نور الإمام المهدي (عج) , بقية الله , صاحب العصر و الزمان ... |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-08-2010, 02:38 AM | #1 |
♣ مراقبة سابقة ♣
●•أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين •● تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: بلاد الرافدين..النجف الأشرف
المشاركات: 1,015
معدل تقييم المستوى: 1067 |
الدعوة المهدوية
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صّلِ على محمد وآله الطيبين المنتجبين وإلعن أعدائهم من الأولين والآخرين وعجّل فرج قائمهم...يارب العالمين في رحاب الدعوة المهدوية قد يستهين الجاهل بما أقوله هنا لكن تبقى هذه آية من آيات الله تعالى والتي تعدت من القمر والشمس لتصل لكوكب الزهرة ، والله عز وجل يجري مثل هذه الآيات لضرب الأمثال ، ولتخويف عباده وتنبيههم على مراداته الشرعية والكونية . ومن هذه التنبيهات أن الأرض تحت ملكه وسلطته ، يغير بها ويداول مثل ما يشاء سبحانه ، ألم يخبر أن الأيام بيده يداولها بين الناس ، ولقد طال ليل الباطل وآن زواله ، والحق على الأبواب فليبشر من يحب الله تعالى ويحب أن يكون بجنبه سبحانه . ولنأخذ من اسم هذا الكوكب دلالته " الزهرة " وللحياة زهرة فتحها الله تعالى على هؤلاء الطراطير وعلى أبائهم من قبل فقال عز وجل : ﴿ بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون ﴾. وقال عنهم أيوب عليه السلام : لماذا تحيا الأشرار ويشيخون نعم ويتجبرون قوة ، نسلهم قائم أمامهم معَهُمْ وذريتهم في أعينهم ، بيوتهم آمنة من الخوف وليس عليهم عصا الله ! يحملون الدف والعود ويطربون بصوت المزمار * ، يقضون أيامهم بالخير ، في لحظة يهبطون إلى الهاوية ، فيقولون لله ابعد عنا وبمعرفة طَـرُقك لا نُسَـرُّ ، من هو القدير حتى نعبده وماذا ننتفع إن التمسناه . هوذا ليس في يدهم خيرُهُم . . كم ينطفئ سِراجُ الأشرار ويأتي عليهم بوارهم أو يقسمُ لهم أوجاعاً في غضبه ، الله يَخْزنُ إثمَهُ لبنيه ، الله يُعَلَّمُ مَعْـرفَةً وهو يقضي على العالين . أفلم تسألوا عابري السبيل ولم تفطنوا لدلائلهم ، إنه ليوم البوار يمسك الشرير ليوم السخط يقادون . " أيوب عليه السلام " وفي الكتاب العزيز في خبر هؤلاء قال تعالى : ﴿ إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون . مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صِرٌ أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته . وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون ﴾ . وقال في ذكرهم وذكر رسولهم ما يلي : ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى . وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى . وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى . وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأولَى . وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى . قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى ﴾. وقبل أن أنقل الخبر الدال على قرب زوال زهرتهم في الحياة الدنيا وها هو الله تعالى يضرب لذلك الامثال ، أحب أبين للجهلة الذين أقفلت قلوبهم عن إدراك ما يقال هنا من حكمة وصدهم الشيطان عن هذا المنبر المبارك الذي يدعوهم ليلا ونهارا ومن سنين للدخول في زمرة المفلحين الغانمين بأعظم مغنم لم يكتب لغير من يدخل هذه الدعوة المباركة . لم يدرك هؤلاء الجهلة أن الله تعالى اقتضت حكمته فيهم وقدر لهم فتح الدنيا على جيلين من الناس يمتعهم وآباءهم ويمد لهم بالدنيا ومتاعها حتى يعذروا من أنفسهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر . نعم قد يستهين بعض الجهلة بما تقصر عقولهم عن إدراكه وتكل قلوبهم من ضعف عن تيقنه ، ومن جهل الشيء لن يؤمن به بل حري أن يعاديه ويكرهه كما هو حاصل مع الكثير في تقرير هذا الأمر العظيم . ولأزيد على هؤلاء من نور الحق ، وبيان مدى شدة ضلالهم وجهلم في هذا الإيمان العظيم ، وأنهم لم يعقلوه لخلوهم من قوة العقل قبل قوة الإيمان التي أنعم الله بها على من هداه ، سأقرر التالي : هنا إلزامين اثنين أحدهم مادته من كتاب المهدي عليه الصلاة والسلام " رفع الالتباس " ومن كتاب " افحام الخصوم بطلب الجوابات على الأسئلة الحسوم " والتي لم يرد عليها من أي أحد حتى هذه اللحظة !! وبه قال ما له اتصال بطرحي هنا اليوم وهو سؤاله الثاني وهذا نصه : وقل مثل ذلك في عودة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وهذان الأصلان العظيمان اللذان عليهما قوام الدعوة المهدية . قال تعالى :﴿ وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴾ . وهنا تعليق من المولى عز وجل بالمشيئة على ان يري نبيه ما وعد أهل الكتاب من تحقق التأويل ، وهو مما لا يتحقق إلا آخر الزمان ، فهل يعقل تعليق ذلك بالمشيئة من الرحمن عز وجل وهو من الباطل أو المحال ؟! لن يستطيع أي أحد أيا كان الجواب على هذين السؤالين بوجه مرضي مقنع ، واتحدى من يمكنه ذلك ، وهذا عين ما أتى به مهدي الله تعالى إمام المؤمنين آخر الزمان ، الإمام الذي فتح الله عليه بهدايته لعلم القرآن اجتباءا من دون الناس ، وعلى ذلك انبنت دعوته اهـ . " الأسئلة الحسوم ص 5 " و أزيد عليهم بما أنه ثبت عجزهم عن الجواب ، فتلك الأسئلة ومن ضمنها هذا السؤال معلنة من سنين ولم يرد عليها أحد حتى هذه اللحظة ، ولنزيدهم عجزا على عجزهم بما سأقرره بتعقيبي هنا تأكيدا على المعنى الذي قرره المهدي بكتابه المذكور سابقا بوجه آخر من شرحي يتضمن على المعنى المقرر هناك بمعنيين متلازمين هنا ، الأول في بيان ضرورة وصدق عقيدة عودته عليه الصلاة والسلام آخر الزمان ، والثاني بيان لازم اللازم عليه كما سيتضح لكم بتقريري التالي إن شاء الله تعالى ، وأعني بذلك صدق اعتقاد أن الله تعالى يخاطب المهدي عليه الصلاة والسلام بكتابه القرآن المجيد . ففي قوله تعالى : ﴿ وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ . أكبر برهان على أن المخاطب هنا المهدي عليه الصلاة والسلام لا جده المصطفى صلوات ربي وسلامه عليهما ، وبإيضاحٍ سهلٍ على من سهل الله تعالى له ذلك سيدرك الحق الخفي في ذلك لا محالة ، فإن من لم يدرك زينة الحياة الدنيا وزهرتها لا يمكنه مد عينيه لتلك الزهرة حتى ينهى عن ذلك ويكون ذلك الأمر معقولا بحقه وبابه ما يطاق ، والله تعالى كما تعلمون لا يأمر بشريعة لا يطيقها عباده فكيف برسوله ونبيه عليه الصلاة والسلام ؟! وزيدوا على ذلك لتدركوا ، تأكيد المصطفى نفسه عن نفسه بأنه لم يدرك ذلك ما يوجب أعتقاد أن الأمر هنا إنما وجه لآخر سيدرك تلك الزينة الدنيوية وانفتاحها على الخلق ، وهو ما أخطأ علم أمره الجهلة الذين أدركوه . نعم هذا هو الحق المبين والفصل الذي لم يعقلوه فالمصطفى صلى الله عليه وسلم صرح عن ربه ونفسه أنه خير بين أن يدرك انفتاح الدنيا وخروج زهرتها وبين أن يتعجل بلقاء ربه وأن يختصر له الزمان اختصارا لحين تحقق تأويل أمره ، فاختار التعجيل وهذا المعنى مروي في أكثر من مرجع من مراجع المسلمين ، وأخص بالذكر هنا مصنف عبد الرزاق ومسند الدارمي رحمهما الله تعالى وغفر لهم ، والمروي في ذلك من الأخبار التي أتى على ذكرها المهدي عليه الصلاة والسلام بكتابه " رفع الإلتباس " وغيره ، والله الموفق . وأبدا بلفظ حديث الدارمي رحمه الله تعالى بسننه ، فهو أبين بالمعنى ، رواه من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله في مرضه الذي مات فيه ونحن في المسجد عاصبا رأسهُ بخرقةٍ حتى اهوى نحو المنبر فاستوى عليه واتبعناهُ . فقال : " والذي نفسي بيده ، إني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا " . ثم قال : " إن عبدا عُرضت عليه الدُّنيا وزينتها !! ، فاختار الآخرة " . قال : ولم يفطن لها أحدٌ غير أبي بكر فذرفت عيناه ، فبكى ، ثم قال : بل نفديك بآبائنا وامهاتنا وأنفسنا واموالنا يا رسُولَ الله . قال : ثم هبط فما قام عليهِ حتى الساعة . وهذا يلزم منه أنه عليه الصلاة والسلام لم يدرك ولم يختار البقاء للدنيا وانفتاح زينتها ، وهو أمر مكشوف لا يخفى إلا على من طمست بصيرته حين أدرك ، وخبي عمن لم يدرك ، لا يجادل في ذلك اليوم إلا سفيه راد للحق وبيناته معرضا عن تصديق الإيمان وجحد فريضته . وقد أتبع الدارمي رحمه الله تعالى ذلك الخبر بخبر مولاه مويهبة رضي الله عنه ، وما اطلع عليه في ذلك فقال : قال لي رسول الله : " إني قد أمرت ان أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي " . فانطلقت معه في جوف الليل فلما وقف عليهم ، قال : " السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس ، لو تعلمون ما نجاكم الله منه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبعُ آخرُها أولها : الآخرةُ أشر من الاولى " ، ثم أقبل علي فقال : " يا أبا مويهبة إني قد أوتيت بمفاتيح خزائن الدنيا والخُلد فيها ثم الجنة ، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي " قُلتَ : بأبي أنت وأمي ، خُذْ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة ، قال : " لا والله يا أبا مويهبة ، لقد اخترتُ لقاء ربي " . ثم استغفر لأهل البقيع ، ثم انصرف . فبدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجعه الذي مات فيه . وهذا من الوضوح على مقصود كلامي وخلاصة اعتقاد إمامي المهدي عليه الصلاة والسلام بما لا يدع مجالا لأي شك والهادي الله تعالى . فالخلد هنا بالدنيا ليدرك ما وعد الله بفتنتهم في زينة الحياة الدنيا حين يفتحها الله تعالى عليهم ، حتى يمتع بها جيلين من الناس كتاب الله تعالى ووعده الحق ، لكن رسوله ونبيه صلوات ربي وسلامه عليه اختار التعجيل بلقاء ربه ورفض التخليد ، وخبئ لهم حفيده المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه فهو من سيدرك تلك الزينة وأمره تعالى بكتابه بما أمره ، وهو الذي بعدله سيمهد لرجعته صلوات ربي وسلامه عليه ، الحق من ربكم ولعنة الله على الظالمين . ومن مرسلات جبير بن نفير عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : " مثلُ أمتي كمثل رجل غرس في حديقه له نخلا ، فأطعم منها فوجا ، ثم أطعم فوجا ، ثم أطعم فوجا ، فلعل آخرها أثبتها أصلا ، وأطولها فرعا ، وأعرضها ثمرا ، وأغلظها قِنوا ، وأطيبها أكلا " . وهذا في ذكر الخير فيها الكائن آخر الزمان ، أما بخصوص ذكر الشر فيها ، ما يلي : قال محمد بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهُ مال من البحرين فلما سمعَ به المهاجرون والانصار حضروهُ ، فخرج إليهم عليه الصلاة والسلام فلما رآهم تبسمَ ، وقال : " سمعتم بهذا المال الذي جاءني ؟ " قالوا : نعم ، قال : " فأبشروا وأمِّلوا الذي يسركم ، فوالذي نفسي بيده ما أخَافُ عليكم الفقرَ ، ولكن أخافُ عليكم الدُّنيا ان تُفتحَ عليكُم مِن هَا هُنا وهَا هُنا ، تُعجبكم كما أَعَجبت الذينَ من قبلكم ، وتُهلككم كما أَهلكَت الذينَ من قبلكم " . وأخرج عبدالرزاق في مصنفه عن طاووس عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : " وخيرت بين ان أبقى حتى أرى ما يفتح على أمتي وبين التعجيل ، فاخترت التعجيل ". والتعجيل كناية عندي صريحة للرجعة ، وهذه عقيدة حق فرضها الله تعالى على رسوله لا يشك بذلك اليوم إلا الكفرة والمنافقون لقوله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ﴾ . وقد أنزلها منزلها المهدي عليه الصلاة والسلام بتوفيق الله تعالى وهدايته على ما في كتابه " رفع الالتباس " ، وآخر ما كشف عن المرويات في ذكرها تحت هذا العنوان : هل تعرفون من هؤلاء ؟! فهذه قصة زينة الحياة الدنيا وزهرتها وما في بيان العلم بحقيقتها من حجة على أن المخاطب بالنهي عن مد النظر لها ولأهلها المهدي وليس النبي جده صلوات وربي وسلامه عليهما ، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم منها في شيء وإنما نهي عن مد النظر إليها وإلى أهلها حفيده أشد النهي ، وقال تعالى في أهلها الذين ترون من حالهم ما ترون ما يلي : ﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ . أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ . ﴿ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ ﴾ . يكني عنها هنا كذلك . وقال في ذلك تعالى : ﴿ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ . ومن أبين البراهين على أن هؤلاء الممتعين هم من يخاطب بهذا حاليا ، أنه قد تم تمتيع من سبقهم من آبائهم ، وأنهم بدأوا يرون انقاص الله تعالى لأطراف الأرض وحوافها بالفعل ، وليراجع هذا الموضوع لتبين صدق تحقق ذلك : أين التسونامي في القرآن العزيز ؟! وقال عز وجل في ذكرهم كذلك ما يلي : ﴿ وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ . أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ . وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ . وبهذا كذلك خطابا موجها للمهدي عليه الصلاة والسلام يبين له المولى عز وجل مسؤوليته بأنها مختصة بالبلاغ وأن عليه تعالى الحساب ، هو الذي يفعل ما يشاء ، وجعل لذلك ما قلت علامة كونية وآية من آياته أنه حين تحقق تأويل ذلك أنه سينقص الأرض من أطرافها وهو الحاصل اليوم في عالم المشاهدة لا ينكر ذلك إلا الكفرة والمنافقون . وكان صلى الله عليه وسلم كذلك يكني عن رجعته للدنيا بأنواع من المعاريض اللطيفة ، وقد خبط ببعضها من لم يدرك ما يرمز إليه بطرق متعددة ، كل يأتي من مخيلته بما يقدر عليه ، وهم من أبعد الخلق عن الإيمان بالحق في ذلك فأنى لهم الصواب . ومن أمثال ذلك قوله لفتى أو رجلا من الانصار " إن يعش هذا ، فلا يدركه الهرمُ حتى تقوم الساعة . وقد تأولوه على غير وجهه الصحيح بدعاوى مقصورها على انقراض جيل ذلك العصر من وقت الإخبار ونزعوا لألفاظ أخرى في ذلك قد لا تتصل بهذا الخبر ولا معناه لكنهم أقحموا ذلك بهذا ، وإلا اللفظ هنا ذكر قيام الساعة صريح وإن أولوا بلفظ خبر آخر فتمام لفظ هذا الحديث من وجه آخر جاء به تاما أنور من غيره ويتضح به المراد على غير ما ذهبوا إليه بخصوصه ، فقد رواه علي بن حجر السعدي بإسناده قال : " دخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم جمعة ، فقال : يا رسول الله ، متى الساعة ؟ فأشار إليه الناس أن اسكت . قال : فسأله ثلاث مرات كل ذلك يشيرون إليه ان اسكت . فقال رسول الله : عند الثالثة : " ويحك ، ماذا اعددت لها " ؟ قال : حب الله ورسوله . قال : " إنك مع من أحببت " ، فسكت رسول الله ساعة ، ثم مر غلام يمشي ، قال أنس : هو من أقراني قد احتلم أو ناهز . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أين السائل عن الساعة " ؟ قال : ها هو هذا . فقال : " إن أكمل هذا الغلام عمره أو أدرك عمره ، فلن يموت حتى يرى أشراطها " . وكان ذلك الغلام اسمه " محمد " والنبي يكني به عن نفسه عليه الصلاة والسلام ، ولم يفقه الناس تلك التورية ، وقد عمر أنس وقيل بأنه آخر صحابي توفي ومات أنس ومات ذلك الغلام ولم تقم الساعة ولم يكن من أشراطها شيء ، وكان ذلك الخبر مما تعلق به بعض الزنادقة يعرض بعدم صدقه صلى الله عليه وسلم ببعض ما أخبر وان قوله ذلك من الكذب والعياذ بالله وقد يدرك الفطن سر التورية وخافيات المعاريض ، وقد يخطؤها الكثير ، لكنه صلى الله عليه وسلم لم يقل في ذلك إلا حقا وصدقا ، وبإشارته للغلام في عرض إلحاح ذلك الأعرابي بسؤاله عن وقت قيام الساعة ، إنما أراد اسمه عن نفسه هو لا نفس ذلك الغلام وهذا جائز في المعاريض ، أن تشير لشيء وتريد بالباطن خلافه ، مثل قوله لتلك العجوز لما سألت عن الجنة أنه : " لا تدخلها عجوز " . فحزنت لذلك جدا حتى بين لها وطمنت وهؤلاء لم يبين لهم ، وإنما كان يعني أن تدخلها وهي فتاة لا عجوز ، ففهمت منه خلاف المقصود بالحقيقة التي كان يعني . ومن ذلك الجنس قوله صلى الله عليه وسلم عن الساعة وبعثه : قال : رسول الله يقول : " بُعثتُ أنا والساعةُ كهاتين جميعا ، إن كادت لتسبقني " . " وفي هذا تورية كذلك ، فقد بعث وقبض وله الآن أكثر من ألف وخمسمائة عام ولم يصح اقتران الساعة به حتى أنها كادت تسبق بعثه ، لكن برجعته كما وعد الله تعالى وفرض عليه ، فنعم يصح ذلك تمام الصحة والصدق . ومن ذلك أيضا مما كنى به عن الحق في عودته رده على قريش لما بلغه من طعنهم واستنصارهم بأعوان لهم على حربه والسعي بانهاء امره ، فقال عليه الصلاة والسلام ردا على ذلك : " والذي نفسي بيده لأقتلنهم ولأصلبنهم ولأهدينهم وهم كارهون ، إني رحمةٌ بعثني الله عز وجل ولا يتوفاني حتى يظهر الله دينَهُ ، لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر يُحشرُ الناسُ على يدي وأنا العاقب وهل يظهر دينه على كل الأديان ويمحو به الكفر إلا آخر الزمان ؟! وهل يحشر الناس إلا بمثاله عليه الصلاة والسلام الذي بعث الله به حفيده المهدي خليفة الله تعالى ورسوله ، وهو العاقب الذي سيرجع ليتم الله تعالى به ذلك على ما يرضى ربنا تعالى ويحب . وقال : " ونبي الرحمة ونبي الملحمة " . وهل ستكون الملحمة إلا آخر الزمان ؟! ومن تلك المرموزات بعودته صلوات ربي وسلامه عليه ، قوله ما يلي : " يوشك من عاش منكم أن يرى عيسى ابن مريم إماما حكما ، فتوضع الجزية ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، وتضع الحرب أوزارها " يريد نفسه هنا بذلك صلوات ربي وسلامه عليه ، أي أنه هو الذي سيعيش حتى يدركه فقوله : " منكم " . أي ممن يسمع هذا وقت الخطاب بمجلسه ذلك ويلمح بهذا لنفسه ، وإلا هل يعتقد أحمق بأن عيسى سيدركه صحابي ؟! ولا يقولن كذلك أحمق أنه لا يريد ظاهره بقوله " منكم " ، بل هو يعني عموم أمته ، وهو تأويل باطل بعيد يمنعه وجهان : الأول : أنه لم يقل " من أمتي " هنا وهو من أوتي مجامع الكلم واختصر له ، ولو كان المعنى هنا غير مرموز لقال ذلك ، بل اختار كلمة " منكم " أي أيها المخاطبون بهذا في وقتي هذا وهو يعني نفسه ، وهذا هو الحق ولو جهله من جهله . الثاني : رواية معنى هذا الخبر على المفهوم الذي قررته قبل ، وذلك فيما رواه عبد الله بن أحمد قال أخبرنا أبي أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيس ابن مريم " وهذا جلي بالمعنى لو ما يعكر عليه روايته من وجه آخر عن أبي هريرة موقوفا عليه ، وإن عارض على ما تقرر هنا بهذا الوجه سأقول للمعارض : أتيت لقطعك ، فهذا كذلك يشهد للمعنى المقرر قبل والإحتجاج عليه بأن الخطاب على حسب إدراك أبي هريرة كان موجها كما قلت للصحابة لا لعموم الأمة ، وفهم الصحابي مقدم على فهم أي أحد ما لم يعارضه من هو أفقه منه صحابي آخر أو أكثر من صحابي ، فيكون بذلك حتمية الترجيح ، ولا يوجد مثل هذا هنا ، فتعين القطع بأن المعنى لا يصح حمله إلا على ما تقرر بأن وجه قوله صلوات ربي وسلامه عليه " منكم " أن فهمه الصحيح ( أي منكم أيها السامعون ) لهذا احتسب الصحابي ورجى أن يكون هو المدرك . أقول قولي هذا وقد يكون المترجح من حيث السند ثبوت رفع الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم ، لكني أحببت أبين وجه الإحتجاج على الوجهين والله الموفق وحده عز وجل . وإلا من المعلوم أن لا منافاة ما بين الخبر يأتي مرفوعا من وجه ثم يأتي موقوفا من وجه آخر ، فقد يكون أخبر عن ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم على ما بينت وجهه هنا ، ثم يقبض صلوات ربي وسلامه عليه ، فيعود الصحابي ولو جهل وجه ذلك ومنع إدراك سره ، ثم يعود يروي ذات المعنى عن نفسه منية ، فهذا كما هو ظاهر من الجمع ممكن جدا ، وهو أصلا من أجود المحامل احسانا للظن بمن روى الخبر من وجهيه وهو الإمام احمد رحمه الله تعالى ، فهو من رواه على كلا الوجهين ، أم يريدنا الأحمق أن نقول وهم أحمد ؟! وإن كان لا بد من الترجيح عند الجهلة فالتبعة ستكون على ابن حنبل نفسه فهو من روى بمسنده الخبر من الوجهين المرفوع والموقوف ولا أرى إلا أنه قد ثبت عنده على الوجهين لهذا رواهما بالمسند كذلك ، من طريق محمد بن جعفر عن شعبة مرفوعا ، ومن طريق يزيد بن هارون موقوفا ، ولا يحمل صنيعة ذلك إلا على أن كل ذلك مما ثبت عنده رحمه الله تعالى ، وأن لا تفسير لذلك إلا ما قررته هنا ، والله الموفق . وقد تعرض لما حسب أنه اختلاف هنا بالنسبة للرفع والوقف لمعنى هذا الخبر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى فرجح رفعه باعتبارها زيادة من ثقة ، وقرر بأن شعبة كثيرا ما يقف المرفوعات وقد صدق هذا مشهور عنه يقصر بالحديث ، وقال ابن شاكر : ثم إنه في حكم المرفوع إذ هو من المغيبات اهـ . يا ابن شاكر لكنك لم تعي ما يترتب عليه وإلا لفررت منه ولعضضت بالموقوف ، مع أنه كما قلت هو كذلك حجة على القوم لا لهم على ما تقرر بكلامي السابق والله الموفق . وإن عارض أحد من القوم كذلك بحجة تمام لفظ هذا الخبر الذي فيه " فإن عجل بي موتٌ ، فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام " . فللرد على هذا أقرر ما يلي هنا : أولا : أن بهذا حجة عليهم لا لهم من حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم بحال يخبر بهذا إما أنه كان يعلم ما سيجري آخر الزمان من أشراط الساعة وما يتعلق بنزول المسيح عليه الصلاة والسلام وأنه يقينا لن يلتقيه ، أو أنه لم يكن يعلم ذلك ، وهذا ما أحسب يجرأ يعلق به عاقل فهو سخف من التصور والاعتقاد ومصادم لظاهر القرآن ، فإسلام راوي الخبر هنا واتصاله بالنبي صلى الله عليه وسلم حصل له وهو بالمدينة عليه الصلاة والسلام ، وكان والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة انزل عليه تبارك وتعالى قوله التالي في سورة الزخرف : ﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴾ . ويستبعد من ذلك الحين لوقت تحديثه عن لقاء عيسى صلوات ربي وسلامه عليهما أن لا يكون قد أوحى إليه ربه عز وجل بحقيقة لقياه عيسى من عدمه آخر الزمان حتى ينسب له تلك الأكاذيب من التصورات السفيهة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم ويوقن بلقياه المسيح عليه الصلاة والسلام آخر الزمان ، بل وربي كان يعلم ويوقن لكن الكلام خرج هنا كما تقرر من باب التورية ولهذا قال بتمني لقياه وهو يوقن بانه سيلقاه للمنع من التصريح بذلك ، لكن كما قيل بالمثل " يكاد المريب يقول خذوني " فهو أراد أن يعلم عنه بتلك الفلتات صحة هذا الاعتقاد والتزامه لكن ، لمن سيكون إدراك هذا والتفطن له ؟! هنا التقرير وإحقاق الحق اليوم ، فوق رؤوس كل الخلوف الحمقى الضلال التائهين ، وإن رغمت أنفك يا مغرور ومتعالي بالكذب والزيف وأنت أسفل وأحقر وأحط بعقلك الضعيف من دجاجة تحت حد سيف الله وقدره المحتوم . قال تعالى : ﴿ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا ﴾ . والأولى دخوله نفسه بالخطاب هنا القرآني قبل كل أحد ، فكيف يمتري بذلك بعد هذا يا سفهاء ؟! بل ملأه الله تعالى من اليقين وكان يسوس العقول بما آتاه الله تعالى من مجامع الكلم واختصاره له ، يقول المعنى صريحا فيعمي المولى تعالى عنه من يشاء ، ويفتح عليه لمن يشاء ، ومن ذلك ما قصد لتقريره هنا بشيء من التفصيل ، والله الموفق . ثانيا : من هذا الذي يقدر يتحمل بصحيفته نسبة السفه لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فوق أنه لم يكن يعلم بعدم لقائه لأخيه المسيح عليه الصلاة والسلام آخر الزمان ، أنه يوصي من يقينا علم أنهم لن يلقوه صلوات ربي وسلامه عليه ، فكيف يوصي من يقينا لن يلقوه بابلاغهم المسيح سلامه ؟! هذا لا يقوله عاقل ولا يعتقده إلا أحمق لا شعور له بما يلزمه من عقيدة ، فيقول ذلك ويتصوره بلادة وهو لا يشعر بمدى بطلانه ونكارته الشديدة ، إذ يكون متصورا أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يعلم يقينا هو سيدرك المسيح أو لا ، ثم هو يوصي من يفترض أن يكون اليقين عليه بأن أصحابه لن يلقى أحد منهم المسيح ، ولو أن أصحابه من شدة يقينهم وتعجلهم الأمر كانوا يتصورون ادراك سوادهم للدجال حتى حسب اكثرهم ان الذي يقتل على يدي الدجال هو عمر بن الخطاب الفاروق ، ولم يتيقنوا خلاف ذلك الا لما قتل عمر رضي الله عنه ، وقد بقوا على عمايتهم تلك حتى فنوا جميعهم ، ثم لا مسيح مهدي ولا دجال كافر ، ثم انظروا لاعتقادات الصحابة في أشراط الساعة ، وخلافهم في اعتقادات هذه الحمير البشرية والعياذ بالله من ذهاب العقل ، فهؤلاء لا يؤمنون بالساعة وأشراطها ولو ادعوا أخباث القلوب والعقول ذلك ، فإن حقيقتهم تناقض ذلك جملة وتفصيلا ، وهم من أكره الناس لقيامها وأفرح المخلوقات البهيمية بدنياهم ومعايشهم وما يأكلون وما يشربون ويسكنون فيها ، مع انحطاط واقعهم وشدة مهانتهم وتسلط الظلمة عليهم واحتقارهم وانقاص خيرات الله تعالى عليهم ، ورغم كل ذلك وازيد منه نراهم رتع كالبهائم يأكلون كما تاكل الانعام ، لا إحساس وشعور ايماني بحق ، فلا نجدهم ينزلون كتاب الله تعالى وسنة نبيه كما ينزل ذلك كل عبد للرب تقي يطلب وجهه ويشتاق للقياه ، فهم وقود الحطمة نار الله تعالى لا شك في ذلك أبدا . ولا يفوت التذكيرهنا بما أورده في ضمن ما أورد الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام بكتابه " رفع الالتباس " في تقرير عودة المصطفى صلى الله عليه وسلم ليلقى أخيه المسيح صلوات ربي وسلامه عليهم جميعا حتى يصح بذلك أن لا يكون بينهما نبي وأن يكون خليفته من بعده حقا وبالأخص على اعتقاد الجمهور أن كل رسول حتما يكون نبي وقد ثبت شرعا إرسال المهدي وهو بالزمان يبعث بعد جدهم ما قبل نزول المسيح عليهم الصلاة والسلام ، وقوله هنا صلوات ربي وسلامه عليه مما يدخل في باب التورية منه صلوات ربي وسلامه عليه في عودته والتي كثر منه فيها ذلك حتى بلغ ذلك حد التواتر ، فقال هنا : " والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى إماما مقسطا وحكما عدلا ، ثم لئن قام على قبري فقال : يا محمد لأجيبنه " . قال هناك الإمام عليه الصلاة والسلام : ولا وجه عندي لهذه الرواية إلا أن تكون الإجابة على الحقيقة ، ولو كان المراد التجاوب بالوحي لما كان هناك مزيد اختصاص لمكان القبر دون سواه إن كان في النداء أو الإجابة فافهم اهـ . وإن حمل ذلك على ما يمكن تصوره بالنسبة للجمهور على عاداتهم ببعض تلك التصورات السخيفة السفيهة على بعض أخبار تبلغهم فيخبطون بفهمها ، ومثال ذلك ما تقرر هنا على أن معنى خبره هنا إنما هو على وفق ما روي عنه أن ترد له روحه ليرد على كل من يسلم عليه من أمته ، فالقول هنا بجواب ذلك ما يلي : أنظروا ألم أقل لكم أن بهم ما بهم ، إذ لو كان هذا الأمر على ما تخيلوه مع كثرة من يسلم عليه من أمته لكان حري أن يكون هذا مناف للعقل والحكمة والرحمة ، وهو من أسخف الإعتقادات التي مرت علينا منهم وقد فند سرها المهدي صلوات ربي وسلامه عليه لأتباعه الخلص المقربين ، لكن الجمهور مدرك تحقق بعثه لم يقبل منه جملة وتفصيلا وردوا نعمة العلم والإيمان والعقل كذلك ببعثه صلوات ربي وسلامه عليه ، ليهدي الله تعالى به الخلق بعد ضلالهم ، لكن الهادي الله تعالى والرحمة منه وحده . فلو كان ما تصوروه حقا لكان ذلك بحق المصطفى صلى الله عليه وسلم تعذيبا ولا رحمة في ذلك لا له ولا لأمته ، زيدوا على ذلك أنه لن يكون للمسيح بحال نزوله أي اختصاص بذلك الرد وتلك الفضيلة التي من عظم شأنها أنه صلوات ربي وسلامه عليه أقسم عليها بقوله : " والذي نفس أبي القاسم بيده " . وهذا قسم منه لو تعلمون عظيم . ومصداقه الحق اختصاص المسيح بأمر عظيم في ذلك ، وهو أنه صلوات ربي وسلامه عليه لما ينزل من السماء سيلقاه على الحقيقة ، وحين يخاطبه سيرد عليه على الحقيقة ، لكنه كنى هنا ولم يصرح على ما قررت في ذلك ، ليهدي الله تعالى وليه ومن يؤمن به ، ويصد عنها من يصد كما هو الظاهر والواقع اليوم ، فإن هذا الأمر العظيم من الله تعالى الذي هو البينة ودين القيمة لا يستحق الدخول فيه كل أحد لهذا ضرب الله تعالى حول أمره العظيم هذا عماية الحق ، ليهدي من يشاء ويضل من يشاء . بيان الحكمة من رفعه وعودته آخر الزمان برفعه رحمة لأمته عليه الصلاة والسلام وسيكون في عودته نقمة لأعدائه ، يوضح هذا ويفسره الخبر المروي في صحيح مسلم وغيره عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل إذا أرادَ رحمةَ أُمةٍ من عباده قبضَ نبيها قبلها فجعلَهُ فَرَطا وسلفا بين يديها ، وإذا أراد هلكة أُمةٍ عذَّبها ونبيُّها حيٌّ فأقَـرَّ عينَهُ بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمرَهُ " . فما الحال إذا بنبي هذه الأمة وأمته حين ترحم بأولها فيرفع عنها حتى ما يقع بها كفر وردة فتمحق ، ولما يحل عليها الغضب بآخرها يكون مغيبا لا يدري ولا يشهد ليشفي الله تعالى قلبه ممن كذبه وارتد عن دينه ؟! ولتضيفوا لذلك حقيقة أمته لما تكون على التوسيع أي لكل البشر ، فهل يفترض الجاهل الأحمق أن الله عز وجل لن يعيده على هذا يريه نقمته على من كذبه من سائر الأمم مع من سيفعل ذلك من أمته الخاصة ، ثم هؤلاء كلهم حين يتركوا تصديقه وطاعته ويرفضوا اتباع ما جاء به أنهم يتركوا فلا يرى فيهم رسوله نصر الله له وتمكينه . لا شك لا يقول بخلاف دلالة هذا الخبر هنا إلا أحمق ضال لا يعي الكلام ولا يفقه دلالات الحق البينة ، بل والله ليعيده ليقاتل الدجال واليهود وأمم الشرك كلها ، وليريه الله تعالى تمكينه على كل الأرض كما وعده ، وليشفي قلبه ممن كذبه وعاند ملته ، ويؤازره في ذلك بعض إخوانه من الأنبياء وسيكون هو وهم شهداء على الجميع كل على أمته الخاصة . ولذلك قرر بأصول دعوة الحق دعوة المهدي بيان هذه الحقائق ، أن برفعه رحمة مثل ما أن بعودته نقمه على أعدائه ، والحمد لله الهادي وحده . قال أبو إسحاق الفزاري حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك في قوله تعالى ﴿ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ . أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ ﴾ قال : أكرم الله نبيه أن يريه في أمته ما يكره ، فرفعه إليه وبقيت النعمة . المهدي عليه الصلاة والسلام تطرق لذلك وبين وجهه على التمام في " الحسوم " وغيره ، سواء حمل ذلك على المصطفى صلى الله عليه وسلم من عقيدة الجمهور ، أو على حفيده من عقيدته واتباعه عليه الصلاة والسلام ، وقد أنزل ذلك منزله الحق : ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ . أين هي الأمة الضالة الغير مدركة لهذا الحق وتجحده أشد الجحد وهو حق ولا تعيه ولا تؤمن به إذا ما عرفت من المهدي عليه الصلاة والسلام ؟ أين أولئك الذين أعجزهم الله تعالى عن جواب ما سألهم عنه المهدي عليه الصلاة والسلام بكتابه ذاك ؟ أين تصديقهم لما بين وأعلن عن اعتقاده الحق بعودة جده عليه الصلاة والسلام على ما فرض الله تعالى وقرره بكتابه المجيد ولزمتهم بذلك الحجة ؟ مع ثبوت انعدام مقدرتهم على بيان بطلان دعوته وأصولها . ومع عدم تصديقه واتباعه وعجزهم عن بيان بطلان ما يعتقده ، أليس في ذلك عنوانا عريضا للخيبة والخسران ؟ أين أولئك الحمقى والسخفاء الذين اعترضوا وكذبوا بأن الله تعالى يوحي لوليه المهدي وخليفته ورسوله بما يشاء ويخاطبه بما يشاء بكتابه المجيد أو على ألسنة رسله بما يشاء من قبل أن يخلق هو وهم وعد الحق وتصريفه ، وها هو يثبت للعالم أجمع وحججه في دحض شبههم وأضاليلهم ظاهرة على ذلك لا ينكرها إلا من عطل عقله فلا إيمان له ولا بصيرة بالحق ليصدق ، ولا قوة من حجة ليرد ذلك ببرهان ، فالحق غالب والباطل مغلوب محجوج حتما ، والحمد لله رب العالمين . |
07-09-2010, 12:30 AM | #2 |
~¤ مشرفة سابقة ¤~
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: ~َ{بَـغداد الحَبـِيبَة}َ~
العمر: 27
المشاركات: 1,885
معدل تقييم المستوى: 379 |
رد: الدعوة المهدوية
مشكوورة على الموضوع حبيبتي حور عين
__________________
عن الإمام الصادق عليه السلام ثلاثة من تمسك بهن نال من الدنيا والآخرة بغيته من اعتصم بالله ورضي بقضاء الله وأحسن الظن بالله |
02-04-2011, 08:00 PM | #3 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: الدعوة المهدوية
طرحً رِآِئعً .. تسسًلم الآيُآديً . .
ننٍتِظرْ جًدَيدِكٍ بككًل شًوَقّ تحيـًتٍيُ .. آلَبًسَسَسَمّأتُ آلفًأطّمٌيًهَ.. ❤
__________________
عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني نسالكم صالح الدعاء ..
|
03-04-2011, 01:22 PM | #4 |
•● مشرفة سابقة ●• بنور فاطمه اهتديت
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 3,796
معدل تقييم المستوى: 900 |
رد: الدعوة المهدوية
اللهم صّلِ على محمد وآله الطيبين المنتجبين
وإلعن أعدائهم من الأولين والآخرين وعجّل فرج قائمهم...يارب العالمين شكرا جزيلا لك اخيتي حور عين
__________________
|
05-04-2011, 07:27 PM | #5 |
●• مشرفة سابقة •● قـمــري فـاطـمـة والــمـهـدي
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: عناية محمد وآله
المشاركات: 3,170
معدل تقييم المستوى: 355 |
رد: الدعوة المهدوية
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم اللهم عجل لوليك الفرج شرح وافي وانتقاء اكثر من رائع اختي المؤمنة الحبيبة حور عين , أجركم على صاحب العصر والزمان قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه المبارك المقدس نسألكم صالح الدعاء
__________________
المهـدي تـاج رأسي
|
06-04-2011, 01:39 PM | #6 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: الدعوة المهدوية
يعطيكي الف عافيـــه
__________________
عاشق اسمك والاسم أصبح كحل عيني كيف أخبي أوكل مسه طيفك يمسيني ما حدا بيقدر يغير لحظة إيماني *** إي مره لو تذكر أوتحضر يمهدينه بدنه من نار العياب الكبرى تحمينه عقلي ما يصدق سيدي الغالي تنساني *** والله مولاي أبغيابك صعبة أيامي يا نهر ينبض عذوب وقلبي الغالي أنته صوم أعطي أوصلاتي وأنته قرآني نسالكم صالح الدعاء ..
|
09-04-2011, 04:18 PM | #7 |
♣ فاطمية فعالة ♣
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: سلطنة عمان
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 |
رد: الدعوة المهدوية
[[[ .. اللهم أرنا الطلعة البهية والغرة الحميدة واكحل ناظرنا بنظرة منا إليه وعجل فرجه وسهل مخرجه وأوسع منهجه واسلك بنا محجته واجعلنا من انصاره وأعوانه والذابين عنه والمسارعين إليه والسابقين إلى إرادته والمستشهدين بين يديه وتحت لوائه .. ]]] اللهم أفرح قلوبنا بظهوره
__________________
آلعجل آلعجل آلعجل يآمولآي يآصاحب الزمان اللهم انصر شعب البحرين اللهم احفظ شيعة البحرين اللهم عليك بأعدائهم اللهم عليك بأعدائهم اللهم عليك بأعدائهم اللهم عليك بأعدائهم اللهم عليك بأعدائهم نصر من الله وفتح قريب |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العثور على جثة مواطن ثلاثيني متيبسة وإلى جوارها كروت الدعوة لزواجه | معصومة اهل البيت | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 15 | 04-07-2010 08:58 PM |
627 صك طلاق تجدد الدعوة لتفعيل لجان «ذات البين» بالقطيف | رحيق مختوم | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 3 | 15-03-2010 12:39 AM |
الدعوة إلى تبنّي مبادرة خليجية للتطوع الخيري الإلكتروني | Technology | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 1 | 05-03-2010 02:22 PM |