أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() على اعتـاب الإمام الرضـا علـي بن موسـى ( عليهم السلام ) ![]() نتقدم باسمى أيات التهاني والتبريكات الى مقام الرسول الاقدس واهل بيته الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين بمناسبة الولادة العطرة للامام علي بن موسى الرضا عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام إن حياة المعصومين الأربعة عشر كانت زاهرة بالحب والمعرفة والصبر والبصائر، إلا أن ما بلغنا من ضياء بعضهم كان أكثر من البعض الآخر، والإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) من أولئك الذين تسنّت لنا فرصة الاهتداء إلى المزيد من فضائلهم، ولأنهم عند الله نور واحد، فليس علينا إلا الاستضاءة بسيرته (عليه السلام) لمعرفة سيرة سائر المعصومين من آبائه (عليهم جميعاً سلام الله). وأظن أن حياة الإمام الرضا (عليه السلام) كانت فاتحة مرحلة جديدة من حياة الشيعة حيث خرجت بصائرهم وأفكارهم من مرحلة الكتمان إلى الظهور والإعلان، ولم يعد الشيعة من بعد ذلك العهد طائفة معارضة في مناطق خاصة، بل أصبحوا ظاهرين في كل بلاد، ولقب (الرضا) أطلق على الإمام علي بن موسى (عليه السلام) منذ نعومة أظفاره، وكان الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قد منحه إياه كما أعطاه كنية أبو الحسن فكان كثير الحب له. الإمام الرضا (عليه السلام) كان بمثابة قرآن ناطق، فخُلقه من القرآن، وعلمه ومكرماته من القرآن، وكان (عليه السلام) يمثل هذا النور بكل وجوده، وكان قلبه يستضيء بنور الله، وهكذا أطاع الله بكل جوانب حياته، فأحبه الله ونوّر قلبه بضياء المعرفة وألهمه من العلوم ما ألهمه، وجعله حجة بالغة على خلقه وهكذا أناب الإمام الرضا (عليه السلام) إلى ربه فوهب الله له ما شاء من الكرامة والعلم، لقد زهد في الدنيا واستصغر شأنها، ورفض مغرياتها، فرفع الله الحجاب بينه وبين الحقائق لأن حب الدنيا رأس كل خطيئة، وهو حجاب سميك بين الإنسان وبين حقائق الخلق. وأعظم الزهد زهده في الخلافة، بالطريقة التي عرضها عليه المأمون العباسي، فإن من الناس من يزهد في الدنيا طلباً لما هو أعظم من متاعها، حتى شهد له أعداؤه في شأن الخلافة. ما رأيت الملك ذليلاً مثل ذلك اليوم من خلال موقف الإمام المشرف. وكان (عليه السلام) في قمة التواضع وحسن المعاشرة مع الناس، وقد فاضت من هذه النفس الكريمة تلك الأخلاق الحسنة، وكان عظيم الحلم والعفو، وسيرته تشهد بذلك وكتب التاريخ غنيةً بذلك. جده : الامام جعفر الصادق عليه السلام . ابوه : الامام موسى الكاظم عليه السلام . امه : تكتم - أو الطاهرة - و تكنى بـ( ام البنين) ولادته : ولد في المدينة المنورة يوم الخميس 11 ذي القعدة سنة 148 كنيته : ابو الحسن . القابه : : الرضا ، الصابر ، الرضي ، الوفي ، الصادق ، الفاضل . نقش خاتمه : ما شاء الله لا قوة إلا بالله . زوجاته : سبيكة - من أهل بيت مارية زوجة رسول الله صلى الله عليه و آله ، و ام ولده ابراهيم - ام حبيبة بنت المأمون المعباسي . ولده الامام محمد الجواد عليه السلام ولاية العهد : بويع له بولاية العهد في 5 شهر رمضان سنة 201 . السكة الرضوية : بعد البيعة للامام عليه السلام بولاية العهد ضربت باسمه الدراهم و الدنانير . ملوك عصره : هارون العباسي ، الامين ، المأمون . وفاته : توفي يوم الثلاثاء 17 صفر سنة 203 متأثرا بسم المأمون . مدة امامته : 20 سنة . عمره : 55 سنة . ![]() الروض أشذاء والكون أضواء والأرض تهنئ السماء بمولد علي الرضا السلام عليك ياغريب الغرباء السلام عليك يا بعيد المدى السلطان أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليك وعلى أهل بيتك أفضل الصلاة والسلام اللهم وفقنا لزيارته في الدنيا وأنلنا شفاعته وأهل بيته(عليهم السلام ) في الآخرة آمين يا رب العالمين. الميلاد الميمون : ولد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في المدينة المنورة إلى جوار جده رسول الله صلى الله عليه وآله عام (148هـ ). فقد ذكر الشيخ المفيد قدس سره في إرشاده قائلاً: عن هشام بن أحمد قال: قال لي أبو الحسن الأول عليه السلام هل علمت أحداً من أصل المغرب قدم....؟ قلت : لا قال عليه السلام : بلى قد قدم رجل من أهل المغرب المدينة... فانطلق بنا فركب وركبت معه.. حتى انتهينا إلى الرجل... فإذا رجل من أصل المغرب ومعه رقيق.. فقلت له: أعرض علينا.. فعرض علينا سبع جواري وكل ذلك يقول أبو الحسن عليه السلام لا حاجة لي فيها.. ثم قال: أعرض علينا. فقال: ما عندي إلا جارية مريضة.. فقال عليه السلام ما عليك أن تعرضها... فأبى عليه وانصرف.. ثم أرسلني من الغد فقال لي : قل له كم كان غايتك فيها فإذا قال لك كذا وكذا ، فقل له قد أخذتها . فأتيته فقال : ما كنت أريد أن أنقصها من كذا . فقلت : قد أخذتها .. قال : هي لك .. ولكن أخبرني من الرجل الذي كان معك بالأمس ؟ فقلت : رجل من بني هاشم ... قال : من أي بني هاشم ؟ فقلت : ما عندي أكثر من هذا.. فقال : أخبرك أني لما اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب : فقالت : ما هذه الوصيفة معك ؟ قلت : اشتريتها لنفسي .. فقالت : ما ينبغي أن تكون هذه عند مثلك إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض فلا تلبث عنده إلا قليلاً حتى تلد غلاماً له لم يولد بشرق الأرض ولا غربها مثله. وكانت ولادته المباركة في يوم الخميس 11ذي القعدة ، وقيل ذي الحجة ، سنة (148هـ) وهو نفس العام الذي استشهد فيه جده العظيم الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام وقيل غير هذا التاريخ إلا أن هذا هو المشهور... أما في حمله وولادته عليه السلام فقد حدثّت أمه المباركة تكتم قائلة : لما حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل ، وكنت أسمع منه تسبيحاً وتهليلاً السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم .. فدخل إلي أبوه موسى بن جعفر عليهما السلام فقال : هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربك .. فناولته إياه في خرقة بيضاء فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ... ودعا بماء الفرات فحنكه به ثم رده إلي وقال : خذيه فإنه بقية الله تعالى في أرضه فتبرك البيت الكاظم بهذا المولود الجديد المبارك. وكان سلام الله عليه تام الخلقة سميناً وأضاء وجهه كالبدر في كبد السماء...فسماه أبوه موسى الكاظم (عليه السلام) بـ(علي) ولقبه بـ(الرضا) وكناه بـ(أبي الحسن) بعد ولادته مباشرة عليهما من الله السلام والتحية. النصوص الدالة على إمامة علي بن موسى الرضا (عليه السلام) • قال الشيخ المفيد: (كان الإمام القائم بعد أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) ابنه أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) لفضله على جماعة إخوته وأهل بيته وظهور علمه وحلمه وورعه واجتماع الخاصة والعامة على ذلك فيه، ومعرفتهم به منه ولنص أبيه (عليه السلام) على إمامته من بعده وإشارته إليه بذلك دون جماعة أخوته وأهل بيته.. فممن روى النص على الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) بالإمامة من أبيه، والإشارة إليه منه بذلك من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته (عليه السلام): داود بن كثير الرّقي، ومحمّد بن إسحاق بن عمّار، وعلي بن يقطين، ونعيم القابوسي، والحسين بن المختار، وزياد بن مروان، والمخزومي، وداود بن سليمان، ونضر بن قابوس، وداود بن زربي، ويزيد بن سليط ومحمد بن سنان)(1). •• ولنذكر بعض النصوص كنموذج ممّا ورد في إمامة علي بن موسى الرضا (عليهما السلام): • روى الكليني بإسناده عن الحسين بن نعيم الصحّاف قال: (كنت أنا وهشامُ بنُ الحكم وعليُّ بنُ يقطين ببغداد، فقال عليُّ بن يقطين: كنت عند العبد الصالح جالساً فدخل عليه ابنُهُ عليّ فقال لي: يا عليّ بن يقطين هذا عليٌّ سيد ولدي أما إني قد نحلتُهُ كُنيتي، فضرب هشامُ بن الحكم براحته جَبهَتَهُ ثم قال: ويحك كيف قلت؟ فقال عليّ بن يقطين: سمعتُ والله منه كما قلت فقال هشام: أخبَرَكَ أن الأمر فيه من بعده)(2). ![]() مكارم أخلاقه تواضعه دخل يوماً حماماً فبينا هو في مكان من الحمام إذ دخل عليه جندي فأزاله عن موضعه وقال: صبّ على رأسي يا أسود، فصبّ على رأسه، فدخل من يعرفه فصاح: يا جندي هلكت أتستخدم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فأقبل الجندي يقبّل رجليه ويقول: هلا عصيتني إذ أمرتك فقال: إنها لمثوبة وما أردت أن أعصيك)(3). (ودخل الحمام فقال له بعض الناس: دلّكني يا رجل، فجعل يدلّكه فعرفوه فجعل الرجل يعتذر منه وهو يطيب قلبه ويدلّكه)(4). أدبه • قال إبراهيم بن العباس: (ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ما جفا أحداً ولا قطع على أحد كلامه، ولا رد أحداً عن حاجة وما مد رجليه بين يدي جليس، ولا اتكأ قبله ولا شتم مواليه مواليه ومماليكه ولا قهقه في ضحكه وكان يجلس على مائدة مماليكه ومواليه، قليل النوم بالليل يحيى أكثر لياليه من أوّلها إلى آخرها، كثير الصوم كثير المعروف والصدقة في السر وأكثر في ذلك الليالي المظلمة)(5). عصر الإمام الرضا عليه السلام لقد امتاز عصر الإمام الرضا عليه السلام بما يلي: 1ـ اندلاع الخلافات والنزاعات بين الأمين والمأمون حتى أدى الأمر إلى حصول حرب دموية بين الجانبين من أجل الملك وبطبيعة الحال إن هذه الحروب تجر خلفها الأضرار الاقتصادية والاجتماعية وحالات أخرى من مشاكل الأيتام والأرامل و..... 2ـ ظهور الثقافات والأفكار المتنوعة كالفلسفة اليونانية والأفكار الضالة والانحرافات العقائدية التي ظهرت على أثر حركة الترجمة ودخول طوائف كثيرة من النصارى ضمن الوعاء الإسلامي مما أدى إلى مزج الطاقات وانتشار تجارة الكتب والنسخ وبالتالي دخلت بعض الأفكار المريضة إلى المجتمع الإسلامي. 3ـ كثرة الحركات الثورية ضد ظلم بني العباس لا سيما ثورات العلويين. 4ـ ابتعاد مركز الحكم والإدارة عن أطراف الدولة الإسلامية، فقد نقل المأمون مركز حكمه إلى خراسان، وهذا مما أثر سياسيا على الواقع المعاش. 5ـ وأخيرا حاول المأمون العباسي أن يظهر تشيعه أمام الناس كمحاولة لكسب القطاعات الشيعية التي أكتسحت الساحة وامتازت بالقوة العلمية والثبات العقائدي واصلة الخط والمحتوى، وبإعلانه الحب والرضى من آل محمد صلى الله عليه وآله وإرجاعه فدك إلى بني فاطمة عليها السلام حاول أن يخمد الثورات العلوية أيضاً. فإن أغلب الناس قد ذاق الأمرين من سياسة بني العباس حيث الفقر المدقع والفراغ الروحي وحالات التذمر من استهتار الملوك والوزراء وتلاعبهم بالأموال وإشاعتهم الفساد والمنكر... كل ذلك جعل الناس تتعاطف أكثر فأكثر مع أهل البيت عليهم السلام ولا سيما مع زعيمهم الأول الإمام الرضا عليه السلام. فعاش إمامنا في مثل هذا الجو المشحون بعدم الانضباط وتغلغل النفوذ النصراني والتركي في البلاط الملكي الذي أوحى باقتراب الاحتلال وانحلال الوحدة الإسلامية التي لم يبق منها إلا الشكل الخارجي. __________________________ الهوامش 1 - الإرشاد : ص 284. 2 - الكافي : ج 1 ص 248 رقم 1 (الطبعة المشكولة). 3- نور الأبصار للشبلنجي : ص 178. 4 - المناقب لابن شهر آشوب: ج4 ص362. 5 - المصدر : ص 360. |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() دوره السياسي هجرة الإمام من المدينة المنوّرة إلى خراسان لقد بقي الإمام الرضا بعد أبيه عشرين عاماً، منها: عشر سنوات في عهد هارون الرشيد وكان يتجرع خلالها مرارة الأحداث ويتعرضه الرشيد بين الحين والآخر، كالجلودي الذي أوعز إليه الرشيد بأن يهاجم دور آل أبي طالب، ويسلب ما على نسائهم من ثياب وحلل، ولا يدع على واحدةٍ منهنّ ثوباً يسترها، والجلودي نفذ أوامر الرشيد، فلما انتهى إلى دار الإمام الرضا (عليه السلام) بخيله وجنده وقف الإمام على باب داره وجعل نساءه في بيت واحد وحاول أن يمنعهم من دخوله، فقال له الجلودي: لابدّ وأن ادخل البيت وأتولى بنفسي سلبَهنّ كما أمرني الرشيد، فقال له الرضا: أنا أسلبهّن لك ولا أترك عليهن شيئاً إلا جئتك به، وظلّ يمانعه ويحلف له بأنه سيأخذ جميع ما عليهن من حلى وحلل وملابس حتى سكن، ووافق على طلب الإمام. فدخل أبو الحسن الرضا على نسائه ولم يدع عليهن شيئاً حتى أقراطهن وخلاخيلهن وملابسهن إلاّ أخذه منهن وأضاف إليه جميع ما في الدار من قليل وكثير وسلمه إلى الجلودي. قاسى الإمام الرضا وأصحاب أبيه موسى بن جعفر (عليهم السلام) من الظلم والبلاء من هارون الرشيد ما قاساه أبوه الكاظم (عليه السلام)، إلى أن توفى الرشيد، وأوصى بولاية العهد لابنه محمد الأمين، ومن بعده لولده عبد الله المأمون، وبعدهما لولده القاسم كما وزع المناطق بينهم، فجعل للأمين ولاية العراق والشام إلى آخر المغرب، وللمأمون من همدان إلى آخر المشرق بما في ذلك خراسان وجهاتها، ولولده القاسم الجزيرة والثغور والعواصم. ولما انتقلت الخلافة لمحمّد الأمين قتله أخوه عبد الله المأمون بعد ما دارت المعارك بينهما، وانتقلت السلطة إلى المأمون في جميع الأطراف. روى الكليني بإسناده عن علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم والريّان بن الصلت جميعاً قال: (لما انقضى أمر المخلوع واستوى الأمر للمأمون كتب إلى الرضا (عليه السلام) يستقدمه إلى خراسان فاعتّل عليه أبو الحسن (عليه السلام) بعلل فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك حتى علم أنه لا محيص له، وأنه لا يكف عنه، فخرج (عليه السلام) ولأبي جعفر سبع سنين، فكتب إليه المأمون، لا تأخذ على طريق الجبل وقم، وخذ على طريق البصرة والأهواز وفارس)(1). ولاية العهد في سنة 198 هجرية بعد قتل محمّد الأمين، وانتقال السلطة إلى أخيه عبد الله المأمون، أحسّ المأمون أنّ الأخطار تهدد دولته من جميع الجهات. ففي الكوفة: خرج ابن السّرايا يدعو لمحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام) وبايعه الناس. وفي المدينة: خرج محمّد بن سليمان بن داود بن الحسن، والحسن بن الحسين بن علي بن الحسين المعروف بالأفطس، ودعا إلى ابن طباطبا فلما مات ابن طباطبا دعا إلى نفسه، واشتعلت الثورات في أنحاء دولة المأمون ومع كل ثائر عشرات الألوف يناصرونه على أولئك الجبابرة الذين أقاموا عروشهم على جماجم الأبرياء والصلحاء وقتل الأئمة المعصومين محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام). وكانت دولة بني العباس مهددةً بالأخطار وكانت أكثر حركات التمرد بقيادة العلويين. وأدرك المأمون في تلك الفترة ـ وفي أول خلافته ـ حراجة الموقف وأخطاره فلم يجد لبقاء دولته وسيلةً أنفع من التظاهر بالتشيع، وبرغبته من التنازل عن الخلافة إلى الإمام الرضا (عليه السلام)، وهو يعلم أن الإمام سيرفض ذلك، وكان الأمر كذلك. وأخيراً أكرهه على ولاية العهد والإقامة معه في بلد واحد وتظاهر نفاقاً بالولاء له ولآبائه، وأمر الولاة بالدعوة للرضا (عليه السلام) على المنابر. وما يهمه من هذا التضليل إلاّ أن يتلافى مشكلة العلويين الذين كانوا يهددون دولة المأمون، وأن يطمئن على موقف الشيعة من خلافته ولكن المأمون كان يضمر السوء بأن يجعل من الإمام واجهةً يستر بها أهدافه ومصالحه، كما يشير إلى ذلك ما جاء في جوابه لبني العباس عندما اعترض عليه بعضهم قائلاً يا أمير المؤمنين، أعيذك بالله أن يكون تاريخ الخلفاء في إخراجك هذا الشرف العميم والفخر العظيم من بيت ولد العباس إلى بيت ولد علي (عليه السلام)، اعتب على نفسك وأهلك، جئت بهذا الساحر من ولد السحرة، وقد كان خاملاً فأظهرته، ووضيعاً فرفعته، ومنسياً فذكرت به، ومستخفّاً به فنوّهت به، قد ملأ الدنيا مخرقةً وتشوقاً.. ما أخوفني أن يخرج هذا الأمر عن ولد العباس إلى ولد علي، بل ما أخوفني أن يتوصّل بسحره إلى إزالة نعمتك والتوثب على مملكتك، هل جنا أحد على نفسه وملكه مثل جنايتك؟ فقال المأمون: قد كان هذا الرجل مستتراً عنّا يدعو إلى نفسه فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه إلينا، ولنعرف ما يخالفه والملك لنا، وليعتقد فيه المعترفون به أنّه ليس مما ادّعى في قليل ولا كثير، وأنّ هذا الأمر لنا من دونه، وقد خشينا ان تركناه على تلك الحالة أن يتفوق علينا منه ما لا نسدّه، ويأتي علينا ما لا نطيقه، والآن وإذ قد فعلنا به ما قد فعلنا، وأخطأنا في أمره ما أخطأنا وأشرفنا من الهلاك ـ بالتنويه به ـ على ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره، ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً حتى نصوّره عند الرعايا بصور من لا يستحق هذا الأمر، ثم ندبر فيه بما يحسم عنا مواد بلائه)(2). ![]() عبادته • قال رجاء بن أبي الضحاك (بعثني المأمون في إشخاص علي بن موسى (عليه السلام) من المدينة، وقد أمرني أن آخذ به على طريق البصرة والأهوازوفارس ولا آخذ به على طريق قم، وأمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار حتى أقدم به عليه، فكنت معه من المدينة إلى مرو، فوالله ما رأيت رجلاً كان أتقى لله تعالى منه ولا أكثر ذكراً لله في جميع أوقاته منه ولا أشدّ خوفاً لله عزّ وجل منه، وكان إذا أصبح صلى الغداة، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ويصلي على النبي (ص) حتى تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة يبقى فيها حتى يتعالى النهار، ثم أقبل على الناس يحدثهم ويعظهم إلى قرب الزوال، ثم جدد وضوءه وعاد إلى مصلاه فإذا زالت الشمس قام فصلى ست ركعات يقرأ في الركعة الأولى الحمد وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد، ويقرأ في الأربع في كل ركعة الحمد، وقل هو الله أحد، ويسلّم في كل ركعتين ويقنت فيهما في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، ثم يؤذّن ويصلي ركعتين، ثم يقيم ويصلي الظهر، فإذا سلّم سبح الله وحمده وكبره وهلله ما شاء الله، ثم سجد سجدة الشكر يقول فيها مائة مرة شكراً لله، فإذا رفع رأسه قام فصلى ست ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد، ويسلّم في كل ركعتين، ويقنت في ثانية كل ركعتين قبل الركوع وبعد القراءة، ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين ويقنت في الثانية فإذا سلم قام وصلى العصر، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله ثم سجد سجدة يقول فيها مائة مرة حمداً لله، فإذا غابت الشمس توضأ وصلى المغرب ثلاثاً بأذان وإقامة وقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلم جلس في مصلاّه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله، ثم يسجد سجدة الشكر ثم يرفع رأسه ولم يتكلم حتى يقوم ويصلي أربع ركعات بتسليمتين ويقنت ويقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة وكان يقرأ في الأولى من هذه الأربع الحمد وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد، ويقرأ في الركعتين الباقيتين الحمد وقل هو الله، ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء الله، ثم يفطر ثم يلبث حتى يمضي من الليل قريب من الثلث، ثم يقوم فيصلي العشاء الآخرة أربع ركعات ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلّم جلس في مصلاه يذكر الله عزّ وجل ويسبحه ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله ويسجد بعد التعقيب سجدة الشكر، ثم يأوي إلى فراشه، فإذا كان الثلث الأخير من الليل قام من فراشه بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار فاستاك، ثم توضأ، ثم قام إلى صلاة الليل فيصلي ثمان ركعات ويسلم في كل ركعتين يقرأ في الأوليين منها في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاثين مرة، ثم يصلي صلاة جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) أربع ركعات يسلّم في كل ركعتين ويقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد التسبيح ويحتسب بها من صلاة الليل، ثم يقوم، فيصلي الركعتين الباقيتين يقرأ في الأولى الحمد وسورة الملك، وفي الثانية الحمد وهل أتى على الإنسان، ثم يقوم فيصلي ركعتي الشفع يقرأ في كل ركعة منهما الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، فإذا سلم قام، فصلّى ركعة الوتر يتوجه فيها ويقرأ فيها الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات وقل أعوذ بربّ الفلق مرّة واحدة، وقل أعوذ برب الناس مرّة واحدة ويقنت فيها قبل الركوع وبعد القراءة، ويقول في قنوته: اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، انه لا يذل من واليت، ولا يعزّ من عاديت تباركت ربّنا وتعاليت، ثم يقول: استغفر الله وأسأله التوبة سبعين مرّة، فإذا سلم جلس في التعقيب ما شاء الله، فإذا قرب من الفجر قام فصلى ركعتي الفجر يقرأ في الأولى الحمد وقل يا أيّها الكافرون، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد فإذا طلع الفجر أذن وأقام وصلى الغداة ركعتين، فإذا سلم جلس في التعقيب حتى تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة الشكر حتى يتعالى النهار. وكانت قراءته في جميع المفروضات في الأولى الحمد وإنا انزلناه، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد إلا في صلاة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة، فإنه كان يقرأ فيها بالحمد وسورة الجمعة والمنافقين وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة في الأولى الحمد وسورة الجمعة، وفي الثانية الحمد وسبّح اسم ربك الأعلى، وكان يقرأ في صلاة الغداة يوم الاثنين ويوم الخميس في الأولى الحمد وهل أتى على الإنسان، وفي الثانية الحمد وهل أتاك حديث الغاشية. وكان يجهر بالقراءة في المغرب والعشاء وصلاة الليل والشفع والوتر والغداة. ويخفي القراءة في الظهر والعصر، وكان يسبّح في الأخيرتين يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاث مرات، وكان قنوته في جميع صلواته: رب اغفر وأرحم وتجاوز عمّا تعلم إنك أنت الأعز الأجلّ الأكرم. وكان إذا أقام في بلدة عشرة أيام صائماً لا يفطر فإذا جنّ الليل بدأ بالصلاة قبل الإفطار. وكان في الطريق يصلي فرائضه ركعتين ركعتين إلا المغرب فإنه كان يصليها ثلاثاً ولا يدع نافلتها ولا يدع صلاة الليل والشفع والوتر وركعتي الفجر في سفر ولا حضر وكان لا يصلي من نوافل النهار في السفر شيئاً، وكان يقول بعد كل صلاة يقصرها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاثين مرة ويقول: هذا تمام الصلاة. وما رأيته صلى الضحى في سفر ولا حضر، وكان لا يصوم في السفر شيئاً، وكان يبدأ في دعائه بالصلاة على محمد وآله ويكثر من ذلك في الصلاة وغيرها، وكان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مرّ بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى، وسأل الله الجنّة وتعوذ به من النار، وكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلواته بالليل والنهار، وكان إذا قرأ قل هو الله أحد قال سراً: يا أيها الكافرون، فإذا فرغ منها قال: ربي الله وديني الإسلام، وكان إذا قرأ: والتين والزيتون قال عند الفراغ منها: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، وكان إذا قرأ لا أقسم بيوم القيامة قال عند الفراغ منها: سبحانك اللهم، وكان يقرأ في سورة الجمعة (قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة) للذين اتقوا (والله خير الرازقين) وكان إذا فرغ من الفاتحة قال: الحمد لله رب العالمين، وإذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى، قال سراً: سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأ يا أيّها الذين آمنوا قال: لبيك اللّهم لبيك سرّاً، وكان لا ينزل بلداً إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم فيجيبهم ويحدثهم الكثير، عن أبيه، عن آبائه، وعن علي، عن رسول الله (ص) فلما وردت به على المأمون سألني عن حاله في طريقه، فأخبرته بما شاهدته منه في ليله ونهاره وظعنه وإقامته، فقال لي: يا ابن أبي الضحاك هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم فلا تخبر أحداً بما شاهدته منه لئلا يظهر فضله إلاّ على لساني، وبالله استعين على ما أقوى من الدفع منه والإساءة إليه)(3). ![]() أدعيته وأدعية الأئمة عليهم الصلاة والسلام وسيلة من وسائلهم الكثيرة للنهوض بالأمة الاسلامية، وصد التيارات المناهضة للعقيدة، فقد جمعت بين التوحيد، والدعوة إلى الفضيلة والخير، والأمر بمكارم الأخلاق، فهي دروس عالية لا يستغنى عنها، ولعل الزمن يجود بمن يشبعها بحثاً وتحقيقاً، فيكشف عما احتوته من علوم وتعاليم نحن في أمسّ الحاجة إليها. وفي هذه الصفحات بعض ما ورد من أدعيته عليه الصلاة والسلام: 1- من دعاء له (عليه السلام): (بسم الله الرحمن الرحيم، سبحان الله كما ينبغي لله، والحمد لله كما ينبغي لله، ولا إله إلا الله كما ينبغي لله، والله اكبر كما ينبغي لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على محمد وأهل بيته، وصلى الله على جميع المرسلين والنبيين حتى يرضى الله)(4). 2- من دعاء له (عليه السلام): (اللهم يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء الموالية، والأيادي الجميلة، والمواهب الجزيلة، يا من لا يوصف بتمثيل، ولا يمثل بنظير، ولا يغلب بظهير، يا من خلق فرزق، وألهم فانطق، وابتدع فشرع، وعلا فارتفع، وقدر فأحسن، وصور فأتقن، واحتج فأبلغ، وانعم فأسبغ، وأعطى فأجزل، ومنح فأفضل؛ يا من سما في العز ففاق خواطف الأبصار، ودنا في اللطف فحاز هواجس الأفكار، يا من تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه، توحد بكبريائه فلا ضد له في جبروت شأنه، يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام، وانحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الانام، يا عالم خطرات قلوب العالمين، وشاهد لحظات أبصار الناظرين، يا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لعظمته وجلالته، ووجلت القلوب من خيفته، وارتعدت الفرائص من فرقه، يا بديء، يا بديع، يا قوي، يا منيع، يا علي، يا رفيع، صل على من شرفت الصلاة بالصلاة عليه، وانتقم لي ممن ظلمني، واستخف بي، وطرد الشيعة عن بابي، وأذقه مرارة الذل والهوان كما أذاقنيها، وأجعله طريد الأرجاس، وشريد الأنجاس)(5). حكمه نقدم في هذا الباب بعض ما أثر عن الإمام الرضا (عليه السلام) من كلماته وحكمه، وهذه الكلمات –على قصرها- تحمل كنزا من المعارف والأخلاق والدعوة إلى الهدى والحق، مالا تحمله المصنفات الكبيرة، ويخيّل إليّ أن الباحث يستطيع أن يشرح كل كلمة من هذه الكلمات في كتاب مستقل، يأتي به على ما حوته من علوم وتعليم، وجدير بنا أن نتخذ من هذه الكلمات منهجاً ننهجه، وطريقاً نتبعه، ودليلاً نسير على هداه، لنستبدل واقعنا المزري بنهج أهل البيت وتوجيهاتهم (عليهم الصلاة والسلام). نسجل من ذلك : 1- قال (عليه السلام): من شبه الله تعالى بخلقه فهو مشرك، ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كافر. 2- وقال (عليه السلام) من علامات الفقيه الحلم والعلم والصمت، إن الصمت باب من أبواب الحكمة، إن الصمت يكسب المحبة، إنه دليل على كل خير. 3- وقال (عليه السلام): صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله. 4- وقال (ع): اقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد؛ وذلك قوله تبارك وتعالى: (اسجد واقترب). 5- وقال (عليه السلام): الصلاة قربان كل تقي. __________________
الهوامش 1 - أصول الكافي الطبعة المشكولة : ج 1 كتاب الحجّة باب مولد أبي الحسن الرضا (عليه السلام) : ص 408 رقم 7. 2 - فرائد السمطين : ج 2 ص 214، ورواه المجلسي في البحار : ج 49 ص 182. 3 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : ج 2 ص 180 رقم 5. 4 - منتخب الدعوات 80. 5 - المجتنى من الدعاء المجتبى 23. |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() مناظراته امتاز عصر الإمام الرضا (عليه السلام) برواج سوق العلم، وإفساح المجال أمام علماء الكلام من مختلف المذاهب والنحل لخوض المسائل العلمية في العقائد وغيرها، وكان الإمام (عليه السلام) هو المرجع للفلاسفة وغيرهم في مناظراتهم، كما أن المأمون العباسي كان يجلب على الإمام (عليه السلام) كبار علماء الأديان ومتكلميهم، أملا في أن يعجز الإمام (عليه السلام) في محاورة فيهبط في أعين الجمهور ولكنه صلوات الله عليه كان يقطع الجميع، ويلزمهم الحجة، ويقرّهم بالحق، حتى دهش علماء الأديان بعلمه سلام الله عليه وإحاطته بكتبهم المنزلة، وأسلم بعضهم على يده بعد ما ذكر لهم (عليه السلام) من الحجج والأدلة. ولو تصدى الباحث لجمع مناظراته (عليه السلام) لكانت كتابا مستقلا. نذكر في هذه الصفحات مختارات مما بين أيدينا من ذلك، ونحيل القارئ الكريم إلى كتاب (الاحتجاج) للشيخ الطبرسي عليه الرحمة، فقد افرد فصلا كبيرا لأجوبته (عليه السلام) ومناظراته، ولكتاب (التوحيد) للشيخ الصدوق طاب ثراه، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي (رحمه الله). 1- قال أبو الصلت الهروي: لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا (عليهما السلام) أهل المقالات من أهل الاسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين، وسائر أهل المقالات، فلم يقم أحد إلا وقد ألزمه حجته كأنه ألقم حجراً، قام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له: يا ابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال: نعم. قال: فما تعمل في قول الله عز وجل: (وعصى آدم ربه فغوى) وقوله عز وجل: (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه) وفي قوله عز وجل في يوسف (عليه السلام): (ولقد همّت به وهمّ بها) وفي قوله عز وجل في داود: (وظن داود أنما فتناه) وقوله تعالى في نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) (وتخفي في نفسك ما الله مبديه). فقال الرضا (عليه السلام): ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش، ولا تتأول كتاب الله برأيك، فإن الله عز وجل قد قال: (ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) وأما قوله عز وجل في آدم (عليه السلام): (وعصى آدم ربه فغوى) فإن الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه، وخليفة في بلاده، لم يخلقه للجنة وكانت المعصية من آدم (عليه السلام) في الجنة لا في الأرض، وعصمته يجب أن تكون في الأرض ليتم مقادير أمر الله، فلما أهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عز وجل: (إن الله اصطفى آدماً ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) وأما قوله عز وجل: (وذا النون إذ ذهب مغاضباً وظن أن لن نقدر عليه) وإنما الظن بمعنى استيقن أن الله لن يضيق عليه رزقه، ألا تسمع قول الله عز وجل: (وأما إذا ما ابتلاه ربه فقدر عليه رزقه) أي ضيق عليه رزقه، ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان قد كفر. وأما قوله عز وجل في يوسف (عليه السلام): (ولقد همت به وهم بها) فانها همت بالمعصية وهم يوسف (عليه السلام) بقتلها أن أجبرته لعظم ما تداخله فصرف عنه قتلها والفاحشة وهو قوله عز وجل: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء) يعني القتل والزنا. وأما داود (عليه السلام) فما يقول من قبلكم فيه؟ فقال علي بن محمد بن الجهم: يقولون إن داود (عليه السلام) كان في محرابه يصلي فتصور له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور، فقطع داود صلاته وقام ليأخذ الطير، فخرج الطير إلى الدار فخرج في أثره، فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه، فسقط الطير في دار أوريا بن حنان، فاطلع داود في أثر الطير إذا بإمرأة اوريا تغتسل، فلما نظر إليها هواها، وكان قد اخرج أوريا في بعض غزواته، فكتب إلى صاحبه: أن قدم أوريا أمام التابوت، فقدم فظفر أوريا بالمشركين، فصعب ذلك على داود فكتب إليه ثانية: أن قدمه أمام التابوت، فقدم فقتل أوريا، فتزوج داود بأمرأته. قال: فضرب الرضا (عليه السلام) بيده على جبهته وقال:إنا لله وإنا اليه راجعون لقد نسبتم نبياً من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته حتى خرج في أثر الطير، ثم بالفاحشة، ثم بالقتل. فقال: يا ابن رسول الله فما كانت خطيئته؟ فقال: ويحك إن داود إنما ظن أنه ما خلق الله عز وجل خلقاً هو أعلم منه، فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسورا المحراب فقالا: (خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب) إلى قوله: (نعجتك إلى نعاجه) فعجل داود على المدعي عليه فقال: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، ولم يسال المدعي البينة على ذلك، ولم يقبل على المدعي عليه فيقول له: ما تقول، فكان هذا خطيئة رسم الحكم لا ما ذهبتهم إليه، ألا تسمع الله عز وجل يقول: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى) إلى آخر الآية. فقال: يا ابن رسول الله فما قصته مع أوريا؟ فقال الرضا (عليه السلام): إن المرأة في أيام داود (عليه السلام) كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبداً، وأول من أباح الله له أن يتزوج بإمرأة قتل بعلها كان داود (عليه السلام)، فتزوج بإمرأة أوريا لما قتل وانقضت عدتها منه فذلك الذي شق على الناس من قبل أوريا. وأما محمد (صلى الله عليه وآله) وقول الله عز وجل: (وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) إن الله عز وجل عرف نبيه (صلى الله عليه وآله) أسماء أزواجه في دار الدنيا، وأسماء أزواجه في دار الآخرة، وأنهن أمهات المؤمنين، وإحدى من سمى له زينب بنت جحش، وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة فأخفى اسمها في نفسه ولم يبده لكي لا يقول أحد من المنافقين انه قال في إمرأة في بيت رجل أنها إحدى أزواجه من أمهات المؤمنين، وخشي قول المنافقين، فقال الله عز وجل: (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) يعني في نفسك، وان الله عز جل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم (عليه السلام)، وزينب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله: (فلما قضى زيداً منها وطراً زوجناكها) الآية، وفاطمة من علي. قال: فبكى علي بن محمد بن الجهم فقال: يا ابن رسول الله أنا تائب إلى الله تعالى من أن أنطق في أنبياء الله بعد يومي هذا إلا بما ذكرته(1). قال إبراهيم بن العباس: كان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب عنه وكان كلامه كله وجوابه وتمثله انتزاعات من القرآن(2). لما اراد أن يستخلف المأمون الرضا، جمع بني هاشم فقال: إنّي أريد أن استعمل الرضا (عليه السلام) على هذا الأمر من بعدي، فحسده بنو هاشم وقالوا: أتولى رجلاً جاهلاً ليس له بصر بتدبير الخلافة؟ فابعث إليه يأتنا فترى من جهله ما تستدل به! فبعث إليه فأتاه فقال له بنو هاشم: يا أبا الحسن إصعد المنبر وانصب لنا علماً نعبد الله عليه. فصعد المنبر فقعد مليّاً لا يتكلّم مطرقاً ثم انتفض انتفاضة فاستوى قائماً وحمد الله تعالى وأثنى عليه، وصلى على نبيّه وأهل بيته ثم قال: أول عبادة الله معرفته، وأصل معرفة الله توحيده، ونظام توحيده نفي الصفات عنه بشهادة العقول أنّ كل صفة وموصوف مخلوق، وشهادة كل مخلوق أنّ له خالقاً ليس بصفة ولا موصوف، وشهادة الاقتران بالحدث، وشهادة الحدث بالامتناع من الأزل الممتنع من الحدث، فليس الله عرف من عرف ذاته، بالتشبيه، ولا إياه وحد من اكتنهه، ولا حقيقته أصاب من مثله ولا به صدّق من نهّاه ولا صمد صمده من أشار إليه ولا إياه عنى من شبّهه ولا له تذلّل من بعّضه، ولا إياه أراد من توهّمه كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواه معلول بصنع الله يستدل عليه، وبالعقول يعتقد معرفته وبالفطرة تثبت حجّته خلقة الله الخلق حجاب بينه وبينهم ومفارقته إياهم مباينة بينه وبينهم، وابتداؤه إياهم دليل على أن لا أداة له، لشهادة الأدوات بفاقة المؤدين فاسماؤه تعبير وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة، وكنهه تفريق بينه وبين خلقه، وغيره تحديد لما سواه، فقد جهل الله من استوصفه، وقد تعداه من استمثله، وقد أخطأه من اكتنهه ومن قال: (كيف) فقد شبهه ومن قال (لم) فقد علّله، ومن قال: (متى) فقد وقته، ومن قال: (فيم) فقد ضمّنه ومن قال: (إلى مَ) فقد نهّاه، ومن قال: (حتى مَ) فقد غيّاه ومن غياه فقد غاياه، ومن غاياه فقد جزّأه ومن جزّأه فقد وصفه، ومن وصفه فقد ألحد فيه، ولا يتغير الله بتغير المخلوق كما لا يتحدد بتحديد المحدود. أحد لا بتأويل عدد ظاهر ولا بتأويل المباشرة، متجل لا باستهلال رؤية، باطن لا بمزايلة، مباين لا بمسافة، قريب لا بمداناة لطيف لا بتجسّم موجود لا بعد عدم. فاعل لا باضطرار، مقدّر لا بجول فكرة، مدّبر لا بحركة، مريد لا بهمامة، شاء لا بهمة، مدرك لا بمجسة، سميع لا بآلة، بصير لا بأداة لا تصحبه الأوقات، ولا تضمنه الأماكن، ولا تأخذه السنات، ولا تحدّه الصفات ولا تقيده الأدوات. سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده والابتداء أزله، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له، وبمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأمور عرف أن لا قرين له. ضاد النور بالظلمة، والجلاية بالهمة، والجسو بالبلل، والصرد بالحرور، مؤلف بين متعادياتها، مفرّق بين متدانياتها، دالة بتفريقها على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها ذلك قوله عزّ وجل: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلّكم تذكرون)(3) ففرّق بين قبل وبعد ليعلم أن لا قبل له ولا بعد. شاهدة بغرائزها: أن لا غريزة لمغرزها، دالة بتفاوتها: أن لا تفاوت لمفاوتها، مخبرة بتوقيتها: ان لا وقت لموقتها، حجب بعضها عن بعض ليعلم أن لا حجاب بينه وبينها غيره، له معنى الربوبية إذ لا مربوب، وحقيقة الإلهية إذ لا مألوه، ومعنى العالم ولا معلوم، ومعنى الخالق ولا مخلوق، وتأويل السمع ولا مسموع. ليس منذ خلق استحق معنى اسم الخالق ولا بأحداثه البرايا استفاد معنى البارئية، كيف ولا يغيبه: (مذ) ولا تدنيه: (قد) ولا يحجبه: (لعلّ) ولا يوقته: (متى) ولا يشتمله: (حين) ولا يقارنه (مع) إنما تحد الأدوات أنفسها، وتشير الآلة إلى نظائرها، وفي الأشياء توجد فعالها). منعتها (منذ) القدمة، وحمتها (قد) الأزلية، وجنبتها (لولا) التكملة. افترقت فدلت على مفرقها، وتباينت فاعزت على مباينها، بها تجلّى صانعها للعقول وبها احتجب عن الرؤية، وإليها تحاكم الأوهام، وفيها اثبت غيره، ومنها انبط الدليل، وبها عرف الإقرار، وبالعقول يعتقد التصديق بالله، وبالإقرار يكمل الإيمان به. لا ديانة إلا بعد معرفته، ولا معرفة إلا بالإخلاص، ولا إخلاص مع التشبيه، ولا نفي مع إثبات الصفة للتثنية، وكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه، وكل ما يمكن فيه يمتنع في صانعه. ولا يجري عليه الحركة ولا السكون، وكيف يجري عليه ما هو أجراه أو يعود فيه ما هو ابتداه إذاً لتفاوتت ذاته، ولتجزي كنهه، ولامتنع من الأزل معناه، ولما كان للباري معنى غير المبروء. ولو وجد له وراء وجد له إمام، ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان، وكيف يستحق الأزل من لا يمتنع من الحدث؟ أم كيف ينشئ الأشياء من لا يمتنع من الإنشاء؟ إذاً لقامت عليه آية المصنوع، ولتحوّل دليلاً بعدما كان مدلولاً عليه، ليس في محال القول حجة، ولا في المسألة عنه جواب، ولا في معناه لله تعظيم، ولا في إبانته عن الحق ضيم إلا بامتناع الأزلي أن يثني، ولما بدى له أن يبدئ لا إله إلا الله العلي العظيم كذب العادلون بالله وضلوا ضلالاً بعيداً، وخسروا خسراناً مبيناً، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين)(4). استشهاده • قال هرثمة بن أعين: (طلبني سيّدي أبو الحسن الرضا (عليه السلام) في يوم من الأيّام فقال لي: يا هرثمة إنّي مطلعك على أمر يكون سرّاً عندك لا تظهره لأحد مدّة حياتي. فإن اظهرته حال حياتي كنت خصيماً لك عند الله فحلفت له انّي لا اتفوه بما يقوله لي مدّة حياته، فقال لي: اعلم يا هرثمة انه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدّي وآبائي وقد بلغ الكتاب أجله، وإنّي أطعم عنباً ورماناً مفتونا فأموت ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد، وان الله لا يقدره على ذلك، وإنّ الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول، ولا يستطيعون حفر شيءٍ منها فتكون تعلم يا هرثمة إنّما مدفني في الجهة الفلانية من الحد الفلاني بموضع عيّنه له، فإذا أنا متّ وجهزت فاعلمه بجميع ما قلته لك ليكونوا على بصيرة من أمري وقل له إذا وضعت في نعشي، وأرادوا الصلاة عليّ فلا يصلى عليّ فإنّه يأتيكم رجل عربي ملثّم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء عليه وعثاء السّفر، فينيخ راحلته وينزل عنها فيصليّ عليّ وصلوا معه عليّ فإذا فرغتم من الصلاة عليّ وحملتموني إلى مدفني الذي عينته لك فاحفر شيئاً يسيراً من وجه الأرض تجد قبراً مطبقاً معموراً في قعره ماء أبيض إذا كشفت عنه الطبقات نضب الماء فهذا مدفني فادفنوني فيه، والله الله يا هرثمة ان تخبر بهذا أو بشيء منه قبل موتي، قال هرثمة: فوالله ما طالت الإناة حتى أكل الرّضا عند الخليفة عنباً ورماناً مفتوناً فمات)(5). • روى الطبرسي عنه عن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل (أنه قال: يا هرثمة هذا أسوان رجوعي إلى الله عزّ وجل ولحوقي بجدّي وآبائي، وقد بلغ الكتاب أجله، فقد عزم هذا الطاغي على سمي في عنب وفي رمان مفروك، فأمّا العنب فإنه يغمس المسلك في السم ويجذبه بالخيط في العنب، وأما الرمان فإنه يطرح السم في كف بعض غلمانه ويفرك الرمان بيده لتلطخ حبه في ذلك السم. وانه سيدعوني في اليوم المقبل ويقرّب إليّ الرمان والعنب ويسألني اكلها ثم ينفذ الحكم ويحضر القضاء)(6). فضل زيارته •• ثواب زيارة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) روى عليّ بن الحسين بن فضّال، عن أبيه، قال: (سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا يقول: إنّي مقتول مسموم مدفون بأرض غربة، اعلم ذلك بعهد عهده إليّ أبي عن أبيه عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عن رسول الله (ص)، ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة، ومن كنّا شفعاءه نجا، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين)(7). • وعن الإمام عليّ بن محمد بن عليّ الرضا: (من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدي الرضا بطوس، وهو على غسل وليصلّ عند رأسه ركعتين ويسأل الله تعالى حاجته في قنوته، فإّنه يستجاب له ما لم يسأله في مأثم أو قطيعة رحم، وان موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة لا يزورها مؤمن إلا اعتقه الله من النار وأدخله دار القرار)(9). • روى سليمان بن حفص المروزي، قال: (سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر يقول: من زار قبر ولدي عليّ كان له عند الله سبعين حجّة، ثم قال: وربّ حجة لا تقبل، من زاره أبو بات عنده ليلة كان كمن زار أهل السموات وإذا كان يوم القيامة وجد معنا زوّار أئمتنا أهل البيت وأعلاهم درجة وأقربهم حياةً زوّار ولدي عليّ)(10). روى حمدان الديواني قال: (قال الرضا (رضي الله عنه)، من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصّه من أهوالها إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط وعند الميزان)(11). • محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك. زيارة الرضا (عليه السلام) أفضل، أم زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، فقال: زيارة أبي أفضل، وذلك إن أبا عبد الله (عليه السلام) يزوره كل الناس، وأبي لا يزوره إلا الخواصّ من الشيعة(12). • الطوسي (رحمه الله) - قال: محمد بن داود، عن الحسن بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن علي بن الحسن، عن عبد الله بن موسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بخطّه: أبلغ شيعتي أنَّ زيارتي تعدل عند الله ألف حجة، وألف عمرة متقبّلة كلها، قال: قلت لأبي جعفر: ألف حجة؟ قال: إي والله وألف ألف حجّة لمن يزوره عارفاً بحقه(13). • عنه (رحمه الله)، عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد بن السندي، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن الحسن النيسابوري، عن أبي صلاح شعيب بن عيسى، قال: حدثنا صالح بن محمد الهمداني، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: قال الرضا (عليه السلام): من زارني علي بعد داري ومزاري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى اخلّصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالاً وعند الصراط، والميزان(14). • عنه (رحمه الله) عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد بن قولويه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) قالا: سمعته يقول: من زار أبي فله الجنة(15). • الصدوق (رحمه الله) قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: قال علي بن موسى الرضا (عليه السلام) لا تشدّ الرحال إلى شئي من القبور إلا إلى قبورنا، ألا وإني لمقتول بالسم ظلماً، ومدفون في موضع غربة، فمن شدَّ رحله إلى زيارتي، استجيب دعاؤه وغفر له ذنبه(16). • الطوسي (رحمه الله) عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال: إنَّ بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، فلا يزال فوج ينزله من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور. • عنه (رحمه الله) عن أحمد بن محمد الكوفي، قال: أخبرني المنذر بن محمد، عن جعفر بن سليمان. عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام). فدخل رجل من أهل طوس، فقال: يا بن رسول الله ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)؟ فقال له: يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو يعلم أنه إمام من قبل الله عز وجل مفترض الطاعة على العباد، غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، وقبل شفاعته في خمسين مذنباً، ولم يسأل الله عز وجل حاجة عند، قبره إلاّ قضا هاله. قال: فدخل موسى بن جعفر (عليهما السلام) وهو صبيّ، فأجلسه علي فخذه وأقبل يقبّل ما بين عينيه. • ثم التفت إليّ وقال: يا طوسيّ إنه الإمام والخليفة والحجة بعدي، سيخرج من صلبه رجل يكون رضا لله عز وجل في سمائه ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسمّ ظلماً وعدواناً، ويدفن بها غريباً، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عز وجل كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله)(17). • عنه (رحمه الله) بإسناده عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي هاشم الجعفري داود بن القاسم، قال سمعت محمد بن علي بن موسى الرضا (عليهم السلام) يقول: إن بين جبلي طوس قبضة من الجنة، من دخلها كان آمناً يوم القيامة من النار(18). • عنه (رحمه الله) قال: روى الحسين بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: يخرج رجل من ولد موسى اسمه اسم أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيدفن في أرض طوس من خراسان، يقتل فيها بالسمّ فيدفن فيها غريباً، فمن زاره عارفاً بحقّه. أعطاه الله عز وجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل(19). • عنه قال: وروى البزنطي عن الرضا (عليه السلام) قال: ما زارني أحد من أوليائي عارفاً بحقّي إلا شفّعت فيه يوم القيامة(20). __________________________
الهوامش 1 - عيون أخبار الرضا 1/195. 2 - أعلام الورى للشيخ الطبرسي : ص 327. 3 - الذاريات : 49. 4 - الاحتجاج للطبرسي : ج 2 ص 398. 5 - الفصول المهمّة لابن الصباغ المالي : ص 261. 6 - أعلام الورى : ص 343. 7 - فرائد السمطين: ج 2 ص 192 ـ 195. 8 - المصدر نفسه. 9 - المصدر نفسه. 10 - المصدر نفسه. 11 - الكافي: ج 4 ص 584 - والتهذيب: ج 6 ص 84. 12 - التهذيب: ج 6 ص 58. 13 - التهذيب: ج 6 ص 85 - والخصال: ص 167. 14 - التهذيب: ج 6 ص 85. 15 - الخصال: ص 144. 16 - التهذيب: ج 6 ص 108. 17 - التهذيب: ج 6 ص 109. 18 - الفقيه: ج 2 ص 349. 19 - المصدر: ج 2 ص 349. 20 - المصدر: ج 2 ص 349. |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() زياراته زيارة الإمام الرضا المختصرة • نقلها الشيخ المفيد، تقول: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْهُدى وَالْعُرْوَة الوُثْقى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى ما مَضى عَلَيْهِ آباؤك الطَّاهِرونَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلَى هُدىً وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَى باطِلٍ وَأَنَّكَ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَأَدَّيْتَ الأَمانَةَ فَجَزاكَ اللهُ عَنِ الإِسْلامِ وَأَهْلِهِ خَيْرَ الْجَزاءِ أَتَيْتَكُ بِأَبِي وَأُمِّي زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لأَوْلِيائِكَ مُعادِياً لأَعْدائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ. • ثمّ تقبّل القبر وتقول: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ الإِمامُ الْهادِيّ وَالْوَلِيُّ الْمُرْشِدُ أبرأ إِلَى اللهِ مِنْ أَعْدائِكَ وَأَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ بِوِلايَتِكَ صَلَّى الله عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. ثمّ تصلي ركعتين صلاة الزيارة. زيارة الإمام الرضا (عليه السَّلام) • قال الشيخ الصدوق (رحمه الله)، قل حين تدخل: بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عَلِيًّا وَلِيُّ اللهِ. • وسر حَتّى تقف عَلَى قبره واستقبل وجهه بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَنْبِياءِ وَالْمُرْسِلِينَ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ وَسَيِّدِ خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ صَلاةً لا يَقْوى عَلَى إِحْصائِها غَيْرُكَ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عَبْدِكَ وَأَخِي رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَالدَّلِيلَ عَلَى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَدَيّانِ الدِّين بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ وَالْمُهَيْمِنَ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَزَوْجَةِ وَلِيِّكَ وَأُمِّ السِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةَ الطُّهْرِ الطّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ سَيِّدَةِ نِساءِ أَهْلِ الْجَنَّةَ أَجْمَعِينَ صَلاةً لاَ يَقْوى عَلَى إِحْصائِها غَيْرُكَ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سِبْطَيْ نَبِيِّكَ وَسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةَ الْقائِمَيْنِ فِي خَلْقِكَ وَالدَّليلَيْنِ عَلَى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِكَ وَدَيّانَي الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلَيْ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَبْدِكَ الْقائِمِ فِي خَلْقِكَ وَ الدَّلِيلِ عَلَى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِكَ وَدَيّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ سَيِّدِ الْعابِدينَ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي أَرْضِكَ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دينِكَ وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ الصّادِقِ الْبارِّ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَبْدِكَ الصّالِحِ وَلِسانِكَ فِي خَلْقِكَ النّاطِقِ بِحُكْمِكَ وَالْحُجَّةِ عَلَى بَرِيَّتِكَ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الْمُرْتَضى عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دِينِكَ الْقائِمِ بِعَدْلِكَ وَالدّاعِي إِلَى دِينِكَ وَدينِ آبائِهِ الصّادِقِينَ صَلاةً لا يَقْوى عَلَى إِحْصائِها غَيْرُكَ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَوَلِيِّكَ الْقائِمِ بِأَمْرِكَ وَالدّاعِي إِلَى سَبِيلِكَ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دِينِكَ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعامِلِ بِأَمْرِكَ الْقائِمِ فِي خَلْقِكَ وَحُجَّتِكَ الْمُؤَدِّي عَنْ نَبِيِّكَ وَشاهِدِكَ عَلَى خَلْقِكَ الْمَخْصُوصِ بِكَرامَتِكَ الدّاعِي إِلَى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ صًلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ اَلّلهُمَّ صَلِّ عَلَى حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ الْقائِمِ فِي خَلْقِكَ صَلاةً تامَّةً نامِيَةً باقِيَةً تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ وَتَنْصُرُهُ بِها وَتَجْعَلُنا مَعَهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ اَلّلهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَأُوالِي وَلِيَّهُمْ وَأُعادِي عَدُوَّهُمْ فَارْزُقْنِي بِهِمْ خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَاصْرِفْ عَنِّي بِهِمْ شَرَّ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَأَهْوالَ يَوْمَ الْقِيمَةِ. • ثمّ تجلس عند رأسه وتقول: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيَّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إسْماعِيلَ ذَبِيحِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ وَلِيَّ اللهِ وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمِينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدِينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرين اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ جَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ الْبارِّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِيقُ الشَّهِيدُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبارُّ التَّقِيُّ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ الْيَقِينُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْحَسَنِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. • ثم تنكب عَلَى القبر وتقول: اَلّلهُمَّ إِلَيْكَ صَمَدْتُ مِنْ أَرْضِي وَقَطَعْتُ الْبِلادَ رَجاءَ رَحْمَتِكَ فَلا تُخَيِّبْنِي وَلا تَرُدَّنِي بِغَيْرِ قَضاءِ حاجَتِي وَارْحَمْ تَقَلُّبِي عَلَى قَبْرِ ابْنِ أَخِي رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا مَوْلايَ أَتَيْتُكَ زائِراً وافِداً عائِذاً مِمَّا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي وَاحْتَطَبْتُ عَلَى ظَهْرِي فَكُنْ لِي شافِعاً إِلَى اللهِ يَوْمَ فَقْرِي وَفاقَتِي فَلَكَ عِنْدَ اللهِ مَقامٌ مَحْمُودٌ وَأَنْتَ عِنْدَهُ وَجيهٌ. • ثمّ ترفع يدك اليمنى... وتقول: اَلّلهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَبِوِلايَتِهِمْ أَتَوَلّى آخِرَهُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَهُمْ وَأَبْرَأ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُمْ اَلّلهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ وَاتَّهَمُوا نَبِيِّكَ وَجَحَدُوا وَسَخِرُوا بِإِمامِكَ وَحَمَلُوا النّاسَ عَلَى أَكْتافِ آل مُحَمَّدٍ اَلّلهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَالْبَراءَةِ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ يا رَحمنُ. • ثمّ تحوّل إِلَى عند رجليه وقل: صَلَّى الله عَلَيْكَ يا أَبَا الْحَسَنِ صَلَّى الله عَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ صَبَرْتَ وَأَنْتَ الصّادِقِ الْمُصَدَّقُ قَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بِالأَيْدِي وَالأَلْسُنِ. • ثمّ تصلّي صلاة الزيارة، ثم تقول: اَلّلهُمَّ إِنِّي أسألكَ يا اللهُ الدَّائِمُ فِي مُلْكِهِ الْقائِمِ فِي عِزِّهِ الْمُطاعُ فِي سُلْطانِهِ الْمُتَفَرِّدُ فِي كِبْرِيائِهِ الْمُتَوَحِّدُ فِي دَيْمُومِيَّةِ بَقائِهِ الْعادِلُ فِي بَرَيَّتِهِ الْعالِمُ فِي قَضِيَّتِهِ الْكَريمُ فِي تَأْخِيرِ عُقُوبَتِهِ إِلهِي حاجاتِي مَصْرُوفَةٌ إِلَيْكَ وَآمالِي مَوْقُوفَةٌ لَدَيْكَ وَكُلَّما وَفَّقْتَنِي مِنْ خَيْرٍ فَأَنْتَ دَليلِي عَلَيْهِ وَطَريقِي إِلَيْهِ يا قَديراً لا تَؤُدُهُ الْمَطالِبِ يا مَلِيّاً إِلَيْهِ كُلُّ راغِبٍ ما زِلْتُ مَصْحُوباً مِنْكَ بِالنِّعَمِ جارِياً عَلَى عاداتِ الإِحْسانِ وَالْكَرَمِ أسْأَلكَ بِالْقُدْرَةِ النّافِذَةِ فِي جَميعِ الأَشْياءِ وَقَضائِكَ الْمُبْرَمِ الَّذِي تَحْجُبُهُ بِأَيْسَرِ الدُّعاءِ وَبِالنَّظْرَةِ الَّتِي نَظَرْتَ بِها إِلَى الْجِبالِ فَتشامَخَتْ وَإِلَى الأَرْضِينَ فَتَسَطَّحَتْ وَإِلَى السَّمواتِ فَارْتَفَعَتْ وَإِلَى السَّمواتِ فَارْتَفَعَتْ وَإِلى الْبِحارِ فَتَفَجَّرَتْ يا مَنْ جَلَّ عَنْ أَدَواتِ لَحَظاتِ الْبَشَرِ وَلَطُفَ عَنْ دَقائِقِ خَطَراتِ الْفِكَرِ لا تُحْمَدُ يا سَيِّدي إِلاَّ شُكْراَ فَمَتى تُحْصى نَعْماؤُكَ يا إِلهِي وَتُجازى آلاؤُكَ يا مَوْلايَ وَتُكافَأ صَنائِعُكَ يا سَيِّدِي وَمِنْ نِعَمِكَ يَحْمَدُ الْحامِدُونَ وَمِنْ شُكْرِكَ يَشْكُرُ الشَّاكِرُونَ وَأَنْتَ الْمُعْتَمَدُ لِلذُّنُوبِ فِي عَفْوِكَ وَالنّاشِرُ عَلَى الْخاطِئِينَ جَناحَ سِتْرِكَ وَأَنْتَ الْكاشِفُ لِلضُرِّ بِيَدِكَ فَكَمْ مِنْ سَيِّئَةٍ أَخْفاها حِلْمُكَ حَتّى دَخِلَتْ وَحَسَنَةٍ ضاعَفَها فَضْلُكَ حَتّى عَظُمَتْ عَلَيْها مُجازاتُكَ جَلَلْتَ أَنْ يُخافَ مِنْكَ إِلاَّ الْعَدْلُ وَأَنْ يُرْجى مِنْكَ إِلاَّ الإِحْسانُ وَالْفَضْلُ فَامْنُنْ عَلَيَّ بِما أَوْجَبَهُ فَضْلُكَ وَلا تَخْذُلْنِي بِما يَحْكُمُ بِهِ عَدْلُكَ سَيِّدِي لَوْ عَلِمَتِ الأَرْضُ بِذُنُوبِي لَساخَتْ بِي أَوِ الْجِبالُ لَهَدَّتْنِي أَوِ السّمواتُ لاَخْتَطَفَتْنِي أَوِ الْبِحارُ لأَغْرَقَتْنِي سَيِّدِي سَيِّدِي مَوْلايَ مَوْلايَ مَوْلايَ قَدْ تَكَرَّرَ وُقُوفِي لِضِيافَتِكَ فَلا تَحْرِمْنِي ما وَعَدْتَ المُتَعَرِّضِينَ لِمسْألتِكَ يا مَعْرُوفَ الْعارِفِينَ يا مَعْبُودَ الْعابِدِينَ يا مَشْكُورَ الشّاكِرينَ يا جَلِيسَ الذّاكِرِينَ يا مَحْمُودَ مَنْ حَمِدَهُ يا مَوْجُودَ مَنْ طَلَبَهُ يا مَوْصُوفَ مَنْ وَحَّدَهُ يا مَحْبُوبَ مَنْ أَحَبَّهُ يا غَوثَ مَنْ لا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلاَّ هُوَ يا مَنْ لا يُدَبِّرُ الأَمْرَ إِلاَّ هُوَ يا مَنْ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ إِلاَّ هُوَ يا مَنْ لا يَخْلُقُ الْخَلْقَ إِلاَّ هُوَ يا مَنْ لا يُنَزِّلُ الْغَيْثَ إِلاَّ هُوَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي يا خَيْرَ الْغافِرينَ رَبِّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ حَياءٍ وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَجاءٍ وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ إِنابَةٍ وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَغْبَةٍ وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَهْبَةٍ وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ طاعَةٍ وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ إِيمانٍ وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ إِقْرارٍ وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ إِخْلاصٍ وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ تَقْوى وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ تَوَكُّلٍ وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ ذِلَّةٍ وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ عامِلٍ لَكَ هارِبٍ مِنْكَ إِلَيْكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتُبْ عَلَيَّ وَعَلَى ووالِدَيَّ بِما تُبْتَ وَتَتُوبُ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يا مَنْ يُسَمّى بِالْغَفُورِ الرَّحِيم يا مَنْ يُسَمّى بِالغَفُورِ الرَّحِيمِ يا مَنْ يُسَمّى بِالغَفُورِ الرَّحِيمِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي وَزَكِّ عَمَلِي وَاشْكُرْ سَعْيِي وَارْحَمْ ضَراعَتِي وَلا تَحْجُبْ صَوْتِي وَلا تُخَيِّبْ مَسألتِي يا غَوْثَ الْمُسْتَغِيثِينَ وَأَبْلِغْ أَئِمَّتِي سَلامِي وَدُعائِي وَشَفِّعْهُمْ فِي جَمِيعِ ما سَأْلتُكَ وَأَوْصِلْ هَدِيَّتِي إِلَيْهِمْ كَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَزِدْهُمْ مِنْ ذلِكَ ما يَنْبَغِي لَكَ بِأَضْعافٍ لا يُحْصِيها غَيْرُكَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى أَطْيبِ الْمُرْسَلِينَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ. ![]() وداعه (عليه السلام) • وإذا أردت أن تودع الإمام الرضا (عليه السلام) فودعه بما يلي: لا جعله الله آخر تسليمي عليك [وإذا أردت فقل:] السلام عليك يا ولي الله ورحمة الله وبركاته اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إلى ابن نبيك وحجتك على خلقك واجمعني وإياه في جنتك واحشرني معه وفي حزبه مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً واستودعك الله واسترعيك وأقرأ عليك السلام آمنا بالله وبالرسول وبما جئت به ودللت عليه فاكتبنا مع الشاهدين. |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() نتقدم باسمى أيات التهاني والتبريكات الى مقام الرسول الاقدس واهل بيته الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين والى العالم الاسلامي أجمع بمناسبة الولادة العطرة للامام علي بن موسى الرضا عليه السلام |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: بلاد الله الواسعه
المشاركات: 3,312
معدل تقييم المستوى: 248 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاك الله الجنه
وجعل ايامكم كله افراح ومسرات تحياتي الولائيه..
__________________
![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
~¤ مراقبة سابقة ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين معصومة اهل البيت تشرفت بمروركم الكريم |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
●• مراقبة سابقة •● متىَ الملقىَ يَاسيدي؟
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: فِي دَولة’ة العَدلِ المُنتظَر إنتمائِي . .
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
مشكوره عزيزتيييييييييييييييييييييي
|
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
●• فاطمية متميزة •●
![]() ![]() تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: **الكويت**
العمر: 35
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
يعطيج الف عااااااااافية عالطرح المفيد والقيم
بس بتأكد أم الإمام عليه السلام اسمها : نجمة ولا مثل ما ذكرت امه : تكتم - أو الطاهرة - و تكنى بـ( ام البنين) موفقة غاليتي
__________________
الحياة التى أعيشها مثل القهوة التى أشربها..رغم مرارتها لا تخلو من حلاوه ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|