) : «لا يسعني». فقال: على قدري. فقال (ع) : «أما ذا فنعم، يا غلام أعطه مائة دينار». بعض كراماته ومعاجزه (ع) سمّه أحمد حج إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر (ع) ، قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشرة مسائل لأسأله عنها وكان لي حمل، فقلت: إذا أجابني عن مسائلي سألته أن يدعو الله لي أن يجعله ذكراً. فلما سألته الناس قمت والرقعة معي لأسأله عن مسائلي، فلما نظر إليّ قال لي: «يا أبا يعقوب سمّه أحمد». فولد لي ذكراً فسميته أحمد. دفاعاً عن المظلوم عن علي بن جرير قال: كنت عند أبي جعفر (ع) جالساً وقد ذهبت شاة لمولاة له، فأخذوا بعض الجيران يجرونهم إليه يقولون: انتم سرقتم الشاة. فقال لهم أبو جعفر: «ويلكم خلوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم، الشاة في دار فلان، فأخرجوها من داره». فخرجوا فوجدوها في داره. فأخذوا الرجل وضربوه وخرقوا ثيابه وهو يحلف أنه لم يسرق هذه الشاة، إلى أن صاروا به إلى أبي جعفر (ع) فقال: «ويحكم ظلمتم الرجل، فإن الشاة دخلت داره وهو لا يعلم». ثم دعاه فوهب له شيئاً بدل ما خرق من ثيابه وضربه. مع بنت المأمون عن حكيمة بنت الرضا (ع) قالت: لما توفي أخي محمد بن الرضا (ع) صرت يوماً إلى امرأته أم الفضل بسبب احتجت إليها فيه، قالت: فبينا نحن نتذاكر فضل محمد (ع) وكرمه وما أعطاه الله من العلم والحكمة، إذا قالت امرأته أم الفضل: يا حكيمة، أخبرك عن أبي جعفر بن الرضا (ع) بأعجوبة لم يسمع أحد مثلها. قلت: وما ذاك؟ قالت: إنه كان ربما أغارني مرة بجارية ومرة بتزويج فكنت أشكو إلى المأمون فيقول: يا بنية، احتملي فإنه ابن رسول الله ‚ فبينا أنا ذات ليلة جالسة إذ أتت امرأة، فقلت: من أنت وكأنها قضيب بان أو غصن خيزران؟ قالت: أنا زوجة لأبي جعفر. قلت: من أبو جعفر؟ قالت: محمد بن الرضا (ع) وأنا امرأة من ولد عمار بن ياسر. قالت: فدخل عليَّ من الغيرة ما لم أملك نفسي فنهضت من ساعتي فصرت إلى المأمون وقد كان ثملاً من الشراب، وقد مضى من الليل ساعات فأخبرته بحالي وقلت: إنه يشتمني ويشتمك ويشتم العباس وولده!. قالت: وقلت ما لم يكن، فغاظه ذلك مني جداً ولم يملك نفسه من السكر، وقام مسرعاً، فضرب بيده إلى سيفه وحلف أنه يقطعه بهذا السيف ما بقي في يده وصار إليه. قالت: فندمت عند ذلك، وقلت في نفسي: ما صنعت هلكت وأهلكت. قالت: فعدوت خلفه لأنظر ما يصنع، فدخل إليه وهو نائم، فوضع فيه السيف فقطعه قطعة قطعة، ثم وضع السيف على حلقه فذبحه وأنا أنظر إليه وياسر الخادم، وانصرف وهو يزبد مثل الجمل. قالت: فلما رأيت ذلك هربت على وجهي حتى رجعت إلى منزل أبي فبت بليلة لم أنم فيها إلى أن أصبحت، قالت: فلما أصبحت دخلت إلى المأمون وهو يصلي وقد أفاق من السكر. فقلت له: يا أمير، هل تعلم ما صنعت الليلة؟ قال: لا والله، فما الذي صنعت ويلك؟ قلت: فإنك صرت إلى ابن الرضا (ع) وهو نائم فقطعته إرباً إرباً، وذبحته بسيفك، وخرجت من عنده. قال: ويلك ما تقولين؟ قلت: أقول ما فعلت. فصاح: يا ياسر، وقال: ما تقول هذه الملعونة ويلك؟ قال: صدقت في كل ما قالت. قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، هلكنا وافتضحنا، ويلك يا ياسر، بادر إليه فأتني بخبره، فركض إليه ثم عاد مسرعاً فقال: يا أمير البشرى. قال: فما وراءك؟ قال: دخلت إليه فإذا هو قاعد يستاك وعليه قميص ودواج، فبقيت متحيراً في أمره، ثم أردت أن أنظر إلى بدنه هل فيه شي من الأثر فقلت له: أحب أن تهب لي هذا القميص الذي عليك أتبرك به، فنظر إليَّ وتبسم كأنه علم ما أردت بذلك. فقال: «أكسوك كسوة فاخرة». فقلت: لست أريد غير هذا القميص الذي عليك، فخلعه وكشف لي بدنه كله، فو الله، ما رأيت أثراً، فخر المأمون ساجداً ووهب لياسر ألف دينار، وقال: الحمد لله الذي لم يبتلني بدمه. ثم قال: يا ياسر، أما مجيء هذه الملعونة إليَّ وبكاؤها بين يدي فأذكره، وأما مضيي إليه فلست أذكره. فقال ياسر: يا مولاي، والله ما زلت تضربه بسيفك وأنا وهذه ننظر إليك وإليه حتى قطعته قطعة قطعة، ثم وضعت سيفك على حلقه فذبحته وأنت تزبد كما يزبد البعير. فقال: الحمد لله. ثم قال لي: والله لئن عدت بعدها في شيء مما جرى لأقتلنك. ثم قال لياسر: احمل إليه عشرة آلاف دينار، وقد إليه الشهري الفلاني، وسله الركوب إليّ، وابعث إلى الهاشميين والأشراف والقواد ليركبوا معه إلى عندي ويبدؤوا بالدخول إليه والتسليم عليه. ففعل ياسر ذلك، وصار الجميع بين يديه وأذن للجميع بالدخول، وقال: «يا ياسر، هذا كان العهد بيني وبينه؟» قلت: يا ابن رسول الله ‚ ليس هذا وقت العتاب، فو حق محمد وعلي? ما كان يعقل من أمره شيئاً. فأذن للأشراف كلهم بالدخول... ثم قام فركب مع الجماعة وصار إلى المأمون فتلقاه وقبل ما بين عينيه وأقعده على المقعد في الصدر، وأمر أن يجلس الناس ناحية، فخلا به فجعل يعتذر إليه. فقال له أبو جعفر (ع) : «لك عندي نصيحة فاسمعها مني». قال: هاتها. قال: «أشير عليك بترك الشراب المسكر». فقال: فداك ابن عمك قد قبلت نصحك. الأوراق النقدية عن إبراهيم بن سعيد قال: رأيت محمد بن علي (ع) يضرب بيده إلى ورق الزيتون فيصير في كفه ورقاً فأخذت منه كثيراً وأنفقته في الأسواق فلم يتغير. من علامة الإمام عن عمارة بن زيد قال: رأيت محمد بن علي (ع) فقلت له: يا ابن رسول الله ما علامة الإمام؟ قال: «إذا فعل هكذا» ووضع يده على صخرة فبان أصابعه فيها، ورأيته يمدّ الحديدة بغير نار، ويطبع الحجارة بخاتمه. سبيكة من ذهب عن إسماعيل (عياش) بن عباس الهاشمي قال: جئت إلى أبي جعفر (ع) يوم عيده فشكوت إليه ضيق المعاش، فرفع المصلى وأخذ من التراب سبيكة من ذهب، فأعطانيها، فخرجت بها إلى السوق فكان فيها ستة عشر مثقالاً من ذهب. معجزة الفصد عن الحسين بن أحمد التميمي قال: استدعى ـ الإمام الجواد (ع) ـ فاصداً في أيام المأمون، فقال: «أفصدني في العرق الزاهر». فقال له: ما أعرف هذا العرق يا سيدي ولا سمعته، فأراه إياه، فلما فصده خرج منه ماء أصفر فجرى حتى امتلأ الطست، ثم قال: «أمسكه». فأمر (ع) بتفريغ الطست ثم قال: «خل عنه» فخرج دون ذلك، فقال: «شده الآن» فلما شد يده أمر له بمائة دينار فأخذها وجاء إلى بخناس، فحكى له ذلك!. فقال: والله ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطب، ولكن ههنا فلان الأسقف قد مضت عليه السنون فامض بنا إليه، فإن كان عنده علمه وإلا لم نقدر على من يعلمه. فمضينا ودخلا عليه وقص القصص، فاطرق ملياً، ثم قال: يوشك أن يكون هذا الرجل نبياً أو من ذرية نبي. في شهادته (ع) مسموماً جعل المعتصم العباسي يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر (ع) فأشار على ابنة المأمون زوجة الإمام (ع) بأن تسمّه، لأنه وقف على انحرافها عن أبي جعفر (ع) وشدّة غيرتها عليه، لتفضيله أم أبي الحسن ابنه (ع) عليها. فأجابته إلى ذلك وجعلت سماً في عنب رازقي ووضعته بين يديه.. فلما أكل (ع) منه، ندمت وجعلت تبكي، فقال: «ما بكاؤك والله ليضربنك الله بعقر لا ينجبر، وبلاء لا ينستر» فماتت بعلة في أغمض المواضع من جوارحها، صارت ناصوراً فأنفقت مالها وجميع ما ملكته على تلك العلة، حتى احتاجت إلى الاسترفاد. وقبض (ع) مسموماً مظلوماً في سنة عشرين ومائتين من الهجرة في يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجة، وله أربع وعشرون سنة وشهور، لأن مولده كان في سنة خمس وتسعين ومائة، رضوان الله تعالى عليه ..... ومن أقواله سلام الله عليه (( الثقة بالله )) قال الإمام الجواد (ع) : «الثقة بالله تعالى ثمن لكل غال وسلّم إلى كل عال». العمل على غير علم وقال (ع) :«كيف يُضيَّع من الله كافله، وكيف ينجو من الله طالبه، ومن انقطع إلى غير الله وكّله الله إليه، ومن عمل على غير علم ما أفسد أكثر مما يصلح». مصاحبة الشرير وقال (ع) : «إياك ومصاحبة الشرير، فإنه كالسيف يحسن منظره ويقبح أثره» ثلاث خصال للمؤمن وقال (ع) : «المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال: توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه». لا تعادي أحداً وقال (ع) : «لا تعاد أحداً حتى تعرف الذي بينه وبين الله تعالى، فإن كان محسناً لا يسلّمه إليك، وإن كان مسيئاً فإن علمك به يكفيكه فلا تعاده». لا تطع الهوى وقال (ع) : «من أطاع هواه أعطى عدوّه مناه» انظر كيف تكون قال له رجل: أوصني، قال (ع) : «وتقبل» قال:نعم. قال (ع) : «توسد الصبر واعتنق الفقر وارفض الشهوات وخالف الهوى واعلم أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون». لين الجنب وقال (ع) : «ثلاثة يبلغن بالعبد رضوان الله تعالى: كثرة الاستغفار، وخفض الجانب، وكثرة الصدقة». الشركاء في الظلم وقال (ع) : «العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء». حسن الخلق وقال (ع) : «عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه». من أمل إنساناً وقال (ع) : «من أمل إنساناً فقد هابه، ومن جهل شيئاً عابه، والفرصة خلسة، ومن كثر همه سقم جسده». مصيبة الشامت وقال (ع) : «الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت بها». دعائم التوبة وقال (ع) : «التوبة على أربعة دعائم: ندم بالقلب، واستغفار باللسان، وعمل بالجوارح، وعزم أن لا يعود». عمل الأبرار وقال (ع) : «ثلاث من عمل الأبرار: إقامة الفرائض، واجتناب المحارم، واحتراس من الغفلة في الدين». من أدعيته (ع) وكان من دعاء للإمام الجواد (ع) : «يا من لا شبيه له ولا مثال، أنت الله لا إله إلا أنت، ولا خالق إلا أنت، تفني المخلوقين وتبقى أنت، حلمت عمن عصاك، وفي المغفرة رضاك». ومن دعاء له (ع) : «يا ذا الذي كان قبل كل شيء ثم خلق كل شيء ثم يبقى ويفنى كل شيء، يا ذا الذي ليس كمثله شيء، ويا ذا الذي ليس في السماوات العلى ولا في الأرضين السفلى ولا فوقهن ولا تحتهن ولا بينهن إله يعبد غيره لك الحمد حمداً لا يقوى على إحصائه إلا أنت فصل على محمد وآل محمد صلاة لا يقوى على إحصائها إلا أنت» دًٍمًتُِِّْمً بٌَِخٌِيَرٌٍ ،، نْسٌِِّآلكَمً خٌِآلصٍْ آلدًٍعًٍآء تحيـــــــــــــــــــ عاشقة آل البيت(ع) ــــــــــــــــــاتي |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
~ مراقبة سابقة ~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: في الدولة المهدويه
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بِـسْـمِ اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ (( الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) )) الإمام الهادي (ع) في سطور الاسم: علي (ع) . الأب: الإمام الجواد (ع) . الأم: السيدة سمانة المغربية. الكنية: أبو الحسن ، ويقال له (ع) : أبو الحسن الثالث. الألقاب: النقي، الهادي، النجيب، المرتضى، العالم، الفقيه، الناصح، الأمين، المؤتمن، الطيب، المتقي، المتوكل، العسكري، المفتاح. وأشهرها الهادي. الأوصاف: ربع القامة، وسيع الحاجبين، له وجه حسن، يميل إلى الحمرة والبياض. نقش الخاتم: (الله ربي وهو عصمتي من خلقه) . وقيل: نقشه ثلاثة اسطر: (ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، استغفر الله). مكان الولادة: المدينة المنورة، قرية صريا . مدة العمر: 42 سنة وسبعة أشهر، وقيل: إن عمره الشريف 40 سنة. مدة الإمامة: 33 سنة، وقيل: وتسعة أشهر. مكان الشهادة: سر من رأى (سامراء) . زمان الشهادة: 3 / رجب / 254 هـ، وقيل: سنة 250 يوم الاثنين من رجب، وقيل: 8/رجب/254 هـ. القاتل: المعتز العباسي، قتله بالسم. المدفن: مدينة سامراء في العراق حيث مزاره الآن. السجن: عاش الإمام (ع) مدة من عمره الشريف في سجون الظالمين. الوالدة المكرمة كانت والدة الإمام (ع) من المؤمنات القانتات الصادقات الصابرات الخاشعات المتصدقات الصائمات العفيفات الذاكرات لله كثيراً. روى علي بن مهزيار عن الإمام (ع) أنه قال: «أمي عارفة بحقي وهي من أهل الجنة، لا يقربها شيطان مارد، ولا ينالها كيد جبّار عنيد، وهي مكلوءة بعين الله التي لا تنام، ولا تتخلف عن أمهات الصديقين والصالحين». وربما يفهم من هذا الحديث عصمتها الصغرى، كما هو الحال بالنسبة إلى سائر أمهات الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين). تسبيح الإمام (ع) وكان من تسبيحه (ع) : «سبحان من هو دائم لا يسهو، سبحان من هو قائم لا يلهو، سبحان من هو غني لا يفتقر، سبحان الله وبحمده». في كثرة علومه (ع) كان الإمام الهادي (ع) أعلم أهل زمانه، كما هو شأن كل إمام معصوم (ع) ، وكان الناس يسألونه مختلف المسائل فيجيبهم عليها. في معرفة الباري عزوجل عن فتح بن يزيد الجرجاني قال: ضمني وأبا الحسن طريق منصرفي من مكة إلى خراسان وهو سائر إلى العراق، فسمعته وهو يقول: «من اتقى الله يُتقى، ومن أطاع الله يُطاع». قال: فتلطفت إلى الوصول إليه، فسلمت عليه. فرد عليّ السلام وأمرني بالجلوس، وأول ما ابتدأني به أن قال: «يا فتح، من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق، ومن أسخط الخالق فأيقن أن يحل به الخالق سخط المخلوق. وإن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وأنى يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله والخطرات أن تحده والأبصار عن الإحاطة به، جل عما يصفه الواصفون وتعالى عما ينعته الناعتون، نأى في قربه، وقرب في نأيه، فهو في نأيه قريب، وفي قربه بعيد، كيّف الكيف فلا يقال: كيف، وأيّن الأين فلا يقال: أين؛ إذ هو منقطع الكيفية والأينية، هو الواحد الأحد الصمد ] لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ[ فجل جلاله. أم كيف يوصف بكنهه محمد وقد قرنه الجليل باسمه وشركه في عطائه وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته؛ إذ يقول: ] وما نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ[ . وقال يحكي قول من ترك طاعته وهو يعذبه بين أطباق نيرانها وسرابيل قطرانها: ( يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وأَطَعْنَا الرَّسُولا). قال فتح: فخرجت فلما كان الغد تلطفت في الوصول إليه، فسلمت عليه، فرد عليّ السلام. فقلت: يا ابن رسول الله، أتأذن لي في مسألة اختلج في صدري أمرها ليلتي؟ قال: «سل وإن شرحتها فلي، وإن أمسكتها فلي، فصحح نظرك وتثبت في مسألتك، وأصغ إلى جوابها سمعك، ولا تسأل مسألة تعنت، واعتن بما تعتني به، فإن العالم والمتعلم شريكان في الرشد، مأموران بالنصيحة، منهيان عن الغش، وأما الذي اختلج في صدرك ليلتك فإن شاء العالم أنبأك بإذن الله، إن الله لم (يظهر عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) فكل ما كان عند الرسول كان عند العالم، وكل ما اطلع عليه الرسول فقد اطلع أوصياؤه عليه؛ كيلا تخلو أرضه من حجة، يكون معه علم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته. يا فتح، عسى الشيطان أراد اللبس عليك فأوهمك في بعض ما أودعتك، وشككك في بعض ما أنبأتك، حتى أراد أزالتك عن طريق الله وصراطه المستقيم، فقلت من أيقنت أنهم كذا، فهم أرباب، معاذ الله، إنهم مخلوقون مربوبون مطيعون لله، داخرون راغبون، فإذا جاءك الشيطان من قبل ما جاءك فاقمعه بما أنبأتك به». فقلت: جعلت فداك فرجت عني وكشفت ما لبس الملعون عليّ بشرحك، فقد كان أوقع بخلدي أنكم أرباب. قال: فسجد أبو الحسن (ع) وهو يقول في سجوده: «راغما لك يا خالقي، داخرا خاضعا». قال: فلم يزل كذلك حتى ذهب ليلي. ثم قال (ع) : «يا فتح، كدت أن تُهلك وتَهلك، وما ضر عيسى إذا هلك من هلك، فاذهب إذا شئت رحمك الله». قال: فخرجت وأنا فرح بما كشف الله عني من اللبس بأنهم هم، وحمدت الله على ما قدرت عليه، فلما كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متك وبين يديه حنطة مقلوة يعبث بها، وقد كان أوقع الشيطان في خلدي: أنه لا ينبغي أن يأكلوا ويشربوا إذ كان ذلك آفة، والإمام غير مئوف. فقال: «اجلس يا فتح، فإن لنا بالرسل أسوة، كانوا يأكلون ويشربون ] ويَمْشُونَ فِي الأَسْواقِ[ (28) وكل جسم مغذو بهذا، إلا الخالق الرازق؛ لأنه جسم الأجسام، وهو لم يجسم، ولم يجزأ بتناه، ولم يتزايد ولم يتناقص، مبرأ من ذاته ما ركب في ذات من جسمه الواحد الأحد الصمد الذي ] لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ[ (29) منشئ الأشياء، مجسم الأجسام، ] وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[ (30)، ] اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[ (31) الرءوف الرحيم، تبارك وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. لو كان كما يوصف لم يعرف الرب من المربوب، ولا الخالق من المخلوق، ولا المنشئ من المنشأ، ولكنه فرق بينه وبين جسمه، وشيء الأشياء إذ كان لا يشبهه شيء يرى، ولا يشبه شيئا». من كراماته (ع) ومعاجزه ثلاث وسبعون لساناً عن أبي هاشم الجعفري أنه قال: (دخلت على أبي الحسن (ع) فكلمني بالهندية، فلم أحسن أن أرد عليه. وكان بين يديه ركوة ملأى حصى، فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه ومصها ملياً، ثم رمى بها إليّ، فوضعتها في فمي، فوالله، ما برحت مكاني حتى تكلمت بثلاث وسبعين لساناً أولها الهندية) . جنود الإمام (ع) روي: أن المتوكل العباسي أمر عسكره وهم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسر من رأى أن يملأ كل واحد مخلاة فرسه من الطين الأحمر ويجعلوا بعضه على بعض في وسط برية واسعة هناك. ففعلوا، فلما صار مثل جبل عظيم صعد فوقه واستدعى أبا الحسن (ع) وأستصعده وقال: استحضرتك لنظارة خيولي، وكان أمرهم أن يلبسوا التجافيف ويحملوا الأسلحة، وقد عرضوا بأحسن زينة وأتم عدة وأعظم هيبة، وكان غرضه أن يكسر قلب كل من يخرج عليه، وكان خوفه من أبي الحسن (ع) أن يأمر أحداً من أهل بيته أن يخرج عليه. فقال له أبو الحسن (ع) : «وهل تريد أن أعرض عليك عسكري؟» قال: نعم. فدعا الله سبحانه، فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون. فغشي على المتوكل. فلما أفاق قال أبو الحسن (ع) : «نحن لا ننافسكم في الدنيا، نحن مشتغلون بأمر الآخرة فلا عليك شيء مما تظن». مع المتوكل العباسي كان المتوكل يخاف من التفاف الناس حول الإمام (ع) فكان يضيّق عليه ويؤذيه باستمرار، وقد أسكن الإمام (ع) في منطقة العسكر ليراقب تحركاته (ع) من قرب، وربما استدعى الإمام (ع) ليلاً وأمر جلاوزته بأن يهجموا دار الإمام ويأتوا به على حاله!. وقد سُعي إلى المتوكل بالإمام علي (الهادي) بن محمد الجواد ? أن في منزله كتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قم، وإنه (ع) عازم على الوثوب بالدولة. فبعث إليه جماعة من الأتراك. فهجموا داره ليلاً، فلم يجدوا فيها شيئاً، ووجدوه في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرمل والحصى وهو متوجّه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن. فحُمل على حاله تلك إلى المتوكل وقالوا له: لم نجد في بيته شيئاً ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة.. وكان المتوكل جالساً في مجلس الشرب فدخل (ع) عليه والكأس في يده، فلما رأى المتوكل الإمام (ع) هابه وعظمه وأجلسه إلى جانبه، وناوله الكأس التي كانت في يده! فقال (ع) : «والله ما يخامر لحمي ودمي قط، فاعفني». فأعفاه. فقال المتوكل: أنشدني شعراً. فقال (ع) : إني قليل الرواية للشعر. فقال: لابد. فأنشده (ع) وهو جالس عنده: باتوا على قلل الأجبال تحـــرسـهم غلب الرجال فلم تنفعهم القــــــلل واستنـزلوا بعد عز من معاقـــلهم وأسكنوا حفراً يا بئسما نزلــــــوا ناداهم صارخ من بعد دفنـــــــــهم أين الأساور والتيجان والحـــــلل أين الوجوه التي كانت منعـــــــمة من دونها تضرب الأستـار والكلل فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم تلك الوجوه عليها الــــدود تقتـــتل قد طال ما أكلوا دهراً وقد شربوا وأصبحوا اليوم بعد الأكل قد اُكلوا قال: فبكى المتوكل حتى بلّت لحيته دموع عينيه. وبكى الحاضرون. ودفع المتوكل إلى الإمام الهادي (ع) أربعة آلاف دينار ثم رده إلى منزله مكرماً . خان الصعاليك عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبي الحسن (ع) فقلت له: جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك، حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع، خان الصعاليك؟ فقال: «ههنا أنت يا ابن سعيد» ثم أومأ بيده وقال: «انظر». فنظرت، فإذا أنا بروضات آنقات وروضات ناصرات فيهن خيرات عطرات، وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون وأطيار وظباء وأنهار تفور، فحار بصري والهاً، وحسرت عيني. فقال (ع) : «حيث كنا فهذا لنا عتيد ولسنا في خان الصعاليك». في شهادته (ع) مسموماً توفي الإمام الهادي (ع) مسموماً شهيداً مظلوماً كآبائه الطاهرين (ع) وكان ذلك على يد المعتمد العباسي، في يوم الثلاثاء الثالث من رجب سنة 254هـ ، وقيل: يوم الاثنين لثلاث بقين من جمادى الآخرة نصف النهار، وله يومئذٍ أربعون سنة، وقيل: واحد وأربعون وسبعة أشهر. وقد دفن في بيته بسامراء حيث مرقده الآن. ولما توفي الإمام (ع) حضر جميع الأشراف والأمراء لتشييع جنازته الطاهرة، وشق الإمام العسكري (ع) جيبه، ثم انصرف إلى غسله وتكفينه ودفنه، ودفنه في الحجرة التي كانت محلاً لعبادته، واعترض بعض الجهلة على الإمام في أن شق الجيب لا يناسب شأنك، فوقع (ع) إلى من قال ذلك: «يا أحمق وما يدريك ما هذا، قد شق موسى على هارون». ولعل قوله (ع) بهذا التعبير للدلالة على مدى أهمية العزاء لأهل البيت (ع) وتعظيم شعائرهم المقدسة. دًٍمًتُِِّْمً بٌَِخٌِيَرٌٍ ،، نْسٌِِّآلكَمً خٌِآلصٍْ آلدًٍعًٍآء تحيـــــــــــــــــــ عاشقة آل البيت(ع) ــــــــــــــــــاتي |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
~ مراقبة سابقة ~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: في الدولة المهدويه
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بِـسْـمِ اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ (( الإمام الحسن بن علي العسكري (ع) )) الاسم: الحسن (ع) . الأب: الإمام الهادي (ع) . الأم: حُدَيث، وقيل: سوسن، وقيل: سليل، وكانت من العارفات الصالحات. الكنية: أبو محمد. وكان (ع) هو وأبوه وجده (ع) يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا. الألقاب: العسكري، الزكي، الخالص، الهادي، المهتدي، النقي، الصامت، الرفيق، السراج، المضيء، الشافي، المرضي. الأوصاف: بين السمرة والبياض(4)، أعين، حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، له جلالة وهيبة. نقش الخاتم: (سبحان من له مقاليد السماوات والأرض) . مكان الولادة: المدينة المنورة، وقيل: سر من رأى. زمان الولادة: يوم الجمعة 8 / ربيع الآخر/ 232 هجري، وقيل: عام 231هـ. مدة العمر الشريف: 28 سنة، وقيل: 29 سنة. مدة الإمامة: 6 سنوات، وقيل: 5 سنوات وثمانية أشهر وثلاثة عشر يوماً . مكان الشهادة: مدينة سامراء (سر من رأى). زمان الشهادة: يوم الجمعة 8 / ربيع الأول / 260 هجرية. القاتل: قتله (ع) المعتضد بالله العباسي بالسم، وروي عن الصدوق ƒ أنه سمّه المعتمد العباسي. المدفن: سامراء / العراق ، دفن مع أبيه الإمام الهادي (ع) في داره. وقد عاش (ع) مدة من عمرة الشريف في سجون الظالمين. ومن آثاره (ع) : كتاب التفسير. وكان بوابه: عثمان بن سعيد العمري، والحسين بن روح النوبختي. علومه الكثيرة كان الإمام العسكري (ع) أعلم أهل زمانه في كل العلوم، خاصة ما يرتبط بالشريعة الإسلامية وتفسير القرآن الحكيم. وهكذا كان (ع) أكثر علماً من غيره حتى في علم الطب وما أشبه. عن محمد بن الحسن المكفوف قال: حدثني بعض أصحابنا عن بعض فصّادي العسكر من النصارى: أن أبا محمد (ع) بعث إليّ يوماً في وقت صلاة الظهر، فقال لي:«افصد هذا العرق». قال: وناولني عرقاً لم أفهمه من العروق التي تفصد، فقلت في نفسي: ما رأيت أمراً أعجب من هذا، يأمرني أن أفصد في وقت الظهر وليس بوقت فصد، والثانية عرق لا أفهمه. ثم قال لي: «انتظر وكن في الدار». فلما أمسى دعاني وقال لي: «سرِّح الدم» فسرحت. ثم قال لي: «أمسك» فأمسكت. ثم قال لي: «كن في الدار»، فلما كان نصف الليل أرسل إليّ وقال لي: «سرِّح الدم». قال: فتعجبت أكثر من عجبي الأول، وكرهت أن أسأله، قال: فسرحت، فخرج دم أبيض كأنه الملح. قال: ثم قال لي: «احبس». قال: فحبست. قال: ثم قال: «كن في الدار»، فلما أصبحت أمر قهرمانه أن يعطيني ثلاثة دنانير فأخذتها وخرجت حتى أتيت ابن بختيشوع النصراني، فقصصت عليه القصة. قال: فقال لي: والله ما أفهم ما تقول ولا أعرفه في شيء من الطب، ولا قرأته في كتاب، ولا أعلم في دهرنا أعلم بكتب النصرانية من فلان الفارسي، فاخرج إليه. قال: فاكتريت زورقاً إلى البصرة وأتيت الأهواز، ثم صرت إلى فارس ـ إلى صاحبي ـ فأخبرته الخبر. قال: وقال: انظرني أياماً. فانظرته ثم أتيته متقاضياً. قال: فقال لي: إن هذا الذي تحكيه عن هذا الرجل فعله المسيح (ع) في دهره مرةً . عبادته (ع) وزهده كان الإمام العسكري (ع) أعبد أهل زمانه، فكان كثير الصلاة والدعاء وتلاوة القرآن والصيام. ما للعب خلقنا روي: أن البهلول رأى الإمام (ع) وهو صبي يبكي، والصبيان يلعبون، فظن أنه يتحسر على ما بأيديهم فقال له: اشتري لك ما تلعب به؟ فقال: «يا قليل العقل ما للعب خلقنا». فقال له: فلماذا خلقنا؟ قال: «للعلم والعبادة». فقال له: ومن أين لك ذلك؟ فقال: «من قوله تعالى: ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لاترجعون)». ثم سأله أن يعظه، فوعظه (ع) بأبيات، ثم خر الحسن (ع) مغشياً عليه، فلما أفاق، قال له: ما نزل بك وأنت صغير لا ذنب لك؟ فقال: «إليك عني يا بهلول، إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تقد إلا بالصغار، وإني أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم». هذا هو الزهد عن كامل بن إبراهيم المدني قال في حديث:... فلما دخلت على سيدي أبي محمد ـ العسكري ـ (ع) نظرت إلى ثياب بياض ناعمة، فقلت في نفسي: وليّ الله وحجته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان وينهانا عن لبس مثله! فقال متبسماً: «يا كامل»، وحسر عن ذراعيه فإذا مسح أسود خشن على جلده فقال: «هذا لله وهذا لكم» . عبادته (ع) في السجن روي أنه: دخل العباسيون على صالح بن وصيف ودخل صالح بن علي وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عندما حبس أبو محمد العسكري (ع) فقال له: ضيّق عليه ولا توسع. فقال لهم صالح: ما أصنع به، وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه، فقد صارا من العبادة والصلاة إلى أمر عظيم، ثم أمر بإحضار الموكلين فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا له: ما نقول في رجل يصوم نهاره ويقوم ليله كله، لا يتكلم ولايتشاغل بغير العبادة، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خاسئين. بعض أدعيته (ع) كان تسبيح الإمام العسكري (ع) في اليوم السادس عشر والسابع عشر من الشهر: «سبحان من هو في علوه دان، وفي دنوه عال، وفي إشراقه منير، وفي سلطانه قوي، سبحان الله وبحمده». وكتب (ع) إلى بعض مواليه (لما طلب منه دعاء) ادع بهذا الدعاء: «يا أسمع السامعين، ويا أبصر المبصرين، ويا انظر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين، صلّ على محمد وآل محمد، وأوسع لي في رزقي، ومد لي في عمري، وأمنن عليّ برحمتك، واجعلني ممن تنتصر به لدينك، ولا تستبدل به غيري». وكان من دعائه (ع) : «بسم الله الرحمن الرحيم، يا عدتي عند شدتي، ويا غوثي عند كربتي، ويا مؤنسي عند وحدتي، احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركتك الذي لا يرام». من معاجزه وكراماته (ع) بين السباع روي أن الإمام أبا محمد العسكري (ع) سُلّم إلى نحريرٍ، فقالت له امرأته: اتق الله فإنك لا تدري من في منزلك، وذكرت عبادته وصلاحه، وأنا أخاف عليك منه. فقال: لأرمينّه بين السباع. ثم استأذن في ذلك، فأذن له، فرمي به إليها ولم تشكّ في أكلها له. فنظروا من الغد إلى الموضع ليعرفوا الحال، فوجدوه قائماً يصلي وهي حوله، فأمر بإخراجه. بساط الأنبياء (ع) عن علي بن عاصم الكوفي الأعمى أنه قال: دخلت على سيدي الإمام الحسن العسكري (ع) فسلمت عليه، فرد عليّ السلام وقال: «مرحباً بك يا ابن عاصم، اجلس، هنيئاً لك يا ابن عاصم أتدري ما تحت قدميك؟» فقلت: يا مولاي إني أرى تحت قدمي هذا البساط كرم الله وجه صاحبه. فقال لي: «يا ابن عاصم اعلم أنك على بساط جلس عليه كثير من النبيين والمرسلين». فقلت: يا سيدي ليتني كنت لا أفارقك ما دمت في دار الدنيا، ثم قلت في نفسي: ليتني كنت أرى هذا البساط. فعلم الإمام (ع) ما في ضميري فقال: «أدن مني». فدنوت فمسح يده على وجهي فصرت بصيراً بإذن الله. ثم قال: «هذا قدم أبينا آدم (ع) وهذا أثر هابيل (ع) وهذا أثر شيث (ع) وهذا أثر إدريس (ع) وهذا أثر هود (ع) وهذا أثر صالح (ع) وهذا أثر لقمان (ع) وهذا أثر إبراهيم (ع) وهذا أثر لوط (ع) وهذا أثر شعيب (ع) وهذا أثر موسى (ع) وهذا أثر داود (ع) وهذا أثر سليمان (ع) وهذا أثر الخضر (ع) وهذا أثر دانيال (ع) وهذا أثر ذي القرنين (ع) وهذا أثر عدنان (ع) وهذا أثر عبد المطلب (ع) وهذا أثر عبد الله (ع) وهذا أثر عبد مناف (ع) وهذا أثر جدي رسول الله (ص) وهذا أثر جدي علي بن أبي طالب (ع) ». قال: علي بن عاصم فأهويت على الأقدام فقبّلتها، وقبّلت يد الإمام (ع) وقلت له: إني عاجز عن نصرتكم بيدي وليس أملك غير موالاتكم والبراءة من أعدائكم واللعن لهم في خلواتي، فكيف حالي يا سيدي؟ فقال (ع) :«حدثني أبي عن جدي رسول الله (ص) قال: من ضعف عن نصرتنا أهل البيت، ولعن في خلواته أعداءنا بلغ الله صوته إلى جميع الملائكة، فكلما لعن أحدكم أعداءنا صاعدته الملائكة ولعنوا من لا يلعنهم، فإذا بلغ صوته إلى الملائكة استغفروا له وأثنوا عليه، وقالوا: اللهم صلّ على روح عبدك هذا الذي بذل في نصرة أوليائه جهده ولو قدر على أكثر من ذلك لفعل، فإذا النداء من قبل الله تعالى يقول: يا ملائكتي إني قد أحببت دعاءكم في عبدي هذا، وسمعت نداءكم وصليت على روحه مع أرواح الأبرار، وجعلته من المصطفين الأخيار». في شهادته (ع) مسموماً توفي الإمام الحسن العسكري (ع) مسموماً شهيداً مظلوماً كآبائه الطاهرين (ع) ، وكان ذلك بالسم الذي ناوله المعتضد العباسي، وقيل: المعتمد العباسي. وقد استشهد في اليوم الثامن من ربيع الأول سنة 260 للهجرة، وكان عمره الشريف تسعاً وعشرين سنة، كان مقامه مع أبيه (ع) ثلاثاً وعشرين سنة وأشهراً وبقي (ع) بعد أبيه خمس سنين وشهوراً. اللحظات الأخيرة قال إسماعيل بن علي: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (ع) في المرضة التي مات فيها وأنا عنده، إذ قال لخادمه عقيد، وكان الخادم أسود نوبياً، خدم من قبله علي بن محمد (ع) وهو ربي الحسن (ع) فقال: «يا عقيد، اغل لي ماء بمصطكي». فأغلى له. ثم جاءت به صقيل الجارية أم الخلف (ع) فلما صار القدح في يديه وهم بشربه فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن (ع) فتركه من يده، وقال لعقيد: «ادخل البيت فإنك ترى صبياً ساجداً فأتني به». قال أبو سهل: قال عقيد: فدخلت أتحرّى، فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء، فسلمت عليه. فأوجز في صلاته. فقلت: إن سيدي يأمرك بالخروج إليه، إذا جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن (ع) . قال أبو سهل: فلما مثل الصبي بين يديه سلّم، وإذا هو دُرّي اللون وفي شعر رأسه قطط، مفلج الأسنان. فلما رآه الحسن (ع) بكى وقال: «يا سيد أهل بيته اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي». وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ثم حرك شفتيه ثم سقاه، فلما شربه، قال: «هيئوني للصلاة». فطرح في حجره منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه. فقال له أبو محمد (ع) : «أبشر يا بنيّ فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجة الله على أرضه، وأنت ولدي ووصيي، وأنا ولدتك، وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وَلدك رسول الله (ص) وأنت خاتم الأوصياء الأئمة الطاهرين، وبَشّر بك رسول الله (ص) وسماك وكناك، وبذلك عهد إليّ أبي عن آبائك الطاهرين، صلى الله على أهل البيت ربنا إنه حميد مجيد»، ومات الحسن بن علي من وقته، صلوات الله عليهم أجمعين )) دًٍمًتُِِّْمً بٌَِخٌِيَرٌٍ ،، نْسٌِِّآلكَمً خٌِآلصٍْ آلدًٍعًٍآء تحيـــــــــــــــــــ عاشقة آل البيت(ع) ــــــــــــــــــاتي |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
~ مراقبة سابقة ~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: في الدولة المهدويه
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بِـسْـمِ اللّهِ الـرَّحْـمـنِ الـرَّحِـيـمِ
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ صاحب العصر والزمان الأمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) الإمام المهدي (ع) في سطور الاسم: محمد (ع) . الأب: الإمام الحسن العسكري (ع) . الأم: السيدة نرجس (ع) . الكنية: أبو القاسم. الألقاب: المهدي، القائم، الخاتم، المنتظر، الحجة، الصاحب، الغريم، صاحب الزمان، صاحب الدار والحضرة، الناحية المقدسة، الرجل، الغلام. الأوصاف: قال أمير المؤمنين علي (ع) على المنبر: «يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان، أبيض مشرب حمرة، مبدح البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان، شامة على لون جلده، وشامة على شبه شامة النبي (ص) ». وقال (ع) : «هو شاب مربوع حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه، ويعلو نور وجهه سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرة الإماء». نقش خاتمه: (أنا حجة الله وخاتمه). مكان الولادة: سامراء ـ العراق. زمان الولادة: ليلة الجمعة 15/شعبان/ 255هـ. مدة العمر: لا يزال حياً بإذن الله تعالى حتى يظهره ليملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً. مدة الإمامة: هو خاتم الأئمة الطاهرين (ع) . محل ظهوره: مكة المكرمة. محل بيعته: بين الركن والمقام. رايته: مكتوب عليها (البيعة لله). غيبته الصغرى: (69) سنة، وقيل: (75) سنة، وكان الإمام (ع) في هذه الفترة يتصل بشيعته عبر سفرائه الأربع، واحداً تلو الآخر كالتالي، الأول: أبو عمرو عثمان بن سعيد، الثاني: ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان، الثالث: أبو القاسم الحسين بن روح، الرابع: أبو الحسن علي بن محمد السمري. غيبته الكبرى: بدأت بعد وفاة السفير الرابع، وهي مستمرة حتى يأذن الله له بالخروج ليملأ الأرض قسطاً وعدلا إن شاء الله تعالى، ولم تكن في هذه الفترة وكالة خاصة أو سفارة أو نيابة، بل أرجع (ع) الشيعة إلى الفقهاء العدول الذين اجتمعت فيهم شرائط التقليد. الولادة المباركة عن السيدة حكيمة عمة الإمام الحسن العسكري (ع) أنها قالت: بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي (ع) فقال: «يا عمة، اجعلي إفطارك الليلة عندنا، فإنها ليلة النصف من شعبان، فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة (ع) وهو حجته في أرضه». قالت: فقلت له: ومن أمه؟ قال لي: «نرجس». قلت له: جعلني الله فداك، والله ما بها أثر؟!. فقال: «هو ما أقول لك». قالت: فجئت فلما سلمت وجلست جاءت تنزع بخفي وقالت لي: يا سيدتي كيف أمسيت؟ فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي. قالت: فأنكرت قولي! وقالت: ما هذا يا عمة؟ فقلت لها: يا بنية، إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة. قالت: فخجلت واستحيت. فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة وأخذت مضجعي فرقدت، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادثة، ثم جلست معقبة، ثم اضطجعت، ثم انتبهت فزعة وهي راقدة، ثم قامت وصلت ونامت. قالت حكيمة: وخرجت أتفقد الفجر وإذا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة، قالت حكيمة: فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو محمد (ع) من المجلس فقال: «لاتعجلي يا عمة، فهاك الأمر قد قرب». وقالت: فجلست وقرأت (ألم السجدة) و(يس)، فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت: اسم الله عليك، ثم قلت لها: تحسين شيئا؟ قالت: نعم يا عمة. فقلت لها: أجمعي نفسك وأجمعي قلبك؛ فهو ما قلت لك. قالت حكيمة: ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة، فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به (ع) ساجدا يتلقى الأرض بمساجده، فضممته إليّ فإذا أنا به نظيف متنظف، فصاح بي أبو محمد (ع) : «هلمي إليّ ابني يا عمة» فجئت به إليه فوضع يديه تحت اليتيه وظهره فوضع قدمه على صدره، ثم أدلى لسانه في فيه وأمرّ يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثم قال: «تكلم يا بني». فقال: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله»، ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة (ع) إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم. ثم قال أبو محمد (ع) : «يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها وائتني به». فذهبت به فسلم ورددته ووضعته (ع) في المجلس ثم قال: «يا عمة إذا كان يوم السابع فائتينا». قالت حكيمة: فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد (ع) وكشفت الستر لأتفقد سيدي (ع) فلم أره فقلت: جعلت فداك ما فعل سيدي؟ فقال: «يا عمة قد استودعناه الذي استودعت أم موسى (ع) ». قالت حكيمة: فلما كان يوم السابع جئت وسلمت وجلست فقال: «هلمي إليّ ابني». فجئت بسيدي (ع) وهو في الخرقة ففعل به ما فعل في الأولى، ثم أدلى لسانه في فيه كأنما يغذيه لبنا أو عسلا ثم قال: «تكلم يا بني». فقال (ع) : «أشهد أن لا إله إلا الله» وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) حتى وقف على أبيه (ع) ثم تلا هذه الآية (بسم الله الرحمن الرحيم ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ & ونُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ ونُرِيَ فِرْعَوْنَ وهامانَ وجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)». قال موسى: فسألت عقبة الخادم عن هذه؟ فقالت: صدقت حكيمة. وعن محمد بن عبد الله الطهوي قال: قصدت حكيمة بنت محمد (ع) بعد مضي أبي محمد (ع) أسألها عن الحجة وما قد اختلف فيه الناس من الحيرة التي هم فيها؟ فقالت لي: اجلس، فجلست ثم قالت: يا محمد ـ إلى أن قالت ـ ولابد للأمة من حيرة يرتاب فيها المبطلون ويخلص فيها المحقون؛ كي لا يكون للخلق على الله حجة وإن الحيرة لابد واقعة بعد مضي أبي محمد الحسن (ع) . فقلت: يا مولاتي هل كان للحسن (ع) ولد؟ فتبسمت ثم قالت: إذا لم يكن للحسن (ع) عقب فمن الحجة من بعده وقد أخبرتك أنه لا إمامة لأخوين بعد الحسن والحسين (ع) ؟ فقلت: يا سيدتي حدثيني بولادة مولاي وغيبته (ع) . قالت: نعم كانت لي جارية يقال لها: نرجس فزارني ابن أخي فأقبل يحدق النظر إليها فقلت له: يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك؟ فقال لها: «لا يا عمة ولكني أتعجب منها». فقلت: وما أعجبك منها؟ فقال (ع) : «سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما». فقلت: فأرسلها إليك يا سيدي؟ فقال: «استأذني في ذلك أبي (ع) ». قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن (ع) فسلمت وجلست، فبدأني (ع) وقال: «يا حكيمة، ابعثي نرجس إلى ابني أبي محمد». قالت: فقلت: يا سيدي على هذا قصدتك على أن أستأذنك في ذلك. فقال لي: «يا مباركة إن الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك في الأجر ويجعل لك في الخير نصيبا». قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزينتها ووهبتها لأبي محمد (ع) وجمعت بينه وبينها في منزلي، فأقام عندي أياما ثم مضى إلى والده (ع) ووجهت بها معه. قالت حكيمة: فمضى أبو الحسن (ع) وجلس أبو محمد (ع) مكان والده وكنت أزوره، كما كنت أزور والده. فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي فقالت: يا مولاتي ناوليني خفك، فقلت: بل أنت سيدتي ومولاتي؛ والله لا أدفع إليك خفي لتخلعيه ولالتخدميني، بل أنا أخدمك على بصري. فسمع أبو محمد (ع) ذلك، فقال: «جزاك الله يا عمة خيرا». فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس، فصحت بالجارية وقلت: ناوليني ثيابي لأنصرف. فقال (ع) : «لا يا عمتا، بيتي الليلة عندنا، فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عزوجل الذي يحيي الله عز وجل به الأرض بعد موتها». فقلت: ممن يا سيدي ولست أرى بنرجس شيئا من أثر الحبل؟ فقال: «من نرجس لا من غيرها». قالت: فوثبت إليها فقلبتها ظهراً لبطن فلم أر بها أثر حبل! فعدت إليه (ع) فأخبرته بما فعلت، فتبسم ثم قال لي: «إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لأن مثلها مثل أم موسى (ع) لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها؛ لأن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى (ع) وهذا نظير موسى (ع) ». قالت حكيمة: فعدت إليها فأخبرتها بما قال، وسألتها عن حالها؟ فقالت: يا مولاتي ما أرى بي شيئا من هذا! قالت حكيمة: فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي لا تقلب جنبا إلى جنب، حتى إذا كان آخر الليل وقت طلوع الفجر، وثبت فزعة فضممتها إلى صدري وسميت عليها، فصاح إلي أبو محمد (ع) وقال: «اقرئي عليها (إنا أنزلناه في ليلة القدر)». فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر بي الأمر الذي أخبرك به مولاي. فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ مثل ما أقرأ وسلم عليّ. قالت حكيمة: ففزعت لما سمعت. فصاح بي أبو محمد (ع) : «لا تعجبي من أمر الله عزوجل، إن الله تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغارا ويجعلنا حجة في أرضه كبارا». فلم يستتم الكلام حتى غيبت عني نرجس، فلم أرها كأنه ضرب بيني وبينها حجاب، فعدوت نحو أبي محمد (ع) وأنا صارخة فقال لي: «ارجعي يا عمة فإنك ستجديها في مكانها». قالت: فرجعت فلم ألبث أن كشف الغطاء الذي كان بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري، وإذا أنا بالصبي (ع) ساجدا لوجهه، جاثيا على ركبتيه، رافعا سبابتيه وهو يقول: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن جدي محمدا رسول الله، وأن أبي أمير المؤمنين» ثم عد إماما إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه ثم قال: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي واملأ الأرض بي عدلا وقسطا». فصاح بي أبو محمد (ع) فقال: «يا عمة تناوليه وهاتيه». فتناولته وأتيت به نحوه، فلما مثلت بين يدي أبيه وهو على يديّ سلّم على أبيه، فتناوله الحسن (ع) مني والطير ترفرف على رأسه، وناوله لسانه فشرب منه، ثم قال: «امضي به إلى أمه لترضعه ورديه إلي». قالت: فتناولته أمه فأرضعته، فرددته إلى أبي محمد (ع) والطير ترفرف على رأسه فصاح بطير منها فقال له: «احمله واحفظه ورده إلينا في كل أربعين يوما». فتناوله الطير وطار به في جو السماء واتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمد (ع) يقول: «أستودعك الله الذي أودعته أم موسى موسى». فبكت نرجس (ع) فقال لها: «اسكتي فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك وسيعاد إليك كما رد موسى إلى أمه؛ وذلك قول الله عز وجل (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها ولا تَحْزَنَ) ». قالت حكيمة: فقلت: وما هذا الطير؟ قال (ع) : «هذا روح القدس الموكل بالأئمة (ع) يوفقهم ويسددهم ويربيهم بالعلم». قالت حكيمة: فلما كان بعد أربعين يوما رد الغلام ووجه إليَّ ابن أخي (ع) فدعاني فدخلت عليه، فإذا أنا بالصبي متحرك يمشي بين يديه، فقلت: يا سيدي هذا ابن سنتين؟! فتبسم (ع) ثم قال: «إن أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشأ غيرهم، وإن الصبي منا إذا كان أتى عليه شهر كان كمن أتى عليه سنة، وإن الصبي منا ليتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن ويعبد ربه عزوجل، وعند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحا ومساء». اللهم عجل فرج صاحب الأمر والله المستعان ,,,,,, دًٍمًتُِِّْمً بٌَِخٌِيَرٌٍ ،، نْسٌِِّآلكَمً خٌِآلصٍْ آلدًٍعًٍآء تحيـــــــــــــــــــ عاشقة آل البيت(ع) ــــــــــــــــــاتي |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
برنامج قصص أهل البيت عليهم السلام | عاشقة القائم | الكمبيوتر والتقنية - مكتبة البرامج - تحميل البرامج وشروحاتها | 9 | 01-04-2017 11:59 PM |
الأحاديث عن فضائل أهل البيت عليهم السلام | حروف فاطم | القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات | 16 | 02-07-2009 08:20 AM |