ويلٌ لمن سن ظلمها وآذاها ۞‎

[قلوب طيبة]

يختم الكثير من خطباء المآتم الحسينية بعض مجالسهم الخاصة بمصيبة سيدة نساء العالمين عليها أفضل الصلاة والسلام بالبيت الشهير :



بنت من ؟!!..

أم من ؟!!..

حليلة من ؟!!..

ويلٌ لمن سن ظلمها وآذاها



ولقد توقفت كثيراً أثناء قراءتي لتاريخ الأشراف الذين حكموا بلاد الحجاز والعراق وسوريا حيث مرّ البيت المذكور منسوباً إلى أحد الأشراف الذين تولوا شرافة مكة المكرمة في العام 1882م ولمدة ثلاث وعشرين سنة ألا وهو الشريف عون.



حقيقة لفت نظري الكثير من الأقاويل والأساطير حول الشريف عون، فبعض المؤرخين يقول بأن شرافة مكة بلغت في عهده منتهى الضعف بينما يصفه مؤرخ آخر بأنه مأمون عصره ورشيد مصره..!! وخير دليل على ذلك الفترة الطويلة التي قضاها في هذه الشرافة.



وهناك من يتهم الشريف عون بميله إلى العقيدة الوهابية بناءً على ما قام به من هدم بعض القبور في مكة وجدة، وعلى النقيض من ذلك فقد اتهمه البعض بالتشيع استناداً إلى قيامه بمنع مظاهر الفرح في عاشوراء وأنه نظم قصيدة طويلة في رثاء فاطمة الزهراء عليها السلام وذم من آذاها وألقاها بنفسه على الحجاج في الكعبة عام 1904هـ.



ولقد وجدت بيتاً مشابهاً للبيت المذكور من قصيدة للمفكر الباكستاني محمد إقبال يقول فيها :



المجد يشرق من ثلاث مطالعٍ

في مهد فاطمـة فما أعلاها

هي بنت من ؟!!..

هي زوج من ؟!!..

هي أم من ؟!!..

من ذا يُداني في الفِخار أباها



وفي الوقت الذي كنت أعتقد بأن القصيدة هي جزء من قصيدة الشيخ كاظم الأزري (قدس سره) التي يقول في مطلعها :



تركوا عهد أحمد في أخيه

وأذاقوا البتول ما أشجاها


فإن هناك من كتب وقال بأن جزء من هذه القصيدة منسوب إلى أحد أشراف مكة. والسؤال هنا هو : هل القصيدة كاملة للشيخ الأزري أم أن جزء منها فقط ؟!!..