الرساله الذهبيه

[سر المكنون]

بسمه تعالى
اللهم صلِ على محمد وآله الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الرسالة الذهبية
المنسوبة للإمام علي بن موسى الرضا "ع"

هنا سنبحث في هذه الرسالة العظيمة مجهولة القدر ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لنيل هذه العلوم الإلهية المقدسة ويفتح علينا فتوح العارفين بحكمته وينشر علينا خزائن رحمته بمنه وكرمه إنه على كل شيء قدير.
سبب التسيمة :
قد أراد المأمون معرفة أصول الحفظ المزاج , وتدبيره بالأغذية والأشربة والأدوية , مستقاة من منبعها العذب , فطلب من الإمام عليه السلام بيان ذلك , وكرر الطلب , فلما وصلت للمأمون أمر أن تكتب بماء الذهب .
مضمون الرسالة :
جاءت هذه الرسالة بمجموعة من النصائح والإرشادات الطبية العامة القيمة والتي كانت حصيلىة تجاربه "عليه السلام " مضافا إليها ما سمعه عن آباءه "عليهم السلام "
المحتوى :
*بداية انوه إلى أن هنالك بعض الكلمات تحتها خط و توضيحها موجود أسفل الصفحة .
الفصل الأول
( إن الأجسام الإنسانية خلقت على مثال المُلك )
يقول "عليه السلام " :

بسم الله الرحمن الرحيم
"اعتصمت بالله اما بعد : فانه وصل كتاب امير المؤمنين فيما أمرني به من توقيفه على ما يحتاج اليه ، مما جربته ، وسمعته في الاطعمة ، والاشربة ، وأخذ الادوية ، والفصد ، والحجامة ، والحمام ، والنورة ، والباه وغير ذلك مما يدبر استقامة امر الجسد به .
وقد فسرت ( للامير ) ما يحتاج اليه ، وشرحت له ما يعمل عليه من تدبير مطعمه ، ومشربه ، واخذه الدواء ، وفصده ، وحجامته وباهه ، وغير ذلك مما يحتاج اليه في سياسة جسمه . وبالله التوفيق .
( اعلم يا أمير) ان الله عز وجل لم يبتل البدن بداء حتى جعل له دواء يعالج به ، ولكل صنف من الداء صنف من الدواء ، وتدبير ونعت . وذلك ان هذه الاجسام اسست على مثال الملك فملك الجسد هو ( ما في ) القلب . والعمال العروق في الاوصال ( والدماغ . وبيت الملك قلبه ) وارضه الجسد . والاعوان يداه ، ورجلاه ، وعيناه ، وشفتاه ، ولسانه ، واذناه . وخزائنه معدته ، وبطنه ، وحجابه وصدره .
فاليدان عونان يقربان ، ويبعدان ويعملان على ما يوحى اليها الملك . ( والرجلان ينقلان الملك ) حيث يشاء . والعينان يدلانه على ما يغيب عنه ، لان الملك وراء حجاب لا يوصل اليه الا باذن وهما سراجاه ايضاً .
وحصن الجسد وحرزه الاذنان . لا يدخلان على الملك الا ما يوافقه ، لانهما لا يقدران ان يدخلا شيئاً حتى يوحى الملك اليهما اطرق الملك منصتاً لهما حتى يعى منهما ثم يجيب بما يريد ( ناداً منه ) ريح الفؤاد وبخار المعدة ، ومعونة الشفتين .
وليس للشفتين قوة الا بانشاء اللسان (2) . وليس يستغني بعضها عن بعض . والكلام لا يحسن الا بترجيعه في الانف ، لان الانف يزين الكلام ، كما يزين النافخ المزمار .
( وكذلك المنخران هما ثقبا الانف ، والانف يدخل على الملك ) مما يحب من الروائح الطيبة . فاذا جاء ريح يسوء أوحى الملك الى اليدين فحجبت بين الملك وبين تلك الروائح .
وللملك مع هذا ثواب وعذاب : فعذابه أشد من عذاب الملوك الظاهرة القادرة في الدنيا . وثوابه افضل من ثوابها . فأما عذابه فالحزن . واما ثوابه فالفرح . واصل الحزن في الطحال ، واصل الفرح في الثرب والكليتين . وفيهما عرقان موصلان في الوجه ، فمن هناك يظهر الفرح والحزن ، فترى تباشيرهما في الوجه وهذه العروق كلها طرق من العمال الى الملك ومن الملك الى العمال .
وتصديق ذلك : اذا تناول الدواء ادته العروق الى موضع الداء بإعانتها.

الخلاصة
نرى الإمام "ع" سبق علماء الطب في العصر الإسلامي في العديد من الآراء والإكتشافات التي أصبحت الأساس الرئيسي في التجارب الطبية , بل يمكن القول بأنها النواة الأولى لآراء الأطباء فيما بعد .
فكان "ع" أول من شبه جسم الإنسان بالمملكة الصغيرة المتكاملة , فقال : إن هذه أسست على مثال الملك .
فملك الجسد هو ما في القلب , والعمال العروق في الأوصال والدماغ , وبيت الملك قلبه , وأرضه الجسد , والأعوان : يداه ورجلاه وعيناه وشفتاه ولسانه وأذناه , وخزائنه : معدته وبطنه وحجابه وصدره .
( وفي هذا التشبيه دلالة على معرفته "ع" بتشريح أعضاء الجسم الرئيسة وفسلجة كل عضو منها )
فاستهل "ع " بتشبيه القلب ومافيه بمثابة الملك في رعيته , فكما أن الملك هو الشخص الاول والحاكم الرئيس في امور المملكة كذلك جعل القلب ومافيه الأساس في بقاء الحياة الانسانية .
كما مثل "ع" المجموعة المتكاملة من الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية ( العروق ) ومن جميع الأوصال وما يصير سببا إلى لوصل مفاصل البدن , وبها تتم الحركات الإرادية واللإرادية المختلفة , ومن الدماغ الذي يعتبر المركز الأول للإحساس في الجسم .
مثل هذا وذاك بالعمال لإدارة شؤون هذه المملكة , وهم الجنود الامناء الأوفياء لها فهم يحافظون على المملكة بجميع أجزائها من المؤثرات الخارجية .
كما شبه الجسد بكامل أعضائه وأجزائه بأرض هذه المملكة .
ثم أوضح "ع" بتمثيله الرائع فسلجة كل عضو من أعضاء الجسم , وما يقوم به من الوظائف المهمة :
فأشار إلى اليدين ووصفهما بأعوان الملك : يقربان ويبعدان ما يرفض .
وإن الرجلين ينقلانه من مكان لآخر حسب رغبته , وطوع إرادته .
كما وصف العينين بالسراج , حيث لا يمكن البصر بدون سراج , فيهما ينظر للقريب والبعيد .
أما الأذنان فهما المصدر المهم لاستقبال المعلومات من الخارج .
كما أن اللسان بمعونة الشفتين والأسنان , هو الأداة المعبرة عن إرداة الملك .
ثم استطرق "عليه السلام" في تشبيه جوف الإنسان وما يحويه من صدر ومعدة وأمعاء وتوابعهما بالخزانة , فمنهما يتزود الإنسان بالغذاء , والمواد الحيوية الأخرى فما أعظم هذه المملكة الصغيرة المحتوى العظيمة التكوين !!
فتبارك الله أحسن الخالقين .
في نهاية هذا الفصل : أوضح "ع" تأثير الفرح والحزن وغيرهما من العوارض الخارجية على الوجه , وبيان مركز كل منهما

التوضيح :
الأوصال : مفاصل البدن ومايصير سببا لوصالها فإن بها تتم الحركات المختلفة من القيام والقعود وتحريك الأعضاء .
المعدة : لما عرفت أن اغذاء يرد أولا المعدة , فإذا صار كيلوسا نفذ صفوه في العروق الماساريقية إلى الكبد , وبعد تولد الأخلاط فيه إلى سائر البدن لبدل ما يتحلل , فالمعدة والبطن وما احتوى عليه البطن من الامعاء والكبد والأخلاط بمنزلة خزانة الملك , يجمع فيهما ثم يفرق إلى سائر البدن .


صدره : لما عرفت أن الله تعالى جعله في الصدر , لأنه أحفظ أجزاء البدن , لأنه فيه محاط بعظام الصدر وبفقرات الظهر والأضلاع , وحجاب القلب بمنزلة غلاف محيط به .
والحجابان اللذان يقسمان الصدر محيطان به أيضا , فهو محجوب بحجب كثيرة كما ان الملك يحتجب بحجب وحجاب كثيرة .
وحي الملك : كناية عن إرادة السماع وتوجه النفس إليه وانصاته عبارة عن توجه النفس إلى ادراكه وعدم اشتغاله بشيء آخر ليدرك المعاني والألفاظ التي تؤديها السامعة .
وريح الفؤاد هي الهواء الخارج من القلب إلى الرئة والقصبة . وبخار المعدة تصل إلى تجاويف الرئة أو إلى الفم فيعين الكلام , أو المراد ببخار المعدة الروح الذي يجري من الكبد بعد وصول الغذاء من المعدة إليه إلى الآت النفس.
ليس يستغني بعضها : أي بعض أدوات الصوت عن بعض لمدخلية الجميع في خروج الصوت وتقطيع الحرف وإرجاح الضمير إلى الاسنان بعيد .
المزمار : أي كما يزين النافخ في المزمار صوته بترديد الصوت في الأنف أو كما يزين النافخ في المزمار صوت المزمار بثقبة تكون خلف المزمارتكون مفتوحة دائما .
المنخران : يعينان الهواء الخارج على بعض الحروف وصفات بعضها كالنون وأشباهه وكل ذلك يشاهد فيمن سدّ الزكام أنفه .
الطحال : أصل الحزن الطحال فلما عرفت أنه مفرغة للسوداء البارد اليابس الغليظ وهي مضادة للروح في صفاتها , وفرح الروح وانبساطه انما هو من صفاء الدم وخلوصه من الكدورات فإذا امتزج الدم بالسوداء غلظ وكثف وفسد ويفسد به الروح , ولذا ترى أصحاب الأمراض السودواية دائما في الحزن والكدورة والخيالات الباطلة , وعلاجهم تصفية الدم من السوداء .
الثرب : غشاء على المعدة والامعاء ذو طبقتين , بينهما عروق وشرايين وشحم كثير ومنشؤه من فم المعدة , ومنتهاه عند المعاء الخامس ( القولون )
وسبب كون الفرح منه أنه يسبب كثرة عروقه وشرايينه يجذب الدم ورطوبته إلى الكلية , فيصير سببا لصفاء الدم ورقته ولطافته , فينبسط به الروح .
العمال : الاعضاء والجوارح .
الملك : أي القلب , بعد أن عرفت أن الروح بعد سريانه الى الدماغ والكبد يرجع الى القلب وسريانه من القلب الى الاعضاء والجوارح .
ومثّل "ع" لذلك مثالا ومصداقا هو انه اذا تناول الانسان الدواء وورد المعدة تصرفت فيه الحرارة الغريزية ثم تتأذى آثاره وخواصه من طرق العروق الى موضع الداء بإعانة الجوارح والأعضاء , فهي طرق للقب الى الاعضاء .

[سر المكنون]

تفسير السوداء,,
( السوداء اليابس البارد )
هي توضيح ما يورده علماء الطب المجرب من الأمزجة الأربعة التي تقسم إلى تسعة أقسام فرعية مركبة في مجموعها مع سابقها وهي :
الحرارة والرطوبة والبرودة واليبوسة وهذه المفردة
ويتركب منها : حار رطب , حار يابس , بارد رطب وبارد يابس

والأخلاط الأربعة هي السوداء والدم والبلغم والصفراء
وهي مبنية على الأمزجة السابقة وابين على سيبل المثال :
الدم (حار رطب ) وبناء على ذلك فإن الدم يتولد من الأغذية الحارة الرطبة
ويتولد في الأوقات الحارة الرطبة كالربيع
أيضا يتولد في الامزجة الحارة الرطبة كحالة النمو
ويولد الامراض الحارة الرطبة كالحمى
ويندفع بنظيره أي البارد اليابس

[الصبح تنفس]

اللهم صل على محمد وآل محمد
واجركم على الامام الرضا علية السلام
وتقبل الله الاعمال

[سر المكنون]

حآآضرين ..
و تسلمين ع المرور الطيب ..

[حروف فاطم]

مشكوره خيتو ويعطيك ربي الف عافيه

دًٍمًتُِِّْ بٌَِخٌِيَرٌٍ ،،

[ام عيسى]

مشكورة اختي ويعطيج الف عافية ع الموضوع 11

[سر المكنون]

سلمتم على مروركم العطر ,,