[بقلمي] وأسدل الستار ولكن......

[أمة الرحمن]

ومر اربعون يوما تقلبت فيه القلوب والأبصار..
قلوب المؤمنين على المواجع والجراح..
وقلوب المنكرين على الغفلة واللهو والنسيان.
وقلوب الذين شهدوا المأساة وسمعوا نداءالنصرة فلم ينصروا، وداعي الظلم فأجابوا،
وداعي الحق فأصموا ، وداعي الباطل فأطاعوا، إما لطمس على قلوبهم ، وإما خشية الظالمين ، وفي كل كانوا في ضلال مبين.
وإذ تكرّ الأيام يوما ً بعد يوم بعد ذلك اليوم المجروح النازف الى الأبد ، تستيقظ كثيرا من النفوس عن غفلتها، وتعض بنان الندم ، وتعيش ذاك الزمان كل لحظة مثقلة الضمير بالإثم والحسرة ، فتبدأ رحلة جديدة في مسيرتها داعية الى الثورة رافعة شعار الثأر لشهيد الطف ومن معه، علها تكون من الذين ( إن الحسنات يذهبن السيئات) . هذه ذكرى للذاكرين..... وأسدل الستار على الأربعون وقد وجم الزمان
وأُوجعت الأيام واغتسلت من الآمها بالدموع الحرى وساد الصمت ، صمت الذاهلين
المستنكرين، اللامصدقين، الباكين، النادمين. وحتى للمجرمين كان هناك صمت ولكنه
صمت الخائفين وقد عرفوا هول مااقترفته أيديهم فباتوا على خوف من عذاب الدنيا
وعذاب الآخرة وهو أكبر لو كانوايعلمون .
الستارأسدل على ذاك الزمان بوقائعه الحية في الوقت عينه، ولكن الستار لايزال مرفوعاً امام ابصار المؤمنين ما مر الزمان وتوالت الأحقاب ، وكر الدهر كرته، ودار دورته حتى يرث الله الأرض ومن عليها شاهدا على مسرحية الواقع المنكر التي حبكتها أيدي الغدر ....
ألا ايتها الأيام الحزينة.... أهدي لك دمعي المحرق وهو رخيص للنفوس الغالية المفداة
ألا أيتها الأيام الجريحة... أوحّد جراح قلبي معك في ذكرى جراح الطف النازفة..
ألا أيتها الأيام المؤلمة... لو تدرين الآن مدى ألم روحي .. في ذكرى وحدةووحشة وغربة
الحسين لعرفت أن بك بعض ألمي، ولعذرتني.....
ألا أيتهاالأيام ماعساي أقول وقد اختنق صدري.. وفاض صبري .... وغلبت على أمري
وعجزت الكلمات عن الإيفاء.. وعجز التعبير عن مدى الوفاء.
ويبقى الحب بصدري... وأعذر قلمي عن الإسترسال،.... وإلا سيبقى يفيض بالكلمات
وافيض بالعبرات ...وأظل أشعر أن مياه نبعي تجري ولكنها تعجز أن تروي ظمإي
فعذراً لعجزي عن التعبير وسلاما للمؤمنين في شتى بقاع الأرض ، ورضامن الله رب العالمين وعظم الله أجورنا اجمعين.
السلام من الله العلي الأعلى على أهل بيت النبوة والرسالة .
السلام على شهيد الحق الحسين عليه السلام وعلى أهل بيته ومن تبعه باحسان الى يوم الدين.