رد: {واتَيْناهُ الحُكْمَ صبيّاً} الامام الجواد "عليه السلام"
جاء عن محمد بن عمرو الزيّات عن ابن قياما قال: دخلت على أبي الحسن الرضا سلام الله عليه وقد وُلد له أبو جعفر سلام الله عليه فقال:«إن الله قد وهب لي من يرثني و يرث آل داود».
عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرضا سلام الله عليه: قد كُنّا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول يهب الله لي غلاماً فقد وهب الله لك، و أقرَّ عيوننا فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من؟ فأشار (الامام الرضا) بيده الى أبي جعفر (الجواد) سلام الله عليه و هو قائم بين يديه، فقلت له: جعلت فداك وهو ابن ثلاث سنين؟
قال (الامام الرضا سلام الله عليه):« وما يضرّه من ذلك؟ قد قام عيسى بالحجّة، وهو ابن أقلَّ من ثلاث سنين».
لقد كان جواب الامام الرضا سلام الله عليه حافلاً بالدليل الحاسم، فإن الله عزوجل بعث عيسى نبيّاً و آتاه العلم صبيّاً وهو دون سن الامام الجواد سلام الله عليه، والنبوة و الإمامة من منبع واحد ولا يناطان بالصغير و الكبير و إنّما أمرهما بيد الله تعالى فهو الذي يختار لهما من أحبّ من عباده.
والله لأخرجنهما
جاء عن زكريا بن آدم رضوان الله تعالى عليه أنه قال:
إنّي لَعِندَ الرضا سلام الله عليه إذ جيئ بأبي جعفر سلام الله عليه و سِنّه أقل من أربع (سنين) فضرب بيده الى الارض و رفع رأسه الى السماء وهو يفكّر فقال له الرضا سلام الله عليه:
«بنفسي أنت لم طال فكرك؟» فقال:
«فيما صُنع باُمّي فاطمة، أما والله لأخرجنّهما (الاول و الثاني) ثم لاُحرقنَّهما ثم لأذرينّهما ثم لأنسفنّهما في اليمّ نسفاً».
فاستدناه و قبَّل ما بين عينيه ثم قال:«أنت لها» يعني الإمامة.
__________________
وكلت امري لله ومنه ارجوا الثواب وما اكتبه ساحاججكم به يوم الحساب
|