أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
22-02-2011, 01:31 AM | #1 |
♣ مراقبة سابقة ♣
●•أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين •● تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: بلاد الرافدين..النجف الأشرف
المشاركات: 1,015
معدل تقييم المستوى: 1067 |
بين المحاسبة والمعاقبة...بإضافة من قلمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صّلِ على محمد وآل محمد وعجلّ فرجهم أهمية المحاسبة تعتبر محاسبة النفس عند العارفين من الطاعات الواجبة وجزء من حياتهم اليومية وإن من لم يحاسب نفسه يعد أحمقاً غير عاقل أو غير معتقد بحساب يوم القيامة، إذ كيف يغفل عن محاسبة النفس التي تسقط حساب يوم القيامة أو توجب خفته على الأقل؟ وهذا ما أشار إليه الرسول (ص) إذ يقول: (أكيس الكيّسين من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت وأحمق الحمقى من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني) ويقول (ص): (يا أباذر حاسب نفسك قبل أن تحاسب فإنه أهون لحسابك غداً، وزن نفسك قبل أن توزن وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا يخفى على الله خافية) ويقول الإمام الصادق (ع): (فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإن في القيامة خمسين موقفاً كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون) ، ثم تلا هذه الآية: (يـوم مقداره خمسين ألف سنة) ومن خلال هذه الكلمات النورانية نعرف أهمية المحاسبة ومقدار ضرورتها كما نعرف الموقع الحساس لها في جانب الاستقامة. برنامج المحاسبة لكي تعطي المحاسبة ثمارها يانعة وتؤدي الغاية المنشودة منها فلا بد من وضع برنامج لها وذلك بمراعاة جانبين: الجانب الأول: الفترة الزمنية بأن تكون فترات محاسبة النفس متقاربة نسبياً لكيلا تجد مجالاً لمعاودة الأخطاء التي اقترفتها، وقد حددت كثير من النصوص الفترة الزمنية بين محاسبة وأخرى على أن تكون مرة بين اليوم والليلة بحيث يعيد الانسان الفكر في كل ما فعله منذ جلوسه من النوم صباحاً إلى الساعة التي هو فيها وهي آخر ساعة من اليوم، قال الإمام الصادق (ع): (حق على كل مسلم يعرفنـا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه فيكون محاسب نفسه، فـإن رأى حسنة استزاد منها وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا يخزى يوم القيامة) ويقول الإمام الكاظم (ع): (ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل شيئاً خيراً استزاد الله منه وحمد الله عليه وإن عمل شيئاً شراً استغفر الله وتاب إليه) ويفضل أن يركز على المحاسبة يومي الإثنين والخميس لأن الأعمال تعرض فيها على الرسـول (ص) وأهل البيت (ع) وكذلك يجعل محاسبة شهرية وسنوية شاملة. الجانب الثاني: الهدوء النفسي فلا بد من استغلال الوقت لها واختيار الحالة التي تكون النفس فيها هادئة غير مضطربة وغير مشغولة بشغل يلهيها عن المحاسبة وإلا فقد تصاب بالنفور وتكون النتيجة عكسية سلبية بدلاً من أن تكون إيجابية، وقد اهتمت النصوص الإسلامية بهذا الجانب. يقول أمير المؤمنين (ع): (ما أحق الإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله شاغل يحاسب فيها نفسه فينظر فيما اكتسب لها وعليها في ليلها ونهارها) ويقول الإمام الصادق (ع): (إذا أويت إلى فراشك فانظر ما سلكت في بطنك وما كسبت في يومك واذكر أنك ميت وأن لك معاداً) فنلاحظ التأكيد على ضرورة الهدوء النفسي أثناء المحاسبة والمعاتبة وغالباً ما تكون النفس كذلك ليلاً وبالذات عندما يخلو بنفسه على فراشه في حالة من الاسترخاء والابتعاد عن الضوضاء والإنشغالات الفكرية. وكلنّا ودون شك قد رأى أو لاحظ في مكان ما , جهاز تصوير القلب البشري والذيّ يُعرّف أحياناً بمكينة الحياة وساعتها فلقد شاهدنا النبضات وتردداتها وكيف تسير وتُسجّل عدد النبضات لأجزاء من الثانية...وهذا من عمل البش وببركة المولى العليم كذلك تُعرض أعمالنا ونيّاتنا وأحاسيسنا وأحاديث النفس سواء أعملنا بها أم لم نعمل أمام العزيز الجّبار في يوم الحشر وكما قوله عزّ وتعالى في محكم كتابه الكريم قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله يخبر تبارك وتعالى عباده أنه يعلم السرائر والضمائر والظواهر، وأنه لا يخفى عليه منهم خافية ، بل علمه محيط بهم في سائر الأحوال والآنات واللحظات وجميع الأوقات ، وبجميع ما في السماوات والأرض ، لا يغيب عنه مثقال ذرة، ولا أصغر من ذلك في جميع أقطار الأرض والبحار والجبال، وتكملة الآية المباركة هي; فيغفر لمن يشاء ويُعذب من يشاء... وذلك تعميم للذكر في الفصل بين المؤمنين حقاً وبين الظالمين, فيكافئ العزيزالكريم من آمن وصّدق وأطاع فأتقى ويُعذب الزالون والمنافقون والضالون وعلى إختلاف درجاتهم. فمن نوى وفّكر بنية سوء فلاحساب عليها ومن سار بشرّها وعمل بها فتُحسب عليه سيئة واحدة... ومن فكّر وتصّور بفعل خير وعمل صالح فتُحسب له حسنة واحدة ومن شرع القلب وفعل فعلها فله أجر عشر حسنات سبحانك ماأكرمك يا ويلتاه!! حكي أن رجلا يقال له توبة إبن الصّمه كان محاسبا لنفسه في أكثر أوقات ليله ونهاره فجلس مع نفسه ذات يوم ليحاسبها محاسبة كلّية لجميع أيّام حياته فإذا عمره ستّون عاماً، فحسب أيّامها فكانت أحد وعشرين ألف يوما وخمسمائة يوم، فقال: يا ويلي ألقى كذا مالكا ـ أي خازن النّيران ـ بأحد وعشرين ألف ذنب؟! فصعق صعقة كانت فيها نفسه!!! ولذا فأن المحاسبة لها دورٌ أساسي في بواطن النفس ونوازعها فإذا ماأستقامت ودامت وحُفظت وصانت فلنا أن نتصّور ثمارها في الدنيا والآخرة عند محاسبة الإنسان نفسه بالطرق السليمة فإنه سيجني ثمارها وآثارهـا بصورة جلية واضحة ونحن نذكر بعض هذه الثمار على سبيل المثال لا الحصر: ثمار المحاسبة ١)معرفة العيوب وإصلاحها: يقول أمير المؤمنين (ع): (من حاسب نفسه وقف على عيوبه وأحاط بذنوبه واستقال الذنوب واصلح العيوب) ، ويقول (ع): (ثمرة المحاسبة صلاح النفس). ٢) الربح: إن التاجر لن يربح إلا إذا داوم تفتيش شريكه أو عامله بين فترة وأخرى وهكذا من حاسب نفسه، يقول أمير المؤمنين (ع): (من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن خاف أمن) ٣) الأمان من الله تعالى: يقول أمير المؤمنين (ع): (حاسبوا أنفسكم تأمنوا من الله الرهب وتدركوا عنده الرغب) ٤) السعادة: يقول أمير المؤمنين (ع): (من حاسب نفسه سعد). والحاصل أن للمحاسبة دوراً لا ينكر في إصلاح النفس والتحلي بالخصال الحميدة والابتعاد عن الرذائل الذميمة وبالتالي ضمان أكثر لاستمرار الاستقامة، والمأمول أن تتحول المحاسبة عند السالك إلى ملكة بحيث يصبح هذا العمل لديه سهلا للغاية، وعندها سيشعر باللذة والأنس في طاعة الله تعالى وترك معاصيه، مضافا إلى النّجاة في الآخرة. نسألكم الدعاء
__________________
التوقيع فان نهزم فهزامون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا وما إن طبنا جبن ولكن * منايانا ودولة آخرينا فقل للشامتين بنا افيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا إذا ما الموت رفع عن أناس * بكلكله اناخ بآخرينا ( اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا، ولا له أدوم كرامة ولاعليه أبين فضلا، ولابه أشد ترفقا، ولا عليه أشد حيطة ولاعليه أشد تعطفا منك علي، وأن كان جميع المخلوقين يعددون من ذلك مثل تعديدي فاشهد ياكافي الشهادة بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك علي وقلة شكري لك فيها. يا فاعل كل إرادة، صل على محمد وآله، وطوقني أمانا من حلول السخط لقلة الشكر، وأوجب لي زيادة من إتمام النعمة بسعة الرحمة والمغفرة، أنظرني خيرك ...ولا تقايسني بسوء سريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك خالصا ولاتجعله للزوم شبهة ولا فخر ولا رياء ياكريم، اللهم أرفل ببركاتك ونعمائك ورضوانك على حبيبتي أحلى قمر نسأل الجميع براءة الذمة.....
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ملل الزوج من زوجته...بإضافة من قلمي | حور عين | السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية | 11 | 24-10-2010 09:11 PM |
قوة الكلمات ........بإضافة من قلمي | حور عين | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 3 | 22-09-2010 11:08 AM |
بين الجسد والروح...بإضافة من قلمي | حور عين | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 2 | 21-09-2010 04:32 PM |
أنا ومن بعدي الطوفان..بإضافة من قلمي | حور عين | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 2 | 16-09-2010 12:29 PM |
بإضافة من قلمي...غربة الأرواح | حور عين | السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية | 1 | 13-09-2010 09:07 AM |