مواقف إنسانية للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)

[روحي فاطميه]

قال الله تعالى في القرآن الكريم: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }(التوبة:128) صدق الله العلي العظيم.


النبي صلى الله عليه وآله رحمة العالمين.
النبي صلى الله عليه وآله الرحمة المهداة للإنسانية جمعاء، بل هو الرحمة لعوالم الوجود كلها، وليس للإنسانية فحسب وإنما كل شيء في الوجود استفاد من وجوده صلى الله عليه وآله، فتعليماته وحكمه وشريعته الغراء خير ورحمة لعوالم الوجود بأجمعها، غير أننا نركز على موضوع جد هام هو تعامل المصطفى صلى الله عليه وآله مع الطيف المتعدد من مختلف الاتجاهات.
تعامل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله مع الآخر.
تعامل النبي صلى الله عليه وآله مع اتجاهات مختلفة كأصحاب الديانات -اليهود والنصارى- وبعض الملحدين ممن ينكر وجود الحق تعلى أو يشرك به، وتعامل مع المؤمنين المخلصين الذين يتوقون لكل كلمة يتفوه بها ليسترشدوا بها في حياتهم، وكان تعامله مع الطيف المتعدد بخلق عظيم، سعة في الصدر واحترام إنسانية الإنسان بغض النظر عن توجهه وانتمائه العقدي وما يحمله من فكر، فالإنسان لديه صلى الله عليه وآله محترم كريم.
مواقف من إحسان النبي صلى الله عليه وآله.
إنّ الكثير من الناس يُحسن لمن أحسن إليه، وهذا ديدن الفطرة، فالإنسان يتعامل بإحسان لمن أحسن إليه، غير أنّ النبي صلى الله عليه وآله لم يكتفِ بالإحسان لمن أحسن إليه فحسب، بل هناك زيادة بجعل الإحسان مستمراً دائماً فيذكر غيره بخير، أكان من الذين آمنوا به أو من الذين لم يؤمنوا فكان يرد الجميل بأضعاف مضاعفة، وقد نقل المحدثون تعامله الفذ مع من أحسن إليه وزيادة إحسانه، فكان يشيد بالمحسنين، ومنهم زوجه الطاهرة خديجة ع، فهي ع قدمت لرسول الله صلى الله عليه وآله أموالها، ووقفت معه في العسر والشدائد و لم يكتفِ النبي صلى الله عليه وآله بالإحسان إليها أُبّان حياتها، بل أشاد بمواقفها بعد موتها ولم يقتصر على ذلك بل أحسن لصديقاتها براً بها، وهذا التعامل الكريم لا يوجد عند كثير من الناس، فهم يحسنون لمن أحسن إليهم أُبّان حياته، وإذا فرّق الموت بينهما قد يذكر بكلمة طيبة، ولا يُذكر بأكثر من ذلك، وقد ينسى إلاّ أنّ النبي صلى الله عليه وآله (كان يذبح الشاة فيفرقها على صديقات خديجة)(أعيان الشيعة ج6) براً بها، ويدلل هذا على إنسانية الرسول الفذة صلى الله عليه وآله، فهو يضع أدباً على أنّ الإحسان لا ينبغي أن ينقطع بعد الموت بل أنّ استمراره صلة.
معاملة النبي صلى الله عليه وآله مع المسيء إليه.
قد يقال إن من الطبيعي أن يحسن الإنسان لمن أحسن إليه حتى بعد موته كما جاء عنه صلى الله عليه وآله تعليماً بذلك قال صلى الله عليه وآله: ‹‹المرء يحفظ في ولده››(بحار الأنوار للمجلسي ج29 ص227) أي أنّ الإحسان يستمر إلى أولاد المحسن غير أنّ مواقفه صلى الله عليه وآله الجميلة كانت تمطر بإنسانيته، فكله إنسانية مع من أساء إليه، وليس مع من أحسن إليه فحسب، ولعل من أبرز المواقف ما تحدث عنه القرآن عندما كان بعض المنافقين يُسيء إليه صلى الله عليه وآله بالكلمة البذيئة، فقد حدّث بعض المنافقين بعضهم بكلام سيء عن رسول الله صلى الله عليه وآله ثم خشي أن يُنقل إليه صلى الله عليه وآله ويُؤثر ذلك سلباً، ثم رد بأنّ محمداً صلى الله عليه وآله أُذُن، فإذا نقل إليه أحد كلاماً ثم جاء المتكلم وأنكر ذلك وأقسم بالله صدقه، رغم أن جبرائيل عليه السلام يأتيه ويقول إنّ المنافقين تحدثوا عنك بسوء ويذهب المُسيء إليه ويقسم بالله فيصدقه، فهو أُذُن؛ أي أنه إنسانٌ بسيط يُصدق بكل ما يسمع به، وقد حسم القرآن الكريم الموقف وبين الجانب الإنساني من شخصيته صلى الله عليه وآله، قال تعلى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِالله وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ}(التوبة:٦١). فهو صلى الله عليه وآله لا يرتب أثراً عندما يُنقل الكلام السيء إليه ولا يُصدق كلام المنافقين، بل يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين فقط، أي يُصدق الله تعلى ويصدق المؤمنين؛ أما المنافقون فيسمع كلامهم، دون أن يرتب أثراً، فهو أُذُن خيرٍ؛ أي أن العلاقات الإنسانية تسير على طبيعتها، ببركته وحُسن تعامله فإذا جاءه شخصٌ وقال لم أقل ما نُقل إليك صدقه، لتبقى العلاقات على سمتها الجميلة؛ لأنه صلى الله عليه وآله يحفظ الود، ولا يقطع الصلة بينه وبين أخيه الإنسان بمجرد أن أساء إليه، بل يقبل عذره إذا اعتذر وإنْ كاذباً.
تعامل النبي صلى الله عليه وآله مع من أراد قتله.
هناك جانبٌ إنسانيٌ جد هام، لعله أهم مما تقدم وهو أن النبي صلى الله عليه وآله كان حاكماً وقائداً سياسياً، والقائد السياسي والاجتماعي قد يُساء إليه، وقد أساء بعض المنافقين إليه صلى الله عليه وآله أُبان رجوعه من غزوة تبوك فأرادوا قتله، وخططوا مخططاً محكماً، وعندما كانت ناقته التي يركبها، دحرج المنافقون الدباب لكي يسقط صلى الله عليه وآله ويتاح لهم أن يقتلوه، والنبي صلى الله عليه وآله عرفهم واحداً واحداً وأمر الناقة أن تبقى متماسكة، غير أنّهم ظنوا أنّه صلى الله عليه وآله لا يعلم بهم، ولذلك غفر لهم، لكونهم جزء من المجتمع ولن يُؤخذ المجتمع كله بجرم بعضه، لكن النبي صلى الله عليه وآله أعلم حذيفة بن اليمان بهم. قال حذيمة: (وسار رسول الله صلى الله عليه وآله باقي يومه و ليلته حتى إذا دنوا من عقبة هر شئ تقدمه القوم ، فتواروا في ثنية العقبة ، وقد حملوا معهم دباباً، وطرحوا فيها الحصا، فقال حذيفة: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله ودعا عمار بن ياسر وأمره أن يسوقها وأنا أقودها، حتى إذا صرنا رأس العقبة، ثار القوم من ورائنا، ودحرجوا الدباب بين قوائم الناقة، فذعرت وكادت أن تنفر برسول الله صلى الله عليه وآله فصاح بها النبي صلى الله عليه وآله أن اسكني، وليس عليك بأس، فأنطقها الله تعلى بقول عربي مبين فصيح، فقالت: والله، يا رسول الله صلى الله عليه وآله لا أزلت يداً عن مستقر يد، ولا رجلاً عن موضع رجل، وأنت على ظهري، فتقدم القوم إلى الناقة ليدفعوها فأقبلت أنا وعمار نضرب وجوههم بأسيافنا، وكانت ليلة مظلمة فزالوا عنا وأيسوا مما ظنوا، وقدروا ودبروا، فقلت: يا رسول الله من هؤلاء القوم الذين يريدون ما ترى ؟ فقال صلى الله عليه وآله : يا حذيفة هؤلاء المنافقون في الدنيا والآخرة، فقلت : ألا تبعث إليهم يا رسول الله رهطاً فيأتوا برؤوسهم ؟ فقال إنّ الله أمرني أن أعرض عنهم، فأكره أن تقول الناس إنه دعا أناساً من قومه وأصحابه إلى دينه فاستجابوا، فقاتل بهم حتى إذا ظهر على عدوه، أقبل عليهم فقتلهم، ولكن دعهم يا حذيفة، فإنّ الله لهم بالمرصاد، وسيمهلهم قليلاً ثم يضطرهم إلى عذاب غليظ، فقلت: ومن هؤلاء القوم المنافقون يا رسول الله صلى الله عليه وآله أمن المهاجرين أم من الأنصار ؟ فسماهم لي رجلاً رجلاً حتى فرغ منهم، وقد كان فيهم أناس أنا كاره أن يكونوا فيهم، فأمسكت عند ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا حذيفة كأنك شاك في بعض من سميت لك، ارفع رأسك إليهم فرفعت طرفي إلى القوم، وهم وقوف على الثنية، فبرقت برقة فأضاءت جميع ما حولنا، وثبتت البرقة حتى خلتها شمساً طالعة فنظرت والله إلى القوم فعرفتهم رجلاً رجلاً، فإذا هم كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وعدد القوم أربعة عشر رجلاً، تسعة من قريش، وخمسة من ساير الناس)(بحار الأنوار للعلامة المجلسي )
مواقف النبي صلى الله عليه وآله مع خصومه.

إنّ النبي صلى الله عليه وآله لا يفعل كما يفعل بعض السياسيين، إذا أساء أحدٌ إليه بمثل ما تقدم، بل بأقل منه قتله، وقد أُشير إليهص بذلك، لكنه أجاب بإجابة غاية في الود، قال أتريدون أن يقول الناس إنّ محمداً ص يقتل أصحابه، ومعنى كلامه صلى الله عليه وآله أنه يختلف عن السياسيين، فالسياسي عندما يختلف مع أقرب الناس إليه فإن مصيره الإبعاد أو التصفية، إلا أنه صلى الله عليه وآله ديدنه الصفح والود وإتاحة الفرصة وإغضاء الطرف حتى كأنه لا يرى عدوه الذي أساء إليه.
والموقف البارز من صفحه صلى الله عليه وآله تجلى عند دخوله مكة، ويتضح ذلك في حيثيتين:
الأولى: يوم المرحمة.
كان سعد بن عبادة ينادي أثناء دخول المسلمين مكة-فتح مكة – "اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة" من أجل أن كثيراً من القرشيين من المتغطرسين كأبي سفيان وزعماء قريش الذين أساءوا إليه، وقد انتصر عليهم الرسول، ودخل فاتحاً والفاتح يشمخ بأنفه في العادة، ويرفع من شخصيته ويثير الرعب في أعدائه وعندما نادى سعد بن عبادة - زعيم الأنصار - وقال اليوم يوم الملحمة، اليوم تسبى الحرمة، تخويفاً لقريش؛ لأنّ الأمر ليس بيد سعد، بل الأمر كله بيد الرسول صلى الله عليه وآله، فخاف المجتمع المكي حينئذ، لكن النبي صلى الله عليه وآله أرسل إلى سعد، وبدل الشعار بسرعة فائقة إلى : ‹‹اليوم يوم المرحمة اليوم تحفظ فيه الحرمة››(المبسوط السرخسي ج10 ص39) وهذا الموقف الإنساني الفذ مع الذين اعتدوا عليه، وقتل بعضهم عمه الحمزة ومثّل به، ينبثق من إنسانيته العظيمة صلى الله عليه وآله.
الثانية: العفو عن المجتمع المكي.
إن النبي صلى الله عليه وآله هو أذكى شخصية عرفها التأريخ القديم والحديث، وحتى أنّ (michaelheart) في كتابه أعظم مائة شخصية في التأريخ البشري جعله صلى الله عليه وآلهالشخصية الأولى باعتباره يتمتع بأعظم ذكاء في كل المجالات- الذكاء الاجتماعي والذكاء السياسي والذكاء الرياضي وجميع أنواع الذكاء – إنّ ذلك يعتقد به من لم يؤمن بنبوته صلى الله عليه وآله أما نحن فنعتقد أنه يستمد مواهبه من عند الله تعلى، ونخاطب الذين ينظرون إليه كسائر الناس على نسق تفكيرهم في شخصيته، والنبي صلى الله عليه وآله عندما دخل مكة جعل الجيش الإسلامي على شكل كتائب، يسير بمشية عسكرية مهيبة، وكان أبو سفيان إلى جانب العباس بن عبد المطلب واقفاً فلما نظر إلى كتائب الجيش الإسلامي ربت على كتف العباس؛ أي ضرب على كتفه وقال انظر إلى ملك ابن أخيك، لقد أصبح عظيماً ككسرى وقيصر، وهذا منطق من لم يؤمن بنبوته، ويرى أن المسألة تدور حول الملك، وقد جاؤوا إليه أذلاء خاشعين لمقامه السامي صلى الله عليه وآله فقال لهم: يا معشر قريش ويا أهل مكة ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم ، ثم قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء، إن بعضهم يتحدث من موقف سياسي لا يعتقده وذلك واضح من مواقفه وتأريخه، والنبي صلى الله عليه وآله يعلم بذلك كما كان يعلم بمن نفروا ناقته أُبان رجوعه من غزوة تبوك، غير أنّ رده مثّل الصفح والعفو وتعامل معهم كأنهم لم يفعلوا شيئاً وقال اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وهو موقف الصديق يوسف عليه السلام مع أخوته قال تعلى: { قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}(يوسف:٩٢). بدأهم بصفحة جديدة تنم عن الجانب الإنساني في شخصيته صلى الله عليه وآله، وله صلى الله عليه وآله مواقف كُثر عفى و أحسن عمن أساء إليه.
سيرة النبي صلى الله عليه وآله في التواضع.
والأهم من ذلك كله تواضعه لمن توهم أنّه صلى الله عليه وآله أخطأ عليه، فكان يتعامل معه في رتبته ولا يجعله أخفض منه رتبته، وبهذه الإنسانية الفذة كسب الجميع ؛ وفي قصة سوادة إظهار لذلك، فعن ابن عباس ... ثم قال : إن ربي عز وجل حكم وأقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم ، فناشدتكم بالله أي رجل منكم كانت له قبل محمد مظلمة إلا قام فليقتص منه ، فالقصاص في دار الدنيا أحب إلي من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والأنبياء . فقام إليه رجل من أقصى القوم يقال له سوادة بن قيس، فقال له : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، إنك لما أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء وبيدك القضيب الممشوق ، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة فأصاب بطني ، فلا أدري عمدا أو خطأ . فقال معاذ الله أن أكون تعمدت . ثم قال : يا بلال ، قم إلى منزل فاطمة فأتني بالقضيب الممشوق . فخرج بلال وهو ينادي في سكك المدينة : معاشر الناس ، من ذا الذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة ؟ فهذا محمد صلى الله عليه وآله يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة ! وطرق بلال الباب على فاطمة عليها السلام وهو يقول : يا فاطمة ، قومي فوالدك يريد القضيب الممشوق . فأقبلت فاطمة عليها السلام وهي تقول : يا بلال ، وما يصنع والدي بالقضيب ، وليس هذا يوم القضيب ؟ فقال بلال : يا فاطمة ، أما علمت أن والدك قد صعد المنبر وهو يودع أهل الدين والدنيا ! فصاحت فاطمة عليها السلام وهي تقول : وا غماه لغمك يا أبتاه ، من للفقراء والمساكين وابن السبيل يا حبيب الله وحبيب القلوب ؟ ثم ناولت بلالا القضيب ، فخرج حتى ناوله رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أين الشيخ ؟ فقال الشيخ : ها أنا ذا يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ؟ فقال : تعال فاقتص مني حتى ترضى . فقال الشيخ : فاكشف لي عن بطنك يا رسول الله ، فكشف صلى الله عليه وآلهعن بطنه ، فقال الشيخ : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ؟ فأذن له ، فقال : أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله من النار يوم النار . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا سوادة بن قيس ، أتعفو أم تقتص ؟ فقال : بل أعفو يا رسول الله . فقال صلى الله عليه وآله : اللهم اعف عن سوادة بن قيس كما عفا عن نبيك محمد.( الأمالي للشيخ الصدوق ص 732).
إن النبي صلى الله عليه وآله يعرف نفسه أنه لم يعتد على أحد وهو مؤيد بالله تعلى، ولكن كما ادعى سوادة، فقال فلا أدري أعمداً كان أم خطأً؛ أي أنه كان يريد أن يضرب الناقة بالقضيب الممشوق فأصاب بطني؛ فالذي أصابه طرف القضيب، ومع ذلك أراد سوادة أن يضع فمه على بطن رسول كي يحصل على دعائه صلى الله عليه وآله وقد حصل، والنبي صلى الله عليه وآله وقف هذا الموقف العظيم المشرف ليكون قدوة للإنسانية وينم ذلك عن عظمته وإنسانيته وأنّ الأمر لا يرجع إلى كونه القائد والنبي صلى الله عليه وآله والمسؤول عن جميع الأمور وأن على الآخرين أن لا يتحدثوا إليه ولا يناقشوه.
إنّ كثيراً منهم أساء إلى النبي صلى الله عليه وآله كما حدث من بعض جهلة الأنصار عندما قسم صلى الله عليه وآله الفيء من الطائف على قريش ولم يُبقِ لهم شيئاً، فقال بعضهم هذه قسمة لم يرد بها وجه الله تعلى، و قال بعضهم اتق الله يا محمد، و تعامل صلى الله عليه وآله برفق وإنسانية ولم يعقب بأكثر من قوله صلى الله عليه وآله : وهل هناك أعدل مني؟ ثم بين لزعماء الأنصار، لما جاءوه يعتذرون إليه صلى الله عليه وآله، وقال ألا ترضون أن يرجع الناس بالشاه والبعير وترجعون بمحمد بل أكثر من ذلك تعامل معهم، فقال كما جاء عن أبي سعيد الخدري قال : لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم حنين وقسم للمتألفين من قريش ، وسائر العرب ما قسم ولم يكن في الأنصار منها شئ قليل ولا كثير ، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم ، حتى قال قائلهم : لقي والله رسول الله قومه ، فمشى سعد بن عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم ؟ فقال " فيم ؟ " قال : فيما كان من قسمك هذه الغنائم في قومك وفي سائر العرب ، ولم يكن فيهم من ذلك شئ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ " قال : ما أنا إلا امرؤ من قومي ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة ، فإذا اجتمعوا فاعلمني " فخرج سعد فصرخ فيهم فجمعهم في تلك الحظيرة فجاء رجل من المهاجرين فاذن له فدخلوا وجاء آخرون فردهم ، حتى إذا لم يبق من الأنصار أحد إلا اجتمع له أتاه فقال : يا رسول الله قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : " يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟ " قالوا : بلى ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا تجيبون يا معشر الأنصار ؟ " قالوا : وما نقول يا رسول الله ؟ وبماذا نجيبك ؟ المن لله ولرسوله قال : " والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم جئتنا طريدا فأويناك ، وعائلا فآسيناك ، وخائفا فأمناك ، ومخذولا فنصرناك " فقالوا : المن لله ولرسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا ، ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الاسلام ، أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم فوالذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار " قال: فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا: رضينا بالله ربا ورسوله قسما ثم انصرف وتفرقوا.
إن أي شخصٍ إذا أراد أن يتحدث أبرز محاسنه ولم يذكر محاسن غيره، إلا أنّ النبي صلى الله عليه وآله بين لهم المحاسن والنعم التي أجراها الله تعلى على يديه لهم، وبيّن لهم النعم التي أجراها الله تعلى على أيديهم لرسوله صلى الله عليه وآله، وبذلك حفظ إنسانيتهم وماء وجوههم، وأوضح صلى الله عليه وآله أن من يتعامل بإنسانية لا يشمخ بأنفه، ويُظهر نفسه الأعلى ويُنزل شخصية الطرف المقابل، فكان صلى الله عليه وآله يتعامل بندى الإنسانية الفذة في المواقف كلها.

ونســـــــــــــــــالكمـ الدعــــــــــــــــــــــــاء ..

[عبير الزهــــــــراء]

اللهم صلي على محمد وال محمد

جزاك الله خير الجزاء

ووفقك الله ورعاك

[حور عين]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
الطيبين المنتجبين



قال تعالى عزّ وجلّ في محكم كتابه الشريف;
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص
عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم

لوتبصرنّا في آخر الآية الكريمة لوجدنا كلمتيّ رؤوف
رحيم
ونحن نعلم أن كلتيهما من أسماء الله
تعالى الحسنى
فما بالك لوكان الوصف ذاته يأتي من
ربّ العرش العظيم سبحانه وتعالى بحق حبيبه ورسوله
محمد صلوات
الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين

بارك الله لك أختي المؤمنة والطيبة
ورزقنا الله جميعاُ صراطه المستقيم ووفقنا على التأسي
بخُلق
محمد وآله الطهر المنتجبين

دمتم للصالحات وجعلكم الله سبحانه وتعالى
خير شيعة لأمة رسوله (ص)
وأرفل عليكم نعمٍ وبركات

[تغاريد فاطمة]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
يعطيك العافية
وجعله الله في ميزان حسناتك
دمتي لكل خير

[فرقان]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم

اللهم اعط محمدا من البهاء والنضرة والسرور والكرامة والغبطة والوسيلة والمنزلة والمقام والشرف والرفعة والشفاعة عندك يوم القيامة أفضل ما تعطي أحدا من خلقك ، واعط محمدا فوق ما تعطى الخلائق من الخير اضعافا كثيرة لا يحصيها غيرك ، اللهم صل على محمد وآل محمد أطيب وأطهر وأزكى وأنمى وأفضل ما صليت على أحد من الأولين والآخرين وعلى أحد من خلقك يا أرحم الراحمين

كشف الدجى بجماله*** بلغ العلى بكماله
صلوا عليه وائله***حسنت جميع خصاله

وقال حسان بن ثابت

وافضل منكَ لم تلد النساءُ***واجمل منك لم ترقط عيني
كأنك خُلقت كما تشاءُ*** خلقت مبرءاً من كل عيب

سلمت اناملك الولائيه على هذا الطرح القيم والمبارك
في ميزان حسناتكم انشاء الله

[العالمه الغير معلمه]

سلام عليكم

الله يعطيك العافيه

[اميرة الورد]

يعطيك العااافية

في ميزان حنااتك

مووووفقة

[روحي فاطميه]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وردة 30

جزانا الله واياكم خير الجزاء

اسعد الله قلوبكم بشفاعة الرسول
يوم لا ينفع مال ولا بنون
بحق محمد وعترته الطاهرين

وردة 30

ونسالكم الدعاء ..

[كاتمة الأسرار]

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

سلمت اناملكِ اختي العزيزة على الطرح الولائي
وفقنا الرحمن واياكم لطاعته ومحبته
دمتم في رعاية الاله وحفظه

[البسمات الفاطميه]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلآم عليكم ورحمة الله ؤبركـآته
وفقك الله وسدد خطـآئك
موضوع غايه الرؤعه
مشكوره
دمتي غاليتي