29-05-2010, 03:22 PM
|
#10
|
~¤ مراقبة سابقة ¤~
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
|
رد: فاطمة الزهراء (ع) من الميلاد إلى الإستشهاد (كل ما مر عليها بحث شامل)
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذه بعض نمادج مما حدث أثناء مرض الرسول الأكرم وبعد وفاته (ص) :
منعوه من أن يكتب لهم :
قال أحدهم : اشتد برسول الله مرضه ووجعه فقال: أئتوني بدواة وبيضاء أكتب لكم كتاباً لا تضلون
بعدي أبداً - فتنازعوا- ولا ينبغي عند نبي تنازع - فقالوا: إن رسول الله يهجر ، فجعلوا يعيدون عليه
فقال: دعوني فما أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، فأوصى بثلاث : أن يخرج المشركون من جزيرة
العرب وأن يجازي الوفد بنحو مما كان يجيزهم ، وسكت عن الثالثة عمداً وقال: نسيتها .
عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس : اشتد برسول الله وجعه فقال: أئتوني أكتب لكم كتاباً لن
تضلوا بعده أبداً ، فتنازعوا - ولاينبغي عند نبي تنازع - فقالوا: ماشأنه أهجر ؟ استفهموه ،
فذهبوا يرددون عليه ؟ فقال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ، وأوصاهم بثلاث قال:
أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ماكنت أجيزهم ، وسكت عن الثالثة ،
أوقال: فنسيتها . إن الرسول عندما حضرته الوفاة وكان معه في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ،
قال: هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ، فقال عمر: إن رسول الله قد غلبه الوجع ، وعندكم
القرآن حسبنا كتاب الله ؟ فاختلف أهل البيت واختصموا ، فلما كثر اللغط والاختلاف ... قال النبي :
قوموا عني .
نذكر هنا أن ابن عباس قدروى محاورة طريفة جرت بينه وبين عمر بن الخطاب في أوائل عهده
بالخلافة ملخصها : أن عمرقال له: ياعبدالله ، عليك دماء البدن إن كتمتها ... هل بقي في نفس
" علي " شيء من أمر الخلافة ؟ قلت: نعم ، قال: أيزعم أن رسول الله نص عليه ؟ قلت: نعم ،
فقال عمر: لقد كان في رسول الله من أمره ذروة من قول ، لايثبت حجة ولا يقطع عذراً ، ولقد كان
يربع في أمره وقتاً ما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقاَ وحيطة
على الإسلام ... فعلم رسول الله أني علمت مافي نفسه فأمسك . فهل كان عمر حسب هذه المحاورة
أحرص على الإسلام من النبي الأكرم ؟
لم يلتحقوا بجيش أسامة :
يقول ابن سعد : ولما كان يوم الاثنين لأربع ليالِ بقين من صفر سنة إحدى عشر من مهاجر رسول
الله : أمر رسو ل الله بالتهيؤ لغزو الروم ، فلما كان من الغد دعا أسامة ابن زيد فقال: " سر إلى
موضع أبيك فأوطئهم الخيل ، فقد وليتك هذا الجيش ، فأغر صباحاً على أهل أبني وحرق عليهم
وأسرع السير وتسبق الأخبار ، وإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الادلاء وقدم العيون
والطلائع أمامك ". فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله فحم وصدع . فلما أصبح يوم الخميس
عقد لأسامة لواءاً بيده ، ثم قال: " أغر باسم الله ، في سبيل الله ، فقاتل من كفر بالله " . فخرج
بلوائه معقوداً فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي وعسكر بالجوف ، مع وجوه المهاجرين
والأنصار ، فيهم أبوبكر وعمر وأبو عبيدة ... فتكلم قوم وقالوا: أيستعمل هذا الغلام على الهاجرين
الأولين ؟ فغضب الرسول غضباً شديداًَ ، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة .... فصعد المنبر...
وقال: " أما بعد أيها الناس فما مقالة قد بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة ، ولئن طعنتم في
إمارة أسامة لقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله ، وأيم الله إنه كان للأمارة لخليقاً ، وإن ابنه من
بعده لخليق للأمارة ، إنه كان لمن أحب الناس إلي وإنهما لمحلان لكل خير ، فاستوصوا به إنه
من خياركم " . ثم نزل فدخل بيته ، وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول ... وثقل رسول
الله صلى الله عليه واله وسلم وجعل يقول : " أنفذوا بعث أسامة " . فلما كان يوم الأحد اشتد
برسول الله وجعه ، فدخل أسامة على النبي (ص) والنبي مغمور مغمي عليه ... فطأطأ أسامة
فقبله ورسول الله لايتكلم ، فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعها على أسامة ، قال: فعرفت أنه
يدعوا لي ، ورجع أسامة إلى معسكره فأمر الناس بالرحيل ، فبينما هو يريد الركوب ... توفي
رسول الله ... والغريب في الأمر هو: الحاح الرسول على ضرورة مسير جيش أسامة إلى الوجهة
التي وجهها إياه على الرغم من مرضه ، وأعجب من ذلك هو تلكؤ القوم وتملصهم عن تنفيذ أمر
النبي ، فكأن هناك أمراً خفياً يتنازع عليه الطرفان . ترى لماذا ألح الرسول على إنفاذ الجيش في
تلك اللحظة الحاسمة من حياته ؟ لماذا وضع في الجيش كبار الصحابة وفي مقدمتهم أبوبكر وعمر
واستثنى " علي بن أبي طالب " ؟ ولماذا جعل أسامة قائداً للجيش رغم احتجاج كبار الصحابة ؟
لماذا أحجم القوم عن تنفيذ أوامره ؟ هل رغب الرسول في إخلاء الجو ل" علي " ؟ وشعر القوم
بذلك فأحجموا ؟ تلك أسئلة محيرة دون شك . ثم هل هناك من صلة بين مسألة جيش أسامة وبين
رواية الدواة والقرطاس ؟ ومما يجعل هذا الأمر المعقد أكثر تعقيداً ، هو أن الرسول قد فقد قدرته
على النطق قبيل وفاته وأثناء الانشغال بجيش أسامة ، ولكن إشارته باليد إلى أسامة أبلغ وسيلة
عن رغبته في إنفاذ ذلك الجيش الذي لو نفذ لتغير مجرى التاريخ الإسلامي تغيراً كبيراً .
|
|
|