نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-05-2010, 02:21 PM   #1
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم

أسماءها وكناها ..

لم تقتصر أسماءها ولم تنحصر ( بفاطمة والزهراء ) ، بل لها أسماء عديدة أخرى ولها كنى تنبئ عن أوصافها وفضائلها الكثيرة فإليك قائمة بذلك وهي بعدد حروف بسم الله الرحمن الرحيم ، تسعة عشر اسماً وكنية كمايلي :

1- فاطمة ( عليها السلام ) : سمّاها الله بذلك . روي أنها سميت بذلك : لأن الله قد فطم من أحبها من النار . وقيل لأنها فطمت من الشر . وقيل لأنها فطمت بالعلم .

2- منصورة ( عليها السلام ) سمّاها رسول الله (ص) بذلك اولاً .

3- الزهراء ( عليها السلام ) : سمّيت بذلك لأن نورها زهر لأهل السماء وفي المحراب .

4- الصديقة ( عليها السلام ) : لأنها لم تكذب قط .

5- المباركة ( عليها السلام ) : لظهور بركاتها .

6- الطاهرة ( عليها السلام ) : لشمولها آية التطهير .

7- الزكية ( عليها السلام ) : لأنها كانت أزكى أنثى عرفتها البشرية .

8- الراضية ( عليها السلام ) : لرضا ءها بقضاء الله وقدره .

9- المرضية ( عليها السلام ) : لأن الله سيرضيها بمنحها حق الشفاعة .

10- المحدثة ( عليها السلام ) : لأن الملائكة كانت تحدثها . روي أن الملائكة كانت تحدث مريم بنت عمران و ( فاطمة ) أفضل من مريم لأنها سيدة نساء العالمين كما في الحديث ، وقال أحدهم :لا أعدل ببضعة النبي شيئاً . الله عزوجل أوحى إلى أم موسى وإلى الحواريين فما المانع أنه تعالى أوحى إلى ( فاطمة ) . وقد روي أن مصحف ( فاطمة ) جُمع فيه كلام الملائكة التي كانت تحدّث فاطمة . عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : مصحف ( فاطمة ) فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ( أي من ناحية الحجم ) .... إلى أن قال : ولكن فيه علم مايكون .

11- البتول ( عليها السلام ) : لأنها تبتلت عن دماء النساء .

12- أم أبيها ( عليها السلام ) : كناها بذلك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .

13- أم الأئمة ( عليها السلام ) : لأنها والدة الأئمة الأحد عشر .

14- الحا نبة ( عليها السلام ) : لأنها كانت تحن حنان الأم على أبيها النبي وبعلها ( علي ) وأولادها عليهم السلام والأيتام والمساكين .

15- كوثر ( عليها السلام ) : كما سماها الله جل وعلا في القرآن في سورة الكوثر .

16- الحوراء ( عليها السلام ) : لأن النبي (ص) قال هي الحوراء الإنسية ، ( ولأن نطفتها تكونت من ثمار الجنة ) .

17- بضعة النبي : لأن النبي (ص) وصفها بذلك .

18- سيدة النساء : لأن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وصفها بذلك .

19- أم الحسنين : ( عليهما السلام ) لأنهما أولادها .
وإليك جملة من الألقاب والكنى الأخرى للسيدة الكبرى ( فاطمة ) :

ابنة الصفوة ، إحدى الكبر ، أرومة العناصر ، أعز البرية ، أم الأبرار ، أمّ الأخيار ، أم الأزهار ، أم الأطهار ، أم الأنوار ، أم البدرييّن ، أم البررة ،أم البرية ، أم التقى ، أم الحسن ، أم الحسين ، أم الخيرة ، أم الرأفة ، أم الريحانتين ، أم السبطين ، أم العطية ، أم العُلا ، أم العلوم ، أم الفضائل ،
أم الكتاب ، أم المحسن ، أم المؤمنين ، أم الموانح ، أم النجباء ، أم النقى ، أم النورين ، أمة الله ، آية الله ، آية الله العظمى . باكية العين ، برزخ النبوة والولاية ، بقية النبوة ، بهجة الفؤاد ، تفاحة الفردوس ، التقية ، ثالثة الشمس والقمر ، ثمرة النبوة ، جمال الأباء ، الجميلة الجليلة ، حاملة البلوى ، حبّها خير العمل ، حبيبة المصطفى ، حجة الله الكبرى ، الحرة ، الحصان ( أي المرأة العفيفة ) ، خامسة أهل العبا ، الخيرة من الخير ، درّة التوحيد ، الدعوة المستجابة ، ربيبة مكة ، الرشيدة ، ركن الدين ، روح بين جنبي المصطفى ، ريحانة النبي ، زجاجة الوحي ، زوجة وليّ الله الأعظم ، الزهراء ، زين الفواطم ، ستر الله الكبرى ، سفينة النجاة ، سلا لة الرضوان ، سلا لة الفخر ، سماء الكواكب الدرّية ، السيدة، سيدة بنات آدم ، سيدة نساء الاولين والآخرين ، سيدة نساء الجنة ، سيدة نساء هذه الأمة ، سيدة النسوان ، شرف الأبناء ، شفيعة الأمة ، الشفيعة يوم القيامة ، الشمس المضيئة الشهيدة ، الصائمة في النهار ، الصابرة في المحن ، صاحبة الأحزان الطويلة ، صاحبة الجنة السامية ، صاحبة المصحف ، الصادقة في السر والعلن ، الصديقة الكبرى ، صفوة الشرف ، الطاهرة في الافعال ، الطاهرة الميلاد ، ظل الله الممدود ، العابدة التقية العارفة بالأشياء ،العالمة بما كان وما يكون ، عالية الهمّة ، عديلة مريم الكبرى ، العذراء ، عروة الوثقى ، العفيفة ، عقيلة الرسالة ، عيبة العلم،عين الحجة ، عين الحياة ، الغرّة ، الغرّاء ، الفاضلة الفضلى ، فخر الأئمة ، فلذة كبد المصطفى ،القائمة في الليل ، القانتة ، القانعة ، القدوة المسددة ، قرة عين الخلائق ، قلادة الوجود ، مبشرة الأولياء ، المتعوبة في الدنيا ، المتهجدة ، محترقة القلب ، مريم الكبرى ، المزوّجة في الملأ الأعلى مشكاة الأنوار ، المضطهدة المظلومة ، معدن الحكمة ، المعروفة في السماء ، معصبّة الرأس ، المعصومة ، المغصوبة حقها ، مقتولة الجنين ، مكسورة الضلع ،الممتحنة ، الممنوعة إرثها ، المنصورة ، المنعوتة في الأنجيل ، المنهدّة الركن ، الموصوفة بالبّر والتبجيل ، موطن الرحمة ، مهجة العالم ، مهجة قلب المصطفى ، الميمونة ، ناحلة الجسم ، الناطقة بالشهادتين عند الولادة ، النبيلة ، نجمة إكليل النبوة ، نخبة أبيها ، النعمة الجليلة ، نور الأنوار ، النورية . والدة الحجج ، والدة الحسن والحسين ، الوالهة الثكلى ، الوحيدة الفريدة ، وديعة الرسول ، وعاء المعرفة ، وليّة الله العظمى ، الوليدة في الإسلام ، ينابيع الحكمة ، ينبوع العلم ..
يتبع ..
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-2010, 02:23 PM   #2
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم

زهدها وأخلاقها وعبادتها وعلمها ...

لا عجب إذا قنعت السيدة ( فاطمة الزهراء ) باليسير اليسير من متاع الحياة، واختارت لنفسها فضيلة المواساة والإيثار ، وهانت عليها الثروة ، وكرهت الترف والسرف . فهي بنت أزهد الزهاد ، وحياتها الاجتماعية أيضاً تتطلب منها الزهد ، فهي أولى الناس بالسير على منهاج أبيها الرسول الزاهد العظيم صلى الله عليه واله وسلم .

وحياتها الزوجية تبلورت بالزهد والقناعة ، فلقد كان زوجها الإمام ( علي ) عليه السلام أول الناس وأكثرهم اتبّاعاً للرسول في زهده ، ولم يشهد التاريخ الإسلامي رجلاً من هذه الأمة أكثر زهداً من ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام . وهو الذي كان يخاطب الذهب والفضة بقوله : يا صفراء يا
بيضاء غرّيا غيري ، وقد أمر ( علي ) عليه السلام لأعرابي بألف . فقال الوكيل : من ذهب أو فضة ؟ فقال ( علي ) : كلاهما عندي حجر . فأعطوا الأعرابي أنفعهما له .

وعن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : صلى بنا رسول الله (ص) صلاة العصر ، فلما انفتل جلس في قبلته والناس حوله ، فبينما هم كذلك إذ أقبل شيخ من العرب مهاجر ، عليه سمل قد تهلل وأخلق وهو لا يكاد يتمالك كبراً وضعفاً ، فأقبل عليه رسول الله (ص) يستحثه الخبر ، فقال الشيخ : يا نبي الله أنا جائع الكبد فاطعمني ، وعاري الجسد فاكسني وفقير فإرشني . فقال (ص) ما أجد لك شيئاً ، ولكن الدال على الخير كفاعله ، انطلق إلى منزل من يحب الله ورسوله ، ويُحبه الله ورسوله ، يؤثر الله على نفسه ،انطلق إلى حجرة فاطمة وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله (ص) الذي يتفرد به لنفسه من أزواجه ، وقال: يابلال قم به على منزل ( فاطمة ) . فانطلق الأعرابي مع بلال ، فلما وقف على باب( فاطمة ) نادى بأعلى صوته :

السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومختلف الملائكة ، ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل من عند رب العا لمين . فقالت ( فاطمة ) : وعليك السلام ، فمن أنت يا هذا ؟ قال: شيخ من العرب ، أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجراً من شقة ، وأنا-يابنت محمد - عاري الجسد ، جائع الكبد ، فواسيني
يرحمك الله . وكان ( لفاطمة ) و ( علي ) ورسول الله (ص) ثلاثاً ما طعموا فيها طعاماً ، وقد علم رسول الله (ص) من شأنهما . فعمدت ( فاطمة ) إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ كان ينام عليه ( الحسن والحسين ) ، فقالت : خذ هذا يا أيها الطارق ... فقال الأعرابي : يا بنت ( محمد ) شكوت إليك الجوع
فناولتيني جلد كبش ؟ ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب ؟.

قال : فعمدت ( فاطمة ) - لما سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب ، فقطعته من عنقها ، ونبذته إلى الأ عرابي فقالت : خذه وبعهُ ، فعسى الله أن يعوضك به ما هو خيرمنه . فأخذ الأ عرابي العقد ، وانطلق إلى مسجد رسول الله ، والنبي (ص) جالس في أصحابه فقال : يارسول الله أعطتني ( فاطمة ) بنت( محمد ) هذا العقد فقالت : بعهُ فعسى الله أن يصنع لك .

قال : فبكى النبي (ص) فقال : وكيف لا يصنع الله لك ، وقد أعطتكه ( فاطمة ) بنت ( محمد ) سيدة بنات آدم . فقام عمار بن ياسر ( رحمة الله عليه ) فقال : يارسول الله أتأذن لي بشراء هذا العقد ؟
قال : إشتريا عمار ، فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار ، فقال عمار : بكم العقد يا أعرابي
قال : بشبعة من الخبز واللحم ، وبُردة يمانية استر بها عورتي وأصلي فيها لربي ، ودينار يبلغني إلى أهلي .

وكان عمار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله (ص) من خيبر ولم يُبق منه شيئاً فقال : لك عشرون ديناراً ومأتا درهم هجرية ، وبُردة يمانية ، وراحلتي تبلغك أهلك ، وشبعك من خبز البر واللحم . فقال الأعرابي : ما أسخاك بالمال أيها الرجل ! وانطلق به عمار فوفاه ما ضمن له .
وعاد الأعرابي إلى رسول الله (ص) فقال له رسول الله : أشبعت واكتسيت ؟ ! قال الأعرابي : نعم ،واستغنيت بأبي أنت وأمي ، قال : فاجز ( فاطمة) بصنيعها . فقال الأعرابي : اللهم إنك إلهٌ ما استحدثناك ، ولا إله لنا نعبده سواك، فأنت رازقنا على كل الجهات ، اللهم أعط ( فاطمة ) مالا عين رأت ولا أذن سمعت .... وإلى أن قال : فعمد عمّار إلى العقد فطيبه بالمسك ، ولفه في بردة يمانية ، وكان له عبد اسمه سهم إبتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر ، فدفع العقد إلى المملوك ، وقال له : خذ هذا العقد فادفعه إلى رسو الله ( ص) وأنت له . فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله (ص) وأخبره بقول عمار فقال النبي : انطلق إلى فاطمة ) فادفع إليها العقد وأنت لها .

فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله (ص) فأخذت ( فاطمة ) العقد ، واعتقت المملوك . فضحك المملوك ، فقالت : ما يضحكك ياغلام ؟ فقال : أضحكني عظم بركة هذا العقد ، أشبع جائعاً ، وكسى عرياناً ، وأغنى فقيراً وأعتق عبداً ، ورجع إلى ربه ( أي إلى صاحبه ) .

وعن أبي سعيد الخدري قال :

أصبح ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام يوماً ساغباً فقال : يا ( فاطمة ) هل عندك شيء تغذينيه ؟

قالت : لا ، والذي أكرم أبي بالنبوة ، وأكرمك بالوصية ما أصبح الغداة شئ ، وماكان شئ أطعمناه منذ يومين إلا شئ كنت أؤثرك به على نفسي ، وعلي ابني هذين ؟ الحسن والحسين .

فقال ( علي ) يا ( فاطمة ) ؟ ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئا ، فقالت : يا أبا الحسن إني لأ ستحي من إلهي أن أكلف نفسك مالا تقدر عليه . فخرج ( علي بن أبي طالب ) من عند ( فاطمة ) عليهما السلام واثقاً بالله بحسن الظن ، فاستقرض ديناراً فبينما الدينار في ( علي ) عليه السلام يريد أن يبتاع لعياله ما يصلحهم ، فتعرض له المقداد بن الأسود ، في يوم شديد الحر ، قد لوحته الشمس من فوقه ، وآذته من تحته فلما رآه ( علي بن أبي طالب ) عليه السلام أنكر شأنه فقال : يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة من رحلك؟ قال : يا أبا الحسن خل سبيلي ولا تسألني عما ورائي !!

فقال : يا أخي إنه لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك . فقال : يا أبا الحسن رغبة إلى الله وإليك أن تخلي سبيلي ، ولا تكشفني عن حالي !! فقال له : يا أخي إنه لا يسعك أن تكتمني حالك ،فقال : يا أبا الحسن ! أما إذا أبيت ! فوالذي أكرم محمداً بالنبوة وأكرمك بالوصاية ما أزعجني من رحلي إلا الجهد وقد تركت عيالي يتضرعون جوعاً ، فلما سمعت بكاءالعيال لم تحملني الأرض ،فخرجت مهموماً ، راكب رأسي ، هذه حالي وقصتي !!

فانهرت عينا ( علي ) بالبكاء حتى بلت دمعته لحيته فقال له : أحلف بالذي حلفت : ما أزعجني إلا الذي أزعجك من رحلك ، فقد استقرضت ديناراً ، فقد آثرتك على نفسي . فدفع الدينار إليه ورجع حتى دخل مسجد النبي (ص) فصلى فيه الظهر والعصر والمغرب ، فلما قضى رسول الله ( ص) المغرب مر ب( علي بن أبي طالب ) وهو في الصف الأول فغمره برجله ، فقام ( علي ) متعقباً خلف رسول الله ( ص ) حتى لحقه على باب من أبواب المسجد ، فسلم عليه فردّ رسول الله (ص) السلام ، فقال : يا أبا الحسن هل عندك شئ نتعشاه فنميل معك ؟

فمكث مطرقاً لا يحير جواباً ، حياء من رسول الله (ص) وكان النبي يعلم ماكان من أمر الدينار ، ومن أين أخذه وأين وجهه ، وقد كان أوحى الله تعالى إلى نبيه محمد (ص) أن يتعشى تلك الليلة عند علي بن أبي طالب . فلما نظر رسول الله (ص) إلى سكوته قال : يا أبا الحسن ما لك لا تقول:لا فأنصرف ؟ أو تقول : نعم ، فأمضي معك ؟ فقال : حياء وتكرماً - فاذهب بنا . فأخذ رسول الله (ص) يد ( علي ) فانطلقا حتى دخلا على ( فاطمة ) عليها السلام وهي في مصلاها قد قضت صلاتها ، وخلفها جفنة تفور دخاناً .

فلما سمعت كلام رسول الله (ص) خرجت من مصلاّها فسلمت عليه وكانت أعز الناس عليه ، فرد عليها السلام ، ومسح بيده على رأسها وقال لها : يا بنتاه كيف أمسيت ؟ قالت : بخير . قال : عشينا رحمك الله ، وقد فعل . فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي النبي (ص) و (علي ) .... إلى أن قال : فقال
( علي ) لها : يا ( فاطمة ) أنى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه قط ، ولم أشمّ ريحة قط ، وما آكل أطيب منه؟؟ قال : فوضع رسول الله (ص) كفّه الطيبة المباركة بين كتفي ( علي ) عليه السلام فغمزها ، ثم قال : يا علي ) ! هذا بدل دينارك ، وهذا جزاء دينارك من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب . ثم استعبر النبي (ص) باكياً ، ثم قال : الحمد لله الذي أبى لكم أن تخرجا من الدنيا حتى يجزيكما ويجريك - يا ( علي ) - مجرى زكريا ، ويجري ( فاطمة ) مجرى مريم بنت عمران ، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً .

وعن الإمام الحسن ( عليه السلام ) قال :رأيت أمي ( فاطمة ) عليها السلام قامت في محرابها ليلة جُمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتّضح عمود الصبح ، وسمعتها تدعوا للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم ، وتكثر الدعاء لهم ولا تدعوا لنفسها بشئ . فقلت لها : يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما
تدعين لغيرك ؟ فقالت : يابني ! الجار ثم الدار .

ورى الحسن البصري : ماكان في هذه ألأ مة أعبد من ( فاطمة ) كانت تقوم حتى تورم قدماها . وعن رسول الله (ص) أنه قال : وأما إبنتي ( فاطمة ) فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والأخرين . وهي بضعة مني وهي نور عيني وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي ، وهي الحوراء الإنسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربها ( جل جلاله ) زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله ( عزوجل ) لملائكته : يا ملا ئكتي أُنظروا إلى أمتي ( فاطمة ) سيدة إمائي قائمة بين يدي ، ترتعد فرائصها من خيفتي ، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي أشهدكم أني أمنت شيعتها من النار ...

وكانت ( فاطمة ) عليها السلام تنهج في الصلاة من خيفة الله . ( والنهج - بفتح النون والهاء - تتابع النفس ) . والأحاديث في عبادة السيدة ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام كثيرة ، خاصة الأدعية التي كانت تناجي بها ربها ، فهي بنت أول العابدين ، الذي كان يقف على قدميه للعبادة طيلة ساعات طوال حتى نزل عليه قوله تعالى : ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) . وهي التي عرفت معنى العبادة وقيمة العبادة بمقدار معرفتها بعظمة الله تعالى فلا عجب إذا كانت السيدة ( فاطمة ) تستلذ من العبادة ، وترتاح نفسها حين الوقوف بين يدي الله عزوجل ، والتذلل والخضوع لربها ، وكأنها لا تتعب من القيام والركوع والسجود . ولقد كانت ( الزهراء ) عليها السلام تعلم نساء المسلمين القرآن والأحكام الشرعية والسنة النبوية فقد كانت تحمل من العلوم الكثيرة والبلاغة والفصاحة ما جعلها في مقدمة النساء معرفة بالدين .
يتبع ..
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-2010, 02:24 PM   #3
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم
أدعية الزهراء ( عليها السلام ) ..
وكان دعائها ( عليها السلام ) : بسم الله الرحمن الرحيم ، ياحيّ ياقيّوم برحمتك أستغيث فأغثني ،ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله .
ودعاؤها المشهور بدعاء الحمّى الذي علمته سلمان الفارسي وهو هذا : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله النور ، بسم الله نورالنور ، بسم الله نور على نور ، بسم الله الذي هو مدبّر الأمور ، بسم الله الذي خلق النور من النور ، الحمد لله الذي خلق النور من النور ، وأنزل النور على الطور ، في
كتاب مسطور ، في رقّ منشور ، بقدر مقدور ، على نبي محبور ، الحمد لله الذي هو بالعزّ مذكور ،وبالفخر مشهور ، وعلى السراء والضراء مشكور ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين ) .قال سلمان : تعلمت هذا الدعاء ولقد علّمته من ألف نفس من أهل المدينة ومكة ممن بهم الحمى
فبرئ كلٌ من مرضه بإذن الله تعالى . ومن جملة أدعيتها ( عليها السلام ) ما علمه إياها أبوها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال للزهراء ( عليها السلام ) : يا ( فاطمة ) ألا أُ علمك دعاء لا يدعو به أحد إلا استجيب له ، ولا يجوز فيك سحر ولا سم ، ولا يشمت بك عدو، ولا يعرض لك الشيطان ، ولا يعرض عنك الرحمن ولا ينزع عنك نعمة ، ولا يرد لك دعوة ، ويقضي حوائجك كلها ، ؟! قالت : يا أبه لهذا أحب إلي من الدنيا وما فيها ، قال تقولين :
( يا أعز مذكور وأقدمه قدماً في العزّ والجبروت ، يا رحيم كل مسترحم ، ومفزع كل ملهوف إليه ،يا راحم كل حزين يشكوبثه وحزنه إليه ، يا خير من سئُل المعروف منه وأسرعه اعطاءً ، يا من تخاف الملائكة المتوقدة بالنور منه ، أسألك بالأسماء التي تدعوك بها حملة عرشك ، ومن حول عرشك بنورك يسبحون شفقة من خوف عقابك ، وبالأسماء التي يدعوك بها جبرئيل وميكائيل واسرافيل ، إلاّ أجبتني وكشفت يا ألهي كربتي ، وسترت ذنوبي .
يا من يأمر با لصيحة في خلقه فإذا هم بالساهرة يحشرون ، وبذلك الاسم الذي أحييت به العظام وهي رميم ، أحي قلبي ، واشرح صدري ، وأصلح شأني ، يامن خصّ نفسه بالبقاء ، وخلق لبريته الموت والحياة والفناء ، يا من فعله قول ، وقوله أمر ، وأمره ماض على ما يشاء .
أسألك بالاسم الذي دعاك به خليلك حين أُ لقي في النار فدعاك به فاستجبت له ، وقلت يانار كوني برداً وسلاما على إبراهيم ) . وبالاسم الذي دعاك به موسى من جانب الطورالأيمن فاستجبت له ،وبالاسم الذي خلقت به عيسى بن مريم من روح القدس ، وبالاسم الذي تبت به على داود ، وبالاسم
الذي وهبت به لزكريا يحيى ، وبالاسم الذي كشفت به عن أيوب الضر ، وتبت به على داود ، وسخرت به لسيلمان الريح تجري بأمره والشياطين ، وعلمته منطق الطير ،وبالاسم الذي خلقت به العرش ، وبالاسم الذي خلقت به الكرسي ، وبالاسم الذي خلقت به الروحانيين ، وبالاسم الذي خلقت به الجن والأنس ، وبالاسم الذي خلقت به جميع الخلق ، وبالاسم الذي خلقت به جميع ما أردت من شئ ، وبالاسم الذي قدرت به على كل شئ ، أسألك بحق هذه الأسماء إلاّ ما أعطيتني سؤلي ، وقضيت حوائجي ، يا كريم ) .
فإنه يقال لك : يا ( فاطمة ) نعم نعم .
ومن جملة ادعيتها ( عليها السلام ) في حوائج الدنيا والآخرة ..
هذا الدعاء : ( اللهم قنعني بمارزقتني ، واسترني وعافني أبداً ما أبقيتني ، واغفر لي وارحمني إذا توفيتني ، اللهم لا تعُيني في طلب ما لم تقدره لي ، وما قدرته علي فاجعله ميسراً سهلاً ، اللهم كاف عني والدي وكل من نعمه علي خير مكافأة ، اللهم فرغني لما خلقتني له ، ولا تشغلني بما تكفلت لي به ، ولا تعذبني وأنا أسغفرك ، ولا تحرمني وأنا أسألك ، اللهم ذلل نفسي في نفسي ، وعظم شأنك في نفسي ، وألهمني طاعتك ، والعمل بما يرضيك ، والتجنب مما يسخطك ، يا أرحم الراحمين ) .
ومن جملة أدعيتها ( عليها السلام ) للفرج من الحبس والضيق ..
ما روي أن رجلاً كان محبوساً بالشام مدة طويلة مضيقاً عليه ، فرأى في منامه كأن الزهراء ( عليها السلام ) أتت فقالت له : أُدع بهذا الدعاء ، فتعلمه ودعا به فتخلص ورجع إلى منزله وهو : ( اللهم بحقّ العرش ومن علاه ، وبحقّ الوحي ومن أوحاه ، وبحقّ النبي ومن نباه ، وبحقّ البيت ومن
بناه ، يا سامع كل صوت ، ياجامع كل فوت ، يا بارئ النفوس بعد الموت ، صلّ على ( محمد ) وأهل بيته ، وآتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها فرجاً من عندك عاجلاً بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمد (ص) عبدك ورسولك وعلى ذرّيّته الطيبين الطاهرين وسلم
تسليماً ) .
صلا تها المخصوصة :
وكانت صلاتها المخصوصة بها انتساباً صلاتين مندوبتين ( مستحبتين ) إحداهما : ركعتان يُقرأ
في كل ركعة بعد الحمد سورة التوحيد مرتين .
والثانية : ركعتان أيضاً يُقرأ في الركعة الأولى بعد الحمد سورة القدر مائة مرة ، وفي الثانية سورة
التوحيد مائة مرة ، ويُقرأ بعد الفراغ :
( سبحان من لبس البهجة والجمال ، سبحان من تردّى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثرالنمل في الصفا ، سبحان من يرى أثر الطير في الهواء ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره ) ، وهي سريع الأثر في المطالب و الحاجات . ونقل الفاضل المجلسي ( رحمه الله ) في زاد المعادوفي وظائف اليوم الأول من ذي الحجة ، الذي ورد وقوع تزويج الزهراء ( عليها السلام ) من أمير المؤمنين في ذلك اليوم ، صلاة أخرى لها عن الشيخ ( رحمه الله ) ، وأنه قال : يستحب في اليوم الأول من ذي الحجة صلاة الزهراء (عليها السلام ) وورد انها أربع ركعات مثل صلاة ( علي ) عليه السلام كل ركعة ركعتين بتسليمة واحدة يُقرأ في كل ركعة بعد الحمد سورة التوحيد خمسين مرة ، ويُقرأ بعد الفراغ من الركعات تسبيح ( الزهراء )
عليها السلام وهي : ( سبحان الله ذي العزّ الشامخ ... )
وجعل الفاضل المذكور الأحوط في عمل ذلك اليوم الجمع بين هذه الصلاة وبين الصلاة السابقة ، وكذا في قراءة التسبيح بعد الصلاة الجمع بين التسبيح المذكور وبين التسبيح الآخر المشهور .وقال ابن طاووس في صلاة الزيارة لها : لو أمكنك أن تفعل صلاة الزهراء ( عليها السلام ) فافعل ،وهي ركعتان تقرأ في كل ركعة بعد الحمد سورة التوحيد ستين مرة ، ولو لم تقدر على ذلك ففي الركعة الأولى بعد الحمد سورة التوحيد مرة ، والركعة الثانية سورة الجحد مرة .
نقش خاتمها ( عليها السلام ) :
وكان نقش خاتم الزهراء ( عليها السلام ) : ( الله ولي عصمتي ) ، وقيل : كان خاتمها من الفضة ونقشه : ( نعم القادر الله ) ، وقيل : ( أمن المتوكلون ) وذكروا أن لنقش هذه الكلمات في فص الخاتم تأثيراً عجيباً لدفع الأعداء ، وحفظ ألأموال والأولاد والبدن عن شر الأنس والجن ، وجميع المكاره والآفات وألأسواء والبليات . وقيل : نقش خاتمها ( عليها السلام ) نقش خاتم سليمان بن دواود ، وهو : ( سبحان من ألجم الجنّ
بكلماته ) .
حديث المعراج في النساء المعذبات ..
في حديث طويل عند رؤية النبي (ص) أنواع العذاب لنساء أمته ليلة الإسراء : فقالت ( فاطمة ) عليها السلام : حبيبي وقرة عيني أخبرني ماكان عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب ؟ فقال : يا بنتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال ، وأما المعلقة
بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها ، وأما المعلقة بثديها فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها ، وأما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها ، وأما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس ، وأما التي شُدت يداها إلى رجليها وسُلط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب ، وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض ، ولا تتنظف ، وكانت تستهين بالصلاة ، وأما العمياء الصماء الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه في عنق زوجها ، وأما التي كانت تقرض لحمها بالمقاريض فإنها تعرض نفسها على الرجال ، وأما التي كانت تحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها فإنها كانت قوّادة ، وأما التي كان رأسها رأس خنزير ، وبدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة ، وأما التي كانت على صورة الكلب ، والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فإنها كانت قينة نوّاحة حاسدة ، ثم قال : ويل لامرأة أغضبت زوجها ، وطوبى لا مرأة رضي عنها زوجها ..
يتبع ..
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-2010, 02:26 PM   #4
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)

بسم الله الرحمن الرحيم
من كراما تها ومعجزاتها في حياة أبيها ..
( فاطمة الزهراء ) عليها السلام صاحبة الكرامات والمعجزات وكيف لا تكون كذلك وهي المقربة
إلى الله عزوجل والى رسوله صلى الله عليه واله وسلم وإلى وصي رسوله الإمام ( علي ) عليه
السلام وكيف لاتكون كذلك وهي والدة حجج الله على الخلق ( سلام الله عليهم أجمعين ) .
أحد الملائكة يدير الرحى وآخر يهز مهد الحسين :
عن أم أيمن أنها قالت : مضيت ذات يوم إلى منزل مولاتي ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام
لأزورها في منزلها ، وكان يوماً حاراً من أيام الصيف ، فأتيت إلىباب دارها ، وإذا الباب مفلق
فنظرت من شقوق الباب فإذا ( بفاطمة الزهراء ) عليها السلام نائمة عند الرحى ، ورأيت الرحى
تطحن البرّ ، وهي تدور من غير يد تديرها ، والمهد أيضاً إلى جانبها ، والحسين ( عليه السلام )
نائم فيه ، والمهد يهتزُّ ولم أر من يهزه ، ورأيت كفاً يسبح الله تعالى قريباً من كف (فاطمة الزهراء )
عليها السلام ... فتعجبت من ذلك فتركتها ، ومضيت إلى سيدي رسول الله (ص) وسلمت عليه ،
وقلت له : يارسول الله إني رأيت عجباً مارأيت مثله أبداً ، فقال لي : ما رأيت يا أم أيمن ؟ !
فقلت : إني قصدت منزل سيدتي ( فاطمة الزهراء ) ، فلقيت الباب مغلقاً ، وإذا أنا بالرحى تطحن
البرّ وهي تدور من غير تديرها ، ورأيت مهد الحسين يهتز من غير يد تهزه ، ورأيت كفاّ يسبح
الله تعالى قريباً من كف " فاطمة " عليها السلام ولم أر شخصه ، فتعجبت من ذلك ياسيدي ،
فقال (ص) :يا أم أيمن ! اعلمي أن ( فاطمة الزهراء ) صائمة ، وهي متعبة ، جائعة ، والزمان
قيظ فألقى الله تعالى عليها النعاس فنامت ، فسبحان من لاينام ، فوكّل الله ملكاً يطحن عنها قوت
عيالها وأرسل الله ملكاً آخر يهز مهد ولدها ( الحسين ) عليه السلام لئلا يزعجها من نومها ،
ووكل الله ملكاً آخر يسبح الله عزوجل قريباًمن كف ( فاطمة ) عليها السلام يكون ثواب تسبيحه
لها ، لأن ( فاطمة ) لم تفتر عن ذكر الله ، فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك ل ( فاطمة )
فقلت : يا رسول الله أخبرني من يكون الطحّان ؟ ومن الذي يهز مهد ( الحسين ) عليه السلام
ويناغيه ؟ ومن المسبح ؟ فتبسم النبي (ص) ضاحكاً وقال : أما الطحّان : فجبرئيل ، وأما الذي
يهز مهد ( الحسين ) فهو ميكائيل وأما الملك المسبّح : فهو إسرافيل .
وقالت أم أيمن : جئت يوماً ------------------- إلى زهراء في وقت الهجير
فلما أن دنوت سمعت صوتاً ------------------ وطحناً في الرحاء بلا مدير
فجئت الباب أقرعه نغوراً ------------------- فما من سامع لي في نغوري
فجئت المصطفى وقصصت شأني ------------ وما أبصرت من أمر ذعور
فقال المصطفى شكراً لربي ---------------- بإتمام الحباء لها جدير
رآها الله متعبة فألقى ---------------------- عليها النوم ذو المنّ الكثير
ووكل بالرحا ملكاً مديراً-------------------- فعدت وقد ملئت من السرور
معجزتها ( عليها السلام ) مع القدر والنار ..
عن سلمان الفارسي ( رضوان الله عليه ) قال : أتيت ذات يوم منزل ( فاطمة ) عليها السلام
بنت رسول الله ( ص) فوجدتها نائمة قد تغطت بعباءة ، ونظرت إلى قدرمنصوبة بين يديها تغلي
من غير نار ، فانصرفت مبادراً إلى رسول الله (ص) فلما بصر بي ضحك ثم قال : ياعبد الله ،
أعجبك مارأيت من حال إبنتي ( فاطمة ) ؟ قلت : نعم يارسول الله ، قال رسول الله (ص) :اتعجبُ
من أمر الله تبارك وتعالى ، علم الله ضعف إبنتي ( فاطمة ) فأيدها بمن يعينها على دهرها من
كرام ملائكته .
ودخلت عائشة على ( فاطمة ) عليها السلام وهي تعمل ( للحسن والحسين ) عليهما السلام حريرة
بدقيق ولبن وشحم في قدر ، القدر على النار يغلي و ( فاطمة ) صلوات الله عليها تحرك مافي القدر
بإصبعها ، والقدر على النار يبقبق .
فخرجت عائشة مذعورة ، حتى دخلت على أبيها ، فقالت : يا أبه ، إني رأيت من ( فاطمة الزهراء )
أمراً عجيباً ( عجباً ) رأيتها وهي تعمل في القدر ، والقدر على النار يغلي ، وهي تحرك مافي القدر
بيدها ! فقال لها : يابنية ! أكتمي ، فإن هذا أمر عظيم .
فبلغ رسول الله (ص) فصعد المنبر ، وحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الناس ( يستعظون
ويستكثرون ) ما رأوا من القدر والنار ، والذي بعثني بالرسالة ، واصطفاني بالنبوة ، لقد حرم الله
تعالى النار على لحم ( فاطمة ) ودمها وشعرها ، وعصبها ، وعظمها ، وفطم من النار ذريتها
وشيعتها . إن من نسل ( فاطمة ) من تطيعه النار ، والشمس ، والقمر ، والنجوم ، والجبال، وتضرب
الجن بين يديه بالسيف ، وتوافي إليه الأنبياء بعهودها ، وتسلم إليه الأرض كنوزها ، وتنزل عليه
من السماء بركات ما فيها .
الويل لمن شك في فضل ( فاطمة ) ، ( لعن الله من يبغضها ) لعن الله من يبغض بعلها ، ولم يرض
بإمامة ولدها . إن لفاطمة يوم القيامة موقفاً ، ولشيعتها موقفاً .
وأن فاطمة تُدعى فتكسي ( تلبي ) وتشفع فتشفع ، على رغم كل راغم .
يتبع ..
__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لوح فاطمة الزهراء عليها السلام معصومة اهل البيت نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 32 23-10-2020 04:26 PM
{أقوال عن فاطمة الزهراء}عليها السلام قرة عيني رقية نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 6 15-04-2013 12:50 PM
فضل فاطمة الزهراء( عليها السلام ) مهدية نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها 27 04-12-2012 11:50 AM


الساعة الآن 05:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir