لمحات من سيرة الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام
بعد شهادة الإمام الحسين( ع) وقد كان ولده الإمام زين العابدين حاضرا ليشهد الفجيعة وليكون على رأس قافلة أسرى أهل البيت، استطاع يوما بعد يوم أن يوقظ حس الندم، والشعور بالتقصير ، في المجتمع الكوفي بخطبه وكلماته، والتعريف بثورة أبيه وأهدافها، وموقع الحسين ( ع) من الرسولفي المجتمع الشامي. فكان عمله هذا ثورة حسينية أخرى. واستمر بعد عودته الى للمدينة في ايقاض الضمائر النائمة مبينا بالبكاء على أبيه هول الجريمة التي ارتكبها الأمويون، وانتشر ذلك بين المسلمين حتى اضطر يزيد الى التنصل من هذه الجريمة وهو غارق بها.
أثمرت اعمال الامام في ايقاظ الشعور بالندم في المجتمع الكوفي انتفاضة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي سنة 65 هجرية حيث انطلقت مجاميع من شيعة أهل البيت من الكوفة بشعار يالثارات الحسين في عملية فدائية واجهت فيها جيوش الأمويين وهي عملية استشهادية لم تؤد الى النصر الخارجي ولكنها أشعلت فتيل الثورات ضد الأمويين. وما أن حلت سنة66 حتى بدأ المختارابن ابي عبيدة الثقفي بثورة تحت نفس الشعار، واستطاع السيطرة على الكوفة والإقتصاص من قتلة الإمام الحسين ( ع) وعلى رأسهم عبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد ، والجوشن وأمثالهم لعنهم الله.
لما كانت سياسة الأمويين تقوم على العنف والإفساد الخلقي ، فقد تكفلت الثورات الحسينية وامتداداتها بمواجهت العنف بالشهادة. وواجه الإمام السجاد الإمضاء الخلقي بتوجيه الأمة الى حقيقة العبودية لله، وفي هذا فقد خلف الإمام تراثا روحيا عظيما ، من الأدعية وطرق المناجاةوالتضرع الى الله أوقف الى حد كبير مسيرة الإنحدار الخلقي الذي أراده الأمويون للأمة.
كان وجوده في المجتمع الإسلامي - بما كان يحمل من علم وخلق- صورة عن آبائه الطاهرين وخلف تراثا فكريا مهماسواء في العقائد أو في التنظيم الاجتماعي والحقوق،، أو في الأخلاق والتربية وكانت شخصيته أقوى من شخصية الخليفة الأموي وقد تجلى في الطواف حول الكعبة وتجمهر الناس حوله وانفضاضهم عن الخليفة الأموي . وقد عاصر الإمام ثلاثة من حكام بني أمية .
وانتهت رحلة الامام الحافلة مع الحياة بالشهادة عام 95 ودفن في المدينة المنورة
أما ذكره فباق بقاء الدهر واما مآثره وآثاره فهي وقفات مضيئة لكل باحث عن الحقيقة ولكل ساع في دروب المعرفة ولكل من يلتمس الحكمة والصواب
سلام الله عليك ياسيدي ياعلي بن الحسين وعلى اهل البيت جميعا.
|