نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-2011, 03:51 PM   #1
عشقي حسيني
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
 
الصورة الرمزية عشقي حسيني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676
عشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond reputeعشقي حسيني has a reputation beyond repute
افتراضي رد: وكانت صديقة (تابعينا ) ^_^







ليلة المَبيت

شيءٌ يلوح في سماء مكّة.. لعلّها خيوط مؤامرة تحوكها قريش كما تحوك العنكبوت بيتاً هو أهون البيوت.
أبو جهل بدا مربدّ الوجه، غاظه محمّد.. وقد أصبح حديث العرب في الجزيرة.. السياط تنهال على فقراء المسلمين، والإسلام ينتشر كنهر دافق تنثال مياهه على الشطآن الرملية.
وأبو جهل لا يروق له ذلك. غاظه رحيل محمّد إلى الطائف يدعو قبائلها إلى دينه، وأفقده صوابه أن يبايعه رجال من يثرب...
لقد مات أبو طالب وانتهت زعامته.. واختفت خديجة وتبددت ثروتها.. وآن لمحمّد أن يموت... لِيمُت هذا المتمرّد الذي يريد تحطيم الأصنام آلهة الآباء والأجداد وحارسة قوافلنا ومصدر هيبتنا! ولكن كيف السبيل إلى قتل محمّد.. إنه لم يعد وحيداً.. يحوطه رجال أشدّ من الحديد بأساً.. إنّه لا ينسى صفعة حمزة صيّاد الأُسود. ولكن حمزة قد فرّ من مكة. ترك ابن أخيه وهاجر. وإذن فان كلّ شيء مهيّأ للضربة القاضية. ويا لها من فكرة رهيبة تفتّقت عن شيطان مكّة.
شمّت « فاطمة » عبير الوحي ورأت أباها وجبينه يتصبب عرقاً... اكتنفه جبريل يسرّه كلمات عظيمة يكشف له خيوط العنكبوت.
غمر الليل مكّة. ملأ أزقّتها بظلمة مخيفة، وبدت النجوم وهي تومض من بعيد لآلئَ متناثرة فوق عباءة سوداء..
تقاطر رجال من مختلف القبائل يُخفون سيوفاً وخناجر كأشباح الليل.. كانوا يمرقون خلف أبواب مكّة الموصدة وأبو جهل ينتظر اللحظة الحاسمة. لسوف يُغمد شباب مكّة سيوفهم في قلب محمّد وينتهي كلّ شيء.. وسيرى الحيرة بادية على وجوه بني هاشم... لقد قُتل محمّد وضاع دمه.. تفرّق بين القبائل!
كان أبو جهل يعبّ خمرته منتشياً بفكرته.. ستبقى مكّة تتحدّث في أنديتها عن فطنة أبي جهل.
فرك شيطان مكّة يديه وراح ينظر من خلال كوّة تفضي إلى زقاق ملتوٍ منتظراً عودة فتيانه.
تمتم النبيّ بخشوع وقد استدعى ابن عمه علياً:
ـ وإذ يَمكرُ بكَ الذينَ كفروا لِيُثْبِتوكَ أو يَقتُلوكَ أو يُخرِجوكَ، ويَمكرونَ ويَمكرُ اللهُ واللهُ خيرُ الماكرين .
أن يصمد الرجال في المعارك يقاتلون حتى النَّفَس الأخير.. فتلك شجاعة فريدة تدعو إلى الإعجاب. ولكنْ أن يقدّم المرء نفسه للموت تتخطّفه سيوفٌ وخناجر.. فهذا لا يمكن أن تستوعبه أبجديةٌ مهما بلغت من دقة التعبير وسموّ المعنى.
همس علي وهو يصغي إلى حديث رجل رافقه أكثر من عشرين سنة:
ـ أوَ تَسْلَم يا رسول الله إن فَدَيتُكَ بنفسي ؟
ـ نعم، بذلك وَعَدني ربي.
كان عليّ حزيناً، فمكّة تتآمر على قتل انسان بعثته السماء لخلاص الأرض، ولكن حزنه تبدّل إلى فرحة كبرى.. فتقدم إلى فراش النبيّ بخطىً هادئة، والتحف بِبُردته ينتظر السيوف التي ستمزّقه، وستتدفق دماؤه نقيّة طاهرة ترسم فوق الأرض قصةً رائعة فريدة من قصص الفداء.
كانت الأشباح المخيفة تتلصّص من خلال شقّ في الباب، فترى محمّداً ما يزال يغطّ في نومه هادئاً.
ـ ما يزال نائماً.
ـ ولن يستيقظ بعد الليلة أبداً.
ـ سأغمد خنجري في قلبه.
ـ هذا الذي يسخر من آلهتنا!
تطلّع أحدهم من شقّ الباب، وعاد ليطمئن أصحابه:
ـ ننتظر حَلبةَ شاةٍ ثم نَدهَمُه.
مثل طيف ملائكي انسلّ النبيّ من بيته مهاجراً متّجهاً صوب الجنوب، وهو يدعو الله أن يحمي فتى الإسلام عليّاً:
ـ ربِّ.. اجعل لي وزيراً من أهلي.
لم يُخالج النومُ عينَي فاطمة تلك الليلة. ها هو والدها العظيم يودّع مكّة خائفاً يترقّب... وفي فراشه ينام فتى أبي طالب.. سوف تتخطفه سيوف القبائل.. والليلة حبلى بالمفاجآت. ووجدت فاطمة نفسها تتضرّع إلى الله أن ينصر أباها كما نصر موسى من قبل وأن يحمي ابن شيخ البطحاء.
اقتحمت الضِّباع منزل النبيّ، وكانت السيوف والخناجر تتّجه إلى رجل نائم ملتحفاً بُرداً حَضْرَميّاً أخضر.
هبّ الفتى من فراشه كأسدٍ غاضب، وانتزع سيفَ أحد المهاجمين الذين تسمّروا في أماكنهم لهول المفاجأة. صرخ أحدهم:
ـ أين محمّد ؟!
وجاءه الجواب ثابتاً ثبات جبل حِراء:
ـ لستُ عليه وكيلاً.
تنفّس الصبح واستيقظت مكّة على أنباء مثيرة. لقد أفْلتَ محمّد وها هو الآن في طريقه إلى يثرب! وانطلق فرسان أشداء يجوبون الصحراء بحثاً عن رجلِ شَريد.
لا أحد يعلم عن مكان النبيّ إلاّ فتىً في العشرين من عمره، عاد لتوّه من غارٍ في جبل ثور حيث ودّع النبيّ بعد أن أمِن الطلب؛ عاد عليّ ينفض عن نفسه غبار الطريق ويفكّر في وصايا النبيّ. لقد بقيت عليه مهمة واحدة: أن يؤدي الأمانات إلى أهلها، ويحمل الفواطم وضعفاء المسلمين إلى يثرب..
ابتاع عليّ « إبلاً »، وأسرّ إلى والدته فاطمة بنت أسد أن تتهيأ للهجرة وتخبر فاطمة بنت محمّد وفاطمة بنت حمزة وفاطمة بنت الزبير.
تحرّكت قافلة الفواطم يقودها عليّ ماشياً.. والتحقت بالركب أمُّ أيمَن وأبو واقد.
وتسلّل ضعفاء المسلمين ليلاً إلى « ذي طُوى » حيث واعدهم عليّ هناك.
كان أبو واقد يسوق الركب سَوقاً حثيثاً، وأدرك عليّ ما يموج في أعماق أبي واقد من الخوف والهلع، فقريش لن تغفر له ذلك أبداً.
هتف عليّ مهدّئاً:
ـ إرفق بالنسوة يا أبا واقد.
وقُرب ( ضَجْنان ) لاح للقافلة ثمانية فرسان يثيرون الغبار.. كانوا ملثّمين وعيونهم تبرق بالشرّ.
صاح عليّ بأبي واقد وأيمن:
ـ انتَحِيا بالإبل واعقِلاها.
الصحراء مدّ البصر تموج بالرمال.. وعليّ الذي أنهكه المشي هو رجل القافلة الأوّل، فتى تعدّى العشرين بثلاث. كانت العيون تتجه إليه: أمّه تراقبه متوجّسة، وبنت محمّد تخاف عليه سيوف أعداء أبيها، وأبو واقد لا حول له ولا قوّة. وقف عليّ وعيناه تقدحان شَرَراً.
هتف فارس لم يكتشف عليّاً بعد:
ـ أظننتَ يا غدّار أنك ناجٍ بالنسوة.. ارجع لا أباً لك!
ـ فإنْ لم أفعل ؟
ـ لَترجعنْ راغماً.
ودنا أحدهم من النُّوق لإثارتها، فاعترضه عليّ وهوى بسيفه.. وسقط الفارس فوق الرمال.
تسمّر الفُرسان! لقد أخذتهم المفاجأة. إنهم لم يَرَوا في حياتهم ضربةً كهذه. صاح أحدهم وقد رأى الفتى يستعد للهجوم:
ـ احبِسْ نفسك عنّا يا ابن أبي طالب!
وهكذا دخل عليّ دنيا الفروسية، كما دخل دنيا الفداء قبل أيام.
وسارت سفن الصحراء تشقّ طريقها على مهل صوب يثرب، تسير ليلاً وتكمن نهاراً.






:: تابعـــــــــــــــــينا ::


__________________


كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك
لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب
وبيده يمضي مكتوبك
عشقي حسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رتبي الحديث التالي ... تابعينا ^_^ ::: يا فاطمة الزهراء ::: الميامين أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 53 31-05-2011 03:00 PM
هل تقبلوني صديقة عسولة الأهداءات و التهاني و الترحيب بالفاطميات الجدد و التهاني و التبريكات و المناسبات السعيدة 9 11-04-2011 05:14 PM
ذكرى لكل امرأة مثلى ... دروس في الفقه والمسائل الشرعية ... تابعينا ::: يا فاطمة الزهراء ::: الميامين الفقه - مسائل دينية - احكام شرعية - فتاوي عامة .. 26 05-05-2010 06:40 AM


الساعة الآن 03:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir