في الآداب العامة للحمل والولادة وما بعدها : الرضاع
يستحب للمرأة الصبر على الحمل والولادة ، واحتسابهما عند الله سبحانه ، والتبرع بإرضاع المولود ، فإن فيه لها أجراً عظيماً ، فقد ورد عن النبي (ص) أنه قال : والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً ومبشراً ونذيراً ما من امرأة تحمل من زوجها ولداً إلا كانت في ظل الله عز وجل حتى يصيبها طلق ، يكون لها بكل طلقة عتق رقبة مؤمنة ، فإذا وضعت حملها وأخذت في رضاعه ، فما يمص الولد مصة من لبن أمه إلا كان بين يديها نوراً ساطعاً يوم القيامة يعجب من رآها من الأولين والآخرين ، وكتبت صائمة قائمة ، وإن كانت غير مفطرة كتب لها صيام الدهر كله وقيامه .
قالت أم سلمة للنبي (ص) : يا رسول الله ! ذهب الرجال بكل خير فأي شىء للنساء المساكين ؟ فقال : بلى ، إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله تعالى ، فإذا وضعت كان لها من الأجر ما لايدري أحد ما هو لعظمه ،فإذا أرضعت كان لها بكل مصة كعدل عتق رقبة محررة من ولد إسماعيل ، فإذا فرغت من رضاعه ضرب ملك كريم على جنبها وقال : استأنفي العمل وقد غفر لك .
الأفضل أن يكون الرضاع بلبن الأم لأنه أبرك ، فقد روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : ما لبن رضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن أمه.
ينبغي استرضاع الحسناء النظيفة التقية ، لأن اللبن قد يعدي ، والولد قد يشب على الظئر ويشبهها ، وقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : تخيروا للرضاع كما تخيرون للنكاح ، فإن الرضاع يغير الطباع .
يكره استرضاع القبيحة ،ولبن الولادة عن الزنا ، ولبن بنت الزنا . نعم لو كانت صاحبة اللبن من زنا جارية ، وجعل المولى من فجربها في حلّ ، لم يكن بالاسترضاع بلبنها بأس .
يكره استرضاع اليهودية والنصرانية والمجوسية ، بل الأحوط الاجتناب من ذلك إلا عند الضرورة ، مع منعها حينئذ من شرب الخمر ، وأكل ما لايحل ، مثل لحم الخنزير ، ومن أن تأخذ بالطفل إلى بيتها .
يكره استرضاع الحمقاء والعمشاء ، فإن الغلام ينزع إلى اللبن ويشبه الظئر في الرعونة والحمق.
أتنمنى لكم الفائدة والتوفيق...
منقووول