ما بين شهادة العباس وعلي الأكبر

[النور الفاطمي]

بسم الله الرحمن الرحيم

{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون } .

رأى أحد الموالين سيدنا ومولانا الحسين في منامه وكان جسمه مثخناً بالجراحات فاستعجب ذلك من منظر جسد الحسين ، ففز من نومه مرعوباً ، ثم توجه إلى قبر الحسين وخاطبه ، الى ان رآه في منامه مرة اخرى وقد برئت جميع الجراحات ، قال سيدي ومولاي أبا عبد الله ، عندي سؤال : قبل أيام رأيتك في منامي وكان جسدك مثخنٌ بالجراحات والآن لا أرى إلا جرحاً ، قال له صدقت ، ان دموع شيعتي تبرئ جراحاتي ، ولكن هناك جرحان : جرح في قلبي وجرح في ظهري ، لا يبرءان حتى القى الله ، فأما الجرح الذي في قلبي فهو جرح علي الاكبر ، واما الجرح الذي في ظهري فهو جرح أخي أبي الفضل العباس

======================

لقد ترك مقتل العباس وعلي الأكبر عليهما السلام ، جرحاً في قلب الإمام الحسين لا ينطفأ أبداً وأشعل ناراً الحزناً والوعة في قلب الإمام الحسين إلى يوم القيامة .

ففي مقتل العباس إنكسر ظهر الإمام الحسين وإنهارت جميع قواه ، إلى أن وصل إلى ذلك الجسد الدامي وجده بتلك الحالة الفضيعة مقطوع اليدين والسهم نابت في العين والرأس مفضوخ والمخ سائل على الكتفين مسك ظهره بيده نادى بأعلى صوته الآن انكسر ظهري بين والدي الآن قلت حيلتي ورجع الإمام منكسر القلب حزيناً يكفكف دمعه بكمه كي لا تراه النساء .

وفي مقتل علي الأكبر شبل الحسين ، احتضر الإمام الحسين في ذلك المقتل ، وكادت بنفسه أن تخرج لعظم المصاب على قلبة ، وعند خروج علي الأكبر إلى القتال أيها الأخوة، استئذن أباه في القتال ، فأذن له ، ثم نظر إليه نظر آيس منه

(ثم أرخى الحسين عينيه وبكى )

وقاتل قتال الأبطال حتى كمن له ملعون وضربه ، واستوحشه العصابة من كل جانب ومكان فصاح :

يا أبتاه ، عليك مني السلام ، هذا جدي محمد المصطفى ، وهذا جدي علي المرتضى وهذه جدتي خديجة الكبرى ، وهذه جدتي فاطمة الزهراء ، وهم إليك مشتاقون ، فأقبل الحسين (ع) وفرق القوم عنه ، وصاح بأعلى صوته ، فتصارخن النساء فقال لهن الحسين : اسكتن فان البكاء أمامكن ، وأخذ رأس ولده ووضعه في حجره ، وجعل يمسح الدم عن وجهه ، ويقول : يا بني ، لعن الله قوماً قتلوك ، ما أشد جرأتهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول (ص) ، وانهملت عليناه من الدموع .

http://217.17.245.6/~basem4

ثم قال : على الدنيا بعدك العفا ، يابني ، أما أنت فقد استرحت من الدنيا وضيمها ، وقد صرت إلى روح ريحان ، وبقي أبوك فما أسرع لحوقه بك .

فالسلام على علي الأكبر والسلام على العباس والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

[لؤلؤة الزهراء]

بارك الله فيك خيو ..

يسلمو ..

مشكورة ..