كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 30-11-2010, 06:15 PM   #19
النوراء
~¤ مشرفة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النوراء
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: سيهآآت
العمر: 31
المشاركات: 267
معدل تقييم المستوى: 31
النوراء is a splendid one to beholdالنوراء is a splendid one to beholdالنوراء is a splendid one to beholdالنوراء is a splendid one to beholdالنوراء is a splendid one to beholdالنوراء is a splendid one to behold
افتراضي رد: ألم ذلك الحسين ,, رواية رآئعة لـ كمال السيد

6

الكوفة خائفة . جلست ذليلة في حضرة ابن زياد .. وزياد يشير بسوطه .. فتتساقط


الرؤوس .. وتطيح الأيدي . وانحنت الرقاب ((للأرقط)) لقد انتصر بجيشه الوهمي القادم من


الشام . الكوفة كلّها أسيرة في قبضته .. تنقاد له طائعة . يصرخ فيها :


-اقتلوا آل الحسين .. إنهم أناس يتطهّرون .


وينتظم العبيد .. عبيد الدنيا جيشاً عرمرماً يقوده ((الحرّ)) .


المهمة خطيرة .. القبض على القافلة .. فارس يقود ألف فارس مدجّج السلاح يجوبون


الصحراء بحثاً عن قافلة صغيرة ..


قدر عجيب ساق هذا الرجل .. جعله في طليعة الذين يريدون اغتيال الحريّة ..


وهو ((الحر)) كما سمّته أمّه ..


والحرّ يجوب الصحراء في مهمّة كان يلعنها في أعماق نفسه .. الرمال الممتدة إلى ما لا نهاية


تدعوه إلى الرحيل .. الرحيل إلى الشمس ، وكانت الأرض تشدّه إليها كما شدّت ألفاً


يسيرون خلفه .


ويسمع الحرّ صوتاً عجيباً .. صوتاً قادماً من وراء الرمال :


-ابشر يا حرّ بالجنة .


-أية جنّة وأنا سائر لقتال سبط النبي .


الخيل تلهث .. أضرّ بها الظمأ .. والصحراء تلتهب .. تتوهج .. تشتعل جحيماً لا يطاق


والحرّ يُبشَّر بالجنّة . وتبدو في الأفق قافلة تتجه نحو ذي حسم (الجبل الصغير) .


الشمس في كبد السماء تتشظى حمماً .. تتفجّر لهباً ، والرمال تشتعل جمراً ، والخيل تلهث ..


تهوّم عيونها نحو سراب بعيد يحسبه الظمآن ماء . وقف الحرّ قبال الحسين في الظهيرة


العظمى .. الخيول تنظر إلى الحسين .. تشمّ رائحة الماء ، وتحمحم .


هتف الحسين :


-اسقوهم وارشفوا الخيل .. .


ومرّت مئات الخيول الظامئة .. تعبّ من الماء .. وتطفئ لهب الصحراء .


ورأى الحسين فارساً وصل متأخراً ، وقد أضرّ به العطش ، فقال بلغة حجازية :


-أنخ الراوية .


-... ؟!


-انخ الجمل .


أناخ الظامئ الجمل . ولما أراد أن يشرب ، جعل الماء يسيل من السقاء ، فقال الحسين بلغة حجازية :


-أخنث السقاء .


فلم يدر الرجل ما يصنع ، فعطف الحسين له السقاء حتّى ارتوى وسقى فرسه .


وساد صمت رهيب رغم حمحمة الخيل .. وكان الجميع يتساءلون عن سرّ وجودهم في تلك


البقعة الملتهبة من دنيا الله . وأذَّن ((ابن مسروق)) للصلاة : فقال للحسين :


-أتصلّي بأصحابك .


-لا ، بل نصلّي جميعاً بصلاتك .



وصلّى الحسين بالجموع .. وصلّى خلفه ألف فارس كانوا يريدون القبض على الرجل القادم


من الحجاز . وقال الحسين بعد الصلاة :


-نحن أهل بيت محمد أولى بالأمر من هؤلاء المدّعين .. السائرين بالجور والعدوان ، فإن أبيتم


إلّا الكراهية لنا ، والجهل بحقنا ، وكان رأيكم على غير ما أتتني به كتبكم انصرفت عنكم .. .


تساءل الحرّ :


-ما أدري ، ما هذه الكتب التي تذكرها ؟!


فنظر الحسين إلى ((ابن سمعان)) ، فأحضر خرجين مملوءين كتباً .. رسائل بالآلاف .. كتبها


الكوفيون .. كتبها الكوفيون ، كلها تقول أن أقدم علينا ليس لنا إمام غيرك .


تمتم الحرّ خجلاً :


-إني لست من هؤلاء .. وإني أمرت أن أقدمك الكوفة على ابن زياد .


قال صاحب الأنف الأشمّ :


-الموت أدنى إليك من ذلك ..


القافلة تريد أن تستأنف رحلتها .. سفن الصحراء ترفع مراسيها .


و((الحر)) يعترض :


-أنا أنفّذ أمر الخليفة .


-ثكلتك أمّك .


-أما لو غيرك من العرب يقولها لي ما تركت ذكر أمّه كائناً من كان .. ولكن مالي إلى ذكر


أمّك من سبيل .. فأمّك الزهراء البتول .


وأردف الحرّ متوسّلاً :


-لتسلك طريقاً وسطاً .. لا يدخلك الكوفة ولا يردّك إلى المدينة ، حتى أكتب إلى ابن زياد ،


فلعلّ الله يرزقني العافية .



كانت القافلة تسير باتجاه بوصلة القدر .. باتجاه مدينة تعيش في رحم المستقبل .


كانا يسيران على مهل .. يسيران في طريق واحد .. طريق رسمته الأقدار .


همس الحرّ بحزن :


-إني أذكّرك الله في نفسك ، فإني أشهد لئن قاتلت لتُقتلَنَّ .


وأدرك الحسين ما تموج به أعماق ((الحرّ)) .


-أفبالموت تخوّفني ؟!


سأمضي وما بالموت عار على الفتى


إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلما


فإن عشت لم أندم وإن مت لم أُلَم


كفى بك ذلاً أن تعيس وترغما



وأدرك الحر هدف الحسين .. الغاية التي يتحرك نحوها . ابتعد عنه .. أخذ ناحية أخرى من


الطريق .. يسايره فيها من بعيد .. ولكنه شعر بنفسه تهفو إلى الرجل السائر نحو الموت ..


الرجل الذي قال من قبل : من لحق بنا استشهد ومن تخلّف عنا لم يبلغ الفتح .


،

يتبع ~>
__________________
عظم الله لكم الأجر

لكم وحشة فاطميات ..
النوراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مذا يقول السيد كمال الحيدري في أم المؤمنين عائشة nono moon أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 4 20-09-2010 12:03 PM
كلام رأس الأمام الحسين (ع) حور عين أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 3 17-07-2010 03:20 AM
إصدار جديد الدر المنتقى من كلام السيد الرضا مهندسة اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 1 25-01-2010 08:28 PM


الساعة الآن 07:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir