قبرها المجهول :
عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال: قال رسول الله (ص) : مابين قبري ومنبري روضة
من رياض الجنة ، ومنبري على ترعة من ترع الجنة . لأن قبر " فاطمة " ( صلوات الله عليها )
بين قبره ومنبره ، وقبرها روضة من رياض الجنة ، وإليه ترعة من ترع الجنة .
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: سألته عن " فاطمة " بنت
رسول الله (ص) أي مكان دفنت ؟ فقال: سأل رجل جعفراً ( عليه السلام ) عن هذه المسألة وعيسى
بن موسى حاضر .، فقال له عيسى : دفنت في البقيع ، فقال الرجل: ماتقول ؟ فقال: قد قال لك .
فقلت له : أصلحك الله ما أنا وعيسى بن موسى ؟ اخبرني عن آبائك ، فقال الإمام ( عليه السلام ) :
دفنت في بيتها . أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن قبر
" فاطمة " ( عليها السلام ) ؟ فقال: دفنت في بيتها ، فلما زادت بنو أُمية في المسجد صارت في
المسجد .
18- لِم دفنت ليلاً :
سئل أمير المؤمنين " علي بن أبي طالب " ( عليه السلام ) عن علة دفنه لـ " فاطمة " بنت رسول
الله ( ص) ليلاً ؟ فقال: إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها .، وحرام على من
يتولاهم أن يصلي على أحد من ولدها .
19- نحن غضبانين لغضبها :
كانت الزهراء صاحبة المكانة العظيمة عند الله عزوجل ورسوله (ص) فالله خلقها وهو كرمها
وأعظمها ورفع شأنها . فمن أغضبها فقد أغضب الله ورسوله ومن آذاها فقد آذى الله ورسوله .
وقد ماتت وهي غير راضية وغاضبة على أبوبكر وعمر ومن سلب حقها وظلمها وساعد في ظلمها
ووالا من ظلمها . فذريتها ومحبيها وشيعتها غضبانين لغضبها قربةً إلى الله تعالى .
قال الامام الرضا لأحدهم حيث ألح عليه بقوله : ما تقول في أبي بكر ... فقال عليه السلام : كانت
لنا أُم صالحة وهي عليهما ساخطة ، ولم يأتنا خبر أنها رضيت عنهما . وحين سئل عبدالله بن حسن
بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبي بكر وعمر ، قال: كانت أُمنا صديقة ابنة نبي مرسل ،
وماتت وهي غضبى على قوم ، فنحن غضاب لغضبها . عن زكريا ابن آدم أنه قال : إني لعند الرضا
( عليه السلام ) إذ جيء بأبي جعفر الجواد ( عليه السلام ) له وسنهُ أقل من أربع سنين فضرب
بيده إلى الأرض ورفع رأسه إلى السماء وهو يفكر ، فقال له الرضا ( عليه السلام ) : بنفسي أنت
لِم طال فكرك ؟ فقال: فيما صنع بأمي الزهراء .
يقول الشاعر :
بادرت بضعة النبي دفاعاً -------------------------- تطلب النحلة التي غصباها
فأتت فاطم بخير شهود ----------------------------- وعدول هم أقلت ثراها
فهي لا تدعي بغير شهود -------------------------- وهي لاتتبع بذاك هواها
فعلي صادق وفاطم صديقة ------------------------ وصادقين هما حسناها
صدقت أُم أيمن وكذا قنبر ------------------------- شهد الحق بالحقيقة فاها
خالفوا الحق عامدين فقالوا ---------------------- بعلها طامع بذا وابناها
حكم الله في كتاب مبين -------------------------- إنما الفيئ ملكه يؤتاها
ثم جاء الأمين بالوحي نصاً ---------------------- آت حق القربى لبنتك طه
فدك نحلة لفاطمة حقاً ---------------------------- بعد أموال أمها تعطاها
فاستجاب العتيق للحق رغماً --------------------- وكتاب بملكها أعطاها
أعلن الثاني العداء عناداً ------------------------ مزق السفر سفلة وسفاها
فدعت ربها عليه جهاراً -------------------------- مزق اللهم بطنه يا إلها
غضبت عند ذلك قالت ---------------------------- قبح الله منك وجهاً وشاها
فقضت نحبها وهي غضبى ----------------------- أسرعت تشتكي عليه أذاها
بعدما أخبرالنبي بأن الله ------------------------- يغضب ويرتضي لرضاها
فهي أوصت بدفنها جوف ليل -------------------- في ظلام لا يشعرون إنتباها
فلهذى الأمور تدفن سراً ------------------------- بضعة المصطفى ويعفى ثراها
ومن مصدر آخر هذا شاعر الفاطميين الهاشميين شريف مكة قتادة بن إدريس يصف ذلك وصفاً
بليغاً في هذه القصيدة الها ئية :
وأتت فاطمٌ تطالب بالإرث ------------------------- من المصطفى فما ورثاها
ليت شعري لم خولفت سنن ----------------------- القرآن فيها والله قد أبداها
رضى الناس إذ تلوها بما لم ---------------------- يرض فيها النبي حين تلاها
نسخت آية المواريث منها ------------------------ أم هما بعد فردها بدلاها
ثم قالت: فنحلة من والدي ------------------------ المصطفى فلم ينحلاها
فأقامت بها شهوداً فقالوا ------------------------- بعلها شاهدٌ لها وإبناها
لم يجيزوا شهادة إبني رسول --------------------- الله هادي الأنام إذ ناصباها
لم يكن صادقاً علي ولا فاطمٌ ---------------------- عندهم ولا ولداها
كان أتقى لله منهم عتيق -------------------------- قبح القابح المحال وشاها
جرعاها من بعد والدها الغيظ -------------------- مراراً فبئسما جرعاها
ليت شعري ماكان ضرهما ----------------------- الحفظ لعهد النبي لو حفظاها ؟
كان إكرام خاتم الرسل طه ----------------------- البشير النذير لو أكرماها
إن فعل الجميل لم يأتياه -------------------------- وحسان الأخلاق ما اعتمداها
ولوإبتيع ذاك بالثمن ----------------------------- الغالي لما ضاع في اتباع هواها
أترى المسلمين كانوا يلومون ------------------- في العطاء لو أعطياها ؟
كان تحت الخضراء بنت نبي --------------------- صادق ناطق أمين سواها ؟
بنت من أُم من حليلة من ------------------------ ويل لمن سن ظلمها وأذاها
قل لنا أيها المجادل في القول -------------------- عن الغاصبين إذ غصباها
أهما ما تعمداها كما قلت: ---------------------- بظلم كلا ولا إهتضماها !!
فلماذا إذ جهزت للقاء الله ----------------------- عند الممات لم يحضراها ؟!
شيعت نعشها ملائكة الرحمن ------------------- رفقاً بها وما شيعاها
كان زهداً في أجرها أم عناداً ------------------- لأبيها النبي لم يتبعاها ؟
أم لأن البتول أوصت بأن لا --------------------- يشهدا دفنها فما شهداها ؟
أم أبوها أسرذاك إليها ------------------------- فأطاعت بنت النبي أباها
كيف ماشئت قل كفاك فهذى -------------------- فرية قد بلغت أقصى مداها
أغضباها وأغضبا عند ذاك -------------------- الله رب السماء إذ أغضباها
وكذا أخبر النبي بأن الله ----------------------- يرضى سبحانه لرضاها
لانبي الهدى أُطيع ولا ------------------------- فاطمٌ أُكرمت ولا حسناها
وحقوق الوصي ضُيع منها -------------------- ما تساما في فضله وتناهى
تلك كانت حزازة ليس تبرى ------------------ حين ردا عنها وقد خطباها
فدعت واشتكت إلى الله من ذاك ------------- وفاضت بدمعها مقلتاها
أترى آية المودة لم تأت --------------------- بود الزهراء في قرباها ؟
ثم قالا:أبوك جاء بهذا ---------------------- حجة من عنادهم نصباها
قال: للأنبياء حكم بأن لا ------------------- يورثوا في القديم وانتهراها !
أفبنت النبي لم تدر إن ---------------------- كان نبي الهدى بذالك فاها ؟
بضعة من محمد خالفت -------------------- ماقال حاشاها مولاتنا حاشاها
سمعته يقول ذاك وجاءت ------------------ تطلب الإرث ضلة وسفاها ؟
هي كانت لله أتقى وكانت ------------------ أفضل الخلق عفة ونزاها
أوتقول النبي قدخالف --------------------- القرآن ويح الأخبار ممن رواها ؟
سل بإبطال قولهم سورة النمل ------------ وسل مريم التي قبل طاها
فهما ينبئان . عن إرث يحيى -------------- وسليمان من أراد إنتباها